الأربعاء، 3 سبتمبر 2008

يوميات فينيسيا 8





هناك مجلة واحدة يومية هي مجلة "تشياك" Ciak تصدر (في معظمها باللغة الإيطالية) تصاحب عروض المهرجان. طبعا في مهرجان كان هناك حوالي 8 مجلات يومية، لكن السبب ليس في أن هذا المهرجان أغنى من ذاك، فالمهرجانان لا ينفقان مليما واحدا على هذه المطبوعات، على عكس بلادنا العزيزة التي لاتزال "ماما الدولة" – التي أصبحت فاسدة الآن حتى النخاع بكل أسف- هي المسؤولة عن كل شئ، بما في ذلك المطبوعات الموازية رغم الكلام الكثير المكرر والمعاد عن دو البيزنس وأصحاب السعادة رجال الأعمال.
أما السبب في أننا في "كان" نحصل على 8 أو 9 مطبوعات وواحدة فقط في فينيسيا فيعود إلى وجود سوق هائل في كان، بينما هناك سوق محدود للغاية في فينيسيا وهو ما أرجعه ماركو موللر مدير مهرجان فينيسيا في حديثه معي إلى أن موعد اقامة المهرجان لا يناسب الأفلام التجارية الأمريكية.
المهم أن "تشياك" تستطلع يوميا آراء 20 ناقدا من نقاد السنما في الصحف والمجلات الرئيسية في إيطاليا مثل لاريبوبليكا واليونيتا وكورسيرا ولاستامبا والتومبو والمانيفستو وغيرها.
الطريف أن الفيلم الذي يتصدر الترشيحات حاليا بعد عرض ثلاثة أرباع أفلام المسابقة، هو فيلم الرسوم الياباني الطويل "فوق ربوة على شاطئ" لمخرج هاياو ميازاكي. فهل تفعلها لجنة التحكيم وتمنح فيلما من أفلام الرسوم الأسد الذهبي؟
شخصيا أستبعد هذا، ليس لأنني لا أحبذ فوز هذا الفيلم الذي لم أشاهده على أي حال، بل لأن فيم فيندرز رئيس لجنة التحكيم ليس من السينمائيين الذين يرحبون كثيرا- في اعتقادي- بمنح الجائزة الكبرى لفيلم من أفلام الرسوم. وأظن، وبعض الظن إثم، أنه قد يتحمس أكثر لفيلم مثل الأمريكي The Burning Plain فهذا الفيلم الذي كتبه جيلرمو أرياجا Arriaga كاتب سيناريو أفلام اليخاندرو جونزاليس (أموروس بيروس، 21 جراما، بابل) هو أولا واحد من أفضل ما عرض في هذه الدورة، وثانيا هو أقرب إلى عالم فيندرز نفسه كما يتبدى في أفلامه الشهيرة "باريس- تكساس"، و"الملائكة تحلق فوق برلين".
والطريف أن المقال المكتوب بالانجليزية في "تشياك" يشن هجوما لاذعا على أفلام المسابقة ويتهكم بوضوح على لجنة اختيار الأفلام بل وعلى مدير المهرجان بسبب ما تعتبره كاتبة المقال ماريروسا مانوسو (ناقدة جريدة الفوجليو Il Foglio ) فشلا في العثور على أفلام جيدة تخلتف عن الأفلام "الزبالة"- حرفيا- التي تضمها المسابقة!
وتدعو الكاتبة إلى التقليل من "أنطونيوني" والإكثار من "دينو ريزي" بمعنى التقليل من الأفلام ذات التطلعات الفنية التي تريد أن تحاكي أسلوب أنطونيوني، والاعتماد أكثر على الأفلام الأكثر شعبية المصنوعة جيدا مثل أفلام ريزي.
لا أتفق معها تماما فيما وصت إليه، فهناك، خارج المسابقة، في قسم مثل "أيام فينيسيا" المخصص لسينما المؤلف، أفلام أفضل كثيرا من أفلام المسابقة.

1 comments:

غير معرف يقول...

يذكرني مقالك اليوم بما كنت قد فعلته في مهرجان الاسماعيلية عندما سمحت بانتقاد المهرجان في مطبوعته الرسمية على الرغم من أنك كنت مسؤولا عن المهرجان..! ممارسة ديمقراطية تستحق الاعجاب..
تحياتي

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger