كتابات نقدية حرة عن السينما في الحياة، والحياة في السينما............. يحررها أمير العمري
الأربعاء، 27 فبراير 2013
أمير العمري: مهرجانات السينما في مصر مثل "ليلة الزفة"!
السبت، 25 أغسطس 2012
خليل الدمون: ليس من حق مديرالمركز السينمائي المغربي إقصاء النقاد!
خليل الدمون |
![]() |
نور الدين الصايل |
نقطة ضعف أخرى تتمثل في كون المهرجان ظل حبيس البرمجة التقليدية الصرفة المرتبطة بالأفلام الروائية الطويلة في حين يمكن برمجة الفيلم الإفريقي القصير، وبرمجة الفيلم الوثائقي في إفريقيا ، وأفلام الشباب بحيث يكون لكل قسم جوائزه إلى غير ذلك من الإنتاجات الإفريقية مع طرح الصعوبات التي تعترضها للنقاش مع المعنيين بالأمر.
الخميس، 7 يونيو 2012
أمير العمري: قبلت التحدي لإدارة مهرجان الإسماعيلية
|
|
|
الأربعاء، 4 فبراير 2009
نجوى نجار: "المر والرمان" هو لون الواقع الفلسطيني


يصور هذا الفيلم بأسلوب شاعري رقيق، العلاقات الإنسانية داخل عائلة مسيحية فلسطينية من رام الله تزوج ابنها حديثا فتاة من القدس، والمشاكل التي يمكن أن تنشب بعد مصادرة السلطات العسكرية الإسرائيلية الأرض التي تملكها هذه الأسرة والتي تعتبر مصدر الرزق والحياة بالنسبة لها، ثم اعتقال ابن العائلة "زيد" ولم يمض على زواجه بعد سوى أيام محدودة.
ماذا يمكن أن تفعل الزوجة الشابة "قمر" التي تهوى الرقص الشعبي، وتكون قد التحقت بفرقة فلسطينية في رام الله، هل يمكنها أن تستأنف حياتها بعد أن اصبحت "زوجة معتقل".. متى سيخرج زوجها "زيد"، وهل ترضخ لطلب أمها وتعود إلى بيت أسرتها في القدس حتى تنجو من الواقع المرير.
الجيش الاسرائيلي يضع مجموعة من الجنود داخل الأرض المصادرة، يحرسونها بقوة السلاح ويمنعون أفراد العائلة من الاقتراب منها، والعائلة تلجأ إلى محامية اسرائيلية للطعن في قرار السلطات العسكرية بمصادرة الأرض، واجراءات التقاضي تطول، وزيد في المعتقل يتعرض لأبشع أنواع التعذيب والحبس الانفرادي، ولكنه صامد يرفض توقيع التنازل الذي يطلبونه منه والعودة إلى عروسه.
أما العروس فهي ممزقة بين واجبها الذي يتحتم عليها القيام به تجاه زوجها وأسرته، وبين إحساسها الشخصي بالجفاف والحرمان والنبذ، محرومة حتى من التعبير عن مشاعرها المكتومة ولو بالرقص.
وللمرة الأولى في السينما الفلسطينية يصبح موضوع المرأة-الجسد محورا للفيلم على نحو ما، فالعروس تعود تدريجيا للرقص، يدربها مدرب فلسطيني شاب جاء من لبنان هو "قيس"، الذي يشعر نحوها ببعض المشاعر الغامضة.. لكنه هو أيضا ممزق، يبدو في عينيه كل حزن العالم بفعل التجربة المريرة التي مر بها في الماضي.
في الفيلم بعض الإشارات إلى الرغبة المتبادلة، وإلى العلاقة مع الجسد، والتمزق بين الواجب وبين الذات، وبين الهم الشخصي والهم الجماعي. ولكن المخرجة تتوقف على استحياء دون أن تجعل المشاعر المكبوتة تعبر عن نفسها في مشاهد صريحة، اكتفاء بالإشارات من بعيد.
في الفيلم مشاهد واضحة تماما للقهر الاسرائيلي: نقاط التفتيش التي يوقف الجنود عند احداها العريس وهو في طريقه من القدس إلى رام الله مع اسرته إلى العروس، كما لو كانوا من المشتبه فيهم. وهناك مشهد مصادرة الأرض والمشادة التي تنشب بين زيد والجنود ويعتقل على أثرها. وهناك التوغل الاسرائيلي المعتاد بالسيارات العسكرية واقتحام رام الله وإرغام السكان على النزول إلى الملاجئ، وهناك المستوطنون الاسرائيليون الذي يروعون عائلة زيد ويهددونهم بالسلاح.
غير أن الفيلم ليس كسائر الأفلام التي تحكي قصة الاحتلال وانعكاساته، فالمخرجة تتمتع بحس تشكيلي واضح في تكوين اللقطات، وتستخدم الرقص كمعادل للحرية، كما تستخدم الموسيقى الفلسطينية الحزينة بآلة العود وإيقاع الطبل.. وتنجح كثيرا في تنفيذ المشاهد التي تدور داخل السجن، خصوصا عندما تزور قمر زيدا وتتلامس أيديهما عبر الأسلاك، وتطبع هي على فمه قبلة من وراء السلك رغم اعتراض الجنود الاسرائيليين.
يخرج زيد في النهاية، ويحاول العودة للتأقلم مع حياته السابقة، لكن يستغرق الأمر مرور بعض الوقت قبل أن يصبح قادرا على استئناف حياته الطبيعية مع زوجته.
وتقوم الممثلة هيام عباس بدور صاحبة مقهى كانت قد عملت بالخدمة في بيوت الأسر الميسورة لمدة أربعة عشر عاما قبل أن تفتتح المقهى الذي يلتقي فيه الجميع ويبدو هنا بمثابة رمز للاحتفال الفلسطيني بالحياة رغم الاحتلال، كما أنها هي التي تجمع بين الشخصيات وتوفق بحكمتها بين الأطراف المختلفة، وتتصدى لجنود الاحتلال وتهزأ منهم، وترفض الانصياع لأوامرهم. إنها تبدو على نحو ما، في السياق، رمزا لفلسطين نفسها.

أجريت هذه المقابلة مع المخرجة نجوى نجار أثناء حضورها مع فيلمها الدورة الثامنة والثلاثين من مهرجان روتردام السينمائي.
- أريدك أولا أن تحدثيني عن الخلفية الثقافية لك.. أين درست، ومن أين أتيت، وكيف أصبحت مخرجة سينمائية؟
- قضيت معظم حياتي خارج فلسطين في الولايات المتحدة والسعودية ثم درست في أوروبا علوم سياسية واقتصاد ثم سينما في الولايات المتحدة ثم عدت إلى فلسطين، إلى رام الله. والدي كان قد عمل صحفيا في فترة من حياته ووقتها أهداني كاميرا وكنت ألتقط بها الكثير من الصور، وكنت أيضا أقرأ كثيرا وأشعر أنني يمكن أن أعبر عما أريده بشكل أفضل من خلال السينما، وأحاول أن أعثر على لغة خاصة في التعبير.
- من أين جاءك موضوع فيلم "المر والرمان" وماذا يعني العنوان عندك؟
- عدت إلى فلسطين عام 1996، وفي سنة 2000 حدثت الانتفاضة الثانية وأصبح ممنوع علينا الحركة وبقيت مع أسرتي داخل البيت، وللمرة الأولى في حياتي أشعر أنني سجينة بالفعل. وشعرت بالغضب، وكانت التسلية الوحيدة أمامنا مشاهدة التليفزيون، لكن الصور التي كانت تعرض على محطات التليفزيون في العالم كانت تصورنا على أننا أناس يملؤهم الغضب فقط. لكني جزء من المجتمع الفلسطيني، ولذا خرجت مع الذين أصروا على الخروج وممارسة الحياة ولو حتى انتظرنا أكثر من ساعتين على حاجز تفتيش إسرائيلي. لم نجعل أي شئ يحول بيننا وبين ممارسة حياتنا العادية. في هذه الفترة كنت أقرأ في الفولكولور العربي وكنت أيضا أكتب. وقد وجدت في الفولكولور حكاية المر والرمان.. هناك داخل كل رمانة بذرة واحدة تأتي من الجنة. وبدأت أبحث في هذا الموضوع، إن هذه الرمانة هي رمز للأمل في الحياة، والمر أو المرارة هي الجانب السيء في الحياة.. هذه هي حياتنا.. مزيج من الإثنين.. ومن هنا كانت علاقتي بالموضوع.
إنني أروى في هذا الفيلم قصة امرأة تتزوج ثم يعتقل زوجها فتصبح زوجة سجين، وهي أيضا راقصة في فرقة للفولكلور الفلسطيني، وتجد نفسها سجينة مرتين: أولا داخل جسدها لأنها غير مسموح لها بالرقص كونها زوجة سجين، وثانيا سجينة في مجتمع الاحتلال والحصار.
- قبل هذا الفيلم هل كانت لديك تجربة في السينما.. في إدارة الممثلين؟
- هذا الفيلم أخذ ست سنوات من حياتي.. قبل أن يتحقق. وخلال هذه الفترة أخرجت عدة أفلام وثائقية وفيلمين قصيرين الأول دقيقتان ضمن فيلم أخرجه ستة مخرجين عن جوائز السينما الأوروبية، والثاني اسمه "ياسمين تغني". وعندما بدأت العمل في "المر والرمان" أجريت اختبارات لأكثر من مائة ممثل وممثلة.. كنت أبحث عن ممثلين يصلحون للأدوار في كل مكان: في الأردن وفلسطين ولبنان وفرنسا وأمريكا إلى أن اخترت الأفضل.. وكنت سعيدة الحظ أن أعمل مع هذا الفريق من الممثلين الموهوبين. وقد اشتركوا في العمل معي أنا التي تقف للمرة الأولى وراء الكاميرا، وهم سعداء يملؤهم الحماس. لقد كانت التجربة رائعة. كنا نعمل كعائلة واحدة. وكانوا يتعاونون معي في إنجاز الفيلم وفي تقديمي لعائلات فلسطينية أخرى.
وعندما جاءت المصورة ناقشت معها كيف يمكن أن تروي كل لقطة شيئا ولا يكون الهدف من التنويع في اللقطات مجرد الانتقال بين صورة وصورة أخرى لها حجم مختلف. كنا مثلا نناقش كيف يمكن أن نصور شخصية البطلة التي هي راقصة ومن أي زاوية، وكيف يكون من الأفضل أن نصور باستخدام الكاميرا المحمولة على الكتف (المهتزة) مشاهد مصادرة الأرض، كنا نريد أن يرى المشاهد الفيلم بإحساس جديد يختلف عن المتابعة الآلية لزوايا التصوير كما درسناها.
كنا نناقش الألوان التي نريد استخدامها في الفيلم. الأحمر معادل للحياة، والأخضر.. ركزنا على هذين اللونين، على ألوان العلم الفلسطيني.. ألوان فلسطين المنسية في السينما فدائما ما نرى الأشياء أسود وأبيض، فقد اثر الاحتلال كثيرا على رؤيتنا للأشياء. لقد أردنا أن نحتفل بفلسطيني الجميلة في هذا الفيلم.
- أريد أن أسالك عن اختيارك للممثلين.

- ياسمين المصري التي تقوم بالدور الرئيسي (قمر) هي ممثلة فلسطينية تعيش في لبنان، وقد لعبت دورا رئيسيا في فيلم "سكر بنات"، ومن حسن الحظ أنها تحمل الجنسية الفرنسية أيضا ولذلك تمكنا من ادخالها إلى القدس ورام الله. وهي أيضا راقصة، ولذا كانت مناسبة تماما للدور. وخصوصا أنها كانت المرة الأولى التي تأتي فيها إلى فلسطين، فهذا العامل كان شديد الأهمية بالنسبة للفيلم، فقد كنت أريد أن أصور لحظة اللقاء الأول، إنها تلعب دور عروس جديد تذهب لكي تعيش في رام لأول مرة في حياتها، ولم تكن تشعر بالراحة مائة بالمائة.. هذا الشعور بعدم الراحة، أو بالقلق كان حقيقيا لدى الممثلة وأردت الاستفادة من ذلك في الفيلم. أما أشرف فرح الذي يلعب دور زيد (الزوج) فلم يسبق له التمثيل من قبل، ولكن عندما وضعت الإثنان معا كان هناك نوع من الانسجام في الأداء فيما بينهما على الفور. أما علي سليمان الذي لعب دور قيس مدرب الرقص، فهو مناسب تماما للدور، ففي عينيه حزن خفي، وهو يتمتع أيضا بالرقة والحنان، كان لديه كاريزما معينة تخفي ألما وتجربة إنسانية عريضة. أما هيام عباس التي تلعب دور أم حبيب فلم يكن عليها أي نقاش. لقد جاءت وارتدت الدور وكأنه مصنوع خصيصا لها ومنحته أبعادا أعمق.
- كيف كانت تجربة التصوير في رام الله والقدس، وما هي المشاكل التي واجهتك هناك؟
- كانت تجربة شديدة الصعوبة. لقد أجرينا الكثير من التحضيرات والاستعدادت. ذهبنا إلى مواقع التصوير، ودرسنا كل شئ، ماذا سنفعل وماذا نريد، وكيف ستتحرك السيارات، وكم أفراد طاقم التصوير، وما هي المشاكل التي يمكن أن تقع لنا وكيف يمكننا التغلب عليها، هل في هذا المكان حاجز اسرائيلي، وماذا سنفعل إذا أوقفونا وما هو البديل لهذا الموقع.. إلخ. - لقد حاولنا بقدر الإمكان أن نتحسب لكل شئ، لكن التصوير في واقع تحت الاحتلال يجعل الأشياء عرضة للمزاجية والعشوائية، فمن الممكن أن يكون مزاج الجندي الاسرائيلي متعكرا فيقرر أن يوقف التصوير مثلا. كان لدينا طاقم تصوير وممثلين من حيفا وعكا ونابلس وايطاليا وفرنسا وفلسطينيون من غزة ولبنان، وكانت كل جماعة من جهة ما تحمل بطاقات لها لون معين. وكانت هناك مشاكل في انتقال الممثلين بسبب قرارات المنع الاسرائيلية التي تحظر مثلا انتقال أي شخص من القدس وحيفا ويافا ممنوع يدخلون إلى الضفة، والقادمون من غزة والضفة ممنوع دخولهم للقدس.. وهكذا كان هناك كابوس لوجستي.
- أخيرا.. لمن صنعت هذا الفيلم: هل للجمهور في العالم الخارجي أم للجمهور الفلسطيني، وهل عرض في فلسطين؟
- آمل أن يتمكن هذا الفيلم من التحدث بلغتين، فأنا لم أصنعه فقط للعرض في الداخل ويلقى التقدير ولا يصل للجمهور في العالم الخارجي، خصوصا في الغرب، ليس كافيا، والعكس صحيح أيضا. إنه يصور جانبا من حياتنا ومن معاناتنا وهذا الجانب من المهم أن يصل وهو لم يعرض بعد في فلسطين وهو لم يعرض بعد في الداخل لكنه سيعرض قريبا في مارس، ولكنه عرض في مهرجان دبي السينمائي ولقى استجابة جيدة.
الجمعة، 5 سبتمبر 2008
مقابلتي مع ماركو موللر مدير مهرجان فينيسيا
وتولى موللر بعد ذلك منصب مدير مهرجان لوكارنو الذي رحب بالأعمال الجديدة لأسماء البكري ويسري نصر الله ومحمد ملص والناصر الخمير وغيرهم. لكن موللر أهمل السينما العربية وأخذ يتعامل معها بالجملة، متناسيا أن هناك سينما مصرية عريقة تملك وحدها تراثا أكبر من تراث 7 من دول أورونبا الغربية مجتمعة، والسينما السورية، والسينما اللبنانية، ولا يهتم بالتعامل مع المواهب الجديدة التي تنشأ في هذه البلدان بل يكتفي بفيلم واحد (عادة من المغرب العربي وممل فرنسيا) للقول إن السينما العربية ممثلة والسلام. وقدحملت تساؤلاتي وذهبت إلى لقاء نوللر لكي أعرف منه كيف يعمل وماذا يتوقع للمستقبل، وأيضا أواجهه بما يقال عنه ومن تعمده تهميش الأفلام العربية. وقد دار حواري معه على النحو التالي:
** أولا حدثنا عن طريقتك في العمل لإقامة مهرجان كبير بحجم فينيسيا سنويا.. هل تعتمد على لجان للمشاهدة والاختيار أم تشاهد الأفلام بنفسك خصوصا أفلام المسابقة؟
* أولا المهرجان جزء من مؤسسة كبيرة هي مؤسسة بينالي فينيسيا للفنون، وهي مؤسسة تقيم مهرجانات للمسرح والموسيقى وتنظم معارض مختلفة للفنون التشكيلية والعمارة، ولذلك لدينا أطقم مدربة من الموظفين على درجة عالية من الكفاءة تعمل على مدار العام. أما بالنسبة للاختيار فلدينا نظام متكامل من المستشارين والمراسلين.
هناك درة بو شوشة، وهي تونسية لكنها تنتقل إلى مهرجانات وبلدان كثيرة، وقد أصبحت حاليا مديرة مهرجان قرطاج السينمائي، وهي ترشح الأفلام لنا. ثم لدينا لجنة اختيار تتكون من 5 أشخاص معظمهم من الشباب بين 30 و40 عاما، ثم هناك أنريكو ماجريللي الذي يقوم بدور "كاجيموشا" أو الرجل البديل لي شخصيا، وكنا قد بدأنا العمل معا لمهرجان فينيسيا في عام 1979 أي منذ حوالي 30 عاما.
ما يحدث هو أننا نشاهد الأفلام معا، ولكن لا أستطيع مشاهدة كل الأفلام لأنني أكون أحيانا مشغول في الرد على مكالمات هاتفية ومخاطبة السينمائيين ومكاتبتهم عن طريق البريد الالكتروني. لقد شاهدنا جميعا معا حوالي 3 آلاف فيلم طويل، شاهد المراسلون والمستشارون منها حوالي النصف، أما النصف الآخر فقد شاهدت منه حوالي 800 فيلم. وأنا أفضل الترحال بنفسي خصوصا إلى آسيا لأنني أتكلم عدة لغات آسيوية، إلى الصين وهونج كونج وتايوان واليابان. ولدينا أحد المساعدين في لجنة الاختيار يجيد اللغتين الكورية والأندونيسية، ةقد قضى حوالي شهرين في فيتنام وتايلاند وكوريا.
** وهل أنت سعيد باختيارات هذا العام خاصة أفلام المسابقة الرئيسية التي تضم فيلمين من أفلام الرسوم من اليابان، أليس معنى هذا أنك ربما أردت ان تستكمل العدد الى 21 فيلما بينما كان يمكن الاكتفاء بـ 19 فيلما مثلا أو 20.
* لقد اخترنا 21 فيلما لأن الأفلام فرضت نفسها. إذا لم تكن قد شاهدت فيلم المخرج الياباني هايو ميازاكي إذهب وشاهده بعد ظهر اليوم لأنه أحد الأفلام التي تدخل السعادة على القلب وتجعل المرء يتمتع بالحيوية لمدة يومين أو ثلاثة على الأقل. أما فيلم الرسوم الياباني الثاني فهو فيلم مختلف تماما وقريب من عالم بيتر بان الذي نعرفه جيدا في مجتمعاتنا المعاصرة.
* كان يهمنا كثيرا تقديم فيلم مثل الفيلم المصري الذي حصل على جائزة أحسن فيلم في مهرجان تاورومينا وهو فيلم "عين شمس" للمخرج ابراهيم البطوط، لكن لم يتقدم أحد بالفيلم إلينا، وقد عرفنا عنه بعد أن كان الوقت قد أصبح متأخرا. وقد ضمته مندوبة المهرجان درة بوشوشة إلى أفلام مسابقة مهرجان قرطاج.
كان هناك فيلم مصري كنت أرغب تماما في العثور على مكان له في المهرجان وهو فيلم "خلطة فوزية" لمجدي أحمد علي. وأنا من المعجبين بالأفلام التي يصنعها مجدي لأنه واحد من السينمائيين القليلين في مصر الذين يعملون عند الخط الرفيع بين الفيلم الفني والفيلم التجاري، بين الجماهيري والنخبوي، وهو يفعل هذا في فيلمه الجديد الذي أعجبني حقا. ولكن لأنني يجب أن أشرك لجنة الاختيار معي، كنا في حاجة إلى أن نرى هذا الفيلم قبل فترة كافية وأن نناقشه، لكنه لم يصل إلينا إلا يوم 20 يوليو الماضي ونحن ننتهي من الاختيارات، وقد شاهد أعضاء اللجنة الفيلم ولم يفهموه. لم يفهموا أهمية الفيلم أو جرأته. لكني لا أحاول التماس الأعذار لهم. ولكن يجب أن تعلم أنه في توقيت صعب كهذا يجب أن يحصل الفيلم على إجماع اعضاء اللجنة على الفور لكي يشارك، وإلا يستبعد. وهذا للأسف ما حدث. ولم أستطع إعادته للمناقشة مرة أخرى.
أعتقد أنه يتعين علينا أن نجذب اهتمام السينمائيين العرب إلى مهرجان فينيسيا بأن نبذل جهدا أكبر، أعرف أن المخرجين مهتمون بالأمر أما منتجو الأفلام فليس لديهم اهتمام بالمهرجانات الدولية الكبيرة.
* لا أعرف ما إذا كان هذا ما نريده، بمعنى أننا لن نستطيع أن نكون مهرجانا له سوق كبير للأفلام لأن مواعيد اقامة المهرجان ليست مناسبة. فلأن مهرجان فينيسيا ينعقد في أواخر الصيف وبداية الخريف فنحن نريد أن نسلط الإضواء على أفلام جديدة ستعرض خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة في العام قبل هجوم أفلام أعياد الكريسماس، لأن الأفلام التي نعرضها هي أفلام جادة تحتاج إلى جمهور مختلف أكثر معرفة وثقافة. "
مشكلتنا هي أننا نخضع لنوع من رقابة السوق التي تفرض أفلاما معينة في ايطاليا وفي البلدان الأوروبية المجاورة. وهذا يشمل استبعاد الأفلام العربية والأفريقية. لا أعتقد أنه تم توزيع أي فيلم عربي أو افريقي في ايطاليا خلال الثمانية عشر شهرا الأخيرة. ولهذا السبب نحن في حاجة إلى مهرجانات لليسنما، وأيضا هذا يجعلني أحرص على احترام آراء لجنة الاختيار التي تضم نقادا من الشباب أساسا، لأنهم يقولون لي ما هي الأفلام التي يمكنها أن تستمر في الحياة بعد عرضها في المهرجان وتجد طريقها للتوزيع. وهذه أيضا إحدى مهامنا أي ضمان حياة أطول للأفلام فيما بعد المهرجان. القصر الجديد للمهرجان سيضم قاعات للاجتماعات وقاعات للمشاهدة ويسعى لجعل فينيسيا مدينة حية طوال العام.
المنتجون السينمائيون الجدد الذين يتمتعون بالحيوية في العالم العربي يعرفون أنني عندما أنشأت جوائز هيوبرت بالس في مهرجان روتردام، ثم نظام دعم الأفلام في لوكارنو، كان هدفي الأساسي أن يكون لدينا مهرجان للأفلام الموجودة، ومهرجان للأفلام التي نريدها أن توجد، المنشآت الجديدة أيضا سيكون لها مضمون، وبهذا المعنى يمكنني أن أجيب عن سؤالك الخاص بعلاقتنا بالعالم العربي والسينمائيين العرب بأننا سنسعى لتحسين علاقتنا بالمشرق.
** ماذا يعني لديك إهداء هذه الدورة من المهرجان للسينمائي المصري الراحل يوسف شاهين؟
* أعتقد أنه بسبب الوضع الحالي للسينما فنحن في حاجة للعودة إلى الفنان نفسه وعالمه، إلى فنان وإنسان رائع أحب السينما الأمريكية، ودرسها وعرف ما يأخذه منها وما يتركه، ثم ابتكر سينما جيدة، هو والمخرج السنغالي عثمان سمبان الذي كان أيضا صديقا مقربا، وربما كان يتعين علي أن أهدى الدورة الماضية إلى سمبان.
لقد علمنا الإثنان أن السينما هي الأفلام التي نشاهدها، وكان يوسف شاهين يتعامل مع كل فيلم جديد يخرجه كما لو أن السينما لم تخترع بعد، وكان بالتالي يتيح لنفسه الفرصة للابتكار والخلق، وهذا النوع من الحرية هو شئ نفتقده بشدة اليوم.
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com