‏إظهار الرسائل ذات التسميات رسائل. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات رسائل. إظهار كافة الرسائل

السبت، 11 يناير 2014

رسائل وردود






وصلتني أخيرا مجموعة من الرسائل من قراء هذه المدونة أعرض هنا لبعضها خاصة من يطرح تساؤلات محددة بعيدا عن المديح الشخصي والثناء على ما أقوم به من جهد متواضع لا أراه يستحق الشكر..

·      أولا رسالة من القارئة عبير من القاهرة ترحب بعودة المدونة الى النشاط السابق ونشر المواضيع "الساخنة" – حسب وصفها- وتتساءل لماذا انقطعت فترة عن الكتابة للمدونة، ولماذا أمتنع أحيانا عن ذكر أسماء من أقصدهم بالانتقادات.
إجابتي أنني لم أنقطع بل قلت مساهماتي فيها بقدر انشغالي كثيرا في الكتابة لمواقع أخرى أراها أيضا مهمة، كما أن الكثير مما أرشه من مواضيع أو بالأحرى، آراء "ساخنة" تتسبب أحيانا في اساءة الفهم أو في قيام بعض من يستمتعون بتصيد أي شيء والاسراع بالوشاية بغرض احداث الوقيعة بين الأصدقاء وتفسير أي طلمة أككتبها على اعتبار أنها موجهة لفلان أو علان، علما بأنني لست معنيا بأشخاص معينين لا اجدهم يمثلون لي أي خطورة أو تهديد بل الحياة كما هو معروف (اختيارات).. وأضيف أنني لا أمتنع عن ذكر الأسماء بوضوح عندما أقصد التصدي لشخص معين يمثل حالة خاصة، أما المواضيع التي لا نذكر فيها أسماء محددة فيكون الهدف منها عادة التعامل مع ظاهرة ما أو حالة معينة لا ترتبط بشخص واحد بل بالكثيرين.

·      رسالة من القاريء فاضل من العراق يسأل عن كتب جديدة تطون قد صدرت لي.. والحقيقة أن آخر أو احدث كتاب صدر لي كان في أوائل العام الماضي 2012 وهو كتاب "سينما الخوف والقلق" ولم تصدر بعده كتب لي غير أن لدي حاليا كتابا جاهزا أعده للنشر قريبا.  فدعونا نتفاءل بعام 2014.
·      رسالة من الصديق "س" من فلسطين: يقول إنه يتابع ما أكتبه باستمرار ويتساءل عن سر انقطاعي عن مهرجانات سينمائية كعينة في العالم العربي. والاحابة: ليس هناك اي موقف من أي مهرجان.. لكنها الظروف التي تفرض على المرء أحيانا أن يقلل من السفر خاصة مع طول المسافات وخاصة أيضا وانا من النوع الذي يكره الرحلات الطويلة بالجو، وربما يكون هذا تحديدا السبب في أنني لم أسافر في حياتي حتى وقتنا هذا الى الغرب الأمريكي حيث عاصمة السينما العالمية هوليوود مثلا!
·      من مصر يكتب صلاح السيوي: "أعتقد ننا في حاجة كاسة لمراجعة موضوع النقد السينمائي بعد أن أصبحت كتابة النقد مسألة يستسلها الكثيرون الذين يكتبون يوميا على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي مثل توتير وفيسبوك وغيرها.. ويدلون بآراء خطيرة عن كثير من الافلام التي تستحق بيانات وافية اكثر تعمقا من الاحكام السريعة المبتسرة التي نقرأها". ويتساءل الصديق في نهاية رسالته: ماذا يمكن عمله بالنسبة لهذه الحالة المنتشرة؟
رأيي الشخصي أن هذه الكتابات ليست "مؤثرة" كثيرا على عكس ما يعتقد الكثيرون، بل هي تدور عادة في اطار مجموعات محددة من الاصدقاء الموجودين في هذا العالم الافتراضي، ولا أحد ممن يهتمون حقا بالسينما يأخذ هذه التعليقات والآراء السطحية الانطباعية مأخذ الجد خصوصا وأنها تكتب عادة باللغة العامية المبتذلة، وتنضح بالكثير من المجاملات. اتركها تموت بالسكتة القلبية أفضل.

الجمعة، 24 سبتمبر 2010

سينما مغربية.. سينما عربية

تلقيت رسائل كثيرة خلال الفترة الماضية يثني فيها أصحابها على ما أقوم به من جهد، وهو أمر يسعدني بكل تأكيد واشكر بدوري أصحاب هذه الرسائل على ثقتهم الجميلة في شخصي وفي قلمي، لكني أعتذر عن عدم نشر رسائلهم بسبب طابعها الشخصي، وأكتفي فقط بنشر الرسائل التي تثير بعض القضايا العامة التي قد تهم القراء الذين يداومون على التردد على هذه المدونة. من هذه الرسائل أختار هذه الرسالة التي وصلتني أخيرا من الناقد السينمائي الأستاذ حسن وهبي من المغرب تعليقا على الحديث الذي أدليت به لصحيفة "الأمة العربية" الجزائرية اليومية أخيرا. وهذا نص الرسالة.

الصورة: نور الدين الصايل

الأخ أمير العمري

تحية احترام وتقدير

اكتب لك هذه المرة لأشكرك على المجهودات التي تبذلها من اجل الكتابة على مدونتك الجميلة. كما اكتب لك بعد اطلاعي على الحوار الذي أجرته معك "الأمة العربية" الجزائرية ليوم 11 شتنبر 2010 من اضافة بعض المعلومات فقط بخصوص الحالة التي يعيشها المغرب من حيث الانتاج السينمائي وكذا دور المهرجانات السينمائية العربية و بالخصوص المغرب.
فيما يتعلق بالسينما العربية اتفق معكم ان تطورها مرتبط بالارادة السياسية والتي غالبا ما تضع هذا الاهتمام في المرتبة الاخيرة ولا يأتي التنافس الا في سياق التسابق الاعلامي او الاقتصادي والسياسي بحثا عن ارقام لا جدوى من ورائها. لكن الاستثناء موجود بالمغرب الذي اصبح ينتج 15 فيلما في السنة بالرغم من انها لا تحصل على جوائز دولية وان حصلت بعضها على جوائز مهمة.
ان المؤسسة العمومية بالمغرب قررت أن تدعم السينما المغربية بما يكفي من تمويل وفق نظام خاص تنفذه لجنة تتكون من السينمائيين والنقاد والمهنيين والمثقفين تعمل على قراءة السيناريوهات المقدمة للمركز أو التمويل أو التمويل بعد الانتاج. واذا تميزت السينما المغربية بتطورها على مستوى الكتابة السينمائية والتقنية. فهي اليوم تعرف تقدما على أيدي مجموعة من المخرجين الشباب من طينة محمد مفتكر وفيلمه الطويل الاول "البراق" الحاصل عل مجموعة من الجوائز و محمد عهبنسودة صاحب اول تجربة طويلة كذلك "موسم لمشاوشة" ومحمد شريف طريبق .. كلهم شباب حصلوا على جوائز مما ينم عن مجيئ جيل جديد من السينمائيين المغاربة. دون الاستهانة بالرواد وهم ينخرطون في الكتابة السينمائية المتميزة نذكر المخرج داوود أولاد السيد صاحب "في انتظار بازوليني" و جيلالي فرحاتي المبدع الممتد من "شاطئ الاطفال الضائعين" إلى "الذاكرة المعتقلة".
أخي الكريم لا اقصد الدفاع من منطق اقليمي لكن المؤسسة العمومية والتي يقودها السيد نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي قد اعطى دفعة قوية لعجلة الانتاج السينمائي والارقام دليل على ذلك . الا ان مشكل القاعات السينمائية لازال مطروحا بشدة . اذ عندما تغلق قاعة سينمائية يصعب اعادة فتحها من جديد بالرغم من التسهيلات التي تقدمها الدولة لمشاريع القاعات السينمائية . لولا المركبات السينمائية حيث تتجمع قاعات سينمائية في مكان معين وتسمى " ميكاراما" موجودة اليوم اكبر المدن المغربية حيث بإمكان المشاهد اختيار القاعة/ الفيلم الذي يريد مشاهدته و قد قامت كذلك مجموعة أرباب القاعات بإعادة هيكلة قاعاتها مثل قاعة سينما كوليزي بمدينة مراكش . الا أن هذه التجارب الصغيرة والقليلة لا تكفي لسد حاجيات السكان الذين يزدادون بشكل مهول. صحيح ان التجربة جميلة وتستحق كل تقدير لكن مطمح النقاد والمهتمين لازال كبيرا من اجل المزيد من الابداع و المزيد من الانتاج وهي السياسة التي يدافع عنها الناقد والسينمائي نور الدين الصايل منذ كان رئيسا للأندية السينمائية إلى التلفزيون إلى المركز السينمائي ويسير في نفس الاتجاه عدد كبير من النقاد السينمائيين المغاربة .
وبخصوص المهرجانات السينمائية اتفق مع الافكار الواردة في حوارك. الا ان بعض مهرجانات المغرب يمكن الاشارة الى تلك التي تطمح إلى الدولية كمهرجان مراكش وهنا قد تكون ملاحظتك جد صحيحة بخصوص التنافس المهرجاني العربي لكن كن على يقين ان هذا المهرجان والذي تتبعته من بدايته إلى اليوم قد اعطى دفعة جديدة إلى السينما المغربية والانتاج السينمائي بفعل التواصل الذي يحققه اثناء انعقاد دوراته وخلال فقرته التي تتناول الاشكاليات العامة للسينما. وتدفع إلى التكوين السينمائي وخاصة الشباب واليوم يتوجه المهرجان إلى ابداعات الشباب وانتاجات التربوية و التلاميذية.. أما المشاهدة فلا ينكر احد تلك الأفلام الرائعة التي قدمت لنا نحن المشاهدون في دول الجنوب وعلى الشاشة الكبرى واتذكر هنا تلك الأفلام الاسبانية والامريكية الجنوبية والايطالية رغم ما يوجه اليها من انتقاد اليوم.
اما مهرجان السينما الإفريقية و الذي بدأ كملتقى على يد الجامعة الوطنية للأندية السينمائية وهو اليوم يعد من اهم المهرجانات الإفريقية بعد واغادوغو ببوركينا فاسو. اذا لم نقل انه اكبر منافس له. ولعل الندوة التي تناولت موضوع التعاون جنوب/ جنوب قد ابانت عن تجربة المغرب في مجال التعاون مع دول الجنوب بالقارة الافريقية وشهادة السينمائيين الافارقة تدل على الخدمات التي يقدمها المركز السينمائي المغربي للسينمائيين الافارقة كما هو الحال مع السودان ومالي وغيرها ونبه نور الدين الصايل في الندوة اننا لن نعيد انتاج السينمائيين الكبار كعصمان صمبين لهذا علينا الاستمرار بما نتوفر عليه من امكانيات تقنية وابداعية ومالية .
المهرجان هو فرصة للتواصل وتبادل التجارب والخبرات وتشجيع للإنتاج المشترك و الانتاج الوطني كذلك و الكتابة النقدية السينمائية . اليس من حقنا ان نصنع مهرجانات سينمائية اقليمية متميزة تلبي حاجيات القارة او البلد ؟
مودتي حسن وهبي- المغرب

تعليقي على رسالة الأستاذ حسن وهبي كالتالي:
أولا كنت ومازلت، من أكثر الداعمين للأفلام المغربية، ومن اكثر النقاد الذين يكتبون بالعربية اهتماما بنقد وتحليل الافلام المغربية، وهذا أمر معروف ليس في حاجة إلى تذكير، وكان أحدث ما نشرته في مجال نقد الأفلام المغربية هو مقالي المنشور في موقع "الجزيرة الوثائقية" الاسبوع الماضي عن فيلم "كازانيجرا"، فحتى لو فاتني أن أكتب عن الفيلم في حينه أعود إليه ولا أنساها بعد فترة. وفي هذا الإطار أنا لا أهتم لا بالإقليمية، ولا بالمواقف الشخصية الخاصة بالقائم على الدعم الحكومي للأفلام في المغرب، وهو في هذه الحالة السيد نور الدين الصايل مدير المركز السينمائي المغربي. وإن كنت بحكم تكويني وخبرتي في هذا المجال، أميل كثيرا إلى عدم المبالغة في قيمة شخص ما ايأ كان، ولا في إسباغ العظمة والمجد عليه، خصوصا إذا كان مثل الصايل، المعروف بعدائه الشديد للنقاد العرب الذين تعمقوا في فهم السينما وقضاياها على مدى سنوات طويلة، فيما عدا حفنة يقل عددها عن عدد أصابع اليد الواحدة، من أصدقائه الشخصيين الذين يتولون تلميعه في أجهزة الإعلام التي يعملون بها، ولحسن الحظ: لست منهم ولا أريد.
ثانيا: إنه لمن المرحب به بكل تأكيد، أن يكون المغرب الدولة الوحيدة التي تنتج هذا العدد من الأفلام بعد مصر، لكننا لازلنا نأمل أن يتحول ظهور الأفلام في المغرب إلى حركة حقيقية للإنتاج السينمائي، أي في وجود ستديوهات ودور عرض سينمائي متعددة وسوق داخلي يسمح بإعادة تمويل الأفلام المحلية دون حاجة دائمة إلى التمويل الفرنسي، وفي ظل وجود سينمائيين مغاربة مؤهلين للعمل في هذه الافلام في مجالات المونتاج والتصوير والصوت والديكور... وغير ذلك، وهي أركان العمل السينمائي وكلها لاتزال تعتمد على العنصر الأجنبي وخصوصا الفرنسي (وليس العربي بالمناسبة!). وهذا ما كنت أقصده عندما تحدثت عن غياب سينما حقيقية عربية في ظل غياب كل هذه الأركان الأساسية.
ثالثا: حديثي عن المهرجانات السينمائية التي تقام في البلدان العربية يستند على تجربتي الشخصية الطويلة منذ ثلاثين عاما، مع مهرجانات مثل قرطاج والقاهرة ودمشق وتطوان وأبو ظبي ودبي والاسماعيلية وغير ذلك. وكلها تشترك في اهتمامها الكبير بحفلات الافتتاح والختام والبساط الأحمر وما إلى ذلك، لكنها تشترك جميعا (وهذا كلام نشرته أكثر من مرة) في إهمالها التام لتخصيص عروض خاصة للنقاد مثلا، وتنظيم مؤتمرات صحفية أو ندوات حقيقية لمناقشة الأفلام المتسابقة على الاقل، يديرها نقاد لهم وزنهم بما يضفي عليها طابعا ثقافيا حقيقيا يحقق فائدة ومردودا فكريا، وليس مجموعة من مديري الدعاية أو الموظفين في المهرجانات الذين يكتفون بمجرد "تحريك" الأسئلة وكاننا في حصة مدرسية. لكنها أزمة الحرية بالطبع.
من جهة أخرى، لم يسبق لي الذهاب إلى مهرجان مراكش الذي يشيد به الصديق حسن ايما إشادة.. غير أنني أعلم من أصدقاء مقربين لي في المغرب أن مراكش يتعامل مع نفسه على أنه مهرجان فرنسي يقام في أرض مغربية، ولا أعرف كيف يمكن قراءة هذه المقولة. ولأن السيد الصايل المهيمن على شؤون معظم المهرجانات في المغرب بحكم منصبه وقربه من السلطة، هو الذي يتحكم فيمن يحضر أو لا يحضر مثل هذه المهرجانات (ومهرجان خريبكة من بينها) فلم أسعد بالمرور بتجربة مهرجان مراكش أو سواه من مهرجانات السيد صايل الذي كما أشرت، يسعده بكل تأكيد حضور نقاد من فرنسا، ولا يسعده حضور النقاد العرب الذين يفوقون كثيرا نقاد الشانزليزيه، وذلك لأسباب ترجع إلى التكوين الشخصي الخاص جدا للسيد صايل نفسه، وهو أمر معروف للكثيرين في المغرب لا أرغب في الخوض فيه.
أخيرا: إن مواقف السيد صايل وغيره من القائمين على أمر المؤسسات السينمائية العربية متطابقة بالنسبة لي، مثل محمد الأحمد في دمشق، وعلي أبو شادي في مصر، وغيرهما، الذين أصبحوا منذ دهر، موظفين لدى جهاز الدولة، وخرجوا بالتالي من حلبة النقد السينمائي والعمل الثقافي الفكري المستقل. أرجو أن يتقبل الصديق حسن تعليقي هذا بسعة صدره المعهودة، وطبعا، الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية.. كما أرجو.

الجمعة، 30 يوليو 2010

ردود مؤجلة: عن توفيق صالح وفيلليني وجيتراي ومشهراوي


اقتضت الظروف تأجيل الرد على عدد من الرسائل التي وصلت من الأصدقاء ومناقشة ما جاء فيها هنا في هذه المدونة. فعذرا. وها أنا أحاول الإجابة عن بعض هذه التساؤلات الأخيرة......
* هناك أولا بعض الرسائل التي تتساءل عما إذا كنت طرفا في مدونة جديدة صدرت باسم "سرقات سينمائية". ولهؤلاء أقول بوضوح إنني بلا اي شك مع فكرة التصدي لمحاربة السرقات الأدبية والفكرية خاصة على الفضاء الالكتروني، من باب أن للناقد والكاتب كل الحق في الحصول على حق النشر، وليس من حق أي شخص أن ينهب جهد الآخرين وينسبه إلى نفسه.
ولكني أؤكد ايضا لهؤلاء أنني لست طرفا في هذه المدونة التي صدرت أخيرا، ولست من أعضاء هيئة تحريرها ولا صلة لي بها، بل إنني رفعت زاوية من زوايا مدونتي "حياة في السينما" كانت تحمل عنوان "سرقات سينمائية" لكي لا يختلط الأمر على الآخرين. والواضح لي من المدونة الجديدة أنها لا تهتم فقط بالجانب الذي يعنيني وهو سرقة النصوص النقدية بل تتطرق إلى جوانب أخرى مثل عمل مديري المهرجانات ومبرمجي الأفلام والمشرفين على التظاهرات السينمائية، وغير ذلك من الامور.
* هل يمكن تنسيق عمل النقاد في تجمع عربي يضمهم؟ سؤال طرحه كثيرون أيضا سواء من خلال الرسائل أو بشكل مباشر اثناء زيارتي الأخيرة إلى القاهرة. وردي على ذلك بكل بساطة إنه ما لم توجد اساسا تجمعات لنقاد السينما (محلية) أي في البلدان العربية التي تعرف النشاط السينمائي، تتولى حمايتهم والدفاع عن مصالحهم وتمثيلهم أمام الجهات الرسمية المحلية والدولية، فلن يكون لأي اتحاد عام أي معنى خصوصا لو نشأ في المهجر أي في أوروبا او أمريكا مثلا.
---------------------------------------------------------------------
* تلقيت قبل فترة هذه الرسالة الطويلة من الصديق محمود مخلص:
أكتب إليك بعد فترة طويلة من الغياب منذ آخر رسالة والتي كنت اتكلم فيها عن افلام الاوسكار. ولكن هناك الكثير من الاحداث التي حدثت ومنعتني من الكتابة ولكن لم تمنعني من متابعة المدونة، فقد توفي والدي منذ شهرين وظهرت لنا البيروقراطية المصرية في احلي صورها والتي لاتحترم اي نوع من حزن الاهل علي وفاة الميت.
تابعت كلامك عن صلاح عيسي والمثقفين الذين غيروا موقفهم ولا اعرف فعلا ما هو تأثير سيادة الوزير الفنان عليهم كلهم؟ وحتي محمد صبحي الذي اعتقدت ان له موقفا ثابتا من الوزير انساق له عندما جعله مستشاره للمسرح، ويعتقد انه يستطيع حل مشاكل المسرح بلجنة وما اكثر اللجان في مصر!
وسبقه ايضا عبد الرحمن الابنودي الذي تنكر لمواقفه الثابتة بل تبني الكثير من مواقف الحكومة طبعا مقابل ان يطلق عليه الخال عبد الرحمن،
واخرين واخرين والذين يحصلون علي مكانة وتستضيفهم الفضائيات لمجرد كبر سنهم وكلامهم علي تاريخ ساذج من صنعم هم- يذكروني بشخصية في فيلم اماركورد الذي يصر على أن يحكي حكاية عن كل شيء- اليس كذلك؟؟
* "يهيمون حبا بأسلوب ولغة كياروستامي ويبالغون كثيرا في تفسير خواء أفلامه وفراغها، وجنوحها إلى التجريد، وافتقادها المرعب إلى روح السخرية والمرح، وتركيزها على "الريفي" و"البدوي"، وابتعادها المتعمد، عن تناول أي مشاكل اجتماعية قائمة، وتغييبها المرأة على نحو ما، بحيث يمكن أن نقول إن كياروستامي هو المسؤول عن تيار الالتفاف على الرقابة، وصنع تلك "السينما المحجبة" التي يعتبرها نقاد فرنسا والغرب عموما، معادلا لسينما "الآخر" الغريب، الإسلامي، الذي لا يمكن أن نفهمه أبضا بموجب قوانين المجتمع الحديثة بل يجب أن نخترع له قوانين خاصة.. وسأتناول هذه الأسطورة في مقال تفصيلي فيما بعد."
هذا نص كلام حضرتك عن عباس كياروستامي وارجو ان تتطرق لهذا الموضوع فأنا أري انه فعلا يأخذ أكبر من حجمه ففيلم شجرة الكرز لم استطيع استكماله لنفس الاسباب التي كتبتها فوق..
سؤال أخير من أين كان يضمن فيلليني انتاج لما كان يقدمه فأفلامه انتاجيا مكلفة فعلا بخصوص كلام حضرتك عند ديفيد لينش.
اخيرا هل اعمال المخرج الهندي ساتيا جيتراي اعمال مهمة وتستحق المشاهدة فعلا؟
محمود مخلص- القاهرة
* عزيزي محمود.. أولا البقية في حياتك ورحم الله الفقيد ألف رحمة.. دعنا نبدأ من النهاية: نعم أفلام المخرج الهندي الراحل ساتيا جيتراي أفلام مهمة في معظمها وتستحق ليس فقط المشاهدة، بل التدريس في معاهد السينما، لكننا لا نعرف من السينما الهندية سوى افلام الرقص والغناء والمبالغات الميلودرامية، فجيتراي هو اديب السينما الهندية بلا شك، فقد رفعها إلى درجة موازية للأدب والشعر، وخلصها من التوابل الهندية الحراقة والمناظر الفارغة.
أماعن كياروستامي فسأكتب عندما تتوفر لي مساحة جيدة من الوقت لمراجعة أعمال هذا المخرج الذي يردد الكثيرون الاعجاب به دون فحص جيد وواف لأفلامه حسبما أعتقد.
فيلليني كان يحصل على تمويل لأفلامه لأنه ببساطة "فيلليني" أي المخرج الذي كان اسمه كافيا لكي يبيع الفيلم في زمن كانت السينما الايطالية افضل حالا كثيرا مما هي الآن. وكانت نسبة تردد الجمهور على دور السينما كبيرة. وأتذكر ان الأمور بدأت تتغير في الفترة الأخيرة من حياته، وأنه حصل على تمويل لفيلمه قبل الأخير "المقابلة" من منتج ياباني كان معجبا به وبأفلامه، وقد أدخل فيلليني في فيلمه بعض المشاهد الطريفة التي يسخر فيها من هوس السياح اليابانيين بتصوير أي شيء في أوروبا.

توفيق صالح

* هذه الرسالة وصلتني أخيرا من الصديق سامر من الأرض المحتلة، الذي كان قد توقف منذ فترة عن مراسلتي.
لم أراسلك منذ مدة طويلة إذ لم يكن لدي ما أقوله، لكن هنالك مسألتان أريد أن أسألك عنهما:
أولا، بالنسبة لمسألة توفيق صالح كنت قد لاحظت رمزا خفيفا عابرا في أحد تعليقاتك السابقة لكونك تراه يحظى بتقدير أكثر مما يستحق وأردت مراسلتك حينها لكنني عدلت عن ذلك والآن أرى أنك قد كتبت فقرة خاصة عنه.. أنا لا أعرف الشخص ولا أريد نقاش الأحداث الأخيرة وما حدث معه ما أريده هو معرفة رأيك بتاريخه الفني.. أول فيلم شاهدته من إخراجه كان فيلم "المخدوعون" الذي عرض في مهرجان محلي للفيلم الفلسطيني، أذكر أن الأستاذ وقتها (كنت لا أزال تلميذا مدرسيا) كان قد نصحني بمشاهدة الفيلم بسبب مخرجه... وقد أعجبني الفيلم وقتها. وسيمر وقت طويل قبل أن أشاهد الفيلم مرة أخرى وأشاهد يوميات نائب في الارياف ودرب المهابيل... وقد قرأت عن توفيق صالح مما وجدت في الإنترنت (من مقالات ومقابلات)... الحقيقة أنني حتى قراءتي لتعليقاتك فانطباعي كان أن الرجل مخرج موهوب لكن صعب المراس وليس دبلوماسيا مما سبب له المتاعب في الحصول على تمويل لأفلامه (بالإضافة إلى متاعب الرقابة ومتاعب إنتاج فيلم "غير تجاري") فقضى أغلب حياته في التعليم... وكنت أعتقد أنه مخرج لم يحصل على حقه من الشهرة أو التقدير فأغلب أبناء جيلي لم يسمعوا بوجوده وأذكر أنني قرأت في موقع الجزيرة (أو العربية) أنه في جنازة يوسف شاهين قام الصحفيون بمقابلة كل من كان له علاقة بشاهين مهما صغرت (حتى بعض الممثلات الشابات اللاتي لم يعملن معه سوى بفيلم واحد) لكنهم لم يتعرفوا على توفيق صالح حتى أن أحدهم سأل من هذا الرجل الشائب الذي يقف هنا... رغم أن توفيق صالح كان زميل يوسف شاهين في المدرسة وهو مخرج مهم (قد نختلف في درجة الأهمية لكنه يبقى مهما... لذا استغربت قولك أنه أصبح أسطورة في بعض الأوساط اليسارية لكن ذلك يعود ربما إلى اندثار هذه الأوساط اليسارية "المثقفة" بعد أن أرخو العنان للحاهم واهتدوا إلى ربهم (وهو عكس المسار الذي عبره حافيير باردم في أشباح غويا)... لذا أود لم تخبرني المزيد عن رأيك به.
ثانيا، شاهدت مؤخرا فيلم "عيد ميلاد ليلى" من إخراج رشيد مشهراوي وبطولة محمد بكري.. ومن عادتي أن أبحث عما كتب عن الأفلام التي أشاهدها وقد وصلت إلى صفحة في مدونتك فيها مقالة كتبها أحدهم عن كتابك حياة في السينما وفيها يذكر إعجابك بسينما رشيد مشهراوي... ليتك تخبرني ما رأيك في الفيلم... لأنه شخصيا الفيلم من ناحية المحتوى جميل ينتقد الحالة الفلسطينية الراهنة ببلاغة واختياره سردها بواسطة قصة رجل فلسطيني مستقيمم كانت موفقة... لكن بعض الأمور أزعجتني (مثلا أنا أحب التأني في اللقطات وقد رأيت أن قطعها كان سريعا - لا أعلم كيف أشرح ذلك- مما يحيل إلى نفسية عصبية بدلا من التأمل الذي يريد الفيلم منك أن تفعل كذلك... وأكثر ما أزعجني هو شخصية أبو ليلى لا أعلم لكنني وجدت صعوبة كبرى في التماثل معه ولا أعلم هل الأمر ذنب محمد بكري أم ذنب السيناريو واضح أن الفيلم يرتكز كليا على دور أبو ليلى ولكنني وجدته أحيانا عصبيا أكثر من اللازم مثلا عندما تحدث بالهاتف بعد الانفجار أو عندما لمح صاحب الهاتف أنه ربما لا يرغب بإعادته... لا أعلم كان يفضل لو يكون شخصا أكثر وافعية أي شخص مبدئي لكنه لا "يحمل السلم بالعرض" ولا يغضب من كل ربع كلمة... لكن في نهاية الأمر الفيلم جيد وبه نوع من الكوميديا السوداء وإن كانت أخف من أسلوب إيليا سليمان إلا أنها تذكر بها ولعل وضعنا العبثي لا يتيح لنا إلا أن تحوي أفلامنا هذه اللمحات الساخرة (شر البلية ما يضحك).
* عزيزي سامر:

أهلا بك مجددا.. بالنسبة لتوفيق صالح هو أخرج خلال مسيرته الفنية سبعة أفلام فقط أهمها بلاشك في رأيي فيلم "المخدوعون" الذي أنتجته مؤسسة السينما السورية بعد خروج توفيق صالح من مصر عام 1970 لخلافاته العديدة مع المسؤولين عن مؤسسة السينما المصرية التابعة للحكومة في عهد ما عرف بالقطاع العام إبان العهد الناصري (الذي كان توفيق ينتقده بشدة، وعاد اليوم وياللعجب، للدفاع عنه واتهام كل من يوجه له النقد بالتفاهة والجنون والجهل وأشياء أخرى يعاقب عليها القانون، وذلك في الندوة الأخيرة التي انعقدت لمناقشة ما يسمى بدور "ثورة" يوليو في السينما المصرية. ولكن عودة إلى الناحية الفنية فاظن ان "درب المهابيل: فيلم جيد يستعيد أجواء فيلم "العزيمة"، وباقي أفلام توفيق صالح يمكن مناقشتها وربما يكون المضمون فيها أقوى كثيرا من الجوانب السينمائية الفنية، وهذا على أي حال هو ما نراه تحديدا في فيلم "المتمردون" الذي أظنه عملا رتيبا مملا مسرحيا لا يحمل أي طموح لتجديد طريقة السرد. ومع ذلك فقد أحيط بهالة كبيرة وبولغ كثيرا في أمره من قبل نقاد اليسار المؤدلجين (للتفرقة بينهم وبين اليساريين أصحاب الفكر المفتوح على الدنيا بأسرها وغير الخاضعين للهوس الايديولوجي!). وكلامك أيضا صحيح بشأن صعوبة التعامل مع شخصية توفيق صالح، لذلك نأى المنتجون بأنفسهم عنه وعن تقلباته المزاجية منذ عودته إلى مصر قبل أكثر من عشرين عاما، لم ينجح في أن يقف خلالها مرة واحدة وراء الكاميرا، ولعل المشكلة ترجع أيضا إليه ذاته، فقد تردد أنه يخشى الإقدام على فيلم جديد لأنه فقد قدرته على السيطرة على العمل السينمائي أو نسى السينما، تماما مثلما يمكن أن يفقد العازف قدرته (ولا أقول مهارته) على العزف اذا ما احتجب عن ممارسة الفن لأكثر من ثلاثين سنة مثلا.. أليس كذلك!
وطبيعي أن مخرجا محتجبا عن العمل يثير فضول الجيل الشاب جدا (في العشرينيات من عمره) عندما يظهر في جنازة شاهين. فلا أحد يعرفه رغم كونه منتشرا في كل لجان التحكيم في مصر كما سبق أن كتبت. لدرجة أننا اصبحنا نطلق عليه: توفيق صالح عضو لجنة التحكيم!
أما بخصوص فيلم "عيد ميلاد ليلى"لرشيد مشهراوي فقد كتبت عنه حين ظهوره ومقالي منشور في موقع بي بي سي ويمكنك مطالعته عبر هذا الرابط:
عيد ميلاد ليلى

السبت، 6 مارس 2010

عن الأوسكار وعظماء السينما والمونتاج (رسائل)


تحية طيبة وبعد..
1- سعدت سعادة شديدة بعد ان اطلعت علي مقالك عن ترشيحات الاوسكار، فهذا كان شعوري بعد ان شاهدت اعلانات معظم هذه الافلام انها ليست جيدة. ولقد كنت اريد ان ابعث لك لأعرف رأيك ولكن رأيك اثلج صدري.. وفعلا فيلم "أوغاد مجهولون" فيلم جيد الي جانب الباقي. وبالمناسبة بعد ان شاهدنا هذا الفيلم انا وزملائي في الكلية سعدنا به جدا حتي ان البعض اعتقد انها قصة حقيقية حدثت بالفعل ووجدت كثيرين اعجبوا بهذا الفيلم. اما فيلم افاتار فأيضا الكل شكر فيه هنا في مصر واثني علي التقنية التي دخلت مصر حديثا ولو اني قرأت للبعض ان هذه التقنية في مصر ليست مثل الخارج وانها ضعيفة جدا!! ولكني اري ان التكالب علي هذه التقنية في مصر وفرحة الناس بالنظارة والمشي بها في كل مكان !!! هو راجع في الاساس الي الحس الاستهلاكي الغريب عند المصريين المرتبط بتحقيق الوجاهة الاجتماعية وليس حب السينما وتجربة شيء جديد!! اما فيلم "عاليا في الهواء" فأود أن اسمع رأيك عنه، فهو علي الرغم من مهاجمته للشركات الامريكية والحياة المادية التي يعيشها المجتمع الامريكي الا ان هناك خللا ما حدث ولا اعرف اسبابه في الفيلم ، فالفيلم اعلان طويل عن احد الفنادق الشهيرة وعن شركة طيران !! فكيف تهاجم هذه الشركات اذن ؟؟؟
2- أود ان اعرف رأي حضرتك ايضا في بعض الافلام الهندية التي بدأت تصور في أمريكا وتعرض هناك بل تنجح نقديا أيضا.. هل بوليوود تخطب ود هوليوود والعكس صحيح ؟ هناك فيلمان هما (اسمي خان) وفيلم اخر عرض في مهرجان القاهرة الاخير هو (نيويورك) والفيلمان استبدلا النهاية السعيدة في الافلام الهندية بالخلاص علي يد امريكا والرئيس اوباما، ووجهة النظر هذه تصيبني بشيء من الاشمئزاز واريد أن اعرف رأيك؟
3- اود لو كتبت حضرتك في مدونتك عن اساليب المخرجين العظام .. انا اعلم انك تناولت ذلك من قبل ولكنني اود لو تكمل لأعرف عن البعض خصوصا ان المعلومات المتوفرة عنهم قليلة باللغة العربية واهمهم بالنسبة لي ستانلي كوبريك فأود أن أعرف عن هذا الرجل الغامض اكثر ولقد شاهدت الكثير من افلامه ولكن بعضها لا افهمه.
4-اعلم اني اطلت عليك ولكن اعذرني.. اخر حاجة هو الفرق بين المونتاج والاخراج؟؟ فبعد مشاهدتي للاحضان المهشمة لبدرو المودوفار ألح علي هذا السؤال وتذكرت اخر الافلام المخرج عاطف الطيب (جبر الخواطر) وكيف انه توفي قبل المونتاج وكيف ان البعض نسب رداءة هذا الفيلم الي المونتاج بل ان البعض اراد ان يخرجه من قائمة افلام عاطف الطيب من الاساس. 5- بعد أن قرأت ردك علي رسالتي الأخيرة استمعت لك وبدأت ارشح افلاما لنشاهدها انا وزملائي ونتناقش فيها وكم كانت ممتعة هذه المناقشات خصوصا انها متنفس لنا بين المحاضرات.. وتذكرت كتابك وذكرياتك في نادي السينما وفكرت انها كانت اكيد شيء ممتع. اعلم انني اطلت عليك ولكن ارجو ان تعذرني.
تحياتي
محمود مخلص
عزيزي محمود: رسالتك تتضمن أكثر من سؤال مما يعكس اهتمامك الجاد بقضايا السينما وبما أكتبه هنا في هذه المدونة البسيطة من حين إلى آخر. أنا أقول رأيي فيما هو مطروح وأجري على الله، ولا أهتم عادة لاختلاف رأيي هذا مع آراء أخرى قد ترى في الأفلام المرشحة للأوسكار أفلاما عظيمة، وهو ما لا أراه. لم أشاهد بعد فيلم "عاليا في الهواء" Up in the Air وسأكتب رأيي بعد مشاهدته، كما أنني لم اشاهد "اسمي خان" والفيلم الثاني (نيويورك) وقد أكتب عنه فيما بعد لكنني قرأت ان الأول فيلم جيد وجاد. فيما يتعلق بدور المونتاج فمن الممكن بالفعل أن مونتيرا لا يعرف عمله جيدا أو يستهتر به أو لا يشعر بالفيلم كما ينبغي، يفسد الفيلم. وقد سبق أن نشرت ردا على صديق يتعلق بدور المونتاج في الفيلم وقلت بالحرف الواحد ما يلي: "أما بالنسبة للمونتاج ودوره في تشكيل الصورة النهائية للفيلم، فهذا صحيح اذا كان الفيلم من تلك التي يلعب فيها المونتاج دورا بلاغيا، أي يعيد ترتيب اللقطات داخل المشهد او تترك الحرية للمونتير بالاتفاق مع المخرج، في الحذف واعادة ترتيب بعض المشاهد ايضا، أو استخدام مساحات صامتة، ولكن ليس المونتاج الذي يقوم على القطع بين شخصيات تعبر عن نفسها بالحوار طوال الوقت، فهذا النوع مونتاج "آلي" ليس فيه أي ابداع حقيقي بل هو مجرد "صنعة" أو حرفة لضبط الايقاع واحكام الانتقالات.. وهذا هو المونتاج السائد في الكثير من الأفلام (العربية على وجه الخصوص المتأثرة بمسلسلات التليفزيون)". ولحسن الحظ أضفت مؤخرا مربعا للبحث داخل المدونة كما سبق أن اقترح بعض الأصدقاء، ويمكنك مراجعة أي مادة ترغب من خلال استخدام هذا المربع وادخال الكلمة أو العبارة التي تبحث عنها. أما بالنسبة لعظام السينمائيين فسوف أسلط الأضواء قريبا على عمل تم تجاهله كثيرا من أعمال الايطالي العظيم فيلليني. واظن أن ستانلي كوبريك من أكثر السينمائيين الكبار حظا في اهتمام النقد العربي به وبأفلامه، وإن كنت لا أتذكر أن كتابا صدر حتى الآن عنه (ربما يكون لا أذكر) ولكن هناك عشرات الدراسات والمقالات التي كتبها نقاد غيري عنه ويمكنك البحث مثلا في مدونة الزميل محمد رضا (ظلال واشباح) ومؤكد ستجد سلسلة مقالات له عن اعمال هذا المخرج المهم. وقد نشرت مادة مهمة كثيرا عن أسلوبه السينمائي في كتابي "النقد السينمائي في بريطانيا" وهي مادة مترجمة ربما أعيد نشرها هنا قريبا، وأظن أنها من اجمل واعمق ما قرأت عن كوبريك.
==========================
ستانلي كوبريك
بعد ان نشرت الرد المنشور أعلاه تلقيت الرسالة التالية من الصديق محمد هاشم من القاهرة: * تحياتي يا أستاذ أمير وأتمنى تكون بخير... بخصوص سؤال صديق المدونة عن ستانلي كوبريك وردك عليه أحب أن أعرفك وأعرفه أن ثمة كتاب هام جدًا صدرت ترجمته عام 2005 في سلسلة الفن السابع السورية عنه وذلك تحت عنوان"ستانلي كوبريك: سيرة حياته وأعماله" تأليف: فنسنت لوبرتو وترجمة: علام خضر وهو كتاب كبير ضخم يقع في حوالي 700 صفحة من القطع الكبير وقد قرأته منذ سنوات وعرضته في أحد ملاحق السينما المتخصصة في الصحافة البحرينية وقتها وهو كتاب شامل ووافي وترجمته ممتيزة باختصار مرجع شامل عن كوبريك ... تقبل تحياتي.
* شكرا لك يامحمد على لفت أنظارنا إلى هذا الكتاب المهم لكن المشكلة أن الكتب التي تطبعها مؤسسة السينما السورية لا تباع ولا تتوفر، لا في المكتبات العربية ولا في معارض الكتب العربية أو الأجنبية، بل يتم عادة اهداؤها إلى بعض أصدقاء مؤسسة السينما من الذين يواظبون عاما بعد عام، على حضور مهرجان دمشق السينمائي، والتقاط أي مطبوعة توزع دون أن يكونوا بالضرورة ممن يعرفون بـ"القراء"، فهي إذن مثل توزيع ما نسميه بـ"النقطة" في الأفراح والليالي الملاح.. وربنا يتمم بخير!!!
* غير أن الأخت سلمى أحمد بعثت مع ذلك تقول انها شاهدت نسختين من كتاب ستانلي كوبريك في مكتبة مدبولي بالقاهرة وسعر النسخة 50 جنيها.. وانا في غاية الدهشة من ذلك، لأني واثق ان كتب مؤسسة السينما السورية، تماما مثل أفلامها، غير قابلة للتصدير.. وأحيانا غير قابلة للعرض أيضا. واغلب الظن أن أحد الحاصلين عليها مجانا قد عرضها للبيع بمبادرته الشخصية.. أكثر الله من أمثاله!
* وأرسل لي الصديق الناقد حسين بيومي يذكرني بكتاب مترجم صدر في أواخر السبعينيات بعنوان "الفن السينمائي عند ستانلي كوبريك" تأليف نورمان كيجان، وترجمة عبد الحليم البشلاوي. وكنت قد قرات هذا الكتاب في طبعته الإنجليزية التي صدرت (مع الاضافات) بعد وفاة كوبريك. وبالمناسبة نورمان كيجان هو نفس مؤلف كتاب "سينما أوليفر ستون" الذي ترجمته ونشر عن المجلس الأعلى للثقافة في مصر عام 2000.. وأرجو ألا يعود أحد ليسالني بعد ذلك: لماذا لا يوجد كتاب عن ستون وافلامه!
======================
* الصديق الكاتب الصحفي خالد السرجاني بعث الرسالة التالية: أتابع الحوار الجاد والمثمر حول ستانلى كوبرك وهناك نقطة احب ان اضيفها حول سلسلة كتب الفن السابع التى تصدر عن وزارة الثقافة السورية. وهى ان ترجماتها رديئة وتحتاج الى مترجم من العربية الى العربية. ولا اعرف مدى دقة الترجمات نفسها لأنى لم أطلع على الاصول الاجنبية. ولكنى اطلعت على عدة منها فوجدت ان المترجم نفسه لا يفهم ماذا يريد أن يقول المؤلف. ولكنها تصدر تطبيقا لنظرية الكم وليس الكيف. وأصبحت فى السنوات الأخيرة تضم مقالات مجمعة لبعض المؤلفين. ولكن الأكثر اثارة للغضب انه أحيانا ما يفاجىء كاتب بوجود مقال له فى كتاب صادر ضمن السلسلة من دون ان يعلم. وهذا حدث مع صديقى ضياء حسنى حينما وجد أن مقالاته تمثل عماد كتاب كامل اسمه "اتجاهات السينما اليابانية المعاصرة" دون أن يدرى ودون أن يستأذنه المحرر الموجود اسمه على الغلاف بهذا السطو على كتاباته. هذا فقط للإضافة وحتى لايعول القارىء على هذه الكتب.
تعليقي على هذه الرسالة أنني أتفق تماما مع رسالة خالد، والسبب يرجع أساسا إلى تكليف أشخاص لا علاقة لهم بالسينما بترجمة كتب متخصصة في السينما، وهي آفة منتشرة في العالم العربي، لأن الأمور عادة ما تسير حسب الأهواء والمصالح وليس حسب التخصص والخبرة والمعرفة، أي طبقا للقاعدة الشهيرة: "شيلني واشيلك" وبناء على شبكة العلاقات العامة والتوازنات وارضاء الاصدقاء والمعارف وإهمال الكتاب والمترجمين الجادين واستبعادهم تماما من المشاركة في "اللعبة". وهكذا تسير الأمور في سورية طبقا للوحدة العربية القائمة منذ مئات السنين بين دولابي الفساد في مصر وسورية. هذا أولا، أما ثانيا، فهو أن هذه الكتب تصدر في مناسبات احتفالية وبالتالي فالهدف منها ليس خدمة الثقافة بل التظاهر أمام المسؤولين الكبار (الذين لا يقرأون اصلا) بانجازات كبرى "وهمية"، وأيضا خدمة المؤلفين والمترجمين من أصدقاء مدير المؤسسة، واصلا وبصراحة، أما ضد فكرة أن تتحول مهرجانات السينما إلى دور نشر، فهذه مهمة ليست لها، بل ولا هي مهمة مؤسسات السينما، لكن العجز عن انتاج الأفلام يتم ستره بإنتاج كتب لا يفهمها أحد!
=========================
الصديق خالد السرجاني عاد فكتب يقول إنه يفهم أن مهرجانات السينما لا يجب أن تتحول غلى دور لنشر الكتب، لكنه يستثنى من ذلك نشر كتب تتعلق بالشخصيات السينمائية التي يكرمها المهرجان أو يحتفي بها أو بسينما معينة يحتفي بها المهرجان وليس نشر الكتب في المطلق. أوافق تماما على ذلك وأضيف أن الذين يتباهون بنشر 25 كتابا في السينما، يغطون عجزهم عن إنتاج الأفلام، ويتحلون عن الدور الحقيقي لاي مؤسسة سينما في دعم السينمائيين، إلى دعم حفنة من المترجمين غير المتخصصين. وهو ما يؤدي في النهاية غلى تقويض المهمة الثقافية في حين يدعي المسؤولون (وأصدقاؤهم من نقاد السوء) العكس دائما في تصريحاتهم وكتاباتهم المضللة.

الأحد، 10 يناير 2010

بريد الأصدقاء: عن السيناريو والارتجال والمونتاج

تحياتي لك وشكرا جزيلا على المجهود الذي تبذله في هذه المدونة الفريدة.

لدي سؤال يشغلني لأني اريد ان اصور فيلما بكاميرا الديجيتال أرجو أن أعرف هل يمكن عمل أفلام بدون سيناريو، كما أقرأ كثيرا، وهل صحيح ان المونتاج هو الذي يأتي بالنتيجة النهائية لأي فيلم؟

محمد مرادالقاهرة

* للاجابة على هذا السؤال المركب اقول بالنسبة للشق الأول منه: عن إمكانية اخراج فيلم بدون سيناريو.. لا أظن على الإطلاق أن هذا صحيح. البعض يردد أحيانا ذلك بالفعل، لكنه عادة ما يكون قصده أنه يدخل التصوير بدون سيناريو تفصيلي مكتمل ونهائي، أي احيانا يكون لدى المخرج وريقات تحتوي على الخط الرئيسي للفيلم كما يتصوره، لكنه يترك المجال مفتوحا أمام الارتجال والتطوير حسبما يسير العمل مع الممثلين. وليس بالضرورة أن الفيلم الذي يبدأ تصويره بدون سيناريو نهائي يكون أفضل من غيره، لكن الأمر يحتاج لعبقريات خاصة للعمل بمنطق الارتجال لكي تخرج في النهاية بفيلم له أهمية، مثل جان لوك جودار وأمثاله، ليس لأنه لا يفكر في الفيلم قبل تصويره، أو يدخل (ورزقه على الله).. بل لأنه مثقف كبير، تدور في رأسه الفكرة عشرات المرات قبل أن يبدأ التصوير دون ان تكون مكتوبة تفصيلا على الورق. أما المخرج المغامر الذي يعتمد فقط على ما يأتي به الواقع فهو مجرد مصور تلقائي ربما ينتهي عمله إلى الغرق في الوحل، فلابد أن يدرك المرء قدراته الحقيقية، وألا يسرف في التفاؤل. والمنطق الذي تعلمناه هو ضرورة أن تقوم بواجبك المنزلي، أي تدرس وتفكر وتخطط وتكتب بالتفصيل بقدر الامكان.* أما بالنسبة للمونتاج ودوره في تشكيل الصورة النهائية للفيلم، فهذا صحيح اذا كان الفيلم من تلك التي يلعب فيها المونتاج دورا بلاغيا، أي يعيد ترتيب اللقطات داخل المشهد او تترك الحرية للمونتير بالاتفاق مع المخرج، في الحذف واعادة ترتيب بعض المشاهد ايضا، أو استخدام مساحات صامتة، ولكن ليس المونتاج الذي يقوم على القطع بين شخصيات تعبر عن نفسها بالحوار طوال الوقت، فهذا النوع مونتاج "آلي" ليس فيه أي ابداع حقيقي بل هو مجرد "صنعة" أو حرفة لضبط الايقاع واحكام الانتقالات.. وهذا هو المونتاج السائد في الكثير من الأفلام (العربية على وجه الخصوص المتأثرة بمسلسلات التليفزيون).

وتحضرني في بيان قدرة المونتاج الإبداعية تجربة خاصة، فعندما التحقت بالعمل في تليفزيون بي بي سي (عام 1994) كنا نتدرب على تقديم تحقيقات أو أفلام تسجيلية قصيرة جدا (3 دقائق مثلا) نقوم أولا بكتابة سيناريو بسيط جدا، ثم نذهب للتصوير ونأتي بكل ما نتصور أنه يفيد العمل من لقطات ومقابلات، ثم نبحث في الأرشيف عن وثائق قديمة أو لقطات سابقة يمكن استخدامها لتدعيم الموضوع، ونقوم بعد ذلك بعمل المونتاج للصور فقط، دون أن يكون هناك أي تعليق صوتي عليها أو موسيقى مصاحبة، أي مونتاج صامت تماما للصور فقط.. وفي النهاية يمكن أن نبدأ في كتابة التعليق المناسب للصورة، ونبحث عن الموسيقى التي نضعها في مقاطع معينة من العمل. وكان هذا كله يتم في يوم واحد فقط. في نهاية اليوم يتعين عليك تسليم شريط مصور صالح للعرض.هذه الطريقة لاشك في صعوبتها، لكن لاشك أيضا في انها شديدة الجاذبية وتمثل تحديا كبيرا أمام صانع أي فيلم، أن يكون بمقدوره التحكم في الصور واللقطات والايقاع لكي يجعل هذه العناصر كلها تروي موضوعا، قبل أن يكتب له تعليقا صوتيا مصاحبا أو ربما حتى بدون أي تعليق مصاحب. إنه بلاشك تدريب شديد الفائدة لكل دراسي السينما والتليفزيون. أرجو أن أكون قد أجبت عن سؤالك كما ينبغي.

السبت، 14 نوفمبر 2009

من رسائل الأصدقاء: أساليب التمثيل والفيلم كإبداع فردي (مع إضافة وتصويب)

بعد أن نشرت الردود المنشورة أسفل هذا الكلام وصلتني الرسالة التالية من (محمد التوبي) يصحح لي بعض المعلومات التي وردت في ردي.. وأشكر كاتبها كثيرا وأقول له إن ما لدي من معلومات تعتمد على ما قرأته في الماضي أي من الذاكرة، وربما يكون مفيدا عمل بحث خاص في موضوع التمثيل مستقبلا، وليس عيبا على الإطلاق أن يخطيء المرء بل العيب كل العيب في تجاهل التصويب والتقويم والاعتراف بالخطأ وانا هنا أعترف بالخطأ وسأراجع معلوماتي في هذا المجال.. وهذه هي فائدة الجدل المفيد.. وليس هناك في النهاية، من يعرف كل شيء بل إننا جميعا نحاول ونجتهد.. اليس كذلك؟ (أ. ع).
في جوابك على أسئلة القراء أردت أن أعقب على الموضوع الذي يخص التمثيل بالنسبة لبراندو وستراسبيرغ فليس بينهما صلة الأستاذ بالتلميذ . - براندو لم يدرس عند لي ستراسبيرغ كما ذكرت -منهج ستانسلافسكاي أبرز ناشريه ستراسبيريرغ ومن تلاميذه آل باتشينو ولكن براندو تتلمذ عند ستيلا أدلير المنافسة لستراسبيرغ المرأة التي درس عندها كذلك روبرت دي نيرو أيضا . التالي من وايكيبيديا :: في عام 1943، وصل براندو إلى نيويورك؛ وسجّل لفصل دراسي في الورشة الدرامية للمدرسة الجديدة للبحث الإجتماعي، الموجّهة من قبل المهاجر الألماني إرون بيسكاتور. معلّمته في الورشة كانت ستيلا أدلر. ستيلا أدلر عاشت في موسكو في أوائل الثلاثينات، ودرست مع قسطانطين ستانيسلافسكاي في مسرح فنون موسكو. في عودتها إلى أمريكا، علّمت أعضاء مسرح المجموعة اليساري استعمال "طريقة" ستانيسلافسكي، والتي بها يجب على أيّ ممثل أن يطوّر كلّ جزء يؤدّى من عواطفه الخاصة، وهي طريقة قام لي ستراسبيرج بتعليمها لاحقاً أيضاً. براندو اختلف مع ستراسبيرغ ولا يعترف به.لا أحد من الممثلين الكبار يدينون لستراسبيرغ سوى آل باتشينو الذي كان التلميذ المباشر وقد جلبه آل للتمثيل معه في العراب الجزء الثاني وقد كانت له فرصة للفوز بأوسكار أفضل ممثل مساعد ولكن خسرها لروبرت دي نيرو تلميذ ستيلا إدلر معلمته ومعلمة الأستاذ الأكبر مارلون براندو الذي يدين له الجميع .ويؤكد ذلك السيرة الذاتية لكل الأسماء المذكورة . لي ستراسبيرغ في العراب الجزء الثاني، وفي فلم العدالة للجميع .. صراحة يرثى لحاله .. يلهث وراء مجد مستعصي على مثله ربما هو عيب آل باتشينو.
=======================================================
* هل هناك أساليب تمثيل مختلفة وما هى تعريفاتها ومن هم روادها العالميون ؟ ومن هم أبرز اللاعبون - الممثلون - على شاشة التلفاز والسينما من الوطن العربي على مر العصور؟ ومن هو المخرج وما هو الإخراج. شكرا ونرجو لكم دوام الموفقية والنجاح.
هاشم
من الكويت
* أسئلة الأخ هاشم من الكويت تحتاج إلى كتاب كامل للإجابة عنها لكني سأوجز بقدر ما أستطيع. نعم هناك أساليب مختلفة للتمثيل، هناك أسلوب التقمص المطلق الذي يعتمد على منهج مدرسة ستانسلافسكي الروسي (مسرحي أساسا) والتي اعتمدت عليها طريقة "المنهج" أو الميثود التي وضعها المخرج والممثل الأمريكي لي ستراسبورج (من العشرينيات) من خلال ما عرف باسم "ستديو الممثل". وقامت عليها فيما بعد مدرسة نيويورك أو معهد التمثيل المسرحي والسينمائي التي تأسست عام 1969، وعلى يدي ستراسبورج درس عدد من كبار ممثلي وعمالقة السينما الأمريكية مثل مارلون براندو، ولي ج كوب وداستين هوفمان وآن بانكروفت وجيمس دين وبول نيومان وآل باتشينو، وإيلي والاش، ومارلين مونرو ورود شتايجر وغيرهم.
وتعتمد "الميثود" على استدعاء المشاعر والانفعالات الشخصية من داخل الممثل لمساعدته على أداء الدور حد التقمص المطلق. وهناك طبعا الطريقة الأخرى التي يحاكي فها الممثل الشخصية من الخارج من خلال الصوت أو حركة الوجه، دون أن يستدعي انفعالاته الخاصة.. وهناك مدرسة التحليل النفسي للشخصية أو المنهج السيكولوجي في التعامل مع الشخصية التي يؤديها الممثل.
وأساس التمثيل هو فن المسرح، ويطوع التمثيل السينمائي أمام الكاميرا لكي يتخلص من المبالغة والتلويح باليدين والاعتماد أكثر على التعبير بالوجه ونغمة الصوت..إلخ.
أما المخرج فهو الشخص المسؤول عن توجيه الممثلين: ماذا يفعلون بالضبط، وكيف يتحركون داخل المشهد، كما أنه يوجه المصور ويشرف على توليف الفيلم في النهاية، بل انه يتدخل في كل جوانب العمل السيمائي من السيناريو إلى الديكورات إلى الموسيقى، يحدد التأثير المطلوب من كل منها ويتعاون مع الجميع من أجل انجاز الفيلم الذي يصبح مسؤوليته بالكامل في النهاية.
لا أستطيع الحديث عن كل عمالقة التمثيل في العالم العربي على مر العصور هناك الكثير ولابد أنك تعرفهم لكن يبدو انك تريد رأيي الشخصي: هناك على سبيل المثال: زكي رستم وأمينة رزق ومحمود المليجي وحسين رياض وعبد الوارث عسر وشكري سرحان ورشدي أباظة وسعاد حسني ونادية لطفي ومحسنة توفيق وزوزو حمدي الحكيم ومحمود مرسي وأحمد زكي ونور الشريف وفردوس عبد الحميد وشريهان.. ومن الدول العربية غير مصر كثيرون يضيق المجال بهم لكن الأفلام قليلة وهناك من الأفلام الجزائرية والمغربية ما لا يعتمد اساسا على عمل الممثل بل على عمل المخرج أكثر.. طبقا لنظرية سينما المؤلف التي تهمل الممثل- النجم.
====================================================
* تحياتى أستاذ أمير. أولا أهنئ حضرتك بمناسبة صدور كتابك الجديد (حياة فى السينما). ثانيا هناك جملة ذكرتها فى مقالك ردا على مقال الأستاذ أحمد يوسف وهى أنك ترى أن الفيلم عمل ابداعى فردى يعبر عن رؤية مبدعه (الفرد) هذه الفكرة بالتحديد تشغلنى منذ فترة ليست بالقليلة أو منذ أن عقدت النية على دراسة السينما والتساؤل الذى يطوف بذهنى فى كل فيلم جديد أراه هل يُسئل المخرج (فلان) بقدر ما يسئل الروائى (فلان) مثلا عن عمله الأدبى؟ وبعيدا عن دراسة السينما لايزال الأمر يشكل بالنسبة لى معضلة فى (تذوق الفيلم) كعمل مترابط يعبر عن وجهة نظر فنية وفكريه موحدة، ودائما ما سبب لى وصف (صناع الفيلم) نوعا من الصداع. وللأسف عظم ما قرأته لم يفدنى فى الوصول الى ما يمكننى القول عنه "أساس مبدئى لوجهة نظر". أردت من حضرتك - ان اتيحت الفرصة - أن تكتب عن " المبدع الفردى للفيلم " كما تراه . خالص تحياتى
عمر منجونة
* في مجال الرد على صديقي عمر أقول: عزيزي عندما نقول "صناع الفيلم" فنحن نقصد المنتجين أو أطراف الإنتاج المتعددة والأطراف الممولة التي اشترت الفكرة والسيناريو، وبينهم الموزع أيضا، أي القائمين على الفيلم من ناحية الجانب الصناعي والتجاري (صناع الفيلم أي الذين يقفون وراء صناعته) ومنهم المخرج أيضا، فالإشارة إلى الصناعة هنا ليست خطا، لأن هذا الجانب قائم في السينما، ومن يشتري فكرة يريد بالطبع أن يجعلها "سلعة" أليس كذلك، اي سلعة فنية أو ثقافية أو للتسلية- حسب نظرة كل منا للسينما بالطبع، وبالتالي هو مسؤول عن هذه السلة بشكل أو بآخر.
أما قولي إن الفيلم ابداع فردي فالمقصود به كنت أعتقد أنني أوضحته في مقالي، وأكرره وأزيده هنا وهو أن الأفلام مثل أي نشاط إنساني آخر كالرسم مثلا، صحيح أن وراءها صناعة، لكن الفكرة، والموضوع، البناء، والرؤية، كلها أشياء تنبع من شخص أو أكثر (يكون منهم المؤلف وكاتب السيناريو) يتفقون معا في النهاية على عمل الفيلم طبقا لهذه الرؤية، وليس نتيجة "إجماع الأمة" أو "مقتضيات المرحلة" أو من أجل "مواجهة الصهيونية" أو للرد على "الاختراق الغربي" أو تعبيرا عن "ضمير الجماعة أي ضمير الأمة" أو بناء على تكليف أو قرار حكومي بعمل أفلام "تمجد الإنسان المسلم مثلا" أو تبرز "عظمة تاريخنا وتقاليدنا" او "تعبر عن عظمة الجندي المصري أو السوري في حرب أكتوبر".. هذه كلها أفكار عامة ساذجة يطرحها الكثير من الكتاب المشغولين بالقضية الاجتماعية والسياسية على حساب الجانب الفني وأصله وأساسه، وهو انه ابداع فردي لا يمكن صنعه طبقا لتوجيهات أو بقصد مبيت.. وعندما يتم ذلك بل وهو يحدث هنا وهناك، فإنه لا ينتج أعمالا فنية بل مجرد "أشياء ولافتات" دعائية فاشية سخيفة لها علاقة بالظاهرة الاجتماعية والسياسية لكن لا علاقة لها بالفن أو بالابداع. والفيلم كما ذكرت أعلاه ردا على السؤال السابق، مسؤولية المخرج أساسا، فالمؤلف ينتهي دوره بتقديم النص سواء رواية أم سيناريو، وتبدأ مسؤولية المخرج وهذا ليس لغزا بل أمر يعرفه الجميع بما فيهم نجيب محفوظ العظيم نفسه الذي كان دائما ينأى بنفسه عن الأفلام التي أعدت عن أعماله ويعتبرها أفلام مخرجيها.
وعندما جاء حزب البعث العراقي إلى السلطة أراد عمل أفلام تمجد حركة البعث وتلعب على فكرته الفاشية التي تتلخص في أن الفيلم يجب أن يوظف في خدمة الأمة.. والأمة هنا تعبير بديل عن سياسة الحزب المهيمن على السلطة والمتحكم في الأمة، فكانت النتيجة تدمير الابداع السينمائي في العراق وهجرة كل السينمائيين القادرين على الفعل إلى الخارج. إن حزب البعث أراد أن يخلق "الإنسان البعثي" و"السينمائي البعثي" أي الذي يتحدث بلسان الحزب ولا يكون له لسانه الخاص أو عينه، ولذا يمكن القول إنه حزب قطع الألسنة. وكل ايديولوجية شمولية تريد أن تصنع الإنسان على شاكلة محددة.. أن تضعه في قالب وخصوصا الفنان، ولكن المفارقة ان الفنان تحديدا لا يمكنه أن يخضع لاي قالب.
وفي ليبيا لا توجد سينما تحديدا لنفس السبب، لأنه نظام شمولي يؤمن بفكرة جوفاء وضعها شخص نصف أبله.. نصف حشاش، اراد أن يجعل الطبيعة نفسها تتغير من أجل أن يثبت أنه على صواب، ولم يظهر في ليبيا اي فنان لأن الأبله جعل من نفسه الفنان والمفكر والأديب الأوحد وهجرت كل العقول ليبيا إلى الخارج. وفي سورية تصدر تعليمات بعمل مسلسلات تدور في اتجاه معين (تاريخي يخدم توجهات البعث السوري القومية) ويهمل البحث في مشاكل الانسان السوري ودائما يهرب المخرج التليفزيوني إلى التاريخ أو إلى تقديم اعمال عن "القضية الفلسطينية" مثلا، من وجهة نظر لا يمكنها الخروج عن أفكار الحزب المسيطر، واذا حدث وخرجت عنها يصادر الفيلم أو يمنع صاحبه من العمل كما في حالة المخرج محمد ملص مثلا. وكان الدوجماتيون في الحزب الشيوعي السوفيتي في عهد ستالين يروجون لمثل هذا النوع من الأفلام التي تجسد أولويات الحزب والفكر الجمعي والتعبير عن البروليتاريا.. إلخ لكن التمرد جاء وحدث في الفن والسينما وأصبح هناك مثلا تاركوفسكي، فهل يعبر تاركوفسكي في أفلامه عن الأيديولوجية التي كانت سائدة في بلده، وهل أخرج أفلاما عن النضال الوطني الروسي أو السوفيتي في مواجهة الغرب الرأسمالي في اطار الحرب الباردة، أم صنع "افلامه" هو التي تعبر عن افكاره الخاصة في الحياة والدنيا والعلاقة بين الإنسان وما يدور حوله بل وعلاقته أيضا بالله وبتاريخه الخاص؟
هل وصلت الفكرة؟ إن أفكار الكثير من أصدقائنا الناصريين لاتزال تدور في اطار عتيق يتخيل أن هناك غزوا سينمائيا يجب مواجهته إما بالمقاومة، بصنع أفلام "تدعو إلى نصرة قضايانا"- كما يقولون، أو بالغزو المضاد، وهو تصور يفترض أن هناك حروبا دائمة مستمرة بين البشرية، يجب أن تصبح السينما فيها اداة حرب وليست وسيلة تعبير إنساني تنشد حرية الإنسان.
ولكنك لن تنجح الا اذا كنت صادقا، وإلا إذا كانت لديك إبداعات فردية متنوعة ومتعددة شأن المجتمعات الانسانية نفسها، فمن الذي يمكنه أن يقول إنني مثلك، أفكر مثلك لأننا ولدنا ونشأنا في مجتمع واحد؟ هذا غير صحيح فكل إنسان له تفكيره وثقافته وخياله الخاص، صحيح أنه ابن ثقافة مجتمعه ومحيطه، لكنه يدخل في حالة نقدية مع ما يوجد حوله أيضا، أو لا يدخل، والفنان المبدع بالضرورة يعيش علاقة حب- كراهية مع مجتمعه، حب لما هو أصيل وجميل، وكراهية لكل تشويه وقبح. وإلا ما وجد الإبداع.
أما "ضمير الأمة" أي الفكرة السياسية الحزبية: ناصرية كانت أم بعثية أم شيوعية، فهي تريد أن يصبح الفنان أداة لخدمة عقيدة الحزب أو المسيطرين على السلطة.. وهذا تحديدا ما يريده أحمد يوسف والذين يكتبون على طريقته. وقد تصادف أنني قرأت اليوم فقط تقريرا عن ندوة تكلمت فيها الأخت درية شرف الدين المذيعة التليفزيونية، عن "الغزو الفكري كما يتمثل في أفلام هوليوود وكيف أن الأمريكيين ينتجون أفلاما تخدم توجهاتهم في العراق- بل إنها ذكرت تعبير "كل الأفلام التي ينتجها الأمريكيون" علما بأن أكثر الأفلام انتقادا للدور الأمريكي في العراق لم تأت إلا من هوليوود.. فهل هناك بعد ذلك "بارانويا قومية" أكثر من هذا!
أخيرا أقول إن المخرج هو المسؤول الأول عن فيلمه مثلما أن الروائي مسؤول عن روايته، حتى لو لم يكتب فيلمه لأنه يختار طريقة تجسيد الرواية أو القصة التي كتبها غيره بتصور آخر مختلف فلا توجد كاميرا في الرواية.. أليس كذلك. أرجو أن أكون قد وفيت.

الجمعة، 30 أكتوبر 2009

رسائل الأصدقاء 7

* الصديق السينمائي الشاب إسلام أمين أرسل إلى مشروع تخرجه وهو عبارة عن فيلم 5 دقائق بعنوان "أجرة القاهرة" يجسد فيه احدى قصص كتاب "مشاوير التاكسي" لخالد الخميسي عن الفتاة المنقبة التي تعمل عاهرة (في الفيلم جعلها المخرج عاملة بكافتيريا) وتتنقب لكي لا يعرفها أحد.. لكنها تذهب للعمل بعد أن تكشف وجهها وترتدي ثيابا مغايرة في التاكسي.. وهو يقول في رسالته "أستاذ أمير ، مقالاتك و نضالك عشان تحقق سينما مختلفة و مغايرة إللي بتحلم بيها ، مصدر من مصادر الإلهام و التشجيع الكبيرة بالنسبة ليا (....) بجد يهمني إنني أشارك أحلامك عن السينما وأفرجك نموذج على فيلم انا كتبته عن النقاب.. أنا عارف إن فيه مشاكل في الإخراج (والسيناريو إللي إتغير في حاجات غصب عني للأسف) بس دي تجربة و أنا حبيت إنني أفرجك عليها عشان أتعلم من حضرتك و أقولك إنك مش لوحدك بتحلم الحلم ده"..

* عزيزي إسلام: أعجبني كثيرا جدا الفيلم من ناحية زوايا التصوير واستخدام الظلال في الصورة، وشريط الصوت المكثف الذي يعلق على الحدث، كما أعجبني احساسك القوي بالإيقاع الذي تستخدم فيه اللقطات القصيرة وتنويع زوايا الصورة والتكوين. فيلم خفيف الظل يشرح حالة بكثير من البلاغة.. أنا على ثقة من أنه سيكون لك شأن في عالم السينما اذا اتيحت الفرصة لأن تقدم السينما الأخرى.. تقبل تحياتي.

===========================

* كيف حالك مبدعنا الجميل .. وددت أن تكلمني أكثر عن رؤيتك لفيلم نقيض المسيح أو عدو المسيحأنا شاهدت الفلم وقرأت مقالتك ..الفلم حقا أعجبني لأني كما أرى إن ويليام دافوي مثل مرة أخرى دور المسيح وكما نعلم أنه سبق أن جسد الدور في فيلمسكورسيزي عام 1988 .. وجدت في الفيلم في النهاية أن المرأة هى عدو المسيح حين اكتشفنا أنها قتلت طفلها وكانت تعذبه من خلال تشويه قدمه .المرأة بسبب اطروحتها الخطيرة والإعتقادات الخاطئة التي أخذتها استحوذ عليها الشيطان وتمكن منها ولم يكن هناك من مفر لقتلها في النهاية. أما دافوي فقد تلقى التعذيب السادي ولا أدري كيف يكون ساديا كما ذكرت في مقالتك . بل بالعكس أظهره المخرج رحيما جدا بزوجته!!فأرجو منك مزيدا من التحليل لهذا الفلم وشكرا لك جزيل الشكر .

* عزيزي محمد: أنت قدمت قراءتك الخاصة لفيلم "نقيض المسيح" ورأيت فيه المسيح والشيطان.. ولكن هل الشيطان امرأة.. ولماذا؟ والتعذيب السادي أنزلته الزوجة بزوجها بينما أنت تخلط فتقول إن الرجل كان رحيما جدا بزوجته، أنا ذكرت السادية في إطار وصف ما أنزلته الزوجة بزوجها وليس العكس لذلك فهو تعذيب سادي أي تتلذذ به المراة وتبتكر في وسائله.. وقد قدمت رؤيتي للفيلم في أكثر من 2000 كلمة ولا أستطيع تقديم المزيد، وقد أبديت تحفظاتي على تلك الرؤية المغرقة في التشاؤم والعنف بدون جمال كما رأيت، وانت أعجبت بالفيلم كما تقول، وهذا من حقك ولا داع لأن نتفق فمن الممكن أن نختلف ونقر آراء بعضنا البعض.. أليس كذلك؟

============================

* الاستاذ الناقد الكبير أمير العمرى المحترم:انا مصرى مقيم فى ايطاليا ولقد اسعدنى وافادنى كثيرا موقعك الجميل وليس هذا الامر بغريب على سيادتكم حيث اننى من عشاق السينما وتابعت مقالاتكم عبر نشرات نادى السينما فى مصر منذ سنوات بعيدة وعبر ما تنشرونة فى الصحف السيارة.لذا يشرفنى وضع بانر موقعكم بعد اذنكم فى موقعى المتواضع التالى ويشرفنى تلقى ملاحظاتكم القيمة كما يسعدنى تقديم نفسى اليكم.اسمى احمد انور مقيم فى ايطاليا منذ عشر سنوات.. لى الكثير من المقالات والقصص القصيرة المنشورة فى العديد الصحف العربية.

لى اكثر من كتاب قيد النشر ورواية وسيناريو فيلم بين مصر وايطاليا. أتمنى ان يرى النور قريبا كما اشتركت فى العديد من مهرجانات السينما سواء فى ايطاليا او خارجها بمجموعة من الافلام القصيرة.

موقعى الثقافى السينمائىwww.cinemarabo-italiano.net

مع كامل تقديرى واحترامى

احمد انور

* عزيزي الأستاذ أحمد أنور..لابد أنك من ابناء جيلي لأنك تذكر نشرات نادي السينما وهذا زمن بعيد بعيد..أعرف موقعك ورأيت أنك وضعت مدونتي المتواضعة فيه منذ مدة طويلة ويسعدني ويشرفني اعجابك بما أقوم به.. وطبعا أتمنى أن نلتقي ونتبادل الأفكار كما يسعدني أن أقرأ لك.. مع أطيب تحياتي.

============================

* الأستاذ صلاح سرميني بعث إلي ما أطلق عليه "آخر سرقات سلامة عبد الحميد" وكان الأصح أن يقول "أحدث سرقات" لأنني لست واثقا انها ستكون السرقة "الأخيرة" للصحفي سيء السمعة سلامة عبد الحميد الذي يعيش ويتعيش على السرقة والسطو على كتابات الآخرين، بدعوى أنه ينتمي لجيل "يريد أن يصل بسرعة" كما قال لصديقنا صلاح هاشم، والغريب أن هذا الصحفي الذي يقوم بأعمال تتنافى مع الأخلاق، يجد من يدعوه إلى مهرجانه المفلس لأن صاحب هذا المهرجان الذي لن أسميه (وقد انكشفت لصوصيته واحتياله أخيرا) يجد فيه شخصا على شاكلته، ويطرب لقيامه، أي المدعو سلامة اللص، بمنافقته ونشر صوره (وهو المتيم بذاته حد الانتفاخ)!المشكلة أن أخونا صلاح سرميني لم يحدد لنا أصل المقال المسروق وهو على أي حال عن المخرج الايراني عباس كياروستامي.

الخميس، 2 يوليو 2009

من رسائل الأصدقاء

الصديق محمد هاشم من القاهرة بعث يطلب رأيي في لجنة تحكيم معينة في مهرجان "كان" يطلق عليها البعض في كتاباته- كما يقول محمد- لجنة التحكيم الإنجيلية، وآخرون يطلقون عليها الوحدوية والكونية إلخ، ويضيف "بدوري أريد أن أعرف منك على وجه التحديد التسمية العربية الصحيحة لها، ولماذا هي متجاهلة دون كل لجان كان، ما هي طبيعتها؟ علمًا بأن هناك الكثير من أعلام السينما فازوا بها، أو بجوائزها مثل تاركوفسكي وأنجلوبولوس"؟
جوابي على محمد هو التالي: نعم هناك لجنة تحكيم تتكون من ستة أعضاء تمثل الاتحاد الكاثوليكي الدولي للاتصال (هذا هو اسمه) والمنظمة البروتستانيتة الدولية للسينما. هذه اللجنة تمنح جوائز لبعض الأفلام على أساس ديني وفني معا.
هذه اللجنة يطلق عليها لجنة وحدة العالم المسيحي Ecumenical Jury وهذا اجتهادي الشخصي في الترجمة لأنني أرى أن الترجمات الأخرى تبدو غامضة (فما معنى الوحدوية أو الكونية!).. المقصود وحدة العالم المسيحي تحديدا لأنها مستمدة من إسم الحركة التي تأسست في القرن التاسع عشر وانتشرت في الأوساط البروتستانتية في أوروبا وكان هدفها الدعوة إلى توحيد الكنائس المسيحية عبر العالم، عن طريق القيام بأنشطة مشتركة بين الكنائس المختلفة تدعم الوحدة المسيحية.
وقد منحت جائزتها في الدورة الأخيرة إلى الفيلم البريطاني "البحث عن إريك" لكن لوتش. كما منحت شهادة تنويه إلى فيلم "الشريط الأبيض" الألماني.
ولا أحد يهتم كثيرا بها لأنها تدخل العامل الديني (الأخلاقي) في قراراتها، ولأن من يحكمون في لجانها من المحسوبين على الكنيسة ومن يدورون في فلكها، وهو ما يراه الكثيرون اقحاما للدين في الفن وهو أمر أصبح منذ عهود طويلة مستبعدا في أوروبا الحديثة، أما عندنا فطبعا هناك من لا يحكمون على الأعمال الفنية إلا من خلال منظور أخلاقي حتى أن البعض أصبح يستفتي الإخوة إياهم، الذين يفتون على الفضائيات مقابل ريالات من الذهب والفضة، في شأن مشاهدة أفلام معينة، وهل هي حرام أم حلال.. والله أعلم!

الأحد، 21 يونيو 2009

ماذا بعد أن غرقت السفينة؟

هذه اللقطة من فيلم "دكان شحاتة"


((هذه الرسالة تلقيتها أخيرا وأثارت في الكثير من الشجون والآلام لذا رأيت أن أخصص لها مكانا بارزا وأن أرد عليها بقليل من الاستفاضة)).

تحياتى أستاذ أمير:
انطلاقا من مقالاتك عن جماعة سينما الغد والحركة الطلابية فى السبعينات مع الوجود الحالى لمحاولة الوزير فاروق حسنى الترشح لمنصب اليونسكو اسمح لى أن أشارك حضرتك بهذه التساؤلات (أو الهواجس) عن مستقبل الثقافة المصرية , هل هناك أمل أن تعود نوادى السينما فى جامعاتنا الى وضعها الذى كانت عليه فى السابق. إن كانت كل المشاريع الثقافية قد اجهضت فى زمن الانفتاح فهل جيل الشباب الحالى قادر على تكوين جيل جديد يكمل مسيرة سابقيه. قضيت عاما كاملا- بلا رجعة - فى كلية حقوق القاهرة وكل ما أستطيع قوله أنه فى ظل هذا الجيل قد نجد فى خلال العشرين عاما القادمة مشروع قانون لتحريم السينما وسائر (الأعمال الوثنية الاخرى) يكفى أن تفتح حوارا جانبيا مع شخص يفترض أنه فى اتحاد الطلبة (مسؤول عن الأنشطة الثقافية) بشأن ناد للسينما، ليحدثك عن الذنوب والاختلاط والعرى وتشويش عقل الشباب (أو يريح دماغه ويقولك ايه الكلام الفاضى ده .. احنا ناقصين فنانات ومسخرة) فهل أصبح السبيل الوحيد للعودة هو حدوث ثورة تعصف بكل شئ، أم هناك - ربما -حل أخر؟
فى النهاية حديثى هذا لا يخص اتجاه واحد بل يعنى بالحركة الثقافية المستقبلية فى بلادنا. وهدفى هو فتح تصور عام لما يمكن أن يكون عليه الوضع وطرق المواجهة باعتبار حضرتك صاحب تجربة داخل الأوساط الطلابية وفيما بعد الأوساط الثقافية العامة.

خالص التحية
عمر منجونة

** الصديق العزيز عمر يطلب مني ربما أكبر مما أملك.. أسئلة كبيرة قد تحتاج إلى كتاب كامل لاستعرض تدهور النخبة المثقفة وتدهور الوعي الطلابي بعد أن كان صوت الطلاب يهز عرش السادات ونظامه في السبعينيات ثم استشراف مستقبل الثقافة المصرية. لكن المشكلة أنه حتى الكتاب في حالة ما استطعنا انجازه، لن يصل إلى الطلاب والشباب والمتطلعين إلى حركة جديدة للوعي لأسباب كثيرة، وحتى إذا اقترضنا أنه وصل وقرأه المعنيون بالأمر، فلن نسمع بعد ذلك أكثر من "الله ياأستاذ.. هذا كتاب جميل فعلا.. أعطانا صورة شاملة لما حدث".. وسيظل السؤال قائما: وماذا بعد؟ أي ماذا سيحدث بعد صدور الكتاب وبعد انتهاء التشخيص؟
كان لدى أنور السادات، تعبير أثير يردده في قمة الأزمات والتحديات التي يواجهها نظامه دائما، فقد كان يردد والغضب يرتسم على ملامح وجهه: أنا بطبعي متفائل!
وأنا لن أردد هنا مقولة السادات الزائفة، فلست من أنصار التفاؤل الزائف، ولا الإيحاء بالأمل الخادع، فالواقع نفسه لا يدعو إلى التفاؤل على المدى القريب على الأقل، بل إنني أرى مزيدا من التدهور والانهيار في الطريق حتى تستقر السفينة الغارقة على القاع تماما، ثم يبدأ الباقون على قيد الحياة في داخلها في البحث عن طوق للنجاة أو عن مخرج لهم، وساعتها لن يتشبثوا بالأسباب التي كانت وراء الغرق.. وإن كنت لست على ثقة من ذلك تماما، فسيظل هناك دائما بعض الذين يدمنون خداع الذات بالأوهام.
إن ما نراه حاليا يشير إلى عدة أسباب لهذا الغرق:
1- طبقة حاكمة فاسدة حتى النخاع، رموز هذه الطبقة يسترون فسادهم بادعاء أنهم يعملون من أجل الشعب وإنهم ليسوا في حاجة أصلا إلى مناصب الوزراء وغيرها فلديهم أعمالهم التي تدر المليارات، وأنهم ينفقون من جيوبهم على الوزارة.
2- طبقة وسطى (عمود أي مجتمع) متدهورة، متلاشية، فاسدة، فاقدة كل القيم الحقيقية، متلحفة بمظاهر اللوثة الدينية (لم يعد غريبا أن ترى أطباء ينصرفون عن المرضى الذين يحتاجون إلى اسعافات عاجلة من أجل أداء الصلاة.. فهل يجرؤ أحد من أهالي المرضى على نهرهم). هذه الطبقة فقدت الثقة بنفسها، كما فقدت الثقة بالعالم، وأصبح اهتمامها بالثقافة هامشي أو شبه منعدم، فهي مشغولة أكثر بالبحث عن لقمة العيش بأي طريقة حتى لو كانت الرشوة، وتبرير تقاعسها عن القيام بدورها حيال النخبة الحاكمة الفاسدة.
3- نخبة مثقفة مصابة بفصام الشخصية، أصبح أهم شيء عندها هو الصراخ ضد أمريكا وإسرائيل، واستعراض قوة حنجرتها في التظاهر من أجل العراق وفلسطين، لكنها لا تثور ولا تتظاهر بشكل جاد من أجل قضايا الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة والتقدم في الداخل، ولا تسعى حتى في أحلامها المؤجلة إلى تغيير النظام الحاكم.
4- احتلال مباشر للشارع من قبل قوة تتلحف بالدين بينما هي قوة سياسية فاشية، يدعمها الكثير من أعضاء النخبة حتى من القوى الوطنية الديمقراطية بدعوى: فلنعطها فرصة.. هي أحسن من السلطة لأنها ليست فاسدة.. من غيرها يمكنه أن يكون البديل.. هم لم يجربوا الحكم دعهم يجربون ثم يفشلون..إلخ
بدون أسلحة ولا دبابات ولا مدرعات، ولا أجهزة مخابرات كما حدث في إيران مثلا، سقط الشارع المصري بمفاهيمه وأفكاره واستنام لحزب سياسي فاشي وتبنى دون أن يدري شعاراته لأنها "مريحة" مثل الأدوية المنومة، فأنت عندما تعلن فشلك في العثور على أي حل لقضايا مجتمعك وتحيله إلى الله وحده عز وجل، لكي يتولى نيابة عنك النزول من عرشه والتدخل المباشر في التاريخ الأرضي، فأنت تعلن الاستسلام التام والتخلي عن القيام بأي دور فاعل في التاريخ الأرضي وهو ما يناقض كل التعاليم السماوية التي تحض على العمل وعلى الجد والاجتهاد (بل لقد بتنا نرى من يستدعي الله في مباريات كرة القدم لكي ينصر مثلا فريق الزمالك على الأهلي، وعندما يفوز الأهلي يقول أنصاره إن الله كان يريد أن ينتصر الأهلي.. وهذه كلمات نسمعها يوميا في إعلام الدولة المفككة، يبتلعها المثقفون والمتثاقفون بدون إبداء أي استغراب.. وكأن الله ينزل عن عرشه لكي يتدخل بنفسه في تحديد نتيجة مبارة كرة قدم.. فمن الذي يملك الاعتراض على أي عبارات يرد فيها اسم الله)!
في إيران نجح هذا الحزب في أن يحكم السيطرة على رقاب العباد رغما عنهم إلى أن فاض الكيل وطفح بالإيرانيين، فخرجوا إلى الشوارع أخيرا في انتفاضة أظن أنها ستستمر حتى الإطاحة بنظام غير طبيعي، في حين أنه نجح في مصر بدون أي حاجة إلى قهر ولا دبابات ولا مخابرات وقبل أن يصل إلى السلطة الفعلية بل يدعي أنه مازال في المعارضة.. لذلك فالأمر أكثر تغلغلا وأكثر خطورة، والأمل أضعف كثيرا في الانتفاضة على هذا الحزب الفاشي وتعاليمه بل وكل الأحزاب الأحادية المشابهة وعلى رأسها الحزب الحاكم بأمره!
طبيعي إذن أنك عندما تطالب بناد للسينما أن يصبح هذا معادلا لنشر الفجور والعري والإباحية.. والشباب في معظمه، حتى من يدرس منهم علوم الكومبيوتر والتكنولوجيا الحديثة، أصبح يعتنق أكثر الأفكار جنوحا إلى الغيبية واللامنطق بل إن أي محاولة لدفعهم للتفكير مرفوضة سلفا، وأي شيء "مختلف" عما اعتادوا عليه يرفضونه بل ويرفضون مناقشته، فهذا "خارج عن الجماعة" أو عن الفكر السائد، لأنه يهز القناعات السائدة، أو "مستورد" ووراءه "مؤامرة غربية".. وطبيعي أن مجتمعا بأسره يخضع لفكرة المؤامرة المستمرة ضده لا يمكن أن يصنع التقدم.. فهناك تصور خرافي يتمثل في أن الأنظمة الغربية لا تنام الليل قبل أن ترسم مؤامرة ضدنا، تستهدف قيمنا وعقائدنا (بينما عقائدنا هذه مستقرة لا يمسها أحد منذ أكثر من 14 قرنا). هذا الفكر الذي يعبر على نحو ما، عن الهزيمة العميقة والشعور بالدونية، يخضع في الوقت نفسه لأفكار أخرى تغالي في التطرف الشوفيني مثل فكرة أننا "الأفضل والأعظم والأعرق والأكثر تحضرا" في حين أننا فشلنا حتى في ضبط نظام البالوعات في شوارعنا بحيث لا تحتك بها السيارات أو تنقلب عجلاتها داخلها!
الحركة الطلابية القائمة حاليا هي حركة تعبر عن فقدان البوصلة والهدف بل والاتزان لأن السفينة غرقت بالفعل.. فهي حركة ضد التقدم، وضد العقل، وضد التاريخ، توهم نفسها بأنها جزء من الحركة الوطنية بينما هي جزء من الحركة النازية المعادية لمسار الحركة الوطنية تاريخيا، التي لم تعرف هذا الارتداد ولا هذا التردي ولا هذه الدروشة، ولا هذا العداء الشرس للحداثة والعقل باسم الدين بينما تتناقض كل السلوكيات اليومية مع منهج الدين وجوهره. لقد تحول طلاب العلم إلى رقباء على الفكر والفن باسم الأخلاق القويمة والقيم، وأصبحوا يشهرون كتاب الله في وجه كل من يخالفهم، فهل يقدر أحد أن يخالفهم!
عن أي سينما إذن نتكلم.. وعن أي نواد للسينما في الجامعة.. وقد أصبحت الجامعة مكانا للقبح في المظهر والسلوك بل والأفكار.
لا أنس أبدا شخصيا منظرا رأيته بنفسي وأنا أحاضر ذات يوم من عام 2002 في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، وأمامي صف كامل من الطالبات المنقبات.. تصدر عنهن بين الحين والآخر ضحكات جريئة.. فأي اغتراب وأي اغتراب.. جامعة بمثابة نافذة للنور.. أصبحت مكانا للظلام.. ثقبان يلمعان من وراء حجب سميكة باسم تجنب العورة والحرام والشيطان والشهوة والمعصيات. ومجتمع بهذا النفاق لا يمكن له أن يتقدم.. فقط يتعين علينا أن ننتظر إلى حين تستقر السفينة فوق القاع.

الاثنين، 15 يونيو 2009

فاروق حسني وإسرائيل والكائنات الخرافية

* وصلتني رسالة من الصديق محمود الطويل يسأل فيها: هل تعتقد أن وزير الثقافة المصري فاروق حسني سيفوز بمنصب مدير اليونسكو بعد كل ما حدث؟ ولماذا توقفت عن الكتابة في هذا الموضوع؟* لا أعرف هل سيفوز فاروق حسني أو لن يفوز، والحقيقة أيضا أنني لم أعد مهتما بهذا الموضوع بعد أن أشبعته اهتماما في الماضي بما فيه الكفاية وبعد أن رأيت أن الكثير من الذين أعرفهم يتمنون أن أتوقف عن مهاجمة ترشيح الوزير- الفنان- لهذا المنصب الخطير من باب اليأس السائد الذي يتمثل في الدعاء إلى الله بأن يذهب الوزير بعيدا إلى أي مكان، حتى لو كان اليونسكو، وأن يترك الثقافة المصرية للمرة الأولى منذ 22 عاما، بدون وزير فنان بهذا الشكل، بعد أن شهد عصره أكبر وأفظع الكوارث في تاريخ الثقافة المصرية من السرقات إلى التهريب إلى الحرائق إلى الخراب العام والتدهور في الذوق والحس على كل المستويات. أما موضوع أن إسرائيل تعارض الوزير ولذا ينبغي أن نؤيده نحن على اعتبار أن كل ما يعارضه عدوي يتعين علي أن أسانده، فهو يحول موضوع فاروق حسني إلى قضية وطنية، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق، فالذي رشح فاروق لليونسكو نظام يتعامل مع إسرائيل ويغتفر لها الأعذار طيلة الوقت، والذين يؤيدون الوزير من داخل المؤسسة الإعلامية والسياسية الرسمية معروفون بكونهم من "الحمائم" فيما يتعلق بالموقف من إسرائيل، ومنهم من يدعو علانية إلى القبول بها والتعامل معها، بل وهناك مسؤولون ملتزمون بحكم مناصبهم بسياسة النظام الحاكم الذي يستقبل القادة الاسرائيليين ويرتبط معهم بمعاهدات سياسية وتجارية. ومن الطبيعي أن هؤلاء لا يصلحون لإعطائنا دروسا في مقاومة إسرائيل، بل وقد أصبح الوزير نفسه أخيرا أيضا يخطب ود إسرائيل ويسعى لنيل رضاها عنه بشتى الطرق وآخرها إعلانه أن وزراته ستطبع كتبا مترجمة عن العبرية. أخيرا.. تأثرا بفيلمي المخرج الفلسطيني إيليا سليمان "يد إلهية" و"الزمن الباقي"، ربما أصبحت أنا أيضا أنتظر ولو على سبيل الحلم والأمل، هبوط كائنات أسطورية عملاقة من السماء، تدمر النظام العنصري القائم في إسرائيل وتدمر معه كل الأنظمة العربية في وقت واحد!
== =============================================
* تلقيت من الباحثة في الجامعة الأمريكية في القاهرة مريم سعيد مكاوي البحث الذي أعدته أخيرا حول اليهود في السينما المصرية، وفيه تناقش كيف قدمت السينما المصرية شخصية اليهودي منذ بداياتها حتى اليوم، وهو مشروع لبحث طموح قد يتطور بلاشك ليصبح رسالة علمية تصلح فيما بعد للنشر في كتاب. الجديد في البحث أنه يتبع منهجا علميا يدقق في المصطلحات ويناقش الكتابات "العشوائية" الكثيرة السائدة في الموضوع. كما يرصد أيضا كيف تحول المجتمع من مجتمع متسامح يقبل بالتعددية العرقية والدينية، إلى مجتمع متشنج يرتد عن منجزات العصر والحداثة لكي يتبنى أكثر الأفكار إيغالا في الرجعية وعلى رأسها الدعوة إلى عزل المرأة عن المجتمع عن طريق تحويلها إلى "كائن حي" يحرم النظر إليه!الملاحظات التي كتبتها لمريم حول بحثها لقيت لديها ترحيبا كبيرا أسعدني، وبناء عليه قررت هي إعادة كتابة البحث مرة أخرى. تمنياتي لها بالتوفيق.

السبت، 13 يونيو 2009

عودة إلى موضوع النشر الالكتروني

* كنت قد نشرت من قبل رسالة من الصديق "سامي" من داخل الأرض المحت يقدم فيها بعض الاقتراحات الخاصة بنشر الكتب الكترونيا، وقد رددت عليه وقتذاك بما أعلم وأبديت خشيتي من القرصنة السريعة، وها هو لاييأس من إمكانية إقناعي وإقناع غيري بالطبع، بأن هذه الوسيلة قد تكون الأكثر فعالية من الكتب الورقية. الجدال حول هذه المسألة لاشك أنه يفتح الباب واسعا أمام آفاق جديدة، وهو موضوع يمكننا بلا شك أن نستفيد منه ويستفيد منه من يهمه الأمر.. وها هي رسالة "سامي" صاحب المنطق القوي الذي أعجبني قوله إنه لا يحب أن يبدأ شيئا دون أن يستكمله. وإليكم رسالته وفي انتظار مزيد من التعليقات التي تثري الحوار في الموضوع.
*"أعلم أنك لن تغير رأيك ورسالتي هذه ليست لإقناعك لكنن من الذين لا يستطيعون السكوت رغم انتهاء النقاش إلا إذا قالوا كل ما عندهم لذا سأقول كلمتي و"أفضفض" ثم سأتوقف عن إزعاجك في هذا الموضوع:
أنت صادق أن لا مانع من تناقل الملف في الإنترنت إذا تم نشره إلكترونيا ولكن هذا الامر صحيح على الكتب الورقية أيضا فاليوم ببعض الجهد البسيط يمكن مسح الكتاب وتحويله إلى ملف بي دي إف.. الكثير من الكتب تمر بهذه العملية والبحث عنها سهل جدا إذ يكفي أن تبحث في غوغل عن "تحميل الكتاب الفلاني" فتظهر لك النتائج.. أغلب الكتب العربية التي يمكن تحميلها من الإنترنت مصدرها كتب ورقية تم مسحها.. عمليا المرة الوحيدة التي صادفت ملف بي دي إف مصدره ليس مسح كتاب ورقي كان في موقع "كتاب في جريدة" الجديد حيث جميع الكتب متوفرة (من الناشر وبموافقته)
برأيي وجود الكتاب على الإنترنت لا يعني بالضرورة أنه سينتشر بشكل غير قانوني فلقوانين العرض والطلب تأثيرها هنا أيضا غالبية الكتب التي يتم تناقلها بشكل غير قانوني هي "الكتب الجماهيرية" أي كتب يشاع عنها أنها جريئة أو روايات رائجة... إلخ الكتاب الذي ذكرته في ردك علي قمت بالبحث عنه وتحميله ويبدو لي أنه تم مسح النسخة الورقية منه (بسبب أن الكتاب عبارة عن صور لنص وليس نصا مثلما يحدث للكتب التي تنقل من الوورد إلى بي دي إف) ويبدو لي بعد اطلاع سريع، أنه انتشر لأنه يتطرق للجنس.. إلخ. سأضرب لك مثالا في الماضي كان هنالك على موقع "عجيب" (تابع لشركة صخر) نصوص مؤلفات نشرها مشروع كتاب في جريدة (صخر كانت إحدى الشركات التي دعمت المشروع) وقد استمر نشرها لأربع سنين على الأقل وبعد خروج صخر من المشروع حذفت هذه المؤلفات من موقعهم.. لم أر أبدا سرقة نص أحد المؤلفات التي كانت منشورة (مثلا مملكة الغرباء لإلياس خوري أو مختارات المتنبي أو مختارات زكريا تامر إلخ...) والنصوص الوحيدة التي ربما كان مصدرها موقع "عجيب" هي رواية "المتشائل" لإميل حبيبي، لأن المؤلفات الأولى غير معروفة لدي "العامة" بينما المتشائل استطاعت (بسبب تناولها السياسة) أن تشتهر. لا أقلل من أهمية باقي المؤلفات.
الكتب الورقية أيضا ما إن تنشر حتى يتم نسخها وبيع نسخ مزورة منها، ولم أر احدا يمتنع عن النشر لهذا السبب. الفرق أن النشر في الإنترنت يقوم به في الغالب هواة، وهم لا يفعلون ذلك لهدف الربح بل ربما ليزيدوا من انتشار كتب أحبوها (جاهلين ما تسببه أفعالهم من خسارة للمؤلف وتأثيرها على "خصبه" المسقبلي) بينما مزوري الكتب لا يبغون سوى الربح.
هنالك عدة وسائل للحماية إحداها (وهي موجودة في الموقع الذي أشرت إليه في السابق) هي أن يتم وسم كل صفحات الكتاب بتفاصيل من قام بتحميل الكتاب منهم. أما الثانية فهي استخدام ما يسمى بالدي أر إم وهي وسيلة حماية تتيح للمستخدم استخدام الكتاب على حاسوب واحد فقط (فلا يستطيع نقله إلى آخر حتى لو كان ملكه) ولا يستطيع الطباعة الخ... هذه الوسيلة تقيّد من حرية القارئ وأنا لا أحبها.
في نهاية الأمر أنت قلت سابقا أنك لم تر عوائد مالية من الناشرين في مؤلفات سابقة وقمت بطبع النسخة الثانية من كتابك على نفقتك (ولا أظنك ربحت من ذلك). أنت صادق هنالك ترد ثقافي لدى العرب الخ... وهم مستعدون لدفع المال من أجل وجبة في ماكدونالدز يشبعون بها نهمهم دون أن يتذمروا من غلاء ثمن وجبة زائلة بعد ساعات لكنهم لن يقبلوا بأن يدفعوا المال لشراء كتاب يحوي غذاء لروحهم ويبقى إلى الأبد.
برأيي إن كان لا بد من خيارين "أحلاهما مر" فأنا أفضل أن يسرق "المذموم بفعلته" زهرتي على أن يسرق من يدعى الباسل الخطر حقلي".
تعليق أخير على الرسالة. يمكنني بالطبع أن أغير رأيي، وقد غيرته بالفعل، فليست هناك اختيارات نهائية في مثل هذه الأمور، وسأفكر جديا في نشر كتاب بهذه الطريقة وربما ألجأ إليك للمساعدة، ليس في التنضيد الاحترافي لأنني أجيد هذه الناحية بل في جوانب أخرى. انتظر قليلا فقط.

الجمعة، 12 يونيو 2009

عن هذا الصحفي اللص

استمرارا لمناقشة موضوع السطو على المقالات من قبل بعض لصوص الانترنت تلقيت الرسالة التالية من الزميل الناقد اللبناني هوفيك حبشيان:
منذ فترة ليست ببعيدة وأنا أدخل الى مدونتك واطالع ما تكتبه يوماً بعد يوم. أمس وقعت على مقالك عن هذا اللص الظريف الذي يعتقد ان لا أحد يقرأ ولا أحد يراقب، علماً بأن صحافة العالم كله بتنا نمسكها في راحة يدنا. والحق أن هذا الموضوع (الحقوق الأدبية) يهمني كثيراً، وسبق أن واجهته خلال إدارتي، لصفحة يومية عن الفنون البصرية، اذ كانت ترسل لي مواد من مكتب مصر، أجدها لاحقاً في توقيع أسماء أخرى على شبكة الانترنت. وحين سألت أحدهم عن "سرقته" الواضحة والصريحة (والغبية، لأنه لم يكلف نفسه عناء تغيير العنوان) فكان رده: "إنه مجرد توارد أفكار بيني وبين الكاتب الآخر"!
في أي حال، انا مسرور لتطرقك لهذه المسألة الحساسة، لأن هذه المهنة في هذه المنطقة العربية صارت "بهدلة" وغير جديرة بالاحترام (أحياناً أخجل ان اقول إنني صحافي)، جراء ما يكتب ويناقش من قضايا متخلفة لا تمت بصلة الى هذا الفن البهي. فما بالك اذا كان الصحافي يتحول الى نصاب يسرق أفكار الآخرين ويقبض بدلاً ماديا عنها!

أما بالنسبة للص الظريف، فاعتقد انني أول من أكتشف هذه الـ"ميني" فضيحة. فأنا وهذا اللص "صديقان" على الفايسبوك، وحين قرأت "مقاله" المطعم بفقرات من مقالك، سألته: اين شاهدت هذا الفيلم؟ فلم يرد. ثم رأيت أنه يتلقى الإطراءات من الآخرين على مقاله، فوضعت رابط مقالك تحت مقاله. ولم يكلف نفسه عناء إلغاء الرابط. في لبنان نقول لهذا الصنف من اللصوص "على عينك يا تاجر". ولعل أكثر ما يزعجني في هذه المسألة هو أن يعطي أحدهم رأياً في فيلم لم يشاهده، وهذه أيضاً قمة اللصوصية.
مع مودتي
هوفيك
* جزيل الشكر على اهتمام الزميل هوفيك بالموضوع ومبادرته الإيجابية بالتعليق عليه فنحن ينبغي أن نقف جميعا معا في وجه هؤلاء الأدعياء وإلا سيأتي يوم قريب جدا تطرد فيه العملة المزيفة العملة الصحيحة الحقيقية، وربما نصبح نحن المتهمين بالسرقة والنقل لأننا لا ندافع عن حقوقنا الفكرية ونتصدى كما ينبغي بكل الوسائل بما فيها الفضح والتشهير علانية بهم لأنهم لصوص جريمتهم مثبتة لا يمكنهم الادعاء بأننا نشهر بهم بل هم الذين وضعوا أنفسهم في هذا الموضع.
عزيزي هوفيك: أنت تصفه باللص الظريف وأفهم أن هذا نوع من السخرية بالطبع، ولكن ربما يكون الأنسب أن نصفه أيضا باللص الغبي لأنه يسرق ويتباهى على الفايسبوك بأنه لص. ولا يكلف نفسه عناء رفع الرابط إلى مقالي كما ذكرت أنت. ونحن بالتضامن معا الذين جعلنا فضيحته "على عينك ياتاجر"!
============================================= ==
* الصديق المخرج والناقد أحمد عاطف، بعث تعليقا على موضوع الصحفي اللص المدعو سلامة عبد الحميد يقول إنه سعيد بما فعلت من فضحه لأنه شخصيا تعرض من قبل لفبركة حوار معه نشر فى جريدة "البديل" من طرف اللص نفسه، وقال إنه أعلن على المسرح بسينما جود نيوز اثناء تقديم فيلم "الغابة" فى مهرجان القاهرة أنه لم يجر أى حوار مع "البديل"وكان ذلك فى حضور رئيس تحرير "البديل" السابق د. محمد السيد سعيد بصالة العرض و الذى وعد بوقف ذلك اللص لكنه مرض بعده ذلك وترك "البديل"، بالإضافة الى ان هذا الشخص يعمل فى شركة ترويج إعلانى لحساب منتج معين للأفلام يروج لأفلامه عن طريق ما ينشره في وكالة الأنباء الالمانية من أخبار. ويقول أحمد عاطف إن هذا اللص "فضائحه كثيرة".

=============================================
* رسالة من الصديق الدكتور وليد سيف الناقد وكاتب السيناريو المعروف يقول فيها "أحييك على حرصك على شرف المهنة.. وغيرتك على قلمك.. وأنت بهذا تقدم درسا فى حماية الحقوق وعدم الإستسلام لكل أشكال القرصنة والإحتلال .. وإلى لقاء دائم مع مقالاتك الرائعة".كل الشكر للدكتور وليد. وسأوالي نشر مقالاتي النقدية وأقلب صفحة الصحفي اللص بعد أن تحقق الغرض منها.
=============================================
* رسالة من قاريء يتساءل فيها بنوع من الإشفاق على اللص لماذا هذا العقاب القاسي والتعامل العنيف معه وكان يمكني أن اكسبه؟

* ردي على رسالة ذلك القاريء الذي لم يكتب إسمه وفضل البقاء مجهولا أن هذا الرد "القاسي" من جانبي على ما قام به اللص (وأرجو بالفعل أن يكون قاسيا بما فيه الكفاية) له أسبابه بكل تأكيد: ومنها أن هذا الصحفي اللص سبق أن سطا على مقال لي ونشره في "البديل" ولما واجهناه بفعلته بعث رسالة يتعهد بأنه لن يفعلها مرة أخرى لكنه عاد وفعلها. وعاد بعد أن نشرت أنا أول موضوع لي في "البديل" لكي يستخدم وجوده في الجريدة فكتب تعليقا فظا يعكس وقاحته وقلة أدبه على مقالي بطريقة فيها إساءة وسب، ولم يوقع التعليق الذي نشر على الانترنت في اطار تعليقات القراء، فأرسلت أقول له إنني أعرف أنه وراء التعليق البذيء وأنذرته بالتوقف عن مثل هذه الأفعال، فعاد ليكتب تعليقا آخر كله بذاءة، وزاد فوقعه باسمه وكأنه يقول لي إنه شجاع لا يخشى شيئا، فأرسلت لرئيس التحرير لكي يضع حدا لهذه المهزلة، فحذف التعليقات المسيئة لكنه لم يتخذ معه أي إجراء بل على العكس، منحه صلاحيات أكبر لأن رئيس التحرير الذي خلف الدكتور محمد السيد سعيد كان من أقاربه كما قيل لي. ورغم شكوى معظم الصحفيين الذين أعرفهم في "البديل" من سلوكياته المنحطة منحه رئيس التحرير إياه مهمة الإشراف على صفحتين في تلك الجريدة (حولها صاحبنا هذا إلى ما يشبه الكباريه) فيما ثقافة هذا اللص لا تزيد عن نوع من الفهلوة التي تجعله يطلب ممن يجري معهم المقابلات تمهيدا لإعداد تحقيقات صحفية أن يكتب كل منهم 300 كلمة يستخدمها في تحقيقاته (على الجاهز) لأنه لا يستطيع حتى صياغة ما تدلي به الشخصيات العامة من أحاديث، وعندما لا يجد شيئا فإنه يخترع مواضيع تافهة مثل "هل تلخيص قصص الأفلام عن طريق النقاد يحرق نهايات الأفلام أمام المشاهدين"، وقد أرسل ذات مرة يطلب رأيي في هذا الموضوع الخطير جدا، فلما قلت له إنني أرفض المشاركة في تحقيق كهذا لأنه لا توجد قضية حقيقية للمناقشة، نشر على لساني أنني أثني على جهوده في "النقد السينمائي".. فهل هناك احتيال أكثر من هذا. وقد عاد الآن ففعل ما فعل بعد أن سطا على روح مقالي وجوهره ونص كلماته أيضا فيما اقتبسه من فقرات وهو لم يشاهد الفيلم، وبدلا من الندم والاعتذار بعث يقول لي إنه لم يسرق، وإنه ليس ناقدا وإنما هو صحفي "نقل" عني.. وهذا أغرب ما يمكن أن يسمعه إنسان في العالم.. فمن أذن لك بالنقل، ولماذا إذن لم تذكر في مقالك أنك لم تشاهد الفيلم وإنما استعنت بما كتبه ناقد معين عنه.
وقد لقي موقفي من ذلك اللص والطريقة التي تعاملت بها معه ترحيبا على نطاق واسع من الأصدقاء الذين أعتز بصداقتهم وأحترمهم. ولعل في هذا عبرة لغيره من الصحفيين المبتدئين الذين يتعين عليهم أن يبذلوا جهدا أكبر في المعرفة والثقافة، وألا يطرقوا الطريق السهل في الحصول على "الرزق". ولعل النصيحة أخيرا تنفع.

الجمعة، 5 يونيو 2009

رسائل الأصدقاء 5

* هذه الرسالة وصلتني من الصديق عمر منجونة ورايت أنها تستحق ردا مفصلا:
أعجبنى بشدة هذا النص البحثى - ان جازت التسمية - الذى قدمته الأستاذة ظبية خميس. بالنسبة لى فقد واجهت هذا السؤال من قبل - هل المرأة عاجزة عن تقديم سينما كالتى يقدمها الرجال؟ لكنى أعود وأذكر نفسى بتجربة بعض الكاتبات العربيات وغير العربيات اللاتى تأثرت بكتاباتهن. ولكن على مستوى السينما هناك تجارب إخراجية جيدة لكنى لم أر من استطاعت أن تؤسس لاتجاه سينمائى معين - أرجو أن تصحح لى ان كنت على خطأ - الا أننى أرى أن تناقص عدد المبدعات العرب بشكل عام يرجع الى طرق تنشئة الفتاة فى الأسرة العربية. على سبيل المثال أذكر أننى كنت فى أحد خطب الجمعة و تحدث الإمام - ناصحا الشباب - عن اختيار الفتاة التى لا تخرج منزل الزواج بدلا عن تلك - السافرة- لماذا؟ لأن تلك الأخيرة لديها القدرة على المقارنة والاختيار وذلك لا ينبغى لفتاة مسلمة! وهو أمر منتشر للأسف فى الأسر العربية - وان اختلفت نسبة الايمان بهذا الفعل.
- بالنسبة لقضية النشر فالأمر فعلا محزن فى بلد فى حالة انهيار كلى (رؤية تشاؤمية) فإن كان الحال هكذا لناقد كبير فى عملية النشر (الأرخص نسبيا) فكيف الحال لمخرج صغير فى الانتاج السينمائى. لكن ألا يمكن ترجمة كتب حضرتك الى الانجليزية ونشرها فى لندن.
تحيلنى قضية النشر تلك الى ما قالته الأستاذة ظبية خميس حول أن السينما بالنسبة للجمهور العربى هى معادل للترفيه والتسلية، وهو أمر صحيح للغالبية العظمى من الجمهور. ولكن سؤالى أستاذ أمير يتعلق بتجربة حضرتك فى أوروبا : هل هناك تغير كبير هناك فى الشأن السينمائى بمعنى تنجح الأفلام ذات المضامين المختلفة عن السائد هناك؟ هل المخرج مثلا يتم تقديره بشكل موازى لتقدير النجوم/ الممثلين، وهل يحصل النقد على حقه؟
عمر منجونة- القاهرة
* أنت محق بالنسبة لوضعية الفتاة العربية بشكل عام والفرص المحدودة المتاحة أمامها والردة الفكرية الشاملة التي تعصف بالمجتمع العربي، وسيطرة الفكر القبلي الجاف المتخلف والتفسيرات المسيئة للدين. ولكن ماذا سنفعل والنخبة نفسها يبدو أنها استسلمت وارتضت بالفكر المحافظ (الريفي أو القبلي أساسا) الذي يمكن أن يكون في مجمله معاديا للسينما (أليس ملفتا للنظر أن نرى محاميا (يفترض أنه عضو في النخبة المثقفة) يدعو إلى حظر الأفلام على اساس أخلاقي وأين هذا مثلا من موقف النخبة في 1919 و1920، بل إن أغلبية النساء في مجتمعاتنا يرتضين بنفس الفكر الانعزالي القبلي المتخلف الذي يدعو إلى إقصائهن عن المجتمع بشكل أو بآخر، ولو عن طريق اخفاء ملامحهن تماما حتى لأصبحن يبدين مثل كتل هلامية متحركة، وعفوا.. فمن حق أي واحدة أن ترتدي ما تشاء، هذا صحيح، ولكن من حق الباحث في المسار الاجتماعي أن يرصد أيضا هذا التحول ويضعه في إطاره كما يراه.
ولعل تقاعس النخبة عن مواجهة الردة بمضمونها وشكلها (وهما لا يتجزآن في رأيي) سبب رئيسي من أسباب التراجع الذي نعيشه. محمد حسنين هيكل مثلا رغم احترامي الكبير له، يهرب بعيدا إلى الماضي، إلى التاريخ، بدعوى أننا يجب أن نفهم ما وقع، ولكنه يحدثنا عن التاريخ كما لو كان من صنع القيادات والزعامات فقط. أين البعد المجتمعي.. أين دور البشر وتأثيرهم زدور لنبة أيضا. كيف كان ممكنا أن نتجه إلى التأويل الخرافي، وإلى الارتداد الاجتماعي الحالي بدعوى الشريعة والدين ومن المسؤول عن هذا، وكيف سنخرج من هذا المستنقع، ومن أجواء الإرهاب والتخويف التي تملأ نفوس الشباب، وكيف يمكن فهم شباب يدرسون أكثر العلوم وأدوات المعرفة الحديثة تقدما وفي الوقت نفسه يؤمنون بضرورة تجحب المرأة وعدم الاختلاط، ويدعون إلى "دولة تحكمها جماعة سياسية تلتحف بتفسيرات دينية عتيقة موغلة في الرجعية لحياتنا، وتقول لنا إنها تملك الحل لكل شيء.. وما هو هذا الحل: العودة إلى الفضيلة. وما هذا التدليس السياسي باسم الدين، وما هذا الخلط بين السياسة والدين. وأين هي الأمم التي نهضت باستخدام هذا التدليس.. أريد أن يدلوني عليها. وكم عدد العاطلين والمتسولين والعاهرات في إيران. ولماذا يغيب المشروع الاجتماعي للعدل في دولة تحكمها عصابة باسم الدين.. والموضوع طويل ومتشعب.
* بالنسبة لموضوع ترجمة كتبي ونشرها بالانجليزية عادة ما يتم النشر أولا باللغة الأساسية أي العربية ثم يمكن ساعتها الحديث عن الترجمة أما أن أتحول إلى كاتب "إنجليزي" أتوجه إلى قراء لغة أخرى خارج ثقافتي الخاصة فهذا أمر أراه عبثيا تماما.
إنني أكتب اساسا للقاريء العربي، وهي كتابة تختلف في آلياتها تماما عن الكتابة للقاريء الأوروبي عموما، فأنت حين تكتب للقاريء العربي تحتاج إلى بعض المقدمات أحيانا للشرح والتأكيد على أهمية هذا العمل أو ذاك، والاشارة إلى مخرجه في سياق السينما التي تنتج في بلاده، وربما تشير إلى أفلامه السابقة المهمة، أما حين تتوجه للقاريء الأوروبي فأنت تكتب كما لو كنت تكمل ما سبق أن كُتب عن أعمال مخرج يعرفونه لأنه جزء من ثقافتهم (جودار أو برتولوتشي مثلا) بينما نحن نكتب عن سينمائيين غير معروفين للجمهور العام في مصر والبلاد العربية، وعموما الجمهور لا يعرف سوى النجوم المشهورين باستثناء الذين أطلق عليهم "الهواة المتخصصين" الذين ينقبون ويبحثون عن الجديد والمختلف في السينما العالمية ولا يكتفون بما هو سائد من الإنتاج الأمريكي.
النقطة الأخيرة التي تطرحها في رسالتك حول السينمائيين الأوروبيين الذين يصنعون أفلاما ذات مضامين مختلفة عن السائد ووضعهم في بلادهم (مثل مايك لي وكن لوتش وبيتر جريناواي في بريطانيا مثلا) أستطيع القول إن هؤلاء رغم عدم تطلعهم أصلا إلى تحقيق النجاح الجماهيري الكبير مثل أفلام التسلية السائدة إلا أن الهامش المتاح لهم موجود دائما، سواء من ناحية العثور على تمويل أو فرصة العرض في قاعات عرض أصغر لكنها موجودة ولها جمهورها. هذا الهامش موجود في المسرح والرواية والموسيقى أيضا وله جمهوره الذي يتسع أو يضيق لكنه يظل موجودا.
وأما الحالة العربية فينعدم فيها وجود هذا الهامش أصلا. وأنظر مثالا على ذلك إلى الأفلام "العربية" الفنية التي تنتج في مصر أو في المغرب أو في سورية مثلا هل تجد لها أصلا فرصة للعرض العام، وإذا حدث فهل تجد لها جمهورا قادرا على دفع مخرجيها للاستمرار في العمل.. لا أظن؟ ألم يكن السوق كفيلا بالقضاء تماما على تجربة يسري نصر الله مثلا لولا التمويل الفرنسي، هل عرضت أفلام محمد ملص وأسامة محمد في سورية؟ وكم حقق فيلم "القلوب المحترقة" في المغرب؟
==================================================
* الناقدة الصديقة أمل الجمل بعثت تبدي إعجابها بمقالي عن فيلم "الزمن الباقي" لإيليا سليمان، وتقول إنه أفضل ما قرات عن الفيلم.طبعا يسعدني كثيرا أن أكون قد أثرت اهتمام دارسي النقد مثل أمل، ولم يكن هدفي طبعا أن يكون أفضل مقال أو الأقل، فقط ليتنا لا نظلم النقد العربي ونتهمه بانتحال الأفكار من الغرب أو بالنقل عن المجلات الأجنبية ولنعرف أن الغرب في معظمه، وأنا أعيش في قلب احدى أهم عواصمه، لا يعير اهتماما كبيرا لهذا النوع من الأفلام الفنية إلا بما يتعلق بالمغزى السياسي له، وليس كل ما يكتب في الغرب هو بالضرورة افضل مما نكتبه، بل هناك جهل وأخطاء بالجملة في عشرات المقالات التي يطالعها المرء يوميا. المهم أن نكف عن التصغير من شأن النقد العربي والنقاد العرب وألا نصغر من أنفسنا دائما لحساب الإشادة بالآخر خصوصا الأمريكي!
===================================================
أستاذ أمير: تحياتي لك وأحييك على ما تبذله من مجهود في وضع أسس جديدة للنقد السينمائي. لفت نظري مقالا كنت قد كتبته عن الفيلم الذي يروي ما وقع للعالمة الاغريقية هيباتيا (أو هيباتشيا حسب النطق في بعض اللغات) وهو الفيلم الذي كتبت عنه أثناء تغطيتك لمهرجان كان السينمائي. ولفت نظري أن مقالك يذكر أن الفيلم غير من نهايتها العنيفة فلماذا في رايك هذا التغيير؟ ولماذا أدخلوا اليهود في الفيلم رغم أن الصراع كان بين المسيحيين المتعصبين والوثنيين الرومان والاغريق الذين كانوا غير مقتنعين بالدخول في الدين الجديد أي المسيحية.. وهل تعتقد أننا سنشاهد هذا الفيلم في مصر؟سحر بهاء- طالبة دراسات عليا تاريخ
* لا أعرف لماذ تغيرت النهاية التي يصفها استنادا إلى مصادر تاريخية الدكتور يوسف زيدان في روايته العظيمة "عزازيل" ربما لتحقيق مزيد من التراجيدية عندما نرى العبد السابق عندها الذي كان يحبها ويحترمها، والذي أعتقته ثم اعتنق المسحية، وهو يقوم بخنقها انقاذا لها من مصير فظيع كان ينتظرها. وربما لكي يمكن عرض الفيلم على الكبار والصغار عن طريق تجنب تصوير العنف بتفاصيله، وأما موضوع اليهود فهو في رأيي مقحم اقحاما على الفيلم من أجل الحصول على التمويل الكبير من شركات التوزيع الأمريكية التي لا أشك أنها ساهمت في الفيلم لأنه من الإنتاج الضخم وبطاقم عالمي وناطق بالانجليزية، وأعتقد انه سيعرض في مصر عن طريق شركة توزيع أمريكية أو وسطائها الذين أصبحوا متمركزين في دبي حاليا. وقد يصلح الفيلم بالتأكيد لعمل دراسة مقارنة بين الفيلم وأحداث التاريخ الحقيقية في تلك الفترة الغامضة عموما (القرن الخامس الميلادي).
====================================================
* الاستاذ امير العمري بعد التحية والسلام:ارسل اليك هذه المقالات تباعا والتي امتنع الاستاذ صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة عن نشرها لأسباب لا افهمها حيث اعتبر هو والعاملون بالجريدة انني شتمتهم بمقالة امتدح فيها مقالا للاستاذ ايمن الحكيم رغم اني اوضحت انني اتحدث عن وصف عام لما آلت اليه الكتابة المصرية الان ولم أقصد اشخاصا بعينهم لكن البعض من اصحاب البطحة علي رؤوسهم استطاعوا تاليب رئيس التحرير ضد مقالاتي الاخري والتي سارسلها لكم فان رايتم انها تستحق النشر في مدونتكم او في اي مكان اخر ترونه اكون عاجزا عن الشكر.
علي عوض الله كرار
* رغم أن هذه المدونة ليست مفتوحة لكتابات الآخرين لكنني سأحاول نشر موضوعك عن المخرج والناقد الكبير الراحل أحمد كامل مرسي (كان أول رئيس لتجمع النقاد المصريين في 1972)، كما سأنشر مقالك المثير للجدل عن فيلم "واحد صفر". ولكن امنحني بعض الوقت. وشكرا على الثقة.

الخميس، 4 يونيو 2009

رسائل الأصدقاء 4

* رسالة جديدة من الصديق "سامي" من داخل فلسطين المحتلة يقول فيها "أعجبني مقالك الأخير عن فيلم إيليا سليمان وأوافقك تماما في تصنيفه بخانة الحداثة وليس ما بعد الحداثة. ونفس الشيء مثلا (برأيي) ينطبق على إميل
حبيبي ومؤلفاته التي رغم مبناها غير التقليدي ليست ما بعد حداثوية (بل بها خصائص تقليدية كثيرة. أزعجني ردك على أحد القراء بشأن دور النشر. الحقيقة أن الوضع سيء (وكان
دوما كذلك) أذكر قولا لنجيب محفوظ أنه لم ير عائدا ماليا من مؤلفاته سوى بعد أن ترجمت أعماله.. فإن كان هذا وضع أحد أعظم الروائيين العرب فما بال مؤلفي الكتب المتخصصة (التي تبيع أقل من الرواية) على كل حال أتمنى أنتجد ناشرا يرى في النشر رسالة. وإن يئست تماما يمكن إنتاج الكتاب بصيغة بي دي إف ونشره عن طريق الإنترنت إما مجانا أو عن طريق أحد المواقع التي تبيع الكتب الإلكترونية. في عصر الإنترنت قلت أهمية دار النشر كوسيط بينك وبين القارئ.
تحياتي
* عزيزي سامي.. المشكلة أن السؤال حول عدم نشر الكتب يتردد علي كثيرا جدا كأنني أنا الذي أملك موضوع النشر. لقد أصدرت الطبعة الثانية من كتابي "سينما الهلاك" (يتضمن تحديثا وزيادة حوالي 65 صفحة) على نفقتي الخاصة قبل 3 سنوات فما هو المطلوب: أن يتحول الناقد إلى ناشر وموزع أيضا يحمل كتبه على كتفه ويبيعها بنفسه أيضا. الناشرون العرب يفضلون الكتب المترجمة في السينما، والمجلس الأعلى للثقافة في مصر يخصص مكافأة للترجمة تبلغ عشر أضعاف مكافأة التأليف. ومع ذلك توقفت عن التعامل تماما مع ناشري الدولة ووزارة الثقافة في مصر وهذا موقفي، ولو أردت لنشرت كتابا كل سنة عن طريق وزارة فاروق حسني. أما الناشرون في القطاع الخاص فلهم حساباتهم الخاصة. موضوع النشر الالكتروني لن يختلف كثيرا عن المدونات والمواقع. لا تبتأس فهذه أزمة ثقافة أمة.. بل "هزيمة لغة" أيضا.. إذا جاز التعبير، لأنها لا تجد بين 300ى مليون عربي أكثر من ألف قاريء.. وبالعافية لما يصدر من كتب متخصصة!
===============================================

* القارئة ميرفت من الاسكندرية تقول إنها تلاحظ عدم اهتمامي بدرجة كافية بما يصدر من كتب جديدة في مجال السينما في العالم، ويشمل هذا مدونتي نفسها.
* ردي على ميرفت أن هذا يحدث فقط بسبب ضيق الوقت ولأن هذه المدونة ليست "مجلة" ولا توظف مجموعة من الباحثين والنقاد (ليتنا نستطيع أن نفعل هذا بشكل علمي ومنظم ويتجميع الجهود معا والعثور على وسيلة حقيقية للتمويل) بل تعتمد على الجهد الفردي حسبما يتيح وقتي ويسمح. ولكن أظن أن لديك الحق أيضا، فمن الممكن تقديم بعض الإشارات المفيدة إلى بعض الكتب التي تصدر هنا في لندن علها تساهم في إنارة بقعة في حقل الظلام. وأعد بأن أفعل مستقبلا. وليت طلاب الدراسات العليا في مجال السينما يرسلون إلي بأبحاثهم ورسائلهم العلمية، لا لكي أنشرها، بل لكي أقدم لها عرضا وتحليلا قد يفيد في اثارة اهتمام دار "محترمة" للنشر لكي تنشر هذه الأبحاث الهامة التي أعرف أن هناك منها الكثير.. في الأدراج!
================================================
* رسالة من صديق في القاهرة لم يشأ نشر اسمه يطلب فيها رأيي فيما ينشر من نقد سينمائي في الصحف حاليا.
* أقول لصديقي هذا إن النقد عملية إبداعية ذات صلة عميقة بثقافة المجتمع، أي مجتمع، وبعلاقة الناقد بهذه الثقافة وقدرته على التأثير فيها. وعندما يسير الناقد في واد وتكون الثقافة السائدة في المجتمع عموما في واد آخر يحدث الانفصال التام بين الاثنين. والنقد أيضا ثقافة يومية وتعبير عن استيعاب ثقافي، وليس حالة "عصابية" مرضية أي فكرة ثابتة تسيطر على شخص ما ويظل يكررها يوميا مؤداها أن "السينما سيئة" و"السينما متردية" و"الفن هابط" و"الأفلام رديئة" والنقاد كلهم لا يفهمون، وكل ما يكتب غير جيد "لأنني لم أكتبه". فهذا كله لا يغير شيئا ولا يؤدي إلا إلى طريق معلوم: السينما تنتهي إلى "الكباريه"، و"الشخص العصابي" ينتهي في أقرب مصحة للأمراض العقلية.. وبالمناسبة أعرف البعض الجيد والأطباء الذين يعملون فيها بحكم سابق علاقتي بالطب، وأستطيع أن أوصي ببعضها!

الأحد، 31 مايو 2009

رسائل القراء 3

* وصلتني الرسالة التالية الوافية من الصديق "سامي" (من فلسطينيي 48) الذي نشرت له رسالة سابقة، وهو صديق وفي لهذه المدونة.
"لا أعتبر نفسي متخصصا ولكن الواقع الذي نصطدم به يوميا لا يترك لنا مجالا: تكوين وعي بذاتنا ولذاتنا أو الفناء (المجازي).
كنت قد قرأت عن كتابك سينما الهلاك على عجل في مدونتك ويبدو لي كتابا قيّما. عندما كتبت لك رسالتي السابقة أردت أن أكتب فقرة تتناول مسألة الهوية لكنني عدلت عن ذلك لعدم تشتيت الموضوع. أنت صادق ، في أن تعبير فلسطينيي
الداخل أفضل من عرب الداخل لكنني لا أحب كل هذه التسميات لأن في طياتها محاولة من العرب تجاهل واقع يبدو أنه لن يتغير قريبا. بعض الأشخاص مثلا يحبون استخدام تعبير عربي فلسطيني أعيش في فلسطين غير مدركين بأنهم بشكل غير مباشر يؤكدون الرواية الإسرائيلية بأن هذه البلاد هي إسرائيل.
شخصيا أفضل تعبير عربي فلسطيني حامل الجنسية الإسرائيلية. فثقافيا وشعوريا إننا ننتمي إلى العالم العربي ونرى أنفسنا جزءا من الشعب الفلسطيني. لكننا أيضا نحمل الجنسية الإسرائيلية ومن أموال الضرائب التي ندفعها يتم تمويل الجيش وبناء المستوطنات (التي نعارضها لكن هذا لا يغير هذه الحقيقة المؤلمة) وهي حقيقة يبدو أن مناضلي المكاتب المكيفة نسوها(أو فضّلوا تناسيها.. القضية معقدة!
هنا لا بد لي ان أذكر أنني من المؤمنين بالحل السلمي رغم انني لا أرى أنه ممكن في المستقبل المنظور... لكن يقال أن أحلك ساعات الليل هي تلك التي تسبق الفجر.
عذرا على طول رسالتي لذا سأختصر النقاط التالية بسرعة (مجرد شذرات خطرت ببالي):
بالنسبة لترجمة كتاب جورج خليفي فهنالك نائل الطوخي (أعرفه من مدونته فقط) وإمكانية أن يقوم أحد من عندنا بذلك. ربما لو توفرت منحة تفرغ لقام جورج خليفي بنفسه بالترجمة. على كل حال علينا أن ننتظر ونرى رأيت أنك تخطط لكتابة مقالة عن "زيارة الفرقة الموسيقية" وأردت لفت
انتباهك إلى أن عنوان الفيلم العربي (بحسب ما ظهر على الشاشة) هو العرض الأخير - ليس ترجمة حرفية للعنوان العبري.
قرأت أنك كنت رئيسا لنقابة النقاد المصريين. وقد سمعت عن مجلتهم "عالم السينما" التي تبدو لي مجلة جدية. لم أجد للمجلة موقعا على الشبكة. برأيي إن كنت تعتقد أن النقابة لا تمانع بنشرها على الإنترنت ولكن تتورع عن ذلك لأسباب تقنية.. أردت إعلامك بوجود برامج إدارة محتوى حرة، مجانية ومفتوحة المصدر.. هنالك مجموعة شباب مصرية تشجع البرامج المفتوحة المصدر وقد تسعد لمساعدة النقابة، منها مجموعة البطاريق تأكل الطعمية. لا علاقة لي معهم (من قريب أو بعيد) ولكنني من المتحمسين للبرامج والمحتوى الحرين. على كل يمكنني تزويدك بتفاصيل إضافية إن أبديت اهتماما.
تحياتي
=================================================
وصلتني الرسالة التالية من الزميل الناقد الأستاذ أحمد فايق من القاهرة:
أستاذ أمير ياريت تقرا جورنال "الفجر" على الانترنت الاسبوع القادم عمود خاص فى باب شبكة الاخبار لأنى كاتب عنك فى الفقرة التالية :
"الناقد أمير العمرى هو المصرى الوحيد فى الدورة الـ62 لمهرجان كان السينمائى الدولى الذى يشارك فى لجنة تحكيم جمعية النقاد الدوليين، أمير يعمل فى الـ"بى بى سى " وله كتابات هامة فى السينما ، تتمتع مقالاته بجرأة شديدة ومصارحة أهم نفتقدها كثيرا مؤخرا، ورغم ذلك لم نرى إحتفالا يستحق هذا الحدث الهام ، ربما لانه صريح وجرئ وليس مندوبا للعلاقات العامة!"
* شكرا ياعزيزي أحمد.. في العادة لا أنشر المديح الشخصي الذي يصلني ولا حتى المديح المباشر في مدونتي ما لم يتضمن إشارات محددة إلى بعض المواضيع المنشورة، لكن بما أنك نشرت ما كتبته على الملأ فقد خرج عن يدي وأصبح مشاعا.
===============================================
* الاستاذ امير العمري بعد التحية والسلام:
ارسل اليك هذه المقالات تباعا والتي امتنع الاستاذ صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة عن نشرها لأسباب لا افهمها حيث اعتبر هو والعاملون بالجريدة انني شتمتهم بمقالة امتدح فيها مقالا للاستاذ ايمن الحكيم رغم اني اوضحت انني اتحدث عن وصف عام لما آلت اليه الكتابة المصرية الان ولم أقصد اشخاصا بعينهم لكن البعض من اصحاب البطحة علي رؤوسهم استطاعوا تاليب رئيس التحرير ضد مقالاتي الاخري والتي سارسلها لكم فان رايتم انها تستحق النشر في مدونتكم او في اي مكان اخر ترونه اكون عاجزا عن الشكر.
علي عوض الله كرار

* رغم أن هذه المدونة ليست مفتوحة لكتابات الآخرين لكنني سأحاول نشر موضوعك عن المخرج والناقد الكبير الراحل أحمد كامل مرسي (كان أول رئيس لتجمع النقاد المصريين في 1972)، كما سأنشر مقالك المثير للجدا عن فيلم "واحد صفر". ولكن امنحني بعض الوقت. وشكرا على الثقة.
================================================
* مساء الخير أستاذ أمير
سعدت جدّا بالاطّلاع على مدوّنتك لأنّى فعلا أفتقد القراءه لناقد له رأى مستقل و محترم .. و بما أن المدوّنه -ما شاء الله- تحوى الكثير و الكثير ممّا أود الاطّلاع عليه بشكل منتظم و دائم كنت أتساءل هل تفكّر فى إصدار ما بها من مواد فى شكل كتاب يمكن شراؤه و الاحتفاظ به فما بها من مادة أولى كثيرا بالحفظ و الاسترجاع من كثير من المواد التى تنشر على أنّها نقد سينمائى لكنّها محبظه للغايه و مخيبه للآمال بشدّة سأكون فى غاية الامتنان لو تمكّنت من الرد على استفسارى فى الوقت الذى يناسبك .شكرا مرّه أخرى على ما تكتب.
منى محمود
* ردي على رسالة الأستاذة منى الذي أرسلته إليها مباشرة على بريدها الالكتروني:
عزيزتي منى:تحديدا بسبب استقلاليتي وآرائي الحرة أصبحت لا أجد حتى صحيفة تقبل نشر مقالاتي في بلدي مصر.. كانت "البديل" تنشر لي بانتظام إلى أن توقفت بكل أسف.. الآن أنت تفتحين موضوعا كالجرح العميق.. لدي ثلاثة كتب جاهزة للنشر تضم الكثير مما نشر في المدونة وما لم ينشر لكن هل لديك ناشر.. الأستاذ بلال فضل ارسل إلي منذ فترة يقول نفس كلامك ويبدي استعداده للمساعدة مع دار الشروق.. لكن هؤلاء لا ينشرون إلا لمن يعرفونهم شخصيا ولا يقبلون نشر كتب عن كتابات أو مقالات في السينما لأنها في رأيهم أدنى من الأدب، ويريدون دراسات عميقة موسعة نظرية مكتوبة بلغة غير مفهومة، وكلما كانت غير مفهومة كانت أهم وأرقى، خصوصا لو كان كاتبها أكاديميا أو من هؤلاء و(هاته) الذين كُتبت لهم رسائلهم العلمية في السينما وغير السينما.. النقد التطبيقي غير موجود عند هؤلاء (لكنهم يرحبون بنشر كل تفاهات الأعمدة الصحفية اليومية في كتب لأنها تمس الشأن السياسي العابر المباشر والأمثلة بالمئات) وهم يريدونك أن تقضي عشر سنوات من عمرك (كما فعلت أنا في كتابي الأول سينما الهلاك) تبحثين على نفقتك الخاصة ثم تسلميهم المادة (في نحو 400 صفحة) لكي يتباهوا بنشرها كما فعلت دار سيناء ثم لا تدفع لي مليما واحدا رغم العقد الموقع بيننا.وأضطر للذهاب إلى القضاء للمطالبة بالحق المفروغ منه الذي أتقاضاه بعد ثلاثة سنوات من التقاضي ونفقات المحاماة. أما النشر مجانا فهو أيضا يخضع لاعتبارات معينة.نحن لدينا في العالم العربي بكل أسف لصوص يسمون انفسهم ناشرين وأنا أفضل نشر دراسة مثل تلك (عن فيلم ايليا سليمان) التي نشرتها للتو في مدونتي على أن يتاجر بها اللصوص (في المجلات العربية وغيرها) ولا يدفعون مقابلا لها أو يؤجلون نشرها لعدة أشهر إلى أن تموت بالسكتة القلبية.. افضل نشرها مجانا للناس وأسعد فقط بأن أتلقى رسالة مثل رسالتك تؤكد لي أنني حر وأنني أقدم خدمة لقارئي المفترض وهو موجود..
مرة أخرى هل لديك اقتراح محدد بالنشر عن طريق ناشر محترم يقدر المادة حتى مجانا!!!السيدة فاطمة البودي الناشرة المعروفة (دار العين) ابدت اهتماما شديدا قبل فترة وبعد أن أرسلت لها مادة كتاب عن السينما العربية امتنعت عن الرد، لعل "عين" أصابتها!كفانا تضييع وقت وراء أوهام. أنا سعيد بما أفعله ولا أحتاج مالا من أحد..تحياتي
أمير العمري
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger