كتابات نقدية حرة عن السينما في الحياة، والحياة في السينما............. يحررها أمير العمري
السبت، 11 يناير 2014
رسائل وردود
الجمعة، 24 سبتمبر 2010
سينما مغربية.. سينما عربية
.jpg)
مودتي حسن وهبي- المغرب
الجمعة، 30 يوليو 2010
ردود مؤجلة: عن توفيق صالح وفيلليني وجيتراي ومشهراوي

* هناك أولا بعض الرسائل التي تتساءل عما إذا كنت طرفا في مدونة جديدة صدرت باسم "سرقات سينمائية". ولهؤلاء أقول بوضوح إنني بلا اي شك مع فكرة التصدي لمحاربة السرقات الأدبية والفكرية خاصة على الفضاء الالكتروني، من باب أن للناقد والكاتب كل الحق في الحصول على حق النشر، وليس من حق أي شخص أن ينهب جهد الآخرين وينسبه إلى نفسه.
ولكني أؤكد ايضا لهؤلاء أنني لست طرفا في هذه المدونة التي صدرت أخيرا، ولست من أعضاء هيئة تحريرها ولا صلة لي بها، بل إنني رفعت زاوية من زوايا مدونتي "حياة في السينما" كانت تحمل عنوان "سرقات سينمائية" لكي لا يختلط الأمر على الآخرين. والواضح لي من المدونة الجديدة أنها لا تهتم فقط بالجانب الذي يعنيني وهو سرقة النصوص النقدية بل تتطرق إلى جوانب أخرى مثل عمل مديري المهرجانات ومبرمجي الأفلام والمشرفين على التظاهرات السينمائية، وغير ذلك من الامور.
* هل يمكن تنسيق عمل النقاد في تجمع عربي يضمهم؟ سؤال طرحه كثيرون أيضا سواء من خلال الرسائل أو بشكل مباشر اثناء زيارتي الأخيرة إلى القاهرة. وردي على ذلك بكل بساطة إنه ما لم توجد اساسا تجمعات لنقاد السينما (محلية) أي في البلدان العربية التي تعرف النشاط السينمائي، تتولى حمايتهم والدفاع عن مصالحهم وتمثيلهم أمام الجهات الرسمية المحلية والدولية، فلن يكون لأي اتحاد عام أي معنى خصوصا لو نشأ في المهجر أي في أوروبا او أمريكا مثلا.
* تلقيت قبل فترة هذه الرسالة الطويلة من الصديق محمود مخلص:
أكتب إليك بعد فترة طويلة من الغياب منذ آخر رسالة والتي كنت اتكلم فيها عن افلام الاوسكار. ولكن هناك الكثير من الاحداث التي حدثت ومنعتني من الكتابة ولكن لم تمنعني من متابعة المدونة، فقد توفي والدي منذ شهرين وظهرت لنا البيروقراطية المصرية في احلي صورها والتي لاتحترم اي نوع من حزن الاهل علي وفاة الميت.
تابعت كلامك عن صلاح عيسي والمثقفين الذين غيروا موقفهم ولا اعرف فعلا ما هو تأثير سيادة الوزير الفنان عليهم كلهم؟ وحتي محمد صبحي الذي اعتقدت ان له موقفا ثابتا من الوزير انساق له عندما جعله مستشاره للمسرح، ويعتقد انه يستطيع حل مشاكل المسرح بلجنة وما اكثر اللجان في مصر!
وسبقه ايضا عبد الرحمن الابنودي الذي تنكر لمواقفه الثابتة بل تبني الكثير من مواقف الحكومة طبعا مقابل ان يطلق عليه الخال عبد الرحمن،
واخرين واخرين والذين يحصلون علي مكانة وتستضيفهم الفضائيات لمجرد كبر سنهم وكلامهم علي تاريخ ساذج من صنعم هم- يذكروني بشخصية في فيلم اماركورد الذي يصر على أن يحكي حكاية عن كل شيء- اليس كذلك؟؟
* "يهيمون حبا بأسلوب ولغة كياروستامي ويبالغون كثيرا في تفسير خواء أفلامه وفراغها، وجنوحها إلى التجريد، وافتقادها المرعب إلى روح السخرية والمرح، وتركيزها على "الريفي" و"البدوي"، وابتعادها المتعمد، عن تناول أي مشاكل اجتماعية قائمة، وتغييبها المرأة على نحو ما، بحيث يمكن أن نقول إن كياروستامي هو المسؤول عن تيار الالتفاف على الرقابة، وصنع تلك "السينما المحجبة" التي يعتبرها نقاد فرنسا والغرب عموما، معادلا لسينما "الآخر" الغريب، الإسلامي، الذي لا يمكن أن نفهمه أبضا بموجب قوانين المجتمع الحديثة بل يجب أن نخترع له قوانين خاصة.. وسأتناول هذه الأسطورة في مقال تفصيلي فيما بعد."
هذا نص كلام حضرتك عن عباس كياروستامي وارجو ان تتطرق لهذا الموضوع فأنا أري انه فعلا يأخذ أكبر من حجمه ففيلم شجرة الكرز لم استطيع استكماله لنفس الاسباب التي كتبتها فوق..
سؤال أخير من أين كان يضمن فيلليني انتاج لما كان يقدمه فأفلامه انتاجيا مكلفة فعلا بخصوص كلام حضرتك عند ديفيد لينش.
اخيرا هل اعمال المخرج الهندي ساتيا جيتراي اعمال مهمة وتستحق المشاهدة فعلا؟
محمود مخلص- القاهرة
* عزيزي محمود.. أولا البقية في حياتك ورحم الله الفقيد ألف رحمة.. دعنا نبدأ من النهاية: نعم أفلام المخرج الهندي الراحل ساتيا جيتراي أفلام مهمة في معظمها وتستحق ليس فقط المشاهدة، بل التدريس في معاهد السينما، لكننا لا نعرف من السينما الهندية سوى افلام الرقص والغناء والمبالغات الميلودرامية، فجيتراي هو اديب السينما الهندية بلا شك، فقد رفعها إلى درجة موازية للأدب والشعر، وخلصها من التوابل الهندية الحراقة والمناظر الفارغة.
أماعن كياروستامي فسأكتب عندما تتوفر لي مساحة جيدة من الوقت لمراجعة أعمال هذا المخرج الذي يردد الكثيرون الاعجاب به دون فحص جيد وواف لأفلامه حسبما أعتقد.
فيلليني كان يحصل على تمويل لأفلامه لأنه ببساطة "فيلليني" أي المخرج الذي كان اسمه كافيا لكي يبيع الفيلم في زمن كانت السينما الايطالية افضل حالا كثيرا مما هي الآن. وكانت نسبة تردد الجمهور على دور السينما كبيرة. وأتذكر ان الأمور بدأت تتغير في الفترة الأخيرة من حياته، وأنه حصل على تمويل لفيلمه قبل الأخير "المقابلة" من منتج ياباني كان معجبا به وبأفلامه، وقد أدخل فيلليني في فيلمه بعض المشاهد الطريفة التي يسخر فيها من هوس السياح اليابانيين بتصوير أي شيء في أوروبا.
* هذه الرسالة وصلتني أخيرا من الصديق سامر من الأرض المحتلة، الذي كان قد توقف منذ فترة عن مراسلتي.
لم أراسلك منذ مدة طويلة إذ لم يكن لدي ما أقوله، لكن هنالك مسألتان أريد أن أسألك عنهما:
أولا، بالنسبة لمسألة توفيق صالح كنت قد لاحظت رمزا خفيفا عابرا في أحد تعليقاتك السابقة لكونك تراه يحظى بتقدير أكثر مما يستحق وأردت مراسلتك حينها لكنني عدلت عن ذلك والآن أرى أنك قد كتبت فقرة خاصة عنه.. أنا لا أعرف الشخص ولا أريد نقاش الأحداث الأخيرة وما حدث معه ما أريده هو معرفة رأيك بتاريخه الفني.. أول فيلم شاهدته من إخراجه كان فيلم "المخدوعون" الذي عرض في مهرجان محلي للفيلم الفلسطيني، أذكر أن الأستاذ وقتها (كنت لا أزال تلميذا مدرسيا) كان قد نصحني بمشاهدة الفيلم بسبب مخرجه... وقد أعجبني الفيلم وقتها. وسيمر وقت طويل قبل أن أشاهد الفيلم مرة أخرى وأشاهد يوميات نائب في الارياف ودرب المهابيل... وقد قرأت عن توفيق صالح مما وجدت في الإنترنت (من مقالات ومقابلات)... الحقيقة أنني حتى قراءتي لتعليقاتك فانطباعي كان أن الرجل مخرج موهوب لكن صعب المراس وليس دبلوماسيا مما سبب له المتاعب في الحصول على تمويل لأفلامه (بالإضافة إلى متاعب الرقابة ومتاعب إنتاج فيلم "غير تجاري") فقضى أغلب حياته في التعليم... وكنت أعتقد أنه مخرج لم يحصل على حقه من الشهرة أو التقدير فأغلب أبناء جيلي لم يسمعوا بوجوده وأذكر أنني قرأت في موقع الجزيرة (أو العربية) أنه في جنازة يوسف شاهين قام الصحفيون بمقابلة كل من كان له علاقة بشاهين مهما صغرت (حتى بعض الممثلات الشابات اللاتي لم يعملن معه سوى بفيلم واحد) لكنهم لم يتعرفوا على توفيق صالح حتى أن أحدهم سأل من هذا الرجل الشائب الذي يقف هنا... رغم أن توفيق صالح كان زميل يوسف شاهين في المدرسة وهو مخرج مهم (قد نختلف في درجة الأهمية لكنه يبقى مهما... لذا استغربت قولك أنه أصبح أسطورة في بعض الأوساط اليسارية لكن ذلك يعود ربما إلى اندثار هذه الأوساط اليسارية "المثقفة" بعد أن أرخو العنان للحاهم واهتدوا إلى ربهم (وهو عكس المسار الذي عبره حافيير باردم في أشباح غويا)... لذا أود لم تخبرني المزيد عن رأيك به.
ثانيا، شاهدت مؤخرا فيلم "عيد ميلاد ليلى" من إخراج رشيد مشهراوي وبطولة محمد بكري.. ومن عادتي أن أبحث عما كتب عن الأفلام التي أشاهدها وقد وصلت إلى صفحة في مدونتك فيها مقالة كتبها أحدهم عن كتابك حياة في السينما وفيها يذكر إعجابك بسينما رشيد مشهراوي... ليتك تخبرني ما رأيك في الفيلم... لأنه شخصيا الفيلم من ناحية المحتوى جميل ينتقد الحالة الفلسطينية الراهنة ببلاغة واختياره سردها بواسطة قصة رجل فلسطيني مستقيمم كانت موفقة... لكن بعض الأمور أزعجتني (مثلا أنا أحب التأني في اللقطات وقد رأيت أن قطعها كان سريعا - لا أعلم كيف أشرح ذلك- مما يحيل إلى نفسية عصبية بدلا من التأمل الذي يريد الفيلم منك أن تفعل كذلك... وأكثر ما أزعجني هو شخصية أبو ليلى لا أعلم لكنني وجدت صعوبة كبرى في التماثل معه ولا أعلم هل الأمر ذنب محمد بكري أم ذنب السيناريو واضح أن الفيلم يرتكز كليا على دور أبو ليلى ولكنني وجدته أحيانا عصبيا أكثر من اللازم مثلا عندما تحدث بالهاتف بعد الانفجار أو عندما لمح صاحب الهاتف أنه ربما لا يرغب بإعادته... لا أعلم كان يفضل لو يكون شخصا أكثر وافعية أي شخص مبدئي لكنه لا "يحمل السلم بالعرض" ولا يغضب من كل ربع كلمة... لكن في نهاية الأمر الفيلم جيد وبه نوع من الكوميديا السوداء وإن كانت أخف من أسلوب إيليا سليمان إلا أنها تذكر بها ولعل وضعنا العبثي لا يتيح لنا إلا أن تحوي أفلامنا هذه اللمحات الساخرة (شر البلية ما يضحك).
* عزيزي سامر:
أهلا بك مجددا.. بالنسبة لتوفيق صالح هو أخرج خلال مسيرته الفنية سبعة أفلام فقط أهمها بلاشك في رأيي فيلم "المخدوعون" الذي أنتجته مؤسسة السينما السورية بعد خروج توفيق صالح من مصر عام 1970 لخلافاته العديدة مع المسؤولين عن مؤسسة السينما المصرية التابعة للحكومة في عهد ما عرف بالقطاع العام إبان العهد الناصري (الذي كان توفيق ينتقده بشدة، وعاد اليوم وياللعجب، للدفاع عنه واتهام كل من يوجه له النقد بالتفاهة والجنون والجهل وأشياء أخرى يعاقب عليها القانون، وذلك في الندوة الأخيرة التي انعقدت لمناقشة ما يسمى بدور "ثورة" يوليو في السينما المصرية. ولكن عودة إلى الناحية الفنية فاظن ان "درب المهابيل: فيلم جيد يستعيد أجواء فيلم "العزيمة"، وباقي أفلام توفيق صالح يمكن مناقشتها وربما يكون المضمون فيها أقوى كثيرا من الجوانب السينمائية الفنية، وهذا على أي حال هو ما نراه تحديدا في فيلم "المتمردون" الذي أظنه عملا رتيبا مملا مسرحيا لا يحمل أي طموح لتجديد طريقة السرد. ومع ذلك فقد أحيط بهالة كبيرة وبولغ كثيرا في أمره من قبل نقاد اليسار المؤدلجين (للتفرقة بينهم وبين اليساريين أصحاب الفكر المفتوح على الدنيا بأسرها وغير الخاضعين للهوس الايديولوجي!). وكلامك أيضا صحيح بشأن صعوبة التعامل مع شخصية توفيق صالح، لذلك نأى المنتجون بأنفسهم عنه وعن تقلباته المزاجية منذ عودته إلى مصر قبل أكثر من عشرين عاما، لم ينجح في أن يقف خلالها مرة واحدة وراء الكاميرا، ولعل المشكلة ترجع أيضا إليه ذاته، فقد تردد أنه يخشى الإقدام على فيلم جديد لأنه فقد قدرته على السيطرة على العمل السينمائي أو نسى السينما، تماما مثلما يمكن أن يفقد العازف قدرته (ولا أقول مهارته) على العزف اذا ما احتجب عن ممارسة الفن لأكثر من ثلاثين سنة مثلا.. أليس كذلك!
وطبيعي أن مخرجا محتجبا عن العمل يثير فضول الجيل الشاب جدا (في العشرينيات من عمره) عندما يظهر في جنازة شاهين. فلا أحد يعرفه رغم كونه منتشرا في كل لجان التحكيم في مصر كما سبق أن كتبت. لدرجة أننا اصبحنا نطلق عليه: توفيق صالح عضو لجنة التحكيم!
أما بخصوص فيلم "عيد ميلاد ليلى"لرشيد مشهراوي فقد كتبت عنه حين ظهوره ومقالي منشور في موقع بي بي سي ويمكنك مطالعته عبر هذا الرابط:
عيد ميلاد ليلى
السبت، 6 مارس 2010
عن الأوسكار وعظماء السينما والمونتاج (رسائل)

1- سعدت سعادة شديدة بعد ان اطلعت علي مقالك عن ترشيحات الاوسكار، فهذا كان شعوري بعد ان شاهدت اعلانات معظم هذه الافلام انها ليست جيدة. ولقد كنت اريد ان ابعث لك لأعرف رأيك ولكن رأيك اثلج صدري.. وفعلا فيلم "أوغاد مجهولون" فيلم جيد الي جانب الباقي. وبالمناسبة بعد ان شاهدنا هذا الفيلم انا وزملائي في الكلية سعدنا به جدا حتي ان البعض اعتقد انها قصة حقيقية حدثت بالفعل ووجدت كثيرين اعجبوا بهذا الفيلم. اما فيلم افاتار فأيضا الكل شكر فيه هنا في مصر واثني علي التقنية التي دخلت مصر حديثا ولو اني قرأت للبعض ان هذه التقنية في مصر ليست مثل الخارج وانها ضعيفة جدا!! ولكني اري ان التكالب علي هذه التقنية في مصر وفرحة الناس بالنظارة والمشي بها في كل مكان !!! هو راجع في الاساس الي الحس الاستهلاكي الغريب عند المصريين المرتبط بتحقيق الوجاهة الاجتماعية وليس حب السينما وتجربة شيء جديد!! اما فيلم "عاليا في الهواء" فأود أن اسمع رأيك عنه، فهو علي الرغم من مهاجمته للشركات الامريكية والحياة المادية التي يعيشها المجتمع الامريكي الا ان هناك خللا ما حدث ولا اعرف اسبابه في الفيلم ، فالفيلم اعلان طويل عن احد الفنادق الشهيرة وعن شركة طيران !! فكيف تهاجم هذه الشركات اذن ؟؟؟
الأحد، 10 يناير 2010
بريد الأصدقاء: عن السيناريو والارتجال والمونتاج
تحياتي لك وشكرا جزيلا على المجهود الذي تبذله في هذه المدونة الفريدة.
لدي سؤال يشغلني لأني اريد ان اصور فيلما بكاميرا الديجيتال أرجو أن أعرف هل يمكن عمل أفلام بدون سيناريو، كما أقرأ كثيرا، وهل صحيح ان المونتاج هو الذي يأتي بالنتيجة النهائية لأي فيلم؟
محمد مرادالقاهرة
* للاجابة على هذا السؤال المركب اقول بالنسبة للشق الأول منه: عن إمكانية اخراج فيلم بدون سيناريو.. لا أظن على الإطلاق أن هذا صحيح. البعض يردد أحيانا ذلك بالفعل، لكنه عادة ما يكون قصده أنه يدخل التصوير بدون سيناريو تفصيلي مكتمل ونهائي، أي احيانا يكون لدى المخرج وريقات تحتوي على الخط الرئيسي للفيلم كما يتصوره، لكنه يترك المجال مفتوحا أمام الارتجال والتطوير حسبما يسير العمل مع الممثلين. وليس بالضرورة أن الفيلم الذي يبدأ تصويره بدون سيناريو نهائي يكون أفضل من غيره، لكن الأمر يحتاج لعبقريات خاصة للعمل بمنطق الارتجال لكي تخرج في النهاية بفيلم له أهمية، مثل جان لوك جودار وأمثاله، ليس لأنه لا يفكر في الفيلم قبل تصويره، أو يدخل (ورزقه على الله).. بل لأنه مثقف كبير، تدور في رأسه الفكرة عشرات المرات قبل أن يبدأ التصوير دون ان تكون مكتوبة تفصيلا على الورق. أما المخرج المغامر الذي يعتمد فقط على ما يأتي به الواقع فهو مجرد مصور تلقائي ربما ينتهي عمله إلى الغرق في الوحل، فلابد أن يدرك المرء قدراته الحقيقية، وألا يسرف في التفاؤل. والمنطق الذي تعلمناه هو ضرورة أن تقوم بواجبك المنزلي، أي تدرس وتفكر وتخطط وتكتب بالتفصيل بقدر الامكان.* أما بالنسبة للمونتاج ودوره في تشكيل الصورة النهائية للفيلم، فهذا صحيح اذا كان الفيلم من تلك التي يلعب فيها المونتاج دورا بلاغيا، أي يعيد ترتيب اللقطات داخل المشهد او تترك الحرية للمونتير بالاتفاق مع المخرج، في الحذف واعادة ترتيب بعض المشاهد ايضا، أو استخدام مساحات صامتة، ولكن ليس المونتاج الذي يقوم على القطع بين شخصيات تعبر عن نفسها بالحوار طوال الوقت، فهذا النوع مونتاج "آلي" ليس فيه أي ابداع حقيقي بل هو مجرد "صنعة" أو حرفة لضبط الايقاع واحكام الانتقالات.. وهذا هو المونتاج السائد في الكثير من الأفلام (العربية على وجه الخصوص المتأثرة بمسلسلات التليفزيون).
وتحضرني في بيان قدرة المونتاج الإبداعية تجربة خاصة، فعندما التحقت بالعمل في تليفزيون بي بي سي (عام 1994) كنا نتدرب على تقديم تحقيقات أو أفلام تسجيلية قصيرة جدا (3 دقائق مثلا) نقوم أولا بكتابة سيناريو بسيط جدا، ثم نذهب للتصوير ونأتي بكل ما نتصور أنه يفيد العمل من لقطات ومقابلات، ثم نبحث في الأرشيف عن وثائق قديمة أو لقطات سابقة يمكن استخدامها لتدعيم الموضوع، ونقوم بعد ذلك بعمل المونتاج للصور فقط، دون أن يكون هناك أي تعليق صوتي عليها أو موسيقى مصاحبة، أي مونتاج صامت تماما للصور فقط.. وفي النهاية يمكن أن نبدأ في كتابة التعليق المناسب للصورة، ونبحث عن الموسيقى التي نضعها في مقاطع معينة من العمل. وكان هذا كله يتم في يوم واحد فقط. في نهاية اليوم يتعين عليك تسليم شريط مصور صالح للعرض.هذه الطريقة لاشك في صعوبتها، لكن لاشك أيضا في انها شديدة الجاذبية وتمثل تحديا كبيرا أمام صانع أي فيلم، أن يكون بمقدوره التحكم في الصور واللقطات والايقاع لكي يجعل هذه العناصر كلها تروي موضوعا، قبل أن يكتب له تعليقا صوتيا مصاحبا أو ربما حتى بدون أي تعليق مصاحب. إنه بلاشك تدريب شديد الفائدة لكل دراسي السينما والتليفزيون. أرجو أن أكون قد أجبت عن سؤالك كما ينبغي.
السبت، 14 نوفمبر 2009
من رسائل الأصدقاء: أساليب التمثيل والفيلم كإبداع فردي (مع إضافة وتصويب)

=======================================================
هاشم
من الكويت
* أسئلة الأخ هاشم من الكويت تحتاج إلى كتاب كامل للإجابة عنها لكني سأوجز بقدر ما أستطيع. نعم هناك أساليب مختلفة للتمثيل، هناك أسلوب التقمص المطلق الذي يعتمد على منهج مدرسة ستانسلافسكي الروسي (مسرحي أساسا) والتي اعتمدت عليها طريقة "المنهج" أو الميثود التي وضعها المخرج والممثل الأمريكي لي ستراسبورج (من العشرينيات) من خلال ما عرف باسم "ستديو الممثل". وقامت عليها فيما بعد مدرسة نيويورك أو معهد التمثيل المسرحي والسينمائي التي تأسست عام 1969، وعلى يدي ستراسبورج درس عدد من كبار ممثلي وعمالقة السينما الأمريكية مثل مارلون براندو، ولي ج كوب وداستين هوفمان وآن بانكروفت وجيمس دين وبول نيومان وآل باتشينو، وإيلي والاش، ومارلين مونرو ورود شتايجر وغيرهم.
وتعتمد "الميثود" على استدعاء المشاعر والانفعالات الشخصية من داخل الممثل لمساعدته على أداء الدور حد التقمص المطلق. وهناك طبعا الطريقة الأخرى التي يحاكي فها الممثل الشخصية من الخارج من خلال الصوت أو حركة الوجه، دون أن يستدعي انفعالاته الخاصة.. وهناك مدرسة التحليل النفسي للشخصية أو المنهج السيكولوجي في التعامل مع الشخصية التي يؤديها الممثل.
وأساس التمثيل هو فن المسرح، ويطوع التمثيل السينمائي أمام الكاميرا لكي يتخلص من المبالغة والتلويح باليدين والاعتماد أكثر على التعبير بالوجه ونغمة الصوت..إلخ.
أما المخرج فهو الشخص المسؤول عن توجيه الممثلين: ماذا يفعلون بالضبط، وكيف يتحركون داخل المشهد، كما أنه يوجه المصور ويشرف على توليف الفيلم في النهاية، بل انه يتدخل في كل جوانب العمل السيمائي من السيناريو إلى الديكورات إلى الموسيقى، يحدد التأثير المطلوب من كل منها ويتعاون مع الجميع من أجل انجاز الفيلم الذي يصبح مسؤوليته بالكامل في النهاية.
لا أستطيع الحديث عن كل عمالقة التمثيل في العالم العربي على مر العصور هناك الكثير ولابد أنك تعرفهم لكن يبدو انك تريد رأيي الشخصي: هناك على سبيل المثال: زكي رستم وأمينة رزق ومحمود المليجي وحسين رياض وعبد الوارث عسر وشكري سرحان ورشدي أباظة وسعاد حسني ونادية لطفي ومحسنة توفيق وزوزو حمدي الحكيم ومحمود مرسي وأحمد زكي ونور الشريف وفردوس عبد الحميد وشريهان.. ومن الدول العربية غير مصر كثيرون يضيق المجال بهم لكن الأفلام قليلة وهناك من الأفلام الجزائرية والمغربية ما لا يعتمد اساسا على عمل الممثل بل على عمل المخرج أكثر.. طبقا لنظرية سينما المؤلف التي تهمل الممثل- النجم.
====================================================
عمر منجونة
* في مجال الرد على صديقي عمر أقول: عزيزي عندما نقول "صناع الفيلم" فنحن نقصد المنتجين أو أطراف الإنتاج المتعددة والأطراف الممولة التي اشترت الفكرة والسيناريو، وبينهم الموزع أيضا، أي القائمين على الفيلم من ناحية الجانب الصناعي والتجاري (صناع الفيلم أي الذين يقفون وراء صناعته) ومنهم المخرج أيضا، فالإشارة إلى الصناعة هنا ليست خطا، لأن هذا الجانب قائم في السينما، ومن يشتري فكرة يريد بالطبع أن يجعلها "سلعة" أليس كذلك، اي سلعة فنية أو ثقافية أو للتسلية- حسب نظرة كل منا للسينما بالطبع، وبالتالي هو مسؤول عن هذه السلة بشكل أو بآخر.
هل وصلت الفكرة؟ إن أفكار الكثير من أصدقائنا الناصريين لاتزال تدور في اطار عتيق يتخيل أن هناك غزوا سينمائيا يجب مواجهته إما بالمقاومة، بصنع أفلام "تدعو إلى نصرة قضايانا"- كما يقولون، أو بالغزو المضاد، وهو تصور يفترض أن هناك حروبا دائمة مستمرة بين البشرية، يجب أن تصبح السينما فيها اداة حرب وليست وسيلة تعبير إنساني تنشد حرية الإنسان.
أخيرا أقول إن المخرج هو المسؤول الأول عن فيلمه مثلما أن الروائي مسؤول عن روايته، حتى لو لم يكتب فيلمه لأنه يختار طريقة تجسيد الرواية أو القصة التي كتبها غيره بتصور آخر مختلف فلا توجد كاميرا في الرواية.. أليس كذلك. أرجو أن أكون قد وفيت.
الجمعة، 30 أكتوبر 2009
رسائل الأصدقاء 7
الخميس، 2 يوليو 2009
من رسائل الأصدقاء
الأحد، 21 يونيو 2009
ماذا بعد أن غرقت السفينة؟
تحياتى أستاذ أمير:
انطلاقا من مقالاتك عن جماعة سينما الغد والحركة الطلابية فى السبعينات مع الوجود الحالى لمحاولة الوزير فاروق حسنى الترشح لمنصب اليونسكو اسمح لى أن أشارك حضرتك بهذه التساؤلات (أو الهواجس) عن مستقبل الثقافة المصرية , هل هناك أمل أن تعود نوادى السينما فى جامعاتنا الى وضعها الذى كانت عليه فى السابق. إن كانت كل المشاريع الثقافية قد اجهضت فى زمن الانفتاح فهل جيل الشباب الحالى قادر على تكوين جيل جديد يكمل مسيرة سابقيه. قضيت عاما كاملا- بلا رجعة - فى كلية حقوق القاهرة وكل ما أستطيع قوله أنه فى ظل هذا الجيل قد نجد فى خلال العشرين عاما القادمة مشروع قانون لتحريم السينما وسائر (الأعمال الوثنية الاخرى) يكفى أن تفتح حوارا جانبيا مع شخص يفترض أنه فى اتحاد الطلبة (مسؤول عن الأنشطة الثقافية) بشأن ناد للسينما، ليحدثك عن الذنوب والاختلاط والعرى وتشويش عقل الشباب (أو يريح دماغه ويقولك ايه الكلام الفاضى ده .. احنا ناقصين فنانات ومسخرة) فهل أصبح السبيل الوحيد للعودة هو حدوث ثورة تعصف بكل شئ، أم هناك - ربما -حل أخر؟
فى النهاية حديثى هذا لا يخص اتجاه واحد بل يعنى بالحركة الثقافية المستقبلية فى بلادنا. وهدفى هو فتح تصور عام لما يمكن أن يكون عليه الوضع وطرق المواجهة باعتبار حضرتك صاحب تجربة داخل الأوساط الطلابية وفيما بعد الأوساط الثقافية العامة.
خالص التحية
عمر منجونة
** الصديق العزيز عمر يطلب مني ربما أكبر مما أملك.. أسئلة كبيرة قد تحتاج إلى كتاب كامل لاستعرض تدهور النخبة المثقفة وتدهور الوعي الطلابي بعد أن كان صوت الطلاب يهز عرش السادات ونظامه في السبعينيات ثم استشراف مستقبل الثقافة المصرية. لكن المشكلة أنه حتى الكتاب في حالة ما استطعنا انجازه، لن يصل إلى الطلاب والشباب والمتطلعين إلى حركة جديدة للوعي لأسباب كثيرة، وحتى إذا اقترضنا أنه وصل وقرأه المعنيون بالأمر، فلن نسمع بعد ذلك أكثر من "الله ياأستاذ.. هذا كتاب جميل فعلا.. أعطانا صورة شاملة لما حدث".. وسيظل السؤال قائما: وماذا بعد؟ أي ماذا سيحدث بعد صدور الكتاب وبعد انتهاء التشخيص؟
كان لدى أنور السادات، تعبير أثير يردده في قمة الأزمات والتحديات التي يواجهها نظامه دائما، فقد كان يردد والغضب يرتسم على ملامح وجهه: أنا بطبعي متفائل!
وأنا لن أردد هنا مقولة السادات الزائفة، فلست من أنصار التفاؤل الزائف، ولا الإيحاء بالأمل الخادع، فالواقع نفسه لا يدعو إلى التفاؤل على المدى القريب على الأقل، بل إنني أرى مزيدا من التدهور والانهيار في الطريق حتى تستقر السفينة الغارقة على القاع تماما، ثم يبدأ الباقون على قيد الحياة في داخلها في البحث عن طوق للنجاة أو عن مخرج لهم، وساعتها لن يتشبثوا بالأسباب التي كانت وراء الغرق.. وإن كنت لست على ثقة من ذلك تماما، فسيظل هناك دائما بعض الذين يدمنون خداع الذات بالأوهام.
إن ما نراه حاليا يشير إلى عدة أسباب لهذا الغرق:
1- طبقة حاكمة فاسدة حتى النخاع، رموز هذه الطبقة يسترون فسادهم بادعاء أنهم يعملون من أجل الشعب وإنهم ليسوا في حاجة أصلا إلى مناصب الوزراء وغيرها فلديهم أعمالهم التي تدر المليارات، وأنهم ينفقون من جيوبهم على الوزارة.
2- طبقة وسطى (عمود أي مجتمع) متدهورة، متلاشية، فاسدة، فاقدة كل القيم الحقيقية، متلحفة بمظاهر اللوثة الدينية (لم يعد غريبا أن ترى أطباء ينصرفون عن المرضى الذين يحتاجون إلى اسعافات عاجلة من أجل أداء الصلاة.. فهل يجرؤ أحد من أهالي المرضى على نهرهم). هذه الطبقة فقدت الثقة بنفسها، كما فقدت الثقة بالعالم، وأصبح اهتمامها بالثقافة هامشي أو شبه منعدم، فهي مشغولة أكثر بالبحث عن لقمة العيش بأي طريقة حتى لو كانت الرشوة، وتبرير تقاعسها عن القيام بدورها حيال النخبة الحاكمة الفاسدة.
3- نخبة مثقفة مصابة بفصام الشخصية، أصبح أهم شيء عندها هو الصراخ ضد أمريكا وإسرائيل، واستعراض قوة حنجرتها في التظاهر من أجل العراق وفلسطين، لكنها لا تثور ولا تتظاهر بشكل جاد من أجل قضايا الحرية والديمقراطية والعدل والمساواة والتقدم في الداخل، ولا تسعى حتى في أحلامها المؤجلة إلى تغيير النظام الحاكم.
4- احتلال مباشر للشارع من قبل قوة تتلحف بالدين بينما هي قوة سياسية فاشية، يدعمها الكثير من أعضاء النخبة حتى من القوى الوطنية الديمقراطية بدعوى: فلنعطها فرصة.. هي أحسن من السلطة لأنها ليست فاسدة.. من غيرها يمكنه أن يكون البديل.. هم لم يجربوا الحكم دعهم يجربون ثم يفشلون..إلخ

بدون أسلحة ولا دبابات ولا مدرعات، ولا أجهزة مخابرات كما حدث في إيران مثلا، سقط الشارع المصري بمفاهيمه وأفكاره واستنام لحزب سياسي فاشي وتبنى دون أن يدري شعاراته لأنها "مريحة" مثل الأدوية المنومة، فأنت عندما تعلن فشلك في العثور على أي حل لقضايا مجتمعك وتحيله إلى الله وحده عز وجل، لكي يتولى نيابة عنك النزول من عرشه والتدخل المباشر في التاريخ الأرضي، فأنت تعلن الاستسلام التام والتخلي عن القيام بأي دور فاعل في التاريخ الأرضي وهو ما يناقض كل التعاليم السماوية التي تحض على العمل وعلى الجد والاجتهاد (بل لقد بتنا نرى من يستدعي الله في مباريات كرة القدم لكي ينصر مثلا فريق الزمالك على الأهلي، وعندما يفوز الأهلي يقول أنصاره إن الله كان يريد أن ينتصر الأهلي.. وهذه كلمات نسمعها يوميا في إعلام الدولة المفككة، يبتلعها المثقفون والمتثاقفون بدون إبداء أي استغراب.. وكأن الله ينزل عن عرشه لكي يتدخل بنفسه في تحديد نتيجة مبارة كرة قدم.. فمن الذي يملك الاعتراض على أي عبارات يرد فيها اسم الله)!
في إيران نجح هذا الحزب في أن يحكم السيطرة على رقاب العباد رغما عنهم إلى أن فاض الكيل وطفح بالإيرانيين، فخرجوا إلى الشوارع أخيرا في انتفاضة أظن أنها ستستمر حتى الإطاحة بنظام غير طبيعي، في حين أنه نجح في مصر بدون أي حاجة إلى قهر ولا دبابات ولا مخابرات وقبل أن يصل إلى السلطة الفعلية بل يدعي أنه مازال في المعارضة.. لذلك فالأمر أكثر تغلغلا وأكثر خطورة، والأمل أضعف كثيرا في الانتفاضة على هذا الحزب الفاشي وتعاليمه بل وكل الأحزاب الأحادية المشابهة وعلى رأسها الحزب الحاكم بأمره!
طبيعي إذن أنك عندما تطالب بناد للسينما أن يصبح هذا معادلا لنشر الفجور والعري والإباحية.. والشباب في معظمه، حتى من يدرس منهم علوم الكومبيوتر والتكنولوجيا الحديثة، أصبح يعتنق أكثر الأفكار جنوحا إلى الغيبية واللامنطق بل إن أي محاولة لدفعهم للتفكير مرفوضة سلفا، وأي شيء "مختلف" عما اعتادوا عليه يرفضونه بل ويرفضون مناقشته، فهذا "خارج عن الجماعة" أو عن الفكر السائد، لأنه يهز القناعات السائدة، أو "مستورد" ووراءه "مؤامرة غربية".. وطبيعي أن مجتمعا بأسره يخضع لفكرة المؤامرة المستمرة ضده لا يمكن أن يصنع التقدم.. فهناك تصور خرافي يتمثل في أن الأنظمة الغربية لا تنام الليل قبل أن ترسم مؤامرة ضدنا، تستهدف قيمنا وعقائدنا (بينما عقائدنا هذه مستقرة لا يمسها أحد منذ أكثر من 14 قرنا). هذا الفكر الذي يعبر على نحو ما، عن الهزيمة العميقة والشعور بالدونية، يخضع في الوقت نفسه لأفكار أخرى تغالي في التطرف الشوفيني مثل فكرة أننا "الأفضل والأعظم والأعرق والأكثر تحضرا" في حين أننا فشلنا حتى في ضبط نظام البالوعات في شوارعنا بحيث لا تحتك بها السيارات أو تنقلب عجلاتها داخلها!
الحركة الطلابية القائمة حاليا هي حركة تعبر عن فقدان البوصلة والهدف بل والاتزان لأن السفينة غرقت بالفعل.. فهي حركة ضد التقدم، وضد العقل، وضد التاريخ، توهم نفسها بأنها جزء من الحركة الوطنية بينما هي جزء من الحركة النازية المعادية لمسار الحركة الوطنية تاريخيا، التي لم تعرف هذا الارتداد ولا هذا التردي ولا هذه الدروشة، ولا هذا العداء الشرس للحداثة والعقل باسم الدين بينما تتناقض كل السلوكيات اليومية مع منهج الدين وجوهره. لقد تحول طلاب العلم إلى رقباء على الفكر والفن باسم الأخلاق القويمة والقيم، وأصبحوا يشهرون كتاب الله في وجه كل من يخالفهم، فهل يقدر أحد أن يخالفهم!
عن أي سينما إذن نتكلم.. وعن أي نواد للسينما في الجامعة.. وقد أصبحت الجامعة مكانا للقبح في المظهر والسلوك بل والأفكار.
لا أنس أبدا شخصيا منظرا رأيته بنفسي وأنا أحاضر ذات يوم من عام 2002 في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، وأمامي صف كامل من الطالبات المنقبات.. تصدر عنهن بين الحين والآخر ضحكات جريئة.. فأي اغتراب وأي اغتراب.. جامعة بمثابة نافذة للنور.. أصبحت مكانا للظلام.. ثقبان يلمعان من وراء حجب سميكة باسم تجنب العورة والحرام والشيطان والشهوة والمعصيات. ومجتمع بهذا النفاق لا يمكن له أن يتقدم.. فقط يتعين علينا أن ننتظر إلى حين تستقر السفينة فوق القاع.
الاثنين، 15 يونيو 2009
فاروق حسني وإسرائيل والكائنات الخرافية

السبت، 13 يونيو 2009
عودة إلى موضوع النشر الالكتروني
أنت صادق أن لا مانع من تناقل الملف في الإنترنت إذا تم نشره إلكترونيا ولكن هذا الامر صحيح على الكتب الورقية أيضا فاليوم ببعض الجهد البسيط يمكن مسح الكتاب وتحويله إلى ملف بي دي إف.. الكثير من الكتب تمر بهذه العملية والبحث عنها سهل جدا إذ يكفي أن تبحث في غوغل عن "تحميل الكتاب الفلاني" فتظهر لك النتائج.. أغلب الكتب العربية التي يمكن تحميلها من الإنترنت مصدرها كتب ورقية تم مسحها.. عمليا المرة الوحيدة التي صادفت ملف بي دي إف مصدره ليس مسح كتاب ورقي كان في موقع "كتاب في جريدة" الجديد حيث جميع الكتب متوفرة (من الناشر وبموافقته)
برأيي وجود الكتاب على الإنترنت لا يعني بالضرورة أنه سينتشر بشكل غير قانوني فلقوانين العرض والطلب تأثيرها هنا أيضا غالبية الكتب التي يتم تناقلها بشكل غير قانوني هي "الكتب الجماهيرية" أي كتب يشاع عنها أنها جريئة أو روايات رائجة... إلخ الكتاب الذي ذكرته في ردك علي قمت بالبحث عنه وتحميله ويبدو لي أنه تم مسح النسخة الورقية منه (بسبب أن الكتاب عبارة عن صور لنص وليس نصا مثلما يحدث للكتب التي تنقل من الوورد إلى بي دي إف) ويبدو لي بعد اطلاع سريع، أنه انتشر لأنه يتطرق للجنس.. إلخ. سأضرب لك مثالا في الماضي كان هنالك على موقع "عجيب" (تابع لشركة صخر) نصوص مؤلفات نشرها مشروع كتاب في جريدة (صخر كانت إحدى الشركات التي دعمت المشروع) وقد استمر نشرها لأربع سنين على الأقل وبعد خروج صخر من المشروع حذفت هذه المؤلفات من موقعهم.. لم أر أبدا سرقة نص أحد المؤلفات التي كانت منشورة (مثلا مملكة الغرباء لإلياس خوري أو مختارات المتنبي أو مختارات زكريا تامر إلخ...) والنصوص الوحيدة التي ربما كان مصدرها موقع "عجيب" هي رواية "المتشائل" لإميل حبيبي، لأن المؤلفات الأولى غير معروفة لدي "العامة" بينما المتشائل استطاعت (بسبب تناولها السياسة) أن تشتهر. لا أقلل من أهمية باقي المؤلفات.
الكتب الورقية أيضا ما إن تنشر حتى يتم نسخها وبيع نسخ مزورة منها، ولم أر احدا يمتنع عن النشر لهذا السبب. الفرق أن النشر في الإنترنت يقوم به في الغالب هواة، وهم لا يفعلون ذلك لهدف الربح بل ربما ليزيدوا من انتشار كتب أحبوها (جاهلين ما تسببه أفعالهم من خسارة للمؤلف وتأثيرها على "خصبه" المسقبلي) بينما مزوري الكتب لا يبغون سوى الربح.
هنالك عدة وسائل للحماية إحداها (وهي موجودة في الموقع الذي أشرت إليه في السابق) هي أن يتم وسم كل صفحات الكتاب بتفاصيل من قام بتحميل الكتاب منهم. أما الثانية فهي استخدام ما يسمى بالدي أر إم وهي وسيلة حماية تتيح للمستخدم استخدام الكتاب على حاسوب واحد فقط (فلا يستطيع نقله إلى آخر حتى لو كان ملكه) ولا يستطيع الطباعة الخ... هذه الوسيلة تقيّد من حرية القارئ وأنا لا أحبها.
في نهاية الأمر أنت قلت سابقا أنك لم تر عوائد مالية من الناشرين في مؤلفات سابقة وقمت بطبع النسخة الثانية من كتابك على نفقتك (ولا أظنك ربحت من ذلك). أنت صادق هنالك ترد ثقافي لدى العرب الخ... وهم مستعدون لدفع المال من أجل وجبة في ماكدونالدز يشبعون بها نهمهم دون أن يتذمروا من غلاء ثمن وجبة زائلة بعد ساعات لكنهم لن يقبلوا بأن يدفعوا المال لشراء كتاب يحوي غذاء لروحهم ويبقى إلى الأبد.
برأيي إن كان لا بد من خيارين "أحلاهما مر" فأنا أفضل أن يسرق "المذموم بفعلته" زهرتي على أن يسرق من يدعى الباسل الخطر حقلي".
الجمعة، 12 يونيو 2009
عن هذا الصحفي اللص
============================================= ==
* الصديق المخرج والناقد أحمد عاطف، بعث تعليقا على موضوع الصحفي اللص المدعو سلامة عبد الحميد يقول إنه سعيد بما فعلت من فضحه لأنه شخصيا تعرض من قبل لفبركة حوار معه نشر فى جريدة "البديل" من طرف اللص نفسه، وقال إنه أعلن على المسرح بسينما جود نيوز اثناء تقديم فيلم "الغابة" فى مهرجان القاهرة أنه لم يجر أى حوار مع "البديل"وكان ذلك فى حضور رئيس تحرير "البديل" السابق د. محمد السيد سعيد بصالة العرض و الذى وعد بوقف ذلك اللص لكنه مرض بعده ذلك وترك "البديل"، بالإضافة الى ان هذا الشخص يعمل فى شركة ترويج إعلانى لحساب منتج معين للأفلام يروج لأفلامه عن طريق ما ينشره في وكالة الأنباء الالمانية من أخبار. ويقول أحمد عاطف إن هذا اللص "فضائحه كثيرة".
* رسالة من الصديق الدكتور وليد سيف الناقد وكاتب السيناريو المعروف يقول فيها "أحييك على حرصك على شرف المهنة.. وغيرتك على قلمك.. وأنت بهذا تقدم درسا فى حماية الحقوق وعدم الإستسلام لكل أشكال القرصنة والإحتلال .. وإلى لقاء دائم مع مقالاتك الرائعة".كل الشكر للدكتور وليد. وسأوالي نشر مقالاتي النقدية وأقلب صفحة الصحفي اللص بعد أن تحقق الغرض منها.
=============================================
* رسالة من قاريء يتساءل فيها بنوع من الإشفاق على اللص لماذا هذا العقاب القاسي والتعامل العنيف معه وكان يمكني أن اكسبه؟
الجمعة، 5 يونيو 2009
رسائل الأصدقاء 5
أعجبنى بشدة هذا النص البحثى - ان جازت التسمية - الذى قدمته الأستاذة ظبية خميس. بالنسبة لى فقد واجهت هذا السؤال من قبل - هل المرأة عاجزة عن تقديم سينما كالتى يقدمها الرجال؟ لكنى أعود وأذكر نفسى بتجربة بعض الكاتبات العربيات وغير العربيات اللاتى تأثرت بكتاباتهن. ولكن على مستوى السينما هناك تجارب إخراجية جيدة لكنى لم أر من استطاعت أن تؤسس لاتجاه سينمائى معين - أرجو أن تصحح لى ان كنت على خطأ - الا أننى أرى أن تناقص عدد المبدعات العرب بشكل عام يرجع الى طرق تنشئة الفتاة فى الأسرة العربية. على سبيل المثال أذكر أننى كنت فى أحد خطب الجمعة و تحدث الإمام - ناصحا الشباب - عن اختيار الفتاة التى لا تخرج منزل الزواج بدلا عن تلك - السافرة- لماذا؟ لأن تلك الأخيرة لديها القدرة على المقارنة والاختيار وذلك لا ينبغى لفتاة مسلمة! وهو أمر منتشر للأسف فى الأسر العربية - وان اختلفت نسبة الايمان بهذا الفعل.
- بالنسبة لقضية النشر فالأمر فعلا محزن فى بلد فى حالة انهيار كلى (رؤية تشاؤمية) فإن كان الحال هكذا لناقد كبير فى عملية النشر (الأرخص نسبيا) فكيف الحال لمخرج صغير فى الانتاج السينمائى. لكن ألا يمكن ترجمة كتب حضرتك الى الانجليزية ونشرها فى لندن.
تحيلنى قضية النشر تلك الى ما قالته الأستاذة ظبية خميس حول أن السينما بالنسبة للجمهور العربى هى معادل للترفيه والتسلية، وهو أمر صحيح للغالبية العظمى من الجمهور. ولكن سؤالى أستاذ أمير يتعلق بتجربة حضرتك فى أوروبا : هل هناك تغير كبير هناك فى الشأن السينمائى بمعنى تنجح الأفلام ذات المضامين المختلفة عن السائد هناك؟ هل المخرج مثلا يتم تقديره بشكل موازى لتقدير النجوم/ الممثلين، وهل يحصل النقد على حقه؟
عمر منجونة- القاهرة
* أنت محق بالنسبة لوضعية الفتاة العربية بشكل عام والفرص المحدودة المتاحة أمامها والردة الفكرية الشاملة التي تعصف بالمجتمع العربي، وسيطرة الفكر القبلي الجاف المتخلف والتفسيرات المسيئة للدين. ولكن ماذا سنفعل والنخبة نفسها يبدو أنها استسلمت وارتضت بالفكر المحافظ (الريفي أو القبلي أساسا) الذي يمكن أن يكون في مجمله معاديا للسينما (أليس ملفتا للنظر أن نرى محاميا (يفترض أنه عضو في النخبة المثقفة) يدعو إلى حظر الأفلام على اساس أخلاقي وأين هذا مثلا من موقف النخبة في 1919 و1920، بل إن أغلبية النساء في مجتمعاتنا يرتضين بنفس الفكر الانعزالي القبلي المتخلف الذي يدعو إلى إقصائهن عن المجتمع بشكل أو بآخر، ولو عن طريق اخفاء ملامحهن تماما حتى لأصبحن يبدين مثل كتل هلامية متحركة، وعفوا.. فمن حق أي واحدة أن ترتدي ما تشاء، هذا صحيح، ولكن من حق الباحث في المسار الاجتماعي أن يرصد أيضا هذا التحول ويضعه في إطاره كما يراه.
* بالنسبة لموضوع ترجمة كتبي ونشرها بالانجليزية عادة ما يتم النشر أولا باللغة الأساسية أي العربية ثم يمكن ساعتها الحديث عن الترجمة أما أن أتحول إلى كاتب "إنجليزي" أتوجه إلى قراء لغة أخرى خارج ثقافتي الخاصة فهذا أمر أراه عبثيا تماما.
إنني أكتب اساسا للقاريء العربي، وهي كتابة تختلف في آلياتها تماما عن الكتابة للقاريء الأوروبي عموما، فأنت حين تكتب للقاريء العربي تحتاج إلى بعض المقدمات أحيانا للشرح والتأكيد على أهمية هذا العمل أو ذاك، والاشارة إلى مخرجه في سياق السينما التي تنتج في بلاده، وربما تشير إلى أفلامه السابقة المهمة، أما حين تتوجه للقاريء الأوروبي فأنت تكتب كما لو كنت تكمل ما سبق أن كُتب عن أعمال مخرج يعرفونه لأنه جزء من ثقافتهم (جودار أو برتولوتشي مثلا) بينما نحن نكتب عن سينمائيين غير معروفين للجمهور العام في مصر والبلاد العربية، وعموما الجمهور لا يعرف سوى النجوم المشهورين باستثناء الذين أطلق عليهم "الهواة المتخصصين" الذين ينقبون ويبحثون عن الجديد والمختلف في السينما العالمية ولا يكتفون بما هو سائد من الإنتاج الأمريكي.
النقطة الأخيرة التي تطرحها في رسالتك حول السينمائيين الأوروبيين الذين يصنعون أفلاما ذات مضامين مختلفة عن السائد ووضعهم في بلادهم (مثل مايك لي وكن لوتش وبيتر جريناواي في بريطانيا مثلا) أستطيع القول إن هؤلاء رغم عدم تطلعهم أصلا إلى تحقيق النجاح الجماهيري الكبير مثل أفلام التسلية السائدة إلا أن الهامش المتاح لهم موجود دائما، سواء من ناحية العثور على تمويل أو فرصة العرض في قاعات عرض أصغر لكنها موجودة ولها جمهورها. هذا الهامش موجود في المسرح والرواية والموسيقى أيضا وله جمهوره الذي يتسع أو يضيق لكنه يظل موجودا.
الخميس، 4 يونيو 2009
رسائل الأصدقاء 4
حبيبي ومؤلفاته التي رغم مبناها غير التقليدي ليست ما بعد حداثوية (بل بها خصائص تقليدية كثيرة. أزعجني ردك على أحد القراء بشأن دور النشر. الحقيقة أن الوضع سيء (وكان
دوما كذلك) أذكر قولا لنجيب محفوظ أنه لم ير عائدا ماليا من مؤلفاته سوى بعد أن ترجمت أعماله.. فإن كان هذا وضع أحد أعظم الروائيين العرب فما بال مؤلفي الكتب المتخصصة (التي تبيع أقل من الرواية) على كل حال أتمنى أنتجد ناشرا يرى في النشر رسالة. وإن يئست تماما يمكن إنتاج الكتاب بصيغة بي دي إف ونشره عن طريق الإنترنت إما مجانا أو عن طريق أحد المواقع التي تبيع الكتب الإلكترونية. في عصر الإنترنت قلت أهمية دار النشر كوسيط بينك وبين القارئ.
تحياتي
* عزيزي سامي.. المشكلة أن السؤال حول عدم نشر الكتب يتردد علي كثيرا جدا كأنني أنا الذي أملك موضوع النشر. لقد أصدرت الطبعة الثانية من كتابي "سينما الهلاك" (يتضمن تحديثا وزيادة حوالي 65 صفحة) على نفقتي الخاصة قبل 3 سنوات فما هو المطلوب: أن يتحول الناقد إلى ناشر وموزع أيضا يحمل كتبه على كتفه ويبيعها بنفسه أيضا. الناشرون العرب يفضلون الكتب المترجمة في السينما، والمجلس الأعلى للثقافة في مصر يخصص مكافأة للترجمة تبلغ عشر أضعاف مكافأة التأليف. ومع ذلك توقفت عن التعامل تماما مع ناشري الدولة ووزارة الثقافة في مصر وهذا موقفي، ولو أردت لنشرت كتابا كل سنة عن طريق وزارة فاروق حسني. أما الناشرون في القطاع الخاص فلهم حساباتهم الخاصة. موضوع النشر الالكتروني لن يختلف كثيرا عن المدونات والمواقع. لا تبتأس فهذه أزمة ثقافة أمة.. بل "هزيمة لغة" أيضا.. إذا جاز التعبير، لأنها لا تجد بين 300ى مليون عربي أكثر من ألف قاريء.. وبالعافية لما يصدر من كتب متخصصة!
* القارئة ميرفت من الاسكندرية تقول إنها تلاحظ عدم اهتمامي بدرجة كافية بما يصدر من كتب جديدة في مجال السينما في العالم، ويشمل هذا مدونتي نفسها.
* ردي على ميرفت أن هذا يحدث فقط بسبب ضيق الوقت ولأن هذه المدونة ليست "مجلة" ولا توظف مجموعة من الباحثين والنقاد (ليتنا نستطيع أن نفعل هذا بشكل علمي ومنظم ويتجميع الجهود معا والعثور على وسيلة حقيقية للتمويل) بل تعتمد على الجهد الفردي حسبما يتيح وقتي ويسمح. ولكن أظن أن لديك الحق أيضا، فمن الممكن تقديم بعض الإشارات المفيدة إلى بعض الكتب التي تصدر هنا في لندن علها تساهم في إنارة بقعة في حقل الظلام. وأعد بأن أفعل مستقبلا. وليت طلاب الدراسات العليا في مجال السينما يرسلون إلي بأبحاثهم ورسائلهم العلمية، لا لكي أنشرها، بل لكي أقدم لها عرضا وتحليلا قد يفيد في اثارة اهتمام دار "محترمة" للنشر لكي تنشر هذه الأبحاث الهامة التي أعرف أن هناك منها الكثير.. في الأدراج!
================================================
* رسالة من صديق في القاهرة لم يشأ نشر اسمه يطلب فيها رأيي فيما ينشر من نقد سينمائي في الصحف حاليا.
* أقول لصديقي هذا إن النقد عملية إبداعية ذات صلة عميقة بثقافة المجتمع، أي مجتمع، وبعلاقة الناقد بهذه الثقافة وقدرته على التأثير فيها. وعندما يسير الناقد في واد وتكون الثقافة السائدة في المجتمع عموما في واد آخر يحدث الانفصال التام بين الاثنين. والنقد أيضا ثقافة يومية وتعبير عن استيعاب ثقافي، وليس حالة "عصابية" مرضية أي فكرة ثابتة تسيطر على شخص ما ويظل يكررها يوميا مؤداها أن "السينما سيئة" و"السينما متردية" و"الفن هابط" و"الأفلام رديئة" والنقاد كلهم لا يفهمون، وكل ما يكتب غير جيد "لأنني لم أكتبه". فهذا كله لا يغير شيئا ولا يؤدي إلا إلى طريق معلوم: السينما تنتهي إلى "الكباريه"، و"الشخص العصابي" ينتهي في أقرب مصحة للأمراض العقلية.. وبالمناسبة أعرف البعض الجيد والأطباء الذين يعملون فيها بحكم سابق علاقتي بالطب، وأستطيع أن أوصي ببعضها!
الأحد، 31 مايو 2009
رسائل القراء 3
"لا أعتبر نفسي متخصصا ولكن الواقع الذي نصطدم به يوميا لا يترك لنا مجالا: تكوين وعي بذاتنا ولذاتنا أو الفناء (المجازي).
كنت قد قرأت عن كتابك سينما الهلاك على عجل في مدونتك ويبدو لي كتابا قيّما. عندما كتبت لك رسالتي السابقة أردت أن أكتب فقرة تتناول مسألة الهوية لكنني عدلت عن ذلك لعدم تشتيت الموضوع. أنت صادق ، في أن تعبير فلسطينيي
الداخل أفضل من عرب الداخل لكنني لا أحب كل هذه التسميات لأن في طياتها محاولة من العرب تجاهل واقع يبدو أنه لن يتغير قريبا. بعض الأشخاص مثلا يحبون استخدام تعبير عربي فلسطيني أعيش في فلسطين غير مدركين بأنهم بشكل غير مباشر يؤكدون الرواية الإسرائيلية بأن هذه البلاد هي إسرائيل.
شخصيا أفضل تعبير عربي فلسطيني حامل الجنسية الإسرائيلية. فثقافيا وشعوريا إننا ننتمي إلى العالم العربي ونرى أنفسنا جزءا من الشعب الفلسطيني. لكننا أيضا نحمل الجنسية الإسرائيلية ومن أموال الضرائب التي ندفعها يتم تمويل الجيش وبناء المستوطنات (التي نعارضها لكن هذا لا يغير هذه الحقيقة المؤلمة) وهي حقيقة يبدو أن مناضلي المكاتب المكيفة نسوها(أو فضّلوا تناسيها.. القضية معقدة!
هنا لا بد لي ان أذكر أنني من المؤمنين بالحل السلمي رغم انني لا أرى أنه ممكن في المستقبل المنظور... لكن يقال أن أحلك ساعات الليل هي تلك التي تسبق الفجر.
عذرا على طول رسالتي لذا سأختصر النقاط التالية بسرعة (مجرد شذرات خطرت ببالي):
بالنسبة لترجمة كتاب جورج خليفي فهنالك نائل الطوخي (أعرفه من مدونته فقط) وإمكانية أن يقوم أحد من عندنا بذلك. ربما لو توفرت منحة تفرغ لقام جورج خليفي بنفسه بالترجمة. على كل حال علينا أن ننتظر ونرى رأيت أنك تخطط لكتابة مقالة عن "زيارة الفرقة الموسيقية" وأردت لفت
انتباهك إلى أن عنوان الفيلم العربي (بحسب ما ظهر على الشاشة) هو العرض الأخير - ليس ترجمة حرفية للعنوان العبري.
قرأت أنك كنت رئيسا لنقابة النقاد المصريين. وقد سمعت عن مجلتهم "عالم السينما" التي تبدو لي مجلة جدية. لم أجد للمجلة موقعا على الشبكة. برأيي إن كنت تعتقد أن النقابة لا تمانع بنشرها على الإنترنت ولكن تتورع عن ذلك لأسباب تقنية.. أردت إعلامك بوجود برامج إدارة محتوى حرة، مجانية ومفتوحة المصدر.. هنالك مجموعة شباب مصرية تشجع البرامج المفتوحة المصدر وقد تسعد لمساعدة النقابة، منها مجموعة البطاريق تأكل الطعمية. لا علاقة لي معهم (من قريب أو بعيد) ولكنني من المتحمسين للبرامج والمحتوى الحرين. على كل يمكنني تزويدك بتفاصيل إضافية إن أبديت اهتماما.
تحياتي
وصلتني الرسالة التالية من الزميل الناقد الأستاذ أحمد فايق من القاهرة:
أستاذ أمير ياريت تقرا جورنال "الفجر" على الانترنت الاسبوع القادم عمود خاص فى باب شبكة الاخبار لأنى كاتب عنك فى الفقرة التالية :
"الناقد أمير العمرى هو المصرى الوحيد فى الدورة الـ62 لمهرجان كان السينمائى الدولى الذى يشارك فى لجنة تحكيم جمعية النقاد الدوليين، أمير يعمل فى الـ"بى بى سى " وله كتابات هامة فى السينما ، تتمتع مقالاته بجرأة شديدة ومصارحة أهم نفتقدها كثيرا مؤخرا، ورغم ذلك لم نرى إحتفالا يستحق هذا الحدث الهام ، ربما لانه صريح وجرئ وليس مندوبا للعلاقات العامة!"
* شكرا ياعزيزي أحمد.. في العادة لا أنشر المديح الشخصي الذي يصلني ولا حتى المديح المباشر في مدونتي ما لم يتضمن إشارات محددة إلى بعض المواضيع المنشورة، لكن بما أنك نشرت ما كتبته على الملأ فقد خرج عن يدي وأصبح مشاعا.
* الاستاذ امير العمري بعد التحية والسلام:
ارسل اليك هذه المقالات تباعا والتي امتنع الاستاذ صلاح عيسي رئيس تحرير جريدة القاهرة عن نشرها لأسباب لا افهمها حيث اعتبر هو والعاملون بالجريدة انني شتمتهم بمقالة امتدح فيها مقالا للاستاذ ايمن الحكيم رغم اني اوضحت انني اتحدث عن وصف عام لما آلت اليه الكتابة المصرية الان ولم أقصد اشخاصا بعينهم لكن البعض من اصحاب البطحة علي رؤوسهم استطاعوا تاليب رئيس التحرير ضد مقالاتي الاخري والتي سارسلها لكم فان رايتم انها تستحق النشر في مدونتكم او في اي مكان اخر ترونه اكون عاجزا عن الشكر.
علي عوض الله كرار
* رغم أن هذه المدونة ليست مفتوحة لكتابات الآخرين لكنني سأحاول نشر موضوعك عن المخرج والناقد الكبير الراحل أحمد كامل مرسي (كان أول رئيس لتجمع النقاد المصريين في 1972)، كما سأنشر مقالك المثير للجدا عن فيلم "واحد صفر". ولكن امنحني بعض الوقت. وشكرا على الثقة.
* مساء الخير أستاذ أمير
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com