الجمعة، 12 يونيو 2009

عن هذا الصحفي اللص

استمرارا لمناقشة موضوع السطو على المقالات من قبل بعض لصوص الانترنت تلقيت الرسالة التالية من الزميل الناقد اللبناني هوفيك حبشيان:
منذ فترة ليست ببعيدة وأنا أدخل الى مدونتك واطالع ما تكتبه يوماً بعد يوم. أمس وقعت على مقالك عن هذا اللص الظريف الذي يعتقد ان لا أحد يقرأ ولا أحد يراقب، علماً بأن صحافة العالم كله بتنا نمسكها في راحة يدنا. والحق أن هذا الموضوع (الحقوق الأدبية) يهمني كثيراً، وسبق أن واجهته خلال إدارتي، لصفحة يومية عن الفنون البصرية، اذ كانت ترسل لي مواد من مكتب مصر، أجدها لاحقاً في توقيع أسماء أخرى على شبكة الانترنت. وحين سألت أحدهم عن "سرقته" الواضحة والصريحة (والغبية، لأنه لم يكلف نفسه عناء تغيير العنوان) فكان رده: "إنه مجرد توارد أفكار بيني وبين الكاتب الآخر"!
في أي حال، انا مسرور لتطرقك لهذه المسألة الحساسة، لأن هذه المهنة في هذه المنطقة العربية صارت "بهدلة" وغير جديرة بالاحترام (أحياناً أخجل ان اقول إنني صحافي)، جراء ما يكتب ويناقش من قضايا متخلفة لا تمت بصلة الى هذا الفن البهي. فما بالك اذا كان الصحافي يتحول الى نصاب يسرق أفكار الآخرين ويقبض بدلاً ماديا عنها!

أما بالنسبة للص الظريف، فاعتقد انني أول من أكتشف هذه الـ"ميني" فضيحة. فأنا وهذا اللص "صديقان" على الفايسبوك، وحين قرأت "مقاله" المطعم بفقرات من مقالك، سألته: اين شاهدت هذا الفيلم؟ فلم يرد. ثم رأيت أنه يتلقى الإطراءات من الآخرين على مقاله، فوضعت رابط مقالك تحت مقاله. ولم يكلف نفسه عناء إلغاء الرابط. في لبنان نقول لهذا الصنف من اللصوص "على عينك يا تاجر". ولعل أكثر ما يزعجني في هذه المسألة هو أن يعطي أحدهم رأياً في فيلم لم يشاهده، وهذه أيضاً قمة اللصوصية.
مع مودتي
هوفيك
* جزيل الشكر على اهتمام الزميل هوفيك بالموضوع ومبادرته الإيجابية بالتعليق عليه فنحن ينبغي أن نقف جميعا معا في وجه هؤلاء الأدعياء وإلا سيأتي يوم قريب جدا تطرد فيه العملة المزيفة العملة الصحيحة الحقيقية، وربما نصبح نحن المتهمين بالسرقة والنقل لأننا لا ندافع عن حقوقنا الفكرية ونتصدى كما ينبغي بكل الوسائل بما فيها الفضح والتشهير علانية بهم لأنهم لصوص جريمتهم مثبتة لا يمكنهم الادعاء بأننا نشهر بهم بل هم الذين وضعوا أنفسهم في هذا الموضع.
عزيزي هوفيك: أنت تصفه باللص الظريف وأفهم أن هذا نوع من السخرية بالطبع، ولكن ربما يكون الأنسب أن نصفه أيضا باللص الغبي لأنه يسرق ويتباهى على الفايسبوك بأنه لص. ولا يكلف نفسه عناء رفع الرابط إلى مقالي كما ذكرت أنت. ونحن بالتضامن معا الذين جعلنا فضيحته "على عينك ياتاجر"!
============================================= ==
* الصديق المخرج والناقد أحمد عاطف، بعث تعليقا على موضوع الصحفي اللص المدعو سلامة عبد الحميد يقول إنه سعيد بما فعلت من فضحه لأنه شخصيا تعرض من قبل لفبركة حوار معه نشر فى جريدة "البديل" من طرف اللص نفسه، وقال إنه أعلن على المسرح بسينما جود نيوز اثناء تقديم فيلم "الغابة" فى مهرجان القاهرة أنه لم يجر أى حوار مع "البديل"وكان ذلك فى حضور رئيس تحرير "البديل" السابق د. محمد السيد سعيد بصالة العرض و الذى وعد بوقف ذلك اللص لكنه مرض بعده ذلك وترك "البديل"، بالإضافة الى ان هذا الشخص يعمل فى شركة ترويج إعلانى لحساب منتج معين للأفلام يروج لأفلامه عن طريق ما ينشره في وكالة الأنباء الالمانية من أخبار. ويقول أحمد عاطف إن هذا اللص "فضائحه كثيرة".

=============================================
* رسالة من الصديق الدكتور وليد سيف الناقد وكاتب السيناريو المعروف يقول فيها "أحييك على حرصك على شرف المهنة.. وغيرتك على قلمك.. وأنت بهذا تقدم درسا فى حماية الحقوق وعدم الإستسلام لكل أشكال القرصنة والإحتلال .. وإلى لقاء دائم مع مقالاتك الرائعة".كل الشكر للدكتور وليد. وسأوالي نشر مقالاتي النقدية وأقلب صفحة الصحفي اللص بعد أن تحقق الغرض منها.
=============================================
* رسالة من قاريء يتساءل فيها بنوع من الإشفاق على اللص لماذا هذا العقاب القاسي والتعامل العنيف معه وكان يمكني أن اكسبه؟

* ردي على رسالة ذلك القاريء الذي لم يكتب إسمه وفضل البقاء مجهولا أن هذا الرد "القاسي" من جانبي على ما قام به اللص (وأرجو بالفعل أن يكون قاسيا بما فيه الكفاية) له أسبابه بكل تأكيد: ومنها أن هذا الصحفي اللص سبق أن سطا على مقال لي ونشره في "البديل" ولما واجهناه بفعلته بعث رسالة يتعهد بأنه لن يفعلها مرة أخرى لكنه عاد وفعلها. وعاد بعد أن نشرت أنا أول موضوع لي في "البديل" لكي يستخدم وجوده في الجريدة فكتب تعليقا فظا يعكس وقاحته وقلة أدبه على مقالي بطريقة فيها إساءة وسب، ولم يوقع التعليق الذي نشر على الانترنت في اطار تعليقات القراء، فأرسلت أقول له إنني أعرف أنه وراء التعليق البذيء وأنذرته بالتوقف عن مثل هذه الأفعال، فعاد ليكتب تعليقا آخر كله بذاءة، وزاد فوقعه باسمه وكأنه يقول لي إنه شجاع لا يخشى شيئا، فأرسلت لرئيس التحرير لكي يضع حدا لهذه المهزلة، فحذف التعليقات المسيئة لكنه لم يتخذ معه أي إجراء بل على العكس، منحه صلاحيات أكبر لأن رئيس التحرير الذي خلف الدكتور محمد السيد سعيد كان من أقاربه كما قيل لي. ورغم شكوى معظم الصحفيين الذين أعرفهم في "البديل" من سلوكياته المنحطة منحه رئيس التحرير إياه مهمة الإشراف على صفحتين في تلك الجريدة (حولها صاحبنا هذا إلى ما يشبه الكباريه) فيما ثقافة هذا اللص لا تزيد عن نوع من الفهلوة التي تجعله يطلب ممن يجري معهم المقابلات تمهيدا لإعداد تحقيقات صحفية أن يكتب كل منهم 300 كلمة يستخدمها في تحقيقاته (على الجاهز) لأنه لا يستطيع حتى صياغة ما تدلي به الشخصيات العامة من أحاديث، وعندما لا يجد شيئا فإنه يخترع مواضيع تافهة مثل "هل تلخيص قصص الأفلام عن طريق النقاد يحرق نهايات الأفلام أمام المشاهدين"، وقد أرسل ذات مرة يطلب رأيي في هذا الموضوع الخطير جدا، فلما قلت له إنني أرفض المشاركة في تحقيق كهذا لأنه لا توجد قضية حقيقية للمناقشة، نشر على لساني أنني أثني على جهوده في "النقد السينمائي".. فهل هناك احتيال أكثر من هذا. وقد عاد الآن ففعل ما فعل بعد أن سطا على روح مقالي وجوهره ونص كلماته أيضا فيما اقتبسه من فقرات وهو لم يشاهد الفيلم، وبدلا من الندم والاعتذار بعث يقول لي إنه لم يسرق، وإنه ليس ناقدا وإنما هو صحفي "نقل" عني.. وهذا أغرب ما يمكن أن يسمعه إنسان في العالم.. فمن أذن لك بالنقل، ولماذا إذن لم تذكر في مقالك أنك لم تشاهد الفيلم وإنما استعنت بما كتبه ناقد معين عنه.
وقد لقي موقفي من ذلك اللص والطريقة التي تعاملت بها معه ترحيبا على نطاق واسع من الأصدقاء الذين أعتز بصداقتهم وأحترمهم. ولعل في هذا عبرة لغيره من الصحفيين المبتدئين الذين يتعين عليهم أن يبذلوا جهدا أكبر في المعرفة والثقافة، وألا يطرقوا الطريق السهل في الحصول على "الرزق". ولعل النصيحة أخيرا تنفع.

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger