* وصلتني رسالة من الصديق محمود الطويل يسأل فيها: هل تعتقد أن وزير الثقافة المصري فاروق حسني سيفوز بمنصب مدير اليونسكو بعد كل ما حدث؟ ولماذا توقفت عن الكتابة في هذا الموضوع؟* لا أعرف هل سيفوز فاروق حسني أو لن يفوز، والحقيقة أيضا أنني لم أعد مهتما بهذا الموضوع بعد أن أشبعته اهتماما في الماضي بما فيه الكفاية وبعد أن رأيت أن الكثير من الذين أعرفهم يتمنون أن أتوقف عن مهاجمة ترشيح الوزير- الفنان- لهذا المنصب الخطير من باب اليأس السائد الذي يتمثل في الدعاء إلى الله بأن يذهب الوزير بعيدا إلى أي مكان، حتى لو كان اليونسكو، وأن يترك الثقافة المصرية للمرة الأولى منذ 22 عاما، بدون وزير فنان بهذا الشكل، بعد أن شهد عصره أكبر وأفظع الكوارث في تاريخ الثقافة المصرية من السرقات إلى التهريب إلى الحرائق إلى الخراب العام والتدهور في الذوق والحس على كل المستويات. أما موضوع أن إسرائيل تعارض الوزير ولذا ينبغي أن نؤيده نحن على اعتبار أن كل ما يعارضه عدوي يتعين علي أن أسانده، فهو يحول موضوع فاروق حسني إلى قضية وطنية، وهو أمر غير صحيح على الإطلاق، فالذي رشح فاروق لليونسكو نظام يتعامل مع إسرائيل ويغتفر لها الأعذار طيلة الوقت، والذين يؤيدون الوزير من داخل المؤسسة الإعلامية والسياسية الرسمية معروفون بكونهم من "الحمائم" فيما يتعلق بالموقف من إسرائيل، ومنهم من يدعو علانية إلى القبول بها والتعامل معها، بل وهناك مسؤولون ملتزمون بحكم مناصبهم بسياسة النظام الحاكم الذي يستقبل القادة الاسرائيليين ويرتبط معهم بمعاهدات سياسية وتجارية. ومن الطبيعي أن هؤلاء لا يصلحون لإعطائنا دروسا في مقاومة إسرائيل، بل وقد أصبح الوزير نفسه أخيرا أيضا يخطب ود إسرائيل ويسعى لنيل رضاها عنه بشتى الطرق وآخرها إعلانه أن وزراته ستطبع كتبا مترجمة عن العبرية. أخيرا.. تأثرا بفيلمي المخرج الفلسطيني إيليا سليمان "يد إلهية" و"الزمن الباقي"، ربما أصبحت أنا أيضا أنتظر ولو على سبيل الحلم والأمل، هبوط كائنات أسطورية عملاقة من السماء، تدمر النظام العنصري القائم في إسرائيل وتدمر معه كل الأنظمة العربية في وقت واحد!
== =============================================
* تلقيت من الباحثة في الجامعة الأمريكية في القاهرة مريم سعيد مكاوي البحث الذي أعدته أخيرا حول اليهود في السينما المصرية، وفيه تناقش كيف قدمت السينما المصرية شخصية اليهودي منذ بداياتها حتى اليوم، وهو مشروع لبحث طموح قد يتطور بلاشك ليصبح رسالة علمية تصلح فيما بعد للنشر في كتاب. الجديد في البحث أنه يتبع منهجا علميا يدقق في المصطلحات ويناقش الكتابات "العشوائية" الكثيرة السائدة في الموضوع. كما يرصد أيضا كيف تحول المجتمع من مجتمع متسامح يقبل بالتعددية العرقية والدينية، إلى مجتمع متشنج يرتد عن منجزات العصر والحداثة لكي يتبنى أكثر الأفكار إيغالا في الرجعية وعلى رأسها الدعوة إلى عزل المرأة عن المجتمع عن طريق تحويلها إلى "كائن حي" يحرم النظر إليه!الملاحظات التي كتبتها لمريم حول بحثها لقيت لديها ترحيبا كبيرا أسعدني، وبناء عليه قررت هي إعادة كتابة البحث مرة أخرى. تمنياتي لها بالتوفيق.
0 comments:
إرسال تعليق