الثلاثاء، 2 سبتمبر 2008

يوميات فينيسيا 7


يوم آخر من الأفلام الضعيفة في المسابقة. نقاد كثيرون مستاءون منهم الناقدة المخضرمة الألمانية المقيمة في باريس منذ ربع قرن هايكي هيرست، والأكاديمية الألمانية أيضا بريحيت بومرز التي تدرس السينما في جامعة بريستول، والناقد البريطاني ديريك إيلي. وأصبح من الطبيعي تماما أن تستمع في الردهات إلى التساؤلات حول سبب ردءاة الأفلام، حتى أن الناقد والمؤرخ الإنجليزي رونالد برجان الذي اشتركت معه في لجنة تحكيم النقاد في مهرجان كان قبل 6 سنوات قابلني صباح اليوم منزعجا، ليس من المهرجان، بل مما أطلق عليه "أزمة في السينما العالمية". فهو يرى أن المهرجان ربما يكون قد أساء الاختيار، لكن هناك إفلاس سينمائي في العالم حاليا.
الواضح أن السينما الفرنسية في حالة إفلاس شبه تام بعد ما رأيناه حتى الآن. فقد أشرت في رسالة سابقة إلى الفيلم الفرنسي الضعيف "الشيطان في الظلال"، ومساء أمس شاهدنا فيلما فرنسيا آخر هو "الآخرى" يستوحي من الأفلام التي يصنعها مايكل هانيكه وخاصة فيلمه "مدرسة البيانو" الذي تفوقت فيه الممثلة السويسرية القديرة إيزابيل أوبير. فيلم "الأخرى" هو تقليد ممسوخ لهذا الفيلم ولكن بلا معنى ولا رؤية ولا فلسفة بل مجموعة من المشاهد المتواترة لإمرأة تتحول تدريجيا إلى الجنون التام.. دون أن ندري لماذا. الممثلة دومنيك بلان بذلت كل ما تستطيع ولكن بدون إقناع أساسا بسبب رداءة السيناريو.
والفيلم الأمريكي "فيجاس" الذي أخرجه المخرج الايراني الذي ذاع صيته في الثمانينيات أمير ناديري (مخرج فيلم العداء) جاء أيضا ساذجا في موضوعه ومعالجته. هو فيلم يتسق مع الرؤية الأخلاقية أو بالأحرى، الرسالة الأخلاقية المبسطة التي تمتلئ بها الأفلام الإيرانية التقليدية. وهي هنا تتلخص في أن الجشع يؤدي بصاحبه إلى الهلاك.. هلاك النفس.. وياله من اكتشاف
عظيم!
لكننا شاهدنا فيلما رفيعا من البرازيل وإن كان موضوعه ليس جديدا عن العلاقة المتوترة بين السكان الأصليين والرأسمالية الزراعية التي تريد الاستيلاء على أراضيهم وطردهم منها. الفيلم بعنوان "مراقبو الطيور" لماركو بخيس.
مازال هناك ما ننتظر ونترقب مشاهدته على أحر من الجمر مثل فيلم المخرج الاثيوبي الكبير هايلي جيريما، والفيلم الروسي "جندي من ورق". ولننتظر ونرى!

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger