الاثنين، 8 سبتمبر 2008

ابراهيم البطوط والتمويل الأجنبي والسينما العربية

لقطة من فيلم "عين شمس"
ابراهيم البطوط يتسلم جائزة مهرجان تارومينا

المخرج المصري ابراهيم البطوط (مخرج إيثاكي وعين شمس) بعث برسالة يطرح فيها بعض التساؤلات على ضوء المقال الذي نشر قبل فترة في هذا الموقع بشأن المهرجانات والتمويل الغربي للأفلام العربية.
رسالة البطوطي ننشرها أولا كاملة قبل التعليق عليها. وهنا ترجمة أرجو أن تكون دقيقة لها، لأن البطوطي يفضل الكتابة باللغة الانجليزية (نص الرسالة منشور كتعليق على الموضوع المشار إليه في هذا الموقع).
(أود أن أشكرك أولا على مدونتك المليئة بالمعلومات التي تعوض بشكل ما، الافتقاد إلى مجلة سينمائية، خاصة مع محدودية ما هو متوفر من حرية التعبير في مجتمعاتنا في الوقت الحالي.
ما أود أن أشارك فيه هنا هو موضوع حصول السينمائيين العرب على تمويل من أوروبا لمساعدتهم على تحقيق مشاريعهم السينمائية. وأنا هنا أطرح تساؤلات
أكثر مما أقدم إجابات.
في دولة مثل مصر حيث ننتج 50 فيلما سنويا هل نحن فعلا نفتقر إلى تمويل
لأفلامنا، أم أن الأفلام التي يرغب بعضنا في صنعها لا تجد تمويلا لأنها تغرد خارج السرب، أي تختلف عما هو سائد. أو أنها لن تحقق نجاحا تجاريا كبيرا.
أو ليس هذا مؤشرا على أن هذه الأفلام تعكس مزاج وطموح مجتمعنا؟
لماذا إذن نسعى للحصول على تمويل أجنبي؟ ألكي ننتج أفلاما لا يمكن تمويلها محليا؟ لجمهور لا يهمه مشاهدة مثل هذه الأفلام في
المقام الأول؟
أليس الأكثر منطقية أن ننتج أفلاما بميزانيات منخفضة للغاية وبما هو متوفر لدينا من إمكانيات بدلا من الجري وراء تمويل قد يأتي أو لا يأتي؟
بعد أن ذكرت ذلك أود أن أعترف أنني صنعت فيلمين بدون ميزانية، وعندما كتبت بحرية وبدون تفكير في الميزانية كمشكلة، فإنني كتبت فيلما سيحتاج بشكل مؤكد إلى تمويل أجنبي.
وإذن فإنني اكتب ما اكتب لكي يكون مرجعا أمامي
إذا ما أردت العودة إليه ذات يوم، سواء نجحت في الحصول على تمويل لفيلمي أم لا، وسواء تمكنت من صنع الفيلم الذي أحلم بصنعه أم لا.

ابراهيم البطوط
20 اغسطس

تعليق على رسالة البطوطي:
أولا أشكرك على إشادتك بالمدونة المتواضعة (حياة في السينما) التي بدأتها كمدونة شخصية للتعبير بحرية عن أفكاري الشخصية، إلا أن ما حصدته المدونة من نجاح خلال فترة زمنية قصيرة جعلني أفكر عمليا في تحويلها إلى موقع أكبر، يفتح أبوابه لكتاب ونقاد آخرين، خاصة أننا في أمس الحاجة إلى ادفع بجيل جديد من نقاد السينما اتمنى أن يجدوا في هذا الموقع المستقبلي مكانه الصحيح.
أما بخصوص ما ورد في هذه الرسالة فأقول أولا إن إشكالية التمويل الأجنبي لها شقان: الأول أن بعض الشركات الأجنبية ترحب بتمويل أفلام لسنمائيين يتمتعون بموهبة خاصة بارزة في بلادهم، ويطرحون أفلاما قد توفر للمشاهدين في الغرب الاطلاع على جوانب خفية في ثقافات شعوب أخرى في الشرق.
كان هذا صحيحا بالتأكيد في حالة سينمائيين موهوبين لا يمكن لأحد أن يشكك في موهبتهم مثل محسن مخملباف الإيراني، وبهمن قبادي الكردي الإيراني (زمن الجياد السكرانة)،
وأحمد المعنوني المغربي في فيلمه الأخير "القلوب المحترقة" مثلا، والصيني تشين كايج (الامبراطور والمغتالة) والروسي نيكيتا ميخالكوف (العيون السوداء وأورجا) ورضوان الكاشف (في عرق البلح)، ويوسف شاهين (منذ العصفور).
وهذه الشركات التي تحصل على أفضل مستوى بميزانيات محدودة تحقق لنفسها أرباحا من تززيع هذه الافلام في شبكات توزيع الافلام الفنية، وليست التجارية، والبيع لمحطات التليفزيون التي تهتم بهذه النوعية من الأفلام.
وهناك جهات إنتاجية أخرى لديها بالتأكيد ايضا، أجندتها الخاصة، وهي أساسا، أجندة سياسية أي أنها تتصيد بعض السينمائيين الذين يمكنهم أن يقدموا ما هو متوقع منهم لجمهور يتوقع أيضا صورة محددة: غرائبية، استشراقية، تتاجر بالتخلف وتبيع الفولكلور، تعتمد على البلاغات السياسية المباشرة: التي تناهض، وتنتقد، وتدين، وتطالب، دون أن تحتوي أولا على ما يغري فنيا.
جهات التمويل نوعان، والسينمائيون أيضا نوعان: نوع يرغب في العمل بأي ثمن، وهو على استعداد لتقديم ما يتوقعونه منه دون بذل أي جهد لتجميله، ونوع آخر لا يرغب إلا في تقديم الفيلم الذي يحبه ويحلم به (إذا ما استعرنا تعبير ابراهيم البطوط) ويصبح بالتالي على استعداد لأن يقاتل من أجل تحقيقه، دون تقديم تنازلات رخيصة في الصور.
المحك هنا يكمن في الأصالة والصدق، وأساسا، في الموهبة الحقيقية.
ولكن كيف نعرف الحقيقي من الزائف، الأصيل من المزيف، الموهوب من الدعي؟
الإجابة البسيطة: هذه قضية جمهور ووعي، كما أنها قضية حركة نقدية.
أي أنها قضية ثقافة مجتمع في المقام الأول. وهو موضوع طويل له منعرجاته، لكن يكفي القول إنه ما لم يحدث التغيير السياسي المنشود سنظل نواصل السباحة في المستنقع!

لقطة من فيلم "إيثاكي"

شاهد ابراهيم البطوط يتحدث عن نفسه وعن أفلامه

2 comments:

غير معرف يقول...

What a great video!! I love to see Egyptians think about life and what it means, let alone a director. I think someone with such a view and experience on life can do great films.

غير معرف يقول...

نهال جميل
البطوط مخرج مبدع أين يمكننا الحصول على أفلامه التسجيلية عن الحروب فهي الأهم .

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger