الأربعاء، 15 أكتوبر 2008

الصحفيون ومهرجان القاهرة

تعجبت كثيرا من أمر الدعوة القائمة التي أطلقها صحفيون مصريون لمقاطعة مهرجان القاهرة السينمائي لسبب بسيط هو أن وزير الثقافة فاتروق حسني قرر عدم السماح للصحفيين بحضور حفل الافتتاح.
وهذه هي المرة الثانية التي يدعو "بعض" الصحفيين إلى مقاطعة المهرجان لنفس السبب، أي لسبب أناني جدا ولا يمكن التعاطف معه على الإطلاق، رغم خلافنا التام والمعلن مرارا، مع سياسات فاروق حسني ووزارته التي نالت عن جدارة لقب "وزارة الفساد الأولى" في مصر.
لا يوجد أي مهرجان "كبير" ومحترم في العالم يدعو الصحفيين لحضور حفلات الافتتاح، فإذا فعل فربما امتلأت القاعة بالصحفيين، مما يحول دون دخول الضيوف من السينمائيين وأعضاء لجان التحكيم وغيرهم.
وعادة ما يتابع الصحفيون في العالم حفلات افتتاح المهرجانات الكبرى من خلال شاشات كبيرة في قاعة خاصة بالصحفيين (وأظن أن هذا تكريما لهم). ولكن المشكلة أن فاروق حسني ومهرجانه لم يهتم طوال تاريخه كله بتخصيص قاعة للعروض الصحفية تقتصر عروضها على الصحفيين والنقاد فقط، لمتابعة اهم الأفلام المعروضة في كل أقسام المهرجان قبل يوم من عرضها الرسمي المفتوح في المهرجان نفسه. والفكرة بالطبع تتلخص في اتاحة الفرصة للنقاد للكتابة عن الأفلام ونشر مقالاتهم في نفس يوم عرض الفيلم رسميا.
ولا أعرف أي مهرجان "عربي" يخصص قاعة للعروض الصحفية لا يدخلها المحاسيب والمناسيب وموظفو الوزارة واصدقاء مدير المهرجان وصديقاته..وغيرهم، وهو ما يعكس ازدراء للنقد وللصحافة كان هو الأجدر في رأيي بالدعوة إلى المقاطعة.
ولا أعرف أن الصحفيين في العالم، خارج العالم العربي بالطبع، يهتمون بالكتابة عن فقرات حفلات الافتتاح و"كيف كان الاستعراض الراقص ناجحا" أو كيف تعثر هذا الراقص أو تلك المذيعة، فهذه أشياء لا قيمة لها، بل ما يهمهم أساسا هو فيلم الافتتاح، وهذا عادة ما يعرض على الصحفيين قبل يوم من عرضخ في الافتتاح.
والدعوة إلى المقاطعة لهذا السبب تظهر الصحفيين المصريين وكأن كل ما يرغبون فيه هو حضور الحفلات والجلوس جنبا إلى جنب بجوار النجوم، بينما الصحفي الحقيقي، والناقد الحق، لا يهتم إلا بأداء عمله في ظروف جيدة، ليس أفضلها على الإطلاق حفلات الافتتاح.
وكانت هناك عشرات الأسباب التي تدعو الصحفيين إلى مقاطعة هذا المهرجان وهي أسباب فنية جدا وثقافية جدا وتتعلق بسمعة بلد بأكمله وثقافة هذا البلد، لكن أحدا لم يهتم. فقد أصبح المهرجان حفلا كبيرا، أو وليمة كبرى، تجمع شمل الأحباب والأصحابن ولتذهب السينما إلى الجحيم!

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger