أريد هنا أن أستطرد على صعيد نظري بعيدا عن استدعاء تجربتي الخاصة في فهم ومحاولة خلق كيان ما يتبنى الدعوة إلى "السينما الثالثة" في مصر في السبعينيات.
لقد ظهر قبل سنوات كتاب مهم حول السينما الثالثة بقلم مايك واين Mike Wayne وهو أكاديمي يقوم بالتدريس في جامعة برونل Brunel ورئيس تحرير مجلة "أصوات منشقة" أو Dissident Voices
يحمل الكتاب عنوان "السينما السياسية: جدليات السينما الثالثة". وقد صدر عن دار بلوتو للنشر في لندن. وهو كتاب صغير الحجم (165 صفحة)، عظيم الفائدة.
وفيه يعيد المؤلف تسليط الضوء بقوة على السينما الثالثة، ويبدأ برواية القصة التالية التي كانت حافزا له على كتابة هذا الكتاب. يقول المؤلف إنه في عام 1996 كان يشارك في مؤتمر نظمه مركز الفيلم البريطاني BFI حول "السينما الافريقية". وخلال المؤتمر أعلن السينمائي البريطاني جون أكومفره John Akomfrah أن السينما الثالثة ماتت. ويضيف المؤلف: "لم يكن هناك أي رد فعل من جانب جمهور الحاضرين. وهذا الكتاب يسعى إلى دحض هذا الزعم. ولكن من أجل تحقيق ذلك يجب أن تتحول السينما الثالثة إلى نظرية، أو إلى ممارسة نظرية نقدية، تستلهم، وتحاول أن توازي أفلام السينما الثالثة".
إنه يسعى من خلال كتابه إذن إلى التنظير للسينما الثالثة وفحص نماذج من أفلامها أيضا. ويقول بوضوح لا لبس فيه إن "السينما الثالثة تستطيع أن تعمل من خلال أشكال مختلفة، تسجيلية وروائية. إنها تتحدى كلا من الطريقة التقليدية لصناعة السينما (وهنا كانت رائدة في خلق طرق ديمقراطية للإنتاج) كما تناقض الطرق السائدة لاستهلاك الأفلام. إنها ترفض أن تكون مجرد وسيلة للتسلية. السينما الثالثة سينما عاطفية، غاضبة، ساخرة عادة، ومركبة دائما. أما على المستوى النظري فإن السينما الثالثة مفهوم في حاجة إلى تطوير وتوضيح في مواجهة ما هو سائد من تشوش وسوء فهم. إنها مفهوم في حاجة إلى الدفاع عنه في وجه النظريات والممارسات المعادية. ورغم ما يوجد من نماذج سابقة عليها تمثلت في السينما السوفيتية في العشرينيات، إلا أنها ظهرت في حقب تالية وتأثرت بالثورة الكوبية في 1959".
مؤلف هذا الكتاب الممتع يصول ويجول في المجال النظري، ثم يتناول بالتحليل أفلاما تحمل علامات من السينما الثالثة رغم انتمائها للسينما الأولى او الثانية مثل "معركة الجزائر" لبونتيكورفو.
وهو يعود إلى أيزنشتاين وفيرتوف لكي يصل إلى سولاناس وجتينو وأفلام السينما الثورية في أمريكا اللاتينية، والأفلام التسجيلية التي تصنع حسب مفهوم السينما الثالثة في أوروبا.
والكتاب أخيرا يتيح جولة فكرية دسمة وممتعة لمن يريد أن يعرف ويرى ويتأمل ويراجع المفاهيم السائدة عن السينما، وعن العلاقة بين السينما والحياة، ويطلع على شئ عن الحياة في السينما.
لقد ظهر قبل سنوات كتاب مهم حول السينما الثالثة بقلم مايك واين Mike Wayne وهو أكاديمي يقوم بالتدريس في جامعة برونل Brunel ورئيس تحرير مجلة "أصوات منشقة" أو Dissident Voices
يحمل الكتاب عنوان "السينما السياسية: جدليات السينما الثالثة". وقد صدر عن دار بلوتو للنشر في لندن. وهو كتاب صغير الحجم (165 صفحة)، عظيم الفائدة.
وفيه يعيد المؤلف تسليط الضوء بقوة على السينما الثالثة، ويبدأ برواية القصة التالية التي كانت حافزا له على كتابة هذا الكتاب. يقول المؤلف إنه في عام 1996 كان يشارك في مؤتمر نظمه مركز الفيلم البريطاني BFI حول "السينما الافريقية". وخلال المؤتمر أعلن السينمائي البريطاني جون أكومفره John Akomfrah أن السينما الثالثة ماتت. ويضيف المؤلف: "لم يكن هناك أي رد فعل من جانب جمهور الحاضرين. وهذا الكتاب يسعى إلى دحض هذا الزعم. ولكن من أجل تحقيق ذلك يجب أن تتحول السينما الثالثة إلى نظرية، أو إلى ممارسة نظرية نقدية، تستلهم، وتحاول أن توازي أفلام السينما الثالثة".
إنه يسعى من خلال كتابه إذن إلى التنظير للسينما الثالثة وفحص نماذج من أفلامها أيضا. ويقول بوضوح لا لبس فيه إن "السينما الثالثة تستطيع أن تعمل من خلال أشكال مختلفة، تسجيلية وروائية. إنها تتحدى كلا من الطريقة التقليدية لصناعة السينما (وهنا كانت رائدة في خلق طرق ديمقراطية للإنتاج) كما تناقض الطرق السائدة لاستهلاك الأفلام. إنها ترفض أن تكون مجرد وسيلة للتسلية. السينما الثالثة سينما عاطفية، غاضبة، ساخرة عادة، ومركبة دائما. أما على المستوى النظري فإن السينما الثالثة مفهوم في حاجة إلى تطوير وتوضيح في مواجهة ما هو سائد من تشوش وسوء فهم. إنها مفهوم في حاجة إلى الدفاع عنه في وجه النظريات والممارسات المعادية. ورغم ما يوجد من نماذج سابقة عليها تمثلت في السينما السوفيتية في العشرينيات، إلا أنها ظهرت في حقب تالية وتأثرت بالثورة الكوبية في 1959".
مؤلف هذا الكتاب الممتع يصول ويجول في المجال النظري، ثم يتناول بالتحليل أفلاما تحمل علامات من السينما الثالثة رغم انتمائها للسينما الأولى او الثانية مثل "معركة الجزائر" لبونتيكورفو.
وهو يعود إلى أيزنشتاين وفيرتوف لكي يصل إلى سولاناس وجتينو وأفلام السينما الثورية في أمريكا اللاتينية، والأفلام التسجيلية التي تصنع حسب مفهوم السينما الثالثة في أوروبا.
والكتاب أخيرا يتيح جولة فكرية دسمة وممتعة لمن يريد أن يعرف ويرى ويتأمل ويراجع المفاهيم السائدة عن السينما، وعن العلاقة بين السينما والحياة، ويطلع على شئ عن الحياة في السينما.
0 comments:
إرسال تعليق