السبت، 13 يونيو 2009

الأفلام الإسرئيلية في مهرجان كان

عرضت ثلاثة أفلام إسرائيلية طويلة في مهرجان كان السينمائي الـ62، وفيلمان قصيران. لم أشاهد الفيلمين القصيرين، لكني شاهدت الأفلام الثلاثة الطويلة وهي "يافا" Jaffa، و"عيون مفتوحة على اتساعها" Eyes Wide Open، و"عجمي" Ajami.
وقد عرض الفيلم الأول خارج المسابقة ضمن العروض الخاصة، والثاني ضمن قسم "نظرة خاصة"، والثالث في ختام برنامج "نصف شهر المخرجين".
فيلم "يافا" Jaffa للمخرجة كيرين يدايا، فيلم روائي تقليدي في بنائه وشكله وموضوعه، وهو يتناول العلاقة بين فلسطينيي الداخل الذين يطلقون عليهم "عرب إسرائيل"، وبين يهود إسرائيل، من خلال دراما- أو بالأحرى ميلودراما- تدور حول الحب والظلم، والحواجز النفسية التي يدعو الفيلم من خلال طريقة معالجته لها، إلى ضرورة تجاوزها، من أجل تحقيق العيش المشترك. ولاشك أن بالفيلم الكثير من النوايا الحسنة، كما أن فيه الكثير أيضا من المبالغات التي تعكس ما تتمناه المخرجة أكثر من علاقتها بحقائق الواقع.
أحداث الفيلم تدور حول العلاقة بين فتاة يهودية هي "مالي"، وشاب فلسطيني هو "توفيق". وهي علاقة حب، يرغب الاثنان في تتويجها بالزواج، غير أن توفيق يعمل مع والده حسن في ورشة إصلاح السيارات التي يملكها "ريوفن" والد "مالي" وهو يهودي طيب، ويعمل فيها أيضا "مائير" شقيق مالي وهو يهودي "شرير" أي متعصب.
يستعد توفيق ومالي للهرب والزواج، ولكن تعصب مائير يؤدي إلى مشاجرة عنيفة مع توفيق الذي يسقطه أرضا فيقتله بطريق الخطأ. ويدخل توفيق السجن، حيث يقضي 9 سنوات. وتعترف مالي لوالديها بأنها حامل، لكنها تقول لهما إن الحمل نتيجة علاقة مع يهودي متزوج. وتنجب مالي ابنة هي شيران، يقومان بتربيتها، وتمر السنون، ويخرج توفيق من السجن لكي يبحث عن مالي التي لم تخبره بأنها أنجبت منه لكنها تلتقيه في نهاية الفيلم مع شيران، بما يوحي بأنهما سيقطعان معا طريقا جديدا ربما يكون أكثر سعادة.
هذا فيلم بسيط، مصنوع على طريقة الميلودراما التقليدية: أي من شخصيات من الأخيار والأشرار، إنه يصور كيف يعامل "مائير" العاملين الفلسطينيين: توفيق ووالده حسن، بغلظة وكراهية ونفور، بل ويمارس على توفيق، كونه شابا متفوقا في مهنته قياسا إليه، نوعا من العنصرية المقيتة أيضا في مقابل ذلك هناك شخصية صاحب الورشة "ريوفن" والد مائير ومالي، فهو طيب القلب إلى حد كبير، يبدو غير مهتم كثيرا بأصل العاملين في ورشته بل بمقدار ما يتمتعان به من كفاءة في العمل، بل إنه في مواقف عديدة بالفيلم، يقف ضد تعصب ابنه مائير ضدهما في أعقاب مشاجرة بين مائير وتوفيق، ثم يقوم بطرده من منزل الأسرة بعد أن يوجه إهانة إلى أمه أثناء تدخلها في مناقشة ما حدث.
التعقيدات الدخيلة على الفيلم تساهم في بطء الإيقاع، ولا تضيف أبعادا جديدة إلى تلك الشخصيات الخمس المسطحة القريبة من الصور النمطية، بل وتعد شخصية والدة مالي "أوزنات" شخصية زائدة عن الدراما، وتصبح في المشاهد التي تظهر فيها عبئا على الفيلم ونمطا مشتتا أيضا للمتفرج، فما المقصود بتصويرها أصغر كثيرا من زوجها أولا، وما المقصود ثانيا من إظهارها في صورة "مثيرة" جنسيا، تتلوى وتتخذ أوضاعا مغرية، بشكل مقحم تماما على الفيلم وموضوعه. وتقوم بدور الأم هنا الممثلة رونيت الكابيتز (يهودية من أصل مغربي)، وهي الممثلة التي تألقت من قبل في فيلم "زيارة الفرقة الموسيقية" The Bandit's Visit في دور "دينا" صاحبة المطعم.
الإيقاع العام للفيلم بطيء، بسبب عدم تطور الأحداث، والاستطرادات الكثيرة، خاصة في تكرار مشاهد تناول الطعام، وبدون نجاح في توصيل الفكرة المقصودة من وراء تلك المشاهد وهي انعدام التواصل بين أفراد الأسرة، فالحوار فيها بارد، عادي إلى درجة صرف الاهتمام.
ولا يتضح أثر مرور الزمن في الفيلم سواء على الفتاة مالي، أو على أمها أوزنات، أو على توفيق بعد خروجه من السجن الذي يقضي فيع تسع سنوات رغم أن جريمته هي القتل الخطأ.
ولا يبدو أن هناك معنى خاصا في الفيلم للمكان (يافا) فمعظم الأحداث يجري تصويرها في الداخل (مسكن الأسرة، أو الورشة)، وعندما تخرج المخرجة بالكاميرا إلى المدينة لا نكاد نلمح منها شيئا بسبب التصوير السريع من السيارة، وهي تنتقل إلى ضاحية رمات جان إحدى ضواحي تل أبيب التي يقطنها العرب لتصوير لقاء لميتم بين مالي وتوفيق، لكنها تكتفي بتصوير بضعة شباب يجلسون خارج مقهى على الرصيف يتجاذبون أطراف الحديث، كما تستخدم الموسيقى العربية بتكاسل وفي تكرار للنغمات بحيث تبدو خارج الفيلم.
ربما يكون أداء الممثل الفلسطيني محمود شلبي في دور توفيق هو الأداء الأفضل في هذا الفيلم بتلقائيته وردود فعله لكن الشخصية التي يقوم بها شخصية أحادية الجانب للضحية، بينما يعاني الفيلم من الأداء البارد الجاف الذي لا يضفي اي أبعاد على الشخصيات، وأبرز مثال على ذلك الممثلة دانا إفجي التي قامت بدور "مالي" فأداؤها لا يتطور بل يظل أحاديا من أول الفيلم إلى آخره، ولعل مرجع ذلك يعود إلى كون الشخصية التي تقوم بها مسطحة فاقدة لأي أبعاد، لدرجة أننا نبدأ في التساؤل: لماذا تتخذ هذه الفتاة الإسرائيلية "العادية للغاية" قرارا خطيرا من هذا النوع، بالارتباط بعلاقة عاطفية مع مواطن من "الدرجة الثانية" هو توفيق بل وتنجب منه أيضا وتخاطر بفقدان أسرتها ورد الفعل الغاضب من المجتمع.
المخرجة أرادت أن تقدم "المأزق" القائم في إسرائيل، ليس من خلال لمس الأوضاع والتناقضات السياسية الملتهبة القائمة هناك، بل من خلال دراما تقليدية تتركز حول فكرة ذلك الصراع المكتوم، ولكن في سياق لا يحقق أي تقدم في معالجة الموضوع، وبلا أي تأثير حقيقي على المتفرج في النهاية، فالمرء يخرج بعد انتهاء مشاهدة هذا الفيلم دون أن يزداد وعيه بالصراع، ودون أن تبقى في ذهنه أسئلة مقلقة من أي نوع، بل إن تلك "النهاية السعيدة" التي يجتمع خلالها شمل الأسرة بسبب تلك الإبنة- الرمز للتعايش المشترك تبدو بلا أي معنى.

عيون مفتوحة على اتساعها
فيلم "عيون مفتوحة على اتساعها" للمخرج حاييم تاباكمان، الذي يلعب على عنوان الفيلم الأخير لستانلي كوبريك، ربما تتمثل قيمته الوحيدة في أنه يتجرأ فيقتحم موضوعا يندرج في إطار "المسكوت عنه" في الثقافة اليهودية عموما، فيصور علاقة جنسية مثلية بين شابين داخل مجتمع اليهود الأرثوذوكس في إسرائيل.
أحد هؤلاء الشابين متزوج ولديه أربعة أبناء. وهو صاحب محل جزارة، وبعدما يموت والده ويجد نفسه وحيدا في المحل يرحب بالاستعانة بشاب ينتمي أيضا إلى نفس الطائفة، لمساعدته في العمل ويقوم بتعليمه كيف يقطع اللحم وكيف يزنه ويبيعه، وسرعان ما يقع الانجذاب بين الشابين، ثم الخطيئة المحرمة، ويتسلل الشك في نفس الزوجة، ثم تشعر الطائفة وحاخاماتها بما يجري، ويحاولون لفت نظر صاحبنا ويطلبون منه طرد هذا الشاب الغريب، لكنه لا يفعل. يصطحبه الخاحام معه إلى الصلاة ويحذره مما يمكن أن يتعرض له. لكنه لا يستجيب، فيتعرض لهجمات على محله من اليهود الغاضبين من دعاة الفضيلة، ثم يواجه أيضا الاستجواب أمام ما يعرف بشرطة الآداب بعد أن يبلغ أهل الحي عن سلوكه. لا تواجهه الزوجة مباشرة بما يفعله لكنها تتألم وتتعذب في صمت. إنها نموذج للزوجة والأم اليهودية التي تضحي بسعادتها الشخصية حفاظا على الأسرة. وبعد أن يتحمل الرجل كل أنواع الضغوط دون أن يستجيب للاستفزازات والاعتداءات كما لو كان "نبيا" يبشر بديانة جديدة في شعب يرفضه، تنتهي الضعوظ إلى النهاية المأساوية المتوقعة.
هذا فيلم لا يقول لنا شيئا، ولا يقدم أي أبعاد إنسانية من وراء تلك القصة التي تدور في أجواء اليهود الأثوذوكس، وتصوير منازلهم والشوارع الضيقة في الحي الذي يقطنون فيه، معابدهم ومحلاتهم وتقاليدهم كما لو كنا نشاهد فيلما من أفلام الدراسة البشرية لفصيل بشري معين anthropological فليس هناك أي مغزي اجتماعي أو سياسي يعبر مثلا عن رفض المجتمع المغلق أو فكرة التزمت الأخلاقي أو الاحتجاج عليها، ولا توجد أي ملامح خاصة إنسانية داخل مؤسسة الزواج تدفع إلى البحث عن تلك "العلاقة الأخرى". إنه باختصار ليس فيلما عن التمرد بل المقصود فقط تقديم صورة مثيرة غريبة تتناقض مع ما هو قائم على السطح، لإثارة خيال المتفرج.
أما على الصعيد السينمائي فهناك إيقاع شديد البطء حد الملل، وموسيقى متكررة مفتعلة، وإضاءة خافتة قد تناسب تلك الأجواء القاتمة الكئيبة التي يصورها، وتمثيل أحادي سطحي لأن العلاقة بين الشابين في الفيلم هي بوضوح علاقة جسدية أساسها الشهوة بل ولا يوجد أي حوار من أي نوع يعكس الجوانب الإنسانية المرهفة داخل هذين الشابين، بل نرى أنهما يندفعان نحو تلك العلاقة بقوة غامضة، وكأنه لقاء قدري بينهما من أجل الحصول على المتعة حتى لو كان الثمن هو الموت. "هيون مغتوحة على اتساعها" لا يفتح أي أفق للرؤية أمام المشاهد. إنه أقرب إلى أفلام التقاليع "الليبرالية" الإسرائيلية التي تريد أن تقول للعالم إن إسرائيل ليست مجتمعا "دينيا" متزمتا يخظر تصوير العلاقات المحظورة، بل يمكن أن تخرج منه أيضا أفلام الشذوذ الجنسي والعلاقات المحرمة المجسدة بوضوح.. ولا أظن أن هذا في حد ذاته" هدف عظيم!

"عجمي"
قيل كلام كثير عن فيلم "عجمي" Ajami ، واحتفي به البعض باعتباره أول فيلم يشترك في إخراجه مخرج اسرائيلي يهودي هو يارون شاني، ومخرج فلسطيني (ممن يطلق عليهم عرب إسرائيل) هو اسكندر قبطي. وقد اختتم به برنامج نصف شهر المخرجين الذ يصح أن نطلق عليه "مهرجان" فهو حدث كبير منفصل تماما عن المهرجان الرسمي في كان، وتنظمه نقابة المخرجين الفرنسيين.
سر الاهتمام الكبير الذي تبدى أيضا في التنويه بالفيلم من جانب إحدى لجان التحكيم في "كان" أنه يتغلغل في حياة مجموعات بشرية متنوعة (إذا جاز التعبير) داخل إسرائيل ويحاول رصد التناقضات الكامنة فيما بينها والتي يمكن أن تنفجر في أي لحظة.
هناك شخصيات من البدو العرب أو الفلسطينيين، ومن الفلسطينيين في إسرائيل، القادمين من خارج إسرائيل تسللا، ومن المسيحيين الفلسطينيين، واليهود الإسرائيليين، يجمع بينهم جميعا أنهم يقطنون حي "العجمي" أحد أحياء مدينة يافا، المعروف بانتشار الجريمة وتجارة المخدرات فيه، أو بالأحرى بإيوائه العناصر التي تتعامل مع الجريمة والمخدرات.
أكثر من أربعين دقيقة منذ بداية الفيلم ربما تكون أهم وأفضل ما فيه على الإطلاق، نرى فيها تصويرا مكثفا ودقيقا وباستخدام عشرات الأشخاص من البدو في لقطات قريبة ومشاهد صاخبة بالحركة والشجار والنقاش المتفجر، على طريقة السينما الوثائقية أو منهج "سينما الحقيقة"، وبدون أدنى شعور بوجود الكاميرا التي تنجح في اقتناص الأداء التلقائي الممتد من ممثلين معظمهم من غير المحترفين بل من الأهالي. ولعل التدريبات التي استغرقت عشرة أشهر مع الأشخاص الذي استعين بهم للظهور في هذا الفيلم وراء تلك الدقة الفوتوغرافية في سواء في الصورة أو في الحوار.
والمدخل إلى الموضوع أو بالأحرى إلى هذا الفصل الأول، جريمة قتل بشعة باطلاق الرصاص في عز الظهر، يروح ضحيتها شخص يقطن الحي لكنه لم يكن المقصود بالقتل بل قتل نتيجة خطأ من القاتل الذي كان يستهدف رجلا آخر من العائلة نفسها في إطار الانتقام لمقتل رجل من تلك القبيلة التي انطلقت من عقالها كغول متوحش، تسعى الآن للانتقام، والتي أعلنت الحرب على عائلة المعتدي الأصلي.
وهنا يدخل الشاب "عمر" إلى بؤرة الحدث فهو يسعى لإنقاذ عمه من الموت الذي يترقبه انتقاما، ووقف تلك السلسلة الرهيبة من القتل التي تعتزم قبيلة البدو ارتكابها. ويستقر الأمر على ضرورة دفع مبلغ من المال يصل إلى أكثر من 40 ألف دولار مقابل شطب قرار القتل. ويصبح لا حل أمام عمر سوى الانغماس في بيع المخدرات من أجل تدبير المبلغ.

من جهة أخرى هناك "مالك" المتسلل إلى يافا من غزة، والذي يعمل سرا في مطعم يملكه فلسطيني في العجمي، وهو يرتبط بعلاقة حب مع فتاة مسيحية تعمل معه، دون أي أمل في الزواج بسبب التوتر الذي يمكن أن ينشأ من العلاقة بين مسلم ومسيحية.
وهناك "بينج" (الذي يقوم بدوره اسكندر قبطي) وهو فلسطيني يرتبط بعلاقة حب مع يهودية ويعتزم الفرار معها من "العجمي" لكي يتزوجا. أصدقاؤه يعارضون قراره هذا، ويجد هو نفسه في مأزق عندما يقتل شقيقه يهوديا في مشاجرة بينهما في الحي طعنا بالسكين، ويهرب تاركا وراءه حقيبة من المخدرات.
وهناك ضابط الشرطة الاسرائيلي الذي اختفى شقيقه في ظروف غامضة، غالبا أيضا لعلاقته بعالم المخدرات وهو على استعداد لتجاوز كل القوانين من أجل الوصول إلى شقيقه واستعادته.
هذه الشخصيات التي يقدمها الفيلم من خلال فصول متفرقة لا تلتزم بوحدة الزمان بل بوحدة المكان فقط، يسعى بعد ذلك قبيل النهاية إلى الربط بينها لتقديم صورة لمأزق الوضع الراهن داخل المجتمع الإسرائيلي.
ولكن هل هذا هو حقا "المجتمع الإسرائيل، أو هل يمكن اعتبار "العجمي" صورة مصغرة "ميكروكوزم" لإسرائيل كلها؟
لا أظن أن هذا مقصد الفيلم الأساسي بل إن مقصده هو تصوير استحالة "التعايش" في ظل الأوضاع القائمة، لكنه يبتعد كثيرا عن الجوانب السياسية المباشرة التي تؤكد تلك الاستحالة، ويتجه لإلقاء اللوم على الناس أنفسهم وليس على السياسات، بل ويشعر المتفرج وهو يتابع الـ40 دقيقة الأولى منه أنه يشاهد فيلما "انثروبولوجيا" عن بدو إسرائيل العرب المنغمسين في الثأر وعمليات القتل بدون رحمة، والابتزاز من أجل الحصول على المال، وكيف يناقشون بالتفصيل موضوع "الفدية" بدم بارد، بينما يبدو القتل عندهم أمر طبيعي يرتكبونه دون أدنى شعور بالشفقة، والشيء الوحيد الذي يمكنه وقف القتل هو المال.
من الناحية السياسية إذن هناك "انحراف" مقصود عن التوجه السياسي الرئيسي الذي يغذي العنصرية والصراع والتوتر بين الجيران داخل الحي الواحد، بل ينحى باللائمة على النمط المتخلف في العلاقات بين الطوائف نفسها، وهو ما قد يكون صحيحا إلا أنه ليس المسؤول عن تلك الحالة العصابية التي أصابت الجميع داخل ذلك المجتمع المصغر.
من الناحية الأخرى، الدرامية، لا ينجح الفيلم في جذب المتفرج بسبب افتقاده للحبكة أو للعلاقة الواضحة بين الشخصيات والأحداث من البداية، فهذه العلاقة لا نصل إليها، سوى في المشاهد الأخيرة من الفيلم، وبصورة ليست متماسكة، وفي سياق مترهل يسقط إيقاعه في الرتابة والبطء، ويعاني من الثرثرة.
وهناك أيضا الكثير من الاستطرادات التي يغري بها التوغل داخل تلك المجتمعات (البدو بشكل خاص)، والتكرار، والاهتمام بالجانب التوثيقي أو الوثائقي على حساب الجانب الدرامي، وهو ما يجعل الفيلم رغم قوة تصويره، نسيجا غير مترابط، يمكن اقتطاع نحو نحو نصف ساعة منه دون أن نفقد شيئا بل ربما يصبح أكثر انضباطا، إذا أراد صانعوه له أن يصل للمتفرج دون أن يرهقه، خاصة وأن مصير فيلم كهذا سيكون على الأغلب، العرض على شاشات التليفزيون الأوروبية والأمريكية.
((تحذير: جميع الحقوق محفوظة))

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger