مر الأسبوع الأول من مهرجان كان والمسابقة تكشف يوما بعد يوم عن كارثة تلو أخرى، أو على الأقل، لا تكشف لنا عن التحف التي كنا ننتظرها، وهو ما يجعلنا نقول إن الاختيارات هذا العام لم تكن موفقة.
فمن بين 19 فيلما عرض حتى الآن 9 أفلام ليس بينها سوى فيلم مايك لي "عام آخر" والفيلم الاسباني المكسيكي "جميل" لجونزاليس، من الأفلام التي "فيها أمل" لكنها أقل من أن نعتبرها من "التحف" السينمائية. ولاشك أن اختيار أفلام مثل "الغضب" لتاكيشي كيتانو، و"في الترحال" الفرنسي لماتيو أمالريك، و"تشونج كينج بلوز" وغيرها، لم يكن موفقا، كما لم يكن اختيار فيلم "رجل يصرخ" للمخرج التشادي محمد صالح هارون موفقا وكان الفيلم جديرا بالعرض في قسم "نظرة خاصة".. بل يمكنني القول أيضا أن "أمير مونبنسييه" الفرنسي لتافرنييه لا يرقى للتسابق في كان رغم ولع عدد من النقاد الفرنسيين به وترشيحهم له لنيل جائزة الإخراج، لكني وجدته مليئا بالحشو والتفصيل التاريخية اتي تتعلق بتقاليد البلاط الفرسي في القرون الغابرة، ووجدت حبكته فيها الكثير من التكرار والضرب على نفس النغمة والابتعاد عن التركيز الذي كان مفترضا على شخصية راعي الأميرة ومرشدها (النبيل الذي يحبها في صمت لكنه لا يحلم بأن ينال حبها) بل ويساعدها في تحقيق أحلامها مع الحبيب المنتظر رغم علمه بهدم اخلاصه لها، ولكن الفيلم انحرف في اتجاه ادخال الكثير من الشخصيات الأخرى، والتباري على نيل قلب الأميرة، وافتعل مبارزات لا تتم، وحروب لا معنى لها، وتطويل في مشاهد لا معنى لها مثل مشهد استقبال الملكة للأميرة وغيره. وعموما هذا النوع من الدرامات التاريخية لا يجيد الفرنسيون صنعه باستثناء وحيد هو فيلم "سيرانو دي برجراك" لأنهم يميلون إلى توجيهه لأنفسهم بتفاصيل لا تهم أحدا غيرهم.
وكان فيلم "أورورا" يستحق أن يدخل المسابقة، كما كان يستحق في رأيي الفيلم الوثائقي العظيم "العملية من الداخل" Inside Job لكنه استبعد خارجها ربما لأنه ليس من اخراج مايكل مور فقد استبعد رغم أنه يتجاوز فيلم "الرأسمالية قصة حب" لمور، وعن الموضوع نفسه، أي أزمة الوضع الاقتصادي العالمي والمتسببين فيها من مجرمي السياسة الأمريكية.
لازلنا بالطبع في انتظار فيلم رشيد بوشارب "الخارجون عن القانون" وهو كما يجب أن نؤكد، فيلما فرنسيا مصنوع بإرادة فرنسية وتمويل فرنسي، الذي حصل على تمويل وامكانيات هائلة لاعادة تجسيد المذابح التي راح ضحيتها الآلاف من الجزائريين في 1945 بعد اعلان نهاية الحرب العالمية الثانية، والمطالبة الشعبية الجزائرية بالاستقلال الفوري حسب وعود فرنسا. وجاء التمويل بنسبة كبيرة من فرنسا، مع مشاركة انتاجية (3 مليون دولار) من المنتج التونسي طارق بن عمار، و4 مليون دولار من الحكومة الجزائرية وشركة النفط الجزائرية، والباقي وهو 13 مليون دولار جاءت من الشركات الفرنسية. وعموما المؤسسة الفرنسية تقبل النقد والجدل حول قضايا التاريخ، كما قبلت عام 2006 الطرح التاريخي حول دور المقاتلين من بلدان المغرب العربي في صفوف القوات الفرنسية في الحرب العالمية الثانية.
ولازلنا أيضا في انتظار الفيلم الأمريكي الوحيد في المسابقة "لعبة عادلة"، والفيلم الفرنسي "بشر وآلهة" وله صلة أيضا بالإرهاب القادم من الجزائر إلى فرنسا تحت ستار التأسلم.
كما لم يعرض بعد الفيلم البريطاني الثاني في المسابقة "الطريق الأيرلندي" لكن لوتش الذي ربما يحمل مفاجأة ثقيلة العيار من مخرج معروف بانتزاع الجوائز في كان.
وأنا شخصيا أيضا في انتظار الفيلم الروسي "حرقته الشمس 2" للمخرج الروسي الكبير نيكيتا ميخالكوف بعد أن كان الفيلم الأول أو الجزء الأول من الفيلم قد هزني بقوة قبل نحو خمسة عشر عاما. وغدا نعود ونرى.. فإل اللقاء.
فمن بين 19 فيلما عرض حتى الآن 9 أفلام ليس بينها سوى فيلم مايك لي "عام آخر" والفيلم الاسباني المكسيكي "جميل" لجونزاليس، من الأفلام التي "فيها أمل" لكنها أقل من أن نعتبرها من "التحف" السينمائية. ولاشك أن اختيار أفلام مثل "الغضب" لتاكيشي كيتانو، و"في الترحال" الفرنسي لماتيو أمالريك، و"تشونج كينج بلوز" وغيرها، لم يكن موفقا، كما لم يكن اختيار فيلم "رجل يصرخ" للمخرج التشادي محمد صالح هارون موفقا وكان الفيلم جديرا بالعرض في قسم "نظرة خاصة".. بل يمكنني القول أيضا أن "أمير مونبنسييه" الفرنسي لتافرنييه لا يرقى للتسابق في كان رغم ولع عدد من النقاد الفرنسيين به وترشيحهم له لنيل جائزة الإخراج، لكني وجدته مليئا بالحشو والتفصيل التاريخية اتي تتعلق بتقاليد البلاط الفرسي في القرون الغابرة، ووجدت حبكته فيها الكثير من التكرار والضرب على نفس النغمة والابتعاد عن التركيز الذي كان مفترضا على شخصية راعي الأميرة ومرشدها (النبيل الذي يحبها في صمت لكنه لا يحلم بأن ينال حبها) بل ويساعدها في تحقيق أحلامها مع الحبيب المنتظر رغم علمه بهدم اخلاصه لها، ولكن الفيلم انحرف في اتجاه ادخال الكثير من الشخصيات الأخرى، والتباري على نيل قلب الأميرة، وافتعل مبارزات لا تتم، وحروب لا معنى لها، وتطويل في مشاهد لا معنى لها مثل مشهد استقبال الملكة للأميرة وغيره. وعموما هذا النوع من الدرامات التاريخية لا يجيد الفرنسيون صنعه باستثناء وحيد هو فيلم "سيرانو دي برجراك" لأنهم يميلون إلى توجيهه لأنفسهم بتفاصيل لا تهم أحدا غيرهم.
وكان فيلم "أورورا" يستحق أن يدخل المسابقة، كما كان يستحق في رأيي الفيلم الوثائقي العظيم "العملية من الداخل" Inside Job لكنه استبعد خارجها ربما لأنه ليس من اخراج مايكل مور فقد استبعد رغم أنه يتجاوز فيلم "الرأسمالية قصة حب" لمور، وعن الموضوع نفسه، أي أزمة الوضع الاقتصادي العالمي والمتسببين فيها من مجرمي السياسة الأمريكية.
لازلنا بالطبع في انتظار فيلم رشيد بوشارب "الخارجون عن القانون" وهو كما يجب أن نؤكد، فيلما فرنسيا مصنوع بإرادة فرنسية وتمويل فرنسي، الذي حصل على تمويل وامكانيات هائلة لاعادة تجسيد المذابح التي راح ضحيتها الآلاف من الجزائريين في 1945 بعد اعلان نهاية الحرب العالمية الثانية، والمطالبة الشعبية الجزائرية بالاستقلال الفوري حسب وعود فرنسا. وجاء التمويل بنسبة كبيرة من فرنسا، مع مشاركة انتاجية (3 مليون دولار) من المنتج التونسي طارق بن عمار، و4 مليون دولار من الحكومة الجزائرية وشركة النفط الجزائرية، والباقي وهو 13 مليون دولار جاءت من الشركات الفرنسية. وعموما المؤسسة الفرنسية تقبل النقد والجدل حول قضايا التاريخ، كما قبلت عام 2006 الطرح التاريخي حول دور المقاتلين من بلدان المغرب العربي في صفوف القوات الفرنسية في الحرب العالمية الثانية.
ولازلنا أيضا في انتظار الفيلم الأمريكي الوحيد في المسابقة "لعبة عادلة"، والفيلم الفرنسي "بشر وآلهة" وله صلة أيضا بالإرهاب القادم من الجزائر إلى فرنسا تحت ستار التأسلم.
كما لم يعرض بعد الفيلم البريطاني الثاني في المسابقة "الطريق الأيرلندي" لكن لوتش الذي ربما يحمل مفاجأة ثقيلة العيار من مخرج معروف بانتزاع الجوائز في كان.
وأنا شخصيا أيضا في انتظار الفيلم الروسي "حرقته الشمس 2" للمخرج الروسي الكبير نيكيتا ميخالكوف بعد أن كان الفيلم الأول أو الجزء الأول من الفيلم قد هزني بقوة قبل نحو خمسة عشر عاما. وغدا نعود ونرى.. فإل اللقاء.
1 comments:
تحياتى أستاذ أمير على المتابعة والنقد المثمران , بعض الانطباعات والأسئلة :
من قرائتى يبدو أن (كان دوما) , محل انبهار للمتابعين - ساءت اختياراته أم تحسنت - للمهرجان دوما (زباءنه) من السينمائيين الذىن يضفون عليه الرونق الخاص.
وجود رشيد بو شارب فى المهرجان قد لا ينبئ عن الوجود الجزائرى كما الحال مع الراحل (حامينا) مثلا - الذى لم يسعفنى الحظ لمتابعته بعد - لكن ألا يمكن الاعتداد بانتماء صانعه المشترك ثقافيا , كان الحال كذلك مع نهر لندن , وبلديون. وكذلك الحال مع غيره ( ايليا سليمان - يسرى نصر الله , وأيضا الراحل شاهين) ؟
جودار , أنتظره بشده فأنا لم أبدأ بالاطلاع على هذا الساحر الا مع بداية العام , ..
بالنسبة لأوليفييرا فضلا عن اندهاشى من استمراريته المذهلة. هناك اندهاشى من وجود تمويل يسمح له بانجاز هذا الكم من الأفلام..
بمناسبة القذافى . سمعت من صديق حضرتك العزيز فى القاهرة , الذى نمت علاقتى به منذ التقينا على مقهى المجلس الأعلى للثقافة تلك المرة , عن واقعة حلوله - القذافى - على الصحراء الغربية طلبا فى الزواج من احدى بنات سيوة , وعن اجابتهم بتفضيلهم تزويجها لكلب على أن يكون البديل عربيا.. لعل العقيد غاضب على عدم ترقيته الى لواء قبل اعتزال الخدمة.
عمر منجونة
إرسال تعليق