في تقديري الشخصي أن فيلم "عن الآلهة والبشر" الفرنسي لزافييه بوفواه هو الفيلم الأفضل حتى الآن من بين أفلام المسابقة، يليه فيلم إيناريتو "جميل".
الفيلم الأول يجسد تفاصيل العلاقة بين مجموعة من الرهبان الكاثوليك في دير بقرية جبلية بالجزائر، وبين سكان تلك القرية، في معالجة شفافة رقيقة، تمهيدا للحدث الذي تعرفه جميعا أي تعرض الدير في التسعينيات لاعتداء من جانب أفراد ينتمون إلى ما يعرف بالجماعة الاسلامية المسلحة في الجزائر واختطاف الرهبان (أو معظمهم) وإعدامهم بدون أي مبرر رغم ما يقدمونه من أعمال الخير للمحيط السكاني الذي يقيمون في إطاره.
فيلم لا يدين ولا يبريء، لا يشوه دينا لحساب دين، بل على العكس يعد من أكثر الأفلام التي تعاملت باحترام وتقدير كبيرين مع الدين الإسلامي.
إنه فيلم عن حالة الجنون التي وصلنا إليه الآن بسبب الهوس بالفكرة الدينية. فيلم لا ينبغي أن يثير غضب أحد بل على العكس تماما، فهو يجب أن يثير التعاطف مع أولئك الذين اختاروا البقاء ومواجة الأقدار بكل ما تأتي به، على التخلي عن مهمتهم والهرب مفضلين النجاة بأنفسهم في الأرض.
هذا فيلم عميق في فلسفته الإيمانية، بديع وخلاب في تصميم مشاهده ولقطاته. وسأكتب عنه تفصيلا بعد أن ينتهي مولد مهرجان كان.
"جميل"
أما فيلم إيناريتو، فهو لا يبتعد فلسفيا عن فيلمنا هذا، في كونه ايضا يصور التدهور الذي بلغه عالمنا حاليا، قمع الإنسان للإنسان، النزول إلى الدرك الأسفل، ومع ذلك القدرة على الاحتفاظ من الداخل، بنوع من البراءة والقيم الروحانية. هذا التناقض يجسده ايناريتو المخرج المؤلف، من خلال بطله الفردي (الذي يجسده خافيير بارديم) كرجل يعيش على استغلال الآخرين ولكنه يبدأ في صحوة ضمير ويقظة روحية شاملة تعيد إليه إنسانيته عندما يدرك أنه قد أصبح مقضي عليه بعد ن يعلم باصابته بمرض السرطان الذي تمكن منه.
إنه فيلم عن الحياة في مواجهة الموت، عن الأب الذي يريد أن يستعيد أبوته، وأن يعوض ما فاته ولكن الوقت لم يعد متاحا أمامه، بل والأسوأ أيضا أنه وهو في سبيله إلى انقاذ الروح المعذبة، يتسبب في مقتل 25 إنسانا من الأبرياء الباحثين عن فرصة للتنفس والعيش في عالم تمزقه التناقضات.
أداء بارديم التمثيلي من أفضل ما شاهدنا حتى الآن وربما ينال عن دوره هنا جائزة أحسن ممثل.
هناك مشكلة واحدة فقط وهي مشكلة أراها كبيرة، تتمثل في صعوبة ضمان التعاطف من طرف المشاهدين مع شخصية بمثل هذه الخلفية الرديئة، شخصية واقعة في مستنقع الرزايا البشرية، تتعيش من استغلال الآخرين، كيف يمكننا أن نغتفر لها الأعذار. لا أدري. هذه النقطة عموما بدت محيرة لي.
الفيلم الأول يجسد تفاصيل العلاقة بين مجموعة من الرهبان الكاثوليك في دير بقرية جبلية بالجزائر، وبين سكان تلك القرية، في معالجة شفافة رقيقة، تمهيدا للحدث الذي تعرفه جميعا أي تعرض الدير في التسعينيات لاعتداء من جانب أفراد ينتمون إلى ما يعرف بالجماعة الاسلامية المسلحة في الجزائر واختطاف الرهبان (أو معظمهم) وإعدامهم بدون أي مبرر رغم ما يقدمونه من أعمال الخير للمحيط السكاني الذي يقيمون في إطاره.
فيلم لا يدين ولا يبريء، لا يشوه دينا لحساب دين، بل على العكس يعد من أكثر الأفلام التي تعاملت باحترام وتقدير كبيرين مع الدين الإسلامي.
إنه فيلم عن حالة الجنون التي وصلنا إليه الآن بسبب الهوس بالفكرة الدينية. فيلم لا ينبغي أن يثير غضب أحد بل على العكس تماما، فهو يجب أن يثير التعاطف مع أولئك الذين اختاروا البقاء ومواجة الأقدار بكل ما تأتي به، على التخلي عن مهمتهم والهرب مفضلين النجاة بأنفسهم في الأرض.
هذا فيلم عميق في فلسفته الإيمانية، بديع وخلاب في تصميم مشاهده ولقطاته. وسأكتب عنه تفصيلا بعد أن ينتهي مولد مهرجان كان.
"جميل"
أما فيلم إيناريتو، فهو لا يبتعد فلسفيا عن فيلمنا هذا، في كونه ايضا يصور التدهور الذي بلغه عالمنا حاليا، قمع الإنسان للإنسان، النزول إلى الدرك الأسفل، ومع ذلك القدرة على الاحتفاظ من الداخل، بنوع من البراءة والقيم الروحانية. هذا التناقض يجسده ايناريتو المخرج المؤلف، من خلال بطله الفردي (الذي يجسده خافيير بارديم) كرجل يعيش على استغلال الآخرين ولكنه يبدأ في صحوة ضمير ويقظة روحية شاملة تعيد إليه إنسانيته عندما يدرك أنه قد أصبح مقضي عليه بعد ن يعلم باصابته بمرض السرطان الذي تمكن منه.
إنه فيلم عن الحياة في مواجهة الموت، عن الأب الذي يريد أن يستعيد أبوته، وأن يعوض ما فاته ولكن الوقت لم يعد متاحا أمامه، بل والأسوأ أيضا أنه وهو في سبيله إلى انقاذ الروح المعذبة، يتسبب في مقتل 25 إنسانا من الأبرياء الباحثين عن فرصة للتنفس والعيش في عالم تمزقه التناقضات.
أداء بارديم التمثيلي من أفضل ما شاهدنا حتى الآن وربما ينال عن دوره هنا جائزة أحسن ممثل.
هناك مشكلة واحدة فقط وهي مشكلة أراها كبيرة، تتمثل في صعوبة ضمان التعاطف من طرف المشاهدين مع شخصية بمثل هذه الخلفية الرديئة، شخصية واقعة في مستنقع الرزايا البشرية، تتعيش من استغلال الآخرين، كيف يمكننا أن نغتفر لها الأعذار. لا أدري. هذه النقطة عموما بدت محيرة لي.
0 comments:
إرسال تعليق