الجمهور داخل مجمع باثيه
الطقس في روتردام ليس باردا كما اعتدنا في السنوات السابقة.. أي أنه بارد ولكن ليس إلى حد التجمد بل محتمل إلى حد ما.
جمهور المدنية في حالة احتفال كبير بالسينما والأفلام كعادته. زحام شديد على قاعات العرض وهي أساسا مجمع شاشات باتيه Pathe (8 قاعات)، وسينيراما (6 قاعات) وفنستر (4 قاعات) بالاضافة بالطبع إلى دار سينما الأقصر وهي دار فخمة كلاسيكية من الزمن الماضي الجميل.. زمن الأصالة وتقدير السينما باعتبارها فنا له قيمة المسرح وليس مجرد سلعة يمكن تعليبها في قاعات صغيرة (تيك أواي) على الطريقة الأمريكية التي حولت دور العرض إلى علب لتلقي الأفلام شبيهة بالعرض التليفزيوني وأفقدتها أهم ميزة فيها وهي التوحد مع المجموع خلال "طقس" المشاهدة الجماعية.
وليس معنى كلامي هذا أن قاعات مجمع باثيه مثلا ضيقة كلها، هناك اثنتان أو ثلاثة ضيقة نسبيا أما القاعات الأخرى فهي معقولة المساحة جدا مقارنة بما نراه اليوم في أماكن أخرى.
المهم أن ملامح المهرجان بدأت تتضح مع وفود الكثير من السينمائيين والباحثين عن شراء الأفلام وعقد صفقات التوزيع والإنتاج المشترك إلى المدينة التي تموج بالحياة رغم برد الشتاء.
دورة هذا العام التي يتولاها بالكامل وبحرية كاملة المدير الجديد للمهرجان روتجر ولفسون (كان قد تولى الادارة العام الماضي متأخرا وورث بالتالي حصيلة المديرة السابقة وكانت حصيلة جيدة ولكن تعبر عن فكرها وليس عن ابتكاراته الشخصية ومنها عرض 3 الأفلام على واجهات أكبر ثلاث بنايات في المدينة في تجربة تعد الأولى من نوعها وبتركيز خاص على "الحجم"!).
ولعل من ملامح التغيير أيضا تقليل عدد الأقسام الرئيسية للمهرجان إلى ثلاثة فقط تنحصر في الأقسام التالي: "المستقبل المشرق" للمواهب السينمائية الجديدة وتشمل أيضا أفلام المسابقة، و"سبكتروم" أو المجال أو الفضاء ويشمل عرض
مجموعة كبيرة من الافلام لسينمائيين اتضحت ملامحهم وأصبحت بصماتهم واضحة في السينما العالمية. وثالثا قسم "اشارات" الذي يشمل "ثيمات" معينة سواء حول المواضيع أو الأشكال.
ومن الملامح الجديدة أيضا أن النشرة اليومية "يومية النمر" كما يطلق عليها، التي كانت تصدر باللغة الهولندية باستثناء صفحتين بالإنجليزية أصبحت أكبر في حجمها (32 صفحة) منها 10 صفحات بالانجليزية.
عروض فيلم "مليونير فقير الأصل" أو Slumdog Millionaire بيعت كل تذاكرها مسبقا في اقبال مرعب يجسد حجم الدعاية الهائلة التي اكتسبها فجأة المخرج البريطاني داني بويل الذي ظل في الظل منذ فيلمه الطليعي الجرئ "رصد القطارات" Trainspotting الذي شاهدناه في دورة مهرجان كان 1996.. وكان اكتشافا جيدا لمخرج شاب يتطلع إلى المجد، غير أنه سرعان من ذهب طي النسيان، إلى أن عاد بفيلم يبدو "هنديا" أكثر منه بريطانيا، وإن كنت أحتفظ بتقييمي الحقيقي له بعد أن أشاهده.. ولن يكون هذا في روتردام بالتأكيد بل بعد عودتي إلى لندن!
لاشك أن الذين ينظمون المهرجانات في بلادنا في موسم الطقس الجميل ويتاجرون بكل ما هو سياحي لجذب "الزبون"، سيشعرون بالغيرة والحسد من تألق مهرجان روتردام رغم ابتعاده عن كل هذه النواحي وتركيزه الأساسي على الفن السينمائي والصناعة السينمائية سواء بسواء، وسبب الحسد سيعود بلا شك إلى ما يتمتع به المهرجان من جمهور محب بحق للسينما ولاكتشاف الجديد فيها عاما وراء عام. هذا الجمهور الذي أصبح مفقودا أو غائبا عن معظم ما يقام من مهرجانات في العالم العربي (قرطاح بالتأكيد استثناء خاص حسب ما أعلم).
الطقس في روتردام ليس باردا كما اعتدنا في السنوات السابقة.. أي أنه بارد ولكن ليس إلى حد التجمد بل محتمل إلى حد ما.
جمهور المدنية في حالة احتفال كبير بالسينما والأفلام كعادته. زحام شديد على قاعات العرض وهي أساسا مجمع شاشات باتيه Pathe (8 قاعات)، وسينيراما (6 قاعات) وفنستر (4 قاعات) بالاضافة بالطبع إلى دار سينما الأقصر وهي دار فخمة كلاسيكية من الزمن الماضي الجميل.. زمن الأصالة وتقدير السينما باعتبارها فنا له قيمة المسرح وليس مجرد سلعة يمكن تعليبها في قاعات صغيرة (تيك أواي) على الطريقة الأمريكية التي حولت دور العرض إلى علب لتلقي الأفلام شبيهة بالعرض التليفزيوني وأفقدتها أهم ميزة فيها وهي التوحد مع المجموع خلال "طقس" المشاهدة الجماعية.
وليس معنى كلامي هذا أن قاعات مجمع باثيه مثلا ضيقة كلها، هناك اثنتان أو ثلاثة ضيقة نسبيا أما القاعات الأخرى فهي معقولة المساحة جدا مقارنة بما نراه اليوم في أماكن أخرى.
المهم أن ملامح المهرجان بدأت تتضح مع وفود الكثير من السينمائيين والباحثين عن شراء الأفلام وعقد صفقات التوزيع والإنتاج المشترك إلى المدينة التي تموج بالحياة رغم برد الشتاء.
دورة هذا العام التي يتولاها بالكامل وبحرية كاملة المدير الجديد للمهرجان روتجر ولفسون (كان قد تولى الادارة العام الماضي متأخرا وورث بالتالي حصيلة المديرة السابقة وكانت حصيلة جيدة ولكن تعبر عن فكرها وليس عن ابتكاراته الشخصية ومنها عرض 3 الأفلام على واجهات أكبر ثلاث بنايات في المدينة في تجربة تعد الأولى من نوعها وبتركيز خاص على "الحجم"!).
ولعل من ملامح التغيير أيضا تقليل عدد الأقسام الرئيسية للمهرجان إلى ثلاثة فقط تنحصر في الأقسام التالي: "المستقبل المشرق" للمواهب السينمائية الجديدة وتشمل أيضا أفلام المسابقة، و"سبكتروم" أو المجال أو الفضاء ويشمل عرض
مجموعة كبيرة من الافلام لسينمائيين اتضحت ملامحهم وأصبحت بصماتهم واضحة في السينما العالمية. وثالثا قسم "اشارات" الذي يشمل "ثيمات" معينة سواء حول المواضيع أو الأشكال.
ومن الملامح الجديدة أيضا أن النشرة اليومية "يومية النمر" كما يطلق عليها، التي كانت تصدر باللغة الهولندية باستثناء صفحتين بالإنجليزية أصبحت أكبر في حجمها (32 صفحة) منها 10 صفحات بالانجليزية.
عروض فيلم "مليونير فقير الأصل" أو Slumdog Millionaire بيعت كل تذاكرها مسبقا في اقبال مرعب يجسد حجم الدعاية الهائلة التي اكتسبها فجأة المخرج البريطاني داني بويل الذي ظل في الظل منذ فيلمه الطليعي الجرئ "رصد القطارات" Trainspotting الذي شاهدناه في دورة مهرجان كان 1996.. وكان اكتشافا جيدا لمخرج شاب يتطلع إلى المجد، غير أنه سرعان من ذهب طي النسيان، إلى أن عاد بفيلم يبدو "هنديا" أكثر منه بريطانيا، وإن كنت أحتفظ بتقييمي الحقيقي له بعد أن أشاهده.. ولن يكون هذا في روتردام بالتأكيد بل بعد عودتي إلى لندن!
لاشك أن الذين ينظمون المهرجانات في بلادنا في موسم الطقس الجميل ويتاجرون بكل ما هو سياحي لجذب "الزبون"، سيشعرون بالغيرة والحسد من تألق مهرجان روتردام رغم ابتعاده عن كل هذه النواحي وتركيزه الأساسي على الفن السينمائي والصناعة السينمائية سواء بسواء، وسبب الحسد سيعود بلا شك إلى ما يتمتع به المهرجان من جمهور محب بحق للسينما ولاكتشاف الجديد فيها عاما وراء عام. هذا الجمهور الذي أصبح مفقودا أو غائبا عن معظم ما يقام من مهرجانات في العالم العربي (قرطاح بالتأكيد استثناء خاص حسب ما أعلم).
1 comments:
قرطاج و مراكش كذلك "مهرجان مراكش المغرب" .
بالنسبة لفيلم "المليونير المتشرد" فلا شك أنه أفضل فيلم لسنة 2008 وبدون أي جدال ، وأنا شاهدته "ليس في السينما طبعا ، بل عن طريقة الترونت " وفي الحقيقة يستحق أن يتربع على أي جائزة وفي أي مهرجان وسيأخذ الأوسكار بكل تأكيد بعد أن أخذ الدب .
بالنسبة للبرد فقد ذهب من عندهم وجاء عندنا ، فشخصيا أول مرة في الرباط أشعر بموجة برد كهذه .
شكرا على التغطية ودمت بخير .
إرسال تعليق