من الفيلم الإيراني "كن هادئا وعد إلى سبعة"
الأفلام "العربية" أو الناطقة بالعربية أو التي أخرجها مخرجون من العالم العربي (قل ما تشاء فأنا لم أعد قادرا على استخدام التعبير الصحيح فالأشياء تتغير يوميا) ليست بوفرة ما كان متاحا هنا العام الماضي والأعوام السابقة.
ما السبب؟ هل هي سياسة المدير الجديد للمهرجان روتجر ولفسون؟
الصديق انتشال التميمي المسؤول عن اقتراح واختيار الأفلام العربية ينفي ذلك ويقول إن المدير الجديد لا يتمتع بالخبرة وبالتالي فالأمر في معظمه، في أيدي مجموعة المبرمجين الذين يمكنهم فرض ما يريدونه عليه لأنه مازال يتلمس خطاه.
الاهتمام السياسي كالعادة ينعكس على الاختيارات، فإيران التي اختفت من خريطة معظم المهرجانات أو لم تعد تتمتع بنفس ما كانت تتمتع به من وجود بارز قبل سنوات، عادت بعدد من الأفلام إلى روتردام وإن كانت تعاني من المواهب الحقيقي المتألقة، فقد قضى صاحب التعليقات النارية الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد، على الانتعاش ومناخ الحرية النسبية الذي كان سائدا خلال سنوات التسعينيات في السينما الإيرانية.
هناك بعض المخرجين ممنوعون من العمل عقابا لهم على ما اقترفت أيديهم.. مثل المخرج الإيراني الكردي الموهوب بهمن قبادي بسبب اخراج فيلمه البديع "نصف القمر" Half Moon
وهناك سينمائيون آخرون فضلوا الرحيل عن إيران كلها والاستقرار في الخارج وعمل أفلامهم هناك، كما فعل أهم السينمائيين الإيرانيين المخرج محسن مخملباف منذ سنوات، الذي صار "مؤسسة" في حد ذاتها مع بناته وأولاده.
والملاحظ أيضا أن مساهمة المخرجات (النساء) في السينما الايرانية قلت كثيرا جدا أو خفتت، والسبب أن أحمدي نجاد يكرس صورة المجتمع الذكوري، الجاد المتجهم، الذي يهدد بأنه سيرد الصاع صاعين، وبالتالي يخفت التعبير النسائي الرقيق بطبعه ويصبح صوته أضعف كثيرا.
وقد كان رأيي ولايزال، أن المرأة في أي مجتمع، أكثر تقدما في أفكارها بكثير، عن الرجل، بل وأكثر استعدادا لتقبل الأفكار الجديدة التي تعيد النظر في الأفكار والمفاهيم السائدة، وهو أمر طبيعي في اعتقادي، بحكم التاريخ الطويل من قهر المجتمع الذكوي للمرأة، تارة باسم القيم والتقاليد، وتارة أخرى باسم المعتقدات الدينية.
لم يشارك فيلم "خلطة فوزية" للمخرج المصري مجدي أحمد علي في المهرجان. وكنت قد سمعت في القاهرة أنه ذاهب بالتأكيد إلى روتردام فقلت لنفسي (إذن ستتاح الفرصة لمشاهدته هناك بعيدا عن المناخ العبثي السائد في القاهرة، وكأنها تشهد المرحلة الأخيرة من عهد كامل بكل ما يعنيه هذا من فوضى حتى في العلاقات الشخصية).
لكن الفيلم لا أثر له هنا. وقد سألت انتشال التميمي الذي أكد لي أنه كان قد اقترح عرض الفيلم وقدم للمهرجان نسخة رقمية (دي في دي) واختير بالفعل في التصفية الأولى، إلا أنهم استبعدوه في التصفية النهائية.
انتشال رأيه أن الفيلم جيد، وأنه لا يقل مستوى عن كثير من الأفلام المعروضة هنا من الشرق والغرب، بل يفوق الكثير منها، ويبدي تعجبه من استبعاده. لكن الرجل ليس أحد المسؤولين عن البرنامج، بل هو فقط يختار ويقترح ويرشد، ولهم القرار، وقراراتهم محسوبة في ضوء الاهتمامات السياسية للجمهور هنا.
وبالتالي كان هناك فيلم يمثل فلسطين، وفيلمان يمثلان لبنان (سياسيان بامتياز حسب التعبير اللبناني السائد في الصحافة والإعلام الذي يذكرني بأيام الدراسة الجامعية.. والحصول على شهادات التخرج بتقدير امتياز!) وفيلم رابع يمثل المغرب، وطبعا الفيلم "التجريبي" المشغول بنوع من المراهقة البصرية "داخل البلاد" الذي يمثل الجزائر رغم ابتعاده الكامل بصريا عن لغة الجزائر، وجماليات الحياة والواقع وايقاع البشر في الجزائر التي قضيت فيها نحو أربع سنوات من حياتي وأعرفها جيدا.
أخيرا.. يبدو أن الأزمة الاقتصادية الضاربة بأطنابها في حياتنا وحياة الأوروبيين، ستنعكس على مهرجان الفيلم العربي الذي يقام سنويا في روتردام، فقد سمعت أن الدعم الذي كان يحصل عليه المهرجان من السلطات المحلية (وقدره 75 ألف يورو) سوف يتوقف هذا العام. وسمعت أيضا أن مدير المهرجان والمؤسسة التي تتبناه يسعيان حاليا إلى القيام بنشاط آخر للإنفاق من دخله على المهرجان.."نشاط ثقافي"، وإن كان أمر هذا النشاط الثقافي الذي يمكن أن يحقق دخلا يظل لغزا بالنسبة لي!
ما السبب؟ هل هي سياسة المدير الجديد للمهرجان روتجر ولفسون؟
الصديق انتشال التميمي المسؤول عن اقتراح واختيار الأفلام العربية ينفي ذلك ويقول إن المدير الجديد لا يتمتع بالخبرة وبالتالي فالأمر في معظمه، في أيدي مجموعة المبرمجين الذين يمكنهم فرض ما يريدونه عليه لأنه مازال يتلمس خطاه.
الاهتمام السياسي كالعادة ينعكس على الاختيارات، فإيران التي اختفت من خريطة معظم المهرجانات أو لم تعد تتمتع بنفس ما كانت تتمتع به من وجود بارز قبل سنوات، عادت بعدد من الأفلام إلى روتردام وإن كانت تعاني من المواهب الحقيقي المتألقة، فقد قضى صاحب التعليقات النارية الرئيس المتشدد محمود أحمدي نجاد، على الانتعاش ومناخ الحرية النسبية الذي كان سائدا خلال سنوات التسعينيات في السينما الإيرانية.
هناك بعض المخرجين ممنوعون من العمل عقابا لهم على ما اقترفت أيديهم.. مثل المخرج الإيراني الكردي الموهوب بهمن قبادي بسبب اخراج فيلمه البديع "نصف القمر" Half Moon
وهناك سينمائيون آخرون فضلوا الرحيل عن إيران كلها والاستقرار في الخارج وعمل أفلامهم هناك، كما فعل أهم السينمائيين الإيرانيين المخرج محسن مخملباف منذ سنوات، الذي صار "مؤسسة" في حد ذاتها مع بناته وأولاده.
والملاحظ أيضا أن مساهمة المخرجات (النساء) في السينما الايرانية قلت كثيرا جدا أو خفتت، والسبب أن أحمدي نجاد يكرس صورة المجتمع الذكوري، الجاد المتجهم، الذي يهدد بأنه سيرد الصاع صاعين، وبالتالي يخفت التعبير النسائي الرقيق بطبعه ويصبح صوته أضعف كثيرا.
وقد كان رأيي ولايزال، أن المرأة في أي مجتمع، أكثر تقدما في أفكارها بكثير، عن الرجل، بل وأكثر استعدادا لتقبل الأفكار الجديدة التي تعيد النظر في الأفكار والمفاهيم السائدة، وهو أمر طبيعي في اعتقادي، بحكم التاريخ الطويل من قهر المجتمع الذكوي للمرأة، تارة باسم القيم والتقاليد، وتارة أخرى باسم المعتقدات الدينية.
لم يشارك فيلم "خلطة فوزية" للمخرج المصري مجدي أحمد علي في المهرجان. وكنت قد سمعت في القاهرة أنه ذاهب بالتأكيد إلى روتردام فقلت لنفسي (إذن ستتاح الفرصة لمشاهدته هناك بعيدا عن المناخ العبثي السائد في القاهرة، وكأنها تشهد المرحلة الأخيرة من عهد كامل بكل ما يعنيه هذا من فوضى حتى في العلاقات الشخصية).
لكن الفيلم لا أثر له هنا. وقد سألت انتشال التميمي الذي أكد لي أنه كان قد اقترح عرض الفيلم وقدم للمهرجان نسخة رقمية (دي في دي) واختير بالفعل في التصفية الأولى، إلا أنهم استبعدوه في التصفية النهائية.
انتشال رأيه أن الفيلم جيد، وأنه لا يقل مستوى عن كثير من الأفلام المعروضة هنا من الشرق والغرب، بل يفوق الكثير منها، ويبدي تعجبه من استبعاده. لكن الرجل ليس أحد المسؤولين عن البرنامج، بل هو فقط يختار ويقترح ويرشد، ولهم القرار، وقراراتهم محسوبة في ضوء الاهتمامات السياسية للجمهور هنا.
وبالتالي كان هناك فيلم يمثل فلسطين، وفيلمان يمثلان لبنان (سياسيان بامتياز حسب التعبير اللبناني السائد في الصحافة والإعلام الذي يذكرني بأيام الدراسة الجامعية.. والحصول على شهادات التخرج بتقدير امتياز!) وفيلم رابع يمثل المغرب، وطبعا الفيلم "التجريبي" المشغول بنوع من المراهقة البصرية "داخل البلاد" الذي يمثل الجزائر رغم ابتعاده الكامل بصريا عن لغة الجزائر، وجماليات الحياة والواقع وايقاع البشر في الجزائر التي قضيت فيها نحو أربع سنوات من حياتي وأعرفها جيدا.
أخيرا.. يبدو أن الأزمة الاقتصادية الضاربة بأطنابها في حياتنا وحياة الأوروبيين، ستنعكس على مهرجان الفيلم العربي الذي يقام سنويا في روتردام، فقد سمعت أن الدعم الذي كان يحصل عليه المهرجان من السلطات المحلية (وقدره 75 ألف يورو) سوف يتوقف هذا العام. وسمعت أيضا أن مدير المهرجان والمؤسسة التي تتبناه يسعيان حاليا إلى القيام بنشاط آخر للإنفاق من دخله على المهرجان.."نشاط ثقافي"، وإن كان أمر هذا النشاط الثقافي الذي يمكن أن يحقق دخلا يظل لغزا بالنسبة لي!
0 comments:
إرسال تعليق