الغرق في "حوض الأسماك" والخروج من "دمية الجنس"
المسابقة الرسمية بدأت تقوى وتشتد مع عرض الفيلم البريطاني المنتظر "حوض الأسماك" The Fish Tank للمخرجة أندريا أرنولد، وهو فيلم يستلهم أجواء المخرج مايك لي الواقعية. أعجبني الفيلم أكثر كثيرا مما أعجبني فيلمها الأول الذي عرض في دورة 2006 "الطريق الأحمر" The Red Road.
فيلم شديد القسوة والقتامة لكنه صادق تماما في تناول موضوعه المعاصر الذي يعكس صورة لما يحدث في المجتمع الانجليزي اليوم في أوساط الطبقة الهامشية اتي تعيش خارج دورة المجتمع، من خلال فتاة مراهقة ضائعة لا تجد من يأخذ بيدها.
ممثلة جديدة شابة جدا (17 عاما) ربما ستتفوق على كيرا نايتلي بأدائها الواثق. كيتي جارفيس إسم سيبقى طويلا في الذاكرة لإحدى نجمات المستقبل.
فيلمي الثاني اليوم كان الفيلم الإيراني للمخرج الكردي بهمن قبادي (صاحب "زمن الجياد السكرانة" The Time of the Drunken Horses و"نصف القمر") لكنه هذه المرة يخرج من جلده أي يتخلى عن التصوير في كردستان ويصور للمرة الأولى في طهران فيلما سيرضي الكثيرين في الغرب سياسيا لأنه يدين بقسوة وبلا أي مواربة، لكن هل نجح قبادي في نسج موضوع فيلمه دون أن يأتي ممطوطا؟ وهل نجح في جعل فيلم عن موسيقيين شباب يريدون الخروج من ايران لتقديم الطبعة الايرانية من أغاني وموسيقى الروك والراب، عملا يتسم أيضا بروح امرح كما أراد؟ الإجابة على هذاالسؤال تستلزم العودة إلى تحليل الفيلم فيما بعد.
شاهدت أيضا فيلم "دمية الجنس" Air DOLL الياباني الذي يدور حول فكرة الخلق والتمرد على حدود الخليقة، والبحث عن مغزى للحياة من خلال حكاية الدمية التي تتخذ لنفسها مسارا "إنسانيا" وتشعر بطعم الاشياء، فيكون هذا بداية لدمارها.
أما فيلمي الرابع اليوم الخميس فكان فيلم "تيترو" Tetro لفرنسيس فورد كوبولا الذي استقبل استقبالا حافلا في افتتاح تظاهرة "نصف شهر المخرجين" وإن تأخر عرض الفيلم عن موعده المقرر نحو 40 دقيقة، فالافتتاح عادة مثل العرس، تتوه فيه أم العروسة بل وتنسى نفسها أيضا. ولنا عودة للفيلم بالتفصيل قريبا. لكن أكتفي بالقول أن عشاق كوبولا المبهورين بأفلامه القديمة سوف لن يعثروا هنا على بغيتهم، فهذا عمل جديد تماما لا علاقة له بأفلامه الأخرى بل ويمكن القول إنه أيضا أقرب إلى التجريب في الشكل وإن كان في إطار الميلودراما الكاملة التي تسير حسب الكتاب!
توجهت في العاشرة مساء لمشاهدة فيلم "ابراهيم الأبيض" ثاني أفلام مروان حامد الروائية الطويلة في السوق الدولية للأفلام. وقابلت الصديق أحمد عاطف الذي تكرم يالحصول لي على بطاقة دعوة لكننا اضطررنا للانتظار طويلا، ثم سمح لنا بالصعود لكي أجد أنني أقف على منتصف السلم بعد أن امتلأت القاعة عن آخرها وأصبح الاحتمال الأكبر أن أشاهد الفيلم واقفا في نهاية يوم طويل حافل ومرهق للغاية.. أعدت بطاقة الدعوة إلى أصحابها شاكرا، ثم غادرت وأنا أردد لنفسي"الحق على كوبولا أكيد"!
1 comments:
رجاء كتابة أسماء الأفلام باللغة الإلنجليزية، ليثنى لنا متابعتها
إرسال تعليق