لا أعرف لماذا يصر معظم من يكتبون التقارير الصحفية في الغرب على أن هناك فيلما واحدا يمثل السينما الأمريكية في مسابقة مهرجان كان السينمائي الثاني والستين الذي سيفتتح في الثالث عشر من مايو.
كل التقارير والبيانات التي تنشر في صحف ومجلات محترمة ومعروفة تتباكى على قلة الأفلام الأمريكية في المسابقة وتركز كلها على فيلم المخرج كوينتين تارانتينو المغرم بألاعيبه الشكلية المتحذلقة وابتكاراته في تصوير العنف والمغالاة في ذلك.
الجميع يتوقف طويلا عند فيلمه الذي تسبقه كلمة (المنتظر) وهو بعنوان "صعاليك مجهولون" (أو على نحو اكثر دقة "أولاد زانية شائنون") رغم ان موضوعه على ما يبدو، يعود إلى الماضي، على الحرب العالمية الثانية، ويدور حول مقاومة مجموعة من المتطوعين (بينهم بعض اليهود) ضد النازية.
لكن هناك فيلما ثانيا أمريكيا في المسابقة لا يشير إليه أحد هو فيلم "تحرير وودستوك" للمخرج الأمريكي من اصل تايواني أنج لي. ولا أفهم لماذا لا يعتبره بعض كتاب تلك التقارير الصحفية فيلما أمريكيا رغم أن موضوعه أكثر أمريكية بكثير من موضوع فيلم تارانتينو الذي لا أتوقع منه كثيرا شخصيا. ففيلم أنج لي يدور في اجواء تلك "الثورة" الخطيرة التي عرفتها أمريكا في الستينيات ووصلت إلى ذروتها في 1968 في "وودستوك" وشارك فيها ملايين الشباب الذين أعلنوا تمردهم على القيم الاجتماعية المتخلفة القديمة، ورفضوا الخضوع للتجنيد في حرب فيتنام، وتحدوا المؤسسة القائمة العتقية: الأسر، والدولة، والكنيسة، والجيش.
من ناحية أخرى سعدت سعادة شخصية بتحول موضوع "هيباتيا" إلى فيلم سينمائي سيعرض خارج المسابقة بعنوان Agora وهي كلمة يونانية معناها "الساحة" التي كان يجتمع فيها المثقفون والشعراء والعلماء في أثينا القديمة أو في الاسكندرية (في هذه الحالة تحديدا). وهيباتيا هي العالمة الاغريقية الأسطورية التي اثارت سخط الكنيسة القديمة التقليدية، كنيسة الاسكندرية، بسبب نبوغها العلمي وتأثيرها الكبير في المجتمع رغم كونها "وثنية" رفضت الانصياع للتعاليم الجامدة للكنيسة في تلك الفترة من القرن الرابع الميلادي.
وهيباتيا إحدى الشخصيات الرئيسية في رواية "عزازيل" العظيمة للكاتب يوسف زيدان الفائزة بجائزة بوكر العربية لعام 2009 (سبق أن نوهت بأهميتها في هذه المدونة)، وهي التي ينتهي مصيرها بالقتل بطريقة تقشعر لها الأبدان، على أيدي المتعصبين، الذين يبيحون قتل الآخرين باسم الدين، بل ويحرقونوها وهي مازالت حية. وقد قدم زيدان في روايته وصفا تفصليا أدبيا رفيعا لحادث اغتيالها في "الساحة" الرئيسية بمدينة الاسكندرية وهي في طريقها لالقاء محاضرة على جمهورها.
وهيبا- من هيباتيا- هو الإسم الذي أطلقه بطل الرواية، الراهب المصري الذي جاء من الصعيد إلى الاسكندرية للتزود بعلوم اللاهوت، وبدلا من ذلك انساق وراء التعلم من تجارب الحياة ذاتها. وقد تسمى باسم هيبا تحية وإعجابا بالعالمة اليونانية العظيمة التي راحت ضحية التعصب والتزمت والجهل. ألا يعيد التاريخ نفسه اليوم ولكن على شكل مهزلة، كما كان قال كارل ماركس!
"أجورا" Agora فيلم للمخرج الاسباني أليخاندرو أمينبار جرى تصويره في جزيرة مالطا، حيث شيدت ديكورات هائلة لمدينة الاسكندرية القديمة. ونحن في انتظاره بترقب لنعرف ما اذا كان سيرقى إلى مستوى التوقعات.
كل التقارير والبيانات التي تنشر في صحف ومجلات محترمة ومعروفة تتباكى على قلة الأفلام الأمريكية في المسابقة وتركز كلها على فيلم المخرج كوينتين تارانتينو المغرم بألاعيبه الشكلية المتحذلقة وابتكاراته في تصوير العنف والمغالاة في ذلك.
الجميع يتوقف طويلا عند فيلمه الذي تسبقه كلمة (المنتظر) وهو بعنوان "صعاليك مجهولون" (أو على نحو اكثر دقة "أولاد زانية شائنون") رغم ان موضوعه على ما يبدو، يعود إلى الماضي، على الحرب العالمية الثانية، ويدور حول مقاومة مجموعة من المتطوعين (بينهم بعض اليهود) ضد النازية.
لكن هناك فيلما ثانيا أمريكيا في المسابقة لا يشير إليه أحد هو فيلم "تحرير وودستوك" للمخرج الأمريكي من اصل تايواني أنج لي. ولا أفهم لماذا لا يعتبره بعض كتاب تلك التقارير الصحفية فيلما أمريكيا رغم أن موضوعه أكثر أمريكية بكثير من موضوع فيلم تارانتينو الذي لا أتوقع منه كثيرا شخصيا. ففيلم أنج لي يدور في اجواء تلك "الثورة" الخطيرة التي عرفتها أمريكا في الستينيات ووصلت إلى ذروتها في 1968 في "وودستوك" وشارك فيها ملايين الشباب الذين أعلنوا تمردهم على القيم الاجتماعية المتخلفة القديمة، ورفضوا الخضوع للتجنيد في حرب فيتنام، وتحدوا المؤسسة القائمة العتقية: الأسر، والدولة، والكنيسة، والجيش.
من ناحية أخرى سعدت سعادة شخصية بتحول موضوع "هيباتيا" إلى فيلم سينمائي سيعرض خارج المسابقة بعنوان Agora وهي كلمة يونانية معناها "الساحة" التي كان يجتمع فيها المثقفون والشعراء والعلماء في أثينا القديمة أو في الاسكندرية (في هذه الحالة تحديدا). وهيباتيا هي العالمة الاغريقية الأسطورية التي اثارت سخط الكنيسة القديمة التقليدية، كنيسة الاسكندرية، بسبب نبوغها العلمي وتأثيرها الكبير في المجتمع رغم كونها "وثنية" رفضت الانصياع للتعاليم الجامدة للكنيسة في تلك الفترة من القرن الرابع الميلادي.
وهيباتيا إحدى الشخصيات الرئيسية في رواية "عزازيل" العظيمة للكاتب يوسف زيدان الفائزة بجائزة بوكر العربية لعام 2009 (سبق أن نوهت بأهميتها في هذه المدونة)، وهي التي ينتهي مصيرها بالقتل بطريقة تقشعر لها الأبدان، على أيدي المتعصبين، الذين يبيحون قتل الآخرين باسم الدين، بل ويحرقونوها وهي مازالت حية. وقد قدم زيدان في روايته وصفا تفصليا أدبيا رفيعا لحادث اغتيالها في "الساحة" الرئيسية بمدينة الاسكندرية وهي في طريقها لالقاء محاضرة على جمهورها.
وهيبا- من هيباتيا- هو الإسم الذي أطلقه بطل الرواية، الراهب المصري الذي جاء من الصعيد إلى الاسكندرية للتزود بعلوم اللاهوت، وبدلا من ذلك انساق وراء التعلم من تجارب الحياة ذاتها. وقد تسمى باسم هيبا تحية وإعجابا بالعالمة اليونانية العظيمة التي راحت ضحية التعصب والتزمت والجهل. ألا يعيد التاريخ نفسه اليوم ولكن على شكل مهزلة، كما كان قال كارل ماركس!
"أجورا" Agora فيلم للمخرج الاسباني أليخاندرو أمينبار جرى تصويره في جزيرة مالطا، حيث شيدت ديكورات هائلة لمدينة الاسكندرية القديمة. ونحن في انتظاره بترقب لنعرف ما اذا كان سيرقى إلى مستوى التوقعات.
0 comments:
إرسال تعليق