* الصديق "سامي" وهو فلسطيني يعيش في بلده (التي أصبحت اسرائيل بعد 48) الذي كنت قد نشرت رسالة منه من قبل لم يذكر فيها اسمه (موجودة في مكان ما أسفل هذه الصفحة لأن النشر) بعث الرسالة التالية:
"أنا طالب جامعي ممن يطلق عليهم عرب الداخل... أحب السينما الجادة رغم أنني لا أعتبر نفسي ذي ثقافة سينمائية كافية... أحاول مشاهدة الأفلام كلما سنحت لي الفرصة. أنا مهتم بشكل عام بالسينما العربية الجادة (يوسف شاهين، توفيق صالح، ميشيل خليفي وغيره من المخرجون الفلسطينيون الجدد الخ...) أحاول قدر المستطاع أن أشاهد هذه الأفلام ولكن لا تسنح لي الفرصة دوما... مثلا فيلم المخدوعون (لتوفيق صالح وفيلم حيفا (لا أعلم المخرج.. ربما رشيد مشهراوي كان من بطولة محمد بكري) شاهدتهم في صغري في أحد المهرجانات المحلية وأحاول الحصول عليهم لإعادة مشاهدتهم دون جدوى. أفلام علي نصار (مثل درب التبانات) أحاول مشاهدتها -وهي كما سمعت أبسط من الناحية الفنية وتعد من صنف الواقعية الاشتراكية- ورغم كونها "عرضت تجاريا" في إسرائيل (ربما دار سينما واحدة لمدة قصيرة) لكن لا إمكانية للحصول على الدي في دي الخ...
على فكرة هنالك كتاب قيّم عن السينما الفلسطينية كتبه جورج خليفي (وهو أخو ميشيل الأكبر ويعمل في التلفزيون الفلسطيني على ما أظن) لكنه كتب في العبرية لأنه كتب خصيصا من أجل دورة عن السينما الفلسطينية في إحدى الجامعات الإسرائيلية. لنضع جانبا لبرهة قضية التطبيع والمقاطعة فالكتاب بحسب تقييمي ممتاز ومكتوب من وجهة نظر محايدة دون ان يكون متأثرا بالفكر الصهيوني أو اعتذاريا... به استعراض تاريخي وتحليل لتاريخ السينما الفلسطينية. ترجمة عنوان الكتاب مشهد في الضباب. برأيي سيفيد لو ترجم إلى العربية...
الآن بالنسبة لقضية التطبيع فلا شك بأنه أسلوب مشروع لمقاومة إسرائيل لكنني أرى أن تنفيذه يشوبه الأخطاء فتتم أحيانا مقاطعة فنانين من عرب الداخل مثلا بينما تقوم علاقات تبادل تجاري مع شركات إسرائيلية. على معارضة التطبيع التركيز بشكل أساسي على الاقتصاد (إذ أن هذا ما يؤثر على متخذي القرار) أما المقاطعة الثقافية فبرأيي يجب التعامل معها بحذر من ناحية نقاطع المؤسسة والمؤيدين للصهيونية (وأيضا اليسار الصهيوني) ولكن يجب العمل مع الجهات المعادية للصهيونية (على قلتها بين اليهود) ومحاولة إحداث تأثير داخل المجتمع الإسرائيلي. هذا رأيي على كل حال ولك رأيك بطبيعة الحال. يؤسفني أحيانا الجهل العربي بالمجتمع الإسرائيلي بل يؤسفني عدم وجود مثلا دورات عن السينما الفلسطينية في الجامعات العربية (ولذا أعتقد أن ترجمة كتاب جورج خليفي سيكون مفيدا).
أتمنى أن تعتبرني "صديقا للمدونة. وأنتظر المزيد من مقالاتك. تحياتي".
• عزيزي "سامي" أشكرك على هذه الثقة الغالية وأتمنى أن يستمر الحوار بيننا الذي كان قد بدأ بعد نشر مقال قديم لي هنا هن فيلم "عطش". سبق لي أن التقيت بجورج خليفي قبل حوالي 18 سنة في مهرجان قرطاج السينمائي وكان مشاركا فيه كمنتج لأحد الأفلام الوثائقية على ما أتذكر. لا أعرف كيف يمكن ترجمة كتابه الذي تشير إليه عن السينما الفلسطينية إلى العربية وإصداره. أتفق معك في أن هناك خلطا كثيرا يشوب موضوع مقاطعة التطبيع، وقد سبق أن كتبت تفصيلا في هذا الموضوع بصراحة لكن مقالي منع من النشر في أكثر من جهة من قبل الصحف المؤدلجة ثم من عرب الخيار السهل (أي الصراخ والاتهامات الجاهزة). وأعلنها من هنا بشكل مباشر وواضح: العداء يجب أن يكون للصهيونية أولا وأساسا، وضد كل ممارساتها. وهذا أساس كتابي "سينما الهلاك".
أهلا بك صديقا للمدونة وصديقا شخصيا لي أيضا، ولنستمر في الحوار.
=========================== ========================
* رسالة من قارئة تقول فيها إن تيم الحسن سيكون أفضل ممثل في السينما المصرية وإنه سيتفوق على كل نجوم مصر وإنه خليفة محمود مرسي وتبدي رفضها لما أبديته من رأي في أدائه في فيلم "ميكانو" الذي تناولته بالتحليل قبل فترة. أقول للقارئة المتحمسة أتمنى كل التوفبق لتيم الحسن وغيره من الممثلين المبتدئين الذين يشقون طريقهم في عالم النجومية في السينما المصرية، ولكن حماسك الشديد ليس معناه أنني سأقتنع بأن أداءه في "ميكانو" لم يكن باهتا وبلا أي ملامح خاصة.. ورحم الله محمود مرسي ألف رحمة!
========================= =========================
* رسالة من قاريء فلسطيني من داخل الخط الأخضر (لا يريد أن يذكر اسمه) يقول فيها:
"أتساءل هل تلعب الحسابات السياسية والتوازنات هذا الدور الكبير في الجوائز بمختلف المهرجانات الكبيرة؟ أم أن هذه حالة خاصة؟ ذكرت في تعليقك الأفلام الإسرائيلية وما فهمته من الإعلام أن إثنين منهم كانوا عن العرب (فيلم عجمي عن حي عربي في يافا وفيلم عن فلسطينيين في الخليل يحاولان التسلسل أثناء منع التجول).. ما تقييمك لهما فنيا أولا ثم سياسيا هل يقعا في خانة اليسار الصهيوني أم أن المخرجين تجاوزا الخطاب الصهيوني المجمل".
إجابتي على الشق الأول من السؤال أنه التوازنات عامل اساسي في كل لجان التحكيم (من خلال خبرتي الشخصية فيها) وهي في النهاية تعكس محصلة الذوق الخاص بأعضاء لجنة مكونة من سبعة أو تسعة اشخاص ومدى التوافق أو التنافر فيما بينهم، وتتميز الجوائز كلما كان أعضاء تلك اللجنة من السينمائيين المشهود لهم، وتنحدر مع انحدار مستواهم أو قلة خبرتهم السينمائية كأن يأتون لك بممثلة مبتدئة من هونج كونج لتقييم أفلام العمالقة مثلا. ولكن عموما التوازنات موجودة، وأحيانا أيضا التوجهات السياسية السائدة كأن يكون المناخ الشائع مثلا هو انتقاد السياسة الإيرانية (في الماضي كانت أفلام نقد الاتحاد السوفيتي يحتفى بها في مهرجانات الغرب).
أما بالنسبة لسؤالك الخاص بالأفلام الإسرائيلية في المهرجان فسأنشر قريبا جدا مقالا يتناولها بشكل ما فقد شاهدتها كلها.
========================== =========================
* الأستاذ محمود الطويل بعث يسألني عن أحدث كتبي. وهل انتهيت من الكتاب الذي أشرت إلى أنني أعمل فيه؟
أشكرك على اهتمامك بالأمر.. طبعا اضطررت لقطع العمل في الكتاب وهو سيستغرق بعض الوقت حتى يكتمل لكن هناك كتاب قادم في الطريق آمل ان يصدر قريبا وهو يضم الكثير من الذكريات الشخصية في دنيا السينما، وكشاهد على الكثير من الأحداث والأشخاص أيضا.
========================== =======================
* الصديق حسن سليمان يسأل: هل كانت جوائز النقاد في مهرجان كان بالترتيب: أولى وثانية وثالثة، وهل فيلم "أمريكا" حصل على الجائزة الثالثة؟ وهل يتم تقسيم النقاد أعضاء اللجنة حسب الأقسام؟
الإجابة على هذا السؤال هي أن جوائز النقاد ثلاثة جوائز في مهرجان كان لكنها ليست أولى وثانية وثالثة بل متساوية في قيمتها، لكنها تمنح حسب الاقسام المختلفة. وبالنسبة لتقسيم النقاد نعم يتم تشكيل ثلاث لجان داخلية مصغرة لكن من حق أي عضو في أي لجنة أن يتدخل ويقول رأيه في الأفلام التي تناقش في أي لجنة مصغرة أخرى بل ومن حقه أيضا التصويت. وهذا معروف لكل من سبق له الاشتراك في هذه اللجان الدولية للنقاد في المهرجانات الكبيرة التي تشكل فيها لجان مصغرة من داخل اللجنة الرئيسية بغرض تركيز جهد المشاهدة، ولكن لا أحد يمنع الرأي والتصويت على أي فيلم آخر يكون قد شاهده. وكل الأعضاء في النهاية يوقعون على كل شهادات منح الجوائز الثلاث ولا تعد الجائزة معتمدة إلا بتوقيع كل أعضاء اللجنة.
===================================================
*الصديق عمر منجونة بعث يقول: هناك شئ لا أفهمه بالنسبة لجوائز كان وربما المهرجانات بشكل عام: ان كان أحسن مخرج هنا هو (ميندوزا) وأحسن كاتب سيناريو هو (لو يى) فأى فرع بالضبط من فروع الابداع السينمائى هو المسؤول عن فوز مايكل هانيكه بالسعفة؟
بالطبع خالص التحية أستاذ أمير على مجهود حضرتك فى متابعة فعاليات (كان) هذا العام وعلى مقالاتك النقدية المثمرة.
عمر منجونة.
* عزيزيي عمر: سؤالك في محله تماما خصوصا بالنسبة لجائزة الاخراج
التي لا أجد لها أي مبرر في أي مهرجان وليس فقط في كان لأن من الطبيعي أن يكون أحسن اخراج هو أحسن فيلم والعكس صحيح أيضا، لأن الاخراج يفترض أن يسيطر على كل العناصر الفنية للفيلم. لكن منطق تقسيم الجوائز على هذا النحو في كان وغير كان (خصوصا في الأوسكار الأمريكاني الذي يمنح جوائز مضحكة مثل احسن مونتاج صوت ومكساج صوت ومؤثرات بصرية خاصة وما إلى ذلك كما لو كانت العناصر التقنية تقصد في حد ذاتها ولا توظف أساسا لخدمة الفيلم ككل وهو عمل المخرج. لكن عموما هذا التقسيم يعتمد على فكرة أن أحسن فيلم (السعفة الذهبية) يفترض أن يكون كامل المعاني من جميع النواحي الفنية، أما في حالة منح جائزة احسن اخراج فيفترض أن يكون الفيلم متميزا فقط في الاخراج (أو في السيناريو في حالة أحسن سيناريو) ولكنه ربما متوسط في العناصر الأخرى.. أو غير بارز تماما.
أنا شخصيا لا أفهم منح جوائز من هذا النوع وهي على أي حال مستحدثة على مهرجان كان تحديدا وغيره من المهرجانات الكبرى، فقد كانت الجوائز في الماضي تقتصر على أحسن فيلم وتمثيل وجوائز خاصة فقط للأفلام ككل. وعلى أي حال ولكل ما ذكرته من أسباب لا يمنح النقاد عادة جوائز سوى لأحسن الأفلام، ويشترط الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي) منح جائزة واحدة لأحسن فيلم في المسابقات المحلية التي تقام في الدول أعضاء الاتحاد من خلال جمعيات النقاد، وهو ما تسير عليه مثلا في مصر جمعية نقاد السينما المصريين، وإن كان الاتحاد يمنح ثلاث جوائز في كان بسبب تعدد الأقسام والمسابقات. ولكن هذا أيضا لا يمنع من أن هناك جهات كثيرة (منها جمعية الفيلم في مصر مثلا) تقوم بتقليد الأوسكار وتمنح جوائز متعددة حتى لأفضل الملصقات السينمائية. والجميع يفضل السير على منوال الدعاية وحشد أكبر عدد من الأسماء والنجوم وارضاء اكبر عدد منهم واتخاذ المهرجان أو المسابقة كظاهرة دعائية وليس كتقييم فني حقيقي. وهذا أمر يتعلق بصميم السؤال التالي الذي ورد في الرسالة التالية (أسفل هذا الكلام) حول هل السينما تسلية أم ثقافة. وأنا أنتمي لجيل حاول أن يجر السينما دوما إلى محيط الثقافة وأن يتعامل معها على هذا الأساس، ولكن هل نجحنا؟ لا أعرف!
=================================================
وصلتني الرسالة التالية من الأستاذ ليث الربيعي:
السلام عليكم..
رحلة موفقة الى مهرجان كان .. وعودا احمد.
اثارني كلام احد النقاد المفاجيء لك ولي وهذا تعليقي..
فعلا انها مفاجأة... فالسؤال الاثير الذي دائما ما كانت اجابته خاطئة.. السينما هل هي فن ام ثقافة؟
في الكلية ايامذاك دخلت نزاعات ونقاشات كثيرة وكبيرة حول اجابتي واصراري على ان السينما (ثقافة) بل عوالم ثقافية صارت تمتزج فيها كل اشكال التعبير الانساني وتقدم بصيغ وابداعات مختلفة ومادتها دائما الصورة والصوت (اللقطة والحوار).
السينما فعلا ثقافة.. وعالمنا العربي ينظر لها بعين قاصرة ويصنفها على انها فن حالها كحال الاغاني الهابطة والرقص الماجن ولا ترقى لللوحة التشكيلية او المسرح.
نحن بحاجة الى السعي لتغيير المفاهيم الصدئة التي تلبذ السينما وتعتبرها متعة او لذة وقتية تزول سرعان ما ينتهي الفيلم بل اننا بحاجة الى دعوة الجميع لارشفة انطباعاته عن الافلام.. ونحن مدعوين لتقريب المسافات بين المشاهد العادي والفيلم الغير عادي.
ادعوك استاذ امير لفتح نقاش عام عن (السينما..ثقافة).
تحياتي
ليث عبد الكريم الربيعي
==================================================
تعليقي على رسالة الأخ ليث أولا أن الذي أدلى بالتعليق الطريف ليس "ناقدا" بل من صحفيي المهرجانات الذين انتشروا كثيرا في الفترة الأخيرة لأسباب لا علاقة لها بالاهتمام بالسينما أو قضاياها أو مهرجاناتها، بل بالجري وراء صور النجوم. وقد عرفت صحفيين (اثنين) جاءا ذات مرة إلى مهرجان سينمائي عربي فقط من أجل متابعة أخبار الميلياردير إيهاب طلعت وزوجته المغنية شيرين وجدي وتصويرهما.
ثانيا: عن قضية السينما: هل هي ثقافة أم فن، رأيي أنها الاثنين معا، ثقافة وفن، بل وصناعة وتجارة. لكن دور الناقد السينمائي المشغول بقضايا السينما، والذي يتعامل معها بجدية (ليس فقط باعتبار أنها من وسائل التسلية) يتعين عليه أن يدافع عن دورها الثقافي، وأن يطالب بتغليبه على دورها كأداة للتسلية، فهذه هي وظيفة النقد: أن يكون جزءا من ثقافة المجتمع ويتعامل بالتالي مع السينما في علاقتها بالفنون الأخرى وبالمنتج الثقافي في المجتمع ككل: المسرح والرواية والشعر والموسيقى والفن التشكيلي، ويتعين عليه أيضا الاستفادة من كل هذه الفنون والآداب. ولكن بسبب تدني النظرة السائدة إلى السينما عموما في المجتمع العربي، لاتزال السينما تنحصر فقط في اطار "التسلية" أو "صناعة التسلية" وهناك من يروجون لذلك بقصد الاستفادة من أصحاب "المنتجات" السينمائية وصناعها، فهؤلاء بكل أسف، يتعيشون على تلك المنتجات الفارغة، ويوظفون بالتالي كتاباتهم من أجل تحقيق المكاسب الشخصية (المادية أساسا).
لكني أنتهز هذه الفرصة وأدعو من خلال هذه المدونة المتواضعة، إلى مناقشة قضية السينما: ثقافة أم تسلية باسم الفن؟
في انتظار مداخلات الإخوة والأصدقاء المهتمين، على أن ترسل المداخلات على بريدي الالكتروني amarcord222@gmail.com
"أنا طالب جامعي ممن يطلق عليهم عرب الداخل... أحب السينما الجادة رغم أنني لا أعتبر نفسي ذي ثقافة سينمائية كافية... أحاول مشاهدة الأفلام كلما سنحت لي الفرصة. أنا مهتم بشكل عام بالسينما العربية الجادة (يوسف شاهين، توفيق صالح، ميشيل خليفي وغيره من المخرجون الفلسطينيون الجدد الخ...) أحاول قدر المستطاع أن أشاهد هذه الأفلام ولكن لا تسنح لي الفرصة دوما... مثلا فيلم المخدوعون (لتوفيق صالح وفيلم حيفا (لا أعلم المخرج.. ربما رشيد مشهراوي كان من بطولة محمد بكري) شاهدتهم في صغري في أحد المهرجانات المحلية وأحاول الحصول عليهم لإعادة مشاهدتهم دون جدوى. أفلام علي نصار (مثل درب التبانات) أحاول مشاهدتها -وهي كما سمعت أبسط من الناحية الفنية وتعد من صنف الواقعية الاشتراكية- ورغم كونها "عرضت تجاريا" في إسرائيل (ربما دار سينما واحدة لمدة قصيرة) لكن لا إمكانية للحصول على الدي في دي الخ...
على فكرة هنالك كتاب قيّم عن السينما الفلسطينية كتبه جورج خليفي (وهو أخو ميشيل الأكبر ويعمل في التلفزيون الفلسطيني على ما أظن) لكنه كتب في العبرية لأنه كتب خصيصا من أجل دورة عن السينما الفلسطينية في إحدى الجامعات الإسرائيلية. لنضع جانبا لبرهة قضية التطبيع والمقاطعة فالكتاب بحسب تقييمي ممتاز ومكتوب من وجهة نظر محايدة دون ان يكون متأثرا بالفكر الصهيوني أو اعتذاريا... به استعراض تاريخي وتحليل لتاريخ السينما الفلسطينية. ترجمة عنوان الكتاب مشهد في الضباب. برأيي سيفيد لو ترجم إلى العربية...
الآن بالنسبة لقضية التطبيع فلا شك بأنه أسلوب مشروع لمقاومة إسرائيل لكنني أرى أن تنفيذه يشوبه الأخطاء فتتم أحيانا مقاطعة فنانين من عرب الداخل مثلا بينما تقوم علاقات تبادل تجاري مع شركات إسرائيلية. على معارضة التطبيع التركيز بشكل أساسي على الاقتصاد (إذ أن هذا ما يؤثر على متخذي القرار) أما المقاطعة الثقافية فبرأيي يجب التعامل معها بحذر من ناحية نقاطع المؤسسة والمؤيدين للصهيونية (وأيضا اليسار الصهيوني) ولكن يجب العمل مع الجهات المعادية للصهيونية (على قلتها بين اليهود) ومحاولة إحداث تأثير داخل المجتمع الإسرائيلي. هذا رأيي على كل حال ولك رأيك بطبيعة الحال. يؤسفني أحيانا الجهل العربي بالمجتمع الإسرائيلي بل يؤسفني عدم وجود مثلا دورات عن السينما الفلسطينية في الجامعات العربية (ولذا أعتقد أن ترجمة كتاب جورج خليفي سيكون مفيدا).
أتمنى أن تعتبرني "صديقا للمدونة. وأنتظر المزيد من مقالاتك. تحياتي".
• عزيزي "سامي" أشكرك على هذه الثقة الغالية وأتمنى أن يستمر الحوار بيننا الذي كان قد بدأ بعد نشر مقال قديم لي هنا هن فيلم "عطش". سبق لي أن التقيت بجورج خليفي قبل حوالي 18 سنة في مهرجان قرطاج السينمائي وكان مشاركا فيه كمنتج لأحد الأفلام الوثائقية على ما أتذكر. لا أعرف كيف يمكن ترجمة كتابه الذي تشير إليه عن السينما الفلسطينية إلى العربية وإصداره. أتفق معك في أن هناك خلطا كثيرا يشوب موضوع مقاطعة التطبيع، وقد سبق أن كتبت تفصيلا في هذا الموضوع بصراحة لكن مقالي منع من النشر في أكثر من جهة من قبل الصحف المؤدلجة ثم من عرب الخيار السهل (أي الصراخ والاتهامات الجاهزة). وأعلنها من هنا بشكل مباشر وواضح: العداء يجب أن يكون للصهيونية أولا وأساسا، وضد كل ممارساتها. وهذا أساس كتابي "سينما الهلاك".
أهلا بك صديقا للمدونة وصديقا شخصيا لي أيضا، ولنستمر في الحوار.
=========================== ========================
* رسالة من قارئة تقول فيها إن تيم الحسن سيكون أفضل ممثل في السينما المصرية وإنه سيتفوق على كل نجوم مصر وإنه خليفة محمود مرسي وتبدي رفضها لما أبديته من رأي في أدائه في فيلم "ميكانو" الذي تناولته بالتحليل قبل فترة. أقول للقارئة المتحمسة أتمنى كل التوفبق لتيم الحسن وغيره من الممثلين المبتدئين الذين يشقون طريقهم في عالم النجومية في السينما المصرية، ولكن حماسك الشديد ليس معناه أنني سأقتنع بأن أداءه في "ميكانو" لم يكن باهتا وبلا أي ملامح خاصة.. ورحم الله محمود مرسي ألف رحمة!
========================= =========================
* رسالة من قاريء فلسطيني من داخل الخط الأخضر (لا يريد أن يذكر اسمه) يقول فيها:
"أتساءل هل تلعب الحسابات السياسية والتوازنات هذا الدور الكبير في الجوائز بمختلف المهرجانات الكبيرة؟ أم أن هذه حالة خاصة؟ ذكرت في تعليقك الأفلام الإسرائيلية وما فهمته من الإعلام أن إثنين منهم كانوا عن العرب (فيلم عجمي عن حي عربي في يافا وفيلم عن فلسطينيين في الخليل يحاولان التسلسل أثناء منع التجول).. ما تقييمك لهما فنيا أولا ثم سياسيا هل يقعا في خانة اليسار الصهيوني أم أن المخرجين تجاوزا الخطاب الصهيوني المجمل".
إجابتي على الشق الأول من السؤال أنه التوازنات عامل اساسي في كل لجان التحكيم (من خلال خبرتي الشخصية فيها) وهي في النهاية تعكس محصلة الذوق الخاص بأعضاء لجنة مكونة من سبعة أو تسعة اشخاص ومدى التوافق أو التنافر فيما بينهم، وتتميز الجوائز كلما كان أعضاء تلك اللجنة من السينمائيين المشهود لهم، وتنحدر مع انحدار مستواهم أو قلة خبرتهم السينمائية كأن يأتون لك بممثلة مبتدئة من هونج كونج لتقييم أفلام العمالقة مثلا. ولكن عموما التوازنات موجودة، وأحيانا أيضا التوجهات السياسية السائدة كأن يكون المناخ الشائع مثلا هو انتقاد السياسة الإيرانية (في الماضي كانت أفلام نقد الاتحاد السوفيتي يحتفى بها في مهرجانات الغرب).
أما بالنسبة لسؤالك الخاص بالأفلام الإسرائيلية في المهرجان فسأنشر قريبا جدا مقالا يتناولها بشكل ما فقد شاهدتها كلها.
========================== =========================
* الأستاذ محمود الطويل بعث يسألني عن أحدث كتبي. وهل انتهيت من الكتاب الذي أشرت إلى أنني أعمل فيه؟
أشكرك على اهتمامك بالأمر.. طبعا اضطررت لقطع العمل في الكتاب وهو سيستغرق بعض الوقت حتى يكتمل لكن هناك كتاب قادم في الطريق آمل ان يصدر قريبا وهو يضم الكثير من الذكريات الشخصية في دنيا السينما، وكشاهد على الكثير من الأحداث والأشخاص أيضا.
========================== =======================
* الصديق حسن سليمان يسأل: هل كانت جوائز النقاد في مهرجان كان بالترتيب: أولى وثانية وثالثة، وهل فيلم "أمريكا" حصل على الجائزة الثالثة؟ وهل يتم تقسيم النقاد أعضاء اللجنة حسب الأقسام؟
الإجابة على هذا السؤال هي أن جوائز النقاد ثلاثة جوائز في مهرجان كان لكنها ليست أولى وثانية وثالثة بل متساوية في قيمتها، لكنها تمنح حسب الاقسام المختلفة. وبالنسبة لتقسيم النقاد نعم يتم تشكيل ثلاث لجان داخلية مصغرة لكن من حق أي عضو في أي لجنة أن يتدخل ويقول رأيه في الأفلام التي تناقش في أي لجنة مصغرة أخرى بل ومن حقه أيضا التصويت. وهذا معروف لكل من سبق له الاشتراك في هذه اللجان الدولية للنقاد في المهرجانات الكبيرة التي تشكل فيها لجان مصغرة من داخل اللجنة الرئيسية بغرض تركيز جهد المشاهدة، ولكن لا أحد يمنع الرأي والتصويت على أي فيلم آخر يكون قد شاهده. وكل الأعضاء في النهاية يوقعون على كل شهادات منح الجوائز الثلاث ولا تعد الجائزة معتمدة إلا بتوقيع كل أعضاء اللجنة.
===================================================
*الصديق عمر منجونة بعث يقول: هناك شئ لا أفهمه بالنسبة لجوائز كان وربما المهرجانات بشكل عام: ان كان أحسن مخرج هنا هو (ميندوزا) وأحسن كاتب سيناريو هو (لو يى) فأى فرع بالضبط من فروع الابداع السينمائى هو المسؤول عن فوز مايكل هانيكه بالسعفة؟
بالطبع خالص التحية أستاذ أمير على مجهود حضرتك فى متابعة فعاليات (كان) هذا العام وعلى مقالاتك النقدية المثمرة.
عمر منجونة.
* عزيزيي عمر: سؤالك في محله تماما خصوصا بالنسبة لجائزة الاخراج
التي لا أجد لها أي مبرر في أي مهرجان وليس فقط في كان لأن من الطبيعي أن يكون أحسن اخراج هو أحسن فيلم والعكس صحيح أيضا، لأن الاخراج يفترض أن يسيطر على كل العناصر الفنية للفيلم. لكن منطق تقسيم الجوائز على هذا النحو في كان وغير كان (خصوصا في الأوسكار الأمريكاني الذي يمنح جوائز مضحكة مثل احسن مونتاج صوت ومكساج صوت ومؤثرات بصرية خاصة وما إلى ذلك كما لو كانت العناصر التقنية تقصد في حد ذاتها ولا توظف أساسا لخدمة الفيلم ككل وهو عمل المخرج. لكن عموما هذا التقسيم يعتمد على فكرة أن أحسن فيلم (السعفة الذهبية) يفترض أن يكون كامل المعاني من جميع النواحي الفنية، أما في حالة منح جائزة احسن اخراج فيفترض أن يكون الفيلم متميزا فقط في الاخراج (أو في السيناريو في حالة أحسن سيناريو) ولكنه ربما متوسط في العناصر الأخرى.. أو غير بارز تماما.
أنا شخصيا لا أفهم منح جوائز من هذا النوع وهي على أي حال مستحدثة على مهرجان كان تحديدا وغيره من المهرجانات الكبرى، فقد كانت الجوائز في الماضي تقتصر على أحسن فيلم وتمثيل وجوائز خاصة فقط للأفلام ككل. وعلى أي حال ولكل ما ذكرته من أسباب لا يمنح النقاد عادة جوائز سوى لأحسن الأفلام، ويشترط الاتحاد الدولي للنقاد (فيبريسي) منح جائزة واحدة لأحسن فيلم في المسابقات المحلية التي تقام في الدول أعضاء الاتحاد من خلال جمعيات النقاد، وهو ما تسير عليه مثلا في مصر جمعية نقاد السينما المصريين، وإن كان الاتحاد يمنح ثلاث جوائز في كان بسبب تعدد الأقسام والمسابقات. ولكن هذا أيضا لا يمنع من أن هناك جهات كثيرة (منها جمعية الفيلم في مصر مثلا) تقوم بتقليد الأوسكار وتمنح جوائز متعددة حتى لأفضل الملصقات السينمائية. والجميع يفضل السير على منوال الدعاية وحشد أكبر عدد من الأسماء والنجوم وارضاء اكبر عدد منهم واتخاذ المهرجان أو المسابقة كظاهرة دعائية وليس كتقييم فني حقيقي. وهذا أمر يتعلق بصميم السؤال التالي الذي ورد في الرسالة التالية (أسفل هذا الكلام) حول هل السينما تسلية أم ثقافة. وأنا أنتمي لجيل حاول أن يجر السينما دوما إلى محيط الثقافة وأن يتعامل معها على هذا الأساس، ولكن هل نجحنا؟ لا أعرف!
=================================================
وصلتني الرسالة التالية من الأستاذ ليث الربيعي:
السلام عليكم..
رحلة موفقة الى مهرجان كان .. وعودا احمد.
اثارني كلام احد النقاد المفاجيء لك ولي وهذا تعليقي..
فعلا انها مفاجأة... فالسؤال الاثير الذي دائما ما كانت اجابته خاطئة.. السينما هل هي فن ام ثقافة؟
في الكلية ايامذاك دخلت نزاعات ونقاشات كثيرة وكبيرة حول اجابتي واصراري على ان السينما (ثقافة) بل عوالم ثقافية صارت تمتزج فيها كل اشكال التعبير الانساني وتقدم بصيغ وابداعات مختلفة ومادتها دائما الصورة والصوت (اللقطة والحوار).
السينما فعلا ثقافة.. وعالمنا العربي ينظر لها بعين قاصرة ويصنفها على انها فن حالها كحال الاغاني الهابطة والرقص الماجن ولا ترقى لللوحة التشكيلية او المسرح.
نحن بحاجة الى السعي لتغيير المفاهيم الصدئة التي تلبذ السينما وتعتبرها متعة او لذة وقتية تزول سرعان ما ينتهي الفيلم بل اننا بحاجة الى دعوة الجميع لارشفة انطباعاته عن الافلام.. ونحن مدعوين لتقريب المسافات بين المشاهد العادي والفيلم الغير عادي.
ادعوك استاذ امير لفتح نقاش عام عن (السينما..ثقافة).
تحياتي
ليث عبد الكريم الربيعي
==================================================
تعليقي على رسالة الأخ ليث أولا أن الذي أدلى بالتعليق الطريف ليس "ناقدا" بل من صحفيي المهرجانات الذين انتشروا كثيرا في الفترة الأخيرة لأسباب لا علاقة لها بالاهتمام بالسينما أو قضاياها أو مهرجاناتها، بل بالجري وراء صور النجوم. وقد عرفت صحفيين (اثنين) جاءا ذات مرة إلى مهرجان سينمائي عربي فقط من أجل متابعة أخبار الميلياردير إيهاب طلعت وزوجته المغنية شيرين وجدي وتصويرهما.
ثانيا: عن قضية السينما: هل هي ثقافة أم فن، رأيي أنها الاثنين معا، ثقافة وفن، بل وصناعة وتجارة. لكن دور الناقد السينمائي المشغول بقضايا السينما، والذي يتعامل معها بجدية (ليس فقط باعتبار أنها من وسائل التسلية) يتعين عليه أن يدافع عن دورها الثقافي، وأن يطالب بتغليبه على دورها كأداة للتسلية، فهذه هي وظيفة النقد: أن يكون جزءا من ثقافة المجتمع ويتعامل بالتالي مع السينما في علاقتها بالفنون الأخرى وبالمنتج الثقافي في المجتمع ككل: المسرح والرواية والشعر والموسيقى والفن التشكيلي، ويتعين عليه أيضا الاستفادة من كل هذه الفنون والآداب. ولكن بسبب تدني النظرة السائدة إلى السينما عموما في المجتمع العربي، لاتزال السينما تنحصر فقط في اطار "التسلية" أو "صناعة التسلية" وهناك من يروجون لذلك بقصد الاستفادة من أصحاب "المنتجات" السينمائية وصناعها، فهؤلاء بكل أسف، يتعيشون على تلك المنتجات الفارغة، ويوظفون بالتالي كتاباتهم من أجل تحقيق المكاسب الشخصية (المادية أساسا).
لكني أنتهز هذه الفرصة وأدعو من خلال هذه المدونة المتواضعة، إلى مناقشة قضية السينما: ثقافة أم تسلية باسم الفن؟
في انتظار مداخلات الإخوة والأصدقاء المهتمين، على أن ترسل المداخلات على بريدي الالكتروني amarcord222@gmail.com
0 comments:
إرسال تعليق