السبت، 16 أكتوبر 2010

"الغرب هو الغرب": بريطانيا الحلم والألم والزواج المختلط

من الأفلام التي يحتفي بها كثيرا مهرجان أبو ظبي الفيلم البريطاني الجديد "الغرب هو الغرب"، بعد عرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو، ثم في مهرجان لندن السينمائي المستمر في نفس الوقت مع مهرجان أبو ظبي.
قبل أكثر من عشر سنوات حقق فيلم "الشرق هو الشرق" East is East نجاحا تجاريا كبيرا في دور العرض البريطانية رغم أنه يقوم على الكشف عن التناقضات بين الشخصية الانجليزية والشخصية الباكستانية، من خلال كوميديا خفيفة ساخرة، تسعى لسبر أغوار المشاكل التي يمكن أن تنتج عن الزواج المختلط، بين رجل باكستاني، وامرأة انجليزية، ينجبان أطفالا يتمسكون بتقاليد البيئة التي نشأوا فيها، أي البيئة الانجليزية، ويرفضون الخضوع للتقاليد الباكستانية المختلفة تماما، التي يحاول الأب أن يلقنهم إياها ولو قسرا.
الآن، في "الغرب هو الغرب" West is West نعود إلى نفس البطلين، أي الزوج والزوجة بعد مرور 11 عاما على قيامهما بالدورين، إلا أن أحداث الفيلم تدور في منتصف السبعينيات، حينما يدرك الأب الذي يطلق على نفسه اسم "جورج خان"- مقتبسا الاسم الأول من البيئة الانجليزية، والثاني يحافظ على لقب العائلة الأصلي، أن ابنه الأصغر "ساجد" لا يعرف شيئا عن وطنه الأصلي، فيقرر القيام برحلة معه إلى البلدة التي ينتمي إليها الأب، في باكستان، رغم رفض ساجد وتمرده بل وسخريته المريرة في النصف الأول من الفيلم، من اللغة والعادات والتقاليد قبل أن يلتقي بولد من عمره، وكهل من المنطقة، ويحتك بهما ويتعلم منهما الحكمة ويتعرف على تقاليد بلد والده.
بالطبع تقع مفارقات عديدة بعد حضور الزوجة الانجليزية ومواجهتها مه الزوجة الباكستانية التي هجرها "جورج" قبل ثلاثين عاما، مع بناته منها، مكتفيا بارسال بعض المال بين حين وآخر. ولكن الأحداث تنتهي نهاية سعيدة، غالأب الذي يشعر بأنه غريب في بلاد الانجليز وغريب في وطنه أيضا، يكفر عن فعلته باقامة منزل حديث لأسرته الأصلية، والإبن الثاني الشاب من الزوجة الانجليزية، يجد عروسا ملائمة له، باكستانية عادت إلى بلدها لكي تتزوج من أحد أبناء بلدها، والإبن الأصغر ساجد يحقق نوعا من التوازن بين ثقافته الأصلية وثقافتة البيئة التي نشأ فيها، والزوجتان تحققان مصالحة من نوع ما.. ويعود جورج مع "إيلا" إلى بريطانيا، وتبقى الزوجة الهندية مع بناتها بعد أن تدرك أن الماضي لن يعود، وأن جورج اختار لنفسه حياة جديدة مختلفة من دهر وبات من المستحيل تغيير دفة الأحداث.
وحسب طبيعة الموضوع الذي تتفجر من خلاله الكثير من المفارقات والتناقضات والأحداث الطريفة، كان الطابع الكوميدي هو الأنسب.. ولكن لأنه موجه أساسا إلى جمهور بريطانيا، سواء من الأصليين أو المهاجرين من باكستان أو الأجيال الاجديدة التي تنتمي إلى ثقافة باكستان دون أن تكون قد نشأت على ترابها بالضرورة، يلعب سيناريو الفيلم على إبراز هذه التناقضات لكي يضحكنا عليها، ولكي يكشف كيف أن الصورة النمطية الراسخة في خيال كل طرف عن الآخر ليست بالضرورة الصورة الصحيحة، وأن التعايش والتسامح أفضل من البقاء داخل سجن الذات الحديدي.
أسلوب إخراج قريب من مسلسلات "السوب أوبرا" التليفزيونية التي يشاهدها الملايين يوميا، وأداء تمثيلي لافت من كل الممثلين المشاركين في الفيلم، واستخدام موفق كثيرا للموسيقى والأغاني والايقاعات الباكستانية.
أما إذا كانت هذه الخلطة ستنجح في تكرار ما حققه الفيلم السابق من نجاح، فأمر يظل محل اختبار حقيقي عند نزول الفيلم إلى أسواق بريطانيا التي تغيرت نظرة جمهور السينما فيها مثيرا خلال العقد الماضي، واختلفت اهتماماته. لكن العرض التليفزيوني قد يكون مناسبا أكثر، ولذلك دخل بي بي سي طرفا مباشرا في إنتاج الفيلم.

1 comments:

محمد الخراشي يقول...

الفيلمين ذكرونى بمسلسل أمريكى - أنا شخصيا أحببته جدا و لكنه مع الأسف تم انتاج 18 حلقة فقط ثم توقف انتاجه - لا أعلم لماذا
المسلسل اسمه
Aliens in America

http://www.imdb.com/title/tt0790603/

http://en.wikipedia.org/wiki/Aliens_in_America

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger