الاثنين، 4 أكتوبر 2010

أيام قرطاج السينمائية: خبر وتعليق

تقام الدورة الـ23 من أيام قرطاج السينمائية (مهرجان قرطاج السينمائي) في الفترة من 23 حتى 30 أكتوبر الجاري. وقد أعلنت إدارة المهرجان برئاسة درة بوشوشة عن أسماء معظم الأفلام المشاركة باستثناء الأفلام التونسية التي ستشارك في المسابقة.
الأفلام العربية التي أعلن عنها هي "ميكروفون" لأحمد عبد الله من مصر، و"يوم آخر" لجود سعيد من سورية، و"كل يوم عيد" لديما الحر من لبنان، و"رحلة إلى الجزائر" لعبد الكريم بهلول من الجزائر، و"مدن الترانزيت" لمحمد هسكي من الأردن. ولاشيء حتى الآن من المغرب أكبر بلد عربي بعد مصر من ناحية كم الإنتاج السينمائي.

يتوقع عرض فيلمان على الأقل من تونس بالمسابقة الرسمية التي تضم أيضا افلاما افريقية، والفيلمان التونسيان اللذان نتوقع عرضهما هما "النخيل الجريح" لعبد اللطيف بن عمار، و"وقائع احتضار" لعائدة بن علية.
ويحتفي المهرجان بالمخرج الجزائي رشيد بوشارب بعرض كل أفلامه، كما يعرض فيلم "فينوس السوداء" للمخرج التونسي الذي يعمل في نطاق السينما الفرنسية، عبد اللطيف كشيش.
وقد تقرر افتتاح المهرجان بالفيلم الافريقي (من تشاد بتمويل فرنسي) "الرجل الذي يصرخ" للمخرج محمد صالح هارون، وقد سبق عرضه في مسابقة مهرجان كان هذا العام.

ويرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الموسيقار التونسي أنور براهم، أما أعضاء اللجنة فهم المخرج الاثيوبي الكبير هايلا جيريما (الحاصل على التانيت الذهبي في الدورة الماضية عن فيلمه "تيزا")، والمخرج عبد الرحمن سيساكو من موريتانيا، والكاتب عتيق رحيمي من أفغانستان والممثلة ناتالي باي من فرنسا، والممثلة المصرية الهام شاهين.

مشكلة مهرجان قرطاج السينمائي مثل مشاكل المهرجانات التي تقام في العالم العربي، التي تخلو من قاعة مخصصة للعروض الصحفية للنقاد والمهتمين والدارسين، تتمثل في اهتمامه الشديد بإشراك شخصيات سينمائية ثابتة من مصر تحديدا، يتم تبادلها فيما بين المهرجانات (ثم قذفها بالأحجار في الصحافة المحلية بعد أن ينتهي المهرجان)، ولدينا مثال واضح على ما نقول هنا أي الممثلة الهام شاهين التي يختزلون من خلالها- منذ نحو 20 عاما - السينما المصرية والثقافة السينمائية في مصر، مما اعتبره شخصيا إساءة لهذه الثقافة وللحركة السينمائية الممتدة في هذا البلد منذ أكثر من 80 عاما.

إن الهام شاهين تجسد الصورة النمطية السائدة للتمثيل في السينما والتليفزيون في مصر، وليس التمثيل الحديث، ولا السينما الحديثة. وفكرة الاستغناء عن ضم مخرجين مصريين مشهود لهم إلى لجان التحكيم العربية، والاكتفاء دائما بممثلة- نجمة، هي فكرة تقوم على "التسليع" أي على أن المهرجان سلعة لا يصلح الترويج لها إلا من خلال "نجوم" من مصر مثل حسين فهمي والهام شاهين وهما قاسمان مشتركان في معظم المهرجانات السينمائية العربية حتى الجاد منها مثل مهرجان دبي، في حين أنهما ليسا من أفضل الممثلين في مصر ولا يمثلان الفيلم المصري الحديث الذي تحرص المهرجانات على الحصول عليها مثل "رسائل البحر" و"ميكروفون" و"الحاوي" و"عين شمس" و"جنينة الأسماك" (الفيلمان الأخيران مثلا من الدورة الماضية من قرطاج).
هذا التناقض بين الحرص على اختيار أفلام ذات قيمة فنية، وفي الوقت نفسه، إشراك ممثلات متخصصات في الظهور في أفلام تجارية سائدة، يعكس نوعا من الازدواجية في الفكر والهدف. فما المقصود من وجود الهام شاهين في لجان تحكيم معظم مهرجانات السينما التي تقام في العالم العربي: القاهرة والاسكندرية وأبو ظبي وتطوان ودمشق وسلا ووهران (الذي توفي بالسكتة القلبية!)؟
وما المقصود من غياب السينمائيين المصريين الحقيقيين عن لجان التحكيم؟ لست بالطبع أشير إلى مؤامرة من نوع ما، بل يقينا إلى تدخلات تأتي من سلطات خارج سلطة إدارة المهرجان وتفرض مثل هذه الشخصيات على لجان التحكيم. ولدي في هذا المجال الكثير من القصص التي سمعتها من مديري بعض المهرجانات.. وهي قصص ليس من الممكن روايتها هنا بالطبع!

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger