من فيلم "كارلوس" الفرنسي أحد أفلام المسابقة
يشمل برنامج مهرجان أبوظبي الرابع (14- 23 أكتوبر) خمس مسابقات: مسابقة الأفلام الروائية، ومسابقة الأفلام الوثائقية، ومسابقة تجمع بين الروائي والوثائقي تحت اسم "آفاق جديدة"، ومسابقة للأفلام القصيرة، وأخيرا مسابقة "أفلام من الإمارات".
وإذا كان مفهوما أن تكون هناك مسابقت للأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والوثائقية إلا أنه ليس من المفهوم أن تخصص مسابقة ثانية للأفلام الروائية والوثائقية الطويلة هي مسابقة "آفاق جديدة" فهذه ازدواجية لا معنى لها، بل ولا نظير لها في أي مهرجان نعرفه، وعادة ما تعرض الأفلام التي يرغب المهرجان في تسليط الأضواء عليها، في قسم خاص للتعريف بهذه الأفلام، ولكن ربما يكون اتجاه مهرجان كان منذ عامين إلى تخصيص جائزة لأفضل الافلام في قسم "نظرة ما" هو الدافع وراء هذه المسابقة الجديدة المبتدعة.
المسابقة الرئيسية للأفلام الروائية الطويلة تشمل عرض 15 فيلما هي "كارلوس" لأوليفييه أسايس (فرنسا)، و"شيكو وريتا" لثلاثة مخرجين (اسبانيا)، و"سيرك كولومبيا" لدانيش تانوفيتش (البوسنه)، و"الخندق" لوونج بنج (الصين- فرنسا)، و"شتي يادنيا" لبهيج حجيج (لبنان)، و"في عالم أفضل" لسوزان بيير (الدنمارك- السويد)، و"المهمة" لدينيس فلينيف (كندا)، و"حياة سمكة" لماتياس بيز (شيلي)، و"رسائل البحر" لداود عبد السيد (مصر)، و"ميرال" لجوليان شنابل (أمريكا)، و"لا تدعني أذهب" لمارك رومانيك (بريطانيا)، و"أرواح ساكنة" لألكسي فيدروشنكو، و"المراة المدللة" لفرنسوا أوزون (فرنسا)، و"روداج" (أو ترويض) لنضال الدبس (سورية)، و"العنزة العذراء" لمورالي ناير (الهند).
ثلاثة أفلام
ويوجد في المسابقة ثلاثة أفلام فقط من العالم العربي، من مصر وسورية ولبنان، أي خمس أفلام المسابقة وهذا ليس كافيا، وواضح أن مهرجان الدوحة تمكن من الحصول على عدد أكبر من الأفلام العربية الجديدة، وربما فضل السينمائيون التوانسة عرض أفلامهم الجديدة (4 افلام) في مهرجان قرطاج، كما يغيب تمثيل المغرب (التي تنتج 15 فيلما سنويا) علما بأن فيلم "الجامع" لداود أولاد السيد سيشارك في مهرجان الدوحة.
ويغيب عن المسابقة أفلام من تركيا وإيران، أي من الفضاء الطبيعي الاقليمي كما كان في العام الماضي، ربما لأنه المهرجان تخلص من فكرة أنه مخصص لأفلام ما يسمى بـ"الشرق الأوسط" حتى تستبعد تماما فكرة أنه يعتزم فتح الباب أيضا أمام الأفلام الإسرائيلية، ولو لتلك التي تعتبر من الأفلام المتوازنة، في حين يبدو أن مهرجان الدوحة يسير في هذا الاتجاه.
لكن لاشك أن المسابقة تتميز بوجود أفلام مهمة مثل الروسي، والبوسني والاسباني والأمريكي (ميرال) الذي يتوقع أن يثير الكثير من المناقشات أينما يعرض (سيعرض في الدوحة أيضا). وتنوع الأفلام واضح كما هو واضح أيضا الابتعاد عن غلبة الأفلام الغربية والأمريكية تحديدا وكما كانت العادة في الدورتين الأولى والثانية من هذا المهرجان.
وليس مفهوما أن يقبل المهرجان عرض نسخة سينمائية مختصرة كثيرا جدا من الفيلم الفرنسي "كارلوس" الذي شاهدناه في مهرجان كان، في نسخة تصل إلى نحو خمس ساعات ونصف الساعة، وكان يجب أن تعرض النسخة المختصرة (159 دقيقة) خارج المسابقة ضمن البرامج الخاصة.
أما مسابقة الأفلام الوثائقية فتضم 13 فيلما طويلا من الولايات المتحدة والصين والمانيا وهولندا ولبنان والأرجنتين وبريطانيا، ويعرض فيلم جديد للمخرج العراقي لعطية الدراجي ومحمد الدراجي خارج المسابقة.
من لبنان يشارك محمد سويد بفيلم جديد بعنوان "بحبك ياوحش"، وهناك فيلمان عن القضية الفلسطينية هما "أطفال الحجارة.. أطفال الجدار" من ألمانيا، و"وطن" من هولندا. وهناك الفيلم البديع للمخرج الأرجنتيني باتريشيو جوزمان "حنين للضوء" الذي شاهدناه في مهرجان كان، ولاشك أنه درس في السينما الوثائقية من معلم كبير.
وتضم مسابقة الأفلام القصيرة 18 فيلما من ايطاليا وفرنسا وبولندا بلغاريا وألمانيا والسويد وبريطانيا وتونس والجزائر والمكسيك وبولندا وإيران والنرويج واستراليا. وهناك مسابقة أخرى للأفلام القصيرة التي صنعها طلاب معاهد السينما وتشمل عرض 15 فيلما.
وتضم مسابقة الأفلام القصيرة 18 فيلما من ايطاليا وفرنسا وبولندا بلغاريا وألمانيا والسويد وبريطانيا وتونس والجزائر والمكسيك وبولندا وإيران والنرويج واستراليا. وهناك مسابقة أخرى للأفلام القصيرة التي صنعها طلاب معاهد السينما وتشمل عرض 15 فيلما.
ماذا فعلنا بعالمنا؟
وتحت عنوان "ماذا فعلنا بعالمنا" يعرض المهرجان ثلاثة أفلام تسجيلية هي "ملكة الشمس" من أمريكا، و"دموع غزة" من النرويج، و"شيوعيين كنا" من لبنان، والأخير عرضه مخرجه ماهر أبي سمرة العام الماضي في نسخة غير مكتملة.
أما مسابقة "آفاق جديدة" فتشمل عرض 17 فيلما طويلا، ما بين روائي ووثائقي من الأرجنتين وأمريكا (3 أفلام) وإيران (فيلمان) ومصر (فيلمان) وفرنسا ولبنان (فيلمان) وسورية والعراق وباكستان والإمارات وكندا وتركيا.
هنا نجد التوازن العالمي والاقليمي والعربي متحقق في اختيارات الأفلام دون أن تطغى السينما الغربية أو الأمريكية تحديدا كما هو معتاد.
من فيلم "اليازرلي" لقيس الزبيدي
الأفلام العربية المشاركة في هذا القسم هي "داخل.. خارج الغرفة" للمخرجة الشابة دينا حمزة من مصر، و"جلد حي" لفوزي صالح من مصر، والفيلمان من النوع الوثائقي، و"طيب.. خلاص، ياللا" لرانيا عطية ودانييل جارثيا من لبنان، و"مرة أخرى" لجود سعيد من سورية، و"كارانتينا" لعدي رشيد من العراق (وهذا هو فيلمه الثاني)، و"ثوب الشمس" لسعيد سلمان من الإمارات، و"مملكة النساء: عين الحلوة" لدهنا أبو رحمة (لبنان) وهو وثائقي.
وتشمل مسابقة "أفلام من الإمارات" 46 فيلما قصيرا صورت بفضل كاميرا الديجيتال التي تطورت كثيرا خلال السنوات الأخيرة.
ومرة أخرى نجد قسما بعنوان "ماذا فعلنا بعالمنا" يشمل 7 أفلام وثائقية طويلة من استراليا وألمانيا والسويد وفرنسا والمكسيك والبرازيل وبريطانيا.
الأفلام التي تعرض خارج المسابقات تحت عنوان "سلة الأفلام" Showcase سيشاهد جمهور المهرجان عشرة أفلام منها فيلم "نسخة موثقة" لعباس كياروستامي الذي عرض في مسابقة مهرجان كان الأخير، و"لعبة عادلة" (عن حرب العراق)، وعرض في كان أيضا، و"الغرب هو الغرب" لآندي دو إيموني (بريطانيا)، و"القسم" The Oath للورا بوتراس (أمريكا)، والنساء بطلات" (تسجيلي من فرنسا)، و"ملوك المعجنات" من فرنسا (تسجيلي).
كنوز الأرشيف
ومن أهم أقسام المهرجان قسم يشمل عرض عدد من الأفلام الكلاسيكية التي تم ترميمها مثل "السيرك" لشابلن، و"متروبوليس" لفريتز لانج، و"المومياء" لشادي عبد السلام.
وفي قسم خاص للأفلام التي توصف بـ"التجريبية" يعرض فيلم "اليازرلي" لقيس الزبيدي من عام 1967، و"يد إلهية" و"سجل اختفاء" لإيليا سليمان. ولست واثقا من صحة تصنيف هذه الأفلام الثلاثة على اعتبار أنها من الافلام "التجريبية"، كما أنني وجدت بينها فيلما مصريا جديدا من إنتاج 2009 بعنوان "سياحة داخلية" (62 دقيقة) للمخرجة مها مأمون، يعتمد على لقطات من الأفلام المصرية القديمة.
وحتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذا المقال لم تعلن أسماء لجان التحكيم كما لم تتضح تماما طبيعة النشاط الثقافي الموازي للعروض باستثناء الإعلان عن مؤتمر يقام لمدة 3 أيام (13- 15 أكتوبر) يستضيف عددا من السينمائيين من بلدان مختلفة، ويمزج بين المحاضرات والورشة، ولا يتضح لي تماما الهدف من هذا المؤتمر ولا من الذي سيستفيد منه حقا، ولا حجم الوجود العربي فيه، فالأسماء لاتزال غائبة، لكن من ينتظر سيعرف بكل تاكيد.
من فيلم "الدمية" لريم البيات من السعودية في
مسابقة "أفلام من الإمارات" وهو أمر غير مفهوم
فهل هي أفلام إماراتية كما يقول اسمها أم خليجية؟
0 comments:
إرسال تعليق