لم يبق لي الكثير في أبو ظبي فلابد أن أعود إلى لندن غدا السبت، لن أحضر كالعادة حفل الختام بل سأتلقى نتائج المسابقات مساء بعد أن أكون قد بلغت مقصدي، أي بيتي.
التكهنات هنا ليست كبيرة: الأفلام العربية لابد أن تحصل على قسم لا بأس به من الجوائز (ذات القيمة المالية الكبيرة) بحكم النظام الجديد الذي ابتكره المهرجان وهو نظم عادل يرمي إلى تشجيع السينما العربية.
من بين افلام المسابقة التي عرضت عرضها الثاني مساء أمس الفيلم الكندي الإنتاج "الطهي مع ستيلا" وهو من اخراج المخرج الهندي ديليب ميهتا ومن تأليفه مع شقيقته المخرجة الشهيرة ديبا ميهتا.
وهو نوع من الكوميديا الاجمتماعية الساخرة يجسد مخرجه من خلال تداخل العلاقات فكرة العلاقة بين السادة والخدم، وتناقض المفهوم الغربي للموضوع مع المفهوم الشرقي، ومن خلال مآزق ومفارقات صغيرة متفرق. وستيلا هي الطاهية العجوز التي تنتهز كل فرصة لاستغلال مخدوميها ولا تقبل أبدا التعامل معهم على قدم المساواة كما يطالبونها. ورأيي الخاص أن الممثلة الرائعة التي قامت بالدور الرئيسي (أي دور الطاهية المتلاعبة) تستحق جائزة التمثيل.
الجمهور تجاوب كثيرا مع الفيلم وأحداثه وشخصياته، ولكن علمت من مخرجه أن السفير الهندي الذي حضر أمس عرضه الثاني في المهرجان أبدى استياءه الشديد بل واحتج لدى المهرجان على عرض الفيلم بدعوى أنه يسيء إلى الهند كشعب وثقافة (رغم اظهاره الوجه الايجابي من خلال شخصيات أخرى وبحثه عن مبررات لتصرفات الشخصية الرئيسية ورغم كونه من اخراج مخرج هندي).
هذا الأمر يذكرني بما ينتاب بعض المسؤولين المصريين في الكثير من الأحيان، تحت ضغط قوى الظلام التي يترك لها العنان لممارسة ابتزازها للشعب حتى يمكن استخدام هذ ا الابتزاز وسيلة لكي تبتز الحكومة دولا أخرى تدعمها، بدعوى "الخطر الأصولي" بينما يمكن مكافحة التطرف بكل أشكاله إذا تركنا الحرية تحلق.. لكن هذا موضوع آخر يرتبط بكل تأكيد، بنمو الحركة الشعبية وثقافة الناس. هؤلاء المسؤولين يهبون بين وقت وآخر لاتهام صانعي الأفلام وغيرها، بأبشع الاتهامات بدعوى الحفاظ على القيم ما يطلقون عليه "ثوابت الأمة" بينما يخالفون هم يوميا كل القيم والثوابت بما هو ثابت في سجلات البنوك والرقابة الادارية وملفات الأمن، بل ويوجد أحد رموزهم حاليا في السجن بعد الحكم عليه بالاعدام لتقل عشيقته التي طارت من قفصه!
التكهنات هنا ليست كبيرة: الأفلام العربية لابد أن تحصل على قسم لا بأس به من الجوائز (ذات القيمة المالية الكبيرة) بحكم النظام الجديد الذي ابتكره المهرجان وهو نظم عادل يرمي إلى تشجيع السينما العربية.
من بين افلام المسابقة التي عرضت عرضها الثاني مساء أمس الفيلم الكندي الإنتاج "الطهي مع ستيلا" وهو من اخراج المخرج الهندي ديليب ميهتا ومن تأليفه مع شقيقته المخرجة الشهيرة ديبا ميهتا.
وهو نوع من الكوميديا الاجمتماعية الساخرة يجسد مخرجه من خلال تداخل العلاقات فكرة العلاقة بين السادة والخدم، وتناقض المفهوم الغربي للموضوع مع المفهوم الشرقي، ومن خلال مآزق ومفارقات صغيرة متفرق. وستيلا هي الطاهية العجوز التي تنتهز كل فرصة لاستغلال مخدوميها ولا تقبل أبدا التعامل معهم على قدم المساواة كما يطالبونها. ورأيي الخاص أن الممثلة الرائعة التي قامت بالدور الرئيسي (أي دور الطاهية المتلاعبة) تستحق جائزة التمثيل.
الجمهور تجاوب كثيرا مع الفيلم وأحداثه وشخصياته، ولكن علمت من مخرجه أن السفير الهندي الذي حضر أمس عرضه الثاني في المهرجان أبدى استياءه الشديد بل واحتج لدى المهرجان على عرض الفيلم بدعوى أنه يسيء إلى الهند كشعب وثقافة (رغم اظهاره الوجه الايجابي من خلال شخصيات أخرى وبحثه عن مبررات لتصرفات الشخصية الرئيسية ورغم كونه من اخراج مخرج هندي).
هذا الأمر يذكرني بما ينتاب بعض المسؤولين المصريين في الكثير من الأحيان، تحت ضغط قوى الظلام التي يترك لها العنان لممارسة ابتزازها للشعب حتى يمكن استخدام هذ ا الابتزاز وسيلة لكي تبتز الحكومة دولا أخرى تدعمها، بدعوى "الخطر الأصولي" بينما يمكن مكافحة التطرف بكل أشكاله إذا تركنا الحرية تحلق.. لكن هذا موضوع آخر يرتبط بكل تأكيد، بنمو الحركة الشعبية وثقافة الناس. هؤلاء المسؤولين يهبون بين وقت وآخر لاتهام صانعي الأفلام وغيرها، بأبشع الاتهامات بدعوى الحفاظ على القيم ما يطلقون عليه "ثوابت الأمة" بينما يخالفون هم يوميا كل القيم والثوابت بما هو ثابت في سجلات البنوك والرقابة الادارية وملفات الأمن، بل ويوجد أحد رموزهم حاليا في السجن بعد الحكم عليه بالاعدام لتقل عشيقته التي طارت من قفصه!
سرقة جديدة
حدث أمس أن صديقا من الموجودين هنا دعاني إلى قراءة ما هو منشور في مدونة الصديق القديم الناقد محمد رضا، تحت عنوان "جنس وفلسفة" عنوان فيلم محسن مخملباف الشهير، لكي أفاجأ بسطو من النوع الوقح جدا على أفكاري ولغتي واسلوبي وعباراتي وصياغتي للمقال مع بعض التصرفات البسيطة التي يود السارق (وهو من السعودية ويدعى خالد ربيع السيد، لا أعرفه ولم يسبق ان التقيته) الإيحاء من خلالها بأن المقال من بنات أفكاره.
وقد أذهلتني المفاجأة، فما أكتبه في موقع بي بي سي أو غيره منشور ومعلن ويقرأه المهتمون، والعلاقات بين نقاد السينما وأصحاب المواقع تتيح لهم التواصل والاتصال مهما بلغت المسافات فيما بينهم، ويمكن كشف الأمر بسهولة لأننا لا نعيش في قرية معزولة عن الدنيا، بل في قرية الكترونية متصلة. والمقال المسروق من أكثر مقالاتي انتشارا وشيوعا بين القراء فقد تردد عليه عند نشره في موقع بي بي سي العربي أكثر من من مائة ألف قاريء، وعاد وقرأه كثيرون بعد ذلك عند نشره في هذا الموقع، كما أن أسلوب كاتبه معروف أيضا للقراء، ولم يسبق أن كتب نقاد عرب عن الفيلم غيري باستثناء بعض التعليقات العابرة المترجمة.
وقد أذهلتني المفاجأة، فما أكتبه في موقع بي بي سي أو غيره منشور ومعلن ويقرأه المهتمون، والعلاقات بين نقاد السينما وأصحاب المواقع تتيح لهم التواصل والاتصال مهما بلغت المسافات فيما بينهم، ويمكن كشف الأمر بسهولة لأننا لا نعيش في قرية معزولة عن الدنيا، بل في قرية الكترونية متصلة. والمقال المسروق من أكثر مقالاتي انتشارا وشيوعا بين القراء فقد تردد عليه عند نشره في موقع بي بي سي العربي أكثر من من مائة ألف قاريء، وعاد وقرأه كثيرون بعد ذلك عند نشره في هذا الموقع، كما أن أسلوب كاتبه معروف أيضا للقراء، ولم يسبق أن كتب نقاد عرب عن الفيلم غيري باستثناء بعض التعليقات العابرة المترجمة.
وقد أرسلت للأستاذ محمد رضا ألفت نظره للأمر فقام على الفور بحذف المقال المسروق من مدونته ونشر التنويه التالي الذي أعيد نشره هنا لعله يساهم في ردع السارقين:
((بعث لي الزميل والصديق أمير العمري برسالة تلفت النظر الى أن الموضوع الذي نٌشر هنا بتاريخ الرابع عشر من هذا الشهر تحت عنوان »جنس وفلسفة« (عنوان فيلم محسن مخملباف الأخير) بقلم الناقد خالد ربيع السيّد، هو منقول عن مقالته المنشورة عن الفيلم نفسه في موقع البي بي سي كما في موقعه الخاص "الحياة في السينما". وقد قارنت بالفعل بين المقالتين ووجدت أن مقالة خالد ربيع السيد مبنية بالكامل، مع تغييرات معيّنة، على مقالة الزميل أمير العمري٠بناءاً على ذلك، قمت على الفور بحذف مقالة الأخ خالد ربيع السيد وبعثت للأخ أمير بإعتذار خالص وأكرر هذا الإعتذار بمطلق اختياري وحرّيتي ورغبتي٠أضيف الى ذلك، أنني في خندق واحد ضد كل عملية سطو او لطش او نقل او سرقة أي مقال من أي كاتب لأن في هذا السطو، على أشكاله، إهانة لجهد الكاتب الأصلي لا تبرير لها على الإطلاق إلى جانب إنها بالدرجة الأولى إهانة للكاتب الناقل تسيء إليه قبل سواه، ويجب أن لا يرضى بها أساساً عبر الإمتناع عن السطو على جهد الآخرين جملة وتفصيلاً٠))
شكرا للزميل محمد رضا على موقفه الحاسم والحازم (وإن كان قد نسى حذف التنويه الموجود في فهرس العدد عن المقال باسم الكاتب- اللص)، وقد وعدته بأنني سأزوده بالمزيد من كتابات الناقد- المزعوم- السارق التي تمتليء بسرقات أخرى من مقالاتي ومقالات غيري والتي اطلعت على قسم منها.
((بعث لي الزميل والصديق أمير العمري برسالة تلفت النظر الى أن الموضوع الذي نٌشر هنا بتاريخ الرابع عشر من هذا الشهر تحت عنوان »جنس وفلسفة« (عنوان فيلم محسن مخملباف الأخير) بقلم الناقد خالد ربيع السيّد، هو منقول عن مقالته المنشورة عن الفيلم نفسه في موقع البي بي سي كما في موقعه الخاص "الحياة في السينما". وقد قارنت بالفعل بين المقالتين ووجدت أن مقالة خالد ربيع السيد مبنية بالكامل، مع تغييرات معيّنة، على مقالة الزميل أمير العمري٠بناءاً على ذلك، قمت على الفور بحذف مقالة الأخ خالد ربيع السيد وبعثت للأخ أمير بإعتذار خالص وأكرر هذا الإعتذار بمطلق اختياري وحرّيتي ورغبتي٠أضيف الى ذلك، أنني في خندق واحد ضد كل عملية سطو او لطش او نقل او سرقة أي مقال من أي كاتب لأن في هذا السطو، على أشكاله، إهانة لجهد الكاتب الأصلي لا تبرير لها على الإطلاق إلى جانب إنها بالدرجة الأولى إهانة للكاتب الناقل تسيء إليه قبل سواه، ويجب أن لا يرضى بها أساساً عبر الإمتناع عن السطو على جهد الآخرين جملة وتفصيلاً٠))
شكرا للزميل محمد رضا على موقفه الحاسم والحازم (وإن كان قد نسى حذف التنويه الموجود في فهرس العدد عن المقال باسم الكاتب- اللص)، وقد وعدته بأنني سأزوده بالمزيد من كتابات الناقد- المزعوم- السارق التي تمتليء بسرقات أخرى من مقالاتي ومقالات غيري والتي اطلعت على قسم منها.
وأود أن ألفت نظر السارق إلى أنني سوف ألجأ مستقبلا إلى مقاضاته في بلده وأطالب بتطبيق حد السرقة عليه أي قطع يده علانية، وربما لسانه أيضا، إذا لم يختف تماما من ساحة النقد السينمائي في هدوء.. وإن عادوا عدنا!
0 comments:
إرسال تعليق