الأحد، 31 أغسطس 2008

يوميات فينيسيا 5



هل أفلام المسابقة الرسمية في مهرجان فينيسيا على المستوى الذي يليق بمهرجان دولي كبير؟
هذا هو السؤال الذي يردده نقاد كثيرون حاضرون هنا.
الناقد البريطاني المخضرم ديريك مالكولم كان أمس يحادثني في هذا الموضوع. ديريك أراه يجوب المهرجانات منذ عام 1985، أي منذ أن كان مديرا لدورة واحدة فقط لمهرجان لندن السينمائي، وكانت لي معه صولات وجولات أخذ يذكرني بها أمس وهو الذي فاجأني بأنه تجاوز السادسة والسبعين من العمر.
هو غير راض عن افلام المسابقة، وهناك ناقدة أخرى ألمانية أبدت استياءها من اختيار فيلمين يابانيين من افلام الرسوم داخل المسابقة هذا بالطبع بالاضافة إلى فيلم المخرج تاكيشي كيتانو الذي يهيم به صحفيون سينمائيون (وليس نقادا) في أوروبا ويجدون في أفلامه غرابة وتوحشا طريفا مضحكا يدخل البهجة على قلوبهم.
المخرج الفرنسي الكبير باربيت شرودر الذي أدهشنا جميعا العام الماضي بفيلمه الوثائقي الكبير "محامي الإرهاب" عن المحامي الفرنسي الشهير المثير للجدل جاك فيرجاس الذس دافع عن كل الشخصيات المعروفة من جميلة بوحيرد إلى كلاوس باربي.
شرودر اموجود في فينيسيا حاليا يشارك في المسابقة بفيلم غريب يستوحي فيه أفلام الرعب اليابانية، بل ان الفيلم في معظمه يدور في اليابان وحواره ناطق باليابانية في أجزء كثيرة منه.
فيلم لا يمكن اعتباره خيالي، ولا يمكن قبوله كعمل واقعي، بل هو أقرب إلى اللهو الطفولي
الساذج وهو بعنوان "إنجو: الشيطان في الظلال".
كثير من النقاد انسحبوا، عن حق، من العرض الصحفي للفيلم الذي يسبق العرض العام الرسمي.
أما الفيلم الإيطالي الذي أخرجه مخرج تركي يعيش ويعمل في ايطاليا فهو ميلودراما أخرى من الفواجع الايطالية عن العلاقات الزوجية وبين الآباء والأبناء، وعن الجنون الذي يمكن ان يقود إلى القضاء على الأسرة وتدمير النفس. وأراه لو أن هذا الفيلم راقتبس في فيلم مصري لما فكر أحد من المشرفين على مهرجان فينيسيا حتى بمجرد مشاهدته للاطلاع!
علمت طبعا من مدة أن المخرج مجدي أحمد علي أرسل للمهرجان نسخة للمشاهدة من فيلمه "خلطة فةوية" أراد أن يشترك به في المهرجان، لكن الواضح أن المهرجان رفض الفيلم. والطريف أن الخبر الذي تردد في الصحف العربية نقلا عن بعضها البعض كما هي عادتها السيئة، يقول إن "إلهام شاهين تطالب مهرجان فينيسيا بعرض فيلمها "خلطة " في مسابقته!
ولست أولا متأكدا ما إذا كانت إلهام شاهين سمعت بشئ اسمه مهرجان فينيسيا أصلا، وإذا كانت قد سمعت فلا أظن أن الأمر يعنيها أكثر مما يعنيها مثلا الاشتراك في مهرجان جمعية الفيلم!
الواضح لي أن المهرجان هنا في عهد ماركو موللر (يعتبره بعض العرب صديقا للسينمائيين العرب وهو ليس كذلك!) يرفض أي مشاركة عربية باستثناء الأفلام الممولة من الغرب وخصوصا أفلام المغرب العربي التي يصنعها مخرجون لا يعيشون أصلا في بلادهم، دون أن يعني هذا اي تشكيك في مواهبهم. كان هذا واضحا في اشتراك "الرحلة" قبل 4 سنوات ممثلا المغرب وهو من الانتاج الفرنسي، وفي 2006 "روما ولا انتما" الذي مثل الجزائر (وهو فرنسي مائة بالمائة)، وفيلم "انه حقا عالم رائع" لفوزي بن سعيد وهو مغربي من التمويل الفرنسي بالكامل، و"كسكسي بالسمك" من الانتاج الفرنسي ايضا وإن اعتبرناه تونسيا بحكم جنسية مخرجه والحاصل على جائزة مهمة هنا العام الماضي، وكذلك فيلم يوسف شاهين (البعض يصر على أنه فيلم خالج يوسف فليكن) "هي فوضى" وإن كان شاهين في حد ذاته مؤسسة كاملة رحمه الله.
وهذا العام يعود مخرج "روما..." بفيلم جديد هو بعنوان Gabbla وهي كلمة اجتهدت واخطأت في ترجمتها ويترجمونها في كتالوج المهرجان بالانجليزية Inland فإذا كان أحد يعرف ما معنى هذه الكلمة في اللهجة الجزائرية فليتفضل ليقول لنا لأنني عشت 4 سنوات في الجزائر وفشلت في أن أفهم معناها اللهم أن تكون "قبلا" أو قبل بمعنى مل حخدق في الماضي.. من قبل، فليس ممكنا أن كون المعنى المقصود "قبلة" (للصلاة) أو جبلة (أخت الجبل!).. والله وحده أعلم!

1 comments:

غير معرف يقول...

سخرية في محلها...

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger