صديقي أمير
أبحث عن هدية سينمائية بمناسبة إصدارك مدونتك "حياة في السينما" في يومها الأول لا أدري ما أفعل هل المساهمة بالتردد على الموقع تكفي، لا أدري؟
وبما أنني لست ناقداً ولا مؤرخا سينمائيا ولا صحفيا بل بالقوة مخرج، وبالقوة إستطعت أن أجيب على سؤال المنتج التونسي محمد الحبيب عطية عندما طلب مني أن أكتب بنفسي بعض السطور حول لماذا فيلمي الجديد (عيد ميلاد ليلى) وخصوصاً عندما سألني ماذا يعني لك الفيلم.
المنتج يطلب مواد من المخرج لإحتياجات التوزيع والتسويق وكتالوجات المهرجانات وخصوصاً أن الفيلم جديد وسوف يفتتح الشهر القادم في مهرجان ترونتو وبعده مهرجانات مهمة بالعالم وجميع المهرجانات العربية التي أصبح عددها أكثر من عدد الأفلام التي ممكن أن تعرض بالسينمات وليس بالمهرجانات.
قررت أن أرسل الإجابة له ولك في آن واحد ربما يحصل أرشيف (حياة في السينما) على أول معلومات عن هذا الفيلم الذي صور في رام الله مع محمد بكري الممثل الرئيس، وعرين عمري ومجموعة كبرى من الممثلين الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية والقدس وفلسطين المحتلة سنة 1948 لليوم.
ورسالتي للمنتج هي كالتالي:
عزيزي محمد حبيب عطية
فيلم (عيد ميلاد ليلى) بالنسبة لي هو محاولة لترجمة البلبلة التي ترافق الشارع الفلسطيني في السنوات الأخيرة ، والناتجة من حقيقة كونه قابع تحت الإحتلال الإسرائيلي أكثر من نصف قرن، يقاوم للتحرر، ويفاوض للسلام، والنتيجة في أغلب الأحيان هي المزيد من تدهور الوضع، والعودة للوراء وما يترتب على ذلك من إحباطات وعدم مبالاه، ووخصوصاً عدم القدرة على الإعتناء بالتفاصيل الصغيرة للحياة، مما يجعل حياتنا في بلدنا عبارة عن نسيج طريف من البؤس المبكي المضحك.
الفيلم أيضاً هو عبارة عن محاولة إضافية لإعادة إختراع الأمل الذي إحترفنا إختراعه ، خصوصاً في تلك المرحلة الخاصة من حياتنا والتي يتواجد بها الشعب الفلسطيني منقسم فكرياً وأيدولوجياً وجغرافياً تحت قمع الإحتلال الإسرائيلي .
دولة فلسطينية تطل على البحر يحدها من الشرق الضفة الغربية ودولة فلسطينية أخرى تطل على القدس يحدها من الشمال مخيم قلنديا للاجئين.
وبما أن السينما هي مزيج من الواقع والخيال فقررت أن آخذ من الواقع عبثه وقساوته، ومن الخيال متعته و جماله وأن أرسم بلادنا جميلة لتصبح أجمل.
رشيد مشهراوي
0 comments:
إرسال تعليق