أنشر اليوم مزيدا من الصور من لقاءات مهرجان فالنسيا 1989 عندما كان عاطف الطيب لايزال بيننا وقبل أن يغيبه الموت فجأة بعد ذاك بسنوات معدودة. وقد أجريت معه مقابلة طويلة في ذلك الوقت حول فيلمه "قلب الليل"، وحول أسلوبه السينمائي ومفهومه في السينما عموما. وكانت الجلسة بيننا طويلة، وكنت اسأل أسئة مرهقة في حاجة إلى تفكير وتأمل وليس فقط عن الفيلم. وكان عاطف متوجسا بعض الشئ بسبب احساسه بأن الفيلم لم يلق الاستجابة التي كان يتوقعها. وكان يشعل سيجارة وراء أخرى، ويحتسى أقداح القهوة السوداء.
الصورة الأولى يظهر فيها عاطف الطيب يشعل سيجارة مبتسما وهو ينظر إلى الكاميرا، وإلى اليمين المخرج هاني لاشين وكاتب هذه السطور، وإلى اليسار الإعلامي يوسف شريف رزق الله.
وفي الصورة الثانية عاطف معي أثناء المقابلة التي أجريتها معه وكنت أروي له شيئا وهو يستمع بابتسامة.
في تلك السنة لم يحصل فيلم عاطف على أي جائزة بل كان الفيلم الذي حصل على الجائزة الذهبية للمهرجان هو فيلم (الأراجوز)" بطولة عمر الشريف واخراج هاني لاشين. وقد استقبله الجمهور استقبالا حافلا وظل يصفق لخمس دقائق بعد انتهاء العرض الذي حرصت على مشاهدته مع الجمهور العام.
كان (الأراجوز) الفيلم الذي وضع اسم هاني لاشين بقوة على خريطة السينما في بلده مصر. لكنه سرعان ما اندمج في العمل للتليفزيون دون أن ينجح بكل أسف، في استعادة ما حققه من تميز فني واضح في فيلم(الأراجوز). وكان هاني أول من استطاع إقناع عمر الشريف بالوقوف أمام الكاميرا في فيلم مصري بعد عودته إلى مصر. وكان الفيلم الأول الذي قام ببطولته هو فيلم "أيوب" الذي لم أر وقتذاك أنه كان يخرج عن المسارالتقليدي العاطفي الميلودرامي رغم أنه يحمل اسم نجيب محفوظ وأظن محفوظ عبد الرحمن ككاتب سيناريو.
لكن لاشك أن هاني لاشين مخرج لديه من القدرات الفنية ما يجعله يستطيع اخراج فيلم جيد إذا توفر له السيناريو. أين هو حاليا؟ الله وحده يعلم. آخر ما كنت قد سمعته منه منذ سنوات أنه مستقر ولديه شركة انتاج ويعمل في التليفزيون، أو ربما طار إلى الفضائيات.
0 comments:
إرسال تعليق