شاهد مقابلة معه بالفيديو (في نهاية هذا الموضوع)
كان أهم واجمل خبر بلغني أخيرا هو إعلان المخرج والمنتج الأمريكي الكبير ديفيد لينش ("الرجل الفيل" و"القطيفة الزرقاء" و"توين بيكس" و"مولاهولاند درايف") توقع عقد مع المخرج الأسطوري أليخاندرو خودوروفسكي Alejandro Jodorowsky لإخراج فيلم جديد بعنوان "كنج شوت" king Shot سيحفر عودة مخرجه العظيم إلى الإخراج بعد توقف دام نحو 18 عاما.
وخودوروفسكي لمن لا يعرفه، هو أحد رواد السينما السيريالية في العالم، وإن كان لم يخرج طوال 40 عاما سوى 6 افلام كان يكفي واحد منها هو "الطوبو" (El Topo (1970 لكي يجعل منه نبيا للسينما الجديدة في عصره. وهو يتجاوز كثيرا سيريالية بونويل "العقلاني"، لكي يحلق فيما وراء العقل والمنطق والطبيعة، صانعا لغة خاصة لها إشاراتها وجزيئاتها وسحرها الخاص.
خودوروفسكي مخرج من مواليد تشيلي عام 1929 لأبوين مهاجرين من روسيا، اخرج افلامه في المكسيك، ويعيش في فرنسا. وهو الآن في التاسعة والسبعين من عمره لكنه يقول إنه سيعيش حتى الـ 150 سنة. وهو في مقابلاته يبدو أكثر شبابا منا جميعا.
فيلمه الأول كان بعنوان "فاندو وليز" Fando y Lis عام 1978 (يعرف أيضا باسم أطفال الزفت) وهو عبارة عن رحلة سيريالية يقوم بها رجل وامرأة بحثا عن مدينة خيالية لا يمكن الوصول إليها. ويقول المخرج العبقري المجنون إن الفيلم عرض للمرة الأولى في مهرجان أكابولكو بالمكسيك، وإن الجمهور من شدة حماسه تحول إلى الشغب في نهاية العرض بل أراد قتله بشكل فعلي وليس مجازي، وإنه اضطر إلى مغادرة قاعة العرض من الباب الخلفي والهرب في سيارة قبل أن يفتكوا به!
من فيلم "الطوبو" وقد أدى هذا إلى منع عرض هذا الفيلم لمدة 32 عاما، وإلى إلغاء المهرجان، ويضيف إنه شاهد نسخة من الفيلم في نيويورك عام 2002 ورأى أنه مازال صالحا للمشاهدة. وقد اتاح له هذا النجاح إخراج "الطوبو" الذي ظل يعرض في مسرح Elgin في نيويورك لمدة ستة أشهر في قاعة تمتلئ كل ليلة بنحو الف متفرج، وتحول بذلك إلى إحدى ايقونات السنما الجديدة التي تتمرد على كل الاشكال القديمة.
وكان "الطوبو" فيلما لا يمكن تصنيفه بسهولة، فهو يجمع ما بين نغمة أفلام الويسترن بلمسات سيريالية واضحة مشبعة بالميثولوجيا الدينية والأساطير القديمة. وقد رحب الجمهور به بجنون، لأن جمهور نيويورك في ذلك الوقت بعد ثورة الشباب في الستينيات كان مؤهلا لاستقبال عمل بصري خالص يعتدي بقسوة على الـ genre التقليدي لأفلام الغرب الأمريكي.
شاهد الفيلم في عروض منتصف الليل نجم فرقة البيتلز الراحل جون لينون فأقنع ألان كلاين بشراء حقوق توزيعه وسحبه لتوزيعه خارج عروض منتصف الليل، ونظم عروضا خاصة لنقاد نيويورك أذهلتهم واقنعتهم أنهم أمام موهبة صاعدة خارقة. وقد أنتج كلاين فيلم خودوروفسكي التالي "الجبل السحري" (1973) وذهب لعرضه في مهرجان "كان" في تلك السنة.
فشل لاحق وتوقف
أخرج خودوروفسكي بعد ذلك فيلمين ثلاثة أفلام هم "توسك" Tusk عام 1980، ثم "الدماء المقدسة" Santa Sangre عام 1989(سنعود لاحقا لتقديم نقد تفصيلي له)، ثم "لص قوس قزح" Rainbow Thief مع عمر الشريف وبيتر أوتول وكريستوفر لي، ويقول خودوروفسكي إنه لم يكن حرا وهو يعمل في فيلمه الأخير، وإن المنتج كان يرغب في تقديمه كهدية لزوجته!
أما فيلم "توسك" فقد وقد تبرأ تماما منه وتخلى عنه قبل عمل المونتاج بسبب مشاكل إنتاجية.
أما أطرف ما حدث لهذا المخرج الغريب أنه اختلف مع المنتج والموزع الن كلاين (الذي يملك حقوق اوزيع أفلامه الثلاثة الأولى) بسبب رفضه إخراج فيلم على مزاج كلاين فما كان من الأخير إلا أن عاقبه بمنع عرض أفلامه طوال 30 عاما، إلى أن اصطلحا أخيرا وأصبحت الأفلام متوفرة حاليا على اسطوانات رقمية في طبعة ممتازة.
فنان شامل
غير أن خودوروفسكي ليس فقط مخرجا سينمائيا بل مؤسس حركة مسرحية في الستينيات هي حركة مسرح البانيك Panic نسبة إلى إله إغريقي يدعى "بان" Pan. وهو أيضا محاضر يمارس العلاج الجماعي عن طريق التحليل النفسي، ورسام ومؤلف لمجلات الرسوم المصورة المضحكة، ومخرج مسرحي وممثل. وجدير بالذكر أيضا انه قام ببطولة فيلم "الطوبو" وأخرجه والفه وكتب موسيقاه وعمل له المونتاج.
** هنا مقابلة نادرة بالانجليزية مع العبقري خوردروفسكي، يتحدث فيها عن أفلامه التي نشاهد مقاطع منها.. تكشف لنا حجم الخيال الجامح، ومفردات لغة الشعر التي يعبر من خلالها خودوروفسكي عن رؤيته للعالم كأحد الفوضويين العظماء في عصرنا.
شاهد واسمع:
1 comments:
القراءة عن هؤلاء هى التى جعلتنى احب السينما فهى طريق ليس ابدا بمباشر
إرسال تعليق