السبت، 23 مايو 2009

يوميات مهرجان كان 11

* أود فقط أن أستدرك واضيف إسم الممثل النمساوي العظيم كريستوف فالتز الذي قام بدور الجنرال في المخابرات النازية في فيلم "أوغاد مجهولون" Inglorious Basterds لتارانتينو، منتقلا بين اللغات الثلاث الانجليزية والألمانية والفرنسية بطلاقة وقدرة هائلة على التلاعب باللغة، وبالشخصيات التي يستجوبها ويناور معها وهو بلا أدنى شك النجم الحقيقي الأكثر برزوا في الفيلم. إنني أضعه على قمة قائمتي لأفضل الممثلين في هذه الدورة. إن أداءه في هذا الفيلم الذي لا يتمتع بميزات كثيرة، نموذج للأداء الساحر الذي لا ينسى.
* انتهينا في لجنة التحكيم الدولية لنقاد السينما (9 نقاد) التي يشكها الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية(فيبريسي) من تحديد الجوائز الثلاث التي سيعلن عنها في حفل يقام مساء اليوم في بقعة ساحرة على شاطيء الكروازيت، ويصدر بهذه المناسبة بيان صحفي عن اللجنة يوزع على الصحفيين ووكالات الأنباء. لم يكن الأمر سهلا طوال فترة المهرجان، ولكننا توصلنا إلى النتائج باتفاق الجميع. لم تكن هناك مناقشات طويلة مفتوحة كما كانت تجربتي في اللجنة نفسها عام 2002، بل كانت تعتمد نظام تقسيم العمل والتوصل إلى التصويت السريع بعد أن استبعدنا الكثير من الأفلام التي لم تحصل على أصوات كافية. سأعلن النتائج بعد إعلانها رسميا.
* حضرت مساء أمس اختتام "نصف شهر المخرجين" وتأكدت بالفعل أن الفرنسيين لا يقلون ولعا بالكلمات الكبيرة والخطب العصماء وكلمات التحية والمجاملات والإسهاب في الثناء على دور المسؤول عن العرب. فالأخ أوليفييه بير مدير هذا البرنامج الموازي للمهرجان الرسمي والذي أكمل أربعين عاما منذ تأسيسه، أقصد البرنامج أو القسم وليس أوليفييه بالطبع، فالأخير أنهى ست سنوات في إدارة "نصف شهر المخرجين"، وانتهت مدته، وكان لابد من كلمات توديع وخطب تشكر وتثني، بل وكانت هناك أيضا دعوة لوقوف كل الحاضرين في القاعة (حوالي 1000 شخص) لتحية أوليفييه على جهوده، تماما كما لو كنا نحيي وزيرا في حكوماتنا الفاسدة!
المهم أن الوقت ضاع في التكريم والتحية، ومنح جهات فارغة تدعم هذا القسم ماليا، جوائز في حين أن القسم نفسه لا يمنح تقليديا أي جوائز بل يعتبر عرض الأفلام فيه بمثابة جائزة لأصحابها. لكن ماذا تفعل وأنت في حاجة إلى الدعم المالي من جهات مثل شركة فيات وشركة شمبانيا فرنسية وما شابه، وكل منها تود الظهور والدعاية لنفسيها وتشكيل لجنة تحكيم مصغرة، تصعد على المنصة وتعلن عن جائزتها!
بعد ضياع ساعة من الوقت، بدأ فيلم الختام أخيرا وهو الفيلم الإسرائيلي "عجمي" Ajamai الذي أخرجه مخرجان، الفلسطيني (من عرب الداخل) اسكندر قبطي، والإسرائيلي يارون شاني، و"عجمي" هو أحد أحياء مدينة يافا، يعيش فيه عدد كبير من العرب. وقد يكون لنا وقفة فيما بعد مع الفيلم الذي كان ثالث الأفلام الإسرائيلية التي عرضت في المهرجان والتي شاهدتها جميعا.
* إعلان الجوائز الرسمية لهذه الدورة سيكون غدا مساء، والتكهنات زادت، لكن لا شأن لي بها، والأفضل أن يتمسك المرء بالقول الصواب "كذب المنجمون ولو صدقوا"!

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger