اليوم تعلن الجوائز. والسؤال الأبدي الذي يشغل الجميع: من الذي سيفوز بالأسد الذهبي؟ في ذهني وخيالي وذاكرتي من واقع علاقتي بهذا المهرجان تحديدا أن الجوائز عادة ما تأتي مخالفة تماما لكل ما يتوقعه النقاد والمتخصصون. في دورة من الدورات فاز بالأسد الذهبي فيلم المفاجأة الذي لم يكن قد أعلن عنه مسبقا وهو فيلم صيني هزيل تماما بعنوان "طبيعة صامتة" عن مشكلة التلوث البيئي بسبب المصانع القريبة من الأحياء السكنية (وهو موضوع يصلح لمعالجته فيلم تسجيلي).
إذن قد تكون هناك مفاجأة أبعد من خيال الجميع، فقد يفوز بالأسد الذهبي الفيلم الأمريكي الذي فشلت في العثور على أي شيء مثير لاهتمامي الشخصي فيه وهو فيلم "الحياة في زمن الحرب" بجائزة المهرجان الكبرى. وقد يفوز بها الفيلم الإسرائيلي بسبب هوس البعض (ربما في لجنة التحكيم أيضا) بالتجربة الجديدة في التصوير من داخل ديكور دبابة ميركافا وبسبب فكرة معاداة الحرب التي يتضمنها الفيلم).
ومن المحتمل أيضا أن يحصل الفيلم التافه السخيف "مطبخ الروح" للمخرج التركي – الألماني فاتح أكين، على إحدى الجوائز الرئيسية. لكن المؤكد أنه ستكون هناك بعض التوازنات كالعادة (بين أعضاء لجنة التحكيم) ولا ننسى أن هناك اثنين من المخرجين الايطاليين في اللجنة ولابد أن تخرج السينما الإيطالية بجائزة ما قد تكون مثلا جائزة التمثيل لبطلة الفيلم الميلودرامي "الفضاء الأبيض" الذي يروي قصة امرأة تعاني من الوحدة فيما بعد سن الأربعين وترغب في العثور على الحب والانجاب وتنجح بالفعل في انجاب طفلة غير مكتملة، لكنها تمر بمرحلة الخطر. والفيلم يصلح للعرض كدراما تليفزيونية محلية تماما وموضوعه أصلا ليس جديدا، رغم وجود بعض التفاصيل الفنية في سياق الاخراج. وقد يكون الفيلم الايطالي "الحلم الكبير" لميشيل بلاسيدو هو الفيلم الذي سيحصل على جائزة رئيسية هنا فهو بلاشك أفضل الأفلام الايطالية في المسابقة بل وفي المهرجان كله رغم انحرافه في الدقائق العشر الأخيرة في اتجاه المبالغات العاطفية الميلودرامية. ولست من المعجبين بالفيلم الايراني "نساء بدون رجال" بل أجده مفككا ومليئا بالثغرات الفنية والافتعال في الأداء والبطء المخل بالإيقاع بشكل لا يصدق. لكن ربما لأنه يطرح موضوعا سياسيا مناهضا للدكيتاتورية، ويوجه تحية إلى الذين يكافحون ضد النظام القائم حاليا، فربما منحوه جائزة أساسية أيضا (قد تكون جائزة لجنة التحكيم). وربما يحصل فيلم "أمير الدموع" أيضا على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
أما الفيلم الأفضل في المسابقة من وجهة نظري وبعيدا عن أي ميول سياسية أو غير سياسية فلاشك أنه الفيلم الأمريكي الكبير "الرأسمالية: قصة حب" لمايكل مور الذي يعد أهم من قراءة مائة كتاب في الموضوع، بالاضافة بالطبع إلى البناء والقدرة الفذة على شد المتفرج لمدة ساعتين رغم قسوة الموضوع واحتوائه على الكثير من المعلومات والمقابلات. إنه "تحفة" فنية ووثيقة دامغة لعصر بأكمله.
إذن قد تكون هناك مفاجأة أبعد من خيال الجميع، فقد يفوز بالأسد الذهبي الفيلم الأمريكي الذي فشلت في العثور على أي شيء مثير لاهتمامي الشخصي فيه وهو فيلم "الحياة في زمن الحرب" بجائزة المهرجان الكبرى. وقد يفوز بها الفيلم الإسرائيلي بسبب هوس البعض (ربما في لجنة التحكيم أيضا) بالتجربة الجديدة في التصوير من داخل ديكور دبابة ميركافا وبسبب فكرة معاداة الحرب التي يتضمنها الفيلم).
ومن المحتمل أيضا أن يحصل الفيلم التافه السخيف "مطبخ الروح" للمخرج التركي – الألماني فاتح أكين، على إحدى الجوائز الرئيسية. لكن المؤكد أنه ستكون هناك بعض التوازنات كالعادة (بين أعضاء لجنة التحكيم) ولا ننسى أن هناك اثنين من المخرجين الايطاليين في اللجنة ولابد أن تخرج السينما الإيطالية بجائزة ما قد تكون مثلا جائزة التمثيل لبطلة الفيلم الميلودرامي "الفضاء الأبيض" الذي يروي قصة امرأة تعاني من الوحدة فيما بعد سن الأربعين وترغب في العثور على الحب والانجاب وتنجح بالفعل في انجاب طفلة غير مكتملة، لكنها تمر بمرحلة الخطر. والفيلم يصلح للعرض كدراما تليفزيونية محلية تماما وموضوعه أصلا ليس جديدا، رغم وجود بعض التفاصيل الفنية في سياق الاخراج. وقد يكون الفيلم الايطالي "الحلم الكبير" لميشيل بلاسيدو هو الفيلم الذي سيحصل على جائزة رئيسية هنا فهو بلاشك أفضل الأفلام الايطالية في المسابقة بل وفي المهرجان كله رغم انحرافه في الدقائق العشر الأخيرة في اتجاه المبالغات العاطفية الميلودرامية. ولست من المعجبين بالفيلم الايراني "نساء بدون رجال" بل أجده مفككا ومليئا بالثغرات الفنية والافتعال في الأداء والبطء المخل بالإيقاع بشكل لا يصدق. لكن ربما لأنه يطرح موضوعا سياسيا مناهضا للدكيتاتورية، ويوجه تحية إلى الذين يكافحون ضد النظام القائم حاليا، فربما منحوه جائزة أساسية أيضا (قد تكون جائزة لجنة التحكيم). وربما يحصل فيلم "أمير الدموع" أيضا على جائزة لجنة التحكيم الخاصة.
أما الفيلم الأفضل في المسابقة من وجهة نظري وبعيدا عن أي ميول سياسية أو غير سياسية فلاشك أنه الفيلم الأمريكي الكبير "الرأسمالية: قصة حب" لمايكل مور الذي يعد أهم من قراءة مائة كتاب في الموضوع، بالاضافة بالطبع إلى البناء والقدرة الفذة على شد المتفرج لمدة ساعتين رغم قسوة الموضوع واحتوائه على الكثير من المعلومات والمقابلات. إنه "تحفة" فنية ووثيقة دامغة لعصر بأكمله.
بعيدا عن حكاية الجوائز. كان من المثير للدهشة بالنسبة لي شخصيا أن يظهر عمر الشريف في المؤتمر الصحفي لفيلم "المسافر" لا لكي يحدثنا عن تجربة العمل في هذا الفيلم وعن مفهومه للدور بل لكي يتحدث عن تجربته في هوليوود وكيف أنه ظلم في البداية و.. إلى آخر الحكايات الشخصية التي يروها في سلسلة من الحلقات على قناة فضائية مصرية من أول رمضان ولاتزال مستمرة على حد علمي. ما السبب في ابتعاد عمر الشريف عن الخوض تفصيلا في موضوع فيلمه الموجود داخل المسابقة؟ وما السبب أيضا في إحجام الكثيرين عن توجيه أسئلة لمخرجه في صميم الموضوع بل كلها تدور حول ظروف عمل الفيلم والامكانيات التي اتيحت له، وهو أمر يؤسف له حقا. والمؤكد أيضا أن "المسافر" لن يحصل على أي جائزة، لا في التمثيل، ولا في غير التمثيل، ورأيي هذا قائم على التأمل الفني في الفيلم الذي سأوضحه بالتفصيل في مقال قادم.
0 comments:
إرسال تعليق