السبت، 9 أغسطس 2008

أحسن مائة فيلم.. ولكن ماذا عن الأسوأ

لقطة من فيلم المذنبون
اجتمع قبل فترة ثلاثة من نقاد السينما المصريين واختاروا قائمة بما اعتبروه "أهم مائة فيلم مصري بمناسبة الاحتفال بمئوية السينما المصرية في العام الجاري 2008. وقد نشروا أخيرا قائمة الأفلام المختارة في كتاب مع ذكر المبررات التي جعلتهم يختارون هذه الأفلام دون غيرها واستعانوا بعدد محدود من النقاد والباحثين للكتابة باختصار عن الأفلام المختارة.
ومنذ صدور هذا الكتاب والجدل يدور حول أهمية هذه الأفلام، وهل "الأحسن" غير "الأهم" وكيف، وعلى أي أساس تنبع أهمية فيلم ما إذا لم يكن جيدا أو يمثل علامة فاصلة بين مرحلة فنية وغيرها في تاريخ سينما البلد الذي ينتج فيه، بل ولماذا مائة فيلم فقط ولم لا نقول أفضل 50 فيلما أو 200 فيلم، وما كل هذا الولع بـ "الأفضل" و"الأهم" بينما هذه ليست سوى طريقة ترويجية تستخدمها عادة شركات الدعاية للأفلام. وأخذ بعض الكتاب يشككون في علمية المعايير التي اعتمدها النقاد الثلاثة، بل إن كثيرا من الذين شاركوا في الكتابة عن الأفلام التي يحتويها الكتاب ساقوا آراء في الأفلام التي كلفوا بالكتابة عنها، تقلل كثيرا من قيمتها الفنية دون أن تقول لنا لماذا تظل من الأفلام "الأهم"، وهو ما جعل المرء يتساءل: ولماذا إذن كان اختيارها في قائمة المائة الأهم إذا كانت على كل هذا النحو من الرداءة!
وعادة ما يصدر كثير من النقاد في بلدان العالم المختلفة كتبا عن الأفلام الأفضل من وجهة نظرهم الشخصية بالطبع كما فعل ديريك مالكولم ناقد صحيفة "الجارديان" البريطانية قبل سنوات، أو عندما اختارمعهد الفيلم الأمريكي، ثم مجلة "سايت آند ساوند" الشهيرة قائمة بالأفلام الأحسن في تاريخ السينما، وكما فعل مهرجان القاهرة السينمائي نفسه عند احياء ذكرى 100 سنة على مولد الفن السينمائي، فنشر قائمة بأفضل 100 فيلم اشترك في اختيارها 100 ناقد وسينمائي. ولكننا لا نعرف أن هناك كتبا صدرت عن "أفضل" ثم كتبا أخرى عن "أهم" الأفلام، ولم نسمع أن ناقدا أخذ يبرر أهمية صدور كتاب عن "الأفلام الأهم"، محاولا بلا جدوى، أن يوضح لنا الفرق بين "الأفضل" و"الأهم".
إن الأفلام الأفضل هي عادة الأفلام الأهم، وتدخل هذه وتلك تاريخ السينما في بلادها وفي العالم، ليس عن طريق كتب يعدها ويقدمها حفنة من النقاد ، بل ما تلقاه من اهتمام نقدي وجماهيري عند عرضها، وما تثيره من جدل فكري وفني حينما تعرض في خلال التظاهرات والمهرجانات والمسابقات السينمائية الدورية، على الصعيدين المحلي والدولي، دون أن يكون الحصول على جوائز المهرجانات والمسابقات دليلا على قيمة أي فيلم في كل الأوقات.
وإذا كانت هناك حاجة دائمة لدراسة الأفلام القديمة فليست أفضل وسيلة لذلك الاستعانة بملخصات لما ترويه من قصص، بل عن طريق المشاهدة المباشرة وإعادة الدراسة ومع الأخذ في الحسبان، مدى ما حققه الفيلم من تطور في لغة السينما عند ظهوره.
وعندما يعد مؤرخ أو ناقد قائمة بالأفلام التي يراها الأفضل، فإنها تعكس عادة اختياراته الشخصية دون أي محاولة لفرضها فرضا على حركة ثقافة سينمائية تعاني من الركود على أي حال بسبب اقتصار النشاط فيها على ناقدين أو ثلاثة.
أخيرا.. إذا كان هناك كل هذا الاهتمام بالأفلام "الأهم" و"الأفضل"، فلماذا لا يكون هناك اهتمام مواز بالأفلام "الأسوأ" في تاريخ السينما المصرية. ألا يعد هذا أيضا عملا مفيدا أمام الدارسين والراغبين في تطوير هذه السينما!

6 comments:

غير معرف يقول...

تحياتي لأستاذنا
مجلة جود نيوز أصدرت في عددها قبل الاخير قائمة بأسوأ خمسين فيلما في السنوات العشر اللأحيرة كنت أول من كتب عنها
وأثارت القائمة جدلا كبيرا لأنها ضمت أسماء مهمة بينها عادل إمام وعلي عبد الخالق وأخرينأظنها كانت تجربة مهمة لكنها أحدثت شرخا بين المجلة والسينمائيين

سلامة عبد الحميد

khayati يقول...

تحياتي أمير
لا أعرف دواعي ومنطلقات هذه الرغبة المرضية المنتشرة لدى عديد الزملاء المصريين في انتقاء مجموعة من الأفلام لإعتبارها الأحسن، الأفضل، الأهم... وأن يكون من بينها علي أو عمر، صلاح أو يوسف... هذه ترهات لا تقدم النقد قيد أنملة بل تعزز بعض الأقلام ببعض النقود...
لك تحياتي
خ خ

غير معرف يقول...

مقال ظريف جدا وجميل
وعندك حق.. ليه الافلام الاهم والافضل والاكبر والاحسن هي من اختيار 3 نقاد في جلسة روقان، مش بعد مشاهدة وبحث ومناقشة...

تحياتي

مجنون سينما يقول...

فعلا أن النقد في مصر يتكلم دائما عما هو جيد أو ينافق السيء و يجامله...بالنسبة لمقالة جودنيز فقد احترمت الفكرة و أيضاً أنهم وضعوا فيلم "مرجان أحمد مرجان" ضمن القائمة رغم أنه من انتاجهم....

غير معرف يقول...

كون الفليم من افضل الافلام هذا جزء من كونه هام اذا ان تقنيه الفليم هامه جدا فى لتاثير على المشاهد لكن كون انناخذ فى هذه المساله كتبا غير معقول فلا يهم ان يكون الفليم افضل او اهم المهم عندما تشاهد يطلع حلو و له معنى و هدف و بعد ذللك لك ما شئت!

غير معرف يقول...

ون الفليم من افضل الافلام هذا جزء من كونه هام اذا ان تقنيه الفليم هامه جدا فى لتاثير على المشاهد لكن كون انناخذ فى هذه المساله كتبا غير معقول فلا يهم ان يكون الفليم افضل او اهم المهم عندما تشاهد يطلع حلو و له معنى و هدف و بعد ذللك لك ما شئت!

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger