الأحد، 29 مايو 2011

ملف عن السينما المصرية في "سكرين انترناشيونال"


نشرت مجلة سكرين إنترناشيونال الشهيرة المتخصصة في اقتصاديات السينما، في عددها الشهري (مايو - أيار 2011)، وأيضا في الإصدار اليومي خلال مهرجان كان السينمائي (العدد الثامن) 18 مايو - أيار 2011)، موضوعا خاصا عن مصر.

حيث ألقت الضوء على ما يحدث في صناعة السينما المصرية بعد الثورة، وتضمن الموضوع عدة لقاءات وحملالموضوع عنوان: على خطوط الجبهة المصرية.. صناع الأفلام المصريون يبرزون ليقدموا صورًا لحياتهم وواقعهم على الشاشة الكبيرة.

وجاء فيه: في الوقت الذي يحتفل فيه مهرجان كان بمصر كالدولة الضيف الأولى، يتساءل كولين براون هل هناك سوق وتمويل لهذا الجيل الجديد من صناع الأفلام العرب؟


عندما رضخ حسني مبارك للمظاهرات الحشدة التي خرجت ضده، وتخلى عن السلطة في 11 فبراير 2011، شهد العالم نقطة تحول تاريخية أنهت 3 عقود من الركود الإقتصادي، تفشي الفساد، الإعلام الكاذب، والرقابة الصارمة على الأفلام. ولكن حتى قبل أن يصرخ المتظاهرون في ميدان التحرير ملء حناجرهم مطالبين بالتغيير، كان الواقع يعلن تمرده عن طريق مجموعة من صناع الأفلام الشباب الذين لا يهابون شيئا، والذين بدأوا بتحطيم قيود صارمة منذ فيلم عمارة يعقوبيان عام 2006.

ويتعرض المقال لتجربة المخرج محمد دياب، كنموذج لأحد هؤلاء المخرجيين الثوريين، صاحل فيلم 678 الذي عرض للمرة الأولى في مهرجان دبي السينمائي في ديسمبر الماضي،.

ويقارن المقال بينه وبين فيلم عمارة يعقوبيان "الذي تناول الحياة الحضرية في القاهرة المعاصرة متضمنًا العلاقة المثلية بين رئيس تحرير جريدة مصرية وعسكري أمن مركزي، بينما فيلم دياب كسر أحد التابوهات الأخرى في مصر، وهي قضية التحرش الجنسي بالنساء".
يخلص المقال الطويل في المجلة البريطانية التي تهتم بالتركيز على اقتصاديات السينما بالقول: إن الاختبار الحقيقي الآن هو هل السينما المصرية التي تعاني بالفعل من أزمة، ستستطيع أن تستعيد مجدها الحقيقي ضد تيار الأفلام الإنتهازية السائد؟

ليس هناك من صورة واضحة الآن، فقط مجموعة غير مؤكدة من الشائعات، الآمال، التحمس، وأيضًا التوتر. وهو ما عبر عنه ماهر دياب، المخرج الفني: "أنه مثل أن تأخذ حمام ساخن وبارد في نفس الوقت، على مدار اليوم".

الثلاثاء، 24 مايو 2011

عين على السينما: متابعات يومية

يتابع موقع "عين على السينما" يوميا كل ما يحدث في عالم السينما على الساحتين العربية والعالمية، كما ينشر دراسات ومقالات نقدية وشهادات وذكريات وعروض كتب وغير ذلك.
ويرحب الموقع بكل ما يبعث به اصدقاؤنا من مواد وأخبار لا تحمل صفة الدعاية الشخصية او الخاصة باي شكل من الأشكال. وعلى كل من يرغب في الإعلان في الموقع الاتصال بنا عبر البريد الالكتروني المنشور في زاوية (اتصل بنا) في الموقع نفسه...
 "عين على السينما" مجلة متنوعة سينمائية مفتوحة لكل النقاد العرب بدون ان استثناء  الذين يمارسون النقد السينمائي الجاد والرصين، كما تفتح أبوابها للشباب بوجه خاص، لابداعاتهم من أفلام قصيرة وتجارب بكاميرا الديجيتال وكذلك مقالاتهم النقدية أو محاولاتهم كتابة نقد للأفلام.
وكل ما ينشر في الموقع- المجلة يعبر عن رأي صاحبه ولا يعبر عن رأي القائمين على الموقع ولا يتحمل الموقع أي مسؤولية تجاه الآراء التي تنشر فيه.
والموقع يصدر عن شركة خاصة باسم (الأفق الجديد) وليس موقعا شخصيا. ولذا لزم التنويه.

للدخول للموقع اضغط هنا: عين على السينما

الأحد، 22 مايو 2011

جوائز مهرجان كان 2011

كريستين دانست أحسن ممثلة


• السعفة الذهبية لأحسن فيلم "شجرة الحياة" لتيرنس ماليك

• الجائزة الكبرى للجنة التحكيم: فيلم "طفل ودراجة" للأخوين داردان (بلجيكا)
بالاشتراك مع فيلم "حدث ذات مرة في الأناضول" لنوري سيلان بيلج (تركيا)

• جائزة أحسن ممثلة: كريستين دانست عن دورها في فيلم "كآبة" Melancholia للمخرج الدنماركي لارس فون ترايير
المطرود من المهرجان بسبب تصريحاته التي اعتبرت مسيئة لليهود.

• جائزة أحسن ممثل ذهبت للممثل الفرنسي Jean Dujardin جان دوجاردان عن دورع في فيلم "الفنان" الصامت.

• جائزة أحسن اخراج ذهبت للمخرج الدنماركي نيكولاس ويندنج ريفن عن فيلمه الأمريكي "درايف" Drive

• جائزة خاصة من لجنة التحكيم" الفيلم الفرنسي "بوليس" Polisse اخراج ميوين

• جائزة أحسن سيناريو: لجوزيف سيدار عن فيلم "ملحوظة" من إسرائيل

انطباعات اليوم الأخير في مهرجان كان


ويأتي اليوم الأخير في المهرجان، وهو اليوم الأحد الذي ينتظر فيه الجميع الإعلان عن الجوائز في المساء، وتسير في المدينة فتجد فقط عشرة في المائة ممن كانوا يجعلون ليلها نهارا. أين ذهب كل هؤلاء؟ الاجابة طبعا معروفة. فقد عاد كل منهم الى بلده يحمل الذكريات ولاأفلام في رأسه اذا كان قد تبقى منها شيء بالطبع.

في اليوم الأخير يعاد عادة عرض كل أفلام المسابقة. وتذهب لكي تلحق بفيلم يكون قد فاتك عرضه أثناء المهرجان خصوصا لو كان من عروض الصباح الباكر أي في الثامنة والنصف صباحا، وهو موعد مؤلم بالنسبة لامثالي من الذين يسهرون يكتبون ليلا، أي من الذين أطلق عليهم (الليليين) الذين لا يتألق ذهنهم سوى في الليل، فتفاجأ بوجود آلاف الأخشاص في طابور طويل يتقاطرون على الدخول. وتضطر للوقوف معهم تحت حرارة الشمس القاسية (فارق كبير بين بداية المهرجان ونهايته من حيث حرارة الطقس). من اين جاء كل هؤلاء؟ معظمهم من حملة البطاقات الزرقاء أي غير الصحفية التي تمنح للعاملين في السوق مع شركات التوزيع.
ولكن هذا هو كان، وهذا أحد عيبوبه الكبيرة، انك تضطر للوقوف طويلا في الطوابير اذا كنت ترغب في الحصول على مقعد. ومن يأتي أولا يضمن أكثر مكانا له في مكان معقول في القاعة، ويتعين عليك أن تأتي قبل نصف ساعة على الاقل. والمسافة تزي\ عاما بعد عام. قالت لي صحفية يابانية انها اعتادت تجد مكانا قبل 20 دقيقة من بداية العرض خصوصا وانها تحمل بطاقة صحفية مميزة، لكنها تجد هذا العام أن المسافة أصثبحت أكثر من نصف ساعة.
هل هناك اي فيلم يستحق الكفاح من أجل مشاهدته؟ ألا يؤدي الزحام والكفاح والانتظار الطويل الى أن يتعب المرء أو يفقد أعصابه مما يؤثر على متعة المشاهدة بعد ذلك؟
الاجابة متروكة لكل منا بالطيع. أنا شخصيا شاهدت مشهدا مؤلما في العام الماضي خارج القاعة التي تعرض أفلام "نصف شهر المخرجين" فقد وقع احتكاك جسدي بين اثنين من الواقفين في الطابور بسبب أن أحدهم كان يحاول تجاوز الآخر بدون حق. وهذه بالنماسبة عادة فرنسية بل ومتوسطية سخيفة جدا أي عدم احترام الطابور، فكل من يعرف احدا واقفا في الأمام ينضم اليه دون ادتى اعتبار للواقفين قبله ربما بساعة كاملة. وأيضا ظاهرة حجز المقاعد للأصدقاء والصديقات داخل القاعة وهو ما يحرم الذين كافحوا ووقفوا ينتظرون الدخول لمدة طويلة، فيفاجأون بأن المقاعد محجوزة للأصدقاء من الذين يأتون على راحتهم في آخر لحظة ليستمتعوا بالمقاعد في الأماكن المفضلة بينما تظل أنت تبحث عن أي مقعد في اي مكان. نظام سخيف لا أعرف لماذا لا يتدخل المشرفون على العروض لوقفه.
مضطر لانهاء هذه الاتطباعات لكي ألحق بطابور أمام القاعة التي ستعرض فيلم "الهافر" Le Havre الذي فاتني عرضه الأساسي. ليتني استطيع الدخول فالفيلم مرشح أساسي للسعفة الذهبية.

"صرخة نملة" على شاطيء كان!
من الأشياء الطريفة أيضا أنني ذهبت لمشاهدة الفيلم المصري "صرخة نملة" للمخرج سامح عبد العزيز بعد ان قال لي صديق اثق في رايه أنه فيلم جيد، وكنت مترددا لأن العرض يقام في سينما البلاج اي السينما المكشوفة على شاطيء كان أي أننا سنشاهد الفيلم في وسط الرمال في سينما مكشوفة قريبة جدا من طريق الكروازيت.
وقد ذهبت بالفعل وكانت المرة الاولى التي أحاول حضور مثل هذه العروض التي تقام في سينما البلاج لان هذا هو العرض الوحيد للفيلم في مهرجان كان ولا أعرف لماذا.
وتحملت تقديم المسامة ماجدة واصف الثقيل للضيوف الحاضرين ومنهم المنتج كامل ابو علي والمخرج وكاتب الفيلم وحشد آخر لا أعرف من الذي دفع لكل هؤلاء للحضور الى كان، منهم ما يبدو ان لا وظيفة أو فائدة منه مثل الممثل محمود عبد العزيز الذي يجرجر نفسه بصعوبة ولا يبدو أن يدري ما يدور حوله، والست الحديدية سهير عبد القادر التي الغي مهرجانها واستقال رئيسه ابو عوف لكنها تتشبث حتى "آخر نفس وآخر نبضة في قلبها" بالمهرجان، ولم يعد هناك في رأيي أي مفر سوى اقامة انقلاب مسلح على المرأة الحديدة، واعتقلها وارسالها الى حبيبة قلبها الست سوزان مبارك. وهذه على فكرة وقاحة ما بعدها وقاحة، أي أن يسمح السيد وزير الثقافة (من الوزر طبعا) بوفد رسمي تشارك فيه الست سهير التي يجب أن تحاكم هي وكل من تعاون معها مثل ماجدة واصف وأمثالها، على تخريب مهرجان القاهرة والاساءة الى سمعة مصر طوال أكثر من ربع قرن.. إلى جانب مخالفات أخرى تستوجب تدخل الأجهزة المعنية!
المهم أنهم وزعوا علين بطاطين صوفية بيضاء للتدثر بها على كراسي الشاطيء التي تدعوك للنوم، ووجدت نفسي غير قادر على متابعة الفيلم بسبب رداءة الصوت والصورة في هذا العرض المصحوب بالبطاطين، فغادرت بعد بداية الفيلم بدقائق خصوصا وانه بدأ ولمدة 7 دقائق بشخص أحمق يصرخ مناديا على أحمق آخر صراخات لم افهم منها شيئا.. لكن هذا لا يعني أنني لا أرغب في مشاهدة الفيلم في عرض يليق للحكم الرصين عليه، واعتذر بالتالي لمخرجه ومنتجه على عدم قدرتي تحمل القرب من سهير عبد القادر وماجدة واصف أفندي كعب الغزال!

السبت، 21 مايو 2011

حول طرد لارس فون ترايير من مهرجان كان



في تاريخ مهرجان كان السينمائي كله، أي عبر 65 سنة، لم يحدث ان صدر بيان عنيف مثلما صدر أخيرا عن ادارة المهرجان ضد المخرج الدنماركي لارس فون ترايير، وهو البيان الذي اعتبره "شخصا غير مرغوب فيه" ونص على أن يعتبر هذا القرار ساريا من لحظة صدوره، وهو ما يعني طرد المخرج الشهير الموهوب، ومنعه من المشاركة في المهرحان مستقبلا.
ما السبب؟ السبب أن فون ترايير خلال مؤتمره الصحفي لمناقشة فيلمه المشارك في المسابقة الرسمية، صدرت عنه بعض الملاحظات التي أعرب فيها عن نوع من التحفظ على ما تقوم به اسرائيل وهو السلوك الذي وصفه حرفيا باللغة الانجليزية وحسب التعبير الشعبي الائع في عذع اللغة بسين أهلها والمتكلمين بها، بأنه pain in the assوالترجمة الحرفية لذلك بالعربية هي "وجع في المؤخرة" وقد ترجمناها تأدبا في الخبر المنشور في هذا الموقع "صداع في الرأس".
وعلىسبيل المغالاة في المزاح على طريقته المعهودة قال أشياء مثل "إنني أستطيع أن أفهم هتلر.. هو لم يكن بالشخص الذي يعتبر جيدا لكني افهمه.. وأنا أتعاطف مع اليهود كثيرا جدا.. لا ليس كثيرا بسبب أن اسرائيل قد اصبحت وجعا في المؤخرة".. وبهذا يكون فون ترايير قد تجرأ، من وجهة نظر القائمين على المهرجان، ولمس "العجل المقدس" الذي يعتبر محصنا ضد اي نقد من أي نوع، وهو ما أفزع الأوساط اليهودية واللوبي القوي في فرنسا الذي سرعان ما أجرى اتصالاه بوزير الثقافة الفرنسي فريدريك ميتران، الذي اتصل برئيس مهرجان كان جيل جيكوب وطالبه باتخاذ موقف صارم ضد المخرج الدنماركي.
وكان فون ترايير قد اعتذر يوم الخميس، عن التصريحات التي بدرت منه في المؤتمرالصحفي يوم الاربعاء، لادارة المهرجان ولكل الذين وصلتهم تصريحاته، ونشر الاعتذار في الموقع الرسمي لمهرجان كان على الانترنت مساء الخميس، ونشر أيضا أن المهرجان قبل الاعتذار وانتهى الأمر. لكن الضغوط استمرت فعقدت ادارة المهرجان اجتماعا استثنائيا طارئا بكامل هيئتها لم يحدث في تاريخها كله، لإدانة فون ترايير وطرده ومنعه من دخول المهرجان.
خلال عشرين عاما تابعنا فيها المهرجان، جاء الكثير من السينمائيين، من الشرق ومن الغرب، هاجموا في المؤتمرات الصحفية كل شيء، وسخروا من كل الأجناس والعقائد والافكار، باستثناء جنس واحد لا يجوز أبدا المساس به، وإلا قامت القيامة واعتبر الأمر (عداء للسامية) بل إننا شاهدنا واستمعنا الى من أنكروا وجود الله سبحانه وتعالى من على منصة المؤتمرات الصحفية في كان، وسخروا منه علانية، دون أن يؤدي سلوكهم هذا إلى اي نوع من الاحتجاج أو الغضب من جانب ادارة كان او غيرها.
والآن، ولان الأمر يتعلق بالدولة الوحيدة في العالم كله التي تعتبر نفسها فوق القانون الدولي، ثارت ثائرة جيل جيكوب ورفاقه في لجنة المهرجان، فليس من الممكن أن تمر هذه السابقة الخطيرة في انتقاد تلك الدولة المارقة التي اصدرت الأمم المتحدة ضدها مئات القرارات الدولية التي لم تلتزم بها. فما معنى هذا؟
لقد ضرب المهرجان عرض الحائط بالمبدأ المعروف الذي يتشدق به الجميع هنا في كان وخارج كان، وهو مبدأ احترام حرية التعبير. ولكن يمكن الدفاع عن حريتك في التعبير حتى فيما يتعلق بالشرك بالله، ولكن غير مسموح لك انتقاد اسرائيل أو السلوك اليهودي فهذه تعتبر كبيرة الكبائر خصوصا في فرنسا التي نجح اللوبي الصهيوني فيها منذ عشرين عاما في اصدار قانون "فابيوس- غايسو" الشهير الذي يقضي بسجن كل من يشكك في المحرقة اليهودية (الهولوكوست). ومن فرنسا "بلد الحريات" انتقل هذا القانون ليصدر في طبعات أخرى في معظم بلدان الاتحاد الاوروبي، باستثناء بريطانيا.
إنني أكتب هذا المقال لكي أدين سلوك مهرجان كان في التفرقة بين المواقف المختلفة، وأطالب باسقاط هذا الحظر ضد سينمائي بارز مشهود له بالموهبة، خصوصا أنه اعتذر وقبل اعتذاره فماذا حدث بعد ذلك، وهل أصبح المهرجان ألعوبة في يدي القوى الصهيونية التي لا تقبل ادانة السلوط السياسية الذي أدانته مئات المرات هيئة الأمم المتحدة. وهل نسقط في هذه الحالة مهرجان كان، أم مطلوب منا الآن اسقاط الأمم المتحدة!

دليل المخرجين المصريين للحصول على السعفة الذهبية



1- ابحث عن موضوع يدور نصفه على الأقل في الصحراء، يتحرك أبطاله ببطء شديد، ويجب أن تصور مشهدا للسراب وانعكاس اشعة الشمس على الرمال، ويستحسن أيضا أن يضل بطل الفيلم طريقه ويدخل داخل مجموعة من الكهوف التي تؤدي الى متاهة كبرى.

2- اجعل في الفيلم شخصية إسرائيلي من يهود مصر كان قد هاجر من مصر الى اسرائيل وشارك في حربي 1967 و1973 ضد مصر وقتل عشرات المصريين، وهو يعود اليوم الى مصر ويزور بيت اسرته القديم في حي السكاكيني ويستقبله الجيران بحفاوة فيقرر الاستقرار في مصر لكي يموت فيها وسط اعجاب الجميع به وبشخصيته.

3- اجعل شخصيات الرجال داخل البيت المصري التقليدي (لابد أن يوجد فيه صحن الدار المفتوح على السماء) يخاطبون النساء من وراء الحجاب ولييس المقصود بالحجاب هنا غطاء الرأس، بل ستار كثيف يقسم الصالة الرئيسية في البيت ويخفي النساء وراءه. فالفكرة هي عدم اظهار المرأة بل فقط الاستماع لصوتها، واحظر عليها الخروج الا بصحبة الرجل وهي تتستر بالسواد الكامل في جنح الليل ونبدو مثل الشبح المخيف.

4- يجب ألا يقل طول اللقطة الواحدة عن 3 دقائق، والا يزيد طول المشهد عن 3 لقطات، بشرط عدم استخدام الكاميرا المتحركة (فهذه الميزة قاصرة فقط على الاوروبيين) بل استخدم الكاميرا الثابتة في الفيلم كله، واستخدم الضوء الخافت الباهت الذي يجعل المتفرج يتعب في الحملقة محاولا رؤية الاشباح التي تتحرك في الظلام، ولابهار نقاد كان بالأصالة الشرقية، حتى في المناظر الخارجية التي تدور في الاسواق الشعبية مثلا.

5- يجب أن يكون الحوار المستمر الذي لا يتوقف هو أساس الفيلم، ليس لكي تتحاور الشخصيات معا في ديالوج بل لكي يقفوا أمام الكاميرا يحدقون في الفراغ وكأنهم على خشبة مسرح، ويتحدثون في المطلق عن أشياء خارج الزمن والتاريخ... وليس مهما أن يحتوي الفيلم على حبكة أو يروي قصة ما بل المهم تصوير عدة شخصيات لا تكف عن الكلام طوال الوقت عن اشياء غير مفهومة. المهم أنها تبدو شخصيات متجهمة تفكر في مأساة ما خارج نطاق الفيلم.

6- الفيلم لا يجب ألا يقل عن 3 ساعات، ويجب ألا تستخدم أي موسيقى على الاطلاق، للإيحاء بثقل الزمن الذي يتسق مع ما يتصوره أعضاء لجان التحكيم عن "الشرق".

7- اجعل احدى شخصيات النساء تتمرد على العائلة بأن تخرج من وراء الحجاب الكبير وهي حامل لكي تبحث عن وسيلة من وسائل الطب الشعبي لاجراء عملية اجهاض، لدى امرأة عجوز تستخدم عود البخور والملوخية لاجهاضها مما يؤدي الى اصابتها بحمى النفاس وتقضي عدة ايام في آلام مبرحة ونزيف ينتهي بموتها في مشهد مفزع... حيث تغرق الدماء أرضية المنزل العتيق والشاشة.

8- يجب أن يبدأ الفيلم في الصحراء وينتهي في الصحراء أيضا، وتجعل بطل الفيلم يسير في اتجاه الأفق في لقطة مصورة بالحركة البطيئة، بينما تتبدى صورة أبو الهول في الخلفية.

9- احذر تماما التطرق الى أي فكرة سياسية تغضب الغرب كأن تجعل أحد الممثلين في الفيلم يأتي بسيرة سوء  عن اليهود او اسرائيل او الحروب، ولابد أن تصور مشاكل مصر كلها وقد نشأت بسبب طرد اليهود أو تهجيرهم، وان في عودتهم عودة الروح للبلاد لأنهم يحملون سر التاريخ.

10- انشر دعاية واسعة تقول ان الاسلاميين السلفيين يدعون الى حرق الفيلم، وان مؤلفه أو بطله اختطف واختفى منذ خمسين يوما ولذلك فلن يمكنه المشاركة في مهرجان كان وطالب السينمائيين في العالم باصدار بيان للدفاع عن الفيلم وبطله المختطف.

ملحوظة: اذا لم تستطع تصوير الفيلم في ثلاث ساعات بسبب عدم توفر الخام بما يكفي أو لضيق ذات اليد، ابتدع طريقة تجعلك تكتفي بساعة ونصف ولكن بحيث لا يقل طول اللقطة عن 5 دقائق، وبذلك يشعر المتفرج بالايقاع السرمدي الممتد وحبذا ايضا لو استخدمت حجم الكلوز أب تحديدا للانتقال في المشاهد الداخلية . فهذه ممن يعشقها نقاد الشانزليزيه تحديداّ الذين يضمنون لك السعفة الذهبية.

أخيرا على كل منكم نقل الرسالة الى زملائه، موفقين جميعا ان شاء واحد أحد.

الجمعة، 20 مايو 2011

هذه المهزلة وتلك الروح الشوفينية في كان!

أعتبر الممثل أحمد حلمي ممثلا موهوبا، خصوصا في أدوار الكوميديا التي تقف على حافة التهريج، أي أنها ليست تهريجا مطلقا كما يفعل مثلا ممثل "اللنبي" محمد سعد، أو كوميديا محترمة كما يجسدها أي ممثل محترم ولا يشترط بالمناسبة أن يقول عن نفسه إنه ممثل كوميدي فقد كان رشدي أباظة مثلا ممثلا يقدم الكوميديا الى جانب كل الأدوار الأخرى، وينجح فيها، تماما كما كان شكري سرحان مثلا أو عمر الشريف وغيرهم.
أما أن يكون أحمد حلمي المتحدث باسم شباب السينمائيين الثوريين أو بمناسبة ثورة يناير وتكريمها في مهرجان كان بعرض فيلم "18 يوم"، فهو آخر ما كان متصورا.

لقد صعد أحمد حلمي ليلقي كلمة باللغة العربية جاءت اهانة للثورة المصرية العظيمة عندما أخذ يستخدم تشبيهات سوقية من الدرجة السفلى كأن يشبه الشعب المصري بأنه كالخيط لا يوحي بأنهه سينقطع ثم ينقطع فجأة، وليس مثل "الأستيك" الذي ... لا اعرف ماذا ولا اريد أن اعرف فقد شعرت بالخجل من هذه اللغة السوقية والتشبيهات التي تأتي انطلاقا من فرط تأثر صاحبها بكلمات الحوار الهابط في معظم الأفلام التي يمثلها والتي كما قلت، تقف على حافة التهريج!

وعندما أخذته الحماسة وكان يسري نصر الله يترجم له كلماته للغة الفرنسية، اخذ يردد أنه يلقي الكلمة بالعربية لأنه أولا لا يعرف أي لغة أخر سواها، وهو اعتراف بالجهل يحمد عليه، لكنه انبرى بلسان شوفيني وأفق ضيق يتصور أنه يلقي كلمته في حانة من حانات باب اللوق امام حشد من الحشاشين والسكارى من المستوى المتدني لعله يدغدغ مشاعرهم المحدودة، قال إنه حتى لو كان يعرف عشر لغات لما تكلم سوى بالعربية لأنها لغة مصر.. وكأن العربية أفضل من كل اللغات، وكأن مصر ولدت في التاريخ وهي تتكلم العربية، وكأن الجهل أخيرا، قد أصبح "قيمة" تدعو للتفاخر!

شعرت بالخجل ليس فقط من اطلاق مثل هذه التعبيرات غير الموفقة بل الغليظة، بل ولأن كلمات أحمد حلمي عادت لتردد التبرة الاستعلائية الممجوجة حول التفوق المصري العنصري، وتحسيس الآخرين، من غير المصريين الجالسين في المقاعد والذين جاءوا احتفالا بمصر في كان، بأنه ينتمون الى شعوب أدنى، لأن "العبقري" اعتبر أن ما تحقق في مصر يجب أن يركع له الجميع، وهذه النغمات الاستعلائية من الموروث الاعلامي لنظام مبارك، وكانت دائما محاولة من جانب النظام لستر الانكسارات والهزائم والتراجعات المتتالية.

والغريب أن أحمد حلمي الذي طرد من ميدان التحرير بسبب مواقفه امؤيدة لنظام مبارك، جاء يركب مثل آخرين، موجة الثورة، تماما كما فعلت الممثلة التي لا تخجل من نفسها المدعوة يسرا. وهنا اللوم يقع على عاتق المخرد الصديق يسري نصر الله الذي اسند اليها دورا في فيلمه الذي يعد أحد الأجزاء العشرة من هذا الفيلم عن ثورة يناير. وإحقاقا للحق أقول إن الفيلم الذي أخرجه يسري من أضعف أجزاء الفيلم وأكثرها برودة وافتعالا بل وفراغا فنيا، فليس هناك موضوع أصلا وأنت لا تفهم عم يحكي بالضبط، ومن هذه الشخصيات الغريبة التي تتحرك مثل الروبوت.. وما هذا الشاب الأشعث الشعر الذي يبدو وقد ولد في جبلاية قرود لكنه يتصرف كأرستقراطي ويتصل بمن يدعوه "عم عبده لكي يحضر ليكوي له ملابسه داخل الشقة لأنه يخشى الخروج للشارع بسبب انتشار البلطجية واللصوص.. وما هذا الفيلم الذي يتوسع في الحديث عن اللصوص فيما الحديث عن الثورة ضئيل جدا في سياقه. وما الذي جاء بمنى زكي في هذا الفيلم لكي يجعل منها بطلة جماهيرية تصر رغم أنف زوجها الأشعث، على النزول للتحرير!

الأربعاء، 18 مايو 2011

فيلم إيراني "ممنوع" في مهرجان كان


هل تصنع المعارضة السياسية سينما عظيمة؟


أمير العمري

جاء فيلم "وداعا" للإيراني محمد رسولوف إلى مهرجان كان، مفاجأة لم تكن متوقعة، فمخرجه يقضي عقوبة بالسجن لمدة ست سنوات رغم أنه أعلن أنه سيستأنف الحكم، كما صدر قرار من السلطات الإيرانية بمنعه من الإخراج السينمائي لمدة عشرين عاما هو وزميله جعفر بناهي (الذي يعرض له فيلم جديد في المهرجان أيضا، يقال إنه أخرجه من وراء القضبان بمساعدة مخرجة إيرانية على طريقة الفيلم الأخير للمخرج التركي الراحل يلماظ جوني"، وكان أيضا معارضا سياسيا في تركيا، ولكن شتان بين الحالتين).

المفاجأة الأولى التي جاءت قبل بدء عرض فيلم المخرج محمد رسولوف (والمقصود محمد رسول ويكتبه الإيرانيون كما يظهر على شريط الفيلم "محمد رسول اف".. بينما تميل الصحافة العربية إلى ترجمته عن اللغات الأوروبية خطأ "راسولوف". وعموما الإسم ليس هو المفاجأة ولا تلك النغمة "الروسية" التي تصبغ الاسم، إلا إذا كانت كلمة "اف" لها معنى ما ديني أو على الأقل- حميد- في هذا السياق، في اللغة الفارسية التي لا ندعي أننا نعرفها!

أما المفاجأة أو ما اعتبرته شخضيا مفاجأة (ولا يبدو أن معظم الحاضرين،وكانت القاعة تغص بهم، اعتبروه كذلك) هو أن يتقدم وفد إيراني مكون من رجل ومجموعة من النساء الايرانيات بينهن بطلة الفيلم وصاحبة الدور الرئيسي فيه وغيرها أيضا، وجميعهن يرتدين الشادور أي الزي الايراني الاسلامي التقليدي ويغطين رءوسهن. والمعنى الواضح وراء ذلك أن هذا وفد "رسمي" جاء من إيران رأسا (ولم يأت مثلا من أمريكا)، بموافقة السلطات الإيرانية ومباركتها، فكيف يكون هذا الفيلم فيلما معارضا وتبارك السلطات عرضه، بل وترسل معه وفدا رسميا. ولو كان الفيلم ممنوعا بسبب معارضته للنظام، أو صور سرا كما أشيع، لكانت إيران قد اعترضت رسميا، كما سبق أن فعلت، على عرضه ضمن البرنامج الرسمي في مهرجان كان (يعرض الفيلم في تظاهرة نظرة خاصة أي يتسابق على نيل الجائزة المخصصة لأفضل الأفلام في هذا القسم وهو أمر غير مستبعد بعد سابقة حصول فيلم ايراني سياسي آخر ضعيف قيل أيضا أنه صور سرا على هذه الجائزة قبل سنتين، وهو فيلم بهمن قبادي "لا أحد يعرف شيئا عن القطط الفارسية)!

ولا أفهم كيف يكون الفيلم معارضا، وتأتي ممثلاته وقد وضعن على رءوسهن علم النظام "القمعي" أو "ساتر الرأس" الذي تفرضه شرطة الأخلاق والتهذيب الايرانية، وهي جهاز قمع النظام الايراني الشبيه بنظام المطوعين في السعودية!

رسولوف
أما الفيلم نفسه، كعمل فني، وليس كعمل سياسي، فقد جاء ضعيفا إلى حد يثير الرثاء حقا. بناء تقليدي، وايقاع ميت بمعنى الكلمة، قد تستغرق فيه لقطة واحدة نحو سبع دقائق مع كاميرا ثابتة تصور امرأتين من الجانب (البروفيل) تتبادلان الحديث الممل، المعاد، المكرر، دون توقف، فما هو الإبداع الاعجازي الذي يشهق له البعض في كان وغير كان، والذي يمكن أن يكون موجودا في فيلم متهافت رديء ممل من هذا النوع!

موضوع الفيلم أن محامية شابة متزوجة من رجل يفترض أن يكون في السجن، كمعتقل سياسي، ترغب في الحصول على تأشيرة للخروج من ايران، ولكننا أيضا لسنا متأكدين من حقيقة اعتقال زوجها، فهو يظهر في مشهد من المشاهد معها في البيت، يناقشها في موضوع السفر للخارج ويرفضه. وهي في الوقت نفسه تقول لكل من يسألها عنه (مثل صاحب المنزل الذي تستأجره وتريد أن تتركه لتحصل على مبلغ التأمين الذي دفعه زوجها) إنه يعمل في الجنوب، في منطقة صحراوية لا توجد فيها تغطية للهواتف المحمولة. بل انها تكرر هذا القول أيضا لرجال الشرطة السرية، وهو ما يحدث اختلاطا في الفهم لدى المشاهدين للفيلم، فكيف لا تعرف الشرطة أنه مسجون!

وليس في الفيلم شيء آخر عدا أن هناك زوجا "غائبا"، وزوجة تسعى في طرق تحت أرضية، للحصول على تأشيرات لدخول دولة أجنبية لها ولزوجها، وهي في الوقت نفسه حامل، ترغب أولا في الاحتفاظ بالطفل، ثم تحاول التخلص منه لكنها تواجه مصاعب في هذا السبيل. وهو جانب سبق تناوله كثيرا في الافلام الايرانية وغير الايرانية دون أن يكون له معنى خاص. وبعد مشاهد طويلة تمتليء بالحوارات المملة والتي تدور كلها في أماكن داخلية، كان قد ينتهي الأمر باعتقال المرأة ومنعها من السفر. فما هي العظمة الفنية وراء موضوع ممل ساذج، أحادي الجانب مثل هذا، وماذا يغري في فيلم تقليدي لو صنع في اندونيسيا مثلا لما لفت نظر أحد من القائمين على أمر مهرجان كان أو غيره من المهرجانات في الغرب.

جعفر بناهي
المسألة بوضوح أن إيران حلت سياسيا محل الاتحاد السوفيتي. وبعد أن ظلت الأوساط السينمائية في الغرب، وخصوصا في مهرجانات السينما الغربية مثل كان تحديدا، تذرف الدموع وتصدر بيانات الشجب والادانة طوال الستينيات والسبعينيات، ضد السياسة السوفيتية، وتطالب بالافراج عن الأفلام"الممنوعة" هناك وتتلقف ما يهرب منها سرا وتقرع له الطبول، أصبحت الأن تستبدل الاتحاد السوفيتي بإيران، وتعلي كثيرا من شأن أفلام إيرانية لا قيمة لها ولا يمكن أن تصمد في أي اختبار حقيقي يعتمد فقط على تحكيم المستوى الفني وحده، وبعيدا عن تلك المبالغات الاعلامية التي تدور حول المنع والقمع والاضطهاد، ووضع كراسي فارغة للمخرجين الغائبين، بينما تصادر الأفلام وتمنع يوميا هنا وهناك دون أن يلتفت أحد، بل واحيانا يقتل أيضا السينمائيون وتدفن جثثهم، دون أن ينبري السيد تيري فيرمو أو جيل جاكوب، للتباكي على ما يحدث لهم من قمع وقتل على الهوية. ولعل أمامنا مثل واضح لما يحدث يوميا من انتهاكات من أبشع ما يكون، تجري على أرض فلسطين. بل وماذا عما يحدث للسينمائيين السوريين؟ ولماذا لم يخصص مهرجان كان مثلا يوما للتضامن مع هؤلاء السينمائيين الممنوعين من العمل والذين يتساقطون واحدا وراء الآخر أو يضطرون للعيش في المنافي أو الصمت في الداخل!

إن السينما العظيمة لا تصنعها بيانات التنديد والتأييد، ولا ادعاءات أنها سينما معارضة سياسية، فأي معارضة تلك التي ترتدي أعلام النظام، وتأتي بأوامر منه، وأي معارضة تلك التي تستخدم فكرة المعارضة للمتاجرة بها في الغرب وتحقيق مكاسب لسينما ضعيفة، مفككة، تقليدية تمتليء بالحوارات المملة التي لا تنتهي، والمواقف الميلودرامية التي تتوقف الكاميرا أمامها لا تريد أن تتحرك ابدا؟ وما هذه السينما المتجهمة المنفرة التي لا تعرف أي نوع من الدعابة وكأن الشخصية الايرانية (المعارضة أو المضطهدة) لا تبتسم، ولا تضحك، ولا تملك أي قدرة على التفاؤل والأمل.

إنني لا أنسى عندما جاء المخرج الروسي المرموق اليم كليموف الى دار الفيلم البريطانية ودار معه نقاش مفتوح صريح عام 1987، وكان قد تولى أخيرا منصب الأمين العام لاتحاد السينمائيين السوفيت، ففاجأ الجميع ممن يسألونه عن الأفلام "الممنوعة" بأنه عندما تولى منصبه، أمر بإعداد قائمة بالأفلام الممنوهة او الموضوعة "فوق الرف"، واستدعي مخرجيها وسألهم إذا كانوا لايزالون يرغبون في عرضها هروضا عامة، فكانت المفاجاة أن معظمهم رفض عرضها لرداءة مستواها، وحتى لا تحسب عليهم أو بالأحرى، ضدهم، فنيا!

وأنا أكاد اثق أنه سيأتي يوم يعاد فيه فتح ملفات السينما الإيرانية، لنعرف حقيقة ذلك "المنع" المزعوم، والاضطهاد، والنضال الايراني ضد القمع السينمائي. والفيلم الجيد يظل في النهاية هو الفيلم الجيد، وليس الفيلم المؤيد أو المعارض.


السبت، 14 مايو 2011

مهرجان كان السينمائي ليس مباراة في كرة القدم

منذ أن بدأت أتردد على مهرجانات السينما الدولية وخصوصا مهرجان مهرجان السينمائي وأنا أقرأ وأسمع دائما سؤالا واحدا يتردد في الاعلام العربي والصحافة العربية، لا هم للإعلاميين سواه وهو: ما هو حجم الوجود العربي ومدي فعاليته وقوته خصوصا أمام اسرائيل، ولماذا تغيب السينما العربية أو الأفلام القادمة من العالم العربي من المسابقة الرسمية، ولماذا لا يحصل فيلم عربي على السعفة الذهبية... وغير ذلك من الأسئلة والتساؤلات التي تدور كلها في إطار الذات العربية "الغائبة" أو "المغيبة" ربما تحت تصور ان هناك مؤامرة ما تحاك ضد الثقافة العربية، كما لو كان العرب قد فعلوا كل ما يمكنهم فعله، وقدموا للسينما كل ما يلزم لنهضتها وتحررها وازدهارها، لكن الصهيونية تحاربهم، والغرب عموما يخشى قوة سينمانا وتأثيرها العظيم فيحول بينها وبين التواجد الفعال في المحافل الدولية التي يسيطر عليها!!
هذه الافكار تتردد في الوسط السينمائي أيضا وبقوة، ويعزي بها الكثير من السينمائيين العرب أنفسهم، أو يخدع بها من يعلمون الحقيقة منهم جمهورهم تبريرا لعجزهم وتقاعسهم وذيليتهم.
ولا اريد ان أزيد فأضيف أن هناك ايضا بعض من يكتبون في السينما من الصحفيين وغيرهم، ممن يرددون هذه الفكرة لارضاء الدوائر التي تدور في فلكها الصحف التي يكتبون لها والتي لا ترى مثلا أي شيء مهم في مهرجان كان كله سوى "الوجود العربي" وكيف هو، وهل هو فعال، وما نصيب العرب من الجوائز؟ وكأننا في مبارة أو مسابقة لكرة القدم لابد فيها من الفوز.
ان الوجود العربي في مهرجان كان هذا العام هو وجود يعكس بالفعل حقيقة ما تقدمه المساهمة العربية في سينما العالم على مدر العام، كما يعكس حقيقة التبعية الثقافية الكاملة التي تعيشها المجتمعات العربية، أي تبعيتها للغرب تحديدا الذي لولاه ولولا ما يقدمه من دعم وتبن للانماط السينمائية المتقدمة لما وجد اصلا فيلم يمثل تلك الثقافة في كان أو غير كان.
فالفيلم المغربي الذي يعرض هنا في قسم "نصف شهر المخرجين" هو من التمويل الفرنسي، وكذلك الحال بالنسبة لفيلم اللبنانية نادين لبكي "هلق لوين" المعروض في قسم "نظرة خاصة". وغير ذلك فلا أظن ان هناك ما يستحق ان يعرض في كان من الافلام الجديدة التي لم يسبق لها الدوران في حلبة المهرجانات السينمائية العربية. وكماانهناكاهتماما سياسيا دائما بالسينما الايرانية جاء الاهتمام السياسي هذا العام بالسينما في تونس ومصر.
فإلى جانب فيلمين ومخرجتين (المغربية واللبنانية) تلقى السينما المصرية والافلام التونسية وصناعها، اختفاء كبيرا هنا ولكن لسبب سياسي، وطبيعي ان السياسة تتحكم في كل شيء في حياتنا شئنا أم أبينا. والسبب هو الثورتان التونسية والمصرية اللتان استقطبتا اهتمام العالم. وهناك فيلم مصري عن تلك الثورة المصرية من اخراج 10 سينمائيين مصريين. وفيلم تونسي تسجيلي عن الثورة التونسية شاركت في انتاجه قناة الجزيرة الوثائقية. وهو حجم مشاركة معقول جدا، بعيدا بالطبع عن حديث الجوائز ومن بفوز أو لا يفوز، فمرة أخرى لسنا في مباراة من مبارايات كرة القدم.
وكون أن اسرائيل تشارك بفيلم في المسابقة الرسمية ليس معناه ابدا ان السينما في اسرائيل اهم واقوى واعظم كما يميل بعض اولئك الذيبن يميلون الى تعذيب الذات، فالفيلم الاسرائيلي في المسابقة فضيحة بكل المستويات، أقصد فضيحة سينمائية، والفيلم الاسرائيلي الآخر في اسبوع النقاد فضيحة اخرى ودليل دامغ على ان تلك الافلام التي تنتج في اسرائيل لا تقدم ما يمكن ان يثير اهتمام احد في العالم الا اذا تناولت موضوع الصراع العربي او الفلسطيني الاسرائيلي. وعدا ذلك فانها تغرق في سحابات المخدرات والجنس والشذوذ الجنسي والصراعات الشخصية السخيقة التي لا تثير أدنى اهتمام من أحد.
ومطلوب اخيرا من المتباكين على احوال سينما العرب ان يحثوا السلطات العربية التي تسيطر على الثروة والسلطة، على الاستجابة لمطالب السينمائيين، والاهتمام بدعم تجارب الانتاج السينمائي المتقدمة اكثر قليلا من تفاخرها هنا في كان، عاما وراء عام، بمهرجاناتها السينمائية التي يرفع أحدها شعارا مضحكا أخجل منه كلما رأيته منشورا في المطبوعات السينمائية الرائجة في سوق كان السينمائية التي تتزود به على سبيل المادة الدعائية المباشرة، هذا الشعار الذي يقول ان "الفيلم هو الحياة" في حين ان الفيلم ليس هو الحياة بالطبع، ولو كان كذلك لكنا نعيش حياة ضيقة جدا، فالفيلم يمكن ان يكون نافذة على الحياة لكنه ليس بديلا عنها أبدا فالحياة أبقى واشمل من كل الافلام في النهاية خصوصا الافلام السخيفة.. اليس كذلك!

الأربعاء، 11 مايو 2011

كان قبل أن يرفع الستار



وصلت إلى كان قبل يوم من الافتتاح. المشهد عادة مثير للاهتمام. لماذا؟ لأن المرء يشهد حالة فريدة شبيهة بالميلاد والنمو قبل الأفول والغياب، ولا أقول الزوال.
المدينة التي تعيش على مهرجان السينما ومؤتمرات ومهرجانات أخرى أقل أهمية ورونقا خلال العام، تتزين، تفرش البساط الأحمر، تعلق الزينات والأضواء، ترفع لافتات الأفلام الجديدة اتي ستشعل المناقشات هنا على طول الطريق السحري، طريق الكروازيت، وهو شارع كورنيش البحر المتوسط اليلتف حول المدينة التي انطلقت فيها الحياة انطلاقة لم تكن تتوقعها قبل اكثر من ستين عاما فنقلتها من قرية للصيادين الفقرء الى بقعة لأغنى الأغنياء ونجوم السينما الذين يجتذبون سنويا الآلاف من عشاق السينما للتجمع امام قصر المهرجان لمشاهدة نجوم هوليوود المشاهير بوجه خاص اليحرص المهرجان على وجود نخبة منهم سنويا. من هؤلاء هذا العام جوني ديب وشون بن وكاترين دينيف وروبرت دي نيرو وغيرهم.
رائجة المدينة نفسها تتغير وليس فقط منظرها العام في اليوم التالي أي غدا قبيل الافتتاح. كما لو كانت كميات العطور الهائلة التي تضعها الحسناوات اللاتي يغشين المدينة والمهرجان، سواء من نجوم السينما أو من الراغبات في الشهرة والباحثات عن فرصة للظهور على الشاشة السحرية، ليس بالتأكيد تحقيقا لدعوة الفنان الامريكي الشهيرالراحل آندي وورهول الذي كان يطالب بحق الظهور لكل امرء على شاشة التليفزيون لمدة 15 دقيقة تحقيقا لمبدأ ديمقراطية الاعلام في القرن العشرين (الذي كان طبعا!). فالباحثات عن الظهور هنا يقصدن الشاشة الكبيرة بالتحديد التي لايزال لها سحرها الخاص.
ابتداء من صباح اليوم التنشر فيه هذه الكلمات، سيبدأ ايضا الزحف المقدس، ليس لتحرير التراب من الطغمة الديكتاتورية الفاسدة في سورية واليمن وليبيا والجزائر وغير ذلك من التراب العربي الذي يشهد دون شك، عملية الاستقلال الحقيقي عن الاستعمار الداخلي البغيض، بل أقصد بالزحف المقدس، زحف نقاد السينما والصحافة السينمائية الذين يصل عددهم عادة الى عدة آلاف منهم من يأتي للمرة الأولى، ومنهم من رأيتهم اليوم أو بالأحرى، اصطدمت بهم عيناي من نساء يرتدين الطرحة ويتحدثن بأصوات عالية ويصدرت جلبة ويضفين في الحقيقة جوا من الكآبة على المشهد البديع في كان بكل ما يكشف عنه من جمال، فصاحباتها القادمات من بلادنا ينقلن معهن ثقافة التصحر والبداوة والتخلف العقلي التي تنتقلت من بلد مجاور باسم التدين، مازال يقبع خارج التاريخ، بجلابيبهن التي يدعين انها تحمي الهوية فيما الهوية مستلبة حتى النهاية الدموية، وخاضعة خضوعا مزريا لكل ما هو غريب وتغريبي من بدع مضحكة تجعلهن في اغطية رؤوسهن تبدين اضبه بالمهرجين. والمصيبة ايضا أنني "اصطدمت" أو اصطدمت عيناي ببعض رموز غسيل اقدام نظام مبارك المجرم طوال ثلاثين عاما واليوم جاء هؤلاء مع وزير الثقافة الجديد (ابن النظام الثقافي القديم) عماد أبو غازي، ضمن وفد الردح والزغاريد بعد اختيار مصر الدولة الضيف التي يحتفل بها مهرجان كان. والمذهل في الأمر أن يكون الشباب هم الذين قاموا بالثورة التي قلبت نظام مبارك أو على الأقل هزته بعنف (فالتغيير لم يتم بعد في رأيي) ويركب موجتها بعض عجائز الصحافة والنقد والسينما من اللاتي أكلن وشربن على مائدة وزير الحظيرة فاروق حسني طيلة سنوات دون أن يشبعن أبدا!
ما هذه المهزلة التي تتبدى ملامحجها مذكرة ايانا بمهزلة وزير الحظيرة قبل سنتين في مهرجان فينيسيا عندما اصطحب وفدا على نفقة الدولة من صحافة الحكومة الفاسدة والمعارضة الفاسدة بل وبعض صحفيي ما يسمى بالست صحافة مستقلة، من أجل التطبيل والتزمير لفيلم الحكومة "المسافر" الذي يبدو أن مخرجه نفسه تبرأ منه (وانضم للثورة على الحكومة في الميدان) بعد أن عبث به الوزبر نفسه واقتطع منه 20 دقيقة لكي يعدل من ترهله فلم يعتدل بل ولم يجرؤ على عرضه الى أن رحل ولا أظن ان هذا الفيلم سيعرض أبدا، وهنا يجب الدعوة الى محاسبة الوزير وكل من ساهموا في انتاج مهزلة هذا الفيلم على تبديد اموال الشعب ودافعي الضرائب (ولا احب استخدام تعبير اموال الدولة). فهل سنشهد في كان مهزلة الزفة المصرية التي يحضر فيها مطبلاتية نظام مبارك من صناع افلام محدودي الموهبة مع حفنة من الصحفيين الرسميين عديمي الموهبة الذين يطبلون لكل الانظمة بعد ان جاءوا اليوم يحتفلون بثورة يناير؟ والنبي سلم لي ع الثورة ياسطى حنفي!

الخميس، 5 مايو 2011

"عين على السينما: موقع سينمائي جديد شامل

يسعدني ان أعلن لكم اليوم تدشين الموقع السينمائي الجديد الشامل (عين على السينما) الذي نطمح ان نجعل منه مجلة سيمائية شاملة متنوعة. ونأمل ان ينال الموقع الجديد رضاكم وان نتلقى كل تعليقاتكم وملاحظاتكم. علما بأن التطوير في الموقع جاري بشكل يومي وسوف تظل مدونة حياة في السينما الأخت التوأم لهذا الموقع الجديد وفي انتظار مساهمات شباب السينما بمقالاتهم وأفلامهم التي خصصنا لها زاوية خاصة هي (فيديو اليوم) و"ورشة سينما الشباب" وسوف نتناول الأفلام التي نعرضها في هذه الزاوية بعد ذلك بالتحليل والنقد.

عنوان الموقع الالكتروني:

الأحد، 1 مايو 2011

جوائز مهرجان تريبيكا السينمائي

حصل فيلمان من الأفلام الأولى لمخرجتين لأول مرة على الجائزتين الرئيسيتين في مهرجان تريبيكا السينمائي في نيويورك، الذي شارك في تأسيسه روبرت دي نيرو للمساعدة في إعادة تنشيط المنطقة التي تعرضت للدمار في هجمات 11 سبتمبر 2001 الإرهابية.

الفيلم الأول يحمل عنوانا غريبا هو "هي تتقرد" She Monkeys، في إشارة إلى التقلب في العواطف، ويروي قصة العلاقة المتوترة فتاتين سويديتين تجمهما علاقة صداقة وتنافس يصل الى درجة الخصومه بعد انضمامهما لفريق من فرق الألعاب البهلوانية الفروسية. وقد حصل على جائزة أحسن فيلم روائي لمخرجته ليزا أتشان. ووصفت لجنة التحكيم الفيلم في اطار تبرير منحه الجائزة بقولها "هذا فيلم يناقش قضايا تتعلق بالجنس، والمراهقة، والطاقة، والطموح وهو فيلم طموح وأصيل".

أما جائزة أحسن فيلم تسجيلي طويل فقد ذهبت إلى ألما هاريل عن فيلمها "شاطئ بومباي" الذي يصور مجموعة من الشخصيات الغريبة التي تعيش في المجتمع الفخري في جنوب كاليفورنيا في بلدة اصبحت تعتبر مدينة أشباح بعد تعرضها للتآكل المستمر بفعل مياه البحر على مدى العقود القليلة الماضية، مما أدى إلى إقلع المصطافين الذين كانوا يتوافدون عليها بكثرة، بشكل كامل. ووصفت لجنة التحكيم الفيلم الوثائقي بأنه يحتوي على "الجمال وإثارة العاطفة والروح الغنائية والابتكار". وأضافت ان قرار منح الجائزة الكبرى للفيم التسجيلي كانت بالإجماع.
وذهبت جائزة أفضل ممثل إلى رمضان بيزيمانا رضان عن أدائه في فيلم "المسألة الرمادية" من رواندا، في حين تم تسليم جائزة أفضل ممثلة إلى الممثلة الهولندية كاريس فان هوتين عن دور الشاعرة الجنوب افريقية انجريد يونكر في فيلم "الفراشات السوداء".
تأسس مهرجان تريبيكا السينمائي في عام 2001 بواسطة دي نيرو وجين روزنثال وكريج هاتكوف، لدعم النمو والثقافة في مانهاتن بعد الهجمات التي تعرض لها هناك مركز التجارة العالمي. وضمت هيئة التحكيم للدورة العاشرة من المهرجان 10 المخرجين ديفيد راسل وأتوم إيجويان، مع الممثلين بول دانو ووبي جولدبرج ومايكل سيرا. وشاهدت لجان الاختيار ما مجموعه 93 فيلما روائيا، منها 41 فيلما وثائقيا و52 فيلما روائيا. افتتح المهرجان يوم 20 أبريل بعرض الفيلم الوثائقي "الاتحاد" The Unionمن اخراج كاميرون كرو عن التون جون.
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger