الجمعة، 10 أكتوبر 2008

الأزمة المالية والسينما

الأزمة الحالية التي أصابت النظام المصرفي، ومعه النظام الرأسمالي بأسره، تهدد بدخول الاقتصاد العالمي مرحلة كساد طويل الأمد قد يمتد لسنوات.
هذه الأزمة، كما يتنبأ البعض، لابد وأن تصيب صناعة السينما الأمريكية في هوليوود. فشركات هوليوود الرئيسية الكبرى تعتمد عادة على الاستثمار في عدد من الأفلام باهظة التكاليف (أكثر من 100 مليون دولار للفيلم)، لكنها لا تستطيع، أو ربما لا ترغب عادة، في تدبير هذه الميزانيات الضخمة من أموالها بشكل مباشر، فتلجأ إلى الاقتراض من البنوك بضمان الأرباح، أي بإغراء حصول البنوك على نسبة لا بأس بها من الأرباح من مجمل إنتاجها كله.الآن أصبح لا مناص من أن تحجم البنوك عن تمويل الأفلام الكبيرة دون توفر ضمانات مسبقة لحصولها على أموالها مع الفوائد المرجوة.
ولذلك يتوقع البعض أن تعود شركات هوليوود للتركيز على الأفلام المحدودة التكاليف (10 ملايين دولار فأقل). فقد أصبحت عمليات الإقراض بشكل عام، تواجه مأزقا فالإقراض العقاري هو المتسبب الرئيسي في الأزمة التي يشهدها الاقتصاد العالمي حاليا.وربما تدفع الأزمة البنوك أيضا للتدخل بشكل ما، في نوعية الأفلام وموضوعاتها ومطالبة شركات الإنتاج بدفع نسبة أكبر من أرباح الأفلام الأخرى الأصغر، أو أن تعتمد شركات هوليوود على أموالها في تمويل مشاريعها الطموح، وتتحمل نتائج أي مغامرة.
هل هذا في صالح السينما أم ضدها؟ أظن أنه قد يكون في صالحها، لأن الأفلام المتعددة المحدودة الميزانية ستتيح الفرصة أكثر لمزيد من السينمائيين لتحقيق الأفلام الجريئة دون خشية من السقوط المروع في حالة الفشل.
وهناك أيضا البعض الذي يرى أن هوليوود كانت دائما تتمكن من الاستمرار في مسيرتها، حتى في ظل الأزمات المالية، لسبب بسيط، هو أن الجمهور الذي يذهب إلى دور السينما في الأحوال العادية قد لا يتأثر، أو ربما يزداد تردده على دور السينما في وجود الأزمة الاقتصادية، وذلك بهدف الهروب من الواقع إلى مشاهدة الأفلام داخل ظلام دور العرض.ومصائب قوم عند قوم فوائد!

الخميس، 9 أكتوبر 2008

رائد سينما الاحتجاج والتمرد والغضب


بعد 40 عاما على ظهور فيلم "إذا" البريطاني

تحية إلى ليندساي أندرسون

بقلم: أمير العمري


احتفلت الأوساط الثقافية والسينمائية في بريطانيا مؤخرا بمرور 40 عاما على تصوير فيلم "إذا" IF للمخرج الكبير الراحل ليندساي أندرسون. إذاعة بي بي سي- 4 أنتجت برنامجا تسجيليا طويلا عن أندرسون وفيلمه الذي لايزال حتى يومنا هذا، يثير الجدل. وممثله المفضل مالكولم ماكدويل، الذي اكتشفه أندرسون وقدمه للسينما في دور البطولة في هذا الفيلم، أنتج فيلما تسجيليا بعنوان "لن أعتذر أبدا" عن علاقته بأندرسون، تحدث فيه وأفضى بمعلومات وأسرار جديدة.
صور فيلم "إذا" عام 1968 في نفس الوقت مع التظاهرات الطلابية والعمالية العنيفة التي شهدتها باريس وامتدت إلى مدن أوروبية أخرى، ثم عرض في العام التالي في مسابقة مهرجان "كان" وحصل على "السعفة الذهبية" كأحسن فيلم.
وقد تحول هذا الفيلم منذ ظهوره إلى "حدث" كبير في الثقافة البريطانية، فقد كان يمثل علامة فارقة بين عصرين: عصر ما بعد الحرب العالمية الثانية بطفرته الصناعية التي دعمت نفوذ "المؤسسة" الحاكمة دون أن تهز قناعاتها، وبين عصر جديد للتمرد على تلك المؤسسة التي توفر الرخاء لكنها تنزع الجوهر والروح، وتتشبث بتقاليد الامبراطورية بعد زوال عصر الامبراطورية رسميا بالانسحاب من شرق السويس عام 1967، هذه المؤسسة يتعرض الفرد في إطارها للقمع بشتى صوره: في المدرسة والجيش والمصنع والكنيسة.

رؤية جامحة
ويصور فيلم "إذا" رؤية جامحة شديدة العنف والفوضوية، لمجتمع بريطانيا التقليدي كما يتمثل داخل مدرسة ينقسم طلابها إلى ثلاث طبقات كل منها تمارس القمع على الطبقة الأدنى، ويحكمها نظام صارم من الأساتذة والمشرفين. إنه نظام أقرب إلى "الكهنوت" الكنسي، حيث يتعين على الجميع الالتزام بالطاعة العمياء ونبذ تساؤلاتهم، لكنه كان يرمز لبريطانيا الملكية كمؤسسة فوقية، والنظام الطبقي العتيق الصارم: الرأسمالية الكبيرة والطبقة الوسطى ثم الطبقة العاملة.
يبزغ من بين طلاب الطبقة الوسطى في المدرسة زعيم شاب قوي هو ميك ترافيس، يقوم بدوره مالكولم ماكدويل. يقود التمرد على كل تقاليد المدرسة، وينتهي التمرد بثورة دموية تحرق وتدمر وتقتل كل رموز المجتمع القديم المتعفن الذي يتنبأ أندرسون في فيلمه بضرورة نهايته.

العنف في "إذا" عنف نابع من موهبة جامحة متوحشة ترغب في الانطلاق بعيدا عن سينما المواقف المصنوعة، والنهايات السعيدة.
وقد أثار الفيلم اهتماما شديدا وقت ظهوره في الأوساط البريطانية المختلفة. ومنحته الرقابة البريطانية علامة "إكس" أي قصرت عروضه على "الكبار فقط". وعندما عرض في مصر في العام التالي، عرض تحت اسم "كلية المتاعب"، واستبعدت الرقابة المصرية منه الكثير من المشاهد واللقطات، ثم اختفى من دائرة التوزيع تماما بعد ذلك.
واستعان مخرجه ليندساي أندرسون بسيناريو مزيف من 40 صفحة لكي يحصل على موافقة المدرسة العامة في شيلتنهام التي درس هو فيها. وتصور مدير المدرسة أن الفيلم سيكون في صالح المدرسة من الناحية التربوية، إلا أنه فوجئ خلال العرض الخاص الذي حضره وكان لابد أن يحضره، بأن الفيلم مناهض تماما لكل الأفكار السائدة عن "القيم التربوية". ويقول الممثل مالكولم ماكدويل إن الرجل بعث برسالة في مظروف إلى أندرسون رفض الأخير أن يفضها أو يقرأها لأنه كان يعرف تماما ما فيها، ولم يشأ أن يواجه أحدا يقول له "لقد خدعتني" أو "أنت وغد"!

رائد التجديد
ويمكن القول بثقة إن الرائد الحقيقي للتجديد في السينما البريطانية هو المخرج ليندساي أندرسون (1923- 1994)، وذلك رغم أنه لم يخرج طوال مسيرته السينمائية سوى سبعة أفلام روائية طويلة، غير أنه أخرج عشرات الأعمال المسرحية والأفلام التليفزيونية الدرامية والتسجيلية.
كان ليندساي أندرسون الرائد الحقيقي لحركة "السينما الحرة" التي نقلت السينما البريطانية خلال الفترة من منتصف الخمسنيات إلى منتصف الستينيات، من مجال الأفلام الهروبية والتاريخية التقليدية إلى مجال الواقع الاجتماعي، لكي تطرح مواضيع جريئة تدور أساسا، في أوساط الطبقة العاملة. وكانت تلك الحركة تضم أيضا سينمائيين مثل توني ريتشاردسون وكاريل رايز، وكتابا مثل جون أوزبورن، وكان هؤلاء يشكلون جماعة "أنظر خلفك في غضب" نسبة إلى مسرحية أوزبورن الشهيرة.
وكان هناك أساس نظري سبق ظهور "السينما الحرة" تمثل في ظهور مجلة سينمائية متخصصة هي "سيكوانس" التي رأس تحريرها أندرسون، وهو الذي أطلق تعبير "السينما الحرة" على الحركة، وبدأت أولا تنتج أفلاما تسجيلية جريئة بأسلوب يتجاوز السائد أي لا يكتفي بالعرض بل يحلل ويكتشف ويضرب في العمق.
وكان أندرسون أيضا هو الذي وضع بيان "السينما الحرة" ووصف واقعية أفلامها بأنها "واقعية حوض المطبخ".

الحياة الرياضية
وأخرج أندرسون أحد أهم أفلام تلك الحركة وهو فيلمه الروائي الأول "هذه الحياة الرياضية" This Sporting Life (1960) الذي قام ببطولته الممثل العملاق الراحل ريتشارد هاريس عن مأساة عامل مناجم تحول إلى لاعب رجبي بحثا عن المال، إلى أن يجد نفسه وقد أصبح "أداة" يستغلها مجتمع التجارة الرياضية، ويتحول تدريجيا إلى وحش كاسر في الملعب لكنه يفتقد إلى الحب في حياته الخاصة، ويشعر بفراغ روحي هائل، وينتهي وقد فقد زوجته وأصدقاءه بعد أن يكون قد فقد نفسه.
وقد صور الفيلم في مدينة صناعية صغيرة في مقاطعة يوركشاير، بظلالها القاتمة والدخان المتصاعد من مداخن مصانعها، وضبابها وأحيائها العمالية الباردة. وتميز الفيلم بواقعيته الشديدة وبتركيزه على فكرة الاستلاب وتحول الفرد إلى أداة يسخرها الآخرون لجني الفوائد والأرباح.
وقد ابتعد أندرسون تماما عن أسلوبه الواقعي الأول في هذا الفيلم لكي يعبر بحرية تتجاوز الواقعية، في فيلم "إذا" عن رؤيته الشخصية لفكرة الثورة. في الفيلم مثلا عبارات من قبيل "الثورة والعنف هما أنقى الأشياء".

الرجل المحظوظ
وفي فيلمه التالي "يالك من رجل محظوظ" Oh.. Lucky Man يمد تجربته على استقامتها ويصل إلى أقصى حدود السيريالية شكلا، والفوضوية مضمونا، من خلال موضوع قريب الشبه إلى حد ما، بفيلم "البرتقالة الآلية" Clockwork Orange الذي أنتج في العام نفسه ومن بطولة مالكولم ماكدويل (للمخرج ستانلي كوبريك)، إلا أن بطله (ميك ترافيس أيضا) على العكس من بطل الفيلم المشار إليه لا يميل للعنف أو التمرد بل يبدأ وهو ممتثل تماما للمجتمع، يريد أن يصعد في إطار المؤسسة، لكنه يواجه الكثير من المتاعب بسبب رغبته في الصعود في المجتمع الرأسمالي مع التمسك بنوع من المثالية، فيجد نفسه في السجن ثم في مستشفى الأمراض العقلية بسبب تآمر رؤسائه ومنافسيه ورغبتهم في تدميره وإقصائه من السوق.
في هذا الفيلم هجاء واضح لبريطانيا التي فقدت الامبراطورية لكنها مازالت تتمسك بدور "إمبراطوري" عن طريق الغش والتحايل والعمليات القذرة في العالم ومنها تصدير السلاح إلى مناطق النزاعات والحروب، وتدريب المرتزقة وتزويدهم بالخبراء.
ثلاثية أفلام ليندساي أندرسون التي كتبها ديفيد شيروين ولعب بطولتها مالكولم ماكدويل، انتهت بفيلم "مستشفى بريطانيا" Britania Hospital الذي عرض عام 1982 أثناء التغطية الإعلامية المكثفة لحرب بريطانيا ضد الأرجنتين في جزر فوكلاند. وحمل الفيلم مجددا أفكار أندرسون الغاضبة من المؤسسة الحاكمة، التي يسخر منها بعنف ويصورها على أنها تمارس القتل والغش والخداع والعبودية للعائلة المالكة وحماية الحكام الديكتاتوريين.
وكما كانت المدرسة في فيلم "إذا" رمزا لبريطانيا فإن المستشفى في هذا الفيلم ترمز إلى المجتمع البريطاني أيضا بتركيبته الطبقية التي ظل أندرسون يرفضها ويوجه لها الانتقادات القاسية حتى النهاية.
لا اعتذار
ومن الأحداث التي رواها أخيرا الممثل مالكولم ماكدويل في فيلمه التسجيلي "لن أعتذر أبدا" Never Apologise أن الوفد البريطاني في مهرجان كان السينمائي نظم انسحابا جماعيا من القاعة عند عرض الفيلم، ثم أخذ بعضهم يطاردونه على سلالم قصر المهرجان ويهاجمونه واصفين إياه بـ "المعادي لكل ما هو بريطاني".
وقد فشل الفيلم في السوق البريطانية، وتوقفت مسيرة أندرسون فترة قبل أن يعود لاخراج آخر افلامه في الولايات المتحدة وهو فيلم "حيتان في أغسطس" الذي لم يحقق نجاحا يذكر، فقد كان العالم قد تغير، ونجحت المؤسسة التي ظل أندرسون مناهضا لها في الالتفاف، وارتدت ثيابا جديدة، لكي تعود بشكل مختلف، أكثر قوة عما كانت،كما نجحت في تدجين المثقفين، ومحاصرة كل ما تبدى من آثار ثورة 1968 في أوروبا.
إلا أن أندرسون الذي توقف تماما عن العمل بالسينما قبل وفاته بست سنوات، لم ينحن ولم يستسلم ولم يسع أبدا إلى الاعتذار للمؤسسة بأي شكل من الأشكال. وقد ظل- كما يقول مالكولم في فيلمه التسجيلي- يرفض الاعتذار عن غضبه، وعن رفضه، وعن رغبته في رؤية بلاده والعالم، أكثر إنسانية وأكثر عدلا وجمالا.
(عن موقع بي بي سي أربيك دوت كوم)
شاهد بالفيديو المشهد الأخير من فيلم "إذا"

سيد بدرية في دور البطولة في هوليوود أخيرا

صديقنا الممثل المصري الأصل الأمريكي الجنسية، الذي يعمل منذ سنوات في هوليوود يحقق نجاحات متتالية هناك. فقد تألق أخيرا في فيلم "الرجل الحديدي" وحصل على تقدير الكثيرين في دوره كتاجر سلاح. وقام بعد ذلك بالدور الثاني في "الربيع في خطوتها" الفيلم القادم للمخرج المستقل مايكل برجمان، ويلعب فيه دور سائق تاكسي فلسطيني، كما يقوم بدور سفاح في الفيلم المكسيكي من تمويل بارامونت بعنوان "الساحة الخلفية" وتقول المعلومات المنشورة عنه أنه يستند إلى قصة حقيقية، وهو من إخراج المخرج المكسيكي كارلوس كارييرا.
أما أهم خطوة في حياة سيد العملية فهي إقدامه أخيرا على الاشتراك في تأليف وإنتاج فيلم جديد يقوم فيه بدور البطولة المطلقة للمرة الأولى في هوليوود، وهو فيلم "الشرق الأمريكي" أو American East. ويقول سيد إن الفيلم يتناول وضع العرب في أمريكا أو بالأحرى، الأمريكيين من أصل عربي فيما بعد أحداث 11 سبتمبر، ومحاولاتهم التغلب على أجواء انعدام الثقة القائم من جانب المجموعات الأمريكية الأخرى حولهم.
ومن المنتظر أن يثير الفيلم الجديد الجدل بسبب طبيعة الموضوع الذي يقوم فيه بدرية بدور مهاجر مصري إرمل، يدير مقهى لكنه يحلم بافتتاح مطعم للمأكولات العربية مع صديقه اليهودي.
سيد بدرية، ابن بورسيعد الذي هاجر إلى أمريكا في أواخر السبعينيات ودرس السينما في نيويورك وكان زميله في الدراسة وودي هارلسون، وعمل فترة مساعدا للممثل المخرج الراحل أنطوني بيركنز، يقوم بدور كبير منذ سنوات أيضا في الدعوة إلى تغيير النظرة السائدة للعرب في هوليوود تحديدا وفي أمريكا بوجه عام رغم المآخذ العديدة على بعض الأدوار التي يقوم بها في الأفلام الأمريكية الشائعة، فهو كثيرا ما يقوم بدورالإرهابي أو القاتل. لكنه أيضا انتج فيلما قصيرا مع زميله المخرج هشام العيسوي بعنوان "حرف T بمعنى إرهابي". وقد حصل هذا الفيلم على جائزة أحسن فيلم قصير في مهرجاني بوسطون وسان فرانسيسكو.
وقبل سنوات وتحديدا في 2002، عرضنا في إطار برنامج جمعية نقاد السينما المصريين وقت رئاستي لها، الفيلم التسجيلي الطويل الممتع "إنقاذ كلاسيكيات السينما المصرية" الذي انتجه وأخرجه سيد بدرية.
ويتناول الفيلم بشكل متوازن كثيرا، الوضع المزري الذي يعاني منه تراث الأفلام المصرية القديمة في مخزن الدولة.
وقد أدرت ندوة موسعة بقاعة المجلس الأعلى للثقافة عن الفيلم والقضية، شارك فيها ممثلون عن الدولة وحشد من النقاد والسينمائيين،
واتُخذت على إثرها إجراءات أطلعني عليها تفصيلا فيما بعد، الأستاذ صلاح حسب النبي رئيس الشركة المصرية القابضة التي تدير أرشيف الأفلام المصرية وموروث الأفلام التي أنتجتها الدولة في عهد مؤسسة السينما الحكومية، لترميم وحفظ الأفلام بطريقة علمية.
وقائع هذه الندوة منشورة بالكامل في أحد أعداد مجلة "السينما الجديدة" أول مطبوعة "دورية" تصدر عن الجمعية شهريا واستمرت حتى مارس 2003.

الأربعاء، 8 أكتوبر 2008

مأزق فاروق حسني

أخيرا أسدل الستار على ما عرف باسم قضية الرشوة الكبرى" التي اتهم فيها ثلاثة من كبار رجال وزير الثقافة المصري فاروق حسني على رأسهم أيمن عبد المنعم مدير مكتب الوزير ثم رئيس صندوق التنمية الثقافية، أقوى جهاز من أجهزة وزارة الثقافة المصرية.وقد حكم على كل من "الثلاثة الكبار" بالسجن لمدة عشر سنوات مع تغريمهم والزامهم برد المبالغ التي حصلوا عليها كرشوة مقابل تسهيل أعمال مقاولين أسندت إليهم عمليات إنقاذ وترميم وخلافه في المباني الأثرية التي تشرف عليها وزارة فاروق حسني.
بهذا الفصل المخزي يثبت مرة أخرى أن فاروق حسني الذي دمر وجه الثقافة المصرية وجعلها تبدو أمام العالم أضحوكة بسبب ممارسات وزارته وإطلاقه يد "رجاله" من الطغمة الفاسدة المفسدة في كل المجالات: السينما والمسرح والآثار والفن التشكيلي والثقافة الجماهيرية وغيرها يجب أن يتوارى خجلا بعد صدور هذا الحكم، فقد كان قد صرح بعد إلقاء القبض على تلميذه وربيبه أيمن عبد المنعم الذي أطلقت عليه الصحافة الشعبية "الواد ايمن بتاع الوزير" بأنه لا يصدق أن يكون أيمن قد ارتشى، وإنه سيصدم صدمة كبرى إذا ثبتت إدانته، إلا أنه لم يشرح لنا معنى أنه "سيصدم" فهل يجرؤ فاروق حسني على تقديم استقالته بشرف هذه المرة وليس على سبيل التظاهر الأجوف أمام الرأي العام بينما يعرف الجميع انه مرتبط بنظام قائم إلى ان يقضي الله أمرا كان مفعولا!
إن الفساد الذي صبغ وجه وزارة فاروق حسني طيلة عشرين عاما سيستمر بعد صدور الحكم القضائي، فالذين حكم عليهم بالسجن والغرامة ليسوا آخر الرجال غير المحترمين في وزارته بل هناك المزيد، ولكن المسألة فقط مسألة "حظ وبخت ونصيب" وليست مسألة وقت كما يقول المتفائلون عادة، فكم من المهربين ولصوص الآثار والمخطوطات في وزارة فاروق حسني تم التستر عليهم وطي صفحتهم مع بقائهم في مناصبهم داخل وزارة الفساد.المؤكد في النهاية أن "مأزق فاروق حسني" هو مأزق نظام بأكمله وليس فقط وزارة من وزارات الفساد.
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger