والرواية أساسا، عمل فني كبير يقوم على أسس وحقائق تاريخية في شخصياتها وأحداثها، مع مزجها وتغليفها بالخيال الروائي الجميل، وهي تشبع الباحث في التاريخي والجمالي والسياسي والديني والايروتيكي في وقت واحد، وأهم ما يميزها التجرؤ على شق الظلام الدامس، وإخراج المسكوت عنه.
إنها أساسا رواية عن طعم الحرية، عن طريق التأمل في مغزى القهر باسم الدين، ولعل كاتبها يتمثل التاريخ لكي يسقطه على الحاضر، فهي رواية ليست بعيدة بمعانيها المتعددة وطبقاتها المتركمة فوق بعضها البعض، رغم أنها تغوص في التاريخ وصولا إلى القرن الرابع الميلادي.
وما الضجة والغضب والرفض من جانب كل من الجهات المتشددة المتزمتة على الطرفين، المسلم والمسيحي، إلا لأن الرواية عمل إبداعي كبير ينتصر للفنان، وللمفكر ضد سلطة القهر سواء جاءت من الكنيسة أم الجامع، باسم محمد أو باسم المسيح.
وربما إذا كانت الرواية قد صدرت في مجتمعات تتمتع بقدر حقيقي من الحرية لأنتجت هذه الرواية في السينما والتليفزيون، بل ولتقرر تدريسها على طلاب المدارس العامة، فهي تحفة فنية بصورها وبنائها بل واهتمام مؤلفها الكبير بالكشف عن كنوز خافية في اللغة العربية.و"عزازيل" أيضا عمل أدبي يتجاوز بكل أسف الحركة النقدية العربية السائدة ويكشف تهافتها وعجزها عن مسايرة الإبداع واللحاق به شأنها شأن حركة النقد السينمائي التي لاتزال حائرة، تواصل الدوران بين "الشكل والمضمون"!
0 comments:
إرسال تعليق