سالي هوكنز بطلة فيلم "تمشي على سجيتها"
يتجه عام 2008 نحو نهايته.. ونتطلع جميعا إلى استقبال عام جديد بأفلام جديدة ومفاجآت جديدة رغم الصورة القاتمة التي يبدو عليها الاقتصاد العالمي حاليا. حصاد 2008 سينمائيا كان ضعيفا بشكل عام.
السينما الأمريكية قدمت عملين أو ثلاثة من الأعمال ذوي القيمة. السينما الفرنسية رغم حصولها على سعفة كان الذهبية عن فيلم "الفصل" لا يمكن القول إنها حققت شيئا متميزا، فالفيلم لا يضيف أي جديد على مستوى الشكل أو المضمون، بل هو تكرار منسوخ من أفلام اخرى تلعب على فكرة واحدة هي نسخ الواقع دون أن إضافات إلى الموضوع أو المعالجة، والسينما البريطانية تراجعت بصورة مخزية، رغم إعجاب البعض بفيلم مايك لي "تسير على سجيتها" أو Happy-Go-Luky الذي لن أجد فيه شيئا مثيرا بعيدا عن أداء بطلته سالي هوكنز المعبر.
لم أشاهد فيلم "تشي" بعد عن البطل الأسطوري جيفارا، سيبدأ عرضه في لندن في اليوم الأول من العام الجديد بعرض الجزء الاول منه على أن يعرض الجزء الثاني في فبراير، وهي تجربة جديدة لعرض فيلم طويل يبلغ 5 ساعات.
وكنت قد شاهدت عام 1985 فيلم "هايمت" أو "الوطن" الألماني لادجار رايتز، وكان طوله أكثر من 16 ساعة، في أربعة أجزاء عرضت على مدار أربعة أيام متتالية في دار السينما، بتذكرة واحدة. وكانت تجربة لا تنسى، تشبه تجربة الفرجة الرومانية في الملاعب عندما كان الرومان يتوجهون ومعهم طعامهم وشرابهم ويقضون النهار بطوله، يشاهدون الألعاب الرياضية ويعيشون مع اللاعبين كل لحظة، ويمارسون الحياة بمتعة حقيقية. وكنت أقضي يوميا أكثر من اربع ساعات (ونصف ساعة استراحة) مع نفس الوجوه من الجمهور، حتى نشأت صداقات وعلاقات بين المشاهدين، وكنا نقضي الوقت أثناء الاستراحة في دار سينما "لوميير" في وسط لندن التي كانت تعرض الفيلم، ونحن نتناول المشروبات ونتبادل الأحاديث حول الفيلم- التحفة، الذي كان حدثا بارزا من أحداث السينما العالمية في الثمانينيات. وقد كتبت عنه تفصيلا في كتابي الثاني "اتجاهات في السينما المعاصرة".
لم أشاهد أيضا فيلم كلينت إيستوود الذي قيل فيه كلام كثير رغم أنني لست من المعجبين بايستوود كمخرج (أفضله ممثلا!) بعد أن عجزت حتى عن استكمال مشاهدة فيلمه الذي اقاموا الدنيا حوله الذي يحمل عنوان "فتاة بمليون دولار" بل وجدت أن فكرته عموما سخيفة ولا تثير أي خيال!
ربما يمكن اعتبار فيلم "تيزا: الاثيوبي للمخرج الكبير هيلا جيريما من أهم أفلام العام، وقد حقق ما حقق من فوز في فينيسيا وفي قرطاج، وأيضا فيلم "فروست/ نيكسون" لرون هاوارد الذي رغم موضوعه الذي يبدو مسرحيا نجح في تحويله إلى عمل ملئ بالحياة والاثارة والمتعة.
أما المخرج المتقلب اوليفر ستون (بالمناسبة قضيت أكثر من سنة في ترجمة كتاب كامل شامل عنه قبل سنوات صدر باسم "سينما أوليفر ستون" في القاهرة) فقد سقط تماما عبر أفلامه الثلاثة الأخيرة "الاسكندر الأكبر" و"مركز التجارة العالمي" وأخيرا "دبليو" الذي سبق أن كتبت عنه عند عرضه في مهرجان لندن السينمائي الأخير وقلت إنه لا يضيف شيئا بل يفتقر حتى لروح المرح والسخرية المحببة ويبدو ثقيلا وجافا.
أما السينما العربية فظلت هناك ثلاثة او أربعة افلام سنكتب عنها تفصيلا قريبا وهي "بصرة" لأحمد رشوان، و"حسيبة" لريمون بطرس، و"أيام الضجر" لعبد اللطيف عبد الحميد.
وفي مهرجان روتردام السينمائي الدولي الذي اذهب سنويا إليه في يناير أي في الشهر القادم، لافتتاح المشاهدات المكثفة في العام، سأرى مزيدا من الأفلام الجديدة، من عند العرب والعجم، وخصوصا "خلطة فوزية" لمجدي أحمد علي الذي فاتتني مشاهدته في القاهرة. ومهرجان روتردام هو المهرجان الدولي الكبير الأول في العالم ويعد من أكثر المهرجانات السينمائية تنظيما ودقة، وسهولة ايضا بالنسبة للنقاد والصحفيين في مشاهدة أفلامه وحضور عروضه. وهو يقام قبل مهرجان برلين، ويعرض عادة تجارب طليعية جديدة ويقدم عروضا عالمية أولى مثيرة للخيال والاهتمام.
3 comments:
أستاذ أمير
كل سنة و حضرتك طيب, في إنتظار
مقالك في خلطة فوزية بفارغ الصبر.
لكن كيف سنة ضعيفة؟!
السنة كانت ثورية..
"فارس الظلام" ثورة الكوميكس
"والي" و"الرقص مع بشر" ثورة الأنميشن
الفيلم الرائع "المليونير الصعلوك"... تحفة فنية
وكذلك "المصارع"...
هذه السنة أفضل من سابقتها
لا اظن أن 5 افلام تكفي لاعتبار السنة زاخرة بالنجاح وثورية كما تقول حصوصا وانني لست من المعجبين بفيلم الرقص مع بشير الذي أعتبره اكذوبة.. حتى من ناحية الرسوم باهت تماما..
إرسال تعليق