درويش البرجاوي
المهرجان هو الناس والسينما والأفلام واللقاءات العديدة والحياة حولنا كما تسير وتمضي في إيقاع متجدد يوميا. واللهاث على الأفلام لم يعد لحسن الحظ قائما كما كان في الماضي، فالتشبع بالأفلام طوال العام يجعل المرء يعرف جيدا هدفه: الأفلام العربية والمصرية الجديدة أساسا التي لم أشاهدها، والتي يمكن أن توفر مادة نقدية جيدة وتثير حولها نقاشا طيلة أيام المهرجان.
كل الناس يبدو أنهم هنا فيما عدا قلة قليلة ممن اعتادوا على التواجد والذين يبدو أن المهرجان خذلهم أو أنهم انسحبوا من "المولد" بعد أن كثرت مهرجانات السينما في المنطقة وأصابت "البعض" بالتخمة، سواء التخمة الحرفية أي امتلاء المعدة باللحوم والطيور، أو التخمة من الأفلام الرديئة التي يمكن أن يسبب بعضها أيضا، نوعا من التلبك المعوي الحاد وقد يستدعي علاجا فوريا عاجلا!
من أكثر ما أدخل السعادة على نفسي على الصعيد الشخصي أن ألتقي الصحفي اللبناني والصديق الحقيقي الطيب القلب درويش البرجاوي الذي لم أقابله منذ سنوات طويلة، وكنت دائما ما ألتقيه في مهرجانات السينما العربية. وقد سبق أن نشرت صورته ضمن مجموعة من النقاد والصحفيين، وتساءلت في معرض تعليقي على صورته: ترى أين هو الآن وماذا يفعل!
ظهر درويش وقد ملأ الشيب رأسه، وقال لي إنه ابتعد عن المهرجانات بعد أن انكب على حياته الخاصة، وربما أيضا بعد وفاة زوجته منذ خمس سنوات، وروى لي قصة وفاتها سعيدة راضية عن حياتها وعما أنجبته من أبناء يفخر بهم درويش الذي اختار الاستقرار في مصر منذ نحو عشرين عاما.
تذكرنا أيام أن كنا نلتقي في مهرجان قرطاج، وكان درويش شعلة من النشاط، وإن كان لايزال يعمل لصحيفة القبس الكويتية في مكتبها الكبير بالقاهرة.
أما ما يضايق درويش كثيرا ويعذبه أيضا فكرة أنه لم يهتم كثيرا بترتيب وتبويب أرشيفه الشخصي، وقال لي إن لديه 13 ألف صورة فوتوغرافية من المهرجانات التي حضرها لكل النجوم والصحفيين والنقاد والبشر، لكنه لا يستطيع مثلا نشرها في كتاب أو أكثر لأنه لا يعرف على وجه اليقين تواريخ تلك المهرجانات وفي أي من دواتها التقطت الصور.
* التقيت أيضا بصديقنا القديم الصحفي والناقد السوري قصي صالح الدرويش الذي فقد الكثير من وزنه في محاولة للتغلب على مشاكله الصحية شفاه الله، وهو موجود يشاهد الأفلام ويتابع نشاط المهرجان بدأب، رغم أن مجلته "سينما" لم تعد تصدر لكن يبدو أنه يرتب لشئ جديد لم أتعرف عليه تماما بعد. قلت لقصي إنني كنت أبحث بالأمس فقط في أرشيفي المتكدس أكواما هائلة في منزلي بالقاهرة وعثرت بمحض المصادفة على مقال صاخب له منشور بجريدة الشرق الأوسط عام 1994، بعنوان "سقطات القراءة كيفما اتفق" يرد فيه ردا رادعا على ادعاءات صحفي من مدمني المزايدات على النقاد، ويكشف جهله ويسخر منه بل ويقول عنه إنه عرف في أوساط النقاد العرب بأنه يكتب كيفما اتفق، ويشاهد الأفلام كيفما اتفق، ولكن قصي لم يكن يعرف أنه يقرأ أيضا كيفما اتفق!
ضحكنا كثيرا طبعا وتذكرنا أيام مهرجان فينيسيا في أوائل التسعينيات عندما كانت تلك "النكتة" تكرر نفسها دائما أمامنا، فنضحك عليها وكأننا "نراها" للمرة الأولى!
كل الناس يبدو أنهم هنا فيما عدا قلة قليلة ممن اعتادوا على التواجد والذين يبدو أن المهرجان خذلهم أو أنهم انسحبوا من "المولد" بعد أن كثرت مهرجانات السينما في المنطقة وأصابت "البعض" بالتخمة، سواء التخمة الحرفية أي امتلاء المعدة باللحوم والطيور، أو التخمة من الأفلام الرديئة التي يمكن أن يسبب بعضها أيضا، نوعا من التلبك المعوي الحاد وقد يستدعي علاجا فوريا عاجلا!
من أكثر ما أدخل السعادة على نفسي على الصعيد الشخصي أن ألتقي الصحفي اللبناني والصديق الحقيقي الطيب القلب درويش البرجاوي الذي لم أقابله منذ سنوات طويلة، وكنت دائما ما ألتقيه في مهرجانات السينما العربية. وقد سبق أن نشرت صورته ضمن مجموعة من النقاد والصحفيين، وتساءلت في معرض تعليقي على صورته: ترى أين هو الآن وماذا يفعل!
ظهر درويش وقد ملأ الشيب رأسه، وقال لي إنه ابتعد عن المهرجانات بعد أن انكب على حياته الخاصة، وربما أيضا بعد وفاة زوجته منذ خمس سنوات، وروى لي قصة وفاتها سعيدة راضية عن حياتها وعما أنجبته من أبناء يفخر بهم درويش الذي اختار الاستقرار في مصر منذ نحو عشرين عاما.
تذكرنا أيام أن كنا نلتقي في مهرجان قرطاج، وكان درويش شعلة من النشاط، وإن كان لايزال يعمل لصحيفة القبس الكويتية في مكتبها الكبير بالقاهرة.
أما ما يضايق درويش كثيرا ويعذبه أيضا فكرة أنه لم يهتم كثيرا بترتيب وتبويب أرشيفه الشخصي، وقال لي إن لديه 13 ألف صورة فوتوغرافية من المهرجانات التي حضرها لكل النجوم والصحفيين والنقاد والبشر، لكنه لا يستطيع مثلا نشرها في كتاب أو أكثر لأنه لا يعرف على وجه اليقين تواريخ تلك المهرجانات وفي أي من دواتها التقطت الصور.
* التقيت أيضا بصديقنا القديم الصحفي والناقد السوري قصي صالح الدرويش الذي فقد الكثير من وزنه في محاولة للتغلب على مشاكله الصحية شفاه الله، وهو موجود يشاهد الأفلام ويتابع نشاط المهرجان بدأب، رغم أن مجلته "سينما" لم تعد تصدر لكن يبدو أنه يرتب لشئ جديد لم أتعرف عليه تماما بعد. قلت لقصي إنني كنت أبحث بالأمس فقط في أرشيفي المتكدس أكواما هائلة في منزلي بالقاهرة وعثرت بمحض المصادفة على مقال صاخب له منشور بجريدة الشرق الأوسط عام 1994، بعنوان "سقطات القراءة كيفما اتفق" يرد فيه ردا رادعا على ادعاءات صحفي من مدمني المزايدات على النقاد، ويكشف جهله ويسخر منه بل ويقول عنه إنه عرف في أوساط النقاد العرب بأنه يكتب كيفما اتفق، ويشاهد الأفلام كيفما اتفق، ولكن قصي لم يكن يعرف أنه يقرأ أيضا كيفما اتفق!
ضحكنا كثيرا طبعا وتذكرنا أيام مهرجان فينيسيا في أوائل التسعينيات عندما كانت تلك "النكتة" تكرر نفسها دائما أمامنا، فنضحك عليها وكأننا "نراها" للمرة الأولى!
* الصديق القديم الناقد الأردني ناجح حسن قال بسعادة كبيرة إنه يتابع هذه المدونة، مثل كل المذكورة أسماؤهم هنا، وإنه سعيد بما تحتويه. جلسنا معا ومع الصديق المهندس المعماري عبد الرحمن المنياوي جلسة طويلة في مقهى فندق شيراتون الجزيرة. اشتكى ناجح من عدم التنظيم في المهرجان، لكنه سعيد بالطبع من لقاء الأصدقاء. ناجح بالمناسبة ناقد يتابع ما يكتب في كل مكان بشكل جيد جدا منذ السبعينيات.
* شاهدنا أمس فيلم "حسيبة" لريمون بطرس (من سورية) ثم اليوم فيلمي "أيام الضجر" لعبد اللطيف عبد الحميد من سورية أيضا، و"بصرة" لأحمد رشوان من مصر وهو فيلمه الروائي الأول، ودار حوار طويل حول الفيلمين مع الصديقين الناقد حسين بيومي وأستاذ النقد السينمائي في أكاديمية الفنون الصديق ناجي فوزي. وناقشنا بصراحة كيف يمكن دفع وتطوير السينمائيين دون أن نغفل عن تناول أعمالهم بصراحة وجرأة وذكر حقيقي لنواحي النقص كنا نراها ولكن من دون أي رغبة في التدمير. كان هذا الشعور المؤرق كما رصده حسين بيومي بذكائه المعتاد، يعكس هما حقيقيا في الموازمة بين قيام الناقد بدوره الحقيقي دون إغفال أن من ضمن وظيفته أيضا تطوير السينما، أي تشجيع الجوانب الجيدة في التجارب السينمائية الأولى دون التنازل عن المعايير النقدية الصارمة.
* الصديق القديم التاريخي المخرج وأستاذ الإخراج بمعهد القاهرة للسينما محمد كامل القليوبي جاء لمشاهدة فيلم "أيام الضجر"، ودعوته للتوجه معي إلى قاعة العرض لكنه فاجأني بالقول إنه ليس لديه بطاقة للدخول. دهشت من الأمر وتبينت أنه رغم كونه عضوا في اللجنة العليا للمهرجان التي يرأسها وزير الثقافة لم تصدر له بطاقة لدخول القاعات، والأغلب أنه لم يهتم باستخراجها أساسا، وكان يتعين علي الاستعانة بالصديقين وليد سيف وعصام زكريا لإقناع المشرفين على الدخول بالسماح للقليوبي بالدخول دون إحراج وتم الأمر بهدوء وتفهم!
* الصديق القديم التاريخي المخرج وأستاذ الإخراج بمعهد القاهرة للسينما محمد كامل القليوبي جاء لمشاهدة فيلم "أيام الضجر"، ودعوته للتوجه معي إلى قاعة العرض لكنه فاجأني بالقول إنه ليس لديه بطاقة للدخول. دهشت من الأمر وتبينت أنه رغم كونه عضوا في اللجنة العليا للمهرجان التي يرأسها وزير الثقافة لم تصدر له بطاقة لدخول القاعات، والأغلب أنه لم يهتم باستخراجها أساسا، وكان يتعين علي الاستعانة بالصديقين وليد سيف وعصام زكريا لإقناع المشرفين على الدخول بالسماح للقليوبي بالدخول دون إحراج وتم الأمر بهدوء وتفهم!
القليوبي قال لي إنه تابع باهتمام ما نشرته في هذه المدونة عن تجربتنا القديمة في جماعة السينما الثالثة، وحسين بيومي متحمس كثيرا لترجمة كتاب جدليات السينما الثالثة الذي سبق أن كتبت عرضا له واقترح أنت اقوم أنا بترجمته وتقديمه.
* عصام زكريا قال لي إنه يقدم برنامجا عن السينما في قناة تليفزيونية جديدة وطلب إجراء مقابلة تليفزيونية معي عن رأيي في مهرجان القاهرة بحرية تامة وبدون اي تحفظات، وقد كان، فقد قمت بالواجب وأكثر قليلا كما أتمنى!
* الصحفي المخضرم عبد النور خليل يجلس في مقهى المجلس الأعلى للثقافة في الأوبرا كالعادة ويجمع حوله الكثيرين من الصحفيين لكننا لا نشاهده في قاعات العرض.. هو حر طبعا.. قابلني اليوم وعاتبني قائلا: أنت تركتنا أمس لتذهب إلى فيلم حسيبة السوري، فقلت مداعبا إنه يمكن أحيانا مشاهدة الأفلام في المهرجانات.. أليس كذلك!
* صديقنا النشيط جدا الناقد والكاتب الصحفي محمود قاسم أصدر طبعة جديدة منقحة ومزيدة من موسوعة السينما العربية، وقال إنه يريدني أن أكتب عنها فداعبته قائلا: والله اترك لي نسخة وسأرى.. فرد قائلا: عليك أن تشتريها بمائة جنيه فقد أصدرتها على نفقتي بعد أن تقاعست الوزارة عن إصدارها، فقلت مداعبا أيضا: ماذا لو اشتريناها من دون أن نكتب عنها!
* عصام زكريا قال لي إنه يقدم برنامجا عن السينما في قناة تليفزيونية جديدة وطلب إجراء مقابلة تليفزيونية معي عن رأيي في مهرجان القاهرة بحرية تامة وبدون اي تحفظات، وقد كان، فقد قمت بالواجب وأكثر قليلا كما أتمنى!
* الصحفي المخضرم عبد النور خليل يجلس في مقهى المجلس الأعلى للثقافة في الأوبرا كالعادة ويجمع حوله الكثيرين من الصحفيين لكننا لا نشاهده في قاعات العرض.. هو حر طبعا.. قابلني اليوم وعاتبني قائلا: أنت تركتنا أمس لتذهب إلى فيلم حسيبة السوري، فقلت مداعبا إنه يمكن أحيانا مشاهدة الأفلام في المهرجانات.. أليس كذلك!
* صديقنا النشيط جدا الناقد والكاتب الصحفي محمود قاسم أصدر طبعة جديدة منقحة ومزيدة من موسوعة السينما العربية، وقال إنه يريدني أن أكتب عنها فداعبته قائلا: والله اترك لي نسخة وسأرى.. فرد قائلا: عليك أن تشتريها بمائة جنيه فقد أصدرتها على نفقتي بعد أن تقاعست الوزارة عن إصدارها، فقلت مداعبا أيضا: ماذا لو اشتريناها من دون أن نكتب عنها!
0 comments:
إرسال تعليق