السبت، 16 فبراير 2013

جوائز مهرجان برلين السينمائي 2013




لقطة من الفيلم الفائز بالجائزة الذهبية



أمير العمري- برلين



أعلنت جوائز الدورة الثالثة والستين لمهرجان برلين السينمائي (برليناله) لمسابقة الأفلام الروائية الطويلةالتي  تضمنت 19 فيلما.

وحصل على الجائزة الكبرى لأحسن فيلم (الدب الذهبي) الفيلم الروماني "سلوك أطفال" Child’s Pose (يترجمه البعض تصوير أطفال) للمخرج الروماني كالين بيتار نيتزر.

أما جائزة الدب الفضي التي يطلق عليها أيضا "جائزة لجنة التحكيم الخاصة" فقد فاز بها الفيلم البوسني البديع "فصل في حياة جامع الحديد" للمخرج دانيس تانوفيتش.

وذهبت جائزة أخرى "الدب الفضي" منحت تكريما لإسم مؤسس المهرجان للفيلم الكندي "فيك وفلو شاهدا دبا" للمخرج دينيس كوتيه.

جائزة الدب الفضي لأحسن مخرج: حصل عليها المخرج ديفيد جوردون جرين عن فيلم "إنهيار الأمير الجليدي" Prince Avalanche أو برينس افالانش من الولايات المتحدة.

جائزة الدب الفضي لأحسن ممثلة فقد حصلت عليها الممثلة التشيلية بولينا جارثيا بطلة فيلم "جلوريا" من شيلي.

وحصل على جائزة الدب الفضي لأحسن ممثل نظيف موجيتش بطل الفيلم البوسني "فصل من حياة جامع الحديد".

جائزة أحسن سيناريو حصل عليها الإيراني جعفر بناهي عن فيلمه" الستائر المغلقة".

وحصل فيلم "دروس الإنسجام" Harmony Lessons  من كازاخستان على جائزة أحسن لإبداع سينمائي في التصوير.

ونوهت لجنة التحكيم الدولية التي رأسها المخرج الصيني من هونج كونج، وونج كار واي، بفيلمي "الأرض الموعودة" (أمريكا)، وفيلم "ليلى فوري" Layla Fourie من جنوب إفريقيا.


الممثلة الشيلية بولينا جارثيا الفائزة بجائزة أحسن ممثلة عن فيلم "جلوريا"

وبهذا أسدل الستار على دورة مهرجان برلين السينمائي التي حفلت بالأفلام المهمة، كما حفلت برامج المهرجان أيضا بعدد من أهم الأفلام لعل أجملها وأفضلها جميعا من وجهة نظر كاتب هذه السطور، فيلم "العرض الأفضل" The Best Offer  للمخرج الإيطالي الشهير جيوزيبي تورناتوري، الذي عرض خارج المسابقة، وهو عمل يبقى طويلا في العقول والقلوب، يعود به ساحر السينما إلى أجوائه الخاصة الحميمية التي يجعل المشاهدين يعيشونها لمدة ساعتين أو أكثر قليلا دون أي لحظة من الملل أو الإحساس بالتكرار. إنه فيلم مصنوع بدقة الساعة السويسرية ويرقى للمقارنة مع أجمل أعمال السينما العالمية ولاشك أنه يستحق مقالا مستقلا.

في مقالنا السابق من برلين الذي نشر يوم الخميس 14 فبراير في هذا الموقع، قلنا بالحرف الواحد إن أهم أفلام المسابقة هي (بدون ترتيب): "فصل في حياة جامع الحديد" لدانيس تاتوفيتش (البوسنه)، و"جلوريا" لسباستيان ليليو (شيلي)، و"دروس الانسجام" Harmony Lessons   لأمير بانجازم (كازاخستان مع تمويل ألماني)، و"باسم..." مالجوسكا سوموفوسكا (بولندا) وأخيرا "سلوك أطفال" Child’s Pose  لكالين بيتار نيتزر (رومانيا).

ثم أضفنا: إذا ما طبقت المقاييس الفنية وأخذ في الاعتبار المستوى السينمائي فقط دون غيره من الاعتبارات المعروفة، فسوف لن تخرج الجوائز الرئيسية وعلى رأسها الدب الذهبي، عن الأفلام التي ذكرناها.

وقد صدقت توقعاتنا بدرجة ثمانين في المائة، ففاز الفيلم الروماني "سلوك أطفال" بالجائزة الذهبية، وفاز "جامع الحديد" بجائزة لجنة التحكيم، وفازت بطلة فيلم "جلوريا" بجائزة أفضل تمثيل نسائي، وفاز فيلم "دروس الانسجام" بجائزة التصوير.

لقطة من الفيلم البوسني "فصل من حياة جامع الحديد" الفائز بالجائزة الفضية

ولا يستحق الممثل نظيف بطل "جامع الحديد" جائزة أحسن ممثل لأنه ممثل غير محترف كان يؤدي دوره الحقيقي في الحياة بصعوبة بالغة واضحة المعالم في الفيلم، كما أن المخرج اعترف في المؤتمر الصحفي، بأنه كان يجد صعوبة شديدة في تحريكه ودفعه للتعبير عن مشاعره، وكان بالتالي جامدا في أدائه غم جمال الفيلم الشديد وقوة تأثيره الهائلة. وكان الأفضل منه دون شك الممثل البولندي بطل فيلم "باسم..." الذي تجاهلته اللجنة، لكنها تجاهلت أيضا فيلم "كامي كلوديل" الذي رشحه البعض للجائزة الكبرى رغم جموده وعدم قدرته على تجاوز الموضوع بل وتكرار الفكرة طوال الوقت، رغم أفكاره الفلسفية الكامنة.

 ودون أدنى شك تعتبر جائزة السيناريو التي ذهبت لجعفر بناهي نتاجا لتوازنات سياسية، فالمخرج الممنوع من العمل في إيران، كان لابد أن يكافأ بشكل ما، كما شعرت لجنة التحكيم بالضررورة، بسبب تلك الحفاوة وذلك الاهتمام السياسي الكبير بالفيلم وصاحبه وتلك التظاهرة الكبرى التي نظمها القائمون على المهرجان من أجل تكريمه ولفت اأنظار إلى قضيته. ولم يكن من الممكن بأي حال أن تخون لجنة التحكيم قناعاتها الفنية وتمنحه الجائزة الكبرى بسبب ضعف مستواه الفني وترهله وإدعاءاته المقحمة، فتوصلت غلى منجه جائزة فرعية مشكوك فيها هي جائزة أفضل سيناريو، التي كنا نرى أن تذهب إلى فيلم "سلوك أطفال".

لكن هذه هي طبيعة النتائج التي تخرج من لجان التحكيم في مهرجانات السينما العالمية، فيها ما يرضى عنه النقاد، ومنها ما يمكن أن يغضبهم. أما جوائز برلين 63، فهي في مجملها جوائز جيدة تعبر عن وجود لجنة محترفة لا ترهبها الأسماء الكبيرة سودربرج الأمريكي (تأثيرات جانبية)، والنمساوي أولريخ سيدل (الجنة: الأمل)، بل اهتمت بأفلام السينمائيين الشباب القليلة الإمكانيات والقادمة من بلدان لا تعتبر من الدول الكبرى سينمائيا.

الثلاثاء، 29 يناير 2013

"خمس كاميرات محطمة" ومهرجان الإسماعيلية السينمائي




أمير العمري

انتبهت أخيرا فقط إلى ما كتبه الناقد السينمائي الكبير سمير فريد في جريدة "المصري اليوم" (بتاريخ 26 يناير) تحت عنوان "فيلم الأوسكار الناطق بالعربية ولماذا لم يعرض في المهرجانات العربية"؟
والفيلم المقصود هو فيلم "خمس كاميرات محطمة" من إخراج المخرج الفلسطيني عماد برناط بالاشتراك مع الإسرائيلي جى دافيد. ويقول سمير فريد في مقاله المشار إليه، إنه أول فيلم تسجيلي في تاريخ السينما ناطق بالعربية يرشح لأوسكار أحسن فيلم تسجيلى طويل.
ولأنني كنت مسؤولا بالكامل عن خريطة وبرامج الدورة الخامسة عشرة من مهرجان الإسماعيلية السينمائي للأفلام التسجيلية والقصيرة كمدير له (يونيو 2012) فقد وجدت من الضروري أن أكشف للقراء (وللأستاذ سمير فريد أيضا) ما هو غير معلوم من أمر هذا الفيلم، فمقال سمير في  "المصري اليوم" يبدو كما لو كان ينتقد إهمال مديري المهرجانات السينمائية العربية للفيلم أو عدم معرفتهم بأهميته وتجاهلهم إياه (خصوصا مهرجانات السينما التسجيلية التي هي أولى بالطبع بعرض هذا الفيلم). وهو قد يكون محقا تماما في هذا، لكنه لا يعلم الحقيقة.


الحصول على الفيلم
عرض فيلم "خمس كاميرات محطمة" في مهرجان سينما الواقع في باريس في شهر أبريل 2012 بعد أن كان قد عرض في مهرجان أو أكثر. وبهذه المناسبة كتب عن الفيلم الصديق صلاح هاشم في موقع "عين على السينما" وأشاد به في مقال طويل بديع. وليس مهما هنا من الذي كتب قبل من، ومن الذي نشر عن الفيلم أولا، فليست هذه هي المشكلة. فقط أريد القول إنه كان هناك "اهتمام" من جانب أكثر من ناقد بالكتابة عن الفيلم، وأكثر من جهة بالنشر عنه والتنويه به، رغم ما يقوله سمير فريد عن تلك "الجهة الوحيدة" التي نشرت عن الفيلم بالعربية، وللأسف من الواضح أن سمير لا يقرأ المواقع الالكترونية حتى ما هو متخصص منها في السينما، وهو حر تماما في ذلك بالطبع!
وقد اتصلت بصلاح هاشم مباشرة بعد نشر مقاله، وطلبت منه أن يعمل على إرسال الفيلم إلى إدارة مهرجان الإسماعيلية السينمائي لأنني كنت أرغب في أن يشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان.
وقد اتصل صلاح هاشم باعتباره مندوبا للمهرجان في باريس، بالشركة الموزعة للفيلم مع غيره من أفلام. وأرسلت لنا الشركة ثلاثة أفلام كنت قد طلبتها منها، وطلبت مقابلا ماديا مقابل عرضها بالمهرجان وهو ما اعتذرت عن عدم القدرة على الوفاء به لأنه خارج سياسة مهرجاننا فقبلت الشركة مشكورة. وقد فاز أحد هذه الأفلام الثلاثة وهو فيلم "كوكب القواقع" بجائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة الأفلام التسجيلية الطويلة بالمهرجان (2000 دولار).
وكان اهتمامي بفيلم "خمس كاميرات محطمة" كبيرا بعد أن تلقيت نسخته، وقدمته بنفسي إلى أعضاء لجنة المشاهدة وترشيح الأفلام برجاء أن يولوه اهتماما خاصا، وشاهدته مع أعضائها. وكانت اللجنة مكونة في ذلك الوقت من كل من الشخصيات المرموقة التالية: محمد خان وسعيد شيمي ود. مجدي عبد الرحمن ود. ناجي فوزي وهالة خليل ومحمود عبد الشكور وليلى مكين.

توصية اللجنة
وقد أبدى الجميع إعجابهم بمستوى الفيلم لكنهم أوصوا بالأغلبية (6 مقابل 1) بعدم عرضه بالمهرجان نظرا لما يمكن أن يثيره من ردود فعل عنيفة من طرف الإعلام المصري الذي أصحبت تهمة التطبيع جاهزة لديه تصم أي نشاط فيه أي شبهة للاقتراب من الطرف الإسرائيلي حتى دعة السلام ونبذ الصهيونية، وفي حالة هذا الفيلم كان هناك أيضا مخرج "إسرائيلي يهودي" يشترك مع المخرج الفلسطيني صاحب الفكرة والموضوع والقضية عماد برناط، وكانت شركة الإنتاج أيضا إسرائيلية مما يجعل الفيلم بالضرورة (حسب تصنيف سمير فريد نفسه الذي يرفض إعتماد مبدأ جنسية المخرج ويفضل نسبة الفيلم إلى ما يطلق عليه "بلد المننشأ" باعتبار الفيلم منتجا تجاريا مثل أي منتج آخر).
ورغم إعجابي الشخصي بموضوغ الفيلم وقوته وأسلوبه الرائع وإدانته التي لاشك فيها للسياسات الإسرائيلية في الأرض المحتلة، فقد اقتنعت بعدم عرضه بالمهرجان لأن الواقع الذي أعرفه جيدا، لايزال لم يصل بعد إلى هذه الدرجة من الوعي بأنه ليس المهم جنسية هذا الطرف أو ذاك بل المهم هل الفيلم مع القضية الفلسطينية أم لا، هل يناهض السياسات الإسرائيلية ويدينها بقوة أم يؤيدها؟ وكنت قد فشلت قبل نحو سبع سنوات في نشر مقال حول بارانويا التطبيع التي يعاني منها المثقفون المصريون تجاه كل ما يصدر من داخل إسرائيل حتى لو كان في صف القضية العربية مائة في المائة، غاضين النظر حتى عن الاتجاهات الصهيونية "العربية" وهي موجودة ولكننا ندفن رؤوسنا في الرمال. فلم تقبل جهات عدة منها صحف عربية ومصرية نشر المقال ولم يقبل بنشره في النهاية سوى موقع "الحوار المتمدن". وبعد أن نشر بالموقع المترم فوجئت بأن صحفية تونسية كتبت تتهمني بالانحياز إلى السادات والدعوة إلى التطبيع مع إسرائيل، وهو ما يعتبر أبعد ما يكون عن تكويني ومواقفي وأفكاري منذ نشأتي حتى اليوم!

تهديدات وأجواء محمومة
كان العضو الوحيد في لجنة المشاهدة الذي وقف مع الفيلم من الزاوية الفنية والسياسية أيضا، هو الناقد الصديق محمود عبد الشكور، وكان رأيه أننا يجب أن نواجه الجمهور والإعلام بالحقيقة وإلا فلن يكون هناك تقدم. وكنت في الواقع مقتنعا تماما بهذا الرأي، لكني كنت أعلم جيدا أن المهرجان يقام في ظروف هدد فيها التيار "الإسلامي" (أو بالأحرى المتأسلم) بحرق مصر إذا لم يعلن فوز مرشحه للرئاسة محمد مرسي، وكانت مدينة الإسماعيلية تحديدا (التي سيقام فيها المهرجان) تقف على سطح من صفيح ساخن، وقد وصلتنا تهديدات عديدة بنسف المهرجان نفسه لأسباب عديدة منها أن البعض يعتبر السينما حراما ومخالفة للشريعة والدين ويستنكرون أن تكون البلد في ثورة ونحن نحتفل بالسينما ونستضيف ضيوفا أجانب.. إلى آخر تلك الترهات. وكان في مصر اتقان كبير وأجواء ارتباك وإثارة وتوتر وتربص من هنا وهناك، وكان يتربص بالمهرجان وقتها أيضا بعض العناصر. ولهذا فضلت ألا أمنح هؤلاء أي فرصة للهجوم بادعاء الوطنية والمزايدة علينا، وقررت عدم عرض الفيلم خصوصا وأن القرار يحترم أصلا قرار لجنة المشاهدة والترشيح.
وكنت أعتقد أن سمير فريد يعلم جيدا طبيعة الواقع الذي نعيش ونعمل فيه، خاصة بعد أن كانت ضغوط وانتقادات حادة مشابهة (بالتطبيع) وجهت إليه شخصيا قبل سنوات وتسببت في إغلاق مؤسسة كان قد كونها وكانت تقيم مهرجانا في الإسكندرية تحت شعار الدعوة إلى السلام في العالم ونبذ العنف والإرهاب، وذلك بعد أن عرض المهرجان فيلما حول "11 سبتمبر" شارك في إخراج جزء منه المخرج الإسرائيلي آموس جيتاي، ووصل الأمر إلى أن خاطبت صحفية ناصرية تعمل في جريدة "العربي الناصري" وزير الثقافة آنذاك فارق حسني، بالتدخل لمنع عرض الفيلم. وقد فعل فاروق حسني بالضبط ما طلبته منه رغم أن سمير ربما كان يرى أن الفيلم يخدم القضية التي تدعمها المؤسسة التي أنشأها والمهرجان الذي كان يرأسه. وقد توقف المهرجان ونشر سمير بيانا صحفيا وقتها يعرب فيه عن خيبة أمله. لكنه عاد بعد سنوات لدهشتي الشديدة، لكي ينعى على المهرجانات العربية عدم عرض فيلم "خمس كاميرات محطمة". فهل يعتقد سمير أن الجمهور قد أصبح أكثر وعيا، وأن المثقفين وأشباههم في مصر والعالم العربي أصبحوا أخيرا، يدركون الفرق بين الصهيونية واليهودية، وأن الجنسية غير الولاء للعقيدة.. وهو أمر يكذبه الواقع يوميا خاصة مع سيطرة الفاشية الدينية على مصر حاليا!


احتجاج
أود فقط أن أضيف انني تلقيت رسالة طويلة (يمكن نشرها فيما بعد) موقعة من طرف مخرجي الفيلم: الفلسطيني والإسرائيلي، يعترضان فيها بشدة على ما أطلقوا عليه "منع" عرض الفيلم، وقالا إنهما علما من صلاح هاشم بأن الفيلم منع من العرض بمهرجان الإسماعيلية. وقد اضطررت للكتابة لهما (ولصلاح هاشم أيضا) موضحا أن الفيلم لم يمنع من العرض، وأنني لم أعرض أي فيلم من أفلام المهرجان أصلا على الرقابة ولا يمكنني كمثقف أساسا قبل أي شيء آخر، أن أعرض الأفلام على الرقابة التي أرفضها وأرفض منطقها، بل إن لجنة المشاهدة هي التي أوصت بعدم عرضه بالمهرجان وأنني قبلت التوصية مراعاة لظروف كثيرة يجب أن يعلمها الإثنان جيدا. وقد تقبل المخرجان هذا التوضيح وانتهى الأمر عند هذا الحد.
أما قصة المهرجان مع الرقابة والرقيب وما حدث وقت الإعداد للدورة السابقة من مهرجان الإسماعيلية فيجب أن تروى في مقال آخر لعلها تكون أيضا درسا مفيدا لمن يود أن يعرف!

السبت، 19 يناير 2013

وزير الثقافة المصري في مكة والقاهرة في وقت واحد!



نشرت المواقع الإخبارية اليوم بياناً صادراً عن وزارة الثقافة، تؤكد فيه على عقد وزير الثقافة الدكتور محمد صابر عرب اجتماعاً بأعضاء لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، بينما أكدت مصادر موثقة لـ‘‘البديل‘‘ أن وزير الثقافة غير موجود حالياً بالقاهرة منذ يومين بعد أن توجه لأداء فريضة الحج بالسعودية.
ولم يكن هذا هو أول البيانات الصادرة عن توجيهات واجتماعات وقرارات للوزير خلال اليومين الماضيين، حاول بها تحسين صورته التي اهتزت مع الحملات الشرسة التي يشنها عليه موظفو دار الكتب والوثائق، في الأسابيع الأخيرة، ومع المستندات التي خرجت من الدار لفضح الفساد المالي والإداري في عهد رياسته لها، ومع الفضيحة الأخيرة المتعلقة بضبط 13 طرداً من الوثائق الخاصة بأملاك اليهود في مصر قبل ثورة يوليو، وذلك قبل تهريبها خارج مصر.
وقد أخبرتنا المصادر نفسها أن سفر الوزير للحج في هذا التوقيت جاء في سياق عدة خطوات اتخذها ليقنع الحزب الإسلامي الحاكم بتدينه وتوافقه مع أفكار الحزب.
الطريف هنا أن البيان المنشور اليوم أكد على أن الوزير عقد جلسات عمل مع الهيئة العامة لقصور الثقافة، لبحث إمكانية استغلال مسارح وقاعات الهيئة في تقديم العروض المسرحية، إقامة المؤتمر القومي للمسرح. وأن الاجتماع حضره دكتور سامح مهران رئيس أكاديمية الفنون، وأشرف عبد الغفور نقيب المهن التمثيلية، والدكتور عبد المنعم مبارك عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، وماهر سليم رئيس البيت الفني للمسرح، ومحمد أبو العلا السلاموني، وبهيج إسماعيل، وعصام السيد، د . أيمن الشيوي، آمال بكير، أحمد إسماعيل، د . جمال ياقوت، د . عايدة علام، جرجس شكري، عبير علي، وفاء الحكيم.
(نقلا عن جريدة البديل الالكتروني)

الأربعاء، 9 يناير 2013

أحداث أهم عام في التاريخ 1968 في فيلم تسجيلي




أمير العمري


من أجمل الأفلام التسجيلية التي أعجبتني فيلم "68" (90 دقيقة) للمخرج الفرنسي باتريك روتمان. وقد أخرج روتمان فيلمه هذا عام 2008  وهو يعتمد على كم هائل من الوثائق المصورة، منها الكثير من الوثائق النادرة التي نراها للمرة الأولى، منها لقطات بالألوان لانتفاضة مايو 1968 في باريس.
كان المخرج روتمان في ذلك الوقت، أي قبل 40 عاما من صنع فيلمه، طالبا في السوربون، وقد شارك في الأحداث كما كان شاهدا عليها. وقد ظل يبحث فيما وقع في 68 واصدر كتابا مهما في الموضوع، ثم جاء هذا الفيلم الذي لعل أكثر ما يميزه أنه يربط بين ما حدث في فرنسا في ذلك الصيف، وبين ما كان يحدث في العالم في تلك السنة المميزة في القرن العشرين.
لقد كان 1968 عام الثورة والغضب والتمرد والاحتجاج ضد الفقر والظلم والتفرقة العنصرية، والأهم ربما، أنه كان عام الاحتجاج والغضب على حرب فيتنام، وكان يمثل ايضا علامة فاصلة بين عصرين: عصر التقاليد العتيقة المحافظة، وعصر الفكر الجديد المنطلق والرغبة في نظام تعليمي جديد والاعتراف بالحقوق المدنية وإقرار مبدا الحرية الجنسية.
يأتي الفيلم في إيقاع ساخن لاهث سريع، مصحوب بالأغاني السياسية الغاضبة للفترة، وهي أغان لها معان واضحة محددة وكلماتها رقيقة بقدر ما هي عنيفة، أغاني جيمي هندركس وبوب ديلان وجيم موريسون وجانيس جوبلن وغيرهم.
وينتقل الفيلم من باريس إلى براغ، ومن واشنطن إلى المكسيك، ويشير إلى ما اجتاح، ليس فقط الدول الصناعية من حركات احتجاج، بل بلدان العالم الثالث أيضا.


ويصور انتفاضة "ربيع براغ" في تشيكوسلوفاكيا ضد البيروقراطية السوفيتية، ثم دخول قوات حلف وارسو إلى براغ، والمصير الذي انتهى إليه زعيم الحركة وزعيم الحزب الشيوعي وقتذاك الكسندر دوبتشك، ثم ينتقل إلى مقدمات وملابسات اغتيال مارتن لوثر كنج ثم روبرت كنيدي، حتى يصل إلى مصرع جيفارا.
لكن تبقى انتفاضة باريس بما لها وما عليها هي أساس الفيلم، ويستخدم المخرج ما توفر له من لقطات ووثائق لكي يجعلنا نرى كيف تحولت الحركة تدريجيا من حركة سلمية منظمة، إلى احتجاج غاضب ثم ما أدى إليه تدخل الشرطة العنيف إلى اتجاهها للعنف ثم انضمام العمال إلى الطلاب والمثقفين إلى الاضراب العام الذي شل البلاد والمعارك العنيفة التي دارت وأدت إلى تخريب قطاع كبير من باريس.
ويصور الفيلم كيف أدى هذا كله إلى تحول في موقف المتعاطفين مع الانتفاضة، واستغلال ديجول الموقف وإعلانه تدخل قوات الجيش لانقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي التام.
إنك تشاهد هذا الفيلم ولا تستطيع أن تدير وجهك ولو للحظة واحدة، رغم تدفق الصور واللقطات المباشرة الصادمة بكل ما تحتويه أحيانا من عنف وضراوة.

باتريك روتمان مخرج الفيلم

ويصور الفيلم دخول القوات السوفيتية وقوات حلف وارسو على اعاصمة الشتكية براغ، وكيف واجهها السكان.
إن الصورة هنا ليست للإثارة ولا لإطلاع المشاهد على ما حدث فقط، بل يستخدم المخرج أسلوبا تحليليا في قراءة الأحداث، سواء من خلال التعليق الصوتي المكتوب بعناية ودقة، أو من خلال التداخل بين الصور والتعليق والعناوين المكتوبة على الشاشة، واستخدام المقابلات المصورة من الفترة نفسها، والبرامج التليفزيونية والاذاعية والأغاني.
إن "68" أحد الأعمال الكبيرة في تاريخ الفيلم الوثائقي. ولحسن الحظ أن وسائل الاتصال أصبحت تجعله متوفرا بسهولة اليوم لمن يريد حقا أن يرى، وأن يتعلم!

ملحوظة: الفيلم متوفر على شبكة الانترنت في نسخة ناطقة بالفرنسية

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger