الخميس، 20 أكتوبر 2011

نحو مهرجان سينمائي في أبو ظبي أكثر إحكاما وأقل ازدحاما بالأفلام




أكتب هذه الكلمة وأنا من المحبين لمهرجان أبو ظبي. لماذا؟ لأنه نجح في دعم الأفلام العربية ويواصل مشواره مع مهرجان دبي في دعم الأفلام الفنية العربية تحديدا أي تلك الأفلام المستقلة بمعنى استقلاليتها عن شركات الانتاج الكبيرة التي تضع عادة شروطا "تجارية" مسبقة أو وصفة يجب أن تتوفر للفيلم الذي ترحب بتمويله أو انتاجه، وكذلك شركات التوزيع السينمائي في العالم العربي صاحبة السمعة السيئة في الهبوط بالفيلم الذي ينتج في البلدان المنتجة للأفلام والتي تلقى توزيعا في السوق العربية.

مهرجان أبو ظبي يسعى أيضا إلى أن يكون احتفالا بفن السينما بجميع أنواعها، أي أنه ينفتح على كل أنواع الأفلام. وقد أضافوا هذا العام تقسيمات في دليل أفلام المهرجان يقسم الأفلام المشاركة حسب النوع، فهناك الأفلام الميلودرامية والرياضية والكوميدية والاجتماعية والمثيرة بل وهناك أفلام تقع تحت أفلام النساء وأفلام الـ"موكوكوميدي" وأفلام الفكاهة السوداء وأفلام البيئة وأفلام "الانعطافات" حسب تقسيم القائمين على هذا الدليل!

لكننا رأينا أيضا رغبة واضحة في التوسع الكبير في أقسام المهرجان دون أي معنى أو هدف سوى حشد أكبر عدد ممكن من الأفلام وتصنيفها ضمن هذه الأقسام.

ولعل الملحوظة الأولى تكمن في وجود عدد كبير يستعصي على الفهم للمسابقات (5 مسابقات تحديدا) مما يفقد فكرة التنافس معناها في الكثير من الأحيان، فمثلا لماذا تخصص مسابقة مستقلة للأفلام الأأولى والثانية للمخرجين في حين أن من الممكن استيعاب أفضل هذه الأفلام في مسابقة الأفلام الروائية، ولماذا التفرقة بين الروائي والوثائقي في حين أن الفروق بينهما تتضاءل تدريجيا والعالم كله أصبح الآن يضم الوثائقي الى المسابقة المخصصة للروائي!

ثالثا لماذا الاصرار على تنظيم مسابقة لأفلام الامارات في حين أن هذه المسابقة مكانها الحقيقي والطبيعي في المهرجان المستقل الذي يقام سنويا وهو مهرجان أفلام الخليج. هل هي الرغبة في المنافسة من أجل المنافسة، أم أن هناك هدفا محددا من وراء المسابقات هو  محل الاهتمام!

رابعا: ما معنى أن يخصص قسم يطلق عليه أفلام العائلة فهل معنى هذا مثلا أن باقي الأفلام لا تصلح لأن تشاهدها العائلات؟ وما معنى المسابقة المسماة "مسابقة أفلام عالمنا" وهل باقي الأفلام في باقي المسابقات ليست من عالمنا مثلا!

هناك خلط واضح بين أفلام البيئة وأفلام من عالمنا، وبين الأفلام الروائية الطويلة في المسابقة وأفلام قسم آفاق جديدة، وبين الدولة الضيف أي السويد التي يعرض لها عدد من الأفلام، وبين تداخل الكثير من هذه الأفلام في أقسام أخرى، الأمر الذي يعكس نوعا من العشوائية في التسميات والتقسيمات والمسابقات. ومعروف أن كثرة عدد المسابقات والجوائز ولجان التحكيم يفقد أي جائزة مصداقيتها.

ومن الأفضل في رأيي أن تكون هناك مسابقة للأفلام الطويلة (روائية وتسجيلية) ومسابقة للأفلام القصيرة. وأن تمنح جائزة واحدة لأفضل فيلم أول أو ثاني لمخرجه من الأفلام المعروضة داخل المسابقة الرئيسية. على أن تخصص القيمة المالية لباقي الجوائز لدعم السيناريوهات الجديدة، أي للمساهمة في دفع مزيد من السينمائيين للعمل.

ومن الضرروي أيضا أن يبدأ التفكير في جديا في الغاء الكثير من التظاهرات الموازية التي لا تجد في نهاية الأمر جمهورا لها مثل تظاهرة أفلام البيئة وما الى ذلك، فهذا النوع المتخصص من الأفلام يحتاج الى مهرجانات أي مسابقات خاصة تكون تحت اشراف مؤسسات دولية تهتم بهذا النوع من الأفلام تحديدا.

ومرة أخرى لعل المهرجان يعيد النظر في طريقة التنظيم والعلاقة بين أماكن اقامة الضيوف وأماكن العرض السينمائي وتقليص تلك المسافات الطويلة التي يتعين على الصحفيين والنقاد تحديدا قطعها يوميا للوصول الى مقر المهرجان في فندق يقع في أقصى الطرف من المدينة.

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger