المهرجانات تصنع ثقافة، خصوصا في البلدان التي تعاني من قلة الثقافة، أو احجام المؤسسات الخاصة على القيام بدور ثقافي بعد أن توحش رأسمال الخاص وأصبح كل ما يشغله هو اقامة الأفراح والليالي الملاح، بأكثر أنواع البذخ والاستعراض كما لم يحدث ولا في "ألف ليلة وليلة".
ومن أولويات الاهتمام بالثقافة أن تحتفي المهرجانات السينمائية بالنماذج المثقفة من فنانيها ومبدعيها ومفكريها السينمائيين الذين يمكنها بحق أن تباهي بهم العالم.
غير أن مهرجان القاهرة السينمائي اختار- كعادته وبحكم اتكوين الثقافي الهزيل للمسؤولين عنه – تكريم رموز التفاهة والتدهور. وقد أصبح ما يجري في هذا الإطار "المسكوت عنه" تماما في الصحافة والإعلام والنقد، لأن الجميع يريدون أن يجدوا لأنفسهم بابا يدلفون منه إلى "ضجة الدروشة"- باقتباس تعبير نجيب سرور العظيم.
لا أفهم كيف يمكن اقامة تكريم لممثلة متواضعة سوقية نمطية مثل نادية الجندي التي اساءت، ليس فقط إلى فن التمثيل، بل إلى المراة المصرية عموما، في مهرجان يزعم القائمون عليه أنهم يحاولون الترويج للصورة الإيجابية للسينما المصرية.. فهل نادية الجندي ضمن تلك الصورة، وهل يمكن اعتبارها ممثلة مبدعة أصلا، أم ان هذا التكريم يعكس الانهيار الثقافي والفني الذي بلغناه في عصر الانحطاط الاجتماعي السعيد.
كان من المتصور مثلا أن يتم الاحتفاء بممثلة من طراز فردوس عبد الحميد أو محسنة توفيق، خاصة أن الاثتنين يعانيان من التجاهل التام من جانب أجهزة "التلميع" التي يشرف عليها الوزير الرسام، أما أن يتم تكريم نادية الجندي أو حتى شويكار طوب صقال (وهذا هو اسمها الكامل) التي لن تقدم شيئا ذا قيمة في السينما منذ أن اشتغلت بها في أوائل الستينيات، فهذه هي قمة المهزلة.
هل يكفي أن يكون المحتفى به قد ظل يراكم أعدادا من الأفلام بلا معنى أو مغزى حتى يحتفة به؟
إن هذه الاحتفاءات والاحتفالات والتكريمات الوهمية لا تعني سوى أننا لا نعرف الفرق بين فن التمثيل وفن العلاقات العامة، بين السينما كفن يقوم على الفهم والمعرفة، والفهلوة التي تجعل سهير عبد القادر مسؤولة عن أهم مهرجان سينمائي في تاريخ مصر، والرسام المتواضه المستوى يكتم على صدر الثقافة المصرية لمدة 23 عاما بلا أدنى أمل في أن يرحل عنها قريبا، ويبدو أنه فعلا زمن "سلم لي على البنتجان" فعلا باقتباس تعبير العبقرية اللولبية في فيلم "الباطنية"!
ومن أولويات الاهتمام بالثقافة أن تحتفي المهرجانات السينمائية بالنماذج المثقفة من فنانيها ومبدعيها ومفكريها السينمائيين الذين يمكنها بحق أن تباهي بهم العالم.
غير أن مهرجان القاهرة السينمائي اختار- كعادته وبحكم اتكوين الثقافي الهزيل للمسؤولين عنه – تكريم رموز التفاهة والتدهور. وقد أصبح ما يجري في هذا الإطار "المسكوت عنه" تماما في الصحافة والإعلام والنقد، لأن الجميع يريدون أن يجدوا لأنفسهم بابا يدلفون منه إلى "ضجة الدروشة"- باقتباس تعبير نجيب سرور العظيم.
لا أفهم كيف يمكن اقامة تكريم لممثلة متواضعة سوقية نمطية مثل نادية الجندي التي اساءت، ليس فقط إلى فن التمثيل، بل إلى المراة المصرية عموما، في مهرجان يزعم القائمون عليه أنهم يحاولون الترويج للصورة الإيجابية للسينما المصرية.. فهل نادية الجندي ضمن تلك الصورة، وهل يمكن اعتبارها ممثلة مبدعة أصلا، أم ان هذا التكريم يعكس الانهيار الثقافي والفني الذي بلغناه في عصر الانحطاط الاجتماعي السعيد.
كان من المتصور مثلا أن يتم الاحتفاء بممثلة من طراز فردوس عبد الحميد أو محسنة توفيق، خاصة أن الاثتنين يعانيان من التجاهل التام من جانب أجهزة "التلميع" التي يشرف عليها الوزير الرسام، أما أن يتم تكريم نادية الجندي أو حتى شويكار طوب صقال (وهذا هو اسمها الكامل) التي لن تقدم شيئا ذا قيمة في السينما منذ أن اشتغلت بها في أوائل الستينيات، فهذه هي قمة المهزلة.
هل يكفي أن يكون المحتفى به قد ظل يراكم أعدادا من الأفلام بلا معنى أو مغزى حتى يحتفة به؟
إن هذه الاحتفاءات والاحتفالات والتكريمات الوهمية لا تعني سوى أننا لا نعرف الفرق بين فن التمثيل وفن العلاقات العامة، بين السينما كفن يقوم على الفهم والمعرفة، والفهلوة التي تجعل سهير عبد القادر مسؤولة عن أهم مهرجان سينمائي في تاريخ مصر، والرسام المتواضه المستوى يكتم على صدر الثقافة المصرية لمدة 23 عاما بلا أدنى أمل في أن يرحل عنها قريبا، ويبدو أنه فعلا زمن "سلم لي على البنتجان" فعلا باقتباس تعبير العبقرية اللولبية في فيلم "الباطنية"!
0 comments:
إرسال تعليق