وذكرت بعض التقارير أيضا أن البعض، من نقاد المعارضة الناصرية المتشنجة عادة فيما يتعلق بفهم الأفلام السينمائية، أيدوا الفيلم واعتبروه يقدم نموذجا لما يجب أن يتحلى به رئيس الجمهورية من صفات.
أما الفيلم نفسه فلم يكن هناك أفضل منه للدعاية لمؤسسة الرئاسة في مصر والعالم الثالث بشكل عام، فهو في الحقيقة، يقدم صورة مثالية أسطورية لرئيس الجمهورية: البريء، الذي لا يعرف شيئا عن معاناة الشعب بسبب وجود مجموعة من الفاسدين المحيطين به، بل إنه هو الذي يطلب ويصر على النزول إلى الشعب للاطلاع على ما يعانيه على أرض الواقع، ويقوم بكشف ألاعيب المسؤولين المنافقين.
والحقيقة أنه لم يوجد في مصر حتى الآن رئيس جمهورية (من محمد نجيب إلى حسني مبارك) ولا في غير مصر في المنطقة المتخلفة المحيطة، قام ولو مرة واحدة فقط، بلفت نظر أي منافق من المنافقين الكثيرين الذي يهتفون ويهللون في المؤتمرات الحزبية الرسمية (للحزب الحاكم) ويقف بعضهم أحيانا لكي يقرأ قصيدة مديح مباشر في شخص الرئيس، بل إن هناك من رفعوا لافتات تقول (إن الجنين في بطن أمه يبايع الرئيس) دون أن يتدخل الرئيس، أي رئيس، بل إنه ينتشي على مثل هذه النفاقات المفضوحة، وتنتفخ أوداجه ويريد أن يصدق ويصدقه الجميع، أن مثل هذه المبادرات الحماسية الفاسدة جاءت طبيعية وبدافع من الحب.. أي حب يارجل!
فيلم "طباخ الريس" نموذج لسينما الأنماط النمط الكاريكاتوري التي تقوم بتأليه الرئيس، والسخرية من الشعب في حين يدعي صناع الفيلم الحديث باسم بسطاء الشعب.. فمشكلة الناس كما يعرضها الفيلم، لا تخرج عن نطاق الأكل والجنس: بطل الفيلم الطباخ يغوي كل المحيطين به بل ويرشي المسؤولين في المصالح المختلفة بأطباق الطعام الشهية، ويعاني في الوقت نفس من عدم القدرة على تحقيق الارتواء الجنسي مع زوجته المثيرة جدا داليا مصطفى!
ولا يوجد مشهد واحد في الفيلم، من جهة لغة السينما، مبتكر أو طريف بحق في بنائه وحركته، بل يبدو وكأن الفيلم يتوالد في مشاهده من داخل نفس الأنماط السابقة المتكررة في هذا النوع من الكوميديا المتدنية (التهريج) في السينما المصرية، وإن تلحف برداء النقد السياسي.
ولا يوجد مشهد واحد في الفيلم، من جهة لغة السينما، مبتكر أو طريف بحق في بنائه وحركته، بل يبدو وكأن الفيلم يتوالد في مشاهده من داخل نفس الأنماط السابقة المتكررة في هذا النوع من الكوميديا المتدنية (التهريج) في السينما المصرية، وإن تلحف برداء النقد السياسي.
لذلك يؤكد بطل الفيلم الممثل طلعت زكريا أن الرقابة لم تعترض على أي حرف في السيناريو، بل أبدت سعادتها بالفيلم قبل وبعد تصويره.
والمؤكد أن الفيلم عرض على الرئيس نفسه وأنه أبدى سعادته به.. وربما يكون قد امر أيضا باستكمال الموضوع من خلال أفلام أخرى مثل"عودة طباخ الريس" و"انتقام طباخ الريس" و"طباخ الريس يقود الحركة الديمقراطية من أجل التغيير".. تغيير طبق البامية إلى طبق القرع الاسطمبولي طبعا.. ولتحيا الملوخية!
2 comments:
فعلاً الفيلم يلجأ إلى نظرية "التسار الطيب" "The Good Czar" أى فكرة أن الحاكم شخص طيب سينقذنا إذا عرف الحقيقة..وتجد هذا التقييم في كثير من النقد الذي يهلل إلى لفيلم أو مسلسل معتبراً أن هذا العمل "يعالج" القضية، وتسأل كيف أن فيلم يعرض في السينما به ممثلين وديكورات وإضاءة يمكن أن يغير وضع في الحياة الحقيقية فيقولون إنه يعالج هذه القضية لأنه يلفت إنتياه المسؤولين إليها..وكأنهم لا يعرفون..فيصبح واجب الفنان هو أن يلفت مشكل المجتمع إلى الحاكم الظالم كى يستطيع هذا الحاكم أن يخمد النار بعض الشيء ليتمكن من أن يستمر في الحكم
تحليل ممتاز كالعادة يا استاذ ايهاب
ورايك لا يختلف كثيرا عن رأيي اللى كتبته في البوست ده
http://shaw-cinemania.blogspot.com/2009/03/2008.html
إرسال تعليق