الجمعة، 14 مايو 2010

يوميات كان 2: مشاركة قوية من الصين وكوريا الجنوبية



كتابة اليوميات تختلف بطبيعة الحال عن كتابة النقد السينمائي، فنحن هنا نتوقف أمام الأفلام من خلال الانطباعات الأولية بعد المشاهدة وليس بالضرورة من خلال تحليل عناصر الفيلم السينمائي، دون أن يعني هذا أننا لن نعود فيما بعد، للتوقف تفصيلا أمام عدد من الأفلام سواء خلال جولتنا الممتدة إثني عشر يوما هنا حتى نهاية المهرجان، أو بعد انتهاء الحدث نفسه حينما ستكون هناك مساحة جيدة للتفكير والتأمل، والتنفس أيضا.
بدأ يومنا الثاني في كان بالفيلم الصيني المشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة وهو بعنوان "شونج كينج بلوز" Chongquing Blues للمخرج وونج تشياوشواي، وهو فيلمه العاشر. وفيه يتناول واقع الصين الحديثة اليوم، بعد الطفرة الصناعية والاقتصادية التي حققتها، مع مزيد من اغتراب الإنسان عن واقعه، وبالأخص أيضا، انفصاله عن ماضيه. ويعبر المخرج عن موضوعه الذي يقوم على أحداث وشخصيات حقيقية، من خلال قصة أب منفصل منذ فترة طويلة عن زوجته التي تزوجت بعد مرتين، يعود إلى البلدة التي هجرها ويه تشونج كينج التي تتميز بأجوائها الضبابية ونهرها العريض الممتد، لكي يبحث كيف قتل ابنه في ظروف غامضة. ويبحث الأب العائد عن الحقيقة طارقا كل الأبواب الممكن، باب الزوجة السابقة، ثم أصدقاء الإبن القتيل وزملائه، وحبيبته الشابة، وضابط الشرطة المسؤول عن قتل الإبن في ظروف قيام الأخير باحتجاز رهينة والتهديد بقتلها داخل سوبرماركت، ولكن هذا الموضوع البسيط الموحي يتحول على يدي هذا المخرج الواثق من أدواته، إلى عمل فيه من الإبداع والابتكار بقدر ما فيه من جمال حزين. فالمخرج يعمد طيلة الفيلم، إلى خلق صلة مباشرة بين البطل الفرد الذي فقد ماضيه أو خرج منه منذ فترة ولجأ للعمل في البحر، أي خارج اليابسة معظم الوقت، والآن أصبح يتعين عليه أن يحاول استعادة الماضي ولملمة أطرافه من خلال تجميع أشلاء قصة الإبن القتيل، الذي تعبر قصته أيضا، عن انفصال الجيل الشاب في اصين الحديثة عما يجري في المجتمع، وانعزاله عن جيل الآباء، ورغبته في الانغلاق على الذات.
وتبقى المدينة بمبانيها الشامخة المكدسة، وجسورها المعلقة، وخطوط التليفريك حيث ينتقل الاب طوال الفيلم، من مكان إلى آخر، يبحث وينقب ويجري المحاورات التفصيلية الدقيقة مع كل ما يلقاهم من الشهود، فيما هو يبحث في الأساس، عن نفسه المفقودة، وعن زمنه الضائع. عما بديع، بإيقاعه البطيء الخاص، وموسيقاه المعبرة، وصوره الأخاذة للمدينة التي يغلفها الضباب، وتصطبغ باللون الأزرق الخفيف الذي يضفي عليها مسحة من الحزن، والكاميرا المهتزة التي تعكس اهتزاز الواقع، وذلك الانفصال القائم بين الأجيال، بعد أن انفصلت الأحلام عن الواقع تماما بل وسحقت تحت وطأته.
أما فيلم "دراكيلا: إيطاليا تهتز" الذي يسخر من رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلسكوني والذي أثار ضجة قبل عرضه في المهرجان، فهو نموذج ممتاز للفيلم الوثائقي العصري، ويستحق بالتالي وقفة خاصة فيما بعد.
ولاشك أيضا أن فيلم "الخادمة" من كوريا الجنوبية يستحق وقفة أخرى تفصيلية نظرا لما يتمتع به هذا العمل، من زاوية مبتكرة في معالجة موضوع كان دائما يقدم من خلال الأسلوب الميلودرامي، وكيف ينجح مخرجه من الارتقاء بموضوعه ليجعل منه عملا شاعريا يفيض بالتأملات في العلاقة بين السادة والخدم، وبين المرأة والرجل في مجتمع ذكوري، وبين الخدم والخدم في داخل مجتمعهم الخاص، وبين الذات والآخر أيضا.

وقد أتيحت لنا اليوم أيضا فرصة ذهبية لمشاهدة المخرج البرتغالي الأسطوري مانويل دي أوليفيرا الذي يبلغ من العمر 102 سنة، وهو يصعد على منصة المسرح في افتتاح قسم "نظرة خاصة" لكي يقدم لنا فيلما جديدا هو فيلم الافتتاح لهذا القسم البالغ الأهمية. وقد أخذ الحشد الكبير الحاضر من النقاد والصحفيين، في التصفيق والترحيب بالمخرج الكبير، لمدة عشر دقائق كاملة. والغريب أن أوليفيرا لايزال يتمتع بالتماسك الذهني والقوة البدنية مما يجعله يمتلك السيطرة الكاملة على أفلامه التي يخرجها بانتظام، ودون توقف منذ عام 1990، بمعدل يصل أحيانا إلى 3 أفلام سنويا، علما بأنه بدأ الإخراج عام 1931 وأخرج حتى الآن 49 فيلما.
أما فيلمه "حالة أنجليكا الغامضة" ففيه يعالج بأسلوبه المميز الذي يقترب من التجريد، والتخلص من المشاعر الجارفة، والتعليق الاجتماعي، موضوع الموت، وكيف يمكن أن يكون خلاصا من الحياة الأرضية الضيقة، وتحقيقا لشيء أسمى وأجمل، يتمثل في الحب المطلق، الحب الأبدي. وطبيعي أن ينشغل مخرج في عمر أوليفيرا بموضوع الموت، الذي يقدمه ببراعته ودقته المعهودتين دون أن تفلت منه لقطة واحدة أو ينحرف عن الطريق ولو لثانية واحدة، ولا أفهم أبدا كيف يمكن أن يضع المسؤولون عن اختيار الأفلام مبرمجتها فيلما مثل هذا لمخر ج بمستوى وتاريخ أوليفيرا، في قسم تتسابق فيه الأفلام على جوائز موازية للجوائز الرئيسية تمنحها لجنة تحكيم مستقلة. لقد كان حري بأوليفيرا أن يرفض المشاركة في اي مسابقة، وكذلك الأمر بالنسبة للمخرج الفرنسي الكبير جان لوك جودار.
غدا صباحا (الجمعة) سنشاهد العرض الصحفي لفيلم "وول ستريت: المال لا ينام" للمخرج المثير للجدل أوليفر ستون، وهو معروض خارج المسابقة. لننتظر ونرى.

الخميس، 13 مايو 2010

يوميات كان 1: افتتاح قوي ومثير.. ولكن!




راسل كرو وكيت بلاتشيت هنا: ممثل وممثلة من استراليا، يلعبان بطولة فيلم موضوعه انجليزي مائة بالمائة، بل لقد أصبح إحدى أكثر الأساطير في الأدب والخيال والوعي بين الانجليز وكل قراء اللغة الانجليزية. لكن المخرج ريدلي سكوت يغيب عن حفل الافتتاح بسبب اجراء عملية جراحية له في القلب، وبالتالي لم تسمح حالته الصحية بالمجيء إلى هنا ليكون وسط ذلك الحشد المجنون الذي لا ينام على شاطيء الكروازيت!
أتكلم طبعا عن فيلم الافتتاح "روبين هود" Robin Hood للسير ريدلي سكوت، المخرج الاسكتلندي الذي أثبت جدارته بهذا النوع من أفلام الخيال العريض والحبكة التاريخية المعقدة والأزياء والاكسسوارات ومشاهد المعارك الضخمة التي تأسرك وتستولي على مشاعرك تماما.
غير أن هناك شيئا ما خطأ في هذه المعالجة الجديدة لأسطورة "روبين هود".
كلنا معتادون مثلا على روبين هود اللص الذي يسرق من الأغنياء ليعطي الفقراء، لكننا هنا سنكتشف أن روبين هود أحد النبلاء (السير روبين) فهو مقاتل شجاع كان يقاتل في جيش الملك ريتشارد قلب الأسد، وعاد الآن من الحروب الصليبية لكي يجد نفسه وقد اتخذ موقفا ضد أولئك الذين يتآمرون على الملك بل ويريدون تسليم البلاد للفرنسيين.
الحبكة معقدة للغاية، وتتداخل فيها الأحداث التاريخية المتعددة والمتلاحقة بحيث اقتضى الأمر أن يلجأ ريدلي سكوت إلى كتابة عناوين وأسماء وتواريخ على الشاشة وكأننا في حصة تاريخ.
ماريان الشهيرة، حبيبة روبين التي ستجأ معه إلى غابة شيروود التي يشن منها هجماته ضد الأثرياء، تصبح هنا أرملة لأحد النبلاء أيضا، بدلا من خادمة في بيت من بيوت الأرستقراطيين (اللصوص). وكفاح روبين يصبح موجها في جانب رئيسي منه، ضد طغيان الدولة القمعية التي تهدر حقوق الإنسان و تفرط في استخدام العنف ضد الخصوم، في رسالة لا تبتعد كثيرا عن رسالة فيلم "أفاتار" ولكن بدون البطل الأمريكي ولا فكرة الشعب البدائي من السكان الأصليين أمام الغزاة.
في الفيلم كل ما يمكنك تخيله من كليشيهات أو أنماط تشتهر بها أفلام المغامرات التاريخية: الدسائس والمؤامرات الداخلية، تلاعب المرة المغوية بالرجل- الحاكم، الشر الموغل في الشيطانية، المعارك الضخمة، الصراعات التي تؤدي إلى اكتشاف من المخلص ومن الخائن، ومن الذي يكسب في النهاية، بإخلاصه لقضية البسطاء..إلخ
لكن، كما قلت، هناك تحول كامل عن البراءة الأولى التي كانت كامنة في تلك "الأسطورة"، وذلك السحر الخاص الذي يشدك، والذي كان يكمن في السهم والقوس، وليس في كما نرى هنا، بل إنني أتجرأ وأقول إنني لم أستطع أن أهضم راسل كرو في ملابس روبين هود، فقد بدت ملابس البطل الاسطوري ضيقة عليه، وبدا بوجهه المنتفخ، وعينيه الجاحظتين، أقل كثيرا من جاذبية وغموض روبين هود الذي كنا نعرفه.. ترى كم اقتضى الأمر منه لكي يتعلم أن يقود الحصان تحت ثقل جسده المترهل، ويستخدم السيف بكل هذه القوة والمهارة؟
لاشك أنها أساسا، مهارة ريدلي سكوت، وقدرته على التصوير والإقناع.. أليس كذلك!

الثلاثاء، 11 مايو 2010

مهرجان كان السينمائي 2010 (ملف خاص)


آخر خبر: فيلم كن لوتش الجديد ينضم إلى المسابقة
قبل افتتاح المهرجان بيومين فقط أعلن المديرالفني لمهرجان كان تييري فريمو أن فيلم كين لوتش الروائي "الطريق الايرلندي" Route Irish، بطولة مارك ووماك ولوي اندريا وتريفور وليامز قد انضم غلى قائمة افلام المسابقة، لكي يرتفع عدد افلام المسابقة إلى 19 فيلما.وجدير بالذكر أن الفيلم من تصوير كريس منجيس، والذي تعاون مع كن لوتش في الماضي في قد عمل في فيلمين هما "حارس اللعبة" (1980) و"نظرات وابتسامات" (1981) وقد أخرج أيضا خمسة أفلام روائية طويلة منها "عالم التفرقة" (1988).
فيلم الختام "الشجرة"
أعلن مهرجان كان أنه سيعرض في الختام، مساء يوم 23 مايو، الفيلم الفرنسي "الشجرة" للمخرجة جوليت بيرتوشيللي (وهي ابنة المخرج المعروف جان لوي بيرتوتشيللي)، وبطولة الممثلة شارلوت جانيسبرج التي لعبت بطولة فيلم "نقيض المسيح" الذي اثار ضجة في المهرجان العام الماضي. ويعتبر هذا الفيلم الذي صورت أحداثه في استراليا، ثاني أفلام المخرجة التي حصل فيلمها الأول "منذ ان رحل أوتار" على جائزة أحسن عمل أول في مسابقة سيزار للسينما الفرنسية (2004).

الفلاح الفصيح في كان
يعرض الفيلم القصير "شكاوى الفلاح الفصيح" (20 دقيقة) الذي أخرجه المخرج المصري الراحل شادي عبد السلام عام 1970 ضمن عروض "كلاسيكيات كان" التي تعرض 14 فيلما روائيا طويلا واربعة افلام وثائقية طويلة إلى جانب فيلمين قصيرين فقد أحدهما فيلم لروبرتو روسيلليني رائد الواقعية الجديدة الايطالية، والثاني فيلم شادي عبد السلام.
ومن الروائع التي تم ترميم نسخها القديمة، وستعرض ضمن هذا البرنامج الذي نعتبره من أهم البرامج الموازية في مهرجان كان، فيلم "بوردو ينقذ من الغرق" لجان رينوار (1932) وهو أحد الكلاسيكيات الشهيرة، و"الملكة الافريقية"(1951) لجون هيوستون، و"تريستانا" (1970) للعبقري الاسباني لوي بونويل، و"الفهد" للوتشينو فيسكونتي (1963) وهو يقع في 185 دقيقة. كما يعرض أيضا فيلم "سايكو" الشهير لهيتشكوك من عام 1960.

أفلام جديدة أضيفت إلى المسابقة وغيرها
(23 أبريل)
كما سبق أن توقعنا أعلن مهرجان كان السينمائي إضافة فيلمين جديدين إلى مسابقته الرسمية للأفلام الروائية الطويلة هما فيلم "تشونج كنج بلوز" للمخر ج تشياوشواي وونج (الصين) وفيلم "الإبن الرقيق: مشروع فرانكشتاين" اخراج كونيل موندرودزو (المجر)، كما أضيف فيلمان جديدان أيضا إلى برنامج "نظرة خاصة" هما "كاراناشو" من الأرجنتين، و"كنت أود لوعلمت" من الصين.
وتم اختيار فيلم "كارلوس" للمخرج الفرنسي أوليفييه أساياس للعرض خارج المسابقة. ويروي الفيلم قصة الثوري العالمي الذي اعتبر إرهابيا، اليتش راميريز سانشيز المعروف باسم كارلوس، والذي اثار الكثير من الجدل حوله منذ بروزه إلى سطح الأحداث السياسية في العالم في منتصف السبعينيات عندما قاد عملية احتجاز وزراء دول منظمة أوبك في فيينا. وقد قبض ضباط في المخابرات الفرنسية عليه في السودان عام 1994 ويقضي حاليا عقوبة السجن المؤبد في فرنسا.
ويعرض خارج المسابقة أيضا فيلم "قصة حياة نيكولاي شاوشيسكو" للمخرج أندريه أوجيتشا من رومانيا، و"العد التنازلي إلى الصفر" للمخرجة لوسي وولكر من أمريكا. وسيعرض الفيلم البرازيلي "إكس فافيلا" XFavela للمخرج كارلوس دييجوس (عضو لجنة التحكيم في مسابقة الأفلام القصيرة في كان) الذي سيعرض ضمن العروض الخاصة. وقد أضاف المهرجان عضوا جديدا تاسعا إلى لجنة تحكيم المسابقة الرسمية هو الكسندر ديشبلات- الموسيقار الفرنسي. (تم تعديل القوائم المنشورة هنا طبقا لهذه الاضافات)

تشكيلة كان الجديدة: أفلام غائبة وأخرى حاضرة
غابت أفلام كثيرة كانت متوقعة، عن البرنامج الرسمي لمهرجان كان السينمائي الـ63 (12- 23 مايو) من هذه الأفلام الفيلم الجديد للمخرج الأمريكي الكبير تيرانس ماليك بعنوان "شجرة الحياة"، وفيلم "ميرال" لجوليان شنابل عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويغيب أيضا فيلم "فاوست" للمخرج الروسي الكسندر سوخوروف، كما يغيب فيلم "في مكان ما" Somewhere لصوفيا كوبولا وهو أول فيلم تخرجه منذ "ماري أنطوانيت" الذي ترك انطباعا جيدا جدا لدى النقاد الفرنسيين في دورة كان 2006. وقد اكتمل الفيلم حاليا كما نعلم إلا أنه غاب عن القائمة.
ويغيب أيضا فيلم "البجعة السوداء" لدارين أرونوفسكي الذي لايزال في مرحلة ما بعد التصوير، وفيلم "فينوس السوداء" للمخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف قشيش وهو أيضا ليس جاهزا بعد. وقد اصبح عدد أفلام المسابقة بعد الاضافات التي حدثت يوم 23 ابريل، 18 فيلما بعد اضافة فيلمين أي أقل من السنوات الماضية (عادة يكون العدد من 19 إلى 22 فيلما). وأضيف يوم 10 مايو قبل الافتتاح بيومين فيلم كن لوتش "الطريق الأيرلندي" ليصل العدد إلى 19 فيلما.
الأفلام من العالم العربي تغيب تماما عن البرنامج الرسمي (المسابقة وخارج المسابقة ونظرة خاصة) وإن كان هناك فيلم من الإنتاج المشترك بين فرنسا وبلجيكا والجزائر للمخرج الفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب بعنوان "خارج القانون"، ويقوم بالتمثيل فيه عدد من الممثلين الذين شاركوا في فيلمه الأسبق "البلديون" الذي شارك في مسابقة دورة 2006 وحصل على جائزة أحسن ممثل. ويلاحظ ايضا ضعف تمثيل السينما الأمريكية في المسابقة (فيلم واحد) وفيلم الافتتاح المشترك مع بريطانيا. ولكن يعوض ذلك وجودها القوي خارج المسابقة، فهناك فيلم لوودي ألين، وفيلم للمخرج المثير للمتاعب أوليفر ستون، وفيلم ثالث لتشارلز فيرجسون. ويشارك فيلمان امريكيان هما "العودة إلى الكلاب" و"غرفة الدردشة" في قسم "نظرة خاصة".
القائمة
(أسماء الأفلام والمخرجين باللغة العربية لأنها موجهة للقاريء العربي، ومن يرغب في التدقيق في اسماء الأفلام بالحروف اللاتينية مراجعة موقع المهرجان).



فيلم الافتتاح: " روبن هود "- ريدلي سكوت (أمريكا- بريطانيا)
فيلم الختام: "الشجرة"- جولي بيرتوتشيللي (فرنسا)
المسابقة الرسمية
1- "في الترحال"- ماثيو أمالريك (فرنسا)
2- بشر وآلهة" – زافييه بوفواه (فرنسا)
3- خارج القانون- رشيد بوشارب (فرنسا)
4- جميلة- اليخاندرو غونزاليس ايناريتو (اسبانيا- المكسيك)
5- رجل يصرخ- محمد صالح هارون (تشاد- فرنسا)
6- خادمة- ليم سانج سو (كوريا الجنوبية)
7- نسخة معتمدة- عباس كياروستامي (فرنسا- ايطاليا)
8- الغضب- تاكيشي كيتانو (اليابان)
9- الشعر- لي تشانج دونج (كوريا الجنوبية)
10- عام آخر- مايك لي (بريطانيا)
11- لعبة عادلة- دوج ليمان (أمريكا)
12- أنت مرحي- سيرجي لوزنيتسا (أوكرانيا)
13- حياتنا- دانييل لوشيتي (ايطاليا)
14- حرقته الشمس 2- نيكيتا ميخالكوف (روسيا)
15- أميرة موبنسييه- برتران تافيرنييه (فرنسا)
16- العم الذي يمكنه أن يتذكر ماضيه- أبيشاتبونج ويراثيكول (اسبانيا)
17- "الإبن الرقيق: مشروع فرانكشتاين" - كونيل موندرودزو (المجر)
18- تشونج كنج بلوز- تشياوشواي وونج (الصين)
19- الطريق الايرلندي- كن لوتش (بريطانيا)
خارج المسابقة
1- سوف تلتقين بغريب طويل أسمر- وودي ألين (أمريكا)
2- تمارا درو- ستيفن فريرز (بريطانيا)
3- وول ستريت: المال لا ينام- أوليفر ستون (أمريكا)
4- كارلوس: أوليفييه أسايس (فرنسا)
5- قصة حياة نيكولاي تشاوشيسكو- أندريه أوسيتشا (رومانيا)
عروض منتصف الليل
1- كابوم- جريج اراكى (أمريكا- فرنسا)
2- العالم الآخر- جيل مارشان (فرنسا)
عروض خاصة
1- داخل الوظيفة- تشارلز فيرجسون (أمريكا)
2- سينمو العشب فوق مدنكم- صوفي فينيس (بريطانيا)
3- نوستالجيا للضوء- باتريسيو جوزمان (فرنسا)
4- دراكيلا: إيطاليا تهتز- سابينا جوزانتي (ايطاليا)
5- شنتراباس Chantrapas – أوتار إيوسيلياني (فرنسا)
6- أبيل- دييجو لونا (المكسيك)
7- المواطن كان- سيرج لوبيرون (فرنسا)
8- 5XFavela- كارلوس دييجوس (البرازيل)
9- عد تنازلي حتى الصفر- لوسي وولكر (أمريكا)


نظرة خاصة
1- فالنتين الأزرق- ديريك سيانفرانس (أمريكا)
2- أنجليكا- مانويل دي اوليفييرا (البرتغال)
3- خيالات غرامية - زافييه دوان (فرنسا)
4- شفاه Los labios- ايفان فوند وسانتاجو لوزا (الأرجنتين)
5- سيمون فيرنر اختفى- فابريس جوبير (فرنسا)
6- فيلم الاشتراكية- جان لوك جودار (فرنسا)
7- المدينة إلى أسفل- كريستوف أوشوسليير (ألمانيا)
8- العودة إلى الكلاب- لودج كاريجان (أمريكا)
9- أدريان بال- أنيسس كوشيس (فرنسا)
10- أودان – فيكراميديتا موتوان (الهند)
11- الثلاثاء بعد الكريسماس- رادو مونتيان (رومانيا)
12- تشات رووم (غرفة الدردشة)- هيديو ناماتا (أمريكا)
13- أورورا- كريستي بو (رومانيا)
14- ها ها ها – هونج سانج سو (كوريا الجنوبية)
15- الحياة قبل أي شيء- اوليفر شميتز (جنوب افريقيا)
16- أكتوبر- دانييل فيجا (الأرجنتين)
17- هل أنت هناك- ديفيد فيربيك (تايوان) 18- كاراباتشو- بابلو ترابيرو (الارجنتين)
19- كنت أتمنى ان أعلم - تشياجانج كي (الصين)
لجنة تحكيم المسابقة الرسمية
تيم بيرتون: الرئيس- مخرج أمريكي
كيت بيكنسيل - ممثلة / بريطانيا
جيوفانا ميزوجيورنو - ممثلة / إيطاليا
ألبرتو باربيرا - مدير المتحف الوطني للسينما / ايطاليا
إيمانويل كارير - كاتبة سيناريو ومخرجة / فرنسا
بينيشيو ديل تورو - ممثل / بورتوريكو
فيكتور اريس - مخرج / اسبانيا شيخار كابور - مخرج وممثل ومنتج / الهند
الكسندر ديشبلات- موسيقار/ فرنسا
لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة
أتوم ايجويان: الرئيس - مخرج / كندا
ايمانويل ديفوس - ممثلة / فرنسا
دينارا دروكاروفا - ممثلة / روسيا
كارلوس دييجوس- مخرج / البرازيل
مارك ريشا - مخرج / اسبانيا

تظاهرة "نصف شهر المخرجين"
22 فيلما وهيمنة فرنسية تهيمن الأفلام الفرنسية على تظاهرة "نصف شهر المخرجين" في مهرجان كان السينمائي هذا العام. ومن المقرر أن يعرض في إطار هذا القسم الذي تنظمه نقابة المخرجين الفرنسيين 22 فيلما حوالي نصفها أفلام أولى لمخرجيها. والغرض بالطبع، تسليط الأضواء على المواهب الجديدة الصاعدة في السينما. ومعروف ان هذه التظاهرة سبق أن اكتشفت أسماء أصبحت مرموقة في سينما العالم مثل فاسبندر وفيرنر هيتزوج وفيندرز وسكوسيزي وناجيزا أوشيما وكن لوتش وجورج لوكاتش وستيفن فريرز وكوبولا وسبايك لي، وغيرهم كثيرون .
وتشارك في تظاهرة هذا العام أفلام من بلدان لم يسبق لها المشاركة مثل ماليزيا وقيرغيزستان. فيلم الافتتاح فيلم وثائقي فرنسي بعنوان "بيندا بيللي" Benda Bilili " للمخرجين رينو باريت وفلوران دو لاتولاي وهو عن فرقة موسيقية من الكونغو، تتألف بالكامل من عازفين من المعوقين. أما فيلم الختام فهو فيلم فرنسي أيضا بعنوان "ليلي أحيانا" Lily Sometimes للمخرجة فابيان بيرتو، وبطولة ديان كروج لودفين سنييه، وتلعبان دوري شقيقتين تموت والدتهما ويتعين عليهما التكيف مع وضعهما الجديد. ويمثل السينما البريطانية الجديدة فيلم "كل الاطفال الطيبين" All Good Children وهو أول أفلام مخرجته أليسيا دوفي، ويصور دراما نفسية عن طفلين ايرلنديين وكيف يتعايشان بعد انتحار والدتهما في فرنسا، وفيلم "ستونز في المنفى" Stones in Exile وهو من النوع الوثائقي للمخرج ستيفن كيجاك. وهو يصور كيف تمكنت فرقة رولينج ستونز الموسيقية الشهيرة من صنع ألبومها الغنائي الشهير "المنفى في الشارع الرئيسي". وهذا الفيلم سيعرض عرضا خاصا داخل التظاهرة إلى جانب الفيلم الوثائقي "حلبة الملاكمة" Boxing Gym للمخرج الأمريكي الكبير فريدريك وايزمان المعروف بأفلامه التسجيلية.
تظاهرة "نصف شهر المخرجين" ستقام هذا العام تحت إدارة المدير الفني الجديد فريدريك بوير، الذي خلف أوليفييه بير الذي أقيم له وداع عاطفي العام الماضي في ختام التظاهرة. وجدير بالذكر أن جميع أفلام التظاهرة الـ22 فيما عدا فيلما واحدا فقط، ستشهد عرضها العالمي الأول في مهرجان كان، ومنها كما أشرنا، 11 فيلما هي الافلام الأولى لمخرجيها منها "الحب مثل السم" للمخرجة كاتيل كلفير (فرنسا)، و"يسوع الطفل من الفلاندرز" للمخرج جاس فاندنبرج (بلجيكا)، و"سنة كبيسة" للمخرج مايكل رو (المكسيك).
من الدنمارك سيعرض فيلم "كل شيء على ما يرام" للمخرج كريستوف بو Christoffer Boe (الذي فاز بالكاميرا الذهبية في عام 2003) وهو فيلم بوليسي عن مخرج سينمائي يصدم رجلا بسيارته ويهرب من مكان الحادث ثم يكتشف فيما بعد أن الرجل يحمل سرا خطيرا. ويعرض أيضا فيلم "الرداء الصغير" (فرنسا) Petit Tailleuer للمخرج لويس كاريل الذي سبق أن قام بدور في فيلم "الحالمون" لبرتولوتشي. ومن الولايات المتحدة يعرض فيلم "سنة مطينة" Shit Year للمخرج كام آرشر، ومن بطولة ايلين باركين الذي يقوم بدور ممثل في هوليوود يقع في حب شاب يقوم بدوره لوك جريمز، وفيلم "بوابتان من النوم" Two Gates of Sleep اخراج اليستير بانكس جريفين .
وقال المدير الفني للتظاهرة إن الفيلم القادم من قيرغيزستان سيثير الاهتمام بموضوعه السياسي، وهو بعنوان "اللص الخفيف" للمخرج أكتان أريم كوبات. وستعرض التظاهرة ايضا 9 افلام قصيرة.
قائمة الأفلام
1- "الفرح"- مارينا ميلياند وفيليب براجانكا (البرازيل)
2- "كل الأطفال الطيبون"- أليسيا دوفي (أيرلندا، بلجيكا، فرنسا)
3-"كل شيء سيكون على ما يرام"- كريستوف بو (الدنمارك، السويد، فرنسا)
4- "سنة كبيسة"- مايكل رو (المكسيك)
5- "بيندا بيللي" (وثائقي) - رينو باريه وفلوران دو لاتولاي (فرنسا)- فيلم الافتتاح
6- "المنزل الصامت"- جوستاف هيرنانديز(أوروجواي)
7- "كليفلاند ضد وول ستريت" (وثائقي)- جون ستيفان برون (سويسرا، فرنسا)
8- "فتيات يرتدين ملابس الحداد"- جون بول سيراك (فرنسا)
9- "المتشرد"- افيشاي سيفان (إسرائيل)
10- "غير قانوني"- أوليفييه ماسيه-دوباس (بلجيكا، لوكسمبورج، فرنسا)
11- "اللص الخفيف"- أكتان أريم كوبات (قرغيزستان)
12- "يسوع الطفل من الفلاندرز"- جاس فان دنبيرج (بلجيكا)
13- "العين الخفية"- دييجو ليرمان (الأرجنتين، فرنسا، اسبانيا)
14- "بيكو" Picco – فيليب كوش (ألمانيا)
15- "ليلى أحيانا"- فابيان بيتو (فرنسا)
16- "الفولت الرابع"- مايكلانجلو فرامارتينو (ايطاليا)
17- "سنة مطينة"- كام أرشر (أمريكا)
18- "نحن كما نحن"- خورخي مايكل كرو (المكسيك)
19- "مصنع النمور"- وو منج (ماليزيا)
20- "أنتم أيها السادة جميعا"- أوليفر لاكس (اسبانيا)
21- "بوابتان للنوم"- اليستر بانكس جريفين (أمريكا)
22- " الحب مثل السم"- كاتيل كلفير (فرنسا)

برنامج أسبوع النقاد
"أسبوع النقاد" هو أقدم التظاهرات السينمائية الموازية في مهرجان كان، وتنظمها جمعية نقاد السينما الفرنسيين بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية (فيبريسي). وقد تأسس أسبوع النقاد عام 1962، لعرض الأفلام الروائية الأولى والثانية لمخرجين من جميع أنحاء العالم، وظلت التظاهرة وفية لتقاليدها من اكتشاف مواهب جديدة.
وكانت قد سلطت الأضواء بل وساهمت في اكتشاف أسماء لمعت فيما بعد مثل برناردو برتولوتشي، كن لوتش، وونج كار واي، جاسبار نوي، وفرانسوا أوزون، وغيرهم. يتضمن برنامج الدورة الجديدة عرض سبعة أفلام هي الأفلام الأولى لمخرجيها:
1- "أرماديلو" إخراج متز يانوس (الدانمرك)
2- "عرقل" - شول سو يانج (كوريا الجنوبية)
3- "الحسناء" – ريبيكا زولوتوفسكي (فرنسا)
4- "باي دونج سو"- دانج فان دي (فيتنام- فرنسا- ألمانيا)
5- "أسطورة المنام الأمريكية" - ديفيد روبرت ميتشل (الولايات المتحدة)
6- "قلعة الرمال" بو يونفنج (سنغافورة)
7- "صوت الضوضاء"- أولا سيمونسون ويوهانس ستيارن نيلسون (السويد - فرنسا)
أفلام قصيرة
"تشتت ايفان" – كافي بورخيس وغوستافو ميلو (البرازيل)
"Berik" - دانيال جوزيف بورجمان (الدانمرك)
"الفتى الذي أراد أن يكون أسدا" – الويس دي ليو (بريطانيا)
"أعمق من أمس" - ارييل كليمان (استراليا)
" Love Patate" جيل كوفيلييه(فرنسا)
"الابن الأصلي" - سكوت غراهام (بريطانيا)
"فاسكو" سيباستيان لودنباش (فرنسا)
عروض خاصة:
الافتتاح: "باسم الشعب" - ميشيل لوكلير (فرنسا)
"كوباكابانا" - مارك فيتوسي (فرنسا)
"المطاط" للمخرج كوينتين دوبيو (فرنسا)
الختام : "احترام الذات"- للمخرج الفرنسي نيكولا سيلول (فرنسا)
"سينثيا لاتزال لديها مفاتيح" - جونزالو توبال (الأرجنتين)
"الكسر" - نيكولاس سركسيان (فرنسا)

الاثنين، 10 مايو 2010

مهرجان كان: من انفلونزا الخنازير إلى الغبار البركاني



كارلوس ودراكولا وبيرلسكوني وحافظ الاسد

أكتب ونحن على مسافة يومين فقط من مهرجان كان السينمائي. المفترض أن تقلع طائرتي من لندن- هيثرو بعد غد الأربعاء، إلى مطار نيس في جنوب فرنسا، أقرب المطارات الدولية إلى مدينة كان، التي ينطلق مهرجانها السينمائي الكبير في الثاني عشر من الشهر الجاري ويستمر لمدة 12 يوما.
إلا أن المفاجآت واردة باحتمالات كبيرة الآن، أن تتغير، ليس فقط خطتي الشخصية، بل خطط الآلاف من السينمائيين والصحفيين ورجال صناعة السينما والعاملين بشركات التوزيع و التسويق والدعاية والإعلان الذين يفدون من كل حدب وصوب.
في العام الماضي كاد المهرجان أن يواجه فوضى كبيرة، بل ونوعا من الذعر الذي كان يصلح في حد ذاته لموضوع فيلم سينمائي مثير، بسبب المخاوف الهائلة التي كانت قائمة من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير. غير أن المهرجان، الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم، مر بسلام ودون أن نسمع عن وقوع أحد صريعا للمرض الذي اتضح فيما بعد أن بعض الاحتكارات المتخصصة في الأدوية والعقاقير الطبية، قد بالغت كثيرا في تصوير قوته وضراوته.
اما الآن فنحن نواجه خطرا لا يمكن لأحد أن يدعي أنه "وهمي" أو "متخيل"، هو خطر انتشار سحابة الغبار البركاني الهائلة التي ينفثها يوميا بقوة، بركان الشر الكامن في أيسلندا، والتي تحلق حاليا فوق غرب أوروبا، وقد أدت بالفعل خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة، إلى إغلاق عشرات المطارات في اسبانيا والبرتغال وايطاليا وألمانيا وايرلندا واسكتلندا، وإلى إلغاء عشرات الرحلات التي تحط طائراتها تحديدا في مطار نيس. وأصبح السؤال الآن: هل سيبقى مطار نيس مفتوحا حتى يمر يوما الثلاثاء والأربعاء، وهما اليومان اللذان يشهدان وصول آلاف القاصدين إلى الحدث الكبير؟ وهل يتعرض المهرجان لأزمة بسبب اضطرار شركات الطيران إلى إلغاء رحلاتها إلى نيس حفاظا على سلامة المسافرين، خصوصا بعد أن أصبحت الطائرات القادمة من أمريكا الشمالية تضطر حاليا إلى اللجوء إلى طرق أخرى لكي تبتعد عن تلك السحابة الجبارة من الغبار البركاني الكثيف الذي يمكن أن يؤدي إلى شلل المحركات وسقوط الطائرة لا قدر الله.
هل سنرى نوعا من الماراثون، عندما يهرع آلاف الصحفيين والسينمائيين في بلدان أوروبا الغربية على الاقل، للبحث عن طرق بديلة: السيارات والبواخر والقطارات، التي تجعل الرحلة التي تستغرق عادة ساعة أو ساعتين، قد تصل في هذه الحالة، إلى من 10 إلى 20 ساعة. أم أن الكثيرين سيفضلون إلغاء رحلاتهم في انتظار مشاهدة الافلام الجديدة في عروضها العامة في العواصم الأوروبية أو في مهرجانات أخرى تكون بعيدة عن تلك السحابة البركانية التي يقول العلماء إنها قد تستغرق عامين!؟
لا أحد يعرف شيئا. ولكنه حظ هذا المهرجان الذي أعد العدة كاملة، لاستقبال ضيوفه ووضع جداول العروض العامة والصحفية، كما استعد للمؤتمرات الصحفية الحاشدة التي سيحضرها كبار السينمائيين ونجوم السينما في العالم.
لكن مشكلة كان هذا العام لا تأتي فقط من السماء، بل من إيطاليا التي انفجر فيها غضب رسمي عارم على عرض فيلم "دراكيلا" الذي يسخر من رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلسكوني ويصوره مثل دراكولا مصاص الدماء، ويظهره لا مباليا بل ويرقص طربا فوق جثث ضحايا زلزال لاكيلا في شمال ايطاليا في أبريل العام الماضي. وقد أدى إعلان المهرجان عن عرض الفيلم ضمن برنامج العروض الخاصة إلى استياء وزير الثقافة الإيطالي الذي اعلن أنه لن يذهب إلى كان، احتجاجا على عرض الفيلم. وجدير بالذكر أن عنوان الفيلم هو مزيج من كلمة لاكيلا (اسم البلدة) ودراكولا.
في الوقت نفسه، تسربت أنباء عن وجود خلافات عميقة بين المدير الفني للمهرجان تيري فريمو، ورئيس المهرجان جيل جاكوب، بسبب إصرار فريمو ضد رغبة الرئيس وباقي أعضاء لجان الاختيار جميعا وعددهم 30 شخصا، على عرض فيلم "كارلوس" الفرنسي لأوليفييه أسايس، وهو فيلم تليفزيوني (او بالأحرى مسلسل) تصل مدة عرضه إلى نحو خمس ساعات ونصف الساعة، ويروي قصة "ابن آوي" أو كارلوس، الذي يعتبر أشهر زعماء الإرهاب الدولي في السبعينيات، والموجود حاليا في سجن فرنسي بعد القبض عليه في السودان عام 1994. وكان رأي جاكوب أنه لا يجب أن يعرض مهرجانه فيلما تليفزيونيا مهما كانت أهميته، إلا أن فريمو استجاب لضغوط شركة قنال- بلاس canal plus التي أنتجت الفيلم- المسلسل، والتي تعد الراعي الرسمي الرئيسي لمهرجان كان!

مشكلة فريدة تسربت تفاصيلها إلى الصحافة الفرنسية، بل إن رد فعل كارلوس أيضا كان غاضبا جدا، وقد رفع عن طريق محاميته (وهي في الوقت نفسه زوجته) دعوى قضائية لوقف عرض الفيلم بدعوى انه يشوهه ويتهمه بأنه كان مدمنا للمخدرات في حين أنه يقول إنه لم يسبق له أن تعاطى المخدرات أو المهدئات طوال حياته، كما يتهمه بجريمة قتل سيدة سورية يقول كارلوس إن مخابرات حافظ الأسد هي التي اغتالتها، بالإضافة إلى عشرات الملاحظات الأخرى. غير أن المحكمة رفضت القضية بدعوى أنه لا يحق لكارلوس أن يكون له رأي في الفيلم، وإلا لأخذنا رأي أسامة بن لادن اولا قبل الشروع في عمل فيلم عنه!
هذا الفيلم سيعرض للصحافة والنقاد يوم الأربعاء 19 مايو من الثانية عشرة ظهرا إلى ما شاء الله، أي إلى أن ينتهي على خير.
لم يبق إلا أن نأمل في انقشاع السحابة البركانية بعيدا عن نيس وكان، خلال اليومين القادمين، لكي نتمكن من اللحاق بالمهرجان، وكارلوس وبيرلسكوني، وكل الصحبة.. فإلى اللقاء في "يوميات مهرجان كان" كما تعودنا، والتي أصبحت تقليدا راسخا في هذا الموقع.
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger