السبت، 12 يناير 2019

مفارقات في التاريخ






لم أفهم أبدا مواقف بعض أصدقائي المثقفين من الأحداث السياسية ولم أستوعب أبدا أن يكون للمرء موقفان، واحد معلن والثاني سري أو جاهز للإعلان عندما يقتضي الأمر أو عندما تقتضي الظروف وتسمح.

كان هذا على سبيل المثال موقف الكثير من "المثقفين" من ثورة يناير 2011 في مصر التي بدأها شباب لا ينتمي لكتل أو تنظيمات سياسية، وكانت شعاراتهم بسيطة للغاية، فقد كانوا يطالبون بالخبز والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية. ولم يكن هؤلاء الشباب سوى تعبير عن الغالبية العظمى من أبناء الشعب المصري، بل ربما كانوا في مطالبتهم بـ "الخبز" تحديدا يطالبون به لغيرهم من سواد الشعب، فهم من أبناء الطبقة الميسورة الذين تلقوا تعليما عاليا وكانوا في معظمهم يشغلون مناصب ومواقع مرموقة أي لم يكونوا يعانون أساسا من ضيق ذات اليد، لذلك كانت مطالبهم الأخرى استكمالا لمطلب العيش أو الخبز، تتعلق بالحرية والكرامة وهي من أوليات حقوق الإنسان.

وعندما كانت الصورة تعكس انتصار الثورة وتشير إلى أن التغيير قادم لا محالة، اتخذ عدد من المثقفين مواقف مؤيدة للثورة ومنحازة لمن قاموا بها بعد أن كانوا يشككون ويتشككون فيها، بل وهناك البعض منهم أدانوا أنفسهم وعبروا عن شعورهم بالخزي والعار أمام هؤلاء الشباب الذين كشفت مواجهتهم البطولية مبادرتهم بإعلان الغضب، عن تخاذل وضعف الكثير من المثقفين الذين رضخوا وروجوا طويلا للخضوع للسلطة.

وعندما بدا أن جماعة الإخوان المسلمين توشك أن تقفز على السلطة في ظروف مريبة عجيبة أثارت الكثير من التساؤلات، كتبت وقتها مرارا وتكرارا على مدونتي الخاصة، أحذر من احتمال أن تنتهي الثورة لصالح قوة رجعية معادية للتاريخ مثل الاخوان المسلمين. وفي فترة الغموض والاضطراب التي جاءت بعد رحيل مبارك، تحدثت عبر شاشة قناة محسوبة على تيار إسلامي في لندن، وفندت أكاذيب الاخوان ومزاعمهم مما أحرج المذيع الذي استضافني في برنامجه، وكان لعودتي للظهور فيما بعد ونقدي الشديد لفكر الإخوان، سببا في إلغاء البرنامج.

وقد توقفت أمام مشهد "هبوط" يوسف القرضاوي الزعيم الروحي للإخوان، على منصة الخطابة في ميدان التحرير فيما عرف بـ "جمعة النصر" وهو ما شبهته بعودة الخميني من باريس إلى طهران وركوبه الثورة الإيرانية.

وأسعدني أن يتفق معي في هذا الحدث، محمد حسنين هيكل الذي استخدم نفس الوصف في مقابلة أجراها معه محمود سعد في التليفزيون المصري (بتاريخ 20 فبراير 2011)، لكن ما كان صادما بالنسبة لي هو موقف الصديق الناقد الراحل سمير فريد الذي لم أفهمه أبدا، فقد كتب مقالا في "المصري اليوم" بتاريخ 19 فبراير 2011، تحت عنوان "القرضاوي في إحدى أعظم خطب العصر الحديث يؤكد استمرار الثورة" قال فيه:

"خطبة القرضاوي في ميدان التحرير، أمس، أمام ما يقرب من ثلاثة ملايين مصري في احتفال جمعة النصر، من النصوص التي يجب أن تدرس للطلبة والطالبات مع استئناف الدراسة في المدارس والجامعات بعد نجاح الثورة". ثم مضى يقول:

"كم ابتذل تعبير "خطاب تاريخي"، حيث أطلق على أي كلام فارغ يردده أي ديكتاتور يحكم بالقوة المسلحة ضد إرادة الشعب، ولكن ها هو خطاب القرضاوي يعيد المعنى الحقيقي لعبارة "الخطاب التاريخي"، بل إنه من أعظم الخطابات في العصر الحديث، في مصر والعالم، مثل خطاب مارتن لوثر كينج في أمريكا "لدىّ حلم"، ومن قبله خطاب غاندي في الهند، ومن بعده خطاب مانديلا في جنوب أفريقيا".

ولم يكن أمامي سوى أن أتذرع بالصمت، ولم يكن لدى سمير ما يقوله بعدما أسفر القرضاوي وجماعته عن وجوههم القبيحة. وكنت أعلم جيدا أن للتاريخ أكثر من وجه، ومن وجوهه الظالمة أن يصبح أشد أعداء الإخوان، "محسوبا على الإخوان" كما روج بعض المنتفعين والمرتزقة فيما بعد. وهو موضوع يطول فيه الحديث!

السبت، 2 يونيو 2018

الثقافة العربية لا تعترف بالسينما





كان اعتقادي دائما، منذ أن بدأت الكتابة، أن السينما فن "عير معترف به" في العالم العربي. وهو اعتقاد لايزال قائما حتى يومنا هذا. وعندما أقول أنه "غير معترف به" فالمقصود أنه لا يعد جزءا من "الثقافة العربية"، على الرغم من وجود أعداد متزايدة باستمرار من دارسي السينما في عدد محدود من مدارس السينما، وظهور العشرات من ورش العمل السينمائي، بل وإقامة عدد من المهرجانات السينمائية المحلية والدولية.

إن كل هذه "الكيانات" لا تعني أن هناك "إعترافا" بالسينما كفن مستقل قائم بذاته، وكجزء أساسي من الثقافة العربية، ثقافة المجتمع والناس والمؤسسات العلمية والتعليمية بل والدينية أيضا، فوجود "أفلام" تنتج- سواء بالجهود المحلية وتتوجه أساسا للسوق الداخلية، كما في الحالة المصرية، وهي الوحيدة التي يمكن الحديث عن "صناعة سينمائية" لديها، أو من خلال التمويل الأوروبي والإنتاج المشترك كما في حالة المغرب العربي ولبنان وفلسطين وغيرها من التجارب التي لم تؤسس بعد لـ "صناعة"، وتتوجه أفلامها عادة إلى المهرجانات العالمية وبعضها قد يجد طريقه للعرض في قنوات التليفزيون الفرنسية مثلا، لا يعني اعترافا مجتمعيا ومؤسساتيا بالسينما كفن.
المقصود بـ"الثقافة العربية" الأفكار المستقرة الراسخة لدى المؤسسات التعليمية والدينية والسياسية والاجتماعية عن السينما، فهي ما زالت تنظر بتوجس إلى "ثقافة الصورة"، فقد ترسخ في العقل الجمعي أن "ثقافة الكلمة" أعلى مرتبة من ثقافة الصورة، بل إن الصورة أي السينما وأخواتها، عند الكثيرين وقد تفرقت دماؤها، بين أجهزة الإعلام، والتصوير الفوتوغرافي والصحفي والتليفزيوني الإخباري، والرسم الذي يعد فنا للنخبة، والفيديو ميوزيك الذي لا يلقى أصلا أي نظرة جدية في التعامل معه، بسبب شيوعه فيما يطلق عليه "الفيديو كليب" أو الأغاني المصورة الراقصة ذات المناظر المثيرة. بل ويمكنني أيضا القول إن الصورة ربما تنحصر عند كثيرين من أصحاب الميول "العملية" أيضا في تلك الصور التي تقوم بتسجيلها كاميرات المراقبة الليلية، لحساب أجهزة الأمن.
الاعتقاد السائد أن السينما ليست فنا، بل وسيلة من وسائل التسلية، أي أقرب إلى الكباريه، وهي ترتبط في أذهان معظم القائمين على المؤسسات الثقافية من حملة الدكتوراه، بالرقص والغناء والمغامرات والتهريج، ومازالت هناك "فتاوى" تحرم السينما، استنادا الى تصور خاطئ بأن الصورة يمكن أن تكذب،  دون النظر إلى ما تردده "الكلمة" يوميا من أكاذيب!
ومن دلائل غياب الاعتراف بالسينما كفن جاد، عزلة النقد السينمائي، والنظرة المتدنية إليه من قبل المؤسسات الثقافية حتى التقدمية منها في العالم العربي، التي تعترف بكل أنواع الفنون والآداب، باستثناء السينما، فالنقد العلمي لقضايا السينما الفكرية والجمالية والدراسات التي تؤصل لهذا الفن، وتبحث في تاريخ تطوره وتطور نظرياته الجمالية، غائب حتى الآن عن الدراسات الأكاديمية في الجامعات العربية ناهيك عن نظم التدريس في المدارس العامة. ولذلك تغيب تماما عن دراسي الأدب مثلا، كيفية قراءة فيلم، أو فهم جماليات الصورة، ومازال حتى استقبال الأفلام يحدث على مستوى بدائي، أي يقرأ الفيلم كقصة ذات مغزى أخلاقي أو اجتماعي.
وتخصص المؤسسات الثقافية العربية جوائز في كل فروع المعرفة، باستثناء النقد السينمائي، الذي ينظر إليه بتعالٍ، ويُستبعد من دائرة الأدب والفكر، رغم وجود الكثير من الاجتهادات البارزة في هذا المجال، بل إن مهرجانات السينما التي تقام في العالم العربي وتخصص جوائز مالية كبيرة لكل أنواع الأفلام، لا تخصص جائزة واحدة للنقد السينمائي. وتعتبر مؤسسات الفكر ونشر الثقافة العربية نقد القصة القصيرة أهم من نقد الأفلام الطويلة، التي تؤثر في ملايين البشر. ومن دون الصحافة العامة التي يخصص القليل منها مساحات محدودة للنقد السينمائي، وإصرار قلة من النقاد على مواصلة النقد، يموت النقد في العالم العربي ويتلاشى. وهي محنة ما بعدها محنة!

الخميس، 4 يناير 2018

السينما في السعودية.. يامرحبا






السينما ستعود الى المملكة العربية السعودية. هذا خبر رائع، ومناسبة للاحتفال ليس فقط لأهميتها التي تشي بالاهتمام الكبير الذي يوليه الحكم السعودي في نهجه الجديد متمثلا فيما يقوم به ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تجاه إعادة الاعتبار للفنون بأنواعها المختلفة: الموسيقى والغناء والفن التشكيلي والمسرح والسينما، بل لأنها خطوة واسعة في طريق تحرير السعودية من هيمنة الأفكار التقليدية الجامدة التي تعادي العصر وترفض الحداثة وتعتبرها رجزا من عمل الشيطان، في حين أن العالم كله يسير إلى الأمام متشحا بالحداثة منذ قرون!
قنوات المرتزقة من أتباع جماعة الإخوان المسلمين وأشباههم، تشن حملة ضارية على المملكة العربية السعودية وعلى الأمير محمد بن سلمان شخصيا، وينعق هؤلاء جميعا بالقول إن السماح بدخول السينما الى المملكة هو اهدار وتفريط في القيم الاسلامية، وهم بهذا يكشفون عن وجههم القبيح المعادي للفنون في حين أن زعماءهم الذين كانوا قد وصلوا في غفوة من الزمن والتاريخ الى السلطة في مصر، كانوا يزعمون أنهم ليسوا ضد السينما، ولا ضد الفن بشكل عام، ولكن فقط ضد الابتذال الفني أو استخدام الفن في الترويج للإثارة والعري. ولا يخالجنا أي شك في أن هذه لم تكن أكثر من مجرد مزاعم لحين الوصول إلى الى السلطة والتمكن منها، ثم بعدها يأتي المنع والحجب والشطب والاستبعاد والعقاب بدعوى مخالفة الفنون - خاصة فنون الصورة- للشريعة الإسلامية.
إن ما يتقول به مرتزقة قنوات الإخوان وأعوانهم من جماعات التكفير والإرهاب، الذين يصرخون صرخة كاذبة اليوم "واسلاماه"، لا يعرفون أن الإسلام ظل قائما في بلاد العرب منذ مئات السنين، لم يهتز ولم يتراجع ولم يشهد أي تهديد، إلا بعد أن سيطرت تلك الطغمة على الشارع وفرضت مفاهيمها الجامدة المتخلفة على الجميع قسرا وتخويفا وإرهابا، الأمر الذي دفع أعدادا كبيرة من الشباب إلى التشكك بعد انتشار تلك الدعاوى التي تتستر بالدين لمحاربة الفنون العصرية التي يعشقها الشباب في العالم الإسلامي وغير الإسلامي. ولم يعد ممكنا اليوم تجاهل الشباب وإغلاق الأبواب في وجهه، لا في السعودية ولا في غيرها، بعد أن أصبحت السماوات مفتوحة على بعضها البعض، ولم يعد في الامكان إبقاء الأبواب موصدة أكثر من ذلك وإلا لأصبح الأمر مهددا بالانفجار.
يزعم أعوان وأزلام الاخوان أن السينما لم يكن لها وجود يوما في السعودية، وأن القرار الجديد القاضي بالسماح بانشاء وافتتاح دور عرض سينمائي في السعودية هو قرار جديد جاء من الصفر، ويصورون الأمر على أنه سيقضي على قيم الإسلام، ونشر الفسق والفجور، في حين أن السعودية كانت تعرف دور السينما حتى سبعينات القرن الماضي، دون أن يتنقص وجودها بأي حال من حرمة الأماكن المقدسة، فدار السينما ليست من المحرمات، والعبرة بما تعرضه من أفلام، ونوعية هذه الأفلام ورسالتها وطريقتها في التصوير.
ومن الملفت أيضا أن مرتزقة قنوات الاخوان، وكثير منهم من أشباه الممثلين الفاشلين الذين لم تعرف لهم اهتمامات دينية من قبل وكانوا من المترددين كل ليلة على حانات وأوكار وسط القاهرة، تحولوا اليوم الى مسوخ "دعاة"، يحدثوننا عن الفضيلة والشرف والدين، ويهاجمون ويتهجمون في وقاحة، على دعاة الحرية والانفتاح على العالم بدعوى أنهم بهذا الانفتاح يهدرون قيم الإسلام. فهل تركيا التي يعيشون في رحابها ويستمتعون بحاناتها ومطاعمها ومواخيرها، تحظر دور السينما أو تفرض عليها رقابة "إسلامية شرعية"!

إن الترخيص لدور السينما في السعودية إلحاقا بقرار السماح للمرأة بقيادة السيارات، لاشك أنه جاء في سياق خطة ترمي الى إخراج السعودية من عباءة الماضي المغلق والالتحاق بالعصر، وهو ما عبر عنه بوضوح ولي العهد محمد بن سلمان عندما قال إنه سيقود "مملكة معتدلة ومتحررة من الأفكار المتشددة، والعودة إلى ما كنا عليه، أي إلى الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم".

 


الخميس، 26 أكتوبر 2017

حالة أمل الجمل


أمل الجمل وشريف حتاتة

وصفت أمل الجمل التعليق الذي كتبته على صفحتي بموقع فيسبوك من أن مهرجان الجونة (الدورة الأولى) خصص جائزة لأحسن فيلم عربي داخل المساقة وبالتالي ميز الفيلم العربي عن غيره من الأفلام وهو ما لا يجوز، بأنه عمل "غير أخلاقي" بدعوى انني انتقدت المهرجان دون أن أحضره. والحقيقة أنني لست في حاجة لحضور أي مهرجان لكي أقرأ لائحته المنظمة. وهو ما تركز عليه نقدي لتخصيص هذه الجائزة. وإذا كان ما كتبه عملا "غير أخلاقي" فهل أمل الجمل هي المؤهلة لكي تعطي الآخرين دروسا في الأخلاق؟

 دخلت أمل الجمل منزل الدكتورة نوال السعداوي قبل سنوات لكي تكتب عنها كتابا فخرجت- ليس بأقل من زوج نوال السعداوي نفسه الدكتور شريف حتاتة- وهي فضيحة معروفة شغلت الصحف المصرية وانتهت بوقوع الطلاق بين شريف حتاتة والدكتورة نوال السعدواي رفيقة عمره بعد نحو ستين عاما من الزواج فيما سمي إعلاميا بـ "طلاق القرن". وتزوج شريف حتاتة أمل الجمل وهو في التاسعة والثمانين من عمره بينما كانت هي في نحو الأربعين. لكن أمل الجمل جعلت من نفسها "شهيدة الحب"- وكل هذا الهراء- بسبب رد فعل نوال السعداوي الغاضب على قيامها بـ "خطف" زوجها منها طمعا في ماله كما قالت نوال السعداوي.

لكن أمل الجمل- وهي معدة تليفزيونية وتكتب مقالات في نقد الأفلام أحيانا- اعتبرت ما وجهته من ملاحظات على مهرجان الجونة السينمائي عملا غير أخلاقي. والسبب على حد قولها، أنني كتبت عن مهرجان لم أحضره. وكنت قد نشرت مرتين عن المهرجان أشدت فيهما بدور نجيب ساوريرس في العمل الثقافي وأثنيت على انتشال التميمي العراقي الذي اختير مديرا فنيا للمهرجان، بل وكنت أصلا أول من هنأه كما اعترف أمام الممثلة "بشرى" عندما التقينا بمهرجان فينيسيا.

ما كتبته عن المهرجان لم يكن عن البرنامج والأفلام ومستوى العروض وباقي الفعاليات.. الخ بل طرحت تساؤلات حول طبيعة وحجم الجمهور الذي يقام له مهرجان دولي في منتجع سياحي صغير مثل الجونة، ومعروف أن غياب الجمهور آفة مهرجانات السينما في مصر، ولكن جوهر ما نشرته كان يدور حول غياب مناخ الحرية في مصر بسبب الهيمنة البوليسية على الدولة.

 وبعد انتهاء المهرجان أبديت ملاحظة حول جائزة أحسن فيلم عربي التي جاءت نتيجة ابتداع مسابقة أخرى من داخل كل مسابقة رسمية، مخصصة للأفلام العربية، وهي في رأيي- بدعة لا تجوز. وطبيعي أن هذا الرأي يمكن بالطبع مناقشته أو الاختلاف حوله، لكن الجمل شاءت أن تتخذه مثالا على "لا أخلاقية" نقد مهرجان دون حضوره، فهل كان يتعين على الناقد السفر لحضور المهرجان لكي يطلع على لائحته المنشورة؟ 
نوال السعداوي وشريف حتاتة
لو لم أكن قد حصلت على دعوة للمهرجان واعتذرت عن عدم قبولها لكانت الجمل قد اتهمتني بأنني كتبت ما كتبته بسبب عدم حصولي على دعوة لقضاء اسبوع سياحي على شاطئ جميل ومشاهدة افلام شاهدت معظمها بالفعل في مهرجانات أخرى بل وكتبت عنها. لكن مشكلة الجمل أنني اعتذرت عن عدم الحضور فأصبحت بالتالي تبحث عن أي ذريعة للهجوم علي أو بالأحرى- لتصفية الحسابات معي نتيجة تعقيدات قديمة. لكن هل أصبحت الست الجمل المتحدثة الرسمية باسم مهرجان الجونة؟ هل ياترى تتطلع للالتحاق بفريق العمل بهذا المهرجان (الثري) لكي تعود فتهاجمه كما هاجمت مهرجان الاقصر الذي عملت معه وقبضت منه، ثم هاجمت مهرجان القاهرة الذي تعاونت معه وقبضت منه ثم هاجمته العام الماضي (وهي قصة سأرويها بالتفصيل في وقت لاحق)؟

يبدو أن أمل الجمل التي لم تعد تجد شيئا تكتبه، أصبحت تتعيش الآن على مهاجمة النقاد الذين سبقوها فتتهمهم اتهامات مضحكة كأن تكتب إنها تراقبهم من الصفوف الخلفية في المهرجانات الدولية لكي ترصد من الذي غادر العرض ثم تراقب ما كتبوه بعد ذلك.. وهو "اهتمام" خاص جدا يشي بطبيعة الحالة العقلية لصاحبته أو كما يقال بالانجليزية her state of mind


مهزلة الدكتوراه

ربما كان الدكتور شريف حتاتة مناضلا ماركسيا عظيما في الماضي، لكن أحدا لم يزعم أنه كان أديبا عظيما، بما في ذلك نقاد اليسار في مصر الذين يميلون- عادة- الى المغالاة في قيمة من ينتمون لليسار. لكن هناك بالطبع بعض المبالغات التي تنبع من الرغبة في المجاملة شابت بعض مقالات التقدير والتحية أكثر من كونها مقالات نقدية. وحتى روايته الأكثر شهرة "النوافذ المفتوحة" تكمن قيمتها فيما تتضمنه من سرد لمسار حياته السياسية أي كسيرة ذاتية وليس لقيمتها الأدبية. أما أمل الجمل الي أصبحت زوجة له بعد أن قارب التسعين- فقد أقنعته بأنه كاتب عظيم، و"سارتر مصر"، وأنها يمكن أن تؤلف كتابا عن أعماله الأدبية (حسب ما ذكرته نوال السعداوي في مقابلة منشورة معها).. لكنها قررت أن تذهب أبعد من هذا، أن تكتب دراسة مقارنة تتقدم بها للحصول على الدكتوراه من أكاديمية الفنون، تقارن فيها بين روايات شريف حتاتة وأفلام المخرج الروسي أندريه تاركوفسكي.

تحمس لهذه الدراسة الدكتور محمد القليوبي والدكتور يحيى عزمي من اساتذة معهد السينما، وكلاهما ينتمي لليسار وكلاهما درس السينما في "الاتحاد السوفيتي" ومن المعجبين بأفلام الروسي تاركوفسكي. وكان قبول الرسالة (ثم منح صاحبتها درجة الدكتوراه) فضيحة علمية بكل المقاييس، ومؤشرا خطيرا على ما بلغته المنظومة الأكاديمية في مصر من تدهور مع غياب حركة نقدية حقيقية، بدليل أن أحدا لم يتجرأ ويناقش مصداقية هذه الرسالة حتى الآن.

من الأعراف السائدة في العالم رفض قبول رسالة تفوح بما يعرف بـ"تعارض المصالح" conflict of interests فكيف يمكن قبول بحث أعدته سيدة عن الرجل الذي ترتبط به وهو أمر يعلمه الجميع؟ أما الأخطر فهي نوع الدراسة نفسها، فكيف يمكن المقارنة بين جنسين فنيين مختلفين تمام الاختلاف رغم كل ما ساقته الباحثة من مقدمات طويلة مكررة ومملة في تبرير هذا الاختيار المتعسف، فلدينا جنس أدبي (كلمات) وجنس سينمائي (صور واصوات)؟ ولعل الدكتور ناجي فوزي يفيدنا في هذا المجال.

 تصل أمل الجمل في دراستها الى حد المقارنة بجرأة تحسد عليها، بين حركة الكاميرا والمونتاج والاضاءة والموسيقى والمؤثرات الصوتية والميزانسين كما تراها أو تبتدعها ابتداعا في رويات شريف حتاتة، وبينها كأدوات سينمائية أصيلة في أفلام أندريه تاركوفسكي، وهي مقارنة أثارت سخرية كل من عرفتهم ولهم علاقة جادة بالسينما، لكن أحدا لم يكتب غيري، فقد نشرت مقالا في "الشرق الأوسط" أبديت فيه تحفظاتي على منهج الدراسة، فجن جنون الجمل، وأرسلت- وهي المولعة بلفت الأنظار- ردا عصبيا هزيلا ذكرت فيه أشياء مضحكة مثل "ألا يعرف الأستاذ أمير العمري أن هتيشكوك أخرج فيلم "الحبل" في لقطة واحدة من دون مونتاج؟".. ويعرف أي طالب في معهد السنيما أن هيتشكوك استخدم القطع (الخفي) ست مرات في هذا الفيلم، وأنه لم يصوره في لقطة واحدة كما تزعم. لكن أمل الجمل تملك قدرة مدهشة على المغالطة وادعاء الشهادة والردح للآخرين بسبب وجود جوقة ممن يحيطون بها ويشجعونها، الذين ترتبط بهم وتلتصق بهم وتلتقط معهم صور "السيلفي" في المهرجانات السياحية. وقد اتهمتني الجمل بأنني لم أقرأ كتابها الثمين، وهذا طببعي فلو أنني نشرت اطراء للكتاب لتلقيت منها جزيل الشكر والعرفان ووضعت مقالي على صفحتها على الفيسبوك لكنها وضعت في خروج فادح عن الأخلاقيات المهنية- ردها من دون أن تضع المقال الأصلي الذي ترد عليه!

كان هذا المقال السبب الرئيسي فيما أصبحت تضمره لي وتتحين الفرصة للتعريض والاستفزاز كلما أمكنها ذلك.  وكنت أحاول دائما نزع أنياب الشر، دون جدوى.

كانت أمل الجمل عندما طفحت فجأة على سطح الحياة الثقافية في مصر، شديدة التواضع في كل شيء، في المظهر كما في السلوك، لكن كان من الواضح أنها تعاني من ماض تعيس، وكانت تقول ان النقد عندها مجرد "هواية" عندنا بل وقد كتبت هذا المعنى في مقدمة كتابها الأول الهزيل الذي جمعت فيه بعض مقالاتها الصحفية، كما ذكرت أن لديها اهتمامات أخرى تليفزيونية. أما بعد أن وجدت بجوارها من يشيد بـ"عبقريتها"، وبعد حصولها على "الدكتوراه"، فقد أصبحت تحرص على أن يسبق اسمها لقب "الدكتورة"، وأصبحت تتسابق وتتبارى وتبحث عن أماكن للنشر والسفر والتواجد والتزاحم والصراع من أجل اثبات وجودها، تجلس في الندوات والمؤتمرات، وهي تعوج رأسها، تحشرج بكلمات كالتي يلفظها "أسياخ النقد"، وبدأت أيضا في التقليل من انجازات من سبقوها، باستثناء الناقد الذي يستكتبها في صفحته وينقدها أجرها. وقد بلغت وقاحتها أن تجرأت وسألتتي ذات مرة عما أتقضاه مقابل كتاباتي لتقارن بما تحصل عليه هي، وهو ما لم يحدث لي منذ أن بدأت الكتابة وكانت الجمل وقتها لاتزال رضيعة (تقضيها في اللفة)!

عندما أصدرت الجمل كتابا هزيلا عن السينما المصرية والإنتاج المشترك أرسلت الي نسخة بالبريد الى عنواني في لندن، فطالعت الكتاب او البحث الذي حصلت عنه على الماجستير فوجدت أنه عمل هزيل لا يخرد عن مجرد فيلموجرافيا للأفلام المشتركة الإنتاج مع مقدمة ركيكة. وبالتالي أهملت الكتاب ولم اكتب عنه كما كانت الجمل تنتظر وهي "الموهوبة" في إقامة شبكة من العلاقات العامة والبحث دون كلل عن أماكن لنشر مقالاتها، واستخدام الآخرين من أجل هذا الغرض. ويرى كثيرون أنها صعدت على أكتاف شريف حتاتة.

العصاب والكذب

تقول أمل الجمل إنني "تهربت" من نشر مقال لها تنتقد فيه مهرجان القاهرة السينمائي بعد حصولي على تذكرة سفر من المهرجان في العام الماضي. أي أنها تتهمني بوضوح- ببيع موقفي مقابل تذكرة سفر، في حين أنها تعلم جيدا أنني لست ممن يبيعون مواقفهم لأحد أو لسلطة، كما تعلم أنني أستطيع دفع ثمن تذاكر السفر لجميع ضيوف مهرجان القاهرة!

والحقيقة أنني كنت قد اشتريت تذكرة سفري الى القاهرة ذهابا وعودة قبل أن اتلقى للمرة الثانية دعوة مهرجان القاهرة (التي تشمل تذكرة السفر) بعد اعتذاري عن عدم الحضور في العام السابق، وقد قبلت الدعوة بعد أن عاتبني الصديق الأستاذ يوسف شريف رزق الله مدير المهرجان، وقد طلبت منه الاكتفاء بالجزء المتعلق بالعودة فقط من تذكرة السفر لأن تاريخ العودة الذي حددته من قبل سينتهي قبل نهاية اقامتي بالمهرجان. وقد فعل ذلك مشكورا وأرسلوا لي قبل بداية المهرجان وقبل أن أرى وجه أمل الجمل.

كنت أقف خارج قاعة عرض الفيلم الصيني الذي قبلت تقديمه ومناقشته كما قبلت إعداد وادارة الندوة الدولية عن السينما الصينية مجاملة ليوسف فقط ودون مقابل. وجاءت أمل الجمل منفعلة- أمام يوسف- تشكو لي من أن المهرجان حرمها من بطاقة الصحافة وأنها اشترت تذكرة لحضور الفيلم وكات شديدة الانفال وكنت قد قرأت ما كتبته على صفحتها بخصوص هذا الموضوع حيث صورت نفسها كعادتها ضحية مواقفها العنترية.. قال لها يوسف غاضبا: نعم.. نحن لا نريدك.. فهل قرأت البيان الذي أصدرناه بشأن فيلم "آخر أيام المدينة"؟ وكان واضحا أنه غاضب مما نشرته من هجوم على المهرجان. كان تعليقي: ولكن هذا موضوع آخر. ثم ابتعدت مع يوسف وهمست له قائلا إننا لا يجب أن نعاقب أي صحفي بسبب ما يكتبه.. وفي اليوم التالي جاءت أمل الجمل فسألتها: ماذا حدث؟ فقالت انهم اتصلوا بها وطلبوا أن تحضر لاستلام بطاقتها الصحفية.

صنعت الجمل من استبعاد فيلم "آخر أيام المدينة" من العرض بالمهرجان مبررا للهجوم على المهرجان الذي كانت قد عملت لحسابه ولم تعترض على سياسته في قبول أو رفض الأفلام قبل أن تقبض مكافأتها وتنصرف. لكنها أرسلت تسألني وكأنها تتحداني- عن موقفي من استبعاد الفيلم ولماذا لم أكتب عن الموضوع (ألست من الذين يقاومون الفساد الثقافي.. الخ) وبدا كأنها تحاول أن تظهر وكأنها القمتني حجرا. رددت عليها بأنني- بحكم معرفتي بكيفية ادارة الأمور في مصر- أرى أن المسألة أبعد من ادارة المهرجان وأنه يتعلق بسلطة عليا. وقد نشرت رأيي هذا ثم أثبتت الأيام صحته فيما بعد، كما نشرت بعد ذلك مقالين عن المشاكل الرقابية والسياسية الحقيقية التي يواجهها الفيلم في مصر، بينما صمتت الجمل تماما بعد اتضاح الموقف، فلم تكتب حرفا واحدا في نقد "المؤسسة" التي تمنع عرض الفيلم حتى اليوم، فهي تحرص على الاحتفاظ بعلاقات جيدة مع المؤسسة الرسمية ولم يسبق أن دخلت معها في أي مواجهة. 

بعد ذلك أرسلت الجمل رسالة اخرى تطلب أن أنشر لها مقالا تنتقد فيه المهرجان في موقع "عين على السينما" الذي أديره. وأدهشني أنها لم ترسل المقال مباشرة كما كانت تفعل قبل أن تتوقف تماما عن النشر في الموقع بعد أن توقفنا عن دفع مكافآت مالية لم نعد نقدر عليها، وذهبت للكتابة في موقع آخر وكانت تستطيع ببساطة ارسال مقالها إليه، لكن الغرض كان محاولة احراجي وتسجيل موقف ضدي.. لكننا نشرنا المقال كاملا، وفوجئت بها تطلب استبعاد صورة الهام شاهين من المقال خشية أن تقاضيها الهام، ولكني رفضت ذلك موضحا أن الهام يمكنها اذا أرادت، أن تقاضي الموقع الذي نشر الصورة. لكنها عادت فأرسلت تطلب نشر مقال ثانِ في الموضوع نفسه وكأنها قد أصبحت ملتاعة بالفكرة؟ لكنها لم تنتظر ردي عليها بل عاجلتني برسالة أخرى في نفس اليوم تقول فيها أنها تتفهم موقفي من عدم الرد عليها بأنني لا أريد أن يحرجني المقال (الذي لم تبعث به) أمام من "عزموني". وكانت تلك وقاحة غير مفهومة، لكنها مفهومة فقط ضمن "حالة" أمل الجمل العقلية. وعندما طلبت منها أن تعتذر عن هذا الكلام رفضت متمادية في الوقاحة فقد كانت قد عقدت النية على محاولة النيل مني بأي طريقة.

ولكن ماذا كتبت هي عن المهرجان بعد ذلك؟ لا شئ، بينما نشرت أنا مقالا وجهت فيه نقدا لما لمسته من سلبيات، كما تناولت موقف السلطة الرسمية التي تسيطر على المهرجان وعلى مجمل النشاط الثقافي في مصر (رابط المقال في التعليق الأول)، فهل من الأخلاق الادعاء كذبا بأن مهرجان القاهرة اشترى سكوتي بتذكرة سفر كما كتبت هي؟!

ومن المعروف للجميع أنني لست أصلا من النوع الذي يتهافت على السفر الى المهرجانات التي تقام في العالم العربي لأن حضورها بالدعوات فقط، وخصوصا المهرجانات التي تقام في مصر. ولقد فقد اعتذرت مؤخرا عن الاستجابة لدعوة جديدة من مهرجان القاهرة. لكني حريص على حضور المهرجانات الأوروبية الرئيسية، كما أنني أقيم في عاصمة مفتوحة لكل أنواع الأفلام والنشاطات السينمائية والثقافية، وحتى الأفلام العربية الجديدة نشاهدها في المهرجانات الأوروبية قبل عرضها في بلادها. وربما لهذه الاسباب تستمر حالة الـ obsessive psychosis وتتفاقم أكثر فأكثر!

ولو كان الدكتور شريف حتاتة موجودا لشرح لأمل الجمل مصطلح obsessive psychosis كونه ممن درسوا الطب كما درسته أنا ولأوضح لها أنه ليس من الممكن علاج هذه الحالة الا اذا أقر المصاب بها بأنه في حاجة الى المساعدة الطبية المتخصصة.

 نكران الجميل

* عملت أمل الجمل مع الناقد الراحل سمير فريد في مهرجان "سينما المرأة".. لكنها كانت تهاجمه وهو في شدة مرضه. وقبل أسابيع قليلة من وفاته كتبت على صفحتها على الفيسبوك أكثر من مرة، تصف مقالا له في جريدة "المصري اليوم" بكلمات نابية قبيحة لا تليق بكاتبة، ناهيك عن أن تصدر عن سيدة محترمة. وبعد أن توفي سمير فريد حذفت البوست والتحقت بركب المعزين المترحمين، ثم سارعت لكي تعد كتابا عنه، وكيف أنه "الناقد المثل والمثال". وكانت الجمل نفسها قد أرسلت لي في وقت سابق كثيرا على هذا، رسالة (مازالت عندي) تشيد فيها بما وجهته من نقد شديد لسمير فريد في مناسبة من المناسبات. فهل مثل هذه التصرفات هي تصرفات امرأة سوية؟!

* جاملها الدكتور محمد القليوبي بقبول رسالتها ومنحها الدكتوراه عن دراسة لا تصلح كما أوضحنا وكان يجب رفضها مباشرة من البداية، إلا أنها عادت فهاجمته بشدة وقللت من شأن أفلامه ورد هو عليها بمقال في جريدة الحياة، وقد نشرنا مقالها في موقع "عين على السينما" ضمن باب "السينما في الصحافة العربية" ولكن بعد أن وجدته شديد الحدة والاجتراء، استبعدته من الموقع. وقد ورد في مقالها: "اللافت أن ما يفعله القليوبي بدءا من فيلمه "نجيب الريحاني.. مع ستين ألف سلامة"، ثم "اسمي مصطفى خميس" هو تقديم أفلام ملونة بالأهواء والرغبات والميول العاطفية، وتفتقد للمصداقية في أحيان كثيرة، وتعد وثيقة منقوصة وأحياناً مشكوك فيها أيضاً، وتحتاج إلى أفلام أخرى ترد عليها وتفند مغالطاتها".



* عندما أرادت الذهاب الى مهرجان فينيسيا بعثت تطلب أن أساعدها فأرسلت اليها كل التفاصيل وأوضحت لها المطلوب لتسجيل نفسها ضمن الصحفيين، فطلبت مني الصيغة المطلوب أن تبعثها للصحيفة التي تعتزم تمثيلها هناك لكي يكتبونها ويرسلها لها لترسلها بدورها الى المهرجان، فكتبت لها صيغة الرسالة بالانجليزية وأرسلتها اليها. ثم نصحتها بأفضل الأماكن للاقامة بما يتلاءم مع ظروفها الشخصية، وشرحت طريقة الانتقال من والى المهرجان، وأرسلت اليها معلومات كثيرة عن الفنادق وأماكنها وأفضلها. وعندما جاءت احتفيت بها وقدمت ما أمكنني تقديمه من ارشادات ونصائح. لكنها عادت فلدغتني في أول فرصة أصناء مهرجان القاهرة العام الماضي كما أوضحت فيما سبق.



* اتهمتها نوال السعداوي بأنها جاءت اليها بدعوى أنها تريد أن تعد فيلما تسجيليا عن أعمالها واستولت على مخطوطات وأعمال كثيرة ولم تردها اليها.

ونشرت بعض المواقع ما نصه أن "نوال السعداوي أرسلت في تلك الفترة رسالة بريد الكتروني الى قيادات وزارة الإعلام وعدد من الصحفيين اتهمت ناقدة ومعدة بالتليفزيون بالسطو علي عدد من وثائقها الشخصية بحجة أنها تعد لفيلم تسجيلي عنها، وجاء في إيميل د. نوال أن الناقدة قد "تعرفت على أفراد أسرتي وبعض من المثقفين المحيطين بي وبأسرتي، أقامت في الخفاء علاقات مع بعضهم، تستخدم أنوثتها وكاميرا التليفزيون لتدعيم مستقبلها اقتصاديا وثقافيا واجتماعيا، تحت اسم الحرية والتعددية والروشنة الحديثة، هي في الأربعين، قد تصطاد كاتبا معروفا يكبرها بخمسين عاما تحت إسم الحب، توهمه أنها ستؤلف عنه كتابا وفيلما تسجيليا".



* كتب الدكتور سعد الدين ابراهيم مقالا في "المصري اليوم" (بتاريخ 2 يونيو 2017) في رثاء صديقه الدكتور شريف حتاتة، ختمه بقوله: "تقول نوال (السعداوي) نفسها إن ما كان يبدو تناقضاً فى مظهرهما، كان فى الواقع هو سر انجذابهما إلى بعضهما وتكاملهما، ونجاح زواجهما لما يقرب من نصف قرن، إلى أن استهوته إحدى حواريات نوال نفسها، فانفصل عن نوال انفصالاً مُهذباً، ولكنه كان جارحاً، ليتزوج تلك الحوارية الشابة. فلا حول ولا قوة إلا بالله، ورحم الله الأديب الطبيب شريف حتاتة".

أثارت هذه الفقرة غضب أمل الجمل وكتبت انها لم تكن حوارية لأحد وأنها تحتفظ بحق الرد، لكنها لم تتجرأ وتتطاول على سعد الذين ابراهيم.

في النهاية، لا أظن أن حالة "العصاب" ستختفي بل ربما ستتفاقم أكثر..
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger