الثلاثاء، 11 مايو 2010

مهرجان كان السينمائي 2010 (ملف خاص)


آخر خبر: فيلم كن لوتش الجديد ينضم إلى المسابقة
قبل افتتاح المهرجان بيومين فقط أعلن المديرالفني لمهرجان كان تييري فريمو أن فيلم كين لوتش الروائي "الطريق الايرلندي" Route Irish، بطولة مارك ووماك ولوي اندريا وتريفور وليامز قد انضم غلى قائمة افلام المسابقة، لكي يرتفع عدد افلام المسابقة إلى 19 فيلما.وجدير بالذكر أن الفيلم من تصوير كريس منجيس، والذي تعاون مع كن لوتش في الماضي في قد عمل في فيلمين هما "حارس اللعبة" (1980) و"نظرات وابتسامات" (1981) وقد أخرج أيضا خمسة أفلام روائية طويلة منها "عالم التفرقة" (1988).
فيلم الختام "الشجرة"
أعلن مهرجان كان أنه سيعرض في الختام، مساء يوم 23 مايو، الفيلم الفرنسي "الشجرة" للمخرجة جوليت بيرتوشيللي (وهي ابنة المخرج المعروف جان لوي بيرتوتشيللي)، وبطولة الممثلة شارلوت جانيسبرج التي لعبت بطولة فيلم "نقيض المسيح" الذي اثار ضجة في المهرجان العام الماضي. ويعتبر هذا الفيلم الذي صورت أحداثه في استراليا، ثاني أفلام المخرجة التي حصل فيلمها الأول "منذ ان رحل أوتار" على جائزة أحسن عمل أول في مسابقة سيزار للسينما الفرنسية (2004).

الفلاح الفصيح في كان
يعرض الفيلم القصير "شكاوى الفلاح الفصيح" (20 دقيقة) الذي أخرجه المخرج المصري الراحل شادي عبد السلام عام 1970 ضمن عروض "كلاسيكيات كان" التي تعرض 14 فيلما روائيا طويلا واربعة افلام وثائقية طويلة إلى جانب فيلمين قصيرين فقد أحدهما فيلم لروبرتو روسيلليني رائد الواقعية الجديدة الايطالية، والثاني فيلم شادي عبد السلام.
ومن الروائع التي تم ترميم نسخها القديمة، وستعرض ضمن هذا البرنامج الذي نعتبره من أهم البرامج الموازية في مهرجان كان، فيلم "بوردو ينقذ من الغرق" لجان رينوار (1932) وهو أحد الكلاسيكيات الشهيرة، و"الملكة الافريقية"(1951) لجون هيوستون، و"تريستانا" (1970) للعبقري الاسباني لوي بونويل، و"الفهد" للوتشينو فيسكونتي (1963) وهو يقع في 185 دقيقة. كما يعرض أيضا فيلم "سايكو" الشهير لهيتشكوك من عام 1960.

أفلام جديدة أضيفت إلى المسابقة وغيرها
(23 أبريل)
كما سبق أن توقعنا أعلن مهرجان كان السينمائي إضافة فيلمين جديدين إلى مسابقته الرسمية للأفلام الروائية الطويلة هما فيلم "تشونج كنج بلوز" للمخر ج تشياوشواي وونج (الصين) وفيلم "الإبن الرقيق: مشروع فرانكشتاين" اخراج كونيل موندرودزو (المجر)، كما أضيف فيلمان جديدان أيضا إلى برنامج "نظرة خاصة" هما "كاراناشو" من الأرجنتين، و"كنت أود لوعلمت" من الصين.
وتم اختيار فيلم "كارلوس" للمخرج الفرنسي أوليفييه أساياس للعرض خارج المسابقة. ويروي الفيلم قصة الثوري العالمي الذي اعتبر إرهابيا، اليتش راميريز سانشيز المعروف باسم كارلوس، والذي اثار الكثير من الجدل حوله منذ بروزه إلى سطح الأحداث السياسية في العالم في منتصف السبعينيات عندما قاد عملية احتجاز وزراء دول منظمة أوبك في فيينا. وقد قبض ضباط في المخابرات الفرنسية عليه في السودان عام 1994 ويقضي حاليا عقوبة السجن المؤبد في فرنسا.
ويعرض خارج المسابقة أيضا فيلم "قصة حياة نيكولاي شاوشيسكو" للمخرج أندريه أوجيتشا من رومانيا، و"العد التنازلي إلى الصفر" للمخرجة لوسي وولكر من أمريكا. وسيعرض الفيلم البرازيلي "إكس فافيلا" XFavela للمخرج كارلوس دييجوس (عضو لجنة التحكيم في مسابقة الأفلام القصيرة في كان) الذي سيعرض ضمن العروض الخاصة. وقد أضاف المهرجان عضوا جديدا تاسعا إلى لجنة تحكيم المسابقة الرسمية هو الكسندر ديشبلات- الموسيقار الفرنسي. (تم تعديل القوائم المنشورة هنا طبقا لهذه الاضافات)

تشكيلة كان الجديدة: أفلام غائبة وأخرى حاضرة
غابت أفلام كثيرة كانت متوقعة، عن البرنامج الرسمي لمهرجان كان السينمائي الـ63 (12- 23 مايو) من هذه الأفلام الفيلم الجديد للمخرج الأمريكي الكبير تيرانس ماليك بعنوان "شجرة الحياة"، وفيلم "ميرال" لجوليان شنابل عن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويغيب أيضا فيلم "فاوست" للمخرج الروسي الكسندر سوخوروف، كما يغيب فيلم "في مكان ما" Somewhere لصوفيا كوبولا وهو أول فيلم تخرجه منذ "ماري أنطوانيت" الذي ترك انطباعا جيدا جدا لدى النقاد الفرنسيين في دورة كان 2006. وقد اكتمل الفيلم حاليا كما نعلم إلا أنه غاب عن القائمة.
ويغيب أيضا فيلم "البجعة السوداء" لدارين أرونوفسكي الذي لايزال في مرحلة ما بعد التصوير، وفيلم "فينوس السوداء" للمخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف قشيش وهو أيضا ليس جاهزا بعد. وقد اصبح عدد أفلام المسابقة بعد الاضافات التي حدثت يوم 23 ابريل، 18 فيلما بعد اضافة فيلمين أي أقل من السنوات الماضية (عادة يكون العدد من 19 إلى 22 فيلما). وأضيف يوم 10 مايو قبل الافتتاح بيومين فيلم كن لوتش "الطريق الأيرلندي" ليصل العدد إلى 19 فيلما.
الأفلام من العالم العربي تغيب تماما عن البرنامج الرسمي (المسابقة وخارج المسابقة ونظرة خاصة) وإن كان هناك فيلم من الإنتاج المشترك بين فرنسا وبلجيكا والجزائر للمخرج الفرنسي من أصل جزائري رشيد بوشارب بعنوان "خارج القانون"، ويقوم بالتمثيل فيه عدد من الممثلين الذين شاركوا في فيلمه الأسبق "البلديون" الذي شارك في مسابقة دورة 2006 وحصل على جائزة أحسن ممثل. ويلاحظ ايضا ضعف تمثيل السينما الأمريكية في المسابقة (فيلم واحد) وفيلم الافتتاح المشترك مع بريطانيا. ولكن يعوض ذلك وجودها القوي خارج المسابقة، فهناك فيلم لوودي ألين، وفيلم للمخرج المثير للمتاعب أوليفر ستون، وفيلم ثالث لتشارلز فيرجسون. ويشارك فيلمان امريكيان هما "العودة إلى الكلاب" و"غرفة الدردشة" في قسم "نظرة خاصة".
القائمة
(أسماء الأفلام والمخرجين باللغة العربية لأنها موجهة للقاريء العربي، ومن يرغب في التدقيق في اسماء الأفلام بالحروف اللاتينية مراجعة موقع المهرجان).



فيلم الافتتاح: " روبن هود "- ريدلي سكوت (أمريكا- بريطانيا)
فيلم الختام: "الشجرة"- جولي بيرتوتشيللي (فرنسا)
المسابقة الرسمية
1- "في الترحال"- ماثيو أمالريك (فرنسا)
2- بشر وآلهة" – زافييه بوفواه (فرنسا)
3- خارج القانون- رشيد بوشارب (فرنسا)
4- جميلة- اليخاندرو غونزاليس ايناريتو (اسبانيا- المكسيك)
5- رجل يصرخ- محمد صالح هارون (تشاد- فرنسا)
6- خادمة- ليم سانج سو (كوريا الجنوبية)
7- نسخة معتمدة- عباس كياروستامي (فرنسا- ايطاليا)
8- الغضب- تاكيشي كيتانو (اليابان)
9- الشعر- لي تشانج دونج (كوريا الجنوبية)
10- عام آخر- مايك لي (بريطانيا)
11- لعبة عادلة- دوج ليمان (أمريكا)
12- أنت مرحي- سيرجي لوزنيتسا (أوكرانيا)
13- حياتنا- دانييل لوشيتي (ايطاليا)
14- حرقته الشمس 2- نيكيتا ميخالكوف (روسيا)
15- أميرة موبنسييه- برتران تافيرنييه (فرنسا)
16- العم الذي يمكنه أن يتذكر ماضيه- أبيشاتبونج ويراثيكول (اسبانيا)
17- "الإبن الرقيق: مشروع فرانكشتاين" - كونيل موندرودزو (المجر)
18- تشونج كنج بلوز- تشياوشواي وونج (الصين)
19- الطريق الايرلندي- كن لوتش (بريطانيا)
خارج المسابقة
1- سوف تلتقين بغريب طويل أسمر- وودي ألين (أمريكا)
2- تمارا درو- ستيفن فريرز (بريطانيا)
3- وول ستريت: المال لا ينام- أوليفر ستون (أمريكا)
4- كارلوس: أوليفييه أسايس (فرنسا)
5- قصة حياة نيكولاي تشاوشيسكو- أندريه أوسيتشا (رومانيا)
عروض منتصف الليل
1- كابوم- جريج اراكى (أمريكا- فرنسا)
2- العالم الآخر- جيل مارشان (فرنسا)
عروض خاصة
1- داخل الوظيفة- تشارلز فيرجسون (أمريكا)
2- سينمو العشب فوق مدنكم- صوفي فينيس (بريطانيا)
3- نوستالجيا للضوء- باتريسيو جوزمان (فرنسا)
4- دراكيلا: إيطاليا تهتز- سابينا جوزانتي (ايطاليا)
5- شنتراباس Chantrapas – أوتار إيوسيلياني (فرنسا)
6- أبيل- دييجو لونا (المكسيك)
7- المواطن كان- سيرج لوبيرون (فرنسا)
8- 5XFavela- كارلوس دييجوس (البرازيل)
9- عد تنازلي حتى الصفر- لوسي وولكر (أمريكا)


نظرة خاصة
1- فالنتين الأزرق- ديريك سيانفرانس (أمريكا)
2- أنجليكا- مانويل دي اوليفييرا (البرتغال)
3- خيالات غرامية - زافييه دوان (فرنسا)
4- شفاه Los labios- ايفان فوند وسانتاجو لوزا (الأرجنتين)
5- سيمون فيرنر اختفى- فابريس جوبير (فرنسا)
6- فيلم الاشتراكية- جان لوك جودار (فرنسا)
7- المدينة إلى أسفل- كريستوف أوشوسليير (ألمانيا)
8- العودة إلى الكلاب- لودج كاريجان (أمريكا)
9- أدريان بال- أنيسس كوشيس (فرنسا)
10- أودان – فيكراميديتا موتوان (الهند)
11- الثلاثاء بعد الكريسماس- رادو مونتيان (رومانيا)
12- تشات رووم (غرفة الدردشة)- هيديو ناماتا (أمريكا)
13- أورورا- كريستي بو (رومانيا)
14- ها ها ها – هونج سانج سو (كوريا الجنوبية)
15- الحياة قبل أي شيء- اوليفر شميتز (جنوب افريقيا)
16- أكتوبر- دانييل فيجا (الأرجنتين)
17- هل أنت هناك- ديفيد فيربيك (تايوان) 18- كاراباتشو- بابلو ترابيرو (الارجنتين)
19- كنت أتمنى ان أعلم - تشياجانج كي (الصين)
لجنة تحكيم المسابقة الرسمية
تيم بيرتون: الرئيس- مخرج أمريكي
كيت بيكنسيل - ممثلة / بريطانيا
جيوفانا ميزوجيورنو - ممثلة / إيطاليا
ألبرتو باربيرا - مدير المتحف الوطني للسينما / ايطاليا
إيمانويل كارير - كاتبة سيناريو ومخرجة / فرنسا
بينيشيو ديل تورو - ممثل / بورتوريكو
فيكتور اريس - مخرج / اسبانيا شيخار كابور - مخرج وممثل ومنتج / الهند
الكسندر ديشبلات- موسيقار/ فرنسا
لجنة تحكيم مسابقة الأفلام القصيرة
أتوم ايجويان: الرئيس - مخرج / كندا
ايمانويل ديفوس - ممثلة / فرنسا
دينارا دروكاروفا - ممثلة / روسيا
كارلوس دييجوس- مخرج / البرازيل
مارك ريشا - مخرج / اسبانيا

تظاهرة "نصف شهر المخرجين"
22 فيلما وهيمنة فرنسية تهيمن الأفلام الفرنسية على تظاهرة "نصف شهر المخرجين" في مهرجان كان السينمائي هذا العام. ومن المقرر أن يعرض في إطار هذا القسم الذي تنظمه نقابة المخرجين الفرنسيين 22 فيلما حوالي نصفها أفلام أولى لمخرجيها. والغرض بالطبع، تسليط الأضواء على المواهب الجديدة الصاعدة في السينما. ومعروف ان هذه التظاهرة سبق أن اكتشفت أسماء أصبحت مرموقة في سينما العالم مثل فاسبندر وفيرنر هيتزوج وفيندرز وسكوسيزي وناجيزا أوشيما وكن لوتش وجورج لوكاتش وستيفن فريرز وكوبولا وسبايك لي، وغيرهم كثيرون .
وتشارك في تظاهرة هذا العام أفلام من بلدان لم يسبق لها المشاركة مثل ماليزيا وقيرغيزستان. فيلم الافتتاح فيلم وثائقي فرنسي بعنوان "بيندا بيللي" Benda Bilili " للمخرجين رينو باريت وفلوران دو لاتولاي وهو عن فرقة موسيقية من الكونغو، تتألف بالكامل من عازفين من المعوقين. أما فيلم الختام فهو فيلم فرنسي أيضا بعنوان "ليلي أحيانا" Lily Sometimes للمخرجة فابيان بيرتو، وبطولة ديان كروج لودفين سنييه، وتلعبان دوري شقيقتين تموت والدتهما ويتعين عليهما التكيف مع وضعهما الجديد. ويمثل السينما البريطانية الجديدة فيلم "كل الاطفال الطيبين" All Good Children وهو أول أفلام مخرجته أليسيا دوفي، ويصور دراما نفسية عن طفلين ايرلنديين وكيف يتعايشان بعد انتحار والدتهما في فرنسا، وفيلم "ستونز في المنفى" Stones in Exile وهو من النوع الوثائقي للمخرج ستيفن كيجاك. وهو يصور كيف تمكنت فرقة رولينج ستونز الموسيقية الشهيرة من صنع ألبومها الغنائي الشهير "المنفى في الشارع الرئيسي". وهذا الفيلم سيعرض عرضا خاصا داخل التظاهرة إلى جانب الفيلم الوثائقي "حلبة الملاكمة" Boxing Gym للمخرج الأمريكي الكبير فريدريك وايزمان المعروف بأفلامه التسجيلية.
تظاهرة "نصف شهر المخرجين" ستقام هذا العام تحت إدارة المدير الفني الجديد فريدريك بوير، الذي خلف أوليفييه بير الذي أقيم له وداع عاطفي العام الماضي في ختام التظاهرة. وجدير بالذكر أن جميع أفلام التظاهرة الـ22 فيما عدا فيلما واحدا فقط، ستشهد عرضها العالمي الأول في مهرجان كان، ومنها كما أشرنا، 11 فيلما هي الافلام الأولى لمخرجيها منها "الحب مثل السم" للمخرجة كاتيل كلفير (فرنسا)، و"يسوع الطفل من الفلاندرز" للمخرج جاس فاندنبرج (بلجيكا)، و"سنة كبيسة" للمخرج مايكل رو (المكسيك).
من الدنمارك سيعرض فيلم "كل شيء على ما يرام" للمخرج كريستوف بو Christoffer Boe (الذي فاز بالكاميرا الذهبية في عام 2003) وهو فيلم بوليسي عن مخرج سينمائي يصدم رجلا بسيارته ويهرب من مكان الحادث ثم يكتشف فيما بعد أن الرجل يحمل سرا خطيرا. ويعرض أيضا فيلم "الرداء الصغير" (فرنسا) Petit Tailleuer للمخرج لويس كاريل الذي سبق أن قام بدور في فيلم "الحالمون" لبرتولوتشي. ومن الولايات المتحدة يعرض فيلم "سنة مطينة" Shit Year للمخرج كام آرشر، ومن بطولة ايلين باركين الذي يقوم بدور ممثل في هوليوود يقع في حب شاب يقوم بدوره لوك جريمز، وفيلم "بوابتان من النوم" Two Gates of Sleep اخراج اليستير بانكس جريفين .
وقال المدير الفني للتظاهرة إن الفيلم القادم من قيرغيزستان سيثير الاهتمام بموضوعه السياسي، وهو بعنوان "اللص الخفيف" للمخرج أكتان أريم كوبات. وستعرض التظاهرة ايضا 9 افلام قصيرة.
قائمة الأفلام
1- "الفرح"- مارينا ميلياند وفيليب براجانكا (البرازيل)
2- "كل الأطفال الطيبون"- أليسيا دوفي (أيرلندا، بلجيكا، فرنسا)
3-"كل شيء سيكون على ما يرام"- كريستوف بو (الدنمارك، السويد، فرنسا)
4- "سنة كبيسة"- مايكل رو (المكسيك)
5- "بيندا بيللي" (وثائقي) - رينو باريه وفلوران دو لاتولاي (فرنسا)- فيلم الافتتاح
6- "المنزل الصامت"- جوستاف هيرنانديز(أوروجواي)
7- "كليفلاند ضد وول ستريت" (وثائقي)- جون ستيفان برون (سويسرا، فرنسا)
8- "فتيات يرتدين ملابس الحداد"- جون بول سيراك (فرنسا)
9- "المتشرد"- افيشاي سيفان (إسرائيل)
10- "غير قانوني"- أوليفييه ماسيه-دوباس (بلجيكا، لوكسمبورج، فرنسا)
11- "اللص الخفيف"- أكتان أريم كوبات (قرغيزستان)
12- "يسوع الطفل من الفلاندرز"- جاس فان دنبيرج (بلجيكا)
13- "العين الخفية"- دييجو ليرمان (الأرجنتين، فرنسا، اسبانيا)
14- "بيكو" Picco – فيليب كوش (ألمانيا)
15- "ليلى أحيانا"- فابيان بيتو (فرنسا)
16- "الفولت الرابع"- مايكلانجلو فرامارتينو (ايطاليا)
17- "سنة مطينة"- كام أرشر (أمريكا)
18- "نحن كما نحن"- خورخي مايكل كرو (المكسيك)
19- "مصنع النمور"- وو منج (ماليزيا)
20- "أنتم أيها السادة جميعا"- أوليفر لاكس (اسبانيا)
21- "بوابتان للنوم"- اليستر بانكس جريفين (أمريكا)
22- " الحب مثل السم"- كاتيل كلفير (فرنسا)

برنامج أسبوع النقاد
"أسبوع النقاد" هو أقدم التظاهرات السينمائية الموازية في مهرجان كان، وتنظمها جمعية نقاد السينما الفرنسيين بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحافة السينمائية (فيبريسي). وقد تأسس أسبوع النقاد عام 1962، لعرض الأفلام الروائية الأولى والثانية لمخرجين من جميع أنحاء العالم، وظلت التظاهرة وفية لتقاليدها من اكتشاف مواهب جديدة.
وكانت قد سلطت الأضواء بل وساهمت في اكتشاف أسماء لمعت فيما بعد مثل برناردو برتولوتشي، كن لوتش، وونج كار واي، جاسبار نوي، وفرانسوا أوزون، وغيرهم. يتضمن برنامج الدورة الجديدة عرض سبعة أفلام هي الأفلام الأولى لمخرجيها:
1- "أرماديلو" إخراج متز يانوس (الدانمرك)
2- "عرقل" - شول سو يانج (كوريا الجنوبية)
3- "الحسناء" – ريبيكا زولوتوفسكي (فرنسا)
4- "باي دونج سو"- دانج فان دي (فيتنام- فرنسا- ألمانيا)
5- "أسطورة المنام الأمريكية" - ديفيد روبرت ميتشل (الولايات المتحدة)
6- "قلعة الرمال" بو يونفنج (سنغافورة)
7- "صوت الضوضاء"- أولا سيمونسون ويوهانس ستيارن نيلسون (السويد - فرنسا)
أفلام قصيرة
"تشتت ايفان" – كافي بورخيس وغوستافو ميلو (البرازيل)
"Berik" - دانيال جوزيف بورجمان (الدانمرك)
"الفتى الذي أراد أن يكون أسدا" – الويس دي ليو (بريطانيا)
"أعمق من أمس" - ارييل كليمان (استراليا)
" Love Patate" جيل كوفيلييه(فرنسا)
"الابن الأصلي" - سكوت غراهام (بريطانيا)
"فاسكو" سيباستيان لودنباش (فرنسا)
عروض خاصة:
الافتتاح: "باسم الشعب" - ميشيل لوكلير (فرنسا)
"كوباكابانا" - مارك فيتوسي (فرنسا)
"المطاط" للمخرج كوينتين دوبيو (فرنسا)
الختام : "احترام الذات"- للمخرج الفرنسي نيكولا سيلول (فرنسا)
"سينثيا لاتزال لديها مفاتيح" - جونزالو توبال (الأرجنتين)
"الكسر" - نيكولاس سركسيان (فرنسا)

الاثنين، 10 مايو 2010

مهرجان كان: من انفلونزا الخنازير إلى الغبار البركاني



كارلوس ودراكولا وبيرلسكوني وحافظ الاسد

أكتب ونحن على مسافة يومين فقط من مهرجان كان السينمائي. المفترض أن تقلع طائرتي من لندن- هيثرو بعد غد الأربعاء، إلى مطار نيس في جنوب فرنسا، أقرب المطارات الدولية إلى مدينة كان، التي ينطلق مهرجانها السينمائي الكبير في الثاني عشر من الشهر الجاري ويستمر لمدة 12 يوما.
إلا أن المفاجآت واردة باحتمالات كبيرة الآن، أن تتغير، ليس فقط خطتي الشخصية، بل خطط الآلاف من السينمائيين والصحفيين ورجال صناعة السينما والعاملين بشركات التوزيع و التسويق والدعاية والإعلان الذين يفدون من كل حدب وصوب.
في العام الماضي كاد المهرجان أن يواجه فوضى كبيرة، بل ونوعا من الذعر الذي كان يصلح في حد ذاته لموضوع فيلم سينمائي مثير، بسبب المخاوف الهائلة التي كانت قائمة من انتشار مرض أنفلونزا الخنازير. غير أن المهرجان، الذي يعد الأكبر من نوعه في العالم، مر بسلام ودون أن نسمع عن وقوع أحد صريعا للمرض الذي اتضح فيما بعد أن بعض الاحتكارات المتخصصة في الأدوية والعقاقير الطبية، قد بالغت كثيرا في تصوير قوته وضراوته.
اما الآن فنحن نواجه خطرا لا يمكن لأحد أن يدعي أنه "وهمي" أو "متخيل"، هو خطر انتشار سحابة الغبار البركاني الهائلة التي ينفثها يوميا بقوة، بركان الشر الكامن في أيسلندا، والتي تحلق حاليا فوق غرب أوروبا، وقد أدت بالفعل خلال الثماني والأربعين ساعة الأخيرة، إلى إغلاق عشرات المطارات في اسبانيا والبرتغال وايطاليا وألمانيا وايرلندا واسكتلندا، وإلى إلغاء عشرات الرحلات التي تحط طائراتها تحديدا في مطار نيس. وأصبح السؤال الآن: هل سيبقى مطار نيس مفتوحا حتى يمر يوما الثلاثاء والأربعاء، وهما اليومان اللذان يشهدان وصول آلاف القاصدين إلى الحدث الكبير؟ وهل يتعرض المهرجان لأزمة بسبب اضطرار شركات الطيران إلى إلغاء رحلاتها إلى نيس حفاظا على سلامة المسافرين، خصوصا بعد أن أصبحت الطائرات القادمة من أمريكا الشمالية تضطر حاليا إلى اللجوء إلى طرق أخرى لكي تبتعد عن تلك السحابة الجبارة من الغبار البركاني الكثيف الذي يمكن أن يؤدي إلى شلل المحركات وسقوط الطائرة لا قدر الله.
هل سنرى نوعا من الماراثون، عندما يهرع آلاف الصحفيين والسينمائيين في بلدان أوروبا الغربية على الاقل، للبحث عن طرق بديلة: السيارات والبواخر والقطارات، التي تجعل الرحلة التي تستغرق عادة ساعة أو ساعتين، قد تصل في هذه الحالة، إلى من 10 إلى 20 ساعة. أم أن الكثيرين سيفضلون إلغاء رحلاتهم في انتظار مشاهدة الافلام الجديدة في عروضها العامة في العواصم الأوروبية أو في مهرجانات أخرى تكون بعيدة عن تلك السحابة البركانية التي يقول العلماء إنها قد تستغرق عامين!؟
لا أحد يعرف شيئا. ولكنه حظ هذا المهرجان الذي أعد العدة كاملة، لاستقبال ضيوفه ووضع جداول العروض العامة والصحفية، كما استعد للمؤتمرات الصحفية الحاشدة التي سيحضرها كبار السينمائيين ونجوم السينما في العالم.
لكن مشكلة كان هذا العام لا تأتي فقط من السماء، بل من إيطاليا التي انفجر فيها غضب رسمي عارم على عرض فيلم "دراكيلا" الذي يسخر من رئيس الحكومة الإيطالية سيلفيو بيرلسكوني ويصوره مثل دراكولا مصاص الدماء، ويظهره لا مباليا بل ويرقص طربا فوق جثث ضحايا زلزال لاكيلا في شمال ايطاليا في أبريل العام الماضي. وقد أدى إعلان المهرجان عن عرض الفيلم ضمن برنامج العروض الخاصة إلى استياء وزير الثقافة الإيطالي الذي اعلن أنه لن يذهب إلى كان، احتجاجا على عرض الفيلم. وجدير بالذكر أن عنوان الفيلم هو مزيج من كلمة لاكيلا (اسم البلدة) ودراكولا.
في الوقت نفسه، تسربت أنباء عن وجود خلافات عميقة بين المدير الفني للمهرجان تيري فريمو، ورئيس المهرجان جيل جاكوب، بسبب إصرار فريمو ضد رغبة الرئيس وباقي أعضاء لجان الاختيار جميعا وعددهم 30 شخصا، على عرض فيلم "كارلوس" الفرنسي لأوليفييه أسايس، وهو فيلم تليفزيوني (او بالأحرى مسلسل) تصل مدة عرضه إلى نحو خمس ساعات ونصف الساعة، ويروي قصة "ابن آوي" أو كارلوس، الذي يعتبر أشهر زعماء الإرهاب الدولي في السبعينيات، والموجود حاليا في سجن فرنسي بعد القبض عليه في السودان عام 1994. وكان رأي جاكوب أنه لا يجب أن يعرض مهرجانه فيلما تليفزيونيا مهما كانت أهميته، إلا أن فريمو استجاب لضغوط شركة قنال- بلاس canal plus التي أنتجت الفيلم- المسلسل، والتي تعد الراعي الرسمي الرئيسي لمهرجان كان!

مشكلة فريدة تسربت تفاصيلها إلى الصحافة الفرنسية، بل إن رد فعل كارلوس أيضا كان غاضبا جدا، وقد رفع عن طريق محاميته (وهي في الوقت نفسه زوجته) دعوى قضائية لوقف عرض الفيلم بدعوى انه يشوهه ويتهمه بأنه كان مدمنا للمخدرات في حين أنه يقول إنه لم يسبق له أن تعاطى المخدرات أو المهدئات طوال حياته، كما يتهمه بجريمة قتل سيدة سورية يقول كارلوس إن مخابرات حافظ الأسد هي التي اغتالتها، بالإضافة إلى عشرات الملاحظات الأخرى. غير أن المحكمة رفضت القضية بدعوى أنه لا يحق لكارلوس أن يكون له رأي في الفيلم، وإلا لأخذنا رأي أسامة بن لادن اولا قبل الشروع في عمل فيلم عنه!
هذا الفيلم سيعرض للصحافة والنقاد يوم الأربعاء 19 مايو من الثانية عشرة ظهرا إلى ما شاء الله، أي إلى أن ينتهي على خير.
لم يبق إلا أن نأمل في انقشاع السحابة البركانية بعيدا عن نيس وكان، خلال اليومين القادمين، لكي نتمكن من اللحاق بالمهرجان، وكارلوس وبيرلسكوني، وكل الصحبة.. فإلى اللقاء في "يوميات مهرجان كان" كما تعودنا، والتي أصبحت تقليدا راسخا في هذا الموقع.

الخميس، 6 مايو 2010

الفيلم الوثائقي "جيران" لتهاني راشد

مرة أخرى تعود المخرجة المصرية المخضرمة تهاني راشد، بفيلم وثائقي طويل هو فيلم "جيران" (105 دقيقة) بعد فيلمها البارز السابق "البنات دول"، الذي قدمت فيه رؤية دقيقة، بأسلوب أقرب إلى أسلوب "سينما الحقيقة"، تسلط الضوء ، على ظاهرة فتيات الشوارع في مدينة ‏القاهرة: كيف حدث ما حدث لهن، وكيف يقضين الحياة، ‏ويخضن تجربة التشرد وما يكتنفها من متعاعب شتى: عنف واغتصاب وخطف وقتل.‏ كانت المخرجة تتوقف في فيلمها هذا، أمام حالات محددة للفتيات الضحايا، وتدير حوارات من وراء الكاميرا مع بطلاتها المشردات، في محاولة لفهم ذلك التدهور الاجتماعي الذي حدث، ولكن مع عدم إهمال الجوانب الجمالية التي يمكن أن تتولد عن فيلم من هذه النوعية المباشرة.

أما الفيلم الجديد الجديد لتهاني راشد "جيران"، ففيه تنتقل من الهامش إلى المتن، أي من فتيات الطبقة العشوائية المهمشة إذا جاز القول، إلى بنات وسيدات الطبقة الأرستقراطية، ومن حياة الذين يعيشون على هامش المدينة حتى لو كانوا في قلب أحيائها المرموقة، إلى حياة سكان القصور من أسلاف طبقة الباشاوات القديمة، ومن الأجانب، والمتمصرين، ومثقفي الطبقة الوسطى المصرية بمعتقداتهم اليسارية والليبرالية وأفكارهم التي توجه نقدا شديدا للماضي والحاضر على السواء.

ترصد تهاني راشد في "جيران"، التناقضات الجديدة التي برزت في حي "جاردن سيتي"، ذلك الحي الراقي الذي يقع على النيل في مدينة القاهرة ويضم عددا من أهم السفارات منها السفارتان الأمريكية والبريطانية، كما كان يعرف بقصوره الشامخة، وحدائقه الغناء، وأجوائه الارستقراطية التي كانت تضفي هالة خاصة من السحر عليه أمام أبناء الطبقة الوسطى في سالف العصر والأوان.التناقضات الجديدة جعلت هذا الحي الذي كان يعتبر "مدينة" مستقلة قائمة بذاتها تضارع أجمل المناطق السكنية في العواصم الأوروبية (أمر الخديوي اسماعيل بتشييده قبيل افتتاح قناة السويس) يصبح يتحول إلى مكان يثير من الكثير من مشاعر الحزن والأسى، إحساسا بالمصير المأساوي الذي انتهي إليه، فقد أصبح حاليا مقرا لعدد كبير من البنوك، والمصالح العامة إلى جانب السفارات الأجنبية، وتحولتع شوارعه الضيقة التي شيدت في زمن آخر، إلى موقف ضخم لتجمع السيارات التي تصطف في فوضى تامة، واجتاحه التلوث، والفوضى المعمارية وتحولت شوارعه إلى ملاعب ضيقة للكرة يمارسها أبناء طبقة البوابين الذين انتشروا في الحي بطريقة وضع اليد وفرضوا أيضا خدماتهم فرضا، في البداية بدون مقابل، إلى أن أصبحوا جزءا عضويا من أبناء الحي، تماما كما يروي لنا ببساطة عم ربيع جودة بواب إحدى عمارات الحي العريق.يتكون الفيلم من مزيج محكم، منسوج ببراعة، من اللقطات والصور الفوتوغرافية والأحداث المباشرة، والشهادات الحية اتي يروها الأشخاص ومقتطفات ومقاطع سينمائية من الأفلام القديمة، ولكن بحيث يترك أمام المتفرج مساحات جيدة للتأمل والتفكير، في مشاهد يبرز فيها دور فيها الكاميرا، ويلعب الإيقاع دورا واضحا مع الموسيقى، في التعبير عن رثاء المكان، أي للحي، وللقاهرة التي كانت، بل ويمكن القول أيضا أن "جاردن سيتي" رغم خصوصيته الواضحة هنا، إلا أنه يمكن أن يكون في هذا السياق أيضا، نموذجا لمصر، ولما حدث فيها من تحولات خلال الخمسين عاما الماضية.
من الواضح أن فكرة فيلم "جيران" اي "الجيرة"، كانت الدافع الأول الذي جعل تهاني تصنع الفيلم ثم تقوم بتطويره ومده على استقامته، ونقله من مجرد تعبير عن "حالة" رمزية تشبه حالات الاحتلال: قوات أمن مخيفة هائلة، ومتاريس، ومناطق مغلقة، وحوانيت ابتعد عنها الزبائن فتحولت إلى عبء على أصحابها، ودوريات تجوب الشوارع ليلا ونهارا، ومجازفة تكمن في مجرد التطلع إلى الخارج من نافذة أو شرفة، يمكنها أن تعرض صاحبها للموت قتلا برصاصة يصوبها قناص أو رجل أمن.والسبب يكمن أساسا وكما يروي لنا الفيلم، في وجود السفارة الأمريكية في قلب جاردن سيتي، وتطور الأحداث المحيطة بها منذ غزو العراق عام 2003، وحالة الغضب الشعبي والمظاهرات التي اندلعت أكثر من مرة وحاولت الوصول إلى مبنى السفارة، والفكرة التي أصبحت راسخة لدى الأمريكيين، أي فكرة احتمال تعرض السفارة لعمل إرهابي، وخشية الحكومة المصرية أيضا من هذا الاحتمال، وهو ما دفعها إلى تحويل المنطقة بأسرها إلى ثكنة أمنية مسلحة، وتحولت حياة سكانها إلى جحيم حقيقي، كما لو كانت الفوضى التي اجتاحت الحي ليست كافية، لكي يصبح أيضا اشبه بـ"منطقة احتلال".
بين السياسي والاجتماعي والثقافي والفني، وبين الماضي والحاضر، التاريخ، والمستقبل، السلبي والإيجابي، الفعل المباشر والرغبة المستترة في القول، يتكون نسيج فيلم "جيران".
والجيران هنا، هم تحديدا، جيران السفارة الأمريكية الذين أصبحوا ضحايا للتلوث والضجيج والزحام والباعة الذين افترشوا الأرصفة، ولاعبي الكرة من الأولاد الذين ضاقت بهم غرف سكنى البوابين في العمارات العالية المكتظة بالسكان، التي حلت محل القصور والفيلات القديمة، فارتفعت في كتل أسمنتية قبيحة تحجب أشعة الشمس عما تبقى من حدائق ضئيلة المساحة ربما يصعب العثور عليها وسط أبراج الفنادق الشاهقة التي أقيمت في تحد سافر للوائح والقوانين، ولكل حس سليم!
تصور تهاني حفلا أقامه السفير الأمريكي في القاهرة لبعض سكان الحي من "جيران" السفارة، لكي يعرب لهم عن امتنانه لهم، قبيل رحيله عن مصر بعد انتهاء مهمته، وربما ليخفف أيضا مما لديهم، من شعور بالتوتر والامتعاض بسبب كل هذه القيود التي أحاطت بحياتهم بسبب وجودهم بالقرب من السفارة.
تتحدث في الفيلم سيدة من الجيل السابق، هي وفية خيري، الروائية وكاتبة القصة والسيناريو المعروفة، وهي من سكان الحي منذ زمن بعيد، فتقول إن هذا الشعور بالتهديد جاء بسبب أفعال الأمريكيين في المنطقة. وتضحك وتعلق في تشف واضح بقولها إن "الأمريكيين يستاهلون.. فكل هذا بسبب أفعالهم السيئة"!
ويتحدث السفير الأمريكي (حتى عام 2008)، كما يتحدث السفير البريطاني الذي يستعرض تاريخ السفارة وقاعاتها (مكتب اللورد كرومر وقاعة الاجتماعات التي عقد فيها تشرشل وإيدن وغيرهما الاجتماعات في زمن الحرب العالمية الثانية) وكانت مصر في زمن الاحتلال البريطاني تُحكم من داخل هذا المبنى الذي لايزال قائما.
ويظهر في الفيلم أيضا سليم صيدناوي (موسيقار) ابن سمعان صيدناوي، صاحب المحلات التجارية الشهيرة، وهو أحد كبار يهود مصر. ويروي سليم كيف أممت حكومة ثورة يوليو/ تموز 1952 القصر وكلفت رئيس قسم الأقطان في شركة والده بإدارته، وكانت تدفع للأسرة معاشا شهريا يبلغ 50 جنيها، واضطرار الأسرة للهجرة عام 1962، ثم منح الحكومة المصرية القصر إلى الأمريكيين الذين مكثوا فيه لمدة 25 سنة، وذلك لأسباب أمنية، قبل أن يعود إلى أصحابه الأصليين.
وتستعرض الكاميرا جنبات المكان، وتعود المخرجة من خلال المونتاج الذكي إلى مقاطع من أفلام مصرية صورت داخل القصر في الماضي، كما تنتقل إلى ضابط أمن مصري سابق، مثقف يجيد الفرنسية، يتحدث عن دراسته للفيلسوف والكاتب الفرنسي الشهير ديدرو، ويشرح كيف تساهم دراسة الأدب والفكر في تعميق معرفة رجل الأمن بالعالم. وتتوقف كاميرا تهاني راشد أمام قسم شرطة قصر النيل، حيث كان يعمل الضابط (لواء الشرطة السابق عصام عبد الفتاح) الذي يقول لنا إن معظم الضباط في عصره (الخمسينيات وحتى منتصف الستينيات) كانوا من المثقفين والدارسين للآداب والعلوم الإنسانية، ويشرح كيف أصبح حي جاردن سيتي منذ تطبيق سياسة الانفتاح الاقتصادي في عصر الرئيس السادات (منتصف السبعينيات) "مكانا مستحيلا" على حد تعبيره: "كان المرء يمكنه أن يستمع للموسيقى الكلاسيكية وهي تنبعث من شرفة أحد المباني.. كان كل من يريد أن يعيش حالة رومانسية يأتي إلى جاردن سيتي لكي يتأمل في الجمال والفن". وتتكلم علية رشاد (ابنة ناهد رشاد وصيفة ملكة مصر وزوجة يوسف رشاد طبيب الملك) بينما نراهل داخل القصر المكان القصر الذي استعادته، عن الماضي الذي كان، ماضي الحي وماضي الأسرة، والتحولات التي طرأت.
وتظهر في الفيلم أيضا شخصيات أخرى عديدة (30 شخصية)، معظمها من سكان الحي، منها الصحفي مرسي سعد الدين، ومصطفى سراج الدي (ابن فؤاد سراج الدين) والفنان التشكيلي عادل السيوي، والروائي علاء الأسواني، والمفكر الراحل محمود امين العالم.ولا تقتصر الشهادات بالطبع على سكان الحي، بل هناك مثلا شهادة عادل السيوي الذي ينتمي إلى حي المنيل القريب، والذي يروي برؤية مثيرة للاهتمام، كيف كان يرى الحي وهو صغير، خاصة وأنه كان يتعلم في إحدى مدارسه الثانوية. ويصف لنا عصر "عسكرة المدارس" في الستينيات.
وتستعين المخرجة أيضا بشهادات عدد من العاملين في الحي منهم أصحاب حوانبت أصبحت تعاني الكساد بسبب القيود الأمنية المفروضة بسبب وجود السفارة الأمريكية، كما يظهر في الفيلم بواب إحدى العمارات، وبائعة فواكه تمارس عملها من على الرصيف باستخدام التليفون المحمول أيضا لتوصيل الطلبات إلى الزبائن، وفلاح جاء من الريف بناء على طلب صاحب قطعة ارض خالية لكي يحرسها فحولها إلى حقل يزرع فيه بعض الخضراوات لكي يوفر طعامه، وهذه الصورة الطريفة التي نراها عن كثب، تكثف حالة التشوه والتداخل التي أصابت المدينة وضربت أحد أعرق أحيائها واكثرها رونقا، بعد أن أصبح كل شيء ممكن ومباح، وضربت العشوائية أطنابها في كل مكان.
ولكن ميزة فيلم تهاني راشد أنه لا يقدم أيا من هذه الشخصيات بحيث يجعلك تنفر منها أو تدينها، فهي تتعامل معها بحب كبير، وتحاول أن تتيح لها مساحة للتعبير عن نفسها، والحديث عن تجربتها بصدق، ولكنك كمشاهد، تدرك طوال الوقت، ان الوضع السياسي الذي أنتج ذلك التشابك الاجتماعي المشوه، يتحمل المسؤولية عما آلت إليه المصائر: مصائر الميسورين والفقراء معا، فأنت تشعر أن الجميع يعاني من أجل البقاء، مجرد البقاء، وسط غابة كبيرة لم يعد يحكمها أي قانون.
السيدة راوية المانستيرلي، وهي صحفية من سكان الحي، تلخص لنا الوضع القائم منذ أكثر من 50 عاما، فتقول إن "كل ما فعلناه أننا قمنا بتجميل حياة الناس، لكنه ليس كافيا، أو أن كله مجرد قشور. والشيء الوحيد الذي نكرره بنجاح منذ خمسين سنة هو المحسوبية" أي ممارسة التمييز. وهي تتكلم عن غياب العدل، وانتشار التمييز وتطالب بمعاقبة كل من يلجأ إلى استخدام "المحسوبية" بعد أن تقدم تحليلا ثاقبا لأصل المشكلة.
من كل هذه التفاصيل التي تشتبك مع بعضها البعض في بناء فسيفسائي، تصنع تهاني راشد، عملا شديد القوة، شديد المعاصرة، فيه من الحس التاريخي والوعي بالتاريخ، بقدر من فيه من الوعي باللحظة الحاضرة، ومن الوعي أيضا بأهمية المنجز الاجتماعي (ابن البواب الذي يقطن سطح العمارة درس الطب في ألمانيا) دون أن يحجب هذا رؤيتها لمدى التدهور الذي حدث في المجتمع ككل: المجتمع الذي لم يعد يتمتع بالتعددية التي كانت قائمة، وبالثراء المعماري والفني والثقافي والوعي بالتراث والموروث. وهذه هي أهمية فيلم "جيران".
إنه لا يدين العهد الناصري لحساب العهد الحالي، أو لحساب العصر الملكي. لكنه يرصد التحولات بدقة من خلال شهادات الشهود: تراجع التسامح والقبول بالآخر، وتردي الذوق العام، وانتشار القبح. تروي راوية المانسترلي في الفيلم كيف وقعت عيناها للمرة الأولى، على المصريين الحفاة من أبناء الفقراء، في شارع القصر العيني، بعد أن كبرت وأصبح مسموحا لها بالخروج من "جاردن سيتي" إلى ذلك الشارع الكبير المجاور المفتوح للناس جميعا من شتى الطبقات.
إن فيم "جيران" يجسد ببساطة، انهيار عصر "البورجوازية"، وظهور عصر العشوائية، أي الانتقال من مجتمع متعدد الطبقات واضح في سعيه نحو الحداثة، إلى مجتمع يرتد عن منجز الحداثة، تتلاشى فيه الطبقة الوسطى، وتبرز طبقات جديدة يصعب تصنيفها، وهي طبقات ذات طموحات مختلفة تماما، لا تحرص على للجمال، ولا تعير أي اهتمام لمكافحة الزحام، تنتج التلوث، وتصنع الفوضى والشعوائية. والأسباب، واضحة عبر لفيلم دون أي لبس. والصورة تتكلم، والمقارنات تنعقد حتى بمقارنة صور "أفلام زمان"، بصور اليوم.
"جيران" شهادة دامغة على التدهور.. وعلى كيف أصبح الإنسان يدفع ثمن التدهور على المستويات.

الاثنين، 3 مايو 2010

زيارة جديدة الى سينما يوسف شاهين


بقلم: محمود عبد الشكور

على الرغم من كثرة المقالات والدراسات التى كُتبت – وستُكتب – عن عالم وسينما يوسف شاهين، إلا أننى ممن يعتقدون أننا مازلنا نقف على شاطئ إبداعه. هناك جوانب كثيرة لم يتم التطرق إليها ، وجوانب أخرى دُرست بالفعل ولكن على عجل . سينما يوسف شاهين لاتبوح بأسرارها من مشاهدة واحدة خاصة أعماله الكبرى ولكنها تكشف فى كل مرة عن سرّجديد وزاوية مدهشة ولمحات لا تخطر على البال .
فى هذا المقال دعوة لزيارة جديدة الى عالم شاهين أهم مخرجى السينما المصرية وأكثرهم ثراء وتنوعا ، ودعوة أيضا للتأمل والحوار والمناقشة حول جوانب لاتُطرق كثيرا فى عالمه الواسع ، أو لنقُل أنها رءوس موضوعات تستحق الدراسة المُعمّقة ، وباستخدام مناهج فى التناول أكثر ابتكارا وتحرراً من التناول الأكاديمى التقليدى .
* هناك مثلا نهايات أفلامه التى تبدو أحيانا كما لو كانت أفلاما صغيرة ذات طابع ملحمى . فى فيلم( ابن النيل ) مثلا. وبعد مشاهد ثورة طوفان المياه ومحاولات الأم الشابة ( فاتن حمامة ) البحث عن ابنها الصغير وإنقاذه ، يظهر فى الأفق الزوج الضال العائد ( شكرى سرحان )، وينجح فى العودة بالصغير ، ثم يكتشف من نظرات الأم أن الطفل هو ابنه الصغير . يلتئم شمل الأسرة ، وتقترب الكاميرا لتسجل هذا المشهد العائلى. لكن( شاهين) لا يكتفي بذلك حيث يعود بالكاميرا سريعا الى الخلف لتد خل الى الكادر أشياء أخرى هامة : السماء والأرض والأفق الواسع الذى لاوجود له فى المدينة ، وكلها عناصرتلعب طوال الفيلم دوراًمحورياً حضوراً أوغياباً . لقد تحوّل اللقاء البسيط الى احتفاء كامل بالحياة وبالطبيعة وبالأرض وبالإنسان وكأنه يغلق قوسا كبيراً ، او يرسم اللوحة المشهدية الأخيرة فى جدارية كبيرة .
ستجد هذه النهايات الملحمية المشهدية بالغة القوة والتأثير فى أفلام كثيرة أخرجها شاهين وكأنه يحاول تخليد أبطاله . فى (صراع فى الوادى) سيتحوّل المعبد الى مسرح ضخم يسجل تراجيديا الأحفاد وسط شواهد عظمة الأجداد . وفى( باب الحديد ) ستتحول المحطة الى مسرح كبير يسجل جنون( قناوى) وسط نظرات الحزن من عيون عاشقة صغيرة لحبيب مستحيل، وفى ( الناصر صلاح الدين) ستتحول شوارع أورشليم الى مسرح لوداع (ريتشارد) وجنوده ، ثم يصعد ( صلاح الدين) الى ربوة عالية شاكراً وحامداً ومؤكداً طبيعته المتسامية، وفى ( الإبن الضال) مذبحة عائلية وشباب هارب نحو الشمس الصفراء . وفى( الأ رض) تتحوّل حقول القطن الى قماشة لوحة مشدودة يرسم عليها شاهين مأساة (محمد ابو سويلم ) بالأبيض والأخضر والأحمر والأسمر. وفى نهاية (الإختيار) مشهد ملحمى آخر لجنون مثقف ، وفى ( العصفور) ينطلق عصفور من القفص فيخرج شعب من الأسر ، وحتى فى فيلمه الأخير الذى أخرجه مع تلميذه خالد يوسف، يملأ الناس الكادر فى مشهد النهاية بعد أن انفرد بالصورة أمين شرطة مريض . فى كل هذه النهايات يبدو النفس الملحمى قوياً وحاضراً ومؤثراً .
* لم تُدرس بجديّة تجربة يوسف شاهين الممثّل . فى رأيى المتواضع أنه كان ممثلا ًعبقرياً ولكن المخرج بداخله كان يسيطر عليه ويحدّ من ابداعه بل ويستنزفه ويحركه كالدُمية فى بعض الأحيان ، ورغم أن شاهين من أكثر مخرجينا فهماً وبراعة توظيف امكانيات الصورة إلا أنه – مع حسن الإمام - من أكثرهم تأثراً بفن المسرح . كان حسن الإمام مفتونا بمسرح (رمسيس) فاستوحى عالمه فى السينما من خلال لقطات طويلة ممتدة ، ومواقف ميلودرامية صاخبة، وكان يوسف شاهين مفتونا دوماً بمسرحيات( شكسبير) وتحديداً مسرحية (هاملت )، لذلك انعكس هذا الإعجاب على إدارته لممثليه الذين بدوا أنهم يعانون أحياناً من أضطرابات أمير الدانمارك ومظاهرها العُصابية . عندما تكون الشخصية تسمح بذلك كما فى نموذج (قناوى) أو بطل فيلم (الإختيار) تكون النتيجة رائعة، ولكن عندما لاتحتمل الشخصية مثل هذه التوترات تكون هناك مشكلة واضحة فى إدارة الممثلين ، وقد ينتقل التوتر الى المتفرج !
فى رأيى أننا افتقدنا عمل شاهين الممثل الفذّ مع مخرجين كبار أكثر اعتدالاً من شاهين فى إدارة الممثل وأخصّ بالذكر تحديدا هنرى بركات وكمال الشيخ. لو عمل شاهين تحت إدارة هذين الكبيرين لشاهدنا روائع حقيقية . أرجو أن تعود الى فيلم اسماعيل ياسين فى الطيران لترى كيف اكتشف فطين عبد الوهاب فى شاهين قدرات كوميدية خطيرة خطفت الأضواء فى مشاهد قليلة من إسماعيل ياسين شخصيا.
* لم يتوقف كثيرون عند زاوية مهمة فى أفلام شاهين هى اهتمامه بالجانب الدينى عند الإنسان رغم أنه ينطلق عموما من نظرة إنسانية واسعة ومتحررة . الدين فى سينما شاهين ليس مجرد عبارات ومحفوظات ولكنه طاقة روحية تدفع الى الأمام . رجل الدين الحقيقى ( يحيى شاهين مثلا فى ابن النيل ) هو ممثّل الخير والمخلّص بمعناه الواسع ، وهو أيضا المحرّض على الثورة (صلاح ذو الفقار فى وداعا بونابرت)، ولكن شاهين ضد الذين يستخدمون الدين لتحقيق مغانم دنيوية ( الشيخ شنّاوى فى فيلم الأرض)، أو مكاسب سياسية (رئيس الجماعة الذى لعبه عبد الوراث عسر فى فيلم اسكندرية ليه) . الإيمان فى سينما شاهين فطرى وبسيط ومباشر وأفضل نموذج يعبر عنه هو تلك المرأة المسيحية (احسان شريف) التى فقدت طفلها فى فيلم (الناصر صلاح الدين) ، فلما أعادوه اليها هُرعت الى الكنيسة لتشكر الربّ ولتحتفل بعيد الميلاد .
الإيمان عند شاهين هو إيمان الفلاحين البسطاء الذين لايجدون وسيلة لإنقاذ بقرتهم فى فيلم (الأرض) إلا بالدعاء معا : " يارب .. يارب " ليتكامل الدعاء مع العمل يداً بيد وجسداً بجسد . فى أفلام (شاهين) حالة عجيبة من الروحانية رغم شهوانية أبطالها ، وإذا كانت كل الأديان تدعو الى الخير وترفض الشر والظلم فإن سينما شاهين دينية جدا بهذا المعنى الواسع . هناك فى أفلامه بصيص من النور ، طفل صغير قادم عند الأفق ، عيون مشرقة تحلم بالغد ، ملاك حارس ومخلّص قادم ، واحتفال دائم بالحياة باعتبارها النعمة الكبرى . لم يزعم شاهين أنه رجل مثالى ، ولم يعتقد أن الإنسان ملاك مجنّح ، لكنه يستطيع أن يزعم بملء الفم أنه قدّم بشراً يحاولون أن يعترفوا بالمعنى الدينى الكاثوليكى ، بشراً يحاولون إصلاح عيوبهم ومواجهة نقائصهم بقدر ما تسمح بذلك طبيعتهم البشرية ، وبهذالتركيزعلى فكرة الإعتراف والمراجعة ونفى أكذوبة الكمال الخادعة ، فإن سينما شاهين تبدو أخلاقية جدا رغم حرية أبطاله فى الفعل والتصرف والإختيار . يكفيه أنه يترك مهمّة إدانة الإنسان لخالق الإنسان باستثناء محاكمته لنفسه وللمقرّبين منه ، ولعلها شجاعة لايعادلها سوى تسامحه مع الذين لم يعرفهم. المهم أنه يتحدث عن الإنسان الأرضى وليس السماوى . الإنسان كما هو وليس الإنسان الإفتراضى كما نحلم به أن يكون !
* لم تُدرس بالقدر الكافى تجربة يوسف شاهين بأن يخرج صوتاً متميزاً ومختلفاً من قلب سينما تجارية حتى النخاع . صحيح أنه اضطر – كما قال – أن يقدم أفلاما لأنه لم يكن فى منزله سوى علبة (تونة) ، ولكن حتى هذه الأفلام مثل الكوميديا الجميلة( أنت حبيبى) ستجد فيها بصمة شاهين الخاصة واتقانه لكل مشهد مهما كان بسيطاً مع الولع بالإبتكار كلما كان ذلك متاحاً . لقد لعبت الصدفة دورها فى اخراج شاهين لبعض أفلامه الهامة مثل فيلمى (جميلة) و(الناصر صلاح الدين) ، وأنتجت له مؤسسة السينما رائعته (الأرض)، ولكنه أيضا قرر الإستمرار بوسائل مختلفة ولم يستسلم أبدا مثل زميله الكبير توفيق صالح. هرب شاهين الى لبنان ليخرج فيلما جيدا لفيروز هو( بيّاع الخواتم )، ثم فيلماً لم يكن راضيا عنه هو( رمال من ذهب )، ولكنه اكتشف مبكرا أن عليه أن يعود ، وأن على المخرج فى دول العالم الثالث ألا يكون صاحب موهبة ورؤية فقط بل يجب عليه أيضا أن يكون مقاتلاً ، ولولا تجربة شاهين فى الانتاج المشترك من خلا ل شركته الخاصة مع الجزائر ثم مع فرنسا لجلس فى منزله، أو لانتهى مثل بركات القدير الذى اضطرّ لإخراج أشياء مثل( بنت اسمها محمود) و(العسكرى شبراوى)، أو ربما مات محسوراً مثل شادى عبد السلام الذى حاول تنفيذ( إخناتون ) دون جدوى .
تجربة شاهين ليست ابداعية فقط ولكنها إنسانية واقتصادية وتجارية . يقول عنه منتجه وابن شقيقته جابى خورى ان شاهين مخرج غير مكلّف لأنه يعرف بالضبط ماذا يفعل وماذا يريد ، ولأنه يقوم بالتحضير طويلاً قبل التصوير ، ويقول جابى أيضا أنه لولم تكن أفلام شاهين تغطى تكاليفها لما استمر طوال هذه السنوات . كان شاهين مدركا ًطول الوقت – وهذا الأمر من أهم دروس تجربته – أنه يقدم إبداعه من خلال صناعة وتجارة وليس من خلال ورقة وقلم أو ريشة وفرشاة و(باليتة) ألوان !
* لدىّ أسئلة كثيرة يمكن أن تكون موضوعات للحوار حول عالم (شاهين ):كيف استفاد مثلا من التأثر المزدوج بالسينما الأمريكية والسينما الأوربية معاً على اختلافهما ؟ كيف تطوّرت رؤيته السياسية من الستينات الى التسعينات الى الألفية الثالثة من بصمة عبد الرحمن الشرقاوى الى رؤية لطفى الخولى وصلاح جاهين وحتى مرحلة خالد يوسف الأخيرة ؟ ما مدى تأثير الإسكندرية على أفلامه بروحها المتسامحة حتى تلك الأفلام التى لا تظهر فيها المدينة العظيمة ؟ ما مدى تأثيره فى أفلام مساعديه وتلآميذه على اختلاف اتجاهاتهم ؟ وماذا عن إسهاماته وإضافاته للفيلم التسجيلى الذى يُنظر له أحياناً على أنه ابداع من الدرجة الثانية ؟! كيف نجح شاهين فى ترجمة حبه للموسقى والغناء فى أفلامه على اختلاف مستوياتها وتصنيفاتها؟
سينما شاهين مثل المحيط الواسع الذي يستوعب محاولات كثيرة للغوص والإبحار وحتى إلقاء الأحجار . مهما كان موقفك من أفلامه فإنك لن تستطيع أبداً أن تتجاهل هذا الصوت الذى يهمس فى أذنك أثناء مشاهدة أفلامه الكبيرة :" يا إلهى .. من أين ينبع كل هذا السحر ؟!"
((هذا المقال أرسل خصيصا للنشر في "حياة في السينما" ولم يسبق نشره من قبل))
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger