السبت، 13 يونيو 2009

عودة إلى موضوع النشر الالكتروني

* كنت قد نشرت من قبل رسالة من الصديق "سامي" من داخل الأرض المحت يقدم فيها بعض الاقتراحات الخاصة بنشر الكتب الكترونيا، وقد رددت عليه وقتذاك بما أعلم وأبديت خشيتي من القرصنة السريعة، وها هو لاييأس من إمكانية إقناعي وإقناع غيري بالطبع، بأن هذه الوسيلة قد تكون الأكثر فعالية من الكتب الورقية. الجدال حول هذه المسألة لاشك أنه يفتح الباب واسعا أمام آفاق جديدة، وهو موضوع يمكننا بلا شك أن نستفيد منه ويستفيد منه من يهمه الأمر.. وها هي رسالة "سامي" صاحب المنطق القوي الذي أعجبني قوله إنه لا يحب أن يبدأ شيئا دون أن يستكمله. وإليكم رسالته وفي انتظار مزيد من التعليقات التي تثري الحوار في الموضوع.
*"أعلم أنك لن تغير رأيك ورسالتي هذه ليست لإقناعك لكنن من الذين لا يستطيعون السكوت رغم انتهاء النقاش إلا إذا قالوا كل ما عندهم لذا سأقول كلمتي و"أفضفض" ثم سأتوقف عن إزعاجك في هذا الموضوع:
أنت صادق أن لا مانع من تناقل الملف في الإنترنت إذا تم نشره إلكترونيا ولكن هذا الامر صحيح على الكتب الورقية أيضا فاليوم ببعض الجهد البسيط يمكن مسح الكتاب وتحويله إلى ملف بي دي إف.. الكثير من الكتب تمر بهذه العملية والبحث عنها سهل جدا إذ يكفي أن تبحث في غوغل عن "تحميل الكتاب الفلاني" فتظهر لك النتائج.. أغلب الكتب العربية التي يمكن تحميلها من الإنترنت مصدرها كتب ورقية تم مسحها.. عمليا المرة الوحيدة التي صادفت ملف بي دي إف مصدره ليس مسح كتاب ورقي كان في موقع "كتاب في جريدة" الجديد حيث جميع الكتب متوفرة (من الناشر وبموافقته)
برأيي وجود الكتاب على الإنترنت لا يعني بالضرورة أنه سينتشر بشكل غير قانوني فلقوانين العرض والطلب تأثيرها هنا أيضا غالبية الكتب التي يتم تناقلها بشكل غير قانوني هي "الكتب الجماهيرية" أي كتب يشاع عنها أنها جريئة أو روايات رائجة... إلخ الكتاب الذي ذكرته في ردك علي قمت بالبحث عنه وتحميله ويبدو لي أنه تم مسح النسخة الورقية منه (بسبب أن الكتاب عبارة عن صور لنص وليس نصا مثلما يحدث للكتب التي تنقل من الوورد إلى بي دي إف) ويبدو لي بعد اطلاع سريع، أنه انتشر لأنه يتطرق للجنس.. إلخ. سأضرب لك مثالا في الماضي كان هنالك على موقع "عجيب" (تابع لشركة صخر) نصوص مؤلفات نشرها مشروع كتاب في جريدة (صخر كانت إحدى الشركات التي دعمت المشروع) وقد استمر نشرها لأربع سنين على الأقل وبعد خروج صخر من المشروع حذفت هذه المؤلفات من موقعهم.. لم أر أبدا سرقة نص أحد المؤلفات التي كانت منشورة (مثلا مملكة الغرباء لإلياس خوري أو مختارات المتنبي أو مختارات زكريا تامر إلخ...) والنصوص الوحيدة التي ربما كان مصدرها موقع "عجيب" هي رواية "المتشائل" لإميل حبيبي، لأن المؤلفات الأولى غير معروفة لدي "العامة" بينما المتشائل استطاعت (بسبب تناولها السياسة) أن تشتهر. لا أقلل من أهمية باقي المؤلفات.
الكتب الورقية أيضا ما إن تنشر حتى يتم نسخها وبيع نسخ مزورة منها، ولم أر احدا يمتنع عن النشر لهذا السبب. الفرق أن النشر في الإنترنت يقوم به في الغالب هواة، وهم لا يفعلون ذلك لهدف الربح بل ربما ليزيدوا من انتشار كتب أحبوها (جاهلين ما تسببه أفعالهم من خسارة للمؤلف وتأثيرها على "خصبه" المسقبلي) بينما مزوري الكتب لا يبغون سوى الربح.
هنالك عدة وسائل للحماية إحداها (وهي موجودة في الموقع الذي أشرت إليه في السابق) هي أن يتم وسم كل صفحات الكتاب بتفاصيل من قام بتحميل الكتاب منهم. أما الثانية فهي استخدام ما يسمى بالدي أر إم وهي وسيلة حماية تتيح للمستخدم استخدام الكتاب على حاسوب واحد فقط (فلا يستطيع نقله إلى آخر حتى لو كان ملكه) ولا يستطيع الطباعة الخ... هذه الوسيلة تقيّد من حرية القارئ وأنا لا أحبها.
في نهاية الأمر أنت قلت سابقا أنك لم تر عوائد مالية من الناشرين في مؤلفات سابقة وقمت بطبع النسخة الثانية من كتابك على نفقتك (ولا أظنك ربحت من ذلك). أنت صادق هنالك ترد ثقافي لدى العرب الخ... وهم مستعدون لدفع المال من أجل وجبة في ماكدونالدز يشبعون بها نهمهم دون أن يتذمروا من غلاء ثمن وجبة زائلة بعد ساعات لكنهم لن يقبلوا بأن يدفعوا المال لشراء كتاب يحوي غذاء لروحهم ويبقى إلى الأبد.
برأيي إن كان لا بد من خيارين "أحلاهما مر" فأنا أفضل أن يسرق "المذموم بفعلته" زهرتي على أن يسرق من يدعى الباسل الخطر حقلي".
تعليق أخير على الرسالة. يمكنني بالطبع أن أغير رأيي، وقد غيرته بالفعل، فليست هناك اختيارات نهائية في مثل هذه الأمور، وسأفكر جديا في نشر كتاب بهذه الطريقة وربما ألجأ إليك للمساعدة، ليس في التنضيد الاحترافي لأنني أجيد هذه الناحية بل في جوانب أخرى. انتظر قليلا فقط.

الجمعة، 12 يونيو 2009

عن هذا الصحفي اللص

استمرارا لمناقشة موضوع السطو على المقالات من قبل بعض لصوص الانترنت تلقيت الرسالة التالية من الزميل الناقد اللبناني هوفيك حبشيان:
منذ فترة ليست ببعيدة وأنا أدخل الى مدونتك واطالع ما تكتبه يوماً بعد يوم. أمس وقعت على مقالك عن هذا اللص الظريف الذي يعتقد ان لا أحد يقرأ ولا أحد يراقب، علماً بأن صحافة العالم كله بتنا نمسكها في راحة يدنا. والحق أن هذا الموضوع (الحقوق الأدبية) يهمني كثيراً، وسبق أن واجهته خلال إدارتي، لصفحة يومية عن الفنون البصرية، اذ كانت ترسل لي مواد من مكتب مصر، أجدها لاحقاً في توقيع أسماء أخرى على شبكة الانترنت. وحين سألت أحدهم عن "سرقته" الواضحة والصريحة (والغبية، لأنه لم يكلف نفسه عناء تغيير العنوان) فكان رده: "إنه مجرد توارد أفكار بيني وبين الكاتب الآخر"!
في أي حال، انا مسرور لتطرقك لهذه المسألة الحساسة، لأن هذه المهنة في هذه المنطقة العربية صارت "بهدلة" وغير جديرة بالاحترام (أحياناً أخجل ان اقول إنني صحافي)، جراء ما يكتب ويناقش من قضايا متخلفة لا تمت بصلة الى هذا الفن البهي. فما بالك اذا كان الصحافي يتحول الى نصاب يسرق أفكار الآخرين ويقبض بدلاً ماديا عنها!

أما بالنسبة للص الظريف، فاعتقد انني أول من أكتشف هذه الـ"ميني" فضيحة. فأنا وهذا اللص "صديقان" على الفايسبوك، وحين قرأت "مقاله" المطعم بفقرات من مقالك، سألته: اين شاهدت هذا الفيلم؟ فلم يرد. ثم رأيت أنه يتلقى الإطراءات من الآخرين على مقاله، فوضعت رابط مقالك تحت مقاله. ولم يكلف نفسه عناء إلغاء الرابط. في لبنان نقول لهذا الصنف من اللصوص "على عينك يا تاجر". ولعل أكثر ما يزعجني في هذه المسألة هو أن يعطي أحدهم رأياً في فيلم لم يشاهده، وهذه أيضاً قمة اللصوصية.
مع مودتي
هوفيك
* جزيل الشكر على اهتمام الزميل هوفيك بالموضوع ومبادرته الإيجابية بالتعليق عليه فنحن ينبغي أن نقف جميعا معا في وجه هؤلاء الأدعياء وإلا سيأتي يوم قريب جدا تطرد فيه العملة المزيفة العملة الصحيحة الحقيقية، وربما نصبح نحن المتهمين بالسرقة والنقل لأننا لا ندافع عن حقوقنا الفكرية ونتصدى كما ينبغي بكل الوسائل بما فيها الفضح والتشهير علانية بهم لأنهم لصوص جريمتهم مثبتة لا يمكنهم الادعاء بأننا نشهر بهم بل هم الذين وضعوا أنفسهم في هذا الموضع.
عزيزي هوفيك: أنت تصفه باللص الظريف وأفهم أن هذا نوع من السخرية بالطبع، ولكن ربما يكون الأنسب أن نصفه أيضا باللص الغبي لأنه يسرق ويتباهى على الفايسبوك بأنه لص. ولا يكلف نفسه عناء رفع الرابط إلى مقالي كما ذكرت أنت. ونحن بالتضامن معا الذين جعلنا فضيحته "على عينك ياتاجر"!
============================================= ==
* الصديق المخرج والناقد أحمد عاطف، بعث تعليقا على موضوع الصحفي اللص المدعو سلامة عبد الحميد يقول إنه سعيد بما فعلت من فضحه لأنه شخصيا تعرض من قبل لفبركة حوار معه نشر فى جريدة "البديل" من طرف اللص نفسه، وقال إنه أعلن على المسرح بسينما جود نيوز اثناء تقديم فيلم "الغابة" فى مهرجان القاهرة أنه لم يجر أى حوار مع "البديل"وكان ذلك فى حضور رئيس تحرير "البديل" السابق د. محمد السيد سعيد بصالة العرض و الذى وعد بوقف ذلك اللص لكنه مرض بعده ذلك وترك "البديل"، بالإضافة الى ان هذا الشخص يعمل فى شركة ترويج إعلانى لحساب منتج معين للأفلام يروج لأفلامه عن طريق ما ينشره في وكالة الأنباء الالمانية من أخبار. ويقول أحمد عاطف إن هذا اللص "فضائحه كثيرة".

=============================================
* رسالة من الصديق الدكتور وليد سيف الناقد وكاتب السيناريو المعروف يقول فيها "أحييك على حرصك على شرف المهنة.. وغيرتك على قلمك.. وأنت بهذا تقدم درسا فى حماية الحقوق وعدم الإستسلام لكل أشكال القرصنة والإحتلال .. وإلى لقاء دائم مع مقالاتك الرائعة".كل الشكر للدكتور وليد. وسأوالي نشر مقالاتي النقدية وأقلب صفحة الصحفي اللص بعد أن تحقق الغرض منها.
=============================================
* رسالة من قاريء يتساءل فيها بنوع من الإشفاق على اللص لماذا هذا العقاب القاسي والتعامل العنيف معه وكان يمكني أن اكسبه؟

* ردي على رسالة ذلك القاريء الذي لم يكتب إسمه وفضل البقاء مجهولا أن هذا الرد "القاسي" من جانبي على ما قام به اللص (وأرجو بالفعل أن يكون قاسيا بما فيه الكفاية) له أسبابه بكل تأكيد: ومنها أن هذا الصحفي اللص سبق أن سطا على مقال لي ونشره في "البديل" ولما واجهناه بفعلته بعث رسالة يتعهد بأنه لن يفعلها مرة أخرى لكنه عاد وفعلها. وعاد بعد أن نشرت أنا أول موضوع لي في "البديل" لكي يستخدم وجوده في الجريدة فكتب تعليقا فظا يعكس وقاحته وقلة أدبه على مقالي بطريقة فيها إساءة وسب، ولم يوقع التعليق الذي نشر على الانترنت في اطار تعليقات القراء، فأرسلت أقول له إنني أعرف أنه وراء التعليق البذيء وأنذرته بالتوقف عن مثل هذه الأفعال، فعاد ليكتب تعليقا آخر كله بذاءة، وزاد فوقعه باسمه وكأنه يقول لي إنه شجاع لا يخشى شيئا، فأرسلت لرئيس التحرير لكي يضع حدا لهذه المهزلة، فحذف التعليقات المسيئة لكنه لم يتخذ معه أي إجراء بل على العكس، منحه صلاحيات أكبر لأن رئيس التحرير الذي خلف الدكتور محمد السيد سعيد كان من أقاربه كما قيل لي. ورغم شكوى معظم الصحفيين الذين أعرفهم في "البديل" من سلوكياته المنحطة منحه رئيس التحرير إياه مهمة الإشراف على صفحتين في تلك الجريدة (حولها صاحبنا هذا إلى ما يشبه الكباريه) فيما ثقافة هذا اللص لا تزيد عن نوع من الفهلوة التي تجعله يطلب ممن يجري معهم المقابلات تمهيدا لإعداد تحقيقات صحفية أن يكتب كل منهم 300 كلمة يستخدمها في تحقيقاته (على الجاهز) لأنه لا يستطيع حتى صياغة ما تدلي به الشخصيات العامة من أحاديث، وعندما لا يجد شيئا فإنه يخترع مواضيع تافهة مثل "هل تلخيص قصص الأفلام عن طريق النقاد يحرق نهايات الأفلام أمام المشاهدين"، وقد أرسل ذات مرة يطلب رأيي في هذا الموضوع الخطير جدا، فلما قلت له إنني أرفض المشاركة في تحقيق كهذا لأنه لا توجد قضية حقيقية للمناقشة، نشر على لساني أنني أثني على جهوده في "النقد السينمائي".. فهل هناك احتيال أكثر من هذا. وقد عاد الآن ففعل ما فعل بعد أن سطا على روح مقالي وجوهره ونص كلماته أيضا فيما اقتبسه من فقرات وهو لم يشاهد الفيلم، وبدلا من الندم والاعتذار بعث يقول لي إنه لم يسرق، وإنه ليس ناقدا وإنما هو صحفي "نقل" عني.. وهذا أغرب ما يمكن أن يسمعه إنسان في العالم.. فمن أذن لك بالنقل، ولماذا إذن لم تذكر في مقالك أنك لم تشاهد الفيلم وإنما استعنت بما كتبه ناقد معين عنه.
وقد لقي موقفي من ذلك اللص والطريقة التي تعاملت بها معه ترحيبا على نطاق واسع من الأصدقاء الذين أعتز بصداقتهم وأحترمهم. ولعل في هذا عبرة لغيره من الصحفيين المبتدئين الذين يتعين عليهم أن يبذلوا جهدا أكبر في المعرفة والثقافة، وألا يطرقوا الطريق السهل في الحصول على "الرزق". ولعل النصيحة أخيرا تنفع.

الخميس، 11 يونيو 2009

في الطريق إلى مهرجان روما للخيال ومهرجان فينيسيا السينمائي

دار كونسيالزيوني للعرض (المبنى الكائن على اليمين داخل الصورة)

الدورة الثالثة من مهرجان روما للخيال
الدورة الثالثة لمهرجان روما للتليفزيون المعروف بمهرجان روما للخيال Roma FictionFest الذي يعد أحد أكبر المهرجانات في العالم للأفلام الدرامية والوثائقية والمسلسلات التليفزيونية ستقام في الفترة من 6 إلى 11 يوليو في العاصمة الإيطالية. هذا المهرجان عادة ما يعرض كل الأعمال الدرامية وغير الدرامية التي تنتج للتليفزيون بما في ذلك المصورة على شرائط سينمائية.
وتقسم هذه الأعمال على عدة أقسام داخل وخارج المسابقة منها الأفلام الروائية الطويلة، والمسلسلات القصيرة (6- 10 حلقات)، والمسلسلات الطويلة، والأفلام الوثائقية الطويلة.
المهرجان يقام نتيجة جهود مشتركة بين الاتحاد الإيطالي لمنتجي التليفزيون والغرفة التجارية في روما. وينظم المهرجان مسابقة خاصة للأعمال الدرامية الإيطالية، كما يعرض الكثير من الأفلام الروائية والتسجيلية في أقسام خاصة خارج المسابقة تشمل أيضا الاحتفاء بشخصية أو برامج الاستعادة retrospective أي عروض الأفلام التي أخرجها مخرج ما أو التي تنتمي إلى مدرسة واحدة على طريقة عروض ما يسمي بـ"الريبورتوار" في المسرح.
وتتكون لجان التحكيم فيه من المتطوعين من الجمهور من داخل وخارج إيطاليا الذين يتم اختيارهم مسبقا من بين مئات المتقدمين، ويرأس كل لجنة أحد خبراء صناعة التليفزيون.
ومشاهدة الأعمال المعروضة في المهرجان مفتوحة مجانا للجمهور الإيطالي، وتعرض الأفلام في مجتمع سينما "أدريانو" في قلب روما قرب الفاتيكان الذي يضم 10 قاعات، كما تعرض الأعمال المختارة قبل العرض العام في Conciliazione auditorium التي تعد من أفخم دور العرض في العالم، وهي أساسا دار للاستماع الموسيقي تابعة للفاتيكان، وتضم 1763 مقعدا على مساحة 1535 مترا مربعا.
تشارك في مسابقات المهرجان في الدورة الجديدة أعمال درامية ووثائقية من إيطاليا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة واليونان واستراليا وكندا واسبانيا وجنوب افريقيا ومصر وأوكرانيا والأرجنتين.
=======================================================
فيلم جديد لتورناتوري في افتتاح مهرجان فينيسيا الـ66


للمرة الأولى منذ نحو عشرين عاما سيفتتح مهرجان فينيسيا السينمائي الدولي في دورته الـ66 (2- 12 سبمتبر) ، بفيلم إيطالي جديد هو فيلم المخرج الشيهر جيوسيبي تورناتوري (مخرج "سينما باراديزو" و"مكتشف المواهب"). وسيعرض الفيلم مساء الثاني من سبتمبر في الافتتاح وداخل مسابقة المهرجان متنافسا على جائزة الأسد الذهبي. وهذا أول إعلان رسمي عن أي فيلم من أفلام المهرجان الذي يعد أعرق مهرجانات السينما في العالم، في الدورة الجديدة وهي السادسة والستين هذا العام رغم أن عمر المهرجان الحقيقي يصل حاليا إلى 77 عاما. وكان قد أعلن فقط أن المهرجان سيمنح جائزة تكريم خاصة (أسد ذهبي) إلى فنان أفلام الرسوم جون لاسيتر ومديري شركة "باكستر" التي تميزا أخيرا في إنتاج هذا النوع من الأفلام ونجحت في إعادة إحيائه، وهي بالمناسبة الشركة التي أنتجت فيلم الرسوم "إلى أعلى" الذي عرض في افتتاح مهرجان كان الأخير.
الفيلم الجديد للمخرج الشهير بعنوان "باريا" Baaria وهو يقول إن هذه الكلمة تشير إلى صوت قديم، بمثابة وصفة سحرية أو مفتاح يفتح الأبواب الصدئة القديمة المغلقة ويكشف عما بالداخل حيث "يختفي معنى أكثر أفلامي ذاتية" حسبما يقول تورناتوري. ويصور الفيلم قصة حب تمتليء بالأحلام المثالية في سياق أقرب إلى الأسطورة ويمتليء بالبطولة. ويقول تورناتوري إن "باريا" أيضا اسم بلدة في صقلية يعيش فيها الناس ملتصقين إلى جوار بعضهم البعض في بيوت تتراص عبر الشوارع الضيقة. يشارك في الفيلم حشد كبير من نجوم السينما الايطالية.

لقطة من فيلم "باريا" لتورناتوري

((تحذير: جميع الحقوق محفوظة))

الثلاثاء، 9 يونيو 2009

المعالجات الفيلمية تلتهم بعضها البعض شاء السيناريست أو لم يشأ


توسيع دائرة التشابك بين مريم ومحمود

بقلم: عوض الله كرار

((هذا المقال بعث به كاتبه إلى هذه المدونة بعد أن منع نشره صلاح عيسى رئيس تحرير مجلة "القاهرة" التي تصدر عن وزارة الثقافة المصرية، وهو مقال يحمل أسلوب كاتبه في الكتابة الساخرة التي يمزج فيها بين الفصحى والعامية. وقد حافظنا عليه كما كتب)).
" أنا شخصيا"ً أكتشفت أن فيلم "واحد صفر" مسروق من ألف فيلم ".. هذا ما قالته كاتبة السيناريو مريم نعوم عن فيلمها فى معرض ردّها على مقال الناقد محمود قاسم الذى أتهمها بالسرقة من فيلم واحد ذكره أسماً وجنسية . وهو معذور، ذلك أن الفساد ومنه السرقة قد شاع أمره فى كافة المجالات ، وعلى كل الاصعدة ، حيث أنه تطور من سرقة الغسيل المنشور على حبال البلكونات ، إلى سرقة ما فى جوف الإنسان من أعضاء حيوية ، ومن سرقة مقال أو قصة أو قصيدة أو رسمة إلى سرقة رسالة دكتوراه ، وهكذا.
على السيناريست مريم أن تعذر الناقد محمود . ألم تسمعى عن التعبير الشائع فى مصر، منذ سنوات طويلة : ( أصبح الواحد يشك فى نفسه ، مش فى غيره وبس) فما بالنا اليوم ؟ وأيضاً ألم تسمع يا محمود المثل الشعبى المصرى القائل "يخلق من الشبه أربعين" .
ومن ناحية أخرى كنت أتمنى أن يكون خطاب مريم موجهاً للقارئ من خلال ردّها على الناقد محمود ، حتى لأ يُساء فهم هذا التعبير الذى قالته ضمن كلامها ، فالقارئ مشغول بمشاغله ، متعجل ، ليس لديه وقت ليفكر فيما يقرأه ، مُقلباً إياه على كافة وجوهه ، خاصة وأنه مقال فى فيلم أو عنه أو حوله ، وقد درج القراء على أن هذا النوع من الكتابة صدره كظهره كأجنابه ، وبالتالى رأيت أن توضيح عبارتها سالفة الذكر هو الأهم فى الموضوع ، والمكسب الذى سأخرج به كقارئ مهتم بالثقافة الشعبية للوجدان ( = السينما ) ، وأيضاً حتى لا تصبح مريم مثل الواثقة من براءتها التى ترد على ضابط المباحث الذى يتهمها بسرقة بنك ، فتجيبه : لا ياسعادة الباشا أنا سرقت ألف بنك ( المبالغة هنا تعنى عدم حدوث سرقة حقيقية أصلاً ) لكن فى حالة الفيلم فهو حقيقة مجازية ، فكل ما يلتهمه المرء ويشربه ويتنفسه ويتعلمه هو وراء كل فتفوتة عمل يقترفها بشكل حسن أو سئ . كما أن هذا الرد فيه استفزاز حتى ولو قيل بشكل ( شيك) ودبلوماسى . إنه مثل رد نبيلة عبيد على ضابط البحث الجنائى فى فيلم ( التخشيبة ) للمخرج عاظف الطيب، فما كان من الضابط سوى أن عاملها كأى متهمة عادية ، وأكمل إجراءاته، ولم يشفع لها كونها طبيبة ذات سمعة مهنية وأخلاقية جيدة .
والآن أدخل إلى ما أراه مهما فى هذا الموضوع :
هناك فيض من أفلام أنتجت خلال 114سنة تقريباً ، يوازيه فيض آخر من القنوات الفضائية ، وبالتالى أصبح المرء ينام إلى جوار أفلام ، ويصحو على أفلام ، ويفطر مع أفلام ، ويتناول غداءه فيما عيناه تلتهم فاتنات الفيلم وأحداثه المسبوكة.
وبالتالى أصبحت العين مشحونة لآخرها بمكتبة فيلمية متعددة الجنسيات والتوجهات والمستويات الفنية . وفيما العين تجرى مع سيل الأفلام التى لاتتوقف يكتشف المتفرج أنها تشبه البطاطس التى تعُدها له زوجته . مرة : تقدمها له على هيئة أصابع محمرة، ومرة : على هيئة حلقات فى صينية بالفرن ، ومرة : مسلوقة ومهروسة بالزبد والبيض ، ومرة : تسلقها وتهرسها وتفرد نصفها فى الصينية ثم تضع فوقها عصاج اللحم ثم تغطيه بالنصف الآخر ، ومرة تقشرها وتحدث فى وسطها حفرة تملأها بعصاج من اللحم ثم ترصها فى صينية توضع بالفرن ، ولاننسى سلاطة البطاطس والشيبسى وعشرات الأكلات الأخرى التى أبتكرتها كل أمة من الأمم ، ولاننسى أن البطاطس ذاتها عدة انواع ،وهكذا مع المواد الغذائية الأخرى.
وإذا كنا نقول أن الطبيخ نََفَس ، فإن العمل الإبداعى رو ح،وليس جسداً ، وهذه الروح تطل علينا من خلال عدة أفلام للمخرج الواحد مثل أفلام عاطف وخيرى وخان وداوود . إن وضعت أفلام كل واحد منهم إلى جوار بعضها تستطيع أن تحس بروح واحدة تجمع تلك الأفلام التى قد تتشابه من الظاهر أو تختلف ، وحتى فيلم ( مستر كاراتيه) لمحمد خان، رغم ما يبدو أنه الخروج الكبير على مسيرة أفلامه، إلا أنه بالتعمق فيه لا أرى ذلك. وكذلك ( أيس كريم فى جليم ) لخيرى ، و( مواطن ومخبر وحرامى ) لداوود .
ومن شاهد فيلم (عطر امرأة ) بطولة آل باتشينو، وشاهد فيلم ( الكيت كات ) لداوود، يرى مشهداً متشابهاً : محمود عبد العزيز الضرير يقود موتوسيكلاً ، وآل باتشينو الضرير هو أيضاُ يقود سيارة . فمن سرق الآخر ؟. سؤال ساذج طبعاً . ما المانع فى أن تنتاب أى أعمى ، فى أى مكان، الرغبة فى أن يظهر لآخرين أنه يبصر الدنيا والناس وما يفعلون بأوضح ممن يمتلكون عيون صقر ( 6 على 6 ) ، إنها مثل الرغبة التى تنتاب جائعاً فيرى البصلة خروفاً ، والفول لحماً ، وفيما هو نائم يحلم بسوق العيش ، مثل الرغبة التى تنتاب محروماً فيرى المخدة ليلى علوى ، أو ماشاء من النجمات . إنه إحساس إنسانى ، سوىّ أو مضطرب ، موجود فى كل مكان .
ومرة أخرى هو سؤال ساذج فى هذا المقام الجامع بين فنانين كبار.
ومن ناحية أخرى :
الأفلام تشبه لعبة الميكانو التى تستطيع أن تفكها وتعيد بناءها لتصبح شيئاً مختلفاً ، ثم تعيد الفك والتركيب لخلق أشياء شديدة التباين ، رغم تماثل وتشابه الوحدات المستخدمة . بل أننى أتطرف وأقول أنه يمكن لمخرج مجنون بالسينما ، مخه طاقق بالإبداع ، أن يستولى على فيلم أعجبه ، ويفكه إلى لقطات ، ويُبعد عنه مؤثراته وموسيقاه التصويرية ، بل وديكوراته ، ثم يعيد بنيانه من جديد . فى هذه الحالة هو مخرج عبقرى إذا كان وراء ما فعل فلسفة معينة ، وبالتالى يحُسب له الفيلم ، بالضبط مثلما يذهب الفنان التشكيلى إلى سوق الجمعه بالإسكندرية ، ويشترى أشياء قديمة ( قد يكون بينها رابط أو لايكون ) ومنها يخلق لوحة جديدة ( قد تكون عبقرية ، وقد لا تكون ) .
ومع هذا فإن التشابه هو إشكالية السينما منذ وقت ليس ببعيد ، وقد نجت منها أمريكا لا من خلال نفيها ، بل من خلال تجديد طرائق التعامل معها مستعينة بــ :
* التقدم التكنولوجى فى أدوات السينما ( تصنيع وعرض )
* التعامل مع الأحداث الآنية أولاً بأول ، وقبل أن تصبح تاريخاً ماضياً
* الجرأة التى تزداد عاماً بعد عام فى تناول الموضوعات خاصة فى السياسة والمعتقدات الدينية والجنس بكل أنواعه السويّة وغير السويّة .
وطبعاً لست محامياً للشيطان ، فهناك لصوص ربما يحتمون بكلام مثل الذى قلته ، ولكن سلسلة أفلامهم هى التى ستكشف زيفهم ، حال فقدها للروح الجامعة لها .
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger