بقلم: محمد خان
فكرة تقديم برنامج «نظرة إلى الماضى» من ضمن برامج مهرجان الإسماعيلية الخامس عشر فى ثوبه الجديد الذى أقيم الأسبوع الماضى من ٢٣ إلى ٢٨ يونيو تحت إدارة أمير العمرى ورئاسة مجدى أحمد على، كانت دون شك فكرة جهنمية. أن تجمع فى حوالى ٩٠ دقيقة أفلاما قصيرة، بعضها أعمال أولى لأصحابها، كادت تكون منسية أو ضلت طريقها أو فى بعض الأحيان اعتبرت ضائعة لمخرجين من أجيال مختلفة، أمثال صلاح أبو سيف وأشرف فهمى وعلى بدرخان وهاشم النحاس ونبيهة لطفى وعبد المنعم عثمان وعاطف الطيب وداوود عبد السيد وخيرى بشارة وأنا، هى ضربة معلم، بمعنى الكلمة، لأى مهرجان فى العالم. بحثى عن نسخة لفيلمى المتواضع «البطيخة» (إنتاج ١٩٧٢) لم يكن عملية سلسة بتاتا.
فمنذ بضع سنوات وأنا فى شوق لمشاهدة الفيلم الذى أصبح مجرد شريط فى الذاكرة، أستعيد لقطات منفصلة فى ذهنى أو أكتفى بالحديث عن التجربة ذاتها فى صيف ١٩٧٢، حين كنت فى زيارة إلى القاهرة فى أثناء استقرارى المؤقت فى لندن، وكيف بالتعاون مع صديق الطفولة المصور سعيد شيمى والمونتير أحمد متولى الذى حول العطلة إلى مشروع فيلم حققته فى أيام معدودة؟ لم أدرِ حينذاك أنه بعد خمس سنوات سأخرج أول أفلامى الروائية «ضربة شمس»، وكلما تذكرت «البطيخة»، فقدت أمل العثور على نسخة من الفيلم إلى أن فوجئت منذ بضع سنوات، وبمناسبة أحد أعياد ميلادى، أهدانى معجب بأفلامى بوبينة، أى علبة فيلم، مؤكدا أن الفيلم الذى بداخلها هو «البطيخة»، ولم يبُح لى من أين حصل عليها، ولم أجد فرصة لفحص النسخة، خصوصا أن الفيلم على شريط سينمائى ٣٥ مم، وهناك غياب لإمكانية فحصها.
طلب منى الفيلم فى ما بعد ليشترك فى مهرجان الإسماعيلية فاكتشف أن النسخة التى لدىّ هى مجرد نيجاتيف صورة فقط دون نيجاتيف الصوت. فى سباق مع الزمن وبعد مزيد من البحث فى مخازن مونتير الفيلم أحمد متولى عثر على نسخة للفيلم فى حالة مقبولة، تعهدت إدارة المهرجان مشكورة بترميمها إذا لزم الأمر، وتحضير نسخة خاصة لى، إلى جانب ماستر ديجيتال لنسخ الدى فى دى بعد ذلك. وأخيرا وبعد حوالى أربعين عاما التقيت بفيلمى على الشاشة.
جريدة "التحرير" 4 يوليو 2012
1 comments:
غريبة أنا لِسَه قُريب لاقيته النُسخة دى على اليوتيوب
http://www.youtube.com/watch?v=s2OUF72FJXY&feature=player_embedded
إرسال تعليق