جان لوك جودار
السرقات السينمائية مستمرة على أشدها، بل لعلها زادت في حدتها ووتيرتها بعد أن وقع عدد كبير من السينمائيين والنقاد قبل نحوعامين، بيانا ضد السرقات ووقع معهم بكل أسف، عدد من اشباه النقاد والمدعين والذين ثبت فيما بعد أنهم هم أنفسهم من أكبر اللصوص الذين يسرقون بانتظام وبلا أي نوع من التردد أو الخجل، فهم أناس عديمو الشرف أصلا فكيف يخجل من يسرق ويعرف أنه يسرق أفكار وجهود الآخرين ويضع اسمه عليها!
آخر هذه الحوادث اللصوصية هو ما نبهني إليه قاريء أرسل الي رسالة نشرتها في هذه المدونة، تتعلق بسرقة مقال لي ووضعه في كتاب أصدره هذا السارق عن يوسف شاهين. وفي اليوم التالي اكتشفت أن صحفيا لبنانيا من الذين لا يعرفون اللغة الانجليزية سطا على جانب من موضوع ترجمه محررو موقع "عين على السينما" عن السينمائي الفرنسي الأشهر جان لوك جودار، وكان يحمل عنوان "جودار يعثر على حل "منطقي" للأزمة المالية الأوروبية!" وهو موضوع مترجم ضمن قسم "السينما في الصحافة الأجنبية" عن صحيفة "الجارديان" البريطانية. ولكن لأن الصحفي اللص (وكان بالمناسبة أحد المتحمسين للتوقيع على بيان ادانة السرقات السينمائية قبل نحو عامين!) لا يعرف أيا من الصحف البريطانية ولم يكن هو الذي عثر على الموضوع أو قرأه أو ترجمه بل اكتفى بنقل ما قرأه في الموقع المشار اليه، فقد اختلط عليه الأمر فكتب أن المقال منشور في صحيفة "الاندبندنت".
وبعد ذلك نقل حرفيا جانبا مما ورد في المقال المترجم، وذلك دون أي إشارة الى المصدر الذي نقل عنه، فهذا النوع من اللصوص المنتشرين بشدة حولنا، هم من النوع الذي لا يتحلى أصلا بفضيلة التواضع، أي أنه لا يعرف كيف يقول إنه لا يعرف وإنه ينقل عن مصدر هو كذا أو كذا، ولذلك فقد أصبح كل ما يكتبه هذا الصحفي عن الأفلام التي يشاهدها في المهرجانات السينمائية، محل شك كبير.
وأنا على ثقة من أننا لو بحثنا وراء كتاباته الغزيرة، لوجدنا الكثير منقولا بالحرف من الصحف الفرنسية (فهو يعرف بعض الفرنسية بالتأكيد)، كما أن ما يقوم به من مقابلات مع عدد من السينمائيين، يمكن جدا أن يكون خليطا من أحاديث مباشرة مقتصدة أجراها مع هذه الشخصية أو تلك، وبعض الترجمات "الرشيقة" أي المسروقة من صحف فرنسية دون أي خجل أو رادع.
والمؤسف بالطبع أن ناقدا زميلا أعاد نشر ما كتبه هذا الصحفي "الرشيق جدا" في مدونته دون أن ينتبه لأن نفس المادة (بالحرف الواحد) سبق أن وردت في الموضوع المنشور في "عين على السينما". وقد نشرها هو تحت عنوان "حلّ غودار للأزمة اليونانية: ماذا لو أعطيناهم عشرة أورو كلما استعملنا كلمة "اذاً"!
وكنت قد توقفت بسبب انشغالي عن مطالعة كل أنواع المدونات السينمائية لا لسبب سوى لضيق الوقت، إلى أن نبهني صديق أخيرا الى ذلك "التوارد" الخاص جدا في الخواطر كما علق هو ساخرا بالطبع، ففتحت وقرأت ووجدت وتعجبت.. ولكني على ثقة من أن ما خفي كان أعظم.. ولنا عودة الى الموضوع نفسه!
0 comments:
إرسال تعليق