السبت، 12 ديسمبر 2009

في مهرجان دبي السينمائي 2


سهرة فيلم "عصافير النيل" في دبي كانت حافلة.. مخرج الفيلم مجدي أحمد علي موجود هنا بالطبع مع بطلي فيلمه فتحي عبد الوهاب وعبير صبري، ومدير التصوير الكبير رمسيس مرزوق.
شاهدت الفيلم للمرة الثانية بعد أن كنت قد شاهدته قبل نحو اسبوعين في مهرجان القاهرة السينمائي. وهو يحتاج إلى وقفة خاصة تفصيلية ستأتي أكيد فيما بعد.
الأحاديث التي تدور حول مائدة الغذاء ربما تكون أشمل وأكثر فائدة من المناقشات الرسمية، وهذه فائدة المهرجانات، لأنها تجمع بين النقاد والسينمائيين وتوفر الفرصة لعمل مناقشات حقيقية في أجواء ودية بما يقرب بين الأطراف المختلفة دون أن يعني هذا على الإطلاق أنه يتعين أن يتنازل أحدنا عن موقفه ورأيه المؤسس من قبل.
نكتشف صباحا وجود عروض خاصة بالصحافة للأفلام الخليجية التي عرض منها أول فيلم روائي طويل من الامارات بعنوان "دار الحي" لعلي مصطفى، ولكن لأفلام أخرى ايضا منها فيلم "قرطاجنة" الفرنسي..
* المخرج الفلسطيني الكبير ميشيل خليفي موجود هنا مع فيلمه الجديد الذي يحمل عنوانا غريبا هو "زنديق" ومع منتج الفيلم عمر قطان الذي لم أره منذ سنوات بعيدة وفوجئت بأن شعره الجميل اختفى من فوق رأسه.. زمن!
* نصري حجاج موجود أيضا بفيلمه الجديد التسجيلي "وقال الشاعر" حول حياة الشاعر الراحل الكبير محمود درويش. وكنت قد التقيت نصري في لندن في الصيف الماضي وقت أن كان يستعد لتصوير الفيلم ما بين تونس وبيروت وباريس.
* موضوع البيان المضاد للسرقات النقدية أي عمليات السطو التي يمارسها بعض المنتحلين واللصوص (وليس سرقات النقديات المالية بالطبع بل هي أنكى وأفدج!) يلقى اهتمام الكثيرين هنا ونستعد لاكمال النصاب من الموقعين عليه من النقاد لإصداره قريبا حتى يساهم في ردع تلك الظاهرة البشعة التي تفشت خلال الفترة الأخيرة ونالت الكثيرين منا.
* قابلت في الصباح مسعود أمر الله الذي كان بشوشا كعادته ودافئا في مودته، وليس صحيحا أنه لا يظهر بل يشرف بنفسه على مسار الأمور ويتأكد من أن كل شيء يسير في مساره المحدد ويتدخل في الوقت المناسب لحل أي مشاكل تنشأ أمام الضيوف والصحفيين. وقد ثارت مشكلة بسيطة تتعلق ببرنامج العروض الصحفية الذي أشرت إليه وسرعان ما حل المشكلة.
* يحتفي مهرجان دبي هذا العام بالسينما الهندية التي سبق أن لقيت احتفاء مماثلا في مهرجان القاهرة السينمائي، ولا أعرف السبب.. هل هناك مناسبة معينة للاختفاء الخاص بهذه السينما الكبيرة على هذا النحو؟
ويكرم المهرجان أيضا النجم الهندي أميتاب باتشان الذي سبق تكريمه في القاهرة أيضا.. هل هي مجرد مصادفة أن يتبادل المهرجانان الاحتفاءات والاحتفالات.. لا أعرف!
========================================================
في مهرجان دبي السينمائي 1


يبدو من الوهلة الأولى أن "كل الناس" او كل الدنيا جاءت إلى هنا، إلى دبي، لحضور مهرجانها السينمائي على الرغم من الأنباء السيئة التي تتحدث عن انهيار سوق العقارات وافلاس العديد من الشركات، وبداية أزمة مالية ضخمة في الإمارة التي عرفت عقودا من التألق.لم أدخل دبي منذ 1999 أي منذ عشر سنوات. وكان الطريق من منتصف المدينة إلى المطار، وبالعكس لا يزيد عن 7 دقائق فأصبح اليوم يتجاوز 40 دقيقة، تمر خلالها بالسيارة على عشرات المنشآت والشركات والمباني والأنفاق والجسور.. حالة عمرانية بانورامية هائلة ربما كانت المبالغة في حجمها هي التي أدت في النهاية إلى وقوع تلك الأزمة التي أتمنى أن تنهض منها الإمارة بسرعة وتعود إلى سابق عهدنا بها.
المهرجان نفسه لا يبدو كما قلت، أنه تأثر بالأزمة الجارية، بل يتمتع بالإبهار في كل شيء: في الحفلات والسهرات والشواطئ والحيوية الشديدة التي تتمتع بها المدينة التي بدت في حالة عرس كبير.لم أحضر الافتتاح، وقيل إن الفيلم الذي عرض فيه وهو فيلم "تسعة" لروب مارشال، تحفة حقيقية. لم أشاهد الفيلم بسبب غيابي عن الافتتاح وسأشاهده في لندن بعد عودتي. وجدير بالذكر أنه يجمع عددا من ألمع النجوم مثل نيكول كيدمان ودانييل داي لويس وصوفيا لورين ولويس جودي دينش وبنيلوب كروز وكات هدسن. المشكلة الأساسية التي بدت لي حتى الآن أنه ليس من السهل أن تلتقي بمن تود الالقتاء بهم في المهرجان بسبب تفرق أماكن العروض وابتعادها عن بعضها البعض، وتفرق اماكن الاقامة أيضا بين "القصر" الذي يقيم به السينمائيون وما يسمى بالـ VIPs أو أصحاب السعادة، أو الحظ، وفندق جميرا بيتش (حيث يقيم الاعلاميون).. ولكن بصراحة لا أجد فرقا كبيرا بين الفندقين بل إنهما على درجة من الفخامة والرونق تتجاوز كثيرا المطلوب، فربما تساهم المبالغة في الفخامة في احداث نوع من "الاغتراب" لدى الناقد المهموم بقضية الثقافة مثلي، وتخلق حاجزا بينه وبين الحياة الحقيقية، فالعملية بأسرها تبدو منفصلة عن الواقع، وذات علاقة أكثر بسينما الخيال الهوليودي خاصة وأن أجواء المهرجان ليست من النوع الاعتيادي أي أن النساء والفتيات هنا، وهن من كل نوعيات وجنيسات الأرض، يرتدين ملابس السهرة ويحرصن على الظهور بمظهر لا يقل عن مظهر نجوم السينما وكأنهن دخلن مع النجوم في مسابقة ما!
سعدت كثيرا بلقاء الصديق القديم الإعلامي والناقد السينمائي المصري الشهير يوسف شريف رزق الله، وسعدت أكثر عندما أخبرني أنه اشترى ثلاث نسخ من كتابي "حياة في السينما" أهدى اثنتين منهما، وعندما قال إنه يتابع هذا الموقع بانتظام. وسعدت أيضا بلقاء ناجح حسن وطارق الشناوي وصلاح سرميني وبشار ابراهيم وكمال رمزي وانتشال التميمي وعرفان رشيد والمخرج الفلسطيني رشيد مشهرواي ومحمد بكري وخالد عبد الجليل والمخرج مجدي أحمد علي والاعلامية آمال عثمان والزميل الناقد محمد رضا والزميل الناقد مصطفى المسناوي (وهو عضو في لجنة تحكيم الأفلام العربية الروائية) مما أجده اعترافا جيدا من جانب المهرجان بدور نقاد السينما بعد أن أصبح تجاهلهم أمرا شائعا بشدة في المهرجانات الدولية التي تقام في العالم العربي كما لو كانت هناك حالة عداء، أو لأن القائمين على أمر معظم هذه المهرجانات (خاصة مهرجان القاهرة) لا علاقة لهم بالثقافة أو بالنقد بل ويعتبرون النقاد شرا مستطيرا، ويفضلون صحافة المنوعات الخفيفة التي تنشر أخبارهم وصورهم!
لم ألتق مسعود أمر الله مدير المهرجان بعد وقالت لي شيلا ويتيكر مديرة برنامج الأفلام العالمية إنه مشغول في تقديم الأفلام العربية في العروض، وإنه ليس من الممكن الإمساك به!

0 comments:

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger