السبت، 11 سبتمبر 2010

جوائز مهرجان فينيسيا السينمائي 2010

صوفيا كوبولا تحمل تمثال الأسد الذهبي


اعلنت لجنة التحكيم لمسابقة مهرجان فينيسيا، التي رأسها المخرج الأمريكي كوينتين تارانتينو، جوائز الدورة السابعة والستين على النحو التالي:
* جائزة الأسد الذهبي لأحسن فيلم: الفيلم الأمريكي "في مكان ما" Somewhere إخراج صوفيا كوبولا
* الأسد الذهبي التذكاري لتاريخه الفني: للمخرج الأمريكي مونتي هيلمان عن فيلم "الطريق إلى لاشيء".
* الأسد الفضي لأحسن إخراج: المخرج الإسباني ألكس دولا أجليزيا عن فيلم "أنشودة البوق الحزينة".
* جائزة لجنة التحكيم الخاصة: الفيلم البولندي "القتل الضروري" ليرجي سكوليموفسكي.
* أحسن فيلم أول: "الأغلبية" Çogunluk للمخرج شيرين يوتشي (تركيا)
* أحسن ممثلة: أريان لابيد عن دورها في الفيلم اليوناني "اتنبورو".
* أحسن ممثل: فنسنت جاللو عن دوره في فيلم "القتل الضروري".
* أحسن موهبة صاعدة في التمثيل: ميلا كونيس عن دورها في فيلم "البجعة السوداء".
* أحسن سيناريو" أنشودة البوق الحزينة- تأليف وإخراج ألكس دولا إجليزيا.
** جائزة الاتحاد الدولي لنقاد السينما والصحافة السينمائية (فيبريسي): الفيلم الروسي "أرواح ساكنة" لألكسي فيدورشنكو.

لقطة من فيلم "أنشودة البوق الحزينة"

الخميس، 9 سبتمبر 2010

يوميات فينيسيا 9: ملاحظات عامة

من الفيلم الأمريكي المستقل "انقطاع ميك"

السينما الإيطالية في أزمة ما في شك في هذا، فما لم يكن هناك فيلم من أفلام كبار المخرجين، أي من الأجيال القديمة التي ظهرت في الخمسينيات والستينيات (مع استثناءات قليلة)، لا نشاهد سوى مشاريع أفلام مصنوعة فيما يبدو وعين صانعها على جمهور التليفزيون الإيطالي، أي برؤية شديدة المحلية، تفتقر بشكل فاضح إلى ما يسمى بـ"البعد الإنساني الكوني" الذي يجعل الجمهور في كل مكان، يتفهم ويتابع ويهتم، أما ما نراه في فينيسيا عاما بعد عام من الأفلام الإيطالية للأجيال الحديثة من السينمائيين، فهي أعمال لا تثير الاهتمام، ليس فقط على صعيد الموضوع، بل على مستوى الشكل والأسلوب واللغة أيضا.
هناك كثير جدا من الثرثرة، ولكن في الفراغ، وضعف واضح في بنية السيناريو، وجمود مرعب في الخيال والابتكار، وكأنما حالة الانحطاط السياسي التي تعيشها إيطاليا في عهد امبراطورية بيرلسكوني ورفاقه الأشرار، انعكس على الإبداع بشكل عام، والإبداع السينمائي بوجه خاص، فأدى إلى نوع من الاغتراب، أي الرغبة في صنع أفلام التسلية والاثارة الهروبية، أو الاهتمام بأمور فرعية لا تساهم سوى في تكريس العزلة واهتمام الفرد بذاته وليس بما يدور حوله. أنا هنا لا أقصد فيلما بعينه، بل أعني السينما الايطالية بشكل عام، التي نتابعها عاما بعد آخر هنا في فينيسيا، فلا نجد فيلما مشرفا من أفلام الشباب أو الأجيال الجديدة، بينما كان الفيلم الإيطالي الأكثر أهمية العام الماضي مثلا، هو فيلم "الانتصار" لماركو بيللوكيو، وهذا العام يمكن القول بأن فيلم بيللوكيو "ليست شقيقة" هو أيضا الأفضل. وبيللوكيو هذا بدأ الاخراج السينمائي عام 1964! ( بالمناسبة بعض الكاتبين يكتبون الاسم بطريقتهم "بلوتشيو" بينا الايطاليون ينطقونه بيللوكيو، والبعض ينطقه "بينوكيو".. والله أعلم!).
ومع ذلك، فمن الواضح أن نقاد إيطاليا، وتحديدا كثير من الصحفيين السينمائيين فيها، يبهرهم فيلم مثل "العاطفة"، ويتحمسون كثيرا لدرس التاريخ الممل في فيلم "كنا نؤمن".
الأمر نفسه يمكن ترديده بشأن السينما الأمريكية المستقلة التي تعرض نماذج كثيرة منها هنا، فالواضح أن أسوأ الأفلام في المسابقة حتى الآن (لم يبق سوى فيلمان) هي هذه الأفلام باستثناء فيلم "ميرال" وهو ليس أمريكيا تماما بالطبع، وفيلم صوفيا كوبولا "في مكان ما".. وماعدا ذلك، أفلام يفوقها كثيرا جدا فيلم تقليدي من السينما الأمريكية التي يحبها الجمهور هو فيلم "البلدة" لبن أفليك.. فما معنى أن تصنع أفلاما "مستقلة" ولكن عقيمة وغير مثيرة فنيا من أي زاوية!
سبق أن كتبت أقول إن حالة الأفلام الفرنسية عموما أيضا ليست على ما يرام، وإن المثير فنيا من فرنسا يكون عادة من إخراج سينمائيين غير فرنسيين (بالمعنى الحرفي والثقافي وليس بمعنى حيازة شهادة الجنسية!)، وبالتالي لا يوجد من فرنسا هنا فيلم يمكن التعامل معه بجدية سوى فيلم "فينوس السوداء" للتونسي عبد اللطيف بن كشيش. صحيح أنه يحمل الجنسية الفرنسية، ويكتب بالفرنسية، لكن هذا لا يجعل منه فرنسيا، بل إنه يصرح لمجلة "فاريتي" بأن في فيلمه الأخير ما يمكن فهمه على ضوء تجربته الشخصية، أو بالأحرى معاناته الخاصة في فرنسا من سوء معاملة الفرنسيين ومطالبتهم له باستمرار بأن يقدم ما هو متوقع منه كـ"عربي" وليس كممثل (عندما كان يعمل بالتمثيل)!
فرنسا وإيطاليا وأمريكا أقل مما يجب كثيرا من خلال ما هو معروض.. ما هي الأفلام الجيدة التي تربعت فوق القمة إذن؟ هي أفلام من روسيا وشيلي وبولندا والصين واسبانيا.. مع الاستثناءات المحدوة التي أشرت إليها. فهل لهذا مغزى ما، أم أن الأمر محض مصادفة؟
ما يهم هو أن لدينا، للمرة الأولى منذ سنوات بعيدة، 10 أفلام أو ربما أكثر، على مستوى جيد جدا، يمكن مناقشتها نقديا بشكل تفصيلي باعتبارها أعمالا فنية تنتمي إلى عالمنا، وهذا يكفي في الوقت الحالي.

الأربعاء، 8 سبتمبر 2010

يوميات فينيسيا 8: تكهنات وتفضيلات

الآن يجب القول إن التكهن بالفيلم الذي يمكنه الحصول على الأسد الذهبي أو أفضل أفلام المسابقة بات صعبا، والسبب يعود إلى كثرة عدد الأفلام الجيدة في المسابقة، رغم تنوعها الشديد في الأساليب والموضوعات أيضا.
النقاد الذين تستطلع مجلة فاريتي آراءهم يوميا (وهم 21 ناقدا معظمهم من الصحافة الإيطالية) منحوا أكبر تقديراتهم إلى الأفلام التالية حتى الآن:
الأول: الفيلم الصيني من هونج كونج "المفتش دي وسر اللهيب الشبح" وهو عمل بديع لاشك، من أفلام الخيال والمغامرات الشيقة، من عالم الكونج فو. وربما يكون هذا الاختيار مبني في الواقع ليس على تفضيل الفيلم على ما عداه من أفلام، بل لتوقع أن يحوز هذا الفيلم تحديدا، على إعجاب رئيس لجنة التحكيم المخرج الأمريكي كوينتين تارانتينو المعروف بأفلامه الغرائبية مثل "إقتل بيل" كمثال.
الفيلم الثاني في قائمة فاريتي هو الفيلم التشيلي "تشريح الجثث" Post Mortum صاحب الموضوع السياسي المبتكر والمؤثر وهو بالفعل عمل بديع لاشك في ذلك، ويستحق أن نخصص له مقالا تفصيليا مفردا.
الفيلم الثالث هو "عاطفة" وهو كوميديا ايطالية أبهر البعض هنا في حين وجدته شخصيا عملا مملا ثقيل الظل كثيرا، خصوصا وأنه يعتمد على الحوارات الطويلة والمفارقات المفتعلة، ولكن يبدو أن إيطاليا عموما، تراجعت مجددا إلى عصر "سينما التليفونات البيضاء" أي الكوميديات العادية التي كانت سائدة في مرحلة الفاشية.. ألا تعيش إيطاليا فاشية من نوع جديد، في عصر الانحطاط الحالي في ظل بيرلسكوني؟ والغريب أنك إذا سألت أي شخص إيطالية او إيطالية عن موقفه من بيرلسكوني سرعان ما يقول لك بحسم وبسرعة ونفور شديد: لن أنتخبه.. إنه حيوان كبير (أو شيئا بهذا المعنى).. وهنا لابد أن تسأل نفسك: إذا كان هذا رد فعل حتى موظفي المطار وعاملات النظافة في المهرجان، وفي مهرجان روما، وفي ميلانو، فمن الذي انتخب بيرلسكوني إذن!
إلى الأفلام مجددا، الفيلم الرابع في القائمة هو الفيلم الصيني (فيلم المفاجأة) بعنوان "الحفرة"، وهو سياسي تماما، وبديع في بنائه وإن كان يميل إلى البطء الشديد وابقاء الكاميرا أمام الحدث أو الشخصية مدة أطول مما ينبغي، لتحقيق أكبر تأثير درامي على المشاهد.
أما أفضل الأفلام بالترتيب من وجهة نظري حتى الآن (ولا أقول الأفلام التي أرشحها) فهي:
1- أرواح صامتة- من روسيا
2- فينوس السوداء- من فرنسا
3- القتل الضروري- من بولندا
4- تشريح الجثث - من شيلي

5- المفتش دي- من الصين
6- الحفرة- من الصين
8- ميرال- من أمريكا
9- في مكان ما - من أمريكا
10- أنشودة البوق الحزين- من اسبانيا
عرض 20 فيلما ولم تعرض بعد أربعة من أفلام المسابقة هي "13 قاتلا" للياباني تاكاشي مييكي، والفيلم الأمريكي"الطريق إلى لاشيء"، والألماني "ثلاثة"، والأمريكي "نسخة بارني". وبصراحة، لا أتوقع أي شيء غير عادي في هذه الأفلام الأربعة.. وكل عام وأنتم بخير!

الثلاثاء، 7 سبتمبر 2010

يوميات فينيسيا 7: داخل وخارج المسابقة


* كنا نؤمن- إخراج ماريو مارتوني (إيطاليا)
فيلم طويل يقع في 204 دقيقة يروي موضوعا يعود إلى القرن التاسع عشر، قد لا يثير اهتمام أحد خارج إيطاليا بكل هذه التفاصيل والتعقيدات الدرامية والمعلومات والأسماء والوقائع التاريخية، التي تتعلق بالصراع بين الأجنحة الملكية التقليدية التي تنادي بالوحدة الإيطالية مع بقاء النظام الملكي، والقوى الثورية الجديدة التي تريد توحيد إيطاليا وتحويلها إلى جمهورية. ويصور الفيلم كيف يدفع هؤلاء الثوريون الذين ينتمون إلى حركة ايطاليا الفتاة، أرواحهم دفاعا عن مبادئهم.
شكل الإخراج تقليدي تماما، مع الاهتمام بالتفاصيل التي تتعلق بالديكورات والملابس والاكسسوارات. ولابد أن يكون عين منتج هذا الفيلم على التليفزيون على أساس أن يعرض على 4 حلقات، فالتصوير يعتمد على اللقطات المتوسطة والقريبة، وعلى الحوار الطويل المضني بين الشخصيات المختلفة، لكن لاشك في الجهد الهائل الذي بذل في تنفيذ الكثير من المشاهد الجيدة، خاصة المشهد الذي يدور داخل الأوبرا حينما يوقف المحافظون عرضا مسرحيا احتجاجا على جرأته بدعوى أنه إباحي، ويتوقف العرض بالفعل، لكن الثوريين يصرون على استمرار العرض، ويرفعون عقيرتهم بالصياح فيرغمون الطرف الآخر على الانصياع، ويستأنف الممثلون العرض. ليتنا نتمكن من فعل شيء مشابه في بلادنا التي يعيدها بعض الأوغاد أصحاب اليقين المطلق النهائي، إلى العصور الوسطى وسط صمت التقدميين أو تواطئهم!
* "ليست شقيقة"- ماركو بيللوكيو (إيطاليا)- خارج المسابقة
عنوان غير موفق لهذا الفيلم البديع للمخرج الكبير ماركو بيللوكيو يعود فيه إلى أجواء الأسرة، ولكن بعد أن أن تغير الواقع الإيطالي كثيرا. فيلم معاصر شديد الحيوية والجدة حول العلاقات المعقدة بين الأخ وشقيقته الغائبة باستمرار، وابنتها التي تنمو وتحتاج إلى من يوجهها في سن المراهقة، والخالتان اللتان يفكران في توسيع مقبرة الأسرة استعداد لاستيعاب الموتى الجدد وهن على أول القائمة ربما، في حين ينشغل بطلنا بالحصول على المال لبدء عمل خاص، والارتباط بفتاة حسناء سرعان ما تهجره بسبب فشله المتكرر، ومحاسب الأسرة أو القائم بأعمالها، الذي ينهي حياته في مشهد تذكاري. تصوير رائع في بيئة ريفية إيطالية، واستخدتم بديع للطفلة الصغيرة وتصوير عالمها، وتمثيل يرقى إلى أعظم مستويات الأداء بفضل المعلم الكبير الذي عرف بانشغاله بالأسرة الايطالية من الطبقة الوسطى منذ فيلمه الأول الذي كشف عن موهبة جامحة "الأيدي في الجيوب" Hands in the pocket عام 1964. بيللوكيو مستمر لحسن الحظ في إخراج أفلامه البديعة، ولابد لعشاق السينما أن يشاهدوا فيلمه السابق الذي استمتعنا به في كان العام الماضي وهو فيلم "الانتصار" Vicere ومازلت لا أفهم لماذا لم يضم ماركو موللر هذا الفيلم الجميل إلى المسابقة إلا أن يكون مخرجه هو الذي فضل عرضه خارجها بعيدا عن التنافس، وهو الاحتمال الأكبر.
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger