الخميس، 26 نوفمبر 2009

"شيوعيين كنا": رؤية غير مكتملة لتجربة ثرية

لم أستوعب على الإطلاق أن يعرض مهرجان أبو ظبي عملا لم يكتمل بعد هو الفيلم غير الروائي "شيوعيين كنا" للمخرج اللبناني ماهر أبي سمرا ضمن مسابقة الأفلام الوثائقية، بل ولم أفهم أن يظهر مخرجه قبل العرض لتقديم فيلمه فيطالبنا بأن نغض الطرف عن عدم اكتمال الفيلم ولا نحكم عليه بما نراه لأنه قد يتغير في بنائه!
كان من الممكن عرض الفيلم الذي لم يكتمل عمل المونتاج له بشكل نهائي ضمن "ورشة" عمل للدراسين والهواة لمناقشة طريقة تشكل رؤية مخرجه أثناء العمل، فربما تفيد المناقشة المشاركين، كما تفيد المخرج في التوصل إلى شكل نهائي لفيلمه، لكن أن يتسابق الفيلم مع غيره من الأفلام الأخرى "المكتملة" فهذا أمر ليس من الممكن قبوله ببساطة هكذا.. وكان ما قفز إلى ذهني على الفور بعد تقديم المخرج لـ"مشروع" فيلمه السؤال التالي: ولماذا قبلت أنت بعرض فيلمك الذي لم ينته بعد، ولماذا جئت به إلينا إذن إذا لم تتمكن من إنهاء العمل فيه بعد "بل ولماذا قبلت أيضا أن يشارك في المسابقة؟
وعفوا، فإذا كان الفيلم قد عرض عرضا رسميا في مسابقة دولية فقد أصبح يحق لنا أن نحكم عليه، ولو أيضا بشكل مبدئي"أي كنوع من السباحة في الأفكار على أن نعاود تناوله نقديا بعد أن يكتمل إذا جاء مغايرا لما شاهدناه.
حسب ما أعلنه المهرجان فإن "شيوعيين كنا" أحد ثلاثة افلام قام بتمويلها المهرجان في خطوة ستتخذ مستقبلا شكلا أكثر رسوخا من خلال صندوق خاص يرصد أموالا لدعم الأفلام العربية والمحلية. وهو اتجاه جيد دون شك، وإن كان يتعين على القائمين على أمر هذا الصندوق إتاحة الفرص لكل التجارب الجادة على أسس فنية تماما بعيدة عن المجاملات أو التحيز العرقي.. آفة هذا النوع من الصناديق العربية كما نعرفها!
ومن خلال مجموعة "الاسكتشات" أو الفصول الخمسة المتعاقبة التي شاهدناها يمكن القول إن هذا العمل جاء على العكس تماما مما كان المرء يتوقع أو يأمل.

الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

فيلم "ما هتفت لغيرها" لمحمد سويد

لعل أهم ملامح فيلم "ما هتفت لغيرها" وهو من نوع الفيلم غير الخيالي، أي انه يمزج بين التسجيلي والوثائقي والروائي، أنه أولا يعكس التجربة الشخصية لمخرجه وصانعه وهو الناقد والمخرج اللبناني محمد سويد، وهو بهذا المعنى يعد أحد أفلام "السيرة الذاتية.
وثانيا: يعكس الفيلم بوضوح هواجس مثقف كان مسيسا حتى النخاع في الماضي، حين ارتبط بحركة اليسار من جهة، وبحركة فتح الفلسطينية من جهة أخرى، مزواجا بين الأفكار الأممية، والأفكار المتعلقة بالتحرر الوطني، وهي مزواجة لها مبرراتها فقد كان خطاب الثور ة الفلسطينية في تلك الفترة من أواخر الستينيات حتى منتصف السبعينيات، خطابا يمزج بين الأفكار اليسارية والوطنية. وكان الانضمام لحركة "علمانية" مهربا من التيار الطائفي الجارف الذي كان سائدا في الساحة اللبنانية، وإن كان الفيلم لا يهتم كثيرا بهذه النقطة. ولكنه بهذا المعنى فيلم مثقف تبدو نكهة الثقافة والتفلسف فيه عالية، وأحيانا تلتبس الأمور بعض الشيء بسبب الطموح الكبير من جانب المخرج لكي يروي كل شيء في سياق فني مبتكر.

الجمعة، 20 نوفمبر 2009

مهرجانات السينما و"وهم" العالمية!


يغالط البعض أنفسهم عند الكتابة عن المهرجانات "الدولية"، وخصوصا عند المقارنة الدائمة التي يدمنون عليها مع مهرجان "كان" السينمائي، المرجعية الأساسية عندهم.
هناك من يروج في الفترة الأخيرة مثلا، إلى أن مهرجان الشرق الأوسط (أو أبو ظبي) السينمائي تراجع عن الطابع العالمي، واصبح مهرجانا اقليميا، فقط لمجرد أنه أصبح يخصص جوائز لأفضل الأفلام من تلك المنطقة التي يحمل اسمها بينما كان- حسب ما يزعم هؤلاء- خلال الدورتين السابقتين دوليا، أي يفتتح ويختتم بفيلمين من أوروبا وأمريكا.
وليس هذا دفاعا عن مهرجان ابو ظبي أو عن غيره من المهرجانات التي تقام في العالم العربي، فكلها مهرجانات لنا عليها الكثير من التساؤلات والملاحظات، لكن الأمر يتعلق فقط بنقطة العالمية التي انبرى البعض للدفاع عنها من منطق أراه خاطئا بل ومضللا في الفترة الأخيرة. وهؤلاء يعرفون جيدا أنك يمكنك فقط أن تصبح عالميا إذا كنت أوروبيا أو أمريكيا. والفيلم العالمي هو في الحقيقة الفيلم الأمريكي فقط بحكم انتشار شبكات توزيع الأفلام الأمريكية في العالم وقدرة الشركات الامريكية على توفير ميزانيات ضخمة لإنتاج أفلام تتمتع بالقدرة على الإبهار.
وينسى هؤلاء الذين لا يكفون عن الترويج لوهم العالمية، أن مهرجان كان وغيره من المهرجانات الأوروبية الكبرى مثل فينيسيا وبرلين، هي مهرجانات "أوروبية- أمريكية" في المقام الأول، أي أن هدفها الأساسي هو الترويج للأفلام الأوروبية والأمريكية (من الولايات المتحدة تحديدا وليس من أمريكا الشمالية عموما ولا من أمريكا اللاتينية خصوصا). ولا يمنع هذا الهدف والتوجه بطبيعة الحال من وجود "بعض الأفلام" من القارات الثلاث: آسيا وافريقيا أمريكا اللاتينية.
ليس هناك شيء اسمه "مهرجان دولي" هكذا على إطلاقه، بل إن كل مهرجان له توجهاته وأجندته الخاصة واهدافه، فلن يدافع مهرجان برلين مثلا عن سينما المغرب العربي، ولن يهتم مهرجان هونج كونج بالترويج للأفلام المصرية، وأما نحن فنموت في فكرة أن نفنى في الآخر، أن نخصص له أضعاف ما نخصص لأنفسنا، وأن نحتفي به، ونمنح سينماه الجوائز، ونأتي برموز سينماه من مخرجين وممثلين وراقصين وراقصات وغيرهم وغيرهن، لكي يضفوا علينا صفة "العالمية" التي نتهافت للحصول عليها بأي ثمن، فوجود ممثل من الدرجة الثالثة من هوليوود أهم مائة مرة من أعظم مخرج عربي، وتواجد راقصة مبتذلة يثير اهتمامنا أكثر من أي ناقد أو مفكر سينمائي، لأنها ضمنت لنا "العالمية" أو هكذا نتخيل.. في حين أن أمم العالم تضحك علينا. والذي يكتب هذا الكلام رجل يعيش في قلب أوروبا منذ ربع قرن أو اكثر، ويعرف تماما عم يكتب!

وقد سبق أن سألت مدير مهرجان روما لأفلام التليفزيون (في يوليو الماضي) سؤالا مباشرا يتعلق باهمال السينما القادمة من العالم العربي والشرق الأوسط عموما، فقال ان هناك فيلما من ايران، ولكن اهتمامهم الأساسي هو "ابراز الأعمال التي تمثل أوروبا لأن هذه هي ثقافتنا ومجال اهتمام جمهورنا" حسب نص كلماته حرفيا في لقاء مسجل تليفزيونيا!
الثابت أن نسبة الأفلام الأمريكية والأوروبية في برامج مهرجان "كان" مجتمعة مثلا تصل إلى نحو 85 في المائة وقد ترتفع إلى 90 في المائة في بعض البرامج أو إلى 100 في المائة.
مسابقة مهرجان كان الأخيرة مثلا ضمت 20 فيلما منها 14 فيلما أوروبيا وأمريكيا، و6 أفلام من الإنتاج الفرنسي وان حملت جنسية مخرجيها ومنها فيلم "الزمن الباقي" لإيليا سليمان.
وعرض خارج المسابقة في "كان" 8 أفلام كلها من أوروبا والولايات المتحدة أي بنسبة 100 في المائة.
وعرض في مسابقة مهرجان فينيسيا 25 فيلما منها 18 فيلما من أوروبا وأمريكا، وفيلمان من الإنتاج الأوروبي المشترك. وعرض في برنامج "أيام فينيسيا" وهو برنامج مواز 16 فيلما كلها من الانتاج الأوروبي والأمريكي بما فيها فيلم "حراقة" لمرزاق علواش.. فعن أي عالمية نتكلم إذن!
وليس صحيحا مثلا أن تخصيص مسابقات للأفلام العربية في مهرجاني القاهرة ودمشق يفقدهما الطابع العالمي، فهناك مسابقة مماثلة للأفلام الايطالية في مهرجان فينيسيا، وهناك برامج سنوية للاحتفاء بتاريخ السينما الإيطالية (ريتروسبكتيف) وكذلك برنامج "آفاق السينما الفرنسية" في مهرجان كان السينمائي، دون أن يقلل هذا من "دولية" هذين المهرجانين في نظر هؤلاء الخبراء!
وكل مهرجانات العالم الكبرى ذات هوية محددة فمهرجان موسكو مثلا يهتم بسينما شرق أوروبا رغم عالميته، أي رغم أن مسابقته تضم أفلاما من أوروبا وأمريكا وغيرهما أيضا، ومهرجان طوكيو يهتم بالسينما الآسيوية رغم عالميته، وزاوية مهرجان تسالونيك زاوية بحر- متوسطية رغم عالميته، ومهرجان سان سباستيان أوروبي الهوى والتوجه رغم عالميته، ومهرجان ترايبيكا أمريكي التوجه رغم عالميته.. وأرجو أن تكون الفكرة قد وضحت. ويمكن لمن يرغب في التدقيق مراجعة قوائم أفلام مسابقات عدد من تلك المهرجانات مثل كان وفينيسيا وبرلين وطوكيو وموسكو لكي يدرك صحة ما نقوله هنا.

ومهرجان قرطاج السينمائي العريق كان دائما ولايزال، يهتم بالسينما الافريقية والعربية (التي يخصص لها مسابقته) في حين يعرض الأفلام من كافة أرجاء العالم بما فيها الأفلام الأمريكية المتميزة. وكان مهرجان دمشق يركز على الزاوية الآسيوية العربية وسينما العالم الثالث أو القارات الثلاث عموما قبل أن يأتي السيد محمد الأحمد ليحوله إلى كرنفال "كوزموبوليتاني" باسم الدولية والعالمية، وكأن السينما السورية بانتاجها المحدود يمكنها منافسة السينما الأمريكية مثلا في مسابقة "دولية"!
إذن ليس عيبا أن يصبح أي مهرجان عربي مهرجانا دوليا ويهتم في الوقت نفسه، بالزاوية الشرق أوسطية أو العربية، بل إن من المعيب أن يظهر مهرجان "دولي"- أي مهرجان- يهمل السينما الاقليمية والوطنية التي يظهر في محيطها، والمعروف أن أي مهرجان يسعى أساسا إلى دعم سينماه الوطنية أولا.
إننا نوجد على "الهامش" في مهرجانات السينما التي تسمى "عالمية" أي تلك الأوروبية، فلماذا نقبل أن نظل على الهامش أيضا في هذه المهرجانات "الدولية" التي تقام في منطقتنا!

الأربعاء، 18 نوفمبر 2009

صدور كتاب "الشيخ إمام في عصر الثورة والغضب"


صدر أخيرا كتاب "الشيخ إمام في عصر الثورة والغضب" عن مكتبة مدبولي في القاهرة من تأليف كاتب هذه السطور أمير العمري. وأنشر هنا المقدمة التي كتبتها لتقديم الكتاب إلى القراء. وهو كتاب مختلف عن كتبي في النقد السينمائي، كما أنه موجه اساسا للشباب الذي لم يعاصر الأحداث وولادة الظاهرة في قلب الزخم الثقافي والسياسي ثم انتشارها في محيط الطلاب والمثقفين في زمن السادات. وأتمنى أن ينال الاهتمام من كل المهتمين وخصوصل الذين يقرأون لي في النقد السينمائي، حتى يمكن الحكم هلى تجربتي في الكتابة الأخرى. وجدير بالذكر أنني كنت قد بدأت نشر حلفات من هذا الكتاب في هذه المدونة قبل الاتفاق على نشره، ونشرت ثلاث حلقات لم تعد حاليا موجودة بعد ن قمت برفعها من المدونة هنا حسب الاتفاق مع الناشر.
هنا مقدمة الكتاب:

"ليس هذا كتابا من كتب سير الأعلام، أي أنه ليس سردا أدبيا أو تاريخيا، لحياة المغني الشعبي العظيم، الشيخ إمام عيسى، الذي لمع نجمه في مصر والعالم العربي لأكثر من 25 عاما وأصبح بحق، فنان الشعب وخليفة سيد درويش العظيم، بأغانيه وأناشيده وألحانه ومواقفه الصلبة في مواجهة كل أشكال الإغراء والتخويف والقمع.
وعندما بدأت كتابة صفحات هذا الكتاب لم يكن في نيتي أن يكون كتابا متكاملا شاملا عن الشيخ إمام من جميع الزوايا والجوانب، بل كان قصارى ما آمل فيه، أن يأتي معبرا عن رؤيتي الشخصية، وتسجيلا أمينا لذكرياتي الخاصة عن الشيخ إمام، وعن تأثري الشخصي بأغانيه، وتأثيره في أبناء جيلي وعصري من شباب الجامعة المصرية في زمن الحركة الطلابية "الثورية" العظيمة في السبعينيات.
وكنت أيضا أطمح من خلال ما كتبته من صفحات بدأتها كحديث للذكريات اتسعت فيما بعد لتصبح عددا من الفصول أو المحطات توقفت أمامها واحدة بعد أخرى، أن أقدم للقاريء جزءا من تاريخ الحركة الوطنية المصرية من خلال خصوصية ظاهرة "الشيخ إمام- أحمد فؤاد نجم" وعلاقتها بالحركة الجماهيرية الطلابية والشعبية في مصر، وأن أضع الظاهرة في إطار عصرها، وأناقش أبعادها وتضاريسها وما انتهت إليه اليوم.
وفي الصفحات التي سيطالعها القاريء هنا سيجد علاقة متلازمة بين الذاتي والموضوعي، وبين السياسي والفني، وبين الماضي والحاضر، وبين التأملات الشخصية والتحليل الذي يلزم نفسه بالبحث في الحقائق وتسليط الأضواء على بعض ما تجنب الكثيرون من قبل الاقتراب منه، تفاديا لما يمكن أن ينتج عنه من حرج، بين الغناء كفن وكتابة القصيدة الشعبية كشكل خاص من أشكال التعبير، وبين التحريض والهجاء السياسي خلال ما يعتبر بحق، "عصر الثورة والغضب".
وفي سياق "التأملات" واسترجاع الماضي ورد ذكر عشرات الأسماء لشخصيات لعبت دورا بارزا في مسار الحركة السياسية والثقافية في مصر، من طلاب في الجامعة تصدوا لقيادة حركة التعبير عن الرفض في عهد الرئيس أنور السادات في فترة من أكثر فترات الحياة السياسية المصرية سخونة فيما بين الحربين، أي بين حرب يونيو 1967 وحرب أكتوبر 1973، ومثقفين تباينت مواقفهم خلال سنوات الاستقطاب الحاد بين اليمين واليسار، بين الانحياز لحركة الشارع أو القيام بدور تصورونه إيجابيا، بالقرب من مواقع السلطة.
وسط هذه الأمواج كلها، وقف الشيخ إمام بقوته الخاصة في التعبير وعبقريته في الأداء، وصمد في وجه كل أشكال القمع والتجاهل والنكران والاستنكار والشجب، وصمد معه شاعره الأول الكبير أحمد فؤاد نجم، الذي زود تلك الظاهرة الخاصة التي لا تتكرر كثيرا في حياتنا، بوقودها المحرك من الأشعار التي لاتزال صامدة في وجه الزمن، برقتها وعنفها، وبقدرتها على إثارة الشجن وشحن النفوس بالغضب والثورة، وبسحرها الخاص وتمكنها من إثارة التفكير وإيقاظ الوعي أيضا، دون أن تفقد أبدا جمالها ورونقها الداخلي الخاص.
ولعل أكثر ما كان يشغلني وأنا أكتب هذه الصفحات، أن أكون أمينا في نقل إحساسي الشخصي الخاص بصدق، والتعبير عما كان يجول في خاطري وأنا أستمع للشيخ إمام وأشارك في الكثير من أمسياته وحفلاته، كما كان يشغلني أيضا أن أنقل مشاعر وأحاسيس الآخرين، لكي أجسد تأثير أغاني الشيخ إمام، وأن أبحث أيضا في تفاصيل ظاهرة إمام- نجم التي ظلت متوترة دوما بالسلطة في عصر عبد الناصر ثم في عصر السادات، قبل أن يتم نفي الظاهرة واستبعادها من ساحة التأثير بعد ذلك في منتصف الثمانينيات.
وقد اكتفيت فقط ببعض الإشارات عن حياة الشيخ إمام وعلاقته الأولية بالموسيقى وكيف نما حسه الفني وعلاقته بنجم، وغير ذلك، وتجنبت الكتابة تفصيلا في هذه الأمور التي صدرت حولها بعض الكتب، وكثير من الدراسات والمقالات الصحفية والمقابلات والأحاديث المسجلة التي بثت في عدد من المحطات التليفزيونية الفضائية والأرضية.
لقد انصب اهتمامي الأكبر هنا على البحث في الظاهرة، في ضوء ما وقع من متغيرات في الفضاء السياسي والثقافي المصري، والبحث في معاني عدد من الأشعار والأغاني البارزة التي حفرت لنا مسارا فريدا طوال فترة إبداع إمام- نجم، حتى أصبحت بعض أغاني الشيخ إمام توصف أحيانا بأنها أهم من قراءة مائة كتاب عن مصر، فقد تعلمنا منها كيف يكون لحب مصر معنى حقيقي مجسد ومصور، وليس مجرد أطياف غامضة لشعار نردده بمعزل عن الناس الموجودين في الشارع وفي المصنع وفي الحقل، بل وفي كل مكان على أرض مصر.
وقصارى ما آمل إليه من وراء إصدار هذا الكتاب أن تصل كلمتي إلى الأجيال الأحدث، التي لم تقترب من تلك الظاهرة ولم تعايشها عن قرب كما أتيح لأبناء جيلي، وأن تتعرف هذه الأجيال الجديدة على جزء بارز من التراث الغنائي والفني الشعبي المصري، الذي لا تتاح له الفرصة عادة للوصول للناس عبر أجهزة الإعلام السائدة.. هذا "الغناء الآخر" هو جوهر موضوع هذا الكتاب الذي أتمنى أن يجد طريقه في النهاية إلى قارئه الطبيعي".
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger