الجمعة، 22 أكتوبر 2010

جوائز مسابقات مهرجان أبو ظبي السينمائي

"من الفيلم الروسي "أرواح ساكنة"

مسابقة الأفلام الروائية الطويلة 2010

جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي طويل (100,000 دولار)
أرواح صامتة (OVSYANKI) للمخرج أليكسي فيدورتشنكو- روسيا
"لتصويره الشعري لأصداء تراث ثقافي لشعب حاضر اليوم، ولتميز لغته السينمائية."

جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي طويل من العالم العربي (100,000 دولار)
شتي يا دني للمخرج بهيج حجيج - لبنان

جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل ممثل (25,000 دولار)
أندرو غارفيلد في فيلم "لا تتخلَّ عني – Never Let Me Go" للمخرج مارك رومانك - المملكة المتحدة، الولايات المتحدة الأمريكية

جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل ممثلة (25,000 دولار)
لبنى أزابالفي فيلم "حرائق - Incendies" للمخرج دني فيلنوف - كندا، فرنسا

تنويه خاص من لجنة التحكيم بفيلم
كارلوس (CARLOS)"لتقديمه صورة معقدة عن حقبة زمنية ومنطقة جغرافية وشخصية مثيرة للجدل."

لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة
الرئيس: لويس بوينزو، مخرج / كاتب
فوزي بن سعيدي، مخرج / ممثل
سلاف فواخرجي، ممثلة
صديق بارماك، مخرج / منتج
كريم أينوز، مخرج / فنان بصريات

مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة 2010
جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم وثائقي (100,000 دولار) – مشاركةً بين:
حنين إلى الضوء (NOSTALGIA DE LA LUZ) للمخرج باتريسيو غوزمن - تشيلي، فرنسا، ألمانيا
"لأصالة الفكرة السينمائية الدرامية، حيث الصورة والصوت يعملان كإشارات للعثور على المجهول في الماضي الحاضر. أسرار الإنفجار الكوني ورفات ضحايا بينوتشيه"

ساري زهري (PINK SARIS) للمخرجة كيم لونغينوتو - المملكة المتحدة، الهند
"لجلب السينما والحياة لبعضهما الآخر وكسر الوهم بين الوثائقي والروائي. وللقوة الروحية لشخصية المرأة التي تخترع من داخلها سلطة جديدة تواجه السلطة الرسمية"

جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم وثائقي من العالم العربي أو حول العالم العربي (100,000 دولار) – مشاركةً بين:
"شيوعيين كنّا" للمخرج ماهر أبي سمرا - لبنان، فرنسا، الإمارات العربية المتحدة
"لمحاولته السينمائية في فتح الأزمنة على الأزمنة والبحث عن نواة الماضي في الحاضر والحاضر في الماضي. حيث يقلّ سينمائي رفاقه في الفيلم في رحلة متشظية نحو المعرفة والاعتراف – ذهابا نحو الانتماء للإنسانية والعدالة في وطن من طوائف يفوح بالعنف"

"وطن" للمخرج جورج سلاوزر - هولندا
"للمعالجة السينمائية الدرامية للزمن الحياتي في الزمن الفيلمي، ولرحلة الكاميرا في الذاكرة منذ 36 عاماً نحو الحاضر لترسم بورتريهاً تراجيدياً للشتات الفلسطيني"

تنويه خاص من لجنة التحكيم بفيلمي:
دموع غزة للمخرجة فيبكه لوكبرغ – النرويج
بحبك يا وحش للمخرج محمد سويد – لبنان الإمارت العربية المتحدة

لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الطويلة
الرئيس: أسامة محمد، مخرج
لوي بسيهويوس، مخرج
سمير، مخرج / منتج
صلاح مرعي، مصمم مناظر
بيهروز هاشيميان، منتج

مسابقة آفاق جديدة 2010
جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي لمخرج جديد (100,000 دولار)
غيشير، للمخرج وحيد وكيليفار - إيران
"لرؤيته السينمائية الأصيلة وأسلوبه الإخراجي المرهف في توجيه الممثلين، وبراعته الفنية وإبداعه في تحويل واقع قاسٍ إلى لوحات سينمائية مترعة بالجماليات المرئية المحسوسة"

جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم روائي لمخرج جديد من العالم العربي (100,000 دولار)
طيب، خلص، يلّلا للمخرجين رانيا عطية ودانييل غارسيا - لبنان
"لتحوله عن تفاهة الحياة اليومية إلى بعد شاعري عميق، واكتشافٌ نرحب به لاثنين من المواهب المبدعة الجديدة"

جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل فيلم وثائقي لمخرج جديد (100,000 دولار) – مشاركةً بين:
بيل كانينغهام نيويورك (BILL CUNNINGHAM NEW YORK) للمخرج ريتشارد برس - الولايات المتحدة الأمريكية
"لبراعته في رسم لوحة آسرة نابضة بالحياة ومرسومة بمنتهى الجمال، تخبرنا عن إنسانية ونزاهة رجل نادر مرهف الإحساس، يغوص بعمله في أعماق عالم الموضة بعيداً عن بريقه السطحي ليكشف متعة التفرد"
المتجول (EL AMBULANTE) للمخرجين أدريانا يوركوفيتش، إدواردو دي لا سيرنا، لوكاس مارشيفيانو، - الأرجنتين

"لأسلوبهم الصادق والإنساني في توثيق قصة نادرة عن رجل يولي ظهره لصنع لأفلام التجارية بغرض الربح، ويسافر في أصقاع الأرض إلى المجتمعات المهمشة ليصنع أفلاماً تذكرنا بالغاية من صنع الأفلام ولمن تُصنع"

أفضل فيلم وثائقي لمخرج جديد من العالم العربي - تنويه خاص من لجنة التحكيم (25,000 دولار)
"جلد حي" للمخرج فوزي صالح - مصر
"لمخرج واعد متميز بأسلوبه الحر وشغفه بقضية فيلمه، اصطحبنا في رحلة مؤثرة عبر الظروف المأساوية التي يعمل ويعيش فيها أطفال مجبرون على العمل"

ترغب لجنة التحكيم بالإشارة إلى أهمية مبادرات التمويل مثل صندوق سند والصندوق العربي للثقافة والفنون في رعاية المواهب، والتي سوف تؤتي ثمارها فيما يتعلق بمستقبل صناعة السينما العربية. لذلك فإننا نوصي بأن يتم تخصيص جزء من أموال الجائزة في هذه الفئة إلى صندوق سند لمواصلة عمله في دعم صانعي الأفلام الوثائقية العربية الجدد.

لجنة تحكيم مسابقة آفاق جديدة
الرئيس: إيليا سليمان، مخرج
خالد أبو النجا، ممثل / منتج
ناندانا سين، ممثلة
ليتا ستانتيك، منتج
ديبرا زيميرمان، مخرجة "نساء يصنعن أفلاماً"

جائزة "خيار الجمهور" في مهرجان أبوظبي السينمائي 2010
جائزة "خيار الجمهور" (30,000 دولار)
الغرب غرباً (WEST IS WEST)للمخرج أندي دي إيموني - المملكة المتحدة
وقد جاءت الأفلام التي اختارها الجمهور وفق الترتيب التالي:
المركز الثاني – سكريتيريت للمخرج راندل والاس – الولايات المتحدة الأمريكية
المركز الثالث – النساء بطلات للمخرجللمخرج ج. ر.– فرنسا
المركز الرابع – ملوك الحلويات للمخرجين كريس هيجيدوس و دي. إيه. بينبايكر – فرنسا/ هولندا/ المملكة المتحدة/ الولايات المتحدة الامريكية
المركز الخامس – لعبة عادلة للمخرج دوغ لايمن – الولايات المتحدة الأمريكية
لجنة التحكيم
يلعب الجمهور دور لجنة التحكيم لاختيار فيلمهم المفضل عبر التصويت للأفلام المعروضة ضمن قسم عروض السينما العالمية والمخصص لمجموعة مختارة من أبرز الأفلام التي نالت تكريماً في مهرجانات عالمية أخرى.

جائزة مهرجان أبوظبي السينمائي -نيتباك 2010
تمنح جائزة نيتباك في 21 دولة موزعة على القارات الخمس ضمن 28 مهرجاناً سينمائياً دولياً، من بينها مهرجان أبوظبي السينمائي.
الجائزة
زفير (ZEFIR) للمخرجة بيلما باش - تركيا
"للحساسية العالية التي رويت بها حكاية تفتح الانسان على الحياة في حالة من الضياع، وللتصوير المدهش الذي تميز به الفيلم".

لجنة التحكيم
الرئيس: ألبرتو إيلينا دياز – مدير مهرجان غراندا السينمائي "أفلام من الجنوب"
دو كيونغ كيم - مخرجة
كونيت سيبينويان – ناقد سينمائي

الخميس، 21 أكتوبر 2010

جوائز أفلام من الإمارات والأفلام القصيرة في مهرجان أبو ظبي

أعلن مهرجان أبو ظبي السينمائي عن الأفلام الفائزة بجوائز اللؤلؤة السوداء لدورة 2010 في مسابقة الإمارات ومسابقة الأفلام القصيرة ومسابقة سيناريو من الإمارات
مسابقة الإمارات 2010
انضمت مسابقة الإمارات والتي كانت تنظم سابقاً باسم (مسابقة أفلام من الإمارات) إلى لائحة برامج مهرجان أبوظبي السينمائي الذي يقام في شهر أكتوبر من كل عام، وقد تأسست مسابقة الإمارات منذ 10 سنوات بهدف تشجيع صناعة الأفلام الإماراتية. تستقبل المسابقة أيضاً المشاركات من دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك الأفلام التي تركز بشكل كبير على تاريخ المنطقة وثقافتها.
لا تقتصر أهمية المسابقة على منح المشاركين فرصة الحصول على الجوائز وإنما أيضا إتاحة المجال لعرض أعمالهم على صناع السينما الآخرين والمشاركة في الصفوف وورش العمل الرئيسية.
 
لجنة التحكيم
الرئيس: نوري بو زيد، مخرج / كاتب
قاسم عبد، منتج / مخرج
عبدالله حسن أحمد، مخرج / منتج
أحمد سالمين آل علي، كاتب سيناريو
هيفاء المنصور، مخرجة

الجوائز

الأفلام الروائية القصيرة

جائزة أفضل فيلم روائي قصير – الجائزة الأولى (35,000 درهم)
غيمة شروق للمخرج أحمد زين
الإمارات
جائزة أفضل فيلم روائي قصير – الجائزة الثانية (30,000 درهم)
يومك؟للمخرج شاكر بن أحمد
البحرين
 
جائزة أفضل فيلم روائي قصير – الجائزة الثالثة (25,000 درهم)
حارس الليل للمخرج فاضل المهيري
الإمارات

جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم روائي قصير (30,000 درهم)
حبل الغسيل للمخرج عيسى الجناحي
الإمارات
 
جائزة أفضل فيلم إماراتي قصير (35,000 درهم)
إششش للمخرجتين حفصة المطوع وشما أبو نواز
الإمارات
جائزة أفضل سيناريو (20,000 درهم)
غيمة شروق للمخرج أحمد زين
الإمارات
جائزة أفضل تصوير (10,000 درهم)
داكن للمخرج بدر الحمود
السعودية

الأفلام الوثائقية القصيرة
أفضل فيلم وثائقي قصير – الجائزة الأولى (30,000 درهم)
الملكة للمخرج هادي شعيب
الإمارات

جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير – الجائزة الثانية (25,000 درهم)
أنين السواحل للمخرج إبراهيم راشد الدوسري
البحرين

جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم وثائقي قصير (25,000 درهم)
رجال السمك للمخرجة رولا شماس
الإمارات
الأفلام الروائية القصيرة من إخراج الطلبة

جائزة أفضل فيلم روائي قصير للطلبة – الجائزة الأولى (25,000 درهم)
إششش للمخرجتين حفصة المطوع وشما أبو نواز
الإمارات
جائزة أفضل فيلم روائي قصير للطلبة – الجائزة الثانية (20,000 درهم)
أحبك يا شانزيليزيه للمخرج مهدي علي علي
قطر
جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم روائي قصير للطلبة (20,000 درهم)
السندريلا الجديدة للمخرجة إيفا داوود
الإمارات
الأفلام الوثائقية القصيرة من إخراج الطلبة
جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير للطلبة – الجائزة الأولى (25,000 درهم)
السيدة الوردية للمخرجتين سارة ركاني وشروق شاهين
قطر
جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير للطلبة – الجائزة الثانية (20,000 درهم)
أحلام صغيرة للمخرج طارق المكي
قطر

جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير للطلبة – جائزة لجنة التحكيم (20,000 درهم)
أنا في بلادي للمخرجة شروق شاهين
قطر

مسابقة سيناريو من الإمارات 2010
استحدث مهرجان أبوظبي السينمائي هذا العام مسابقة سيناريو من الإمارات، إنطلاقاً من هاجس صناعة سينما محلية تمتلك كافة أدواتها المهنية وأولها كيفية صناعة سيناريو ذو حبكة قوية يقود إلى تقديم فيلم جيد.
لجنة التحكيم
ابراهيم الملا، شاعر / كاتب سيناريو
محمد حسن أحمد، كاتب / كاتب سيناريو
صالح كرامة العامري، مؤلف / مخرج / من مؤسسي مسرح أبوظبي
الجوائز
جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل سيناريو – الجائزة الأولى (30,000 درهم)
ابنة القدر- محمد الحمادي
جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل سيناريو – الجائزة الثانية (25,000 درهم)
مكتوب- أمل عبدالله
جائزة اللؤلؤة السوداء لأفضل سيناريو – الجائزة الثالثة (10,000 درهم)
اختفاء- فاطمة المزروعي

 
مسابقة الأفلام القصيرة 2010
ارتبطت الأفلام القصيرة بالمخرجين الشباب لكونها تقدم شكلاً فنياً مميزاً ببنية أولية، وهي غالبا ما تقربنا من جوهر فن السينما. ضمن هذه المسابقة كانت المشاركات من جميع أنحاء العالم بما يتضمن مشاريع الطلاب، الأمر الذي أغنى برنامج المسابقة برؤى وأساليب متنوعة
لجنة التحكيم

الرئيس: شيرين نشاط، مخرجة
سهير حمّاد، كاتبة
علي مصطفى، مخرج

الجوائز
جائزة أفضل فيلم روائي قصير ($25,000)
الألبوم للمخرجة شيراز فرادي
تونس

جائزة لجنة التحكيم لأفضل فيلم روائي قصير
ريتا للمخرجين فابيو غراسادونيا وأنطونيو بيازا
إيطاليا
جائزة أفضل فيلم وثائقي قصير ($25,000)
المدينة ذات الوجه القذر للمخرج بيتر كينغ
المملكة المتحدة
سينما أزادي للمخرج مهدي تورفي
ايران

جائزة أفضل فيلم قصير من العالم العربي ($25,000)
العابر الأخير للمخرج مؤنس خمار
الجزائر

 
جائزة أفضل فيلم تحريك قصير ($15,000)
تورد و تورد للمخرج نيكي ليندروث فون بير
السويد
جائزة أفضل فيلم طلبة قصير- الجائزة الأولى($15,000)
العمود الخامس للمخرج فاتشه بولغورجيان
لبنان
جائزة أفضل فيلم طلبة قصير- الجائزة الثانية ($10,000)
عيد الميلاد للمخرجةلويزا بارفو
رومانيا

جائزة أفضل فيلم طلبة قصير- الجائزة الثالثة($5,000)
روك أند رول الصمّ للمخرج كريستيان باسكاريو
رومانيا

من أفلام مهرجان أبو ظبي السينمائي

"جلد حي"*
هذا هو عنوان الفيلم التسجيلي الأول للمخرج الشاب فوزي صالح. يصور الفيلم بواقعية مدهشة مأساة العمل والعيش في منطقة المدابغ بوسط القاهرة حيث يجري جمع قطع من جلود الحيوانات ودبغها أي إعدادها للاستخدام بشكل جديد باستخدام طرق بدائية ومواد كيميائية شديدة الخطورة علىة الصحة العامة، واعتمادا على الأطفال تحت سن العمل القانوني، وتشغيلهم سواء في جمع الجلود من شتى المناطق وإحضارها بالعربات التي تجرها حمير هزيلة، أو في الإعداد لعملية الدباغة نفسها.
صورة واقعية هائلة لعالم خاص جدا رغم كونه موجودا أمام عيوننا طوال الوقت، عالم الدنيا السفلى إذا جاز القول، حارات ضيقة تنساب فيها مياه الصرف الصحي، وبيوت متداعية متراصة كأنها تتحدى القدر رغم هزالها الشديد، وأكوام من القمامة لا قبل لمخلوق بها، وأسطح شديدة الوعورة، وابتكارات إنسانية مرعبة  للتحايل على قسوة الحياة، والاستمرار في العمل الذي تم توارثه جيلا بعد جيل دون اي تطور حقيقي، ودون أن تلتفت السلطات إلى ما يمثله من خطورة على الحياة في مدينة القاهرة عموما ولى المنغمسين مباشرة، فيه وبوجه خاص الأطفال.
إنها ترجيديا إنسانية لكنها مروية بلغة الفيلم التسجيلي الحديث الذي لا يقوم على التعليق الصوتي المباشر من خرج الصورة، بل على جعل الصورة تعبر عن نفسها مباشرة، ومن خلال كاميرا لا تهدأ، تعرف كيف تتسلل داخل الأماكن الوعرة الضيقة، ترصد وتحلل وتتوقف أمام التفاصيل.
إحساس المخرج واضح بالإيقاع، بتكوين اللقطات، بتشكيل علاقة بين اللقطات التي قد تتخذ صبغة "تجريدية" أحيانا، من خلال التوقف أمام تكوينات خاصة جدا، لكنها مجرد لحظات نكتشف بعدها أن ما نشاهده ليس سوى لقطات شديدة الواقعية لأشياء في عمق المكان الغريب الذي يبدو كمأزق متكرر مستمر لا يملك المرء منه فكاكا.
* "المبايعة"
أطلقوا على هذا الفيلم في كتالوج المهرجان "القسم" The Oath والمقصود المابعة على الطريقة الإسلامية الأصولية لأمير الجماعة من قبل أتباعه. والتابع هنا هو الحارس الشخصي السابق لأسامة بن لادن الذي يقال لنا إنه زعيم تنظيم القاعدة، اليمني المعروف باسم أبو جندل كان قد قبض عليه (ربما لحسن حظه) قبل تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر 2001 .
أبو جندل قضى عدة سنوات في السجن، تعرض خلالها لاستجوابات عنيفة، ثم أطلق سراحه بعد أن ثبتت براءته. لكن الرجل رغم حرصه الشديد على تجنب الدعوة إلى العنف، يبدو شديد الإيمان بمعتقدات "القاعدة" في رفض الآخر واعتباره عدوا، يشن حربا ضد المسلمين ومن ثم يتعين "الجهاد" ضده. وهو رغم بؤسه الظاهر، بعد أن اضطر لفترة للعمل كسائق للتاكسي في اليمن، قبل أن يجد نفسه عاطلا، يبث في الكثير من الشباب الذين يتلحقون حوله افكارا تحض على الكراهية والقناعة بضرورة التصدي لـ"الآخر" وضربه، ولكنه يقول إنه يكتفي فقط بتوضيح الصورة لهم وإنه يتعين على كل منهم أن يتوصل إلى قراراته بنفسه.
كاميرا المخرجة لورا بويتراس ترصد وتتوقف أمام الشخصية في حياتها اليومة، أبو جندي يقود سيارته، كيف يتعامل مع الزبائ، مع المشاكل التي تصادفه على الطريق يوميا، مع أبنائه بعد عودته إلى المنزل، كيف تنظر إليه زوجته الثانية التي تزوجها بعد وفاة الزوجة الأولى، كيف يفكر، كيف يرى أسامة بن لادن (لايزال بالطبع يعتبره مثلا أعلى وزعيما روحيا!) وكيف يرى مستقبله.
فيلم يعتمد على تقديم "بورتريه" لشخصية غير عادية أفسدها اهتمام المخرجة بمتابعة خط ثان لشخص غائب عن الفيلم تماما باستثناء لقطة واحدة له، هو سليم حمدان سائق أسامة بن لادن المسجون في جونتانامو والذي نظرت قضيته أمام القضاء العسكري الأمريكي ونجح محاميه في استصدار حكم برفض المحاكمة وهو ما اعتبر وقتها ضربة قوية لإدارة الرئيس بوش الإبن.
الفيلم بشكل عام يتضح فيه جهد البحث، والاعتماد على عدد من الوثائق المصورة المأخوذة مما قدمته محطات تليفزيونية عن الشخصية ومنها الحوار الشهير مع قناة العربية، ولكنه بشكل عام فيلم يسير "على الكتاب" أي تقليدي في بنائه وطريقته، لا يضيف جديدا إلى ما سبق أن شاهدناه في الإطار نفسه.

الثلاثاء، 19 أكتوبر 2010

في مهرجان أبو ظبي: عودة اليازرلي، وأفلام أخرى!


لاشك أنه مما يحسب لمهرجان أبو ظبي وهيئة التراث والثقافة، الجهة المنظمة للمهرجان، إحضار نسخة جديدة من فيلم "اليازرلي" أحد الكلاسيكيات الكبير في السينما العربية للعرض في المهرجان، وبالتالي إحياء هذا العمل الكبير الذي لم يشاهد منذ سنوات بعيدة، خصوصا وأنه ضرورة فنية بالنسبة للأجيال الجديدة من هواة السينما الفنية الرفيعة.
إن "اليازرلي" الذي أخرجه قيس الزبيدي قبل نحو 34 عاما، من إنتاج مؤسسة السينما السورية في عصرها الذهبي، دليل بارز على قدرة السينمائي العربي الموهوب على أن يصبح جزءا من عصره، عصر بونويل وخودوروفسكي، ولكن قدرته أيضا على الاستفادة من تراث السينما السوفيتية الصامتة في أهم نماذجها أي أيزنشتاين وفيرتوف بودوفكين.

ينسج قيس الزبيدي هنا قصيدة سينمائية تشع بالجمال، وتعيد اكتشاف الإنسان من خلال الصورة والإيقاع والعلاقة الحيوية بين الصورة والموسيقى، وبين التكوين والمونتاج، وإعادة خلق الزمن بحيث لا يصبح هو نفسه الزمن الحقيقي أو الذي يريد السينمائي الإيهام بواقعيته، بل زمنه الخاص الذي يختاره لكل لقطاته ومشاهده المنسوجة ببراعة بكاميرا ترصد وتتابع وتعبر عن القلق الذي تشعر به الشخصيات، تقترب وتبتعد، تخترق وتكاد تتسلل أحيانا إلى ما تحت جلد الشخصيات البسيطة ولكن المعبرة عن قسوة الحياة، وعن الاضطهاد الطبقي، عن المشاعر الإنسانية: الرغبة الجنسية، الحب الصامت، الألم، الغيرة، الجشع، عبودية الخاضع لسيده وتبعيته التي يرغب في التخلص منها لكنه لا يستطيع.

ليس من الممكن تلخيص هذا العمل البديع الذي يفيض بالمشاعر ويدعو إلى التأملات. إن مشاهدته بعد كل هذه السنوات تؤكد أنه لايزال يتمتع بروح الحداثة أكثر من كل أفلامنا الحديثة. إنه درس في البلاغة السينمائية. ولاشك أن خروج قيس الزبيدي من حلبة السينما الروائية مبكرا يعد من أكبر ما منيت به السينما في العالم العربي من نكسات وخيبات جاءت بفعل التراجع المستمر في الطموح الثقافي، وزحف القيم الاستهلاكية المريضة على الحياة العربية عموما. لكني آمل أن تكون لي عودة للتوقف أمام هذا الفيلم بالتحليل.
شاهدت أيضا فيلم "داخل خارج الغرفة" وهو وثائقي جديد للمخرجة المصرية الشابة دينا حمزة.
الفكرة جريئة ومثيرة، وتعكس قلقا فلسفيا ربما كان من الصعب التعبير عنه بسبب طغيان الصور المباشرة القاسية والشخصية البسيطة- المركبة لبطل الفيلم، وهو جلاد حقق رقما قياسيا في شنق نحو ألف شخص من الذين حكم عليهم بالإعدام شنقا.

أرادت دينا حمزة التوقف أمام نموذج إنساني غير عادي، لا نقابله بالطبع في كل يوم، وصورته وهو بين أسرته، وبين أصدقائه، على المقهى يتسامر ويلعب الطاولة، في الشارع وسط أهل المنطقة، يروي لها أمام الكاميرا، كيف كنت تجربته في عالم الإعدام، وكيف أمكن أن يواصل حياته العادية رغم عمله الصارم والقاسي.

لاشك في أن "البورتريه" الذي تقدمه لنا المخرجة الشابة موحيا، يدفع إلى الكثير من التساؤلات عن معنى الحياة والموت. لكن بطل القصة، لا يترك أمامنا مجالا كبيرا عندما يختم قصته بالاستتناد إلى "الدين" أي إرجاع كل ما يقوم به إلى إرادة الله، وإلى أنه إنما ينفذ هذه الإرادة الإلهية، أي أنه أصبح كما يقول حفيا في الفيلم "يد الله" التي تنزل العقاب بالمذنب.

أحد أبناء الجلاد يعبر عن تعاطفه الشديد مع ما يقوم به والده فيقول إنه أحيانا يرغب في أن يشنق المجرمين بيديه بسبب ما ارتكبوه من بشاعات، أما الولد الأصغر، فيعبر عن رفضه القيام بما يقوم به والده، معربا بوضوح عن رفضه قتل الآخري بموجب أي مبرر.
إنها "حالة" إنسانية خاصة كانت دائما تثير اهتمام الناس في بلادنا، حالة ذلك الجلاد الذي يقول بوضوح إنه يجد الشنق أسهل ألف مرة من جلد إنسان. فيلم معبر، مصنوع باتقان، وجرأة، وقدرة على التعامل البصري مع اللقطات القريبة للشخصيات الكثيرة التي تظهر في الفيلم.

 
أما فيلم "بحبك ياوحش" للمخرج اللبناني محمد سويد، فمن الممكن القول إنه يدور في اتجاه البحث المرهق لسويد عن الشخصية اللبنانية من خلال المكان: بيروت، صيدا، لبنان الكبير.

إنه يتوقف أمام عدد من الشخصيات العادية، التي يسجل شهاداتها عن الواقع، عن الحياة، عن معنى الحياة، عن الحب، عن الحرب، وعن الماضي والحاضر وكيف يرون المستبقل، ولكن في بناء مفتوح، يمزج بين الشخصيات اللبنانية، والفلسطينية، وبين أهل البلد، والمهاجرين الباحثين عن عمل. لكن يعيب الفيلم أنه يفتقد إلى حد كبير إلى وحدة الموضوع، فالمنهج الذي يستخدمه سويد في بناء الفيلم يجعلك تتساءل كثيرا عما يشير إليه، فهو أيضا ينحرف كثيرا عن الموضوع عندما يتوقف طويلا مثلا، أمام شخصية مهاجر سوداني يعمل في بيروت، يتحدث عن حياته السابقة في سورية ويعقد مقارنات بين الحالتين. والواضح أن محمد سويد يريد ن يقدم لبنان بسكانه المختلطين من اللبنانيين والفلسطينيين وغيرهم، لكن الفكرة لا تتجسد بوضوح، والفصول التي تتعاقب تحت أسماء محددة مثل "الحرب، الحب، طق طق، بحبك ياوحش (في اشارة بالطبع إلى وحش الشاشة الراحل فريد شوقي).. إلخ تبدو أحيانا مضللة أكثر مما هي مضيئة، فمن الممكن أن يستمر الفيلم هكذا، أي في هذه الاستطرادات إلى ما لانهاية، ومن الممكن أيضا أن ينتهي في أي لحظة، وهو ما يعكس غياب البناء القصصي المحدد حتى في فيلم تسجيلي، وخلل الايقاع.

أخيرا جاء الفيلم الدنماركي "دموع غزة" وهو وثائقي طويل (90 دقيقة) للمخرجة الدنماركية فبيكة لوكزبرج عملا تقليديا عن الأوضاع الفلسطينية المأساوية في غزة قبل وأثناء وبعد التوغل الاسرائيلي في القطاع في أواخر 2008 وأوائل 2009، من خلال التركيز على مصائر ثلاثة شخصيات لأطفال فلسطينيين.

هناك الكثير من المشاهد الدامية التي تدمي القلب وتقتحم العين، والكثير من اللقطات المقتنصة من قلب الحدث رغم ما فرضته السلطات الإسرائيلية العسكرية من تعتيم على حملتها الدموية. لكن رغم ذلك يبدو أن لا جديد يقدمه لنا هذا الفيلم، فأنت تخرج بانطباع أنك سبق أن شاهدت كل هذه اللقطات في سياق مشابه من قبل. لكنه بلاشك، مفيد بالنسبة للمشاهد الأوروبي الذي يتوجه إليه بالدرجة الأولى.
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger