الأحد، 10 يناير 2010

بريد الأصدقاء: عن السيناريو والارتجال والمونتاج

تحياتي لك وشكرا جزيلا على المجهود الذي تبذله في هذه المدونة الفريدة.

لدي سؤال يشغلني لأني اريد ان اصور فيلما بكاميرا الديجيتال أرجو أن أعرف هل يمكن عمل أفلام بدون سيناريو، كما أقرأ كثيرا، وهل صحيح ان المونتاج هو الذي يأتي بالنتيجة النهائية لأي فيلم؟

محمد مرادالقاهرة

* للاجابة على هذا السؤال المركب اقول بالنسبة للشق الأول منه: عن إمكانية اخراج فيلم بدون سيناريو.. لا أظن على الإطلاق أن هذا صحيح. البعض يردد أحيانا ذلك بالفعل، لكنه عادة ما يكون قصده أنه يدخل التصوير بدون سيناريو تفصيلي مكتمل ونهائي، أي احيانا يكون لدى المخرج وريقات تحتوي على الخط الرئيسي للفيلم كما يتصوره، لكنه يترك المجال مفتوحا أمام الارتجال والتطوير حسبما يسير العمل مع الممثلين. وليس بالضرورة أن الفيلم الذي يبدأ تصويره بدون سيناريو نهائي يكون أفضل من غيره، لكن الأمر يحتاج لعبقريات خاصة للعمل بمنطق الارتجال لكي تخرج في النهاية بفيلم له أهمية، مثل جان لوك جودار وأمثاله، ليس لأنه لا يفكر في الفيلم قبل تصويره، أو يدخل (ورزقه على الله).. بل لأنه مثقف كبير، تدور في رأسه الفكرة عشرات المرات قبل أن يبدأ التصوير دون ان تكون مكتوبة تفصيلا على الورق. أما المخرج المغامر الذي يعتمد فقط على ما يأتي به الواقع فهو مجرد مصور تلقائي ربما ينتهي عمله إلى الغرق في الوحل، فلابد أن يدرك المرء قدراته الحقيقية، وألا يسرف في التفاؤل. والمنطق الذي تعلمناه هو ضرورة أن تقوم بواجبك المنزلي، أي تدرس وتفكر وتخطط وتكتب بالتفصيل بقدر الامكان.* أما بالنسبة للمونتاج ودوره في تشكيل الصورة النهائية للفيلم، فهذا صحيح اذا كان الفيلم من تلك التي يلعب فيها المونتاج دورا بلاغيا، أي يعيد ترتيب اللقطات داخل المشهد او تترك الحرية للمونتير بالاتفاق مع المخرج، في الحذف واعادة ترتيب بعض المشاهد ايضا، أو استخدام مساحات صامتة، ولكن ليس المونتاج الذي يقوم على القطع بين شخصيات تعبر عن نفسها بالحوار طوال الوقت، فهذا النوع مونتاج "آلي" ليس فيه أي ابداع حقيقي بل هو مجرد "صنعة" أو حرفة لضبط الايقاع واحكام الانتقالات.. وهذا هو المونتاج السائد في الكثير من الأفلام (العربية على وجه الخصوص المتأثرة بمسلسلات التليفزيون).

وتحضرني في بيان قدرة المونتاج الإبداعية تجربة خاصة، فعندما التحقت بالعمل في تليفزيون بي بي سي (عام 1994) كنا نتدرب على تقديم تحقيقات أو أفلام تسجيلية قصيرة جدا (3 دقائق مثلا) نقوم أولا بكتابة سيناريو بسيط جدا، ثم نذهب للتصوير ونأتي بكل ما نتصور أنه يفيد العمل من لقطات ومقابلات، ثم نبحث في الأرشيف عن وثائق قديمة أو لقطات سابقة يمكن استخدامها لتدعيم الموضوع، ونقوم بعد ذلك بعمل المونتاج للصور فقط، دون أن يكون هناك أي تعليق صوتي عليها أو موسيقى مصاحبة، أي مونتاج صامت تماما للصور فقط.. وفي النهاية يمكن أن نبدأ في كتابة التعليق المناسب للصورة، ونبحث عن الموسيقى التي نضعها في مقاطع معينة من العمل. وكان هذا كله يتم في يوم واحد فقط. في نهاية اليوم يتعين عليك تسليم شريط مصور صالح للعرض.هذه الطريقة لاشك في صعوبتها، لكن لاشك أيضا في انها شديدة الجاذبية وتمثل تحديا كبيرا أمام صانع أي فيلم، أن يكون بمقدوره التحكم في الصور واللقطات والايقاع لكي يجعل هذه العناصر كلها تروي موضوعا، قبل أن يكتب له تعليقا صوتيا مصاحبا أو ربما حتى بدون أي تعليق مصاحب. إنه بلاشك تدريب شديد الفائدة لكل دراسي السينما والتليفزيون. أرجو أن أكون قد أجبت عن سؤالك كما ينبغي.

الجمعة، 8 يناير 2010

مع ميشيل وعمر

جلسة رائعة جمعتني في لندن أخيرا رغم البرد القارص، والأشغال الشاقة التي أقوم بها هذه الأيام، مع صديقين من أصدقاء الزمن الجميل: المنتج السينمائي الفلسطيني عمر قطان، والمخرج المعروف ميشيل خليفي.
تمكنت من إيجاد فسحة من الوقت للخروج من العمل لقضاء أكثر من ساعة مع الصديقين في مقهى مجاور من مكاتب بي بي سي حيث أعمل، في ريجنت ستريت بوسط لندن.
جاء ميشيل من بلجيكا التي يقيم بها إلى لندن حيث يقيم منتج فيلمه الأخير عمر قطان، لبحث بعض الأمور الفنية معه على ما يبدو.
أهديت نسخة من كتابي الجديد "الشيخ إمام في عصر الثورة والغضب" إلى ميشيل، ففوجئت بأنه يعرف الشيخ إمام معرفة ربما تفوق معرفة الكثيرين من عشاقه بل والمتخصصين فيه أيضا. وروى لي ميشيل كيف أنه زاره مع رفيقيه أحمد فؤاد نجم ومحمد علي، في البيت القديم الذي كانوا يقيمون فيه جميعا في "حوش قدم" بحي الحسين الشهير في القاهرة عام 1982. وقضى ميشيل وقتا طويلا في صحبة الشيخ إمام، وظل يتردد عليه كثيرا بعد ذلك، بل وأدهشني عندما قال لي إنه المسؤول عن إدخال شرائط الشيخ إمام إلى فلسطيني عام 1982 لكي يغني هناك.. وهي دون شك قصة تستحق أن تروى ون تسجل. وقال إنه استخدم نغمة أغنية "إذا الشمس غرقت في بحر الغمام" في أول أفلامه "الذاكرة الخصبة"، وأظهر معرفة هائلة بالكثير من أغاني الشيخ إمام التي يحفظها عن ظهر قلب ليس فقط بكلماتها بل بألحانها، كما أنه يحفظ الكثير من أشعار الفاجومي (نجم)، ويتذكر محمد علي (ضابط الإيقاع) والرسام الذي رحل عن عالمنا قبل أشهر معدودة، ولم يكن ميشيل يعلم برحيله. وروى لي كيف أنه عندما التقاه سأله: هل انت الفنان التشكيلي، فرد عليه محمد بسرعة بديهة وخفظ ظل قائلا على الفور: لا أشكيلك ولا تشكيلي!
كنت قد التقيت ميشيل أخيرا في مهرجان دبي السادس الشهر الماضي، بعد غياب دام ربما أكثر من عشر سنوات (فراقات عشاق السينما فراقات معذبة فعلا.. تصوروا مثلا أنني لم أكن قد التقيت بالعزيز الناقد عدنان مدانات منذ منتصف التسعينيات إلى أن قابلته أخيرا في مهرجان أبو ظبي السينمائي في أكتوبر!)..
مقالي عن فيلم "زنديق" أحد أفلام ميشيل خليفي الذي حصل على ذهبية مسابقة المهر للأفلام العربية الروائية الطويلة، أعجب ميشيل كثيرا.. وقال لي إنه وجد فيه الكثير مما كان في ذهنه فعلا أثناء كتابة وتصوير الفيلم، فقلت إنني لا أعرف ما إذا كان هذا حقيقيا أم لا ولكني عادة ما أعبر عن "رؤيتي" الخاصة للعمل السينمائي، واستقبالي الشخصي له، دون أي محاولة لتجميع "معلومات" مسبقة عن ظروف صنع الفيلم، وإنني آمل دائما أن يكون المقال النقدي تعبيرا عن علاقتي بالفيلم، وأن يكون أيضا قطعة "أدبية" لا تقل أهمية عن الفيلم نفسه، بل تتماهى معه وتدخل أحيانا أيضا، في سجال وجدل مع أفكاره.
حديثنا عن الفيلم والمقال لم يستغرق ثلاث دقائق انتقلنا بعدها إلى السينما ومهرجاناتها وأحوالها في العالم العربي، وإلى اوضاع النقد والنقاد، وناقشنا أيضا بعض الأفكار التي تصلح للتحول إلى سينما.. وكان عمر قطان يصغي باهتمام، وكنت قد تعرفت على عمر للمرة الأولى في مهرجان فالنسيا السينمائي عام 1991 (على ما أتذكر)، وكان موجودا هناك .. شابا يافعا.. جاء لعرض فيلمه الأول كمخرج وهو بعنوان "أحلام في الفراغ"، وقد كتبت عنه في صحيفة "القدس العربي" التي كنت أعمل بها في ذلك الوقت. وهو أصلا من دارسي السينما في بلجيكا، وأظنه تتلمذ على يدي ميشيل خليفي الذي يقوم بالتدريس منذ سنوات طويلة، في معهد السينما البلجيكي الذي تخرج منه. وكان فيلم ميشيل الأول "الذاكرة الخصبة"(1982) إعلانا قويا عن موهبة كبيرة حقا، وعن تيار حداثي بارز في السينما الفلسطينية.
معا.. ضحكنا ونحن نتذكر تلك الايام، ونتذكر ما دار من معارك بعد ذلك حول الكثير من القضايا والمواضيع، وتطرقنا إلى السفه الذي تمارسه بعض المؤسسات في العالم العربي بدعوى الاهتمام بالسينما فيما هي مهتمة أساسا باستعرض نفسها، والغرق في مستنقع الفساد.. والعياذ بالله!
ولا أريد أن أطيل عليكم.. فسأذهب لتناول الشاي الساخن الآن لعله يمنحني بعض الطاقة في هذا البرد المقيم.. وآخر الأنباء عندنا هنا في لندن، تقول إننا سنشهد هطول الثلوج هذه الليلة بحيث نستيقظ صباحا لنجد المدينة وقد غرقت في كتل الثلج الأبيض.. أي تحولت إلى قرية كبيرة تتعطل فيها حركة المركبات الحديثة، حيث لا يصلح في هذه الحالة ربما سوى ركوب الدواب ذات الحوافر التي تغرز في الثلج، للانتقال، على طريقة الاسكيمو.. ولكن من أين نأتي بها.. عندي قطة واحدة، لا اظن أنها تستطيع القيام بالمهمة!

الخميس، 7 يناير 2010

الحنين إلى "عصر السينما"

مجمع سينما وورنر فيلليج

سينما ريتزي التحفة المعمارية الرائعة في حي بريكستون (لم أزرها بكل أسف حتى الآن)

واجهة سينا بلازا

سينما امباير من الداخل في ليستر سكوير في سالف العصر والأوان قبل تقسيمها

سينما امباير من الخارج حاليا

سينما امباير من الخارج قبل فترة

سينما لندن بافيلون


سينما بيوجراف التي اشار إليها محمد خان وقال انها كانت في فيكتوريا ستريت

واضح إن الموضوع المنشور في هذه الصفحة حول ذكرياتي عن دور العرض اللندنية في الزمن الجميل الماضي (من الثمانينيات) من عصر السينما فعلا (تيمنا بعصر الراديو، وهو عنوان أحد أفلام وودي ألين الجميلة التي أحبها- فنحن الآن كما أظن لم نعد في عصرالسينما بل في عصر الانترنت) أقول إن من الواضح ان الموضوع قد أثار شجونا في نفس صديقي المخرج الكبير محمد خان، وقد سبق أن كتب لي تصحيحا مهما عن سينما "أكاديمي" وكانت من أجمل وأحلى السينمات في لندن واكثرها احتراما، وفيها كنت قد شاهدت عددا من أهم الأفلام منها مثلا فيلم "وتبحر السفينة" لفيلليني عام 1983.
وأتذكر أن عماد الدين أديب، الإعلامي البارز (وكنا نرتبط بصداقة من أيام الجامعة في السبعينيات)، دعاني مع صديقنا الصحفي المصري الرائع حافظ القباني (مازال يقيم ويعمل في لندن) لمشاهدة فيلم في سينما أكاديمي للمخرجة الألمانية الشهيرة مرجريتا فون تروتا اظن كان اسمه (اصدقاء وأزواج).. وكان ذلك في عام 1983، قبل ان آتي للعيش في لندن في العام التالي. وكان عماد وقتها رئيسا لتحرير مجلة "المجلة". وخرجنا بعدها وتوجهنا إلى حيث كان يقطن عماد في حي ماي فير الراقي في لندن لكي نتناقش في الفيلم بينما كان حافظ يعد طعاما شهيا للعشاء.

واجهة سينما جيت نوتنج هيل


المهم أن محمد خان الذي عاش سنوات طويلة في لندن، وسبقني بالطبع كثيرا، تعود ذكرياته بالتالي إلى الزمن الأجمل بلا أي شك، وهي حقبة الستينيات التي غيرت تاريخ الدنيا (هناك بالمناسبة عدد من الكتب المهمة حول تأثير الستينيات وثقافة الستينيات وفنون الستينيات) كما لم تفعل أي حقبة أخرى في القرن العشرين، فقد كانت سنوات للغضب والثورة والتمرد على كل ما هو سائد من فنون، وفيها ظهرت أكبر حركات التجديد في السينما والموسيقى والمسرح وغير ذلك.
أود ايضا أن اقول إنني كنت أريد أن يختتم كتابي "حياة في السينما" بهذا الفصل الحميمي الذي ابتعد فيه عن الهموم المصرية والعربية، وأعود إلى البدء.. أي إلى السينما، وإلى دار العرض السينمائي تحديدا التي ولدنا فيها وتعلمنا في داخلها السينما، أظن أنا ومحمد ايضا، فقد كانت وسيلتنا الأولية لتعلم السينما هي المشاهدة والقراءة والمناقشات سواء في نوادي السينما، أو بعد ذلك في دور السينما الفنية في العاصمة البريطانية التي أحتفظ لها بذكريات رائعة وأعتبرها مدرستي السينمائية بحق.. لكن الاقدار وحدها شاءت الا ينشر هذا الفصل في الكتاب، ربما لكي يصبح متاحا لقراء هذه المدونة بشكل مباشر.
وقد أسعدني أن اتلقى ثلاثة رسائل أخرى من محمد خان يذكرني فيها ببعض دور العرض اللندنية، منها ما أتذكره، ومنها ما لم أعايشه أو الحق به، فقد وصلت بعد أن زال من الوجود أو تحول إلى محلات أخرى.

وأنا أود هنا ان أشيد بذاكرة محمد خان، بل وأتمنى أن يعكف على كتابة مذكراته اللندنية بكل ما فيها من مغامرات في السينما وغير السينما، فسيكون هذا كتابا رائعا لنا جميعا.
المهم.. بعد ان تلقيت رسائل محمد، شعرت شعورا غامضا جميلا، بالرغبة في استعادة كل ما ذكره، بالعثور على صور لدور العرض التي ذكرني بها، كيف كانت وكيف أصبحت، وبدأت رحلة بحث مضنية، وتمكنت من جمع عدد من الصور التي أود ان اقدمها لقراء هذه المدونة من أصدقائي عشاق السينما، وعشاق دور السينما الحقيقية وليس "علب الافلام"، كما أقدمها أساسا، إلى صديقي محمد خان، لدعم هذه الذاكرة المشتركة بيننا، وتزويدها بالجزء المرئي منها، أي الصور. وارجو أن يساعده هذا بل ويحفزه على كتابة ذكرياته. وانا على استعداد لمراجعتها وإعدادها للنشر، والناشر موجود فعلا.
سألني محمد عن الدار السينمائية الملاصقة لسينما امباير في ليستر سكواير، واقول إنها ليست ملاصقة تماما. دار امباير القديمة التي أشار إلى أنها كانت مرقصا في الماضي، لابد أنها قسمت إلى دار عملاقة للسينما (هنا بعض الصور) ومرقص او ديسكو و ربما أيضا كازينو، أما السينما التي تبعد عدة خطوات عن مبنى إمباير فهي تدعى حاليا سينما فيو Vue وكانت من قبل Warner Village بعد أن تم تقسيمها إلى 9 قاعات تحت وفوق الأرض أو ربما 10 أيضا لا أتذكر بالضبط فلست من هواة التردد عليها بعد أن أصبحت مجموعة من العلب، وغالبا كانت تسمى قبل ذلك سينما كلاسيك أي ضمن الشبكة الشهيرة وقبلها كانت جزء من شبكة ABC ايه بي سي. أما سينما بلازا يامحمد فلم يعد لها وجود الآن بكل أسف.. وكذلك السينما الأخرى التي كانت موجودة في شارع هاي ماركيت على ناصية صغيرة، وهي أوديون هاي ماركيت، فقد فوجئت قبل فترة قصير باختفائها من الوجود ايضا، ولاتزال السينما الصغيرة في أول بيكاديللي ستريت موجودة لحسن الحظ.
أنشر هنا رسائل محمد الثلاثة كما وردت.. والصور تجدونها موزعة فوق وتحت هذه الكلمات مع تعليقاتي عليها.
عزيزي محمد: هل هذه هي الدور التي حدثتني عنها في رسائلك؟ رجاء التدقيق والتصحيح إذا وجدت خطأ ما.. وتقبل تحياتي.

لقطة أخرى لسينما بافيلون التي زالت من الوجود قبل ذهابي إلى لندن عام 1984


رسالة (1)
عزيزى أمير
لندن والثلوج أو الضباب أو الأمطار .. هى لندن التى لها وحشة .. فسينماتها من أول زيارة فى ١٩٥٨ تعود فى خيالى .. والبركة فى مقالك.. هل تتذكر السينما التى كانت فى ِإدجوار رود.. على الرصيف المواجه للأوديون ماربل آرش .. هى الآن اعتقد كافيتريا لبنانية لعشاق القهوة التركى والشيشة والشاورما .. بالمناسبة شبكة دور عرض أوديون وقبلها جومونت وبالمناسبة سينما إمباير فى ليستر سكوير قبل ما تقسم كانت اكبر سينما حجما فى لندن وكانت شقيقتها اللازقة بها وناسى اسمها .. ياريت تفكرنى .. المهم إمباير فى الستينات كانت قاعة رقص ضخمة كان لي مغامرات فيها.. أنا طبعا تطرقت للسينمات عموما ومش بالضرورى متخصصة ويمكن لأن السينما عموما كان حالها أجمل بكثير .. سينما ريالتو بقت محل هامبرجر وسينما بافيليون بقت فرع لشبكة محلات الدى فى دى.. وبما انى بقيت فى البيكاديلى منساش السينما الصغيرة على الناصية فى أوائل بيكاديلى ستريت .. أهى دى كانت متخصصة .. وأخيرا كنت من ضمن اللى وقفوا فى الصف الطويل عشان أشوف تحفة هيتشكوك ـ سايكو ـ فى أول عرض وحفلة ظهرا فى السينما اللى لا تزال موجودة فى ليتل ريجنت ستريت "بلازا " وقطعوها حتت زى بقية السينمات .. مقالك تحريض لزيارة لندن .. حتى لما اتقابلنا فى لندن على ما اتذكر فى شيرنج كروس روود كان فيها سينما فى صف مكتبة فويلز متخصصة كذلك .
كفاية سينمات والسلام.
رسالة (2)
ملحق سريع قبل ما أنسى.. شاهدت فيلمين فى نفس البرنامج
Fritz Lang's M
Henri George Cluzot's
Les Diaboliques
هناك سينما كانت مسرحا أصلا وأعتقد عادت لتكون مسرحا.. وهى خلف شيرنج كروس روود ناحية كيمبردج سيركس.
..
أظن كان برنامج مذهل
تحياتي


لقطة أخرى لعل محمد يؤكدها لسينما لندن بافيلون


رسالة (3)
آخر كلام عن السينمات .. الواحد نسى ثلاث سينمات قديمة
Paris Pullman
اكتشافى أنطونيونى بفيلم L'Aventurra
اللى بعده كتبت خطاب الى مجلة films & Filmingونشر عن تأثرى بالفيلم وأيضا كنت مع شادى عبد السلام وعبد العزيز فهمى نتابع عرض "المومياء"، وكان كتابى عن السينما المصرية فى فترينة السينماوده كانت سينما صغيرة وخاصة جدا، وبعدين فيه سينما اكتشفتها فى حى فكتوريا واسمها Biograph ثم فى ويسترن جروف روود كان فيها Roxy أو كانت غيرت اسمها إلى International film Theatre
واكتشفت تروفو فيها وكذلك فيلم نادر لدى سيكا ـ السقف ـ
بقت اعتقد الآن محل بيتزا.. كلهم قفلوا .. وعلى فكرة السينما اللى فى ادجوار روود كان اسمها Gala Royal وتعرفت فيها على بونويل
عشان كده بأعتبر مدرستى الحقيقية كانت سينمات لندن فى الستينات.
تحياتى

سينما ريالتو التي كانت كائنة في كوفنتري ستريت


سينما ريالتو من الداخل التي ذكرها محمد خان ولم أعاصرها

سينما أيماكس أكبر شاشة سينمائية في أوروبا التي تعرض الافلام المجسمة وأحدثها حاليا "افاتار"

الجمعة، 1 يناير 2010

محمد رضا يكتب عن كتاب "حياة في السينما"


حياة في سينما أمير العمري


هذا مقال الزميل الناقد محمد رضا عن كتاب "حياة في السينما" الذي نشره في موقعه "ظلال وأشباح" وفي صحيفة "الخليج".. وأنا سعيد بالمقال، وسعيد بالجدية التي يتناول بها النقاد كتابا ليس في النقد السينمائي بالضرورة، بل فيما يدور حوله، وداخل دروبه، من خلال زاوية شخصية، تخضع بالطبع للتجربة الشخصية. وهو نوع من الكتابات قليل في عالمنا العربي. شكرا لمحمد وهذا هو مقاله:


من يقرأ كتاب الزميل أمير العمري "حياة في السينما" يجد نفسه مشدوداً الى ذكريات لا يجدها المرء في أي مكان آخر. بالطبع هي ذكريات الناقد الغني عن التعريف، وبالتالي فمن الطبيعي أن لا تكون مطروقة لأنها تعبّر عن حضوره الجغرافي والتاريخي وحده، لكن المثير فيها هي أنها تطرح ما يخص المثقّفين والسينمائيين والمراجعين جميعاً. كما يؤكد المؤلّف في المقدّمة، يروي أمير العمري جانباً مهمّاً من حياته الشخصية. كم هي مهمّة؟ مهمّة الى درجة أن من يمسك الكتاب سيجد أن الغاية ليست الحديث عن ولادة المؤلّف ونموّه وظروفه وارتقائه، ولن يدخل سيرة حياة بالمفهوم البيوغرافي للكلمة، بل سيجد أمامه شريط ذكريات مصوّراً يستعرض فيه الناقد شهاداته على وقائع كثيرة حضرها وعايشها. وإذ يفعل تستطيع أن تجد أمامك كاتباً يقترب مما يورده ليس من باب الإستعراض فقط بل من باب القراءة التاريخية ايضاً.

وعلى نحو طبيعي لناقد، يبدأ العمري كتابه بقراءة تحليلية لأول فيلم ترك فيه تأثيراً جعله ينكب على السينما ويغيّر وجهة نظره فيها. الفيلم كان »الترتيب" لإيليا كازان (1969) الذي يسبر المؤلّف غوره جيّداً ولو أنه تجنّب لوم مخرجه لوشايته بزملائه اليساريين، أبّان الحملة المكارثية، متسبباً في منعهم من الكتابة وحبس بعضهم في سجون المكارثية، مكتفيا، وهذا حقّه، بالمرور عابراً على هذه النقطة.

ينتقل بعد ذلك الى فترة ذهبية من فترات الثقافة السينمائية في مصر (وفي العالم العربي) هي فترة السبعينات ليتحدّث في نحو 56 صفحة عن معايشته لجمعية نقاد السينما المصريين ولمن عاصرهم هناك من المرحومين فتحي فرج وسامي السلاموني الى سمير فريد ومصطفى درويش وحسين بيومي، وهذه الأسماء تتكرر في مشاهدات وفصول أخرى عبر الكتاب الذي يضع نقاطاً مهمّة على حروف تلك الفترة ليكتشف، من عاصرها ولم يعايشها مثلي، أن هناك الكثير من جوانبها لم يكن يعرفه او يصل إليه. ليس على صعيد صراعات داخلية فقط، بل على صعيد هيكلة الذوق الثقافي في تلك الفترة. فأمير العمري لا يُحاسب بل يؤرّخ كاشفاً أوراقاً تعكس إتجاهات نقدية مهمّة تبعاً للفترات التي وقعت فيها.

وهو يشرح، خلال مراجعته تلك، موقف نظام السادات من الثقافة، وموقف المثقّفين أنفسهم وقد تشيّعوا موالين او معارضين٠وبحق يسأل (في الصفحة 46) ملاحظاً ظهور واختفاء جريدة سينمائية صدر منها 33 عدداً وخاضت معارك ضد الثقافة المتطبّعة بالخاتم الرسمي، "عما أصاب، ليس فقط النقد السينمائي في مصر، بل وما حل بالذين كانوا من الأقطاب الرئيسيين في تلك الجريدة في السبعينيات"٠سؤال مرير إذ لا يمكن الإجابة عليه من دون الشعور بأن جهوداً مضنية كثيرة بُذلت و.. للأسف ضاعت.

كتاب أمير العمري يحرّك الماء الراكد بحرارته المعهودة، وما يطرحه هو ما يشغل باله الى اليوم٠ في فصل آخر يتحدّث عن ثلاث شخصيات عاصرها وتداول معها هي يوسف شاهين وعبد الفتاح الجمل ورشيد مشهراوي. هنا يكتب عن لقاءاته الأولى مع هذه الشخصيات فينسج بذلك مادّة هي مثار اهتمام القاريء الذي يشعر بالفضول لمعرفة، لا رأي الناقد بمخرجه او بالشخصية الإعلامية المعيّنة فقط، بل أيضاً بكيف اقتربا وتعرّفا وما هو رأي الناقد في كل منهم على حدة٠ويلفت الإهتمام كثيراً، كيف قيّم أمير العمري فيلم شاهين "عودة الإبن الضال" بكلمات تخالها من كتابة الوقت الراهن ما يدل على وميضها الخاص. فالناقد يدل على ما اتفق عليه العديد من النقاد فيما بعد وهو أن تشتت المخرج الفكري "ينعكس في أركان كثيرة من فيلمه، حيث نرى كيف يبدو "علي" (البطل) في بعض المواقف كأنه لا يزال يحتفظ بصدقه وطهارته ورغبته في مساعدة إبراهيم رغم الإدانة القوية التي يوجهها له (المخرج) في الفيلم"٠ نفس الإثارة الذهنية نجدها في الفصل التالي المعنون "في لجان التحكيم والمهرجانات" حيث يسرد تجربتين هما في ذات الوقت طريفتين ودالّتين. واحدة وقعت فصولها في مهرجان أوبرهاوزن الألماني، والثانية في مهرجان طهران. لكني لم أكترث بذات القدر (وهذا رأي شخصي) باليوميات التي سردها عن المهرجانات الأخرى، ربما بسبب اعتماده على صيغة اليوميات التي كنا قرأناها في أماكن أخرى٠

جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger