
كتابات نقدية حرة عن السينما في الحياة، والحياة في السينما............. يحررها أمير العمري
الاثنين، 14 ديسمبر 2009
في مهرجان دبي السينمائي 4

السبت، 12 ديسمبر 2009
في مهرجان دبي السينمائي 3

ازدحام البرنامج ليس ميزة، بل يجب تنقية المهرجانات العربية لها من هذه البدعة، أي بدعة عرض عشرات الأفلان (البعض يفخر بعرض أكثر من 200 فيلم) وكلما زاد العدد زادت المباهاة، وكأننا في مباراة. وكنت قد طالبت من قبل بألا يزيد عدد الأفلام في كل أقسام أي مهرجان دولي كبير عن 80 فيلما، فسيتيح هذا، إن حصل، السيطرة أكثر على البرنامج، وعدم الاضطراب، واتاحة الفرصة لأنشطة أخرى غير العروض والمشاهدات، أي المناقشات والمؤتمرات الصحفية، والأحداث الجانبية الثقافية المهمة وغيرها، وهي أساسية في كل المهرجانات. لكن عندما تأتي لتقول لي عليك أن تحضر مناقشة للسينما الفلسطينية مثلا، أجد نفسي مضطرا لتجاهلها لأن هناك فيلما مهما في المسابقة العربية سيعرض في نفس التوقيت، ويجب أن أشاهده.
أيضا لم أفهم سر الاحتفاء المبالغ فيه بالسينما الهندية.. كيف نروج لسينما تجارية في معظمها على هذا النحو، هل هي دعوة إلى سيطرتها على الأسواق العربية، وقتل سينمانا التي تعاني من الوجود أصلا.. لماذا يتعين علينا الترويج لسينما لا تعاني من أي نكران في بلادها بل هي منتشرة وأصبحت الأكبر والأضخم من حيث الانتاج في العالم قاطبة!
هل نحن نرضي الجاليات الهندية من العاملين بدول الخليج؟ وهل لدى هؤلاء وقت أصلا لمشاهدة الأفلام؟ ومن الذي سيفتح لنا أبواب الفنادق وأبواب السيارات، وهم يتراصون بالعشرات حتى أمام آلات اصدار بطاقات ترك السيارات في المواقف المخصصة لذلك داخل "مول الإمارات" وغيره بدون أن تكون هناك أي حاجة إلى عامل يؤدي هذه الوظيفة!
وإذا افترضنا أن الخليج يهتم تاريخيا بالثقافة الهندية، فماذا عن مهرجان القاهرة السينمائي الذي يحتفي، ليس فقط بالتفاهة كما سبق أن كتبت، أي بأفلام نادية الجندي ومثيلاتها من أسطوات الفن المتدهور أو الانحطاط الفني والفكري وتشويه المرأة، بل بالسينمات التجارية الشائعة ورموزها.. فماذا قدم أميتاب باتشان للحضارة البشرية أو للثقافة العالمية لكي نحيطه بكل هذه الهالة والاهتمام؟!
لا أفهم.. وربما يعتبرني بعض المهووسين بهذا النوع من الفنون الشائعة من أنصار "الموضة القديمة" أو أنصار فنون النخبة على حساب فنون الشعب!
* الفيلم الفلسطيني الجديد "صداع" عمل مثير للتأمل بلا أدنى شك ويستحق التوقف عنده فيما بعد.

* أفلام المخرجين الأكراد متوفرة بشكل يدعو للدهشة في هذا المهرجان" ويبدو أنه يكفي أن تقول إنك كردي وترغب في عمل فيلم عن المشكلة الكردية والهوية الثقافية الكردي حتى لو لم تكن موهوبا أصلا، لكي تحصل فورا على التمويل الغربي، من فرنسا وبريطانيا وغيرها. شاهدت فيلمين "كرديين" في يوم واحد وغدا سيعرض فيلم ثالث وربما يوجد المزيد، يتعين علي مراجعة البرنامج.. وقريبا ربما نجد البعض يحدثنا عن "السينما الكردية"!
* مازلت عاجزا عن فهم لماذا يحضر ممثل محدود القيمة والشأن، أو نموذج للمهرج النمطي السخيف مثل سمير غانم حفل الافتتاح في هذا المهرجان (وأرجو ألا يتهمني أحدهم بأنني أعادي الكوميديا، وكأننا نتحدث مثلا عن شارلي شابلن أو وودي ألين في حين أن دماغ سمير غانم توقفت عن النمو منذ اسكتش "دكتور.. إلحقني" عام 1960!، بل ولماذا دعي أصلا، ولماذا جاءت مقدمة برامج المنوعات التليفزيونية هالة سرحان، وماذا تفعل في هذا المهرجان: هل هي مسألة أمزجة شخصية مثلا؟!
يجب أن نعرف ماذا نفعل وماذا نقدم، فلا يصح أن نعرض أفلاما ممتازة، لها علاقة حقيقية بفن السينما، وتعرض إلى جوارها نماذج بارزة لا تدلل سوى على إفلاسنا الفني!
* رغم إعجابي الكبير بفيلم "واحد صفر" لكاملة أبو ذكري، إلا أنني لم أجد أنه لم يكن هناك بديل له في مسابقة المهر العربي لتمثيل السينما المصرية (مع عصافير النيل) فقد عرض في الكثير من المسابقات والمهرجانات، ويبدو أنه سيظل يدور في المهرجانات العربية للعام القادم أيضا، في حين أن مهرجان دبي كان يمكنه أن يحقق "ضربة" حقيقية إذا ما أدرج فيلم "بالألوان الطبيعية" لأسامة فوزي في مسابقة المهر للأفلام العربية أو افتتح به هذا القسم في عرضه العالمي الأول (الذي لم يحدث بعد) ولكن أحد أصدقائي قال لي إن مهرجان دبي في إطار منافسته المحتدمة مع مهرجان أبو ظبي، لا يرغب في الحصول على أي فيلم سبق ادراجه في برنامج أبو ظبي، حتى لو لم يكن قد عرض كما حدث مع فيلم "بالألوان الطبيعية" الذي اكتشفوا هناك، قبل شهرين، أن النسخة التي وصلت منه لم تكن صالحة للاستهلاك الآدمي.. غالبا بسبب الاستعجال للحاق بالمهرجان ذي الجوائز المغرية.. مسكين أسامة فوزي فقد دفع الثمن مرتين في حين أن المحظوظ "واحد صفر" سيظل يلف ويدور في كل مهرجانات الأرض لدرجة اصابتنا بالملل خاصة وأن الموضوع أصبح ميتا الآن في ضوء الهستيريا الكروية التي أعقبت مباراتي مصر والجزائر في كرة القدم!
في مهرجان دبي السينمائي 2

شاهدت الفيلم للمرة الثانية بعد أن كنت قد شاهدته قبل نحو اسبوعين في مهرجان القاهرة السينمائي. وهو يحتاج إلى وقفة خاصة تفصيلية ستأتي أكيد فيما بعد.
الأحاديث التي تدور حول مائدة الغذاء ربما تكون أشمل وأكثر فائدة من المناقشات الرسمية، وهذه فائدة المهرجانات، لأنها تجمع بين النقاد والسينمائيين وتوفر الفرصة لعمل مناقشات حقيقية في أجواء ودية بما يقرب بين الأطراف المختلفة دون أن يعني هذا على الإطلاق أنه يتعين أن يتنازل أحدنا عن موقفه ورأيه المؤسس من قبل.
نكتشف صباحا وجود عروض خاصة بالصحافة للأفلام الخليجية التي عرض منها أول فيلم روائي طويل من الامارات بعنوان "دار الحي" لعلي مصطفى، ولكن لأفلام أخرى ايضا منها فيلم "قرطاجنة" الفرنسي..
* المخرج الفلسطيني الكبير ميشيل خليفي موجود هنا مع فيلمه الجديد الذي يحمل عنوانا غريبا هو "زنديق" ومع منتج الفيلم عمر قطان الذي لم أره منذ سنوات بعيدة وفوجئت بأن شعره الجميل اختفى من فوق رأسه.. زمن!
* نصري حجاج موجود أيضا بفيلمه الجديد التسجيلي "وقال الشاعر" حول حياة الشاعر الراحل الكبير محمود درويش. وكنت قد التقيت نصري في لندن في الصيف الماضي وقت أن كان يستعد لتصوير الفيلم ما بين تونس وبيروت وباريس.
* موضوع البيان المضاد للسرقات النقدية أي عمليات السطو التي يمارسها بعض المنتحلين واللصوص (وليس سرقات النقديات المالية بالطبع بل هي أنكى وأفدج!) يلقى اهتمام الكثيرين هنا ونستعد لاكمال النصاب من الموقعين عليه من النقاد لإصداره قريبا حتى يساهم في ردع تلك الظاهرة البشعة التي تفشت خلال الفترة الأخيرة ونالت الكثيرين منا.
* قابلت في الصباح مسعود أمر الله الذي كان بشوشا كعادته ودافئا في مودته، وليس صحيحا أنه لا يظهر بل يشرف بنفسه على مسار الأمور ويتأكد من أن كل شيء يسير في مساره المحدد ويتدخل في الوقت المناسب لحل أي مشاكل تنشأ أمام الضيوف والصحفيين. وقد ثارت مشكلة بسيطة تتعلق ببرنامج العروض الصحفية الذي أشرت إليه وسرعان ما حل المشكلة.
* يحتفي مهرجان دبي هذا العام بالسينما الهندية التي سبق أن لقيت احتفاء مماثلا في مهرجان القاهرة السينمائي، ولا أعرف السبب.. هل هناك مناسبة معينة للاختفاء الخاص بهذه السينما الكبيرة على هذا النحو؟
ويكرم المهرجان أيضا النجم الهندي أميتاب باتشان الذي سبق تكريمه في القاهرة أيضا.. هل هي مجرد مصادفة أن يتبادل المهرجانان الاحتفاءات والاحتفالات.. لا أعرف!

يبدو من الوهلة الأولى أن "كل الناس" او كل الدنيا جاءت إلى هنا، إلى دبي، لحضور مهرجانها السينمائي على الرغم من الأنباء السيئة التي تتحدث عن انهيار سوق العقارات وافلاس العديد من الشركات، وبداية أزمة مالية ضخمة في الإمارة التي عرفت عقودا من التألق.لم أدخل دبي منذ 1999 أي منذ عشر سنوات. وكان الطريق من منتصف المدينة إلى المطار، وبالعكس لا يزيد عن 7 دقائق فأصبح اليوم يتجاوز 40 دقيقة، تمر خلالها بالسيارة على عشرات المنشآت والشركات والمباني والأنفاق والجسور.. حالة عمرانية بانورامية هائلة ربما كانت المبالغة في حجمها هي التي أدت في النهاية إلى وقوع تلك الأزمة التي أتمنى أن تنهض منها الإمارة بسرعة وتعود إلى سابق عهدنا بها.
الأربعاء، 9 ديسمبر 2009
لقاءات في القاهرة 3
أفكار جديدة في أمسية السينما المستقلة
وكان الحشد الذي حضر مفاجئا لي، فلم تكن هناك إعلانات في الصحف، بل اقتصر الأمر على هذه المدونة. ومع ذلك، جاء كثيرون لا أعرفهم أو لم أكن اعرفهم من قبل، من الشباب، من هواة السينما، ومن محترفيها ومن الراغبين في العمل بالسينما.
وقد استغرق اللقاء ثلاث ساعات كاملة، من السابعة على العاشرة مساء، وشمل عددا من المحارو منها مستقبل السينما المستقلة، والعلاقة بينها وبين النقد، وهل هي علاقة ثقة أم تشكك، وهل الإنتاج يقتضي المغامرة أم التأني، وهل هناك قواعد للسينما المستقلة عليها أن تضعها لنفسها أم أن الأفضل ان تحطم كل القواعد وتدع "مائة زهرة تتفتح".
من السينمائين المستقلين الذين قدموا اسهاماتهم الأولى جاء ابراهيم البطوط مخرج فيلم "عين شمس"، وأحمد رشوان مخرج فيلم "بصرة"، وأحمد عاطف مخرج فيلم "الغابة"، والمخرج التجريبي الطليعي عماد إرنست، واعتذر أحمد عبد الله مخرج فيلم "هليوبوليس" عن عدم الحضور قبل اللقاء بسبب انغماسه في تصوير فيلم جديد في الاسكندرية، بينما قطع ابراهيم البطوط تصويره فيلم آخر جديد هناك لكي يحضر اللقاء كما قال لي.
وحضر معنا كاتب السيناريو سامي السيوي، والدكتور ناجي فوزي الأستاذ بمعهد النقد الفني، والناقد حسين بيومي، ومحمد عبد الفتاح مدير ومؤسس مهرجان السينما المستقلة، وحشد من الزملاء والزميلات، معظمهم من جيل الشباب كما اشرت. وكان هذا مؤشرا على الاهتمام الكبير الذي تجده الفكرة في حد ذاتها، أي فكرة السينما المستقلة: بمعنى الاستقلال عن السينما السائدة، والبحث عن طرق جديدة للإنتاج والتصوير بعيدا عن الطرق التقليدية والوسائل العتيقة والنجوم الذين يفرضهم السوق أكثر من الضرورة الفنية.
قلت إننا نجتمع لكي نرى ما إذا كنا قد أصبحنا اليوم أكثر اقترابا من مفهوم السينما المستقلة وذلك في ضوء ما تحقق بالفعل من أفلام تحت هذه اللافتة، سواء من افلام روائية طويلة او افلام قصيرة عديدة.
أحمد عاطف تحدث مؤكدا أن فيلمه "الغابة" أحد افلام السينما المستقلة وشرح تجربة انتاجه وكيف أنه انتج خارج الاطر التقليدية وبدهوده الخاصة واهتمادا على ما يعرف بسلفة التوزيع (قرض بضمان توزيع الفيلم)، وأن أجور العاملين كانت مؤجلة الدفع، وأنه تقدم بالفيلم إلى مسابقات كثيرة في الخارج، وانه عمل بدون منتج بل انتج فيلمه بنفسه، وأكد في عبارة أثارت الدهشة ان "العمل بدون منتج على الإطلاق أفضل من العمل في وجود منتج، فوجوده فكرة مزعجة جدا حتى لو كان أكثرهم فهما"!
وطالب أحمد بضرروة دعم مثل هذه التجارب من جانب النقاد الذين يجب أن يأخذوا في الاعتبار الظروف الشاقة التي يصنع الفيلم في اطارها رغم اقراره بضرورة التعامل مع الفيلم تعاملا فنيا وعدم التساهل في هذا الجانب.
وأكد عاطف ان الفيلم الطويل هو الذي سيصنع التغيير في السينما وليست الأفلام القصيرة التي ربما يعكس الاقبال على صنعها خوفا من الاقدام على تجربة صنع أفلام طويلة.
مشروع ومغامرة
تحدث ابراهيم البطوط عن مشروعه الجديد وقال إنه بدأ في تصوير فيلم بدون ميزانية على الإطلاق، وبدون سيناريو نهائي، وأنه حدد فترة زمنية للانتهاء نم تصوير الفيلم وانه ملتزم بها، وقال عن العمل يشكل مغامرة قد تنتهي بان ياتي الفيلم نفسه مغايرا للفكرة التي بدأه بها.. وقال إنه يعمل اعتمادا على جهود عدد من ابناء مدينة الاسكندرية سواء من الفنيين او الممثلين، وذلك لكسر احتكار الفنانين القاهريين، والاعتماد على المبادرة الجماعية التطوعية، وأكد انه رغم ادراكه لاحتمالات الفشل القائمة بنسبة كبيرة إلا أنه مصر مع فريق فيلمه، على المضي قدما في التجربة حتى نهايتها، بعد ان ادرك انه يتعين عليه أن يصنع فيلما ىخر دون انتظار لتوفر الظروف المثالية للإقدام على اخراج الفيلم بعد أن تعثر مشروع فيلمه الآخر انتاجيا.
عماد إرنست قال إن لديه افلاما قصيرة، ولديه عدد من المشاريع موجودة في الدرج، وليست لديه روح الاندفاع لتحقيق أفلام، وأن من طبعه التأني الشديد، والعمل الطويل على المادة من الناحية الجمالية قبل التصوير. وقال ان موضوعات السينمائيين المستقلين متشابهة بل وأفلامهم تتشابه أيضا في جمالياتها. وأضاف أن موضوعات أفلامه ليست تجارية وأن طريقة عمله لا تناسب الفيلم التجاري أصلا ولا المنتج الذي يود تحقيق مكاسب مباشرة، ودعا إلى ضرورة احترام التباين وتحدث بالتفصيل عن تجربة الملتقى السينمائي الذي نظمه حديثا لعرض ومناقشة الأفلام على مستوى اقرب إلى "ورشة العمل" وليس نادي السينما، والدروس التي خرج بها من التجربة.
وقد تحدثت شقيقة عماد "هناء إرنست" تفصيلا أيضا عن التجربة نفسها، وهي المدير الفني لملتقى الأفلام. وقد طلبت من كل منهما أن يكتبا لهذا الموقع "حياة في السينما" شهادتيهما على التجربة الثرية بغرض توثيقها وتأصيلها وحتى تعم الفائدة.
أحمد رشوان تحدث بانفعال صادق عن ضرورة البحث عن وسيلة للسيطرة على اداة العرض والتوزيع للأفلام المستقلة حيث لا توجد طريقة حاليا لعرضها على نطاق واسع جنبا على جنب مع غيرها من الأفلام. وشدد على أهمية وجود منبر دائم لعرض الأفلام، وضرورة العمل المشترك بين الجميع لتوفير دار عرض صغيرة دائمة.
وتحدث أحمد عاطف عن تجربته مع اللجنة الحكومية التي شكلتها وزارة الثقافة لدعم أفلام الديجيتال وانتقد سلبياتها وقراراتها.
وطالب حسين بيومي بوجود نقاد مستقلين لنقد السينما المستقلة. وشكا عماد إرنست من عزلة معظم النقاد الموجودين في الساحة عن السينما ورغبتهم في وصول الأفلام إليهم واحجامهم عن المبادرة لحضور العروض التي تنظم لهذه الأفلام، وطالب بضرورة أن يتخلى النقاد القدامى عن جمالياتهم التقليدية اذا أرادوا التعامل مع السينما المستقلة، وان يديروا نقاشا حقيقيا مع السينمائيين "لأن هذا هو ما يصنع التقدم".
الثقافة السينمائية
الناقدة سهام عبد اسلام تحدثت فقارنت بين وضع الثقافة السينمائية في السبعينيات وبينها في الوقت الراهن، واشارت على العلاقة الوثيقة التي كانت قائمة بين السينمائيين والنقاد في اطار مشروع ثقافي عام أشمل ان يشغل الجميع. وكان عماد ارنست قد أشار على ما استخلصه من قراءته لكتاب "حياة في السينما" من وجود علاقة وثيقة بين المخرجين والنقاد في تلك الحقبة.
وأشار رشوان على وجود انعدام ثقة بين المخرجين والنقاد حاليا لأن هناك نظرة تجاهل من جانب الكثير من النقاد للسينما المستقلة، وقال ان مجموعة منهم حاولت الالتحاق بجمعية نقاد السينما المصريين. وطالب رشوان مع الكثير من الحاضرين في الندوة، بضرورة تأسيس كيان دائم في نهاية هذه الندوة، وطالب البعض الآخر ايضا بضرورة ان يصبح هذا اللقاء دوريا وليس سنويا. واتفقت معهم على أن اهم ما يمكن ان يتمخض عنه لقاؤنا اليوم هو أن يصبح هذا اللقاء اسبوعيا فعلا سواء في حضوري أو في غيابي.
رأيت أيضا أن النقاد في مصر خرجوا في السبعينيات من نوادي السينما، ولكنهم اليوم يأتون بالصدفة، من الصحافة ومن الانترنت بدون تأسيس سينمائي حقيقي.
وقدم عصام علي تحليلا شاملا لوضعية الثقافة السينمائية في مصر بين الماضي والحاضر مسلطا الاضواء على تغير الظرف السياسي والاجتماعي والفكري، دون ان يغفل الارهاصات الايجابية التي تتشكل في الواقع.
وتساءل الدكتور ناجي فوزي عن تعريف السينما المستقلة وأكد على ضرورة الالتزام بمعايير علمية راسخة في التعامل مع الفيلم كمنتج وضرورة وضع حدود بين المحترفين والهواة، وعدم الخلط بين سينما الهواة وبين السينما المستقلة، بينما جاء رد محمد عبد الفتاح فأكد على ضرورة ترك الباب مفتوحا أمام كل التجارب ولو على صعيد "عشوائي" وهو التعبير الذي رفضه أحمد رشوان تماما، بسبب ارتباطه بالفوضى الاجتماعية في الواقع. وأوضح محمد أنه يقصد الحرية الكاملة امام كل التجارب التي ستفرز نفسها بنفسها في النستقبل.
وقال الفنان التشكيلي سعد روماني عن أهم نتائج اللقاء الكشف عن الجوهة غير الخاضعة للمعايير والمقاييس. وطالب بتكسير القيود على الابداع. واقترح أحمد عاطف ضرورة أن يشاهد النقاد الأفلام قبل عرضها وقبل أن ينتهي صنعها تماما، واكد انه لا مانع من تدخل النقاد بالاقتراحات، فيما اعتبر عماد أن الجمهور وحده هة الذي يمكنه أن يحكم على الفيلم.
طرح الكثير من الأفكار المثيرة خلال المناقشة الطويلة الممتدة، وهي أفكار لا يمكن الاحاطة بها جميعا. وبكل اسف لم يتم تسجيل هذه الأمسية، بل ولم يكن لدي الوقت لكي أقوم بتسجيلها على الورق بل اكتفيت ببعض الملاحظات، وها أنا ذا أكتب من الذاكرة بدرجة كبيرة. ولذا فقد طلبت من المتحدثين الأساسيين ضرورة كتابة شهاداتهم واتفقنا على أن يقوموا بارسالها لي على أن تنشر تباعا في هذا الموقع ونفتح بعدها باب المداخلات مع جميع المهتمين. وأنا في انتظار أن يفي أصدقاؤنا بوعدهم.
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com