السبت، 12 ديسمبر 2009

في مهرجان دبي السينمائي 2


سهرة فيلم "عصافير النيل" في دبي كانت حافلة.. مخرج الفيلم مجدي أحمد علي موجود هنا بالطبع مع بطلي فيلمه فتحي عبد الوهاب وعبير صبري، ومدير التصوير الكبير رمسيس مرزوق.
شاهدت الفيلم للمرة الثانية بعد أن كنت قد شاهدته قبل نحو اسبوعين في مهرجان القاهرة السينمائي. وهو يحتاج إلى وقفة خاصة تفصيلية ستأتي أكيد فيما بعد.
الأحاديث التي تدور حول مائدة الغذاء ربما تكون أشمل وأكثر فائدة من المناقشات الرسمية، وهذه فائدة المهرجانات، لأنها تجمع بين النقاد والسينمائيين وتوفر الفرصة لعمل مناقشات حقيقية في أجواء ودية بما يقرب بين الأطراف المختلفة دون أن يعني هذا على الإطلاق أنه يتعين أن يتنازل أحدنا عن موقفه ورأيه المؤسس من قبل.
نكتشف صباحا وجود عروض خاصة بالصحافة للأفلام الخليجية التي عرض منها أول فيلم روائي طويل من الامارات بعنوان "دار الحي" لعلي مصطفى، ولكن لأفلام أخرى ايضا منها فيلم "قرطاجنة" الفرنسي..
* المخرج الفلسطيني الكبير ميشيل خليفي موجود هنا مع فيلمه الجديد الذي يحمل عنوانا غريبا هو "زنديق" ومع منتج الفيلم عمر قطان الذي لم أره منذ سنوات بعيدة وفوجئت بأن شعره الجميل اختفى من فوق رأسه.. زمن!
* نصري حجاج موجود أيضا بفيلمه الجديد التسجيلي "وقال الشاعر" حول حياة الشاعر الراحل الكبير محمود درويش. وكنت قد التقيت نصري في لندن في الصيف الماضي وقت أن كان يستعد لتصوير الفيلم ما بين تونس وبيروت وباريس.
* موضوع البيان المضاد للسرقات النقدية أي عمليات السطو التي يمارسها بعض المنتحلين واللصوص (وليس سرقات النقديات المالية بالطبع بل هي أنكى وأفدج!) يلقى اهتمام الكثيرين هنا ونستعد لاكمال النصاب من الموقعين عليه من النقاد لإصداره قريبا حتى يساهم في ردع تلك الظاهرة البشعة التي تفشت خلال الفترة الأخيرة ونالت الكثيرين منا.
* قابلت في الصباح مسعود أمر الله الذي كان بشوشا كعادته ودافئا في مودته، وليس صحيحا أنه لا يظهر بل يشرف بنفسه على مسار الأمور ويتأكد من أن كل شيء يسير في مساره المحدد ويتدخل في الوقت المناسب لحل أي مشاكل تنشأ أمام الضيوف والصحفيين. وقد ثارت مشكلة بسيطة تتعلق ببرنامج العروض الصحفية الذي أشرت إليه وسرعان ما حل المشكلة.
* يحتفي مهرجان دبي هذا العام بالسينما الهندية التي سبق أن لقيت احتفاء مماثلا في مهرجان القاهرة السينمائي، ولا أعرف السبب.. هل هناك مناسبة معينة للاختفاء الخاص بهذه السينما الكبيرة على هذا النحو؟
ويكرم المهرجان أيضا النجم الهندي أميتاب باتشان الذي سبق تكريمه في القاهرة أيضا.. هل هي مجرد مصادفة أن يتبادل المهرجانان الاحتفاءات والاحتفالات.. لا أعرف!
========================================================
في مهرجان دبي السينمائي 1


يبدو من الوهلة الأولى أن "كل الناس" او كل الدنيا جاءت إلى هنا، إلى دبي، لحضور مهرجانها السينمائي على الرغم من الأنباء السيئة التي تتحدث عن انهيار سوق العقارات وافلاس العديد من الشركات، وبداية أزمة مالية ضخمة في الإمارة التي عرفت عقودا من التألق.لم أدخل دبي منذ 1999 أي منذ عشر سنوات. وكان الطريق من منتصف المدينة إلى المطار، وبالعكس لا يزيد عن 7 دقائق فأصبح اليوم يتجاوز 40 دقيقة، تمر خلالها بالسيارة على عشرات المنشآت والشركات والمباني والأنفاق والجسور.. حالة عمرانية بانورامية هائلة ربما كانت المبالغة في حجمها هي التي أدت في النهاية إلى وقوع تلك الأزمة التي أتمنى أن تنهض منها الإمارة بسرعة وتعود إلى سابق عهدنا بها.
المهرجان نفسه لا يبدو كما قلت، أنه تأثر بالأزمة الجارية، بل يتمتع بالإبهار في كل شيء: في الحفلات والسهرات والشواطئ والحيوية الشديدة التي تتمتع بها المدينة التي بدت في حالة عرس كبير.لم أحضر الافتتاح، وقيل إن الفيلم الذي عرض فيه وهو فيلم "تسعة" لروب مارشال، تحفة حقيقية. لم أشاهد الفيلم بسبب غيابي عن الافتتاح وسأشاهده في لندن بعد عودتي. وجدير بالذكر أنه يجمع عددا من ألمع النجوم مثل نيكول كيدمان ودانييل داي لويس وصوفيا لورين ولويس جودي دينش وبنيلوب كروز وكات هدسن. المشكلة الأساسية التي بدت لي حتى الآن أنه ليس من السهل أن تلتقي بمن تود الالقتاء بهم في المهرجان بسبب تفرق أماكن العروض وابتعادها عن بعضها البعض، وتفرق اماكن الاقامة أيضا بين "القصر" الذي يقيم به السينمائيون وما يسمى بالـ VIPs أو أصحاب السعادة، أو الحظ، وفندق جميرا بيتش (حيث يقيم الاعلاميون).. ولكن بصراحة لا أجد فرقا كبيرا بين الفندقين بل إنهما على درجة من الفخامة والرونق تتجاوز كثيرا المطلوب، فربما تساهم المبالغة في الفخامة في احداث نوع من "الاغتراب" لدى الناقد المهموم بقضية الثقافة مثلي، وتخلق حاجزا بينه وبين الحياة الحقيقية، فالعملية بأسرها تبدو منفصلة عن الواقع، وذات علاقة أكثر بسينما الخيال الهوليودي خاصة وأن أجواء المهرجان ليست من النوع الاعتيادي أي أن النساء والفتيات هنا، وهن من كل نوعيات وجنيسات الأرض، يرتدين ملابس السهرة ويحرصن على الظهور بمظهر لا يقل عن مظهر نجوم السينما وكأنهن دخلن مع النجوم في مسابقة ما!
سعدت كثيرا بلقاء الصديق القديم الإعلامي والناقد السينمائي المصري الشهير يوسف شريف رزق الله، وسعدت أكثر عندما أخبرني أنه اشترى ثلاث نسخ من كتابي "حياة في السينما" أهدى اثنتين منهما، وعندما قال إنه يتابع هذا الموقع بانتظام. وسعدت أيضا بلقاء ناجح حسن وطارق الشناوي وصلاح سرميني وبشار ابراهيم وكمال رمزي وانتشال التميمي وعرفان رشيد والمخرج الفلسطيني رشيد مشهرواي ومحمد بكري وخالد عبد الجليل والمخرج مجدي أحمد علي والاعلامية آمال عثمان والزميل الناقد محمد رضا والزميل الناقد مصطفى المسناوي (وهو عضو في لجنة تحكيم الأفلام العربية الروائية) مما أجده اعترافا جيدا من جانب المهرجان بدور نقاد السينما بعد أن أصبح تجاهلهم أمرا شائعا بشدة في المهرجانات الدولية التي تقام في العالم العربي كما لو كانت هناك حالة عداء، أو لأن القائمين على أمر معظم هذه المهرجانات (خاصة مهرجان القاهرة) لا علاقة لهم بالثقافة أو بالنقد بل ويعتبرون النقاد شرا مستطيرا، ويفضلون صحافة المنوعات الخفيفة التي تنشر أخبارهم وصورهم!
لم ألتق مسعود أمر الله مدير المهرجان بعد وقالت لي شيلا ويتيكر مديرة برنامج الأفلام العالمية إنه مشغول في تقديم الأفلام العربية في العروض، وإنه ليس من الممكن الإمساك به!

الأربعاء، 9 ديسمبر 2009

لقاءات في القاهرة 3

ابراهيم البطوط وأحمد عاطف

مروة عبد الله وناجي فوزي وسامي السيوي

أفكار جديدة في أمسية السينما المستقلة

لقاء السينما المستقلة كان في اتيلييه للفنانين القاهرة يوم الثلاثاء 2 ديسمبر، ذلك اللقاء الذي أعلنت أنه لقاء سنوي، فقد كان الأول من نوعه منذ اللقاء الذي جمعنا في حديقة الاتيلييه في نفس الوقت من العام الماضي.
وكان الحشد الذي حضر مفاجئا لي، فلم تكن هناك إعلانات في الصحف، بل اقتصر الأمر على هذه المدونة. ومع ذلك، جاء كثيرون لا أعرفهم أو لم أكن اعرفهم من قبل، من الشباب، من هواة السينما، ومن محترفيها ومن الراغبين في العمل بالسينما.
وقد استغرق اللقاء ثلاث ساعات كاملة، من السابعة على العاشرة مساء، وشمل عددا من المحارو منها مستقبل السينما المستقلة، والعلاقة بينها وبين النقد، وهل هي علاقة ثقة أم تشكك، وهل الإنتاج يقتضي المغامرة أم التأني، وهل هناك قواعد للسينما المستقلة عليها أن تضعها لنفسها أم أن الأفضل ان تحطم كل القواعد وتدع "مائة زهرة تتفتح".
من السينمائين المستقلين الذين قدموا اسهاماتهم الأولى جاء ابراهيم البطوط مخرج فيلم "عين شمس"، وأحمد رشوان مخرج فيلم "بصرة"، وأحمد عاطف مخرج فيلم "الغابة"، والمخرج التجريبي الطليعي عماد إرنست، واعتذر أحمد عبد الله مخرج فيلم "هليوبوليس" عن عدم الحضور قبل اللقاء بسبب انغماسه في تصوير فيلم جديد في الاسكندرية، بينما قطع ابراهيم البطوط تصويره فيلم آخر جديد هناك لكي يحضر اللقاء كما قال لي.
وحضر معنا كاتب السيناريو سامي السيوي، والدكتور ناجي فوزي الأستاذ بمعهد النقد الفني، والناقد حسين بيومي، ومحمد عبد الفتاح مدير ومؤسس مهرجان السينما المستقلة، وحشد من الزملاء والزميلات، معظمهم من جيل الشباب كما اشرت. وكان هذا مؤشرا على الاهتمام الكبير الذي تجده الفكرة في حد ذاتها، أي فكرة السينما المستقلة: بمعنى الاستقلال عن السينما السائدة، والبحث عن طرق جديدة للإنتاج والتصوير بعيدا عن الطرق التقليدية والوسائل العتيقة والنجوم الذين يفرضهم السوق أكثر من الضرورة الفنية.
قلت إننا نجتمع لكي نرى ما إذا كنا قد أصبحنا اليوم أكثر اقترابا من مفهوم السينما المستقلة وذلك في ضوء ما تحقق بالفعل من أفلام تحت هذه اللافتة، سواء من افلام روائية طويلة او افلام قصيرة عديدة.
أحمد عاطف تحدث مؤكدا أن فيلمه "الغابة" أحد افلام السينما المستقلة وشرح تجربة انتاجه وكيف أنه انتج خارج الاطر التقليدية وبدهوده الخاصة واهتمادا على ما يعرف بسلفة التوزيع (قرض بضمان توزيع الفيلم)، وأن أجور العاملين كانت مؤجلة الدفع، وأنه تقدم بالفيلم إلى مسابقات كثيرة في الخارج، وانه عمل بدون منتج بل انتج فيلمه بنفسه، وأكد في عبارة أثارت الدهشة ان "العمل بدون منتج على الإطلاق أفضل من العمل في وجود منتج، فوجوده فكرة مزعجة جدا حتى لو كان أكثرهم فهما"!
وطالب أحمد بضرروة دعم مثل هذه التجارب من جانب النقاد الذين يجب أن يأخذوا في الاعتبار الظروف الشاقة التي يصنع الفيلم في اطارها رغم اقراره بضرورة التعامل مع الفيلم تعاملا فنيا وعدم التساهل في هذا الجانب.
وأكد عاطف ان الفيلم الطويل هو الذي سيصنع التغيير في السينما وليست الأفلام القصيرة التي ربما يعكس الاقبال على صنعها خوفا من الاقدام على تجربة صنع أفلام طويلة.

أحمد عاطف

مشروع ومغامرة
تحدث ابراهيم البطوط عن مشروعه الجديد وقال إنه بدأ في تصوير فيلم بدون ميزانية على الإطلاق، وبدون سيناريو نهائي، وأنه حدد فترة زمنية للانتهاء نم تصوير الفيلم وانه ملتزم بها، وقال عن العمل يشكل مغامرة قد تنتهي بان ياتي الفيلم نفسه مغايرا للفكرة التي بدأه بها.. وقال إنه يعمل اعتمادا على جهود عدد من ابناء مدينة الاسكندرية سواء من الفنيين او الممثلين، وذلك لكسر احتكار الفنانين القاهريين، والاعتماد على المبادرة الجماعية التطوعية، وأكد انه رغم ادراكه لاحتمالات الفشل القائمة بنسبة كبيرة إلا أنه مصر مع فريق فيلمه، على المضي قدما في التجربة حتى نهايتها، بعد ان ادرك انه يتعين عليه أن يصنع فيلما ىخر دون انتظار لتوفر الظروف المثالية للإقدام على اخراج الفيلم بعد أن تعثر مشروع فيلمه الآخر انتاجيا.

أحمد رشوان جلس على السلم بسبب امتلاء القاعة

عماد إرنست قال إن لديه افلاما قصيرة، ولديه عدد من المشاريع موجودة في الدرج، وليست لديه روح الاندفاع لتحقيق أفلام، وأن من طبعه التأني الشديد، والعمل الطويل على المادة من الناحية الجمالية قبل التصوير. وقال ان موضوعات السينمائيين المستقلين متشابهة بل وأفلامهم تتشابه أيضا في جمالياتها. وأضاف أن موضوعات أفلامه ليست تجارية وأن طريقة عمله لا تناسب الفيلم التجاري أصلا ولا المنتج الذي يود تحقيق مكاسب مباشرة، ودعا إلى ضرورة احترام التباين وتحدث بالتفصيل عن تجربة الملتقى السينمائي الذي نظمه حديثا لعرض ومناقشة الأفلام على مستوى اقرب إلى "ورشة العمل" وليس نادي السينما، والدروس التي خرج بها من التجربة.
وقد تحدثت شقيقة عماد "هناء إرنست" تفصيلا أيضا عن التجربة نفسها، وهي المدير الفني لملتقى الأفلام. وقد طلبت من كل منهما أن يكتبا لهذا الموقع "حياة في السينما" شهادتيهما على التجربة الثرية بغرض توثيقها وتأصيلها وحتى تعم الفائدة.
أحمد رشوان تحدث بانفعال صادق عن ضرورة البحث عن وسيلة للسيطرة على اداة العرض والتوزيع للأفلام المستقلة حيث لا توجد طريقة حاليا لعرضها على نطاق واسع جنبا على جنب مع غيرها من الأفلام. وشدد على أهمية وجود منبر دائم لعرض الأفلام، وضرورة العمل المشترك بين الجميع لتوفير دار عرض صغيرة دائمة.
وتحدث أحمد عاطف عن تجربته مع اللجنة الحكومية التي شكلتها وزارة الثقافة لدعم أفلام الديجيتال وانتقد سلبياتها وقراراتها.

مع عماد ارنست

وطالب حسين بيومي بوجود نقاد مستقلين لنقد السينما المستقلة. وشكا عماد إرنست من عزلة معظم النقاد الموجودين في الساحة عن السينما ورغبتهم في وصول الأفلام إليهم واحجامهم عن المبادرة لحضور العروض التي تنظم لهذه الأفلام، وطالب بضرورة أن يتخلى النقاد القدامى عن جمالياتهم التقليدية اذا أرادوا التعامل مع السينما المستقلة، وان يديروا نقاشا حقيقيا مع السينمائيين "لأن هذا هو ما يصنع التقدم".
الثقافة السينمائية
الناقدة سهام عبد اسلام تحدثت فقارنت بين وضع الثقافة السينمائية في السبعينيات وبينها في الوقت الراهن، واشارت على العلاقة الوثيقة التي كانت قائمة بين السينمائيين والنقاد في اطار مشروع ثقافي عام أشمل ان يشغل الجميع. وكان عماد ارنست قد أشار على ما استخلصه من قراءته لكتاب "حياة في السينما" من وجود علاقة وثيقة بين المخرجين والنقاد في تلك الحقبة.
وأشار رشوان على وجود انعدام ثقة بين المخرجين والنقاد حاليا لأن هناك نظرة تجاهل من جانب الكثير من النقاد للسينما المستقلة، وقال ان مجموعة منهم حاولت الالتحاق بجمعية نقاد السينما المصريين. وطالب رشوان مع الكثير من الحاضرين في الندوة، بضرورة تأسيس كيان دائم في نهاية هذه الندوة، وطالب البعض الآخر ايضا بضرورة ان يصبح هذا اللقاء دوريا وليس سنويا. واتفقت معهم على أن اهم ما يمكن ان يتمخض عنه لقاؤنا اليوم هو أن يصبح هذا اللقاء اسبوعيا فعلا سواء في حضوري أو في غيابي.
رأيت أيضا أن النقاد في مصر خرجوا في السبعينيات من نوادي السينما، ولكنهم اليوم يأتون بالصدفة، من الصحافة ومن الانترنت بدون تأسيس سينمائي حقيقي.
وقدم عصام علي تحليلا شاملا لوضعية الثقافة السينمائية في مصر بين الماضي والحاضر مسلطا الاضواء على تغير الظرف السياسي والاجتماعي والفكري، دون ان يغفل الارهاصات الايجابية التي تتشكل في الواقع.

وقال أحمد عاطف: إننا جميعا في مركب واحد.. وهناك فراغ في السوق يتعين علينا أن نملأه.
وتساءل الدكتور ناجي فوزي عن تعريف السينما المستقلة وأكد على ضرورة الالتزام بمعايير علمية راسخة في التعامل مع الفيلم كمنتج وضرورة وضع حدود بين المحترفين والهواة، وعدم الخلط بين سينما الهواة وبين السينما المستقلة، بينما جاء رد محمد عبد الفتاح فأكد على ضرورة ترك الباب مفتوحا أمام كل التجارب ولو على صعيد "عشوائي" وهو التعبير الذي رفضه أحمد رشوان تماما، بسبب ارتباطه بالفوضى الاجتماعية في الواقع. وأوضح محمد أنه يقصد الحرية الكاملة امام كل التجارب التي ستفرز نفسها بنفسها في النستقبل.
وقال الفنان التشكيلي سعد روماني عن أهم نتائج اللقاء الكشف عن الجوهة غير الخاضعة للمعايير والمقاييس. وطالب بتكسير القيود على الابداع. واقترح أحمد عاطف ضرورة أن يشاهد النقاد الأفلام قبل عرضها وقبل أن ينتهي صنعها تماما، واكد انه لا مانع من تدخل النقاد بالاقتراحات، فيما اعتبر عماد أن الجمهور وحده هة الذي يمكنه أن يحكم على الفيلم.
طرح الكثير من الأفكار المثيرة خلال المناقشة الطويلة الممتدة، وهي أفكار لا يمكن الاحاطة بها جميعا. وبكل اسف لم يتم تسجيل هذه الأمسية، بل ولم يكن لدي الوقت لكي أقوم بتسجيلها على الورق بل اكتفيت ببعض الملاحظات، وها أنا ذا أكتب من الذاكرة بدرجة كبيرة. ولذا فقد طلبت من المتحدثين الأساسيين ضرورة كتابة شهاداتهم واتفقنا على أن يقوموا بارسالها لي على أن تنشر تباعا في هذا الموقع ونفتح بعدها باب المداخلات مع جميع المهتمين. وأنا في انتظار أن يفي أصدقاؤنا بوعدهم.

السبت، 5 ديسمبر 2009

لقاءات في القاهرة 2

في ندوة دار العين حول كتابي "اتجاهات في السينما العربية"
جانب من اللقاء مع السينمائيين المستقلين
من اللقاء مع زملاء الجامعة

بالنسبة لي انتهى موسم المهرجانات الذي يستولي عادة على الثلث الأخير من العام. وجاء وقت للراحة والتأمل والمراجعة. وأظن ان على المهرجانات العربية اذا أرادت أن تحتفظ بما لها من رصيد أن تعيد النظر في مواعيد انعقادها لأنه لا يوجد سبب واحد يجعل أكثر من 7 مهرجانات تقام في مواعيد متقاربة تصل لحد التعارض، خاصة وأنه معظمها يعرض مفس الأفلام ويستقبل نفس الضيوف!
مهرجان القاهرة السينمائي مثلا لماذا لا ينتقل إلى شهر مارس في فصل الربيع، حينما يكون الطقس مناسبا تماما في القاهرة؟
ومهرجان أبو ظبي لماذا لا يفكر في تغيير موعده إلى شهر فبراير وهو مناسب تماما، حتى لا يتعارض مع مهرجانات كبيرة دولية أخرى كثيرة تقام في شهر اكتوبر، ولكي يبتعد قليلا عن موعد مهرجان دبي. وأما مهرجان مراكش فدعه يصدح وحده في عزلته الشتوية فلا أحد في العالم العربي يهتم بوجوده أصلا لأنه يتوجه أساسا، إلى فرنسا وعيون فرنسا!
كانت زيارتي الأخيرة للقاهرة مناسبة ليس لمشاهدة مزيد من الأفلام في مهرجانها الذي لا أحتاج إليه أصلا (شاهدت فيلما واحدا فقط)، بل لمقابلة الكثير من الأصدقاء، واجراء مناقشات ممتعة مع الكثيرين منهم، والاحتفال بصدور كتبي الثلاثة الأخيرة، واللقاء السنوي مع السينمائيين المستقلين الذي سأخصص له مقالا تفصيليا طويلا لاستعراض ما دار فيه.
قضيت يوما في ضيافة الصديق المبدع مدير التصوير الشهير سعيد شيمي في حضور المخرج والناقد هاشم النحاس، والمونتير أحمد متولي، والإثنان ارتبط معهما بصداقة من أيام "الزمن الجميل" اي تلك الفترة من حياتنا التي كنا نتطلع خلالها لتغيير السينما والعالم والتي تناولتها بالتفصيل في كتابي "حياة في السينما" الذي صدر أخيرا في القاهرة.
استرجعت مع الصديق حسين بيومي الكثير من ذكريات تلك الفترة، وناقش صديقي سامي السيوي معي بعض ما جاء في الكتاب (وكان في الحقيقة أول من انتهى من قراءته بعد يومين فقط من اهدائه له)، والتقيت بعدد كبير من أعضاء "شلة المنيل" التي خصصت لها فصلا في الكتاب مثل عادل السيوي ومجدي احمد علي ومحسن ويفي وسامي السيوي بالطبع، وجلال الجميعي وأمير سالم وعزة كامل في منزل المعماري الصديق عبد الرحمن المنياوي للاحتفال بصدور الكتاب وأيضا كتاب "الشيخ إمام في عصر الثورة والغضب" وهو اول كتبي غير السينمائية.
شاركت في الندوة التي أقامتها دار العين للنشر في إطار "حفل التوقيع" المخصص لكتابي الثالث الذي صدر في الشهر نفسه وهو "اتجاهات في السينما العربية" الذي يتناول بالنقد والتحليل عددا من الأفلام التي أخرجها مخرجون من العرب سواء في العالم العربي أو في أوروبا. وقد أصبح تقليد "حفلات التوقيع" التي تقيمها دور النشر في مصر تقليدا راسخا الآن، رغم أن البعض لايزال يتصور أنه مناسبة لتوزيع نسخ من الكتاب مجانا على الحضور، بينما تستغله دور النشر في الحقيقة لبيع نسخ من الكتاب لهم، ويجد المؤلف نفسه محرجا من طالبي الاهداءات.
لكن دار العين تتميز بأنها تقيم ندور خاصة لمناقشة الكتب التي تصدرها. وقد أدار الندوة التي خصصت لكتابي الناقد السينمائي المخضرم (من جيل الستينيات) كمال رمزي ببراعة وحنكة كبيرتين، وطرح خلالها الكثير من التساؤلات التي أثارت اهتمام الحاضرين منها ما يتعلق بتعريف السينما العربية والفيلم العربي.
وتقوم الدار أيضا بتصوير الندوة وما دار فيها بكاميرا الفيديو على أساس أن تضعها على موقعها على شبكة الانترنت بالصوت والصورة لكل من يرغب في متابعتها.
ويتساءل الكثيرون عن صدور (ثلاثة كتب مرة واحدة في أسبوع واحد تقريبا عن دارين للنشر): هل هي ضربة حظ، أم انفراجة في نشر الكتب أم شطارة من جانبي وأنا الذي كنت أشكو من عدم اهتمام الناشرين؟
والحقيقة أن صدور الكتب الثلاثة في هذا التوقيت تحديدا جاء تمهيدا للمشاركة بها في معرض الكتاب الدولي بالقاهرة في الشهر القادم (يناير 2010).. وهذا هوو عادة موسم اصدار الكتب الجديدة في مصر.
ويرجع الفضل في إصدار كتابين لي عن مكتبة مدبولي إلى جهود الصديق الوفي الصحفي خالد السرجاني، اقتناعا منه بما أكتبه وأنتجه، وقد بذل جهدا كبيرا في متابعة نشر الكتابين إلى أن ظهرا على الصورة التي خرجا بها في النهاية، بل وأصبح أيضا يتابع عملية توزيعهما في القاهرة بنفسه لقربه من الدار التي أصدرتهما. فشكرا له وللاصدقاء الذين أثنوا على الكتب واهتموا بالتنويه بها.
أما أهم ما تحقق خلال هذه الزيارة فكان اللقاء الذي جمعني بعدد من الزملاء والأصدقاء من زمن الدراسة الجامعية، من عصر الثورة والغضب، في السبعينيات الماضية. وقد اجتمعنا على العشاء في منزلي، بعد فراق طويل استغرق في بعض الحالات أكثر من ثلاثين سنة، وكان لقاء تاريخيا بالفعل، بعد أن تقدم بنا العمر، وامتدت الهموم، وتغير العصر، فلم تعد الدنيا هي الدنيا، ولا الجامعة هي الجامعة. وكان هذا اللقاء العاطفي المثير "تمهيديا" قبل أن نقدم، خلال زيارتي التالية، شهاداتنا موثقة بالصوت والصورة، عما كنا نحلم به ونحن بعد في مرحلة فورة الشباب الغض والرغبة في تغيير الدنيا، وما أصبحنا عليه الآن بعد مرور كل تلك السنين.

الجمعة، 4 ديسمبر 2009

لقاءات في القاهرة 1

حسين بيومي عمر منجونة

عماد ارنست

أميرة الطحاوي

مع عطيات الأبنودي


هذه مجموعة من الصور من جلسة الحديقة الشهيرة بالمجلس الأعلى للثقافة في القاهرة قبل ايام مع مجموعة من الأصدقاء.. التقينا على الود والتقدير والاحترام ودارت بيننا الكثير من المناقشات. كان الوقت وقت مهرجان القاهرة السينمائي، وكان المهرجان قد أوشك على نهايته، والشتاء يزحف بمزيد من المهرجانات التي لن أستطيع ان استجيب لها بل أتطلع إلى حياة هادئة خلال الشهر الأخير من العام في انتظار العام القادم إن شاء الله.
جاءت عطيات الأبنودي، والصديق الناقد حسين بيومي والكاتب والمترجم محمد هاشم، والصديق الشاب عمر منجونة، وصديقنا المخرج المشاغب عماد ارنست وأميرة الطحاوي وآخرون.. ثم جاء المخرج الكبير محمد خان، ومعه زوجته كاتبة السيناريو وسام سليمان، بعد أن توقفنا عن التصوير. وقضينا جميعا وقتا ممتعا في التواصل.
جميع الحقوق محفوظة ولا يسمح بإعادة النشر إلا بعد الحصول على إذن خاص من ناشر المدونة - أمير العمري 2020- 2008
للاتصال بريد الكتروني:
amarcord222@gmail.com

Powered By Blogger